روايات

رواية زواج بالإكراه الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ملك مصطفى

رواية زواج بالإكراه الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ملك مصطفى

رواية زواج بالإكراه الجزء الثالث والعشرون

رواية زواج بالإكراه البارت الثالث والعشرون

رواية زواج بالإكراه الحلقة الثالثة والعشرون

في المساء..
في غرفة يامن..
كانت تجلس آسيا بالردهة على الاريكة و تشاهد التلفاز و لكن وصلها اشعار من الهاتف ففتحته و ابتسمت بإتساع و بدأت محادثتها الإلكترونية مع صديق لها من الجامعة ، دلف يامن الغرفة وهو يتثائب فتحدث إليها ولكنها لم تنتبه فعقد حاجبيه بتعجب و اقترب منها ليراها تراسل شخص ما فدقق اعينه ليرى اسم ” دان” ، سحب الهاتف من يدها بسرعة لتنتفض و تقف و تنظر له بضيق..
آسيا بغيظ:
– ايه التناحة دي هات موبايلي
يامن بسماجة:
– لا
آسيا بحنق وهي تحاول جذبه من يده :
– هو ايه اللي لا ده موبايلي انا على فكرة
يامن ببرود وهو يرفع كفه بسرعة:
– ما انا عارف انه موبايلك على فكرة
آسيا بغضب وهي تبعد شعرها عن وجهها:
– ايه البرود ده يا يامن ما تجيب الموبايل انا بتكلم عليه
يامن بترقب:
– ايوة بتكلمي مين بقى؟؟
آسيا بضيق وهي تعقد ساعديها امام صدرها:
– صاحبي
يامن بحزم وهو يقرص اذنها:
– اسمه زميلي يا حبيبتي ، و بعدين بتكلمي زميلك في وقت زي ده ليه ، انا اللي مرضتش اسمع كلامهم لما قالولي ادبحلها القطة ، هى دي غلطتي
آسيا بعدم فهم وهي تمسك كفه الممسكة بأذنها:
– قطة ايه؟ يعني ايه؟
يامن بضيق:
– اسكتي اسكتي ، متتكلميش مع حد انا مبحبش كدة
آسيا بضيق:
– انا مالي تحب ولا متحبش ، هل انا سألتك لما روحت سهرت مع واحدة و صورتكم كانت منورة في الجرايد تاني يوم؟
يامن بحنق وهو يلقي الهاتف على الاريكة:
– هنلف و ندور و نرجع لنفس الموضوع انا عارف
آسيا بغضب:
– ايوة عشان انت كدبت عليا ، و خليتني اساعدك انك تروح تعمل المصيبة دي ، بجد كان عقلك فين
يامن بضيق:
– هو مش الموضوع ده اتقفل من مليون سنة ، انتِ بتفتحيه تاني ليه؟
آسيا بحدة:
– عشان انا متأكدة انك هتعمل كدة تاني ، هو انت فاكرني مش واخدة بالي من هزارك مع البنات في الشركة؟؟ فاكرني مش شايفة نظراتك ليهم؟؟ انا واخدة بالي من كل حاجة انت بتعملها كويس
يامن بذهول:
– هزاري و نظراتي؟؟؟ انا؟؟
ضحكت بتهكم ثم اخذت هاتفها و كادت ان تغادر ولكنه امسك معصمها بقوة آلمتها و جذبها بعنف لتقف أمامه فنظرت له بملامح منكمشة متألمة..
يامن بغضب:
– انتِ اللي فكراني عبيط و مش واخد بالي من نظرات رؤوف ليكي ، انا كل ما ادخل المكتب الاقيه عندك و صوت ضحككم بيبقى واصلي يا واد عديها ، معلش هي متربية برة متعرفش حاجة عن هنا ، لكن طلما هتتبلي عليا بحاجات لا بصي انتِ بتعملي ايه الأول
آسيا بصدمة:
– بعمل ايه ان شاء الله يا استاذ يامن؟؟ ياللي مبتسيبش واحدة معدية الا لما تبص عليها
يامن بتهكم:
– لا يا شيخة؟؟
آسيا بحزم و حدة :
– سيب ايدي عشان متغباش عليك
يامن بضحكة مذهولة متهكمة:
– متتغابيش عليا؟؟؟؟ لا ده انتِ هبت منك خالص
آسيا بصوت عالي وهي تربت على صدره:
– اه هبت مني ، ملكش فيه
يامن بحنق وهو يمسكها من تلابيب ملابسها:
– لا ميغركيش العربية و الطبقة اللي احنا عايشين فيها دي ، ده انا اشقك نصين و محدش يقولي تلت التلاتة كام
آسيا بضحكة متهكمة وهي تمسكه من تلابيب قميصه :
– ميغركش اني كنت عايشة برة ، ده انا اوديك البحر و ارجعك عطشان يالا!!
يامن بصدمة :
– يالا!!! ده انتِ يومك اسود
حملها بسرعة على كتفه فصرخت بخضة و ظلت تضربه على ظهره ولكنه لم يبالي و سار بها إلى غرفة نومهم..
يامن وهو ينظر حوله:
– ارميكي في انهي داهية ، قوليلي
آسيا بصراخ:
– نزلني يا حيوان
يامن بتهديد:
– انا هبيتك في الدولاب النهاردة يا ام جلمبو
كاد ان يتحرك بها ناحية الخزانة ولكنه تعركل في رباط حذائه ليسقط على الفراش وهي فوقه ، نظر بأعينها وهو يلهث بصدمة فكانت تبادله النظرات المصدومة المتوترة ، ظلت تنظر بأعينه الزيتونية وهو يبادلها النظر في زرقاوتيها حتى شعرت بضربات قلبها تعلو ، خشيت من ان يكون يشعر بها فقررت النهوض من فوقه لكنه حاوط خصرها بسرعة بذراعه ليمنعها من الحراك و كفه الآخر وضعه خلف عنقها ليقرب وجهها من وجهه فجحظت اعينها بصدمة مما هو قادم و اغمضت اعينها بسرعة فأبتسم بنشوة وهو يلامس شفتيها قبل أن يلثمها بقوة و شوق ، تخدر جسدها و كادت ان تفقد وعيها بين أحضانه ولكن قاطعهم طرقات على باب الغرفة لتنتفض هى بعنف و تبتعد عنه وهي تمسح شفتيها بظهر كفها ، جلس نصف جلسة و شاهدها وهي تعدل ملابسها بسرعة و توتر فضحك بخفة وهو يقف و يستعد للخروج ليفتح للطارق ولكنها جذبته من معصمه بغضب و الخجل يكسوا ملامحها..
رفعت اكمامها بسرعة و ظلت تمسح وجهه و شفتيه الملطخة بأحمر شفاهها فضحك بقوة أكبر لتلكمه في صدره فيتآوه بضحك ثم يخرج ليفتح الباب ، تفاجئ بفتاة غاية في الجمال ترتدي ملابس عارية و تنظر له بأبتسامة واسعة و تقف بجانبها مساعدة تعمل في منزلهم..
يامن بعدم فهم وهو ينظر للمساعدة :
– مين دي؟ هى اوضتنا قلبت ريسبشن؟؟ بتستقبلوا فيها الضيوف
آسيا بتعجب من الخلف:
– ضيوف مين يا آآ
صمتت فجأة وهي تجحظ بأعينها ثم صرخت بقوة وهي تركض لصديقتها و تحتضنها بقوة فبادلتها الأخرى العناق وهي تقهقه بصوت عالي و نظراتها مصوبة على يامن الذي ينظر لهم بعدم فهم..
آسيا بصدمة وهي تبتعد عنها:
-How did you come so fast?
“كيف جئتي بتلك السرعة”
صديقتها بأبتسامة واسعة:
– I came with pleasure
“جئت بكل سرور”
آسيا بحماس وهي تسحبها للداخل :
-Get in quickly, I really missed you
“ادخلي بسرعة ، لقد اشتقت لك حقا”
يامن بتساؤل وهو يعيق تقدمهم:
– انتِ مدخلاها فين انتِ كمان ، الوقت متأخر يا حبيبتي
آسيا بترجي و لهفتها تظهر بقوة على وجهها:
– عشان خاطري يا يامن خليها تبات معانا النهاردة
يامن بذهول:
– تبات معانا فين يا آسيا انتِ اتجننتي؟
صديقتها بمرح:
-What’s wrong, handsome?
“ما الخطب أيها الوسيم؟ ”
آسيا بسرعة وهي تتخطى يامن و تكمل تقدمها:
-Nothing, honey, he’s just welcoming you.
“لا شئ يا عزيزتي ، انه يرحب بك فحسب”
راقب سيرهم لغرفة النوم بضيق ولكن تفاجئ وهو يرى صديقتها تلتف له و تبتسم ابتسامة لم تريحه ، زفر بحنق ثم خرج من الغرفة بأكملها بحنق فلقد فسدت ليلته مع زوجته..
…………………………………………………………………..
في صباح اليوم التالي..
في غرفة صقر..
استيقظت بإنزعاج بعد أن شعرت بأشعة الشمس تدغدغها فأبتسمت وهي تشعر بنفسها بين احضانه فهو يضمها بقوة كأنه آخر عناق بينهم ، فتحت اعينها لتصرخ بخضة وهى ترى فيروز بجانب الفراش و تنظر لهم ببرود..
صقر بخضة وهو يجلس نصف جلسة :
– في ايه؟؟
مليكة بتوتر وهى تأخذ انفاسها:
– انتِ قاعدة كدة ليه يا فيروز؟
صقر بقلق وهو يقف بسرعة و يذهب لأبنته ليجثوا على ركبته بجانب مقعدها المتحرك :
– انتِ كويسة؟؟
فيروز بهدوء :
– اه كويسة ، انا كنت جاية اصحي مليكة عشان كنا متفقين نروح البيوتي سنتر سوا بعد ما نشتري فساتين لعيد ميلاد عبدالله
مليكة بتذكر وهي تنهض فجأة :
– انا اسفة بجد راحت عليا نومة ، بس متقلقيش لسة معانا وقت ، هاخد شاور بسرعة و نروح
صقر بضيق وهو يقف:
– هو لازم نروح؟
فيروز بذهول:
– نروح!!!! انت جاي معانا؟؟
مليكة بأبتسامة و غمزة :
– ايوة انا اقنعته
ثم ضحكت ليزفر صقر بضيق مصتنع فتقبله مليكة بوجنته و تخرج ، كانت تتابع فيروز ذلك الموقف وهي تشعر بأن قلبها يعتصر من الحزن و الألم ، لماذا لم ترى والدتها ذلك الجانب الجيد منه!! لماذا لا تتذكر موقف يجمع بين والديها في آن واحد! هى لا تتذكر انها رأتهم سويا قط! لم تراهم يتعانقون ولا يتبادلون المرح و المشاكسة ، دمعت اعينها بقوة حتى انها شوشت رؤيتها لكنها استدارت بمقعدها بسرعة قبل أن يراها والدها الذي ينظر في أثر مليكة بأبتسامة أظهرت جوف وجنته..
فيروز بنبرة متحشرجة:
– بابا لو سمحت طلعني وديني اوضتي انا حاسة اني مش قادرة اتحرك بالكرسي
استدار لها بسرعة و قلبه يدق بعنف عند استماعه لكنيته من بين شفتيها ، هى خرجت بعفوية لكن لم يعلم انها ستصيب قلبه بتلك السهولة ، حمحم قليلا ثم امسك بيد مقعدها و بدأ يحركها للخارج..
صقر بهدوء:
– هتلبسي ايه؟
فيروز بهدوء:
– مش عارفة لسة
صقر بتساؤل:
– تحبي اجي اختار معاكي الهدوم؟
فيروز بتوتر و قلبها يدق بعنف لذلك الاهتمام:
– آآ لا شـ..شكرا
صقر بأبتسامة:
– لا هاجي معاكي ، و ناخد فادي كمان و نشتري شوية هدوم كدة و نتغدى سوا كمان ايه رأيك؟
فيروز بهدوء مصتنع عكس قرع الطبول الذي بداخلها :
– تمام ماشي
كانت بدور تهبط الدرج هى و أيان الذي يحاوط كتفها و يتحدثون بأمور الدراسة فقابلوا صقر..
أيان بأبتسامة وهو يعانقه:
– يااااه عاش من شافك يا راجل
صقر بضحك :
– ده انت بكاش اوي يا جدع انت
بدور بتوتر وهي تنظر للأسفل:
– صباح الخير يا صقـ.. يا ابيه صقر
صقر بأبتسامة وهو يجذبها لأحضانه :
– صباح الخير يا بدارة
جحظت بأعينها وهي ترفع يدها بإرتجاف لتحاوط ظهره ، كانت متأكدة من انه يسمع و يشعر بنبضات قلبها المرتجفة بداخلها ، فهى لم تستمع لأسمها ذاك منه منذ آلاف السنين ، بل و لم يعانقها منذ الطفولة ، ابتسمت بذهول وهي تنظر لفيروز بتعجب من ذلك التحول..
صقر بهدوء وهو يبتعد قليلا:
– عامل معاكي ايه الواد ده
بدور بأبتسامة مرتجفة:
-كـ..كويس
ابتسم لها بهدوء وهو يربت على ظهرها ثم ودعم ليدلف لغرفة ابنته ، تسمرت بمكانها وهي شاردة في اثره و اعينها مازالت جاحظة؟ هل بالفعل هو من كان يقف أمامها؟ هو من كان يضمها بكل ذلك الشوق؟ ولكن قطع حبل أفكارها هو شعورها بتخلل أصابع أيان لأصابعها ليشبك كفيهم سويا و يرفعهم بهدوء ليقبل كفها بحنان..
أيان بحنان:
– انتِ كويسة؟
بدور بأعين مهزوزة مدمعة:
– ممكن اعمل حاجة؟؟
اومأ برأسه بعدم فهم فتفاجئ بها ترتمي بين احضانه لتحاوط خصره و تدفن وجهها بصدره بقوة ليقابل ذلك العناق بعناق أكبر وهو يحاوطها و يضمها اليه أكثر فأبتسمت بطمئنينة ، ماذا يحدث له؟؟ لماذا كل ذلك الدفئ الذي يشعر به بجانبها؟؟ لماذا يغمره احساس المسئولية عندما تكون بجانبه؟؟ لماذا يشرد بأعينها بين الحين و الآخر؟؟ لماذا عندما يكتب رواياته يتخيلها لتصبح ملامح البطلة شبيهة بملامحها ، بأعينها العسلية الصافية التي تجعله يذوب عندما تنظر له بل و شعرها الحريري الطويل الذي ينبت شعور بداخله انه يريد أن يأخذها بين احضانه لتتناثر خصلاتها عليهم بل و أيضا شفتيها الذي بدأ يشعر بالآونة الأخيرة انه يريد تذوقهم بشدة بل و يخاف ان يفقد السيطرة على نفسه أمامها!! هى لم تبذل اي جهد لتوقعه ولكنه وقع بالفعل ، لم يرد تأكيد المعلومة فأكتفى بهز رأسه بخفة ليبعد تلك الأفكار ، ابعدها عن احضانه بهدوء ليكملوا هبوطهم و لكن تلك المرة كل منهم شارد بأفكاره..
…………………………………………………………………..
في غرفة يونس..
كانت ريتال تجلس بالشرفة و تحدق بالحديقة بغضب شديد و هى تتذكر ما حدث قبل قليل..
فلاش باك..
استيقظت على صوت رنين هاتفها لتتفاجئ بصديقها فوقفت بسرعة و سارت ببطئ للخارج كي لا يستيقظ يونس الذي يغط بسبات عميق بجانبها..
ريتال بصوت ناعس:
– ايه يا محمد عامل ايه
محمد:
– الواطية اللي مش بتسأل ، انتِ سفريتك طولت ليه كدة يا بت
ريتال بضحك:
– اهو النصيب ، انت و سوما عاملين ايه ، وحشتوني يا ولاد اللزينة
محمد بتفكير:
– طب ما يلا نتقابل ، انزلي اسكندرية او نجيلك احنا
ريتال بحماس:
– يلا والله اصلا واحشني اوي
محمد بأبتسامة:
– انتِ كمان وحشتينا يا ريتا ، يا رب ترجعلنا بسرعة بقى
-بتكلمي مين؟؟
ريتال بخضة وهي تستدير له بعد أن اغلقت الهاتف سريعاً:
– آآ دي اسماء
يونس بسخرية وهو يقترب منها:
– بجد والله؟؟؟؟ وريني اسماء كدة
ريتال بذهول وهي تضع يدها التي بها الهاتف خلف ظهرها:
– انت عايز تمسك تليفوني؟؟؟ و ده من ايه ان شاء الله؟
يونس و قد بدأت تحتد نبرته:
– بقولك هاتي التليفون!
ريتال بعند :
– لا مش هديهولك ، وسع من وشي
كادت ان ترحل من أمامه ولكنه جذبها بعنف من معصمها لتتآوه بقوة وهي تنظر ليده بصدمة ، جذب منها الهاتف بعنف و لحسن حظه انها لا تضع كلمة مرور ففتحه بسهولة ليدخل في سجل المكالمات و يرى آخر مكالمة ليتأكد من ظنونه فأبتسم بسخرية وهو يضع الهاتف في وجهها..
يونس بسخرية:
– هى دي اسماء؟؟
لم ترد عليه بل كانت تنظر له بصمت و برود جعله يغتاظ و ينفعل كثيراً ، فرفع كفه و صفعها بقوة لتسقط ارضاً من شدة صفعته لها ، وضعت يدها فوق وجنتها بصدمة لتتفاجئ بسيل من الدماء يهبط من انفها بل و يتفاجئ معها يونس الذي جثى فوق ركبتيه بسرعة و حاول مساعدتها في النهوض ولكنها رمقته بشمئزاز ثم وقفت وحدها لتسير للمرحاض بخطى واسعة و ما ان حاول اللحاق بها حتى اغلقت الباب بوجهه فزفر بقوة وهو يضرب جبهته عدة مرات و يلعن تسرعه ، خرجت بعد فترة لتتفاجئ بالغرفة فارغة فقط يوجد ورقة مطوية فوق الأريكة لتذهب إليها و تفتحها لتقرأ محتواها..
“انا اسف بجد”
ابتسمت بسخرية وهى تتحسس وجنتها المتورمة ثم مزقت الورقة الي اشلاء و دلفت للشرفة لتلقيها بعنف و دموعها تنهمر بقهرة على حالها ، هى ظنت انه شريك حياتها بالفعل!! ظنت انه عوضها عن المرحوم والدها؟؟ لقد اختارت تكملة حياتها معه! عضت شفتيها بندم لتبدأ شهقاتها تعلو فتجلس ارضاً بالشرفة و تضم ركبتيها لأحضانها..
انتهاء الفلاش باك..
وقفت بهدوء ثم دلفت للداخل و ذهبت للخزانة لتبدأ بجمع ملابسها و وضعهم بحقيبتها ثم سارت بالحقيبة للخارج و وضعتها بجانب الأريكة حتى تنهي ارتداء ملابسها..
…………………………………………………………………..
في غرفة آسر..
كانت تجلس سيليا بحنق فوق الفراش و أمامها آسر الذي طلب من الخدم إحضار فطورهم للأعلى..
آسر بإصرار وهو يضع الملعقة امامها:
– انا قولت اللي عندي هتاكلي يعني هتاكلي
سيليا بضيق:
– انا دراعي مكسور مش مشلولة
آسر بإصرار أكبر وهو يدفس الملعقة بفمها:
– هو انا هستناكي لما تتشلي ، لا انا عايزك تخفي بسرعة كدة يا عامود الشركة
سيليا بحنق:
– اتريق اتريق ، انتوا من غيري مش هتلاقوا تاكلوا
آسر بمرح:
– عندك حق فعلا عشان انتِ اللي بتلمي الاوردر
سيليا بسخرية وهي تلكزه في صدره:
– ده انت سكر
آسر بأبتسامة مشاكسة:
– و عسل كمان
ضحكت بخفة وهي تهز رأسها بيأس فبدأت تأكل من يديه وهى تشعر بخفقان يسري داخلها فجائت ببالها لحظة ضعفها له في مكتبه لتخجل كثيراً و تشيح نظرها بعيداً..
آسر بهدوء و حنان وهو يعيد خصلاتها خلف اذنها:
– بقيتي احسن؟
سيليا بأبتسامة صغيرة :
– انا كويسة بجد ، روح شغلك انت انا هاخد اجازة
آسر بغضب مصتنع مرح:
– وانتِ استأذنتي مين ان شاء الله يا هانم؟؟
سيليا بأبتسامة مرحة:
– جوزي ، صاحب الشركة
آسر بهدوء مرح :
– لا إذا كان كدة ماشي
ضحكت بمرح ثم انهت طعامها سريعا كي لا تجعله يتأخر على عمله ، فكان يبتسم لها بين الحين و الآخر و عندما تتلاقى نظراتهم كان يطيل النظر حتى تخجل هى و تشيح بنظرها بعيداً..
…………………………………………………………………..
في المول التجاري..
كانوا يجلسون على إحدى الطاولات و يأكلون طعامهم بهدوء لا يخلوا من مشاكسات صقر لمليكة بين الحين و الآخر..
فيروز بأبتسامة مصتنعة:
– انتِ عارفة يا مليكة ان ماما كان نفسها تبقى مكانك دلوقتي اوي!!
خيم الصمت فجأة لتعتدل مليكة بجلستها فهى كانت تلتصق بصقر و تميل عليه لتستند بجسدها على جسده ، حمحم صقر بتوتر وهو يخشى ردة فعل مليكة..
مليكة بأبتسامة واسعة:
– بس يا بختها يا فيروز ، عرفت تجيب بنت زي القمر و وارثة چينات الحلاوة من عيلة الجندي ، و كمان جابت ابن زي العسل ، ان شاء الله انا كمان اعرف اعمل زيها
فيروز بضيق حاولت اخفائه:
– مممم اه ، بس آآ هو بابا قصدي صقر مقصر في حقك؟؟
مليكة بجدية :
– اه طبعا ، زي ما هو مقصر في حقكم كلكم “ثم اكملت بمرح لتخفف من حدة الأجواء” هو صقر كل حياته شغله ده ، ده حتى وهو بينام بيكلم زمايله في الشغل ، لالا صعب اوي
فيروز بإقتضاب:
– اه صعب
صقر من بين أسنانه وهو يحدج ابنته بنظرات قاتلة:
– طب مش نكمل اكل عشان نلحق العيد ميلاد؟
فيروز بتساؤل:
– هو انت حبيت مليكة اكتر من ماما؟؟
مليكة بسرعة :
– لا يا حبيبتي ، هو حبنا احنا الاتنين زي بعض ، بس حظ مامتك الوحش انها جات في فترة كان ضغط كبير على باباكي ، من كل حتة ، عشان كدة معرفش يقعد معاها أطول فترة ممكنة ، لكن انا جيت في الآخر كان بدأ يتعافى اهو ، عشان كدة شوية عارفة اتعامل
لم يستطع الرد فقط اكتفى بنظرة حنونة ممنونة لمليكة لتفاجئه بإلتصاقها به مرة أخرى فضحك بخفوت ليكمل طعامه..
…………………………………………………………………..
في القصر..
هبطت ريتال بهدوء وهي تجر حقيبتها خلفها لتصتدم بيونس الذي كان يصعد بسرعة و بيده باقة زهور فكادت ان تسقط فحاول محاوطة خصرها لينقذها ولكنها توازنت بسرعة و دفعت يده بغضب..
يونس بذهول وهو يعيق تقدمها :
– هي ايه الشنطة دي؟
ريتال بهدوء وهى تحاول تجاوزه:
– شنطة هدومي ، عديني من فضلك
يونس بغضب وهو يحاول اخذ تلك الحقيبة:
– اعديكي ايه؟؟ انتِ رايحة فين؟؟
ريتال بحدة :
– غايرة في ستين داهية ، انت مالك
يونس بحدة :
– انا جوزك هو ايه اللي انت مالك؟؟؟؟
ريتال بإصرار:
– ايوة انت مالك ، عديني بقولك
منعها مرة أخرى فزفرت بغضب و هى تدفعه لتكمل هبوطها فلحق بها بسرعة يحاول منعها لكنها لم تخضع له فجذبها بعنف من ذراعها ليضعها أمامه..
يونس بغضب:
– انتِ مش هتروحي في حتة انتِ فاهمة!!
ريتال بغضب هي الأخرى:
– لا هروح ، انا هرجع مكان ما كنت ، و مش عايزة اشوف وشك تاني
-في ايه يا ولاد!! معقول ارجع من الشغل بدري عشان تعبان اجي على صوتكم كدة
استدارت ريتال له ليتفاجئ عبد التواب بتورم وجنتها و ازرقاقها قليلاً فقطب حاجبيه بحدة وهو يرى تلك الحقيبة في يدها ، الآن فهم كل شئ!!
عبد التواب بصوت محشرج:
– في ايه يا ريتال!!
ريتال بصوت عالي للغاية و نبرة متحشرجة مبحوحة:
– فيه ان انا اتضربت و اتهانت!! هو ده كان اتفاقك لينا؟؟ هما دول اللي جوزتهوملنا؟؟ لما من اول اسبوعين بيمد ايده عليا اومال باقي الايام هيعمل معايا ايه!! انا ابويا لو كان عايش كان مسح بكرامته الأرض و جاب حقي لكن انا ابويا ميت دلوقتي للأسف و مليش ضهر..
عبد التواب بنبرة قاسية للغاية وهو ينظر ليونس الذى احنى رأسه بخجل:
-اللي هتطلبيه هيتنفذ يا بنت عبد العال!! ما عاش اللي يهينك يا بنتي
ريتال بجمود وهى تقترب منه و تقف بجانبه:
– انا عايزة اتطلق
يونس بخشونة:
– لا!!
عبد التواب بقوة وهو يصفعه:
– طلقها!!!!!!!!! انت متستاهلش ضافرها

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زواج بالإكراه)

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى