روايات

رواية ذلك هو قدري الفصل الثامن عشر 18 بقلم موني عادل

رواية ذلك هو قدري الفصل الثامن عشر 18 بقلم موني عادل

رواية ذلك هو قدري الجزء الثامن عشر

رواية ذلك هو قدري البارت الثامن عشر

رواية ذلك هو قدري
رواية ذلك هو قدري

رواية ذلك هو قدري الحلقة الثامنة عشر

أمسكت بمقبض الباب وفتحته لتقف تنظر بذهول للواقف امامها يحمل باقة من الزهور بين كفيه ينظر لها بوجه بشوش وعيناه تلمعان ببريق لا تعرف ما سببه ظلت تطالعه كالبلهاء لا تعرف ماذا تفعل هل تدعوه للدخول ام تسأله لما هو هنا واقفا امامها كالمهرج بتلك الابتسامة الواسعة علي وجهه ..

شحب وجهها بشده وهي تطالعه بتمعن فما ان انتبهت لمن معه اذدردت ريقها بتوتر وهي تتنحي جانبا لتسمح لهما بالمرور خطئ مالك ووالده عدة خطوات للداخل بينما هي ظلت واقفة في محلها متشبثة بالباب وقف والده يطالعها بإبتسامة حانيه علي وجهه وهو يتفحصها من راسها حتي اخمص قدميها لم يفق إلا عندما لكزه مالك في كتفه بخفه ليتشدق مالك ساخرا يهمس بجانب اذن والده قائلا

(( ابي لقد اتينا لطلب يدها من اجلي وليس من اجلك فابعد ناظريك من علي فتاتي .))

 

 

 

ثم رفع نظره لها واكمل حديثه بجديه قائلا
(( وانتي ألن تذهبي أمامنا لتنبهي اهل المنزل ))
ما ان انهي جملته وجد فارس يخرج من غرفته بوجه مجهد اقترب فارس منهم وابتسم لهما بتشنج وهو يرمق ملاك بنظرات غاضبه لوقوفها امامهم بتلك الملابس البيتيه الخفيفة التي ترتديها تنحنحت ملاك ودلفت للداخل لتخبر اخواتها ليغادروا المجلس وبقي معتز ووالدتهم فقط بينما رحب بهم فارس ودعاهم للدخول وخطئ امامهم للداخل حيث والدته ومعتز بعد الترحيب بهم تحدث والد مالك يقول بصوت رزين وهادئ
(( لقد اتينا اليوم لطلب يد ملاك لولدي مالك .))

اتسعت اعينهم جميعا ومشاعر جميلة تتسارع داخلهم لترسم علي وجوههم إبتسامة سعيده لتتحدث والدته بنبرة فرحه قائله
(( كم يسعدنا ذلك الارتباط ولكن اعطنا بضعه ايام لنسأل العروس وننظر في الامر .))

تنحنح مالك بحرج قبل ان يقول
(( خذوا كل الوقت الذي تريدونه ولكن اتمنئ ان اجد قبولا لطلبي عندكم .))
ثم وقف يبتسم لهم بإمتنان يستعد للمغادرة ووالده يتبعه ليوصلهم فارس للخارج فما ان اغلق الباب خلفهم ذهب حيث والدته وجلس بجوارها ممسكا بكفها وهو يسألها
(( ما هو رايك يا امي فمالك شابا خلوقا فهو من
ساعد ملاك من قبل لتخرج من ازمتها .))

اجابته والدته وهي ترفع راسها تطمئنه قائله
(( لا انكر بأنني اري فيه زوجا صالحا لملاك ولكن لنسألها اولا .))
همهم معتز بشئ ولكنهم لم يفهموا ما يريده ليحاول فارس معه الي ان فهم بانه يريد منه ان يساعده ليجلس علي مقعده ويعود لغرفته ساعده فارس واجلسه علي المقعد المتحرك واوصله لغرفته وساعده ليستلقي علي الفراش ثم دثره جيدا وغادر الغرفة مغلقا بابها خلفه .

توجه فارس لغرفة ملاك ووقف يطرق علي الباب إلي ان اذنت له دخل الغرفة واقترب منها يجلس بجوارها علي طرف الفراش فتحدث يخبرها بسبب زيارة مالك لمنزلهم لتتحرج ملاك وتخفض بصرها وتتورد وجنتيها واخذت تدعك في كفيها بتحرج وحياء ليسحبها فارس ويحتضنها بقوه وهو يقول بتأكيد
(( فكري جيدا واستخيري ثم اخبريني بقرارك .))

مال يطبع قبلة علي جبينها ووقف يطالع حيائها بإبتسامة هادئه ارتسمت تلقائيا علي ثغره ثم قرر المغادرة وعدم احراجها اكثر من ذلك فما ان التفت ليغادر وجد مي تقف بقرب الباب تنظر له ببؤس وغمغمت تقول بفتور

(( لما لا تعاملني نصف المعاملة التي تعامل بها ملاك الست اختك ايضا .))

اقترب منها فارس والدهشة تتملكه ثم سألها
(( هل تغارين من معاملتي لملاك ))

هزت راسها نفيا ثم قالت بصوت ينز مرارة
(( بالطبع لا اغار من ملاك ولكني اتمنئ ان احظئ بإهتمامك كما تهتم بملاك ))
احتضنها فارس فهو يعترف بان العمل أخذه من
اخواته وانه اهملهم في الايام الماضيه ولكن ما الذي بيده ليفعله فالعمل يأخذ كل وقته فهو يخرج في الصباح الباكر ويعود مساءا ليجد الجميع نياما ويتكرر ذلك كل يوم فلم يراهم او يجتمع معهم إلا وقت تناول وجبة الافطار ..

ما ان تركها فارس وغادر لغرفته تساقطت دمعاتها
لمحتها ملاك فوقفت وذهبت إليها وهي تحتضن كتفها وتسألها بمرح قائله
(( لما تبكي فأنا لم اغادر بعد ))

حدجتها مي بغضب وهي تحاول ابعادها عنها وقالت بحزن لمع في عينيها
(( سأكون اسعد شخص في المنزل عندما تتزوجين وتتركيني لانني سانعم بغرفتك بمفردي .))

عقدت ملاك حاجبيها بغضب ثم لكزتها في كتفها وتحركت تخطؤ بإتجاه فراشها بينما وقفت مي تطالعها بإبتسامة حزينه وهي تتمني ان تجد ملاك بعضا من سعادتها المهدوره مع ذلك الضابط فعلي ما يبدو بأنه يحمل لها مشاعر حب .
في طريق عودتهم للمنزل ضغط مالك علي اسنانه بقوه وهو يتذكر نظرات والده لملاك فكور قبضته متمسكا بعجلة القياده بقوه فتنحنح يجلي صوته وحاول رسم البرود واللامبالاه علي وجهه ليقول

(( لما كنت تناظر ملاك بتلك الابتسامة لا اعرف ما
الذي اقوله ولكن اذا ما كان راي أي شخص ابتسامتك كان سيعتقد بأنك العريس وليس انا لقد كنت تناظرها بنظرات اعجاب خالص .))

 

 

 

اطلق والده تنهيدة بائسه ثم قال
(( انها تذكرني بشخص ما عزيزا علي قلبي لم اراه منذ فترة طويلة جدا .))

ضيق مالك عينيه متسائلا

(( ومن ياتري هذا الشخص .))
اكمل والده حديثه وهو علي نفس هيئته قائلا

(( تذكرني بعمتك التي فقدتها في ريعان شبابها فملاك تشبهها كثيرا واكثر شئ قد يجعلك تعتقد بانها هي بعيدا عن ملامحها تلك اللمعة الموجودة في عينيها ما ان تبتسم تجعلك لا تعرف هل هي لمعة حزن ام سعادة .))

اكتفي مالك بإيماءه خفيفة من راسه واخذ يكمل طريق عودته للمنزل فلا يريد ان يتحدث في الامر اكثر من ذلك ويذكر والده بتلك الحادثة التي حدثت لعمته لطلما والده حدثه عنها ولكنه لم يري لها أيه صور فلقد اخبره والده بأنها ماتت بسبب الحب فما ان احبت حتي وفتها المنيه ..

أوقف السيارة امام المنزل وترجل هو ووالده للداخل فقابلته والدته وعلامات الغضب والاستياء مرتسمه علي محياها فأقترب منها مالك ولثم جبينها ثم اتجه يجلس علي الاريكة بينما والده انسحب بهدوء لداخل غرفة مكتبه لتقول والدته بنبرة جافه

(( فعلت ما اردت وقصرت كلمتي وذهبت لتطلب يد الفتاة التي رفضتها يا لك من ولد عاق تعصي والدتك من اجل فتاة لا تليق بك ولا بإسم عائلتك أسمعني جيدا يا مالك لن ارضي عنك ولا عن تلك الزيجة ما دمت حيه .))

وقف مالك من جلسته خطئ بإتجاهها يلثم جبينها ثم كفها وهو يقول بصوت مجهد ومتعب
(( ولكن تلك الفتاة هي كل ما اريده فأنا لم اتزوج غيرها لما تعانديني وتقفي في وجه سعادتي لما لا تدعميني في قراري كوالدي ارجوك يا امي فانا سأتزوج ملاك في كلتا الحالتين سوا وافقتي ام لا ولكن موافقتك ستسعدني وتكمل فرحتي .))

حدجته بغضب ونفضته بعيدا عنها والتفتت مغادرة تضرب الارض بصوت حذاءها بإستياء فأستقام مالك يزفر انفاسه بتعب وحزن علي ما يحدث معه ففرحته ناقصة برفض والدته للفتاة التي يتمناها ..

 

 

 

كانت نورين نائمة علي الفراش تتذكر حديث كريم لها فتبكي وتنتحب تضع كفها علي فاهها تحاول كتم صوت شهقاتها حتي لا تستمع إليها تؤامها فكم صعبا عليها رؤيته والتعامل معه وكأنه لا يعنيها تثاقلت جفنيها واطلقت العنان لنفسها لتجتمع معه في احلامها كما تريد في الواقع وتمنع نفسها عنه بشق الانفس وجدته مقبلا عليها يركض حتي وقف امامها وهو يلتقط انفاسه بصوت مرتفع ينظر لها بعشق جارف يبثها حبه ببضع كلمات حارقه وهي كما هي تستمع له فقط لما لا تستطيع ان تطلق العنان لنفسها وتتشدق بما تريد قوله ويمنعها تفكيرها في اخواتها من التفوه بما يعتلج قلبها فما ان قررت اخراج الكلمات من بين شفاهها استيقظت من النوم فزعة علي من يهزها بقوه لتصحو نظرت لنور بفزع واثار دموعها مازالت علي وجنتيها لتقول نور بحيره
(( لما تبكين لقد كان صوت بكائك عاليا لدرجه انني شكيت بأنك مستيقظه .))

خرج صوت نورين مجيبه بالهمس الضائع
(( لا شئ لقد كان حلما بشعا ))

تابعتها نور وظلت تتمعن في تعابير وجهها الفزعة والمتألمه وكأنها كانت تجلد بداخل حلمها لا تعرف بان نورين مجلدة القلب .

تسألت نور بتوجس قائله
(( هل حقا كل ما في الامر مجرد حلما ام انكي مازلتي تضعين حديث هؤلاء الفتيات في راسك ))

استقوت نبرة صوت نورين وعيناها تومضان بدموع لكنها منعت نفسها وابت ان تجعلها تتساقط

(( نعم كان مجرد حلما كما قلت لكي وهؤلاء الفتيات سأعرف كيف اوقفهن عند حدهن وسأشتكي عليهم بسبب ما يرمونني به فليس هناك اي شيء بيني وبين كريم وانتي تعرفين لما اعطاني جاكيته فلقد اخبرتك كل شيء فمراد ذلك الشاب الخبيث تعمد سكب العصير علي ملابسي لا اعرف لما لكنه تعمد ذلك .))

ظهر الاستياء علي وجه نور بسبب ما يحدث مع تؤامها لتقول بهدوء
(( لا تقلقي من شئ فأنا معكي هيا نامي الان ولنري ما يخفيه الغد من اجلنا. ))
استلقت نورين علي الفراش والتفتت للناحية الاخري تبعد وجهها عن تؤامها فصدرت شهقة من نورين لم تكن شهقة بقدر ما كانت صرخة مكتومة بعذاب خوفا من القادم ..

في تلك الليلة العصيبه لم يستطع معتز النوم فلقد جافاه النوم وظل حتي الصباح يجلد ذاته ويعذبها يتذكر خائنته من سلمها روحه قبل قلبه لتذبحه بسكين بارد دون أي مراعاة لما فعله من اجلها يتمني من قلبه ان يأتي اليوم الذي يتشفي فيها فهو لم يقدر الجوهرة الثمينة التي كانت حوله بسببها فلقد اكتشف مؤخرا بأن اخواته هم ما تركه والده له هم ورثه هم امانته لكنه لم يحفظ الامانه بسببها هي ففارس اثبت بأنه رجل ويستطيع حمل الجميع فوق كتفه دون ان ينخ او يشتكي عكسه هو فلما القدر مؤلما هكذا فهمس بداخله عندما استيقظت من غيبوبتي اجد بأنني لا استطيع المساعدة بأي شئ فأنا لم اعد قادرا علي مساعدة نفسي بنفسي لتتساقط دمعة حارقه من طرف عينيه وهو يحسبن كثيرا علي غاده وما طاله هو وعائلته بسببها ..

 

 

في صباح يوم جديد يأتي لينير حياة البعض ويعتم حياة الاخر وصلت مي لمقر الشركة التي تعمل بها فما ان توقفت سيارة الاجري ترجلت منها ووقفت تدفع للسائق اجرته وما ان استدارات وجدت منير يقف في وجهها يرمقها بنظرات مبهمه لترفع حاجبا وهي تساله
(( ماذا تريد ))
نظر لها بغيظ يتجلي في ملامحه فلاول مره يجد فتاة ترفضه وتتعامل معه بتلك الطريقه ليقول
(( اريدك ان تعطيني فرصة للتعرف عليكي عن قرب ))

اقترب منها وامسك خصلة من شعرها يشتمها وهو يرمقها بنظرات إعجاب شهقت مي بصدمة ورفعت كفها تصفعه بقوه وقالت محذره

(( اياك ان تقترب مني مجددا ))

ثم تحركت مغادره بينما وقف منير يمسد بكفه مكان صفعتها ينظر إليها والشرار يتطاير من عينيه فقرر الذهاب الان القصاص منها فوقت لاحق فما ان التفت ليخطؤ خطواته نحو سيارته وجد من ينادي إسمه بغضب عارم فما ان استدار ينظر إليه حتي تلقي ضربة قويه في منتصف وجهه رفع منير بصره ينظر لسليم الواقف امامه بملامح خطره ووتيرة انفاسه المتصاعده ووجه محتقن يكسيه اللون الاحمر من شدة الغضب اراد سليم ان يفتك به ويلقنه درسا لن ينساه ولكن امن الشركة حال بينهما فلقد كان واقفا ينظر للخارج من النافذة الزجاجيه في غرفة مكتبه فما ان راي منير واقتربه الشديد من مي ثم تجاوزه معها اشتعلت النيران بقلبه واطلق العنان لقدمه فلم يستطع الوقوف والمشاهدة اكثر من ذلك

ضربت مي كفها بجبينها بيأس وهي تراقب ما يحدث ثم قالت وهي تتميز غيظا
(( رباه سيفضحني في الشركه ))

وجدته يقترب منها فأمسك بمعصمها يجرها خلفه لداخل الشركه كانت تتحاشي النظر إليه خائفة من هيئته ففتح باب المصعد ودفعها بداخله ارادت ان تتحدث وتوقفه عند حده ولكنها تخشاه فلاول مرة تري منه ذلك الوجه المخيف ولذلك قررت ان تصمت …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذلك هو قدري)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى