روايات

رواية رفقا بي يا قاتلي الفصل الثلاثون 30 بقلم سولييه نصار

رواية رفقا بي يا قاتلي الفصل الثلاثون 30 بقلم سولييه نصار

رواية رفقا بي يا قاتلي الجزء الثلاثون

رواية رفقا بي يا قاتلي البارت الثلاثون

رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة الثلاثون

الفصل الثلاثون(لا استطيع الحياة بدونك)
هلا تعودين …العالم بارد للغاية من دونك
…………
-هنا!!!
قالتها نورهان والدتها بصدمة عندما رأتها ….توسعت عينيها فجأة وهي ترى بقعة دماء على فستانها الطويل …
-هنا ايه اللي حصل ؟!ايه الدم ده…
-انا قتلتها…قتلت منار يا ماما …
ضحكت هنا وأكملت :
-أخيراً مراد هيبقى ليا !!
شهقت نورهان بصدمة…ثم أمسكت كف ابنتها وهي تدخلها للمنزل وتكتم فمها وتقول :
-بس اسكتي بتقولي ايه !!!
كانت هنا ما زالت في عالم آخر. ..السعادة التي تظهر على وجهها غريبة ….لدرجة ان والدتها خافت منها ..ابتعدت نورهان قليلا مزيحة كفها عن فم ابنتها لتضحك هنا وتقول :
-خلاص منار راحت ..ومراد هيبقى ليا …هتبقالي عيلة يا ماما …هقدر ابعد عن ابويا واعيش مع انسان يقدرني …انسان ميخونيش ولا يضربني زي ما كان بيعمل بابا او علي …
-يا مصيبتي يا مصيبتي …
قالتها نورهان وهي تضرب على وجهها وتبكي …
فجأة خرج علاء من الغرفة وتجمد وهو يرى ابنته …
-بتعمل ايه دي هنا ؟!
قالها علاء بخشونة لتندفع زوجته نحوه وتقول :
-الحقني ..الحقني بنتك قتلت منار …الحقني يا حاج …
توسعت عيني علاء بصدمة ….وازدادت وتيرة دقات قلبه…شعر انه في كابوس وهو ينظر الى ابنته التي تبتسم ببلاهة…اقترب علاء من ابنته وأمسك شعرها وهو يصرخ بها :
-عملتي ايه يا بنت المجنونة…انطقي عملتي ايه ؟!
نظرت الى والدها برعب ليصفعها بقوة ويقول:
-انطقي هببتي ايه ؟!..
-انا …أنا …
صفعها مرة أخرى بقوة حتى نزف فمها وكرر سؤاله…
-ضربت منار بالسكينة !!
قالتها هنا برعب ليدفعها والدها حتى سقطت على الأرض ويصرخ بها :
– يا بنت الكلب ودتينا في ستين داهية يا مجنونة …منك لله يا شيخة …لحد امتى هفضل اشيل همك .
.ثم أخذ يضربها بعنف ونورهان تصرخ به …
-حرام عليك …سيبها سيبها…
-أنتِ تخرسي خالص …ما هي تربيتك …تربية عرة زيك …
شد هنا من حجابها وقال:
-اسمعي يا بنت أنتِ …أنا مليش دعوة باللي هببتيه …أنتِ موتي بالنسبالي …يالا اطلعي برا …برا …
ثم جذبها من كفها وهو يفتح الباب ويلقيها بالخارج واغلق الباب بوجهها …
-ايه اللي بتعمله ده ؟!دي بنتك !!!
صرخت نورهان وهي تدفعه ثم كادت أن تفتح الباب إلا أن زوجها امسكها من شعرها دافعا إياها إلى غرفة النوم الخاصة بهما ..أخذ طوق خصره من الخزانة ودفع زوجته حتى سقطت أرضا وبدأ بضربها ليتعالى صراخها….
…………..
بعد نصف ساعة …..
وصلت هنا إلى بيت عائلة المنصوري ….واول ما قابلها حماتها التي قالت :
-كنتِ فين يا غندورة وسايبة ابنك للجيران …بقا أنا اغيب ساعتين عشان روحت السوق اجي الإقليكي اختفيتي و…
بترت صابرين كلامها. هي تنظر إلى وجه هنا المكدوم فشهقت وهي تقول:
-مال وشك يا بت ايه اللي حصلك ؟!
-حماتي …أنا عملت حاجة !!
-عملتي ايه ؟!
قالتها صابرين بتوجس لتقول هنا:
-انا قتلت منار !!!
……………..
في المشفى …
كان ما زال جالساً على الأرض يبكي وينتظر اي خبر عنها …فجأة خرج الطبيب لينهض هو بلهفة ويقول :
-مراتي ؟!
نظر إليه الطبيب بأسف وقال:
-قدرنا نسيطر على النزيف الحمدلله بس …
-بس ايه يا دكتور..
-هي دخلت في غيبوبة….
بهتت ملامحه وأصابت دقاته الجنون…كان يشعر أن قلبه ثم يخرج من صدره …ألم كبير لم يختبره أبداً عصف به …
هز رأسه وقال:
-لا يا دكتور متقولش كده …اتصرف وصحيها و….
وضع الطبيب كفه على كتفه بمواساه وقال:
-الامر بإيد ربنا يا بني ادعيلها كتير …وهي دلوقتي هيتم نقلها للعناية المركزة وندعي أنها تفوق قريب …..فيه حاجة تانية الشرطة هتيجي تستجوب حضرتك عشان تعرف مين اللي عمل كده …دقايق وهيجي شرطي وحضرتك تقوله اللي حصل بالضبط …
ثم تركه وغادر ليستند مراد على الحائط ويضع كفه على فمه وهو يبكي دون صوت …يبكي كما لم يبكي من قبل. …كان الألم يمزقه …ومن بين الالامه تصاعدت النيران قوية داخله وهو يتذكرها …يتذكر تلك التي سلبته.حبيبته ….
سار كالمجنون خارج المشفى وهو يقرر أن يقتلها!!!
……………
في منزل عائلة المنصوري …
-هنعمل ايه يا وائل ؟!
قالتها صابرين بخوف وهي تنظر إلى هنا التي تمسك طفلها وتجلس على الأريكة …
-انا رايح ابلغ البوليس ..
قالها وائل بهمس ثم أكمل :
-وأنتِ خليها هنا اوعى تهرب منك ماشي …
هزت صابرين رأسها بينما يغادر وائل …
اتجهت صابرين إلى هنا وقالت بتوتر :
-الواد نام هاتيه انومه عندي …
-لا لا خليه في حضني شوية …
-يا بنتي هاتيه بس انومه ..
هزت هنا رأسها واعطتها الطفل …
….
بعد دقائق معدودة اتى مراد وامارات الشر على وجهه …..
-مراد!!
قالتها صابرين ببهوت بينما نهضت هنا بخوف …
ولج مراد للمطبخ ثم خرج وهو يمسك سكين …
-مراد !!!
قالتها صابرين برعب …ليندفع مراد نحو هنا ولكن والدته وقفت بوجهه
-يا بني مضيعش نفسك أنا هسلمها بنفسي للبوليس …
قالتها والدته برعب وهي تراه يحمل سكين ….ولكن النيران كانت تندلع بعينيه ..هو لا ينظر الا لها …هي تلك التي دمرت حياته …تلك التي سلبت سعادته …
هز مراد رأسه وقال؛
-هقتلها يا أمي ابعدي !!!
ثم ازاح والدته متجها نحوها ينوي الشر …صرخت هنا. هي تحاول الهروب منه فامتدت يده لشعرها ولكن فجأة امسكه والده وقال بقوة ؛
-اطلعي يا هنا فوق بسرعة واقفلي باب شقتك….
-سيبني يا بابا …سيبني …
صرخ مراد بإهتياج ودموعه تتساقط …
اداره والده له وعانق وجهه وقال :
-انت مجنون عايز تضيع نفسك …فكر في بناتك …فكر في مراتك …
-منار بين الحيا والموت …منار بتضيع مني ..
قالها مراد وهو يبكي بطريقة جعلت وائل يتألم عليه للمرة الأولى فقال :
-منار هتصحى وتبقى كويسة …أما بالنسبة للي فوق دي فالبوليس دلوقتي هيجي ياخدها من هنا !!!

وبالفعل بعد نصف ساعة كانت قد أتت الشرطة وجرت هنا للسجن !
… ………..
بعد ثلاث ايام ..
قضتها منار بالعناية الفائقة كان مراد لا يغادر المشفى ولو حتى لدقيقة ….على الرغم أنه كان يراها بشق الأنفس الا أنه فضل ان يمكث بالمشفى على المقعد البارد ينتظر أن تفيق ….
كان يصلي … يقرأ القرآن ويدعو أن تنهض …كان يموت قلقاً كل دقيقة وهي لا تستجيب لتوسلاته بأن تنهض ..في الأوقات القليلة التي كان يدخل لها كان يمسك كفها ويتوسل لها أن تنهض ولكن بدون اي جدوى …
….
-يا بني مينفعش كده تعالى روح البيت ونام النهاردة وارتاح على الأقل تطمن بناتك الخايفين دوول …
قالتها صابرين بعد أن مر أسبوع على مكوث مراد بالمشفى بجوار زوجته لا يتركها لحظة الا عندما يذهب للمنزل لكي يستحم ويبدل ثيابه وللصلاة….حالته تدهورت بشكل يوجع القلب ..لم يعد يأكل جيداً. …ولا حتى ينام ..حتى فقد بعض الوزن وأصبحت تحت عينيه هالات سوداء ….وجهه فقد نضارته …كان قلب صابرين يعتصر بسبب معاناة ابنها …
-أمي أنتِ خليكي مع البنات وانا هبقى هنا. ..أنا مش هتحرك من جمب منار لحد ما تصحى ..لحد ما تصحى ..هي هتصحى اكيد …
-يا ابني اسمع كلامي بس متتعبش قلبي …
نظر مراد الى والدته بجمود وقال :
-روحي أنتِ يا ماما أنا مش هتحرك من جمب مراتي ريحي نفسك …
-والدتك عندها حق يا مراد روح انت وانا موجود وابقى نبدل سوا …
قالها سالم والذي كان متواجدا مع مراد منذ أول يوم أصيبت فيه منار ويذهب فقط للمنزل الصغير الذي استأجره فقط لكي ينام …..
رد مراد بنفس الجمود وقال:
-قولت مش هتحرك من جمب مراتي …ريحوا نفسكم!!
………
في غرفة العناية الفائقة ….
كان يجلس مراد يمسك كفها والدموع تنساب من عينيه …كان يتألم وهو يراها نائمة كالأموات على الفراش الشاحب كشحوبها …
قبل كفها وقال:
-انا السبب …ياريتني كنت بدالك يا عمري …
غصت نبرته بالبكاء وأكمل:
-مش ناوية تفوقي بقا يا منار …عشان عيالك …ملك وماسة ..دايما بيسألوا عليكي …فوقي يا منار احنا ملناش غيرك …احنا ضايعين من غيرك …ازاي هتسيبينا كده …
مسح دموعه وضحك بحزن قائلا:
-تعرفي أنا اكتشفت اني بحبك اووي يا منار …صحيح أنا كنت عارف كده قبل ما يحصل اللي حصل بس دلوقتي أنا اكتشفت اني بحبك بطريقة متوقعتش اني احب بيها …حاسس انك بقيتي جزء من روحي مش قادر اتخيل انك تروحي مني …احيانا بفتكر ايه اللي هيحصلي من غيرك …مبفكرش غير اني هضيع لو أنتِ روحتي مني…مش هقدر اعيش لو انتِ روحتي مني يا منار فعشان خاطري…عشان خاطر بناتنا قومي يا منار …حاربي وارجعي ووقتها عاقبيني بالطريقة اللي أنتِ عايزاها. ..أنا راضي …والله راضي …
آذان الفجر قطع كلماته ليمسح دموعه مجددا ويقول:
-رايح اصلي يا حبيبتي وهدعيلك …
ثم نهض وقبل رأسها بلطف وغادر ….
…….
في مسجد المشفى
بعد أن أنهى صلاة الفجر. …
جلس على سجادة الصلاة وهو يبكي ويدعو:
-يارب اشفيها يارب. ..يارب متحرمنيش منها يارب …أنا وبناتي ملناش غيرها بعدك يارب…يارب أنا ندمت على كل اللي عملته فيها…أنا مستحقهاش بس بناتي محتاجينها دوول لسه صغيرين…وانا يارب بحبها. .بحبها..هي روحي يارب…روحي والله …
ثم غلبه البكاء حتى نام بالمسجد ……
……….
-يا ابني …يا ابني اصحى …
قالها شيخ المسجد لمراد النائم …فتح مراد عينيه ونهض ليبتسم شيخ المسجد بوجهه ويقول:
-صباح الخير يا ابني …
-هو النهار طلع ..
-ده الضهر قرب يأذن يا ابني …
قالها الشيخ بوجه بشوش ..ثم أكمل :
-انا لقيتك نايم وصعب عليا اصحيك …
نهض مراد واقفا وقال:
-شكرا يا شيخ ..أنا متشكر اووي انا غفلت عيني بعد ما صليت الفجر …
اومأ الشيخ متفهما ليودعه مراد ويخرج متجها إلى. المشفى….
….
ما أن دخل للمشفى اقتربت منه الممرضة وقالت:
-أستاذ مراد حضرتك روحت فين بدور عليك من الصبح …
ارتج قلب مراد وقال بخوف والدموع تتجمع بعينيه:
-مراتي حصلها حاجة ؟!
ابتسمت الممرضة وقالت:
-مبروك هي فاقت …مرات حضرتك فاقت!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي: اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رفقا بي يا قاتلي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى