روايات

رواية رحمه تقي الفصل السادس عشر 16 بقلم سارة مجدي

رواية رحمه تقي الفصل السادس عشر 16 بقلم سارة مجدي

رواية رحمه تقي الجزء السادس عشر

رواية رحمه تقي البارت السادس عشر

رواية رحمه تقي الحلقة السادسة عشر

حين وصلت ريحانه إلى منزل أخيها .. و الذي كان منزل والدها و ما زال لها نصيب به و لأنها تتركه يعيش فيه دون المطالبه بحقها كان دائماً يستمع إليها و لا يرفض لها أي شيء
كانت فى حاله يرثى لها .. لكنها أيضا كانت مخيفه بشكل لا أحد يتخيله .. تصرخ بكلمات غير مفهومه .. تضرب على ساقها و وجهها وصدرها بشكل هستيري كان عبد السميع يقف فى إحدى الجوانب غير قادر على الأقتراب منها .. و زوجته تقف أعلى السلم تنظر إليها بشماته كبيرة و إبتسامة خبيثه صغيرة تختفي خلف يديها التي تغطي فمها .. و الخادمات يتابعن ما يحدث من خلف الأبواب حتى أنتهت تماماً من صياحها و كلماتها .. و عويلها جلست على الكرسي و هي تقول
-أنا هوريكم كلكم .. هدفعكم كلكم التمن غالي … مسيركم تيجوا تحت رجلي ووقتها هدبحكم بسكينه تلمه
أقترب عبد السميع و جلس على الأريكة المجاوره لمكان جلوسها و قال باستفهام حذر
-في إيه يا ريحانه ؟ أيه اللى حصل ؟
نظرت إليه بعيون تشتعل بها نيران الحقد .. و يتأجج بداخلها غضب لا قدره لأحد للوقوف أمامه أو التصدي له .. ليتراجع قليلاً إلى الخلف .. دون أن يقول شيء آخر .. و هي أكتفت بتلك النظره ثم عادت تنظر أمامها ساقها تهتز بقوة .. و صدرها يعلوا و يهبط بقوة .. و بعد عدة ثواني أنسحب عبدالسميع من جوارها و صعد إلى غرفته حتى يتصل بغازي يفهم منه ما حدث .. أمام نظرات زوجته التي تجعله كطفل صغير مذنب .. و يخشى العقاب
*******************
وصل إلى الجامعه عيونه تبحث عنها .. يتمنى أن يراها .. منذ عودته من زيارة راندا و هو يقف بين يد الله يشكره و يدعوه يتمنى أن يكمل عليه سعادته بأن تكون رحمه له و يتقبل توبته .. و تسمح له راندا بالعيش بسلام دون إحساس الذنب و الدين الذي يأكل قلبه و روحه
حين مر بالمدرج و لمحها شعر أن قلبه قد خطف من صدره و ركض إليها .. يقف أسفل قدميها راجياً أن تكون له .. إن تشعر به أن ترفع عيونها تنظر إليه .. أن يرى خجلها حتى لو فى حركه بسيطه و لم تخيب ظنه و رجائه كانت تضحك مع صديقتها حين وقفت يديها فى الهواء و وجها ينظر فى إتجاهه .. ثم وضعت يدها تعدل نقابها .. ثم ألتفتت صديقتها تنظر في إتجاهه ثم ضحكت و هى تهمس لها في أذنها بشيء ما جعل رحمه تضرب جانب رأسها بأطراف أصابعها
ليبتسم و هو يخفض رأسه أرضاً و أكمل طريقه إلى مكتبه .. لا يشغل عقله سوا تلك الحركات التي جعلت قلبه يرقص كالأطفال .. و ذلك السؤال الذي يؤلم قلبه .. متى الوصال ؟ و ماذا يخبئ له القدر
**********************
وصل غازي و ماهر إلى بيت خالهم .. بعد أن أطمئنوا على والدهم مع الممرضه و أوصوا الخادمات بالمنزل بمراقبة كل شيء
قبل أن يترجلوا من السيارة قال ماهر بأستفهام
-أنت هتعمل أيه ؟
ظل غازي صامت لعدة ثواني ينظر إلى الفراغ بتفكير و من داخله حيره كبيره وقلق ولكن عليه القيام بالأمر .. فلا يصح بعد كل تلك السنوات .. أن يلوك الناس سيرة والديه و سيرته و سيرة العائلة
نظر إلى أخيه و قال بهدوء
-خلينا بس ندخل .. و جوه هنعرف هنعمل أيه
أومئ ماهر بنعم رغم ذلك الخوف الساكن قلبه .. و شعوره بأن عقله مقيد لا أفكار فيه أو تصورات .. و كأنه طفل صغير لا يحمل للدنيا هم
طرق غازي على باب المضيفه و سمع صوت خاله يسمح له بالدخول.. ومع أول خطوه لهم قال عبدالسميع
-ينفع إللى أبوكم عمله ده ؟
رفع غازي عينيه إلى خاله بنظرات صارمه و قال
-بلاش شغل الحريم ده يا خالي .. و نادي على أمي خلينا نتكلم كلمتين بالعقل
عدل عبدالسميع عبائته فوق كتفه و قال
-ثواني هناديها
و غادر المضيفه تتابعه نظرات ماهر المندهشه و نظر إلى أخيه و قال
-هو على طول كده ؟ و لا أنا إللى كنت مغيب
ليبتسم غازي بجانب فمه و هو يقول بتهكم
-هو طول عمره كده و أنت كمان كنت مغيب
لينظر ماهر أرضاً .. يشعر بالخجل .. هو يعلم مدى صدق كلمات أخيه .. و يعلم أنه يحمل الذنب الأكبر في كل ما يحدث الأن
في تلك اللحظة دلفت ريحانه ترتدي عبائه حمراء و تضع شال أسود فوق خصلاتها المحناه تحاوط خصرها بيديها .. تنظر إليهم بغرور و كبر
ليقفوا الأثنان أمامها و قبل أن يقول أي منهم أي شىء قالت هي من بين أسنانها
– جايين ليه ؟ عايزين أيه تاني مني ؟ مش خلاص رمتوني أنتوا و أبوكوا
ثم أشارت بيديها إلى الباب وقالت
– بره … أمشوا مش عايزه أشوف وش حد فيكم هنا تاني … خلاص أنا مبقاش ليا ولاد
أقترب غازي منها و قال بهدوء
– ممكن تسمعيني يا أمي
أشتعلت عيونها بنيران الغضب و قالت بصوت عالى
– أنا مش عايزه أسمع حاجة منك أنت فاهم … أنت السبب في كل إللى حصل ده .. أنت إللى جرأت أبوك أنه يمد إيده عليا أنت أول واحد عصى أوامري أنت بالذات تنساني و تنسى أن ليك أم و مش عايزه أشوفك تاني و لا عايزه أسمع صوتك … أطلع بره
كان كل من الرجلين مصدوم من تلك الكلمات التي يسمعاها الأن … هل كانت حياتهم بتلك الصوره … هل والدتهم كانت بهذا الحقد و سواد القلب طوال حياتها أو ماذا حدث ليقلب حياتهم لتلك الصورة السيئة
رغم قسوة كلماتها إلا أن غازي أقترب منها خطوه وقال بصدق
– أنتِ أمي و هو أبويا و عمري ما هقصر معاكي أو معاه … هسيبك تهدي و هرجع أجيلك تاني ليغادر المضيفه إلا أن صوتها أوقفه و أرتسم الألم على ملامحه حين قالت
– قلبي و ربي غضبان عليك يا غازي ليوم الدين … أنا إبني مات … إبني مات
لمعت عينيه بدمعه حبيسه لكنها ظلت حبيسه عينيه و تحرك بخطوات ثابته و هو يقول
– منتظرك فى العربيه يا ماهر
كان الغضب يرتسم على ملامح ريحانه بدون رحمه
و كان ماهر ينظر إلى كل ما يحدث بحيره و عدم فهم
صدمه و خوف … و إحساس بالخسائر لا يعلم أولها من آخرها
أقترب من والدته لكنها أبتعدت و هي تقول
– حصل أخوك … و أنت كمان متفكرش إني مش غضبانه عليك و هدعي عليكم فى كل وقت وأذان
لم يتحمل ماهر ما قالته والدته ليغادر سريعاً من المضيفه ليجد أخيه يقف مع خاله الذي يبتسم بسماجه أقترب منهم ليسمع غازي يقول
– الحج تعبان و مش هيقدر يحضر جلسة النهارده عندك مشكله لو أجلناها
– أنا كنت عايز أقولك كده برضو لحد ما أشوف أمك ناويه على أيه
قالها عبدالسميع بابتسامته السمجه ليلوى غازي فمه ببعض الضيق و توجه إلى سيارته و صعد بجانبه ماهر و توجهوا إلى البيت و الصمت ثالثهما
***********************
غادر تقِي الجامعة متوجهًا إلى المستشفى … لقد أتصل به الطبيب و أخبره أن راندا تريده
وضع يديه فوق قلبه التي تتسارع دقاته و تتمرجح بين خوف و ترقب
فكما أخبرته هي من ستتصل به حين تحدد ماذا تريد منه و ما هو الثمن الذي سيدفعه من أجل أن ينال العفو و المغفرة
وصل إلى هناك و لو كان يستطيع الناس رؤية قلبه لوجده يرتجف خوفاً و رعباً
وصل إلى غرفتها لكنه ظل واقف أمام الباب يرفع يديه و يخفضها بتردد حتى حسم أمره وتوكل على الله مس المقبض بأطراف اصابعه و أداره
ليفتح الباب و يجدها تجلس على إحدى الكراسي تنظر إلى النافذة التى تطل على الحديقة الكبيرة المليئة بالورود كما كانت بالمرة الماضيه
ظل على وقفته حتى سمع صوتها تقول دون أن تنظر إليه
– تعال يا تقِي
دلف إلى الداخل و أغلق الباب خلفه و أقترب و جلس على الكرسي المواجه لها لتقول هي مباشرة
– جاهز تدفع الثمن
ليومىء بنعم لتقول هي بعد عدة ثواني
– المأذون زمانه جاي … و أنت هتوافق
ليتوقف قلبه عن النبض و رئتيه عن التنفس و عيونه تنظر إليها بألم و يأس لكنه أومىء بنعم بصمت لتبتسم إبتسامة صغيرة و عادت تنظر إلى النافذة من جديد و الصمت ثالثهما لكن كل منهم بحال مختلف تمامًا عن الآخر

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحمه تقي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى