روايات

رواية خطى الحب الفصل الثاني عشر 12 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الفصل الثاني عشر 12 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الجزء الثاني عشر

رواية خطى الحب البارت الثاني عشر

رواية خطى الحب الحلقة الثانية عشر

جلست ريحان اعلي فراشها تعقد قدميها اسفل جسدها واضعة عُلبة مخملية من اللون الاحمر امامها بها بعض قطع ذهبية نسائية ابتلعت ريقها بـ توتر و هي تمد يدها نحو تلك الحلقة الذهبية اخرجت و وضعتها بـ اصبع الخنصر و تأملت هيئتها بـ يدها و تلقائياً ابتسمت متذكرة سعادته التي كانت ضعف سعادتها و هو ينتقي معاها هذا القطع الذهبية طالباً من صاحب المحل اخراج اغلي القطع و اكثرهم قيمة معاملته مع اليوم نقلت ترددها موضع الموافقة الحتمية علي تلك العلاقة التي تجمعها بـ عزالدين رجل حنون .. متفهم .. و أخيراً عاشق هل لها ان تعترض بعد ذلك هل لها الا توافق علي فرصة تجمعهما في حلال الله قطع تأملها لاصبعها و تفكيرها العميق طرقات علي باب الشقة لـ تخرج من الفراش تفتح الباب لـ ذلك الطارق ….
ما ان فتحت الباب حتي اطل هو بـ ابتسامته الهادئة ابتسمت و هي تتحدث اليه بـ هدوء مُرحبة لـ يرفع يده بـ احد الحقائب البلاستيكية قائلاً بـ مرح :
_ نزلت جبت بيتزا عشان خاطر عيونك يا جميل
ظهر السرور جلياً بـ عينها اللامعة و مدت يدها لـ تأخذ منه الحقيبة قائلة بـ سعادة و مزاح :
_ بص انا دلوقتي واثقة في قراري انت تصلح زوجي المستقبلي
لمح هو تلك الحلقة الذهبية بـ يدها اليمني تلمع امامه لـ تزداد ابتسامته اتساعاً و هتف بـ مكر :
_ لبستي الدبلة لوحدك لية يا مترددة يا بتاعة القرارات
شعرت بـ الحرارة تضرب جسدها من شدة الحرج و اخفت يدها خلف ظهرها بـ عفوية متحدثة بـ صوت يرتجف من شدة الارتباك :
_ لا انا بس كنت بجربها عشان حسيت انها ضيقة قولت اتأكد
اقترب منها بـ بطئ بث التوتر في جسدها و تراجعت خطوة سريعاً الي الخلف قبل ان يصل امامها لـ يتقدم منها تلك الخطوة الفاصلة بينهما حتي اصبح امامها و تحدث بـ تروي قائلاً :
_ شكلها حلو في ايدك
ابتسمت بـ خفة و تحركت مبتعدة عنه الي الداخل متحدثة بـ هدوء و تهرب :
_ تعالي ناكل عشان انا فعلاً جعانة
ترك الباب مفتوح و دلف الي الداخل يجلس علي الاريكة بـ الردهة بـ اريحية في حين وضعت هي الحقيبة علي الطاولة و دخلت سريعاً الي غرفتها لـ تضع خاتمها بـ العُلبة من جديد لكنه لم يُخلع حاولت عدة مرات و لكنه متشبث بـ يدها لا ينزاح ، دق قلبها بـ تسارع و هي تنظر الي يدها التي سادها الاحمرار من عنف حركتها و هتفت بـ قلة حيلة :
_ اعمل اية انا دلوقتي
كادت ان تبكي من شدة احراجها منه ان خرجت مرة اخري و الخاتم لازال بـ اصبعها شاع الاحمرار في وجهها و هي تضغط علي شفتيها تجذب تلك الحلقة بـ عنف من اصبعها و لكن لا فائدة و شعرت بـ الخجل يزداد حين استمعت الي صوته من الخارج يحثها علي الاسراع ، تأففت و هي تلتفت بلا حيلة الي الخارج و ما ان رأي وجهها الاحمر حتي هتف بـ تعجب :
_ انتي كويسة ؟
ازدردت لعابها بـ صعوبة و هي تتقدم نحوه رافعة يدها الي الاعلي تريه اياها هامسة :
_ الدبلة مش راضية تتقلع نهائياً
ابتسم بل صدر صوت ضحكة خافتة منه و هو يقف عن الاريكة اخذ يدها يقبل اطراف اصابعها و هو يهتف مبتسماً :
_ خليها في ايدك و متحاوليش تقلعيها لحد ما تتنقل من اليمين للشمال بعد كام يوم بس
اومأت اليه بـ ايجاب و قد ارتجف جسدها رجفة مُحببة و سحبت يدها بـ رفق منه تحمحم مشيرة الي الطاولة تردف بـ هدوء :
_ ممكن تتفضل عشان ناكل بقي
************************************
خرجت من المصنع الخاص بـ معاذ بعد ان انتهي الافتتاح و قدم الجميع التهاني لـ زوجها تنهدت بـ ضيق و هي تجد ياسين يتقدم منها بـ هدوء بعد ان اصر عليها معاذ ان يحضر الافتتاح كـ بداية ود بينهما اما عن نوايا ياسين الماكر فـ هي تعلمها جيداً ما ان وقف امامها بـ طلته الخاطفة يدس يده بـ جيب بنطاله بـ ثقته المعتاد التي قد تصل الي حد الغرور نظر اليها بـ اعين تضيق بـ خبث لـ تنظر الي حيث زوجها الذي يقف مع احدهم يتبادل معه الحديث قبل الرحيل و التفتت من جديد تصيح بـ انفعال واضح بـ ردة فعلها قائلة :
_ متدخلش نفسك في حياتي لانك شخص مش مرغوب فيه خليك في حالك احسن يا ياسين و دي اخر مرة هحذرك
تأتأ بـ مكر و هو يرسم علامات البراءة علي وجهه متحدثاً اليها بـ عتاب :
_ انا بردو اكون مش مرغوب فيا يا حبيبتي بجد زعلت منك
صكت علي اسنانها بـ غضب حتي كادا ان يتهشما و التفتت من جديد الي الخلف تراقب اقتراب معاذ منهما و هتفت بـ غضب خافت :
_ مش هكررها تاني انت اكتر انسان محبش اشوفه في حياتي
_ يلا يا حبيبتي نروح
هتف بها معاذ و هو يقف امامها يحاوط كتفها بـ حميمية لـ تلمح هي ذلك الاحتراق الذي لمع بـ عين الماثل امامها لـ تبتسم بـ اتساع و هي تميل بـ رأسها الي كتفه متحدثة بـ هدوء :
_ يلا يا حبيبي اكيد تعبت النهاردة
تنهد بـ تعب واضح و مسد علي كتفها بـ يده مجيباً بـ ايجاب :
_ فعلاً تعبت جداً النهاردة
رغم الألم الذي يعتصر روحه المحترقة بـ نيران غيرته الا انه رسم ابتسامة باهتة علي محياه يتحدث بـ شئ من الهدوء جاهد نفسه حتي يخرجه و هتف قائلاً :
_ مبارك مرة تانية يا معاذ
انتبه اليه معاذ و ابتعد بـ رفق عن زوجته و مد يده يصافحه بـ امتنان قائلاً :
_ الله يبارك فيك متشكر جدا يا ياسين بيه
لكن رغماً عنه ضغطت يده بـ قوة علي كف الاخر المصافح له و اومأ اليه دون حديث حتي سحب معاذ يده بـ قوة متعجباً من عنف مصافحته له هل يغضب من شئ ما و لكن هيئته هادئة لا تدل علي الغضب ابداً خرج معاذ من تفكيره علي حديث ياسين الهادئ المنمق :
_ انت اكيد تعبان و محتاج ترتاح انا هوصل سلمي بيتها و انت روح ارتاح و متخافش
اغمضت سلمي عينها بـ قوة حتي تهدئ و ترد رداً مناسباً لا يشك به معاذ الا ان قاطعها معاذ الذي تحدث مبتسماً قائلاً بـ شكر :
_ يبقي بجد شكراً ليك انا فعلاً تعبان جداً
نظرت سلمي الي زوجها بـ غيظ و قد لمحت ابتسامة مقيتة علي ثغر الاخر و ما زاد حقدها حين اردف بـ هدوء مشيراً الي سيارة ياسين :
_ اركبي مع ياسين يا سلمي خليه يروحك الوقت اتأخر
تنهد بـ ثقل و نظرت الي معاذ بـ ضيق و توجهت نحو السيارة دون كلمة مودعة له صعدت الي السيارة و لحظات و وجدته يجلس الي جوارها يهتف بـ سخرية :
_ اربطي الحزام يا حبيبتي
و دون النظر اليه و دون التعليق علي سخريته مدت يدها تجذب حزام الامان تلفه حولها و قد قررت مضي الطريق بـ تجاهله حتي تصل الي منزلها ، بدأ هو بـ القيادة و بدأت علامات الغضب تظهر علي وجهه بعد ان انزاح قناع الهدوء الزائف عنه رمقها بـ نظرة حارقة و ما ان ابتعد عن مكان المصنع حتي اوقف السيارة علي جانب الطريق و مد يده يمسك بـ ذقنها يجعلها تلتفت اليه و تحدث بـ قوة غاضباً :
_ انتي لية بتحبي تزودي ناري ، اية لازمتها الحركة الملزقة اللي عملتيها هناك دي
نظرت اليه بلامبالاة و مررت يدها علي خصلات شعرها السوداء المسترسلة بـ نعومة و اجابته بـ جمود تريد ان تزيد من ما يشعر به حتي ينهي تلك المهزلة و يتركها تكمل حياتها في هدوء :
_ دا جوزي و نعمل اللي عايزينه حصل بينا اللي اكتر من كدا
جحظت عينه بـ صدمة من ما تقول لم تكن يوماً بـ تلك الجراءة ما حل بها ! و بـ لحظة جنونية منه جذبها من مرفق يدها بـ قوة اليه و فك ذلك الحزام المحاوط لها بـ يده الاخري ثم رفع تلك اليد و اعتصر فكها و صاح بـ شراسة بـ القرب من وجهها و هو يرمقها بـ نظرات مظلمة :
_ انتي بتقولي اية ، حصل بينكم اية لمسك ؟ انــطــقـي
نطق اخر كلمته بـ صوت عالي دوي صداه في اذنها لـ ترتجف بـ رعب من تلك الحالة التي تلبسته فجأة و لم تكن تتوقعها في تلك اللحظة و هي تشعر بـ ضغط قبضة يده عليها ندمت انها فكرت في اثارة غضبه و رغم ان ذلك التجاوز الذي حدث بينها و بين معاذ لم يحدث سوا مرة واحد الا انها ندمت انها فعلت من الأساس تسارعت أنفاسها و هو يقرب وجهه منها اكثر و همس بـ فحيح بث داخلها الذعر :
_ انطقي حصل بينكم اية يا سلمي
ارتجفت بين يديه و رفعت يدها تحاول إزاحة يده عن فكها الذي يكاد ينكسر من شدة ضغطه عليه و هتفت بـ صعوبة من بين انفاسها المتلاحقة بـ خوف :
_ محصلش حاجة
يعلم انها تكذب عليه الآن و تحاول الابتعاد فقط دارت عينها بـ كل مكان كما تفعل حين تحاول الكذب و هو اكثر من يعرفها اخيراً فك قيد فكها و قد شعرت به تحطم بين قبضته و جذبها اكثر اليه من مرفقها الذي تشعر بـ الخدر به يتحدث من جديد بـ تساؤل و يهسهس بـ القرب من اذنها :
_ خلاص بقيتي ليه ؟
فهمت مقصده و ابتلعت ريقها بـ صعوبة تنظر اليه عينه الممتلئ بـ الشر و كأنها تتوعد بـ الهلاك لـ تنفي بـ رأسها عدة مرات و همست بـ صوت متقطع قلبها ينبض بـ رعب منه :
_ لا محصلش اللي في بالك و الله
لكن كلماتها لم تقلل من حدة غضبه انما لازالت ثورته ثائرة الي الآن لـ ينظر الي عينها الفزعة و صاح بـ تجبر :
_ اومال حصل بينكم اية
اجابته بـ خفوت و جسدها اخذ في الارتجاف بـ عنف خوفاً من ردة فعله :
_ باسني بس
سمعت صيحة زاجرة منه و هو يدفع مرفقها عنه بـ قوة و خرجت من بين شفتيه سبه نابية بـ حق معاذ شهقت هي حين سمعتها واضعة يدها علي فمها و قد تسربت الحُمرة الي وجنتها و هي تجده يضرب عن عجلات القيادة بـ قوة بـ كلتا كفيه و لازالت يتمتم بـ سب معاذ و التوعد له لـ تتردد هي قبل أن تتحدث تبرر موققها بـ صوت هامس من شدة خوفها منه :
_ انا مغلطش يا ياسين دا جوزي
التفت اليها و كأن قد تلبسته روح شريرة و مد يده يشد علي خصلات شعرها بـ غل و اجابها بـ نبرة صارمة رغم الأم الظاهر بها :
_ لا غلطي في حقي يوم ما سمحتيله يبوسك
جذبها اكثر من خصلات شعرها حتي تقابل وجهه مع وجهها بـ حميمية و ما ان حاولت ان تبتعد حتي الصق شفتيه بـ خاصتها و وجدته يقبلها علي حين غرة قبلة عنيفة قصيرة تليها اخري و اخري مثلها بل اعنف منها بـ تصرفه الهمجي كأنه يمحي اثر قبلة زوجها ! تخبطت بين يديه بـ شراسة تحاول الفكاك منه و لكن لم يكن هناك مجال لذلك يحكم قبضته عليها بـ قوة حتي لا تبتعد قضم شفتيها بـ اسنانه بـ حدة و تراخت قبضته عليها لـ تدفعه بـ قوة عنها و هي تصرخ به بـ غضب و لكنه جلس بـ اعتدال علي مقعده و لم يجيب علي كلماتها الغاضبة التفتت الي الطرف الاخر تنظر الي الخارج تضع يدها علي شفتيها المتألمة و لم تنطق بـ بنت شفه اخري بل تحدثت دموعها التي تساقطت واحدة تلو الاخري علي وجنتيها و شعور مقيت داخلها بـ خيانة زوجها يقتلها ازداد بكائها و هي تنتحب مما حدث تواً رغم أنه من اخطأ بـ حقها من البداية و لا تبرر له لومه لها و افعاله المتهورة الآن أغمضت عينها بـ ألم و هي تتمني لو لم يحدث بينهما كل هذا تتمني لو لم يتخلي عنها لم يتركها مشتتة ضائعة بين طيات الايام شقت شهقتها العالية صمته و تحدث هو حينها محتداً :
_ اربطي الحزام
رمقته بـ نظرة غاضبة و هي تمد يدها تسحب حزام الأمان عليها ثم مسحت علي شفتيها بـ عنف عدة مرات تريه انها تحاول مسح اثر قبلته هو و دموعها لا تتوقف داخلها لوم لـ نفسها يطلب منها ان تذهب الي معاذ و تخبره ان يطلقها لـ تتخلص من هذا الذنب ان حدث تجاوز بينها و بين معاذ فـ هذا زوجها و حقها اما هذا الارعن فـ جعلها تقع في تجاوز محرم …
وصلا الي منزلها دون النطق بـ كلمة واحدة لـ تسرع هي في فك هذا الحزام و نظرت نحوه متحدثة بـ حدة و صوتها مختنق بـ البكاء :
_ اياك تقرب مني تاني و لا عايز اشوف وشك دا تاني
صاحت بـ اخر كلمة لها قبل ان تهرب مهرولة سريعاً الي الداخل و هي تسب به بـ صوت مسموع حتي يصل اليه و ما ان اختفت من امامه حتي زفر هو بـ ضيق و اراح رأسه علي المقعد خلفه هو لم يقصد ما حدث فقد سيطر عليه الغضب و لـ وهلة ادرك ان لا حق له بها علي عكس هذا الحقير معاذ الذي اخذ قبلتها الاولي و قد خطط هو لها مليا منذ ان بدأت علاقتهما لـ يأتي هذا الدخيل و يسرق حق له هو و يعلم ما ستفكر به سلمي الآن و لن تنظر الي وجهه مرة اخري علي فعلته الجريئة تلك زمجر بـ غضب و هو يضرب قبضة يده بـ عجلة القيادة ثم هز رأسه بـ ايجاب و هو ينظر الي منزلها بـ أعين شاردة و قد ازدادت وتيرة انفاسه و همس متوعداً :
_ هتطلقي منه غصب عنك يا سلمي و بكرا تشوفي
************************************
في صباح جديد و تحديداً بـ الصالة الرياضية “Active” تقف ريحان المتأففة بـ تذمر فـ قد كانت ترغب في التهرب اليوم من العمل لـ تنام بـ راحة فـ الامس اخذها عزالدين لاجراء الفحوصات الخاصة بـ الزواج حتي يتحدد ميعاد عقد القران و بعد بكائها من ألم وخزة الابرة الطبية اتي بـ وجبات سريعة و ظل معها بـ شقتها يتناولا الطعام و هو يحاول ان يقربها منه و تعتاد التصرف معه و لم يصعد شقته الا قرابه العشاء بعد ان انصدما كلاهما ان قد مر اكثر من خمسة ساعات و هو معها بـ الشقة و لم يشعران لـ تظل طوال الليل تفكر به و بـ حديثه القريب من القلب و لم يغمض لها جفن الا بعد الفجر ، تقدم منها جهاد سريعاً حين لمح براء تدلف من الباب و اردف بـ لهفة سريعاً :
_ ريحان ما تعملي في اخوكي جميل و تصاحبي براء و تعرفي عنها و عن اهلها شوية
ابتسمت ريحان بـ مكر و عقد ذراعيها امام صدرها متحدثة بـ برود تريد إثارة اعصابه به :
_ ما تروح تسألها انت انا مالي
زجرها بـ نظرة غاضبة لـ تضحك و هي ترفع رأسها اليه قائلة :
_ خلاص متزعلش هسألها
_ صباح الخير , شو الاخبار
كانت هذا الجملة صاحبتها براء التي وقفت امامهما بـ ابتسامة هادئة التفت اليها جهاد و هو يتفحص هيئتها الخاطفة و هي ترتدي كنزة رياضية من اللون الاخضر كـ أعينها الساحرة و بنطال اسود تترك شعرها علي ظهرها و محاوطاً لـ وجهها البريئ ابتسم بـ اتساع و اردف مجيباً :
_ صباح النور .. احنا بخير انتي عاملة اية
هزت رأسها مبتسمة و هي تجيبه بـ صوتها الناعم الذي اسره منذ الوهلة الاولي :
_ منيحة الحمد لله ، شو بدنا نبلش
ضحك بـ اعجاب علي لكنتها المحببة له و اجابها بـ مزاح :
_ نبلش و ماله منبلش لية
ضحكت بـ خفة لـ يقع قلبه صريعاً و هي تنفي بـ رأسها تردف بـ توضيح :
_ قصدي نبدأ
نظرت ريحان الي هُيامه بـ تلك الفتاة بـ تعجب لم يكن يوماً نصيراً للحب من النظرة الاولي ماذا حدث له هل تغيرت مفاهيمه منذ ان رأي تلك الفتاة الحسناء ! ضحكت هي دون ادراك لـ ينظران اليها هما بـ استفهام لـ تحمحم متحدثة بـ تبرير :
_ افتكرت حاجة ضحكت
ثم اقتربت من براء متحدثة بـ لطف :
_ انا بجد حبيتك جداً ممكن نقعد مع بعض شوية بعد التمرين و نشرب عصير
اومأت اليها براء بـ ترحاب مجيبة بـ ابتهاج :
_ ايه طبعاً ما في مانع بخلص و باجي لعندك
بدأ هو معها في التدريب يقف الي جوارها يراقب حماسها في فعل التدريب بـ شكل صحيح و ابتسامتها التي تنشل قلبه من صدره بـ قوة و تقدمه لها علي طبق من ذهب كما يقولون استطاعت تلك الفاتنة بـ عدة ايام قليلة ان تسرق قلبه و تحتل كيانه ، تنفست بـ هدوء تلتقط انفاسها المتسارعة اثر المجهود و اخذت زجاجة الماء تتجرع منها ما يكفيها و جلست تنظر اليه بـ ابتسامة مرحة متحدثة :
_ و الله العظيم تعبت ما عاد فيني كمل
ضحك هو و تقدم منها يقف امامها متحدثاً :
_ لسة بدري يا براء علي ما تتعبي ، هسيبك ترتاحي و جيلك تاني
ذهب الي حيث مكتبه لـ يأخذ الهاتف من الدرج المغلق و بدأ بـ البحث عن احدي الاغاني التي تذكرها للتو و تليق بها هي وحدها ربط هاتفه بـ مكبرات الصوت و بلحظات حلت تلك الأغنية محل الاخري التي كان يصدح صوتها و تقدم هو منها من جديد يدندن معها
هذا اللون عليك يجنن .. يشبه لون عيونك
نظرات العالم ما تطمن .. احذر لا يحسدونك
يسلم هالطول وهالنظرة .. وهالجسم المنتاسق
أكثرهم معجب بالمرة .. وبيني وبينهم فارق
أولهم أتقدم وأعلن .. أولهم مجنونك
لو جمعو لوحات العالم .. حتى الموناليزا
ميزة بوجهك أنت الأجمل .. من يحمل هالميزة
أحسن رسامين العالم .. يتمنوا يرسمونك
ابتسمت هي بـ حرج و هي تنظر الي الاسفل تتصنع التجاهل و هي تري نظراته التي ترمقها بـ اعجاب و تلك الاغنية المفضلة لديها و هو يتغني معها كأنه يتقصدها هي فقط لمحت اللون الاخضر بـ كنزتها لـ تنفجر الحُمرة بـ وجهها بـ خجل ثم وقفت منتقلة الي الألة التالية حتي تتم تدريبها تتصنع التجاهل لما فعله و اردفت بـ هدوء :
_ شو راح نكمل كابتن چهاد
هز رأسه بـ ايجاب و اقترب منها لكي ينهي عمله معها و تتوجه الي ريحان لكي تعلم عنها بعض الاشياء المتلهف لـ معرفتها عنها …
بعد ان انتهت من تدريبها اليوم امسكت بـ المنشفة تمسح عن وجهها و رقبتها العرق ثم نظرت اليه مبتسمة بـ امتنان متحدثة :
_ بتشكرك اكتير عن جد عم تهتم فيني و عم ازعجك معي
هز رأسه بـ نفي و اجابها بـ ابتسامة مشاكسة و نبرة مرحة :
_ ياريت كل الازعاج كان انتي
حمحمت و اتجهت مهرولة الي ريحان جلست امامها علي المقعد المقابل و هي تبتسم بـ لطف لـ تبادلها ريحان ابتسامتها و هي تتحدث بـ هدوء :
_ تشربي اية الاول يا براء
استندت براء علي سطح المكتب بـ مرفقها و قالت نافية بـ نبرتها الرقيقة :
_ مو هلأ بقصد مش دلوقتي شوية بس
هزت ريحان رأسها بـ تفهم و اعادت ظهرها الي الخلف بـ راحة و اجبرتها رقة تلك الفتاة ان تردف بـ رفق :
_ الاول نتعرف علي بعض انا ريحان عندي ٢٤ سنة متخرجة السنة دي و قريب ان شاء الله كتب كتابي و انتي معزومة اكيد
هتفت بـ جملتها الاخيرة بـ مرح لـ تضحك براء متحدثة بـ اللكنة المصرية رغم تعثرها بها بـ حماس :
_ مبارك ان شاء الله ، ان شاء الله بتتهني حبيبتي
ابتسمت لها ريحان و زادت ابتسامتها حين استفسرت براء قائلة :
_ بس كيف ٢٤ سنة و انتي متخرجة هـ السنة
اجابتها ريحان بـ مرح و هي تتقدم لـ تستند علي المكتب امامها :
_ اصل كنت بأجل و سقطت سنة ايام موت ماما ، لا احنا كبار حتي جهاد عنده ٢٦ سنة
ابدت براء اندهاشها هو بـ الفعل يظهر علي هيئته هذا السن و لكنها اعتقدت انهما اصغر من ذلك و هذا جعلها مترددة قبل ان تشترك في هذه الصالة الرياضية ، قطع اندهاشتها اللطيفة تلك صوت ريحان المتحدث بـ حنو :
_ و انتي بقي مش هتعرفيني علي نفسك
اومأت اليها براء و هي تحمحم و تحدثت بـ أريحية :
_ انا اسمي براء النوري من سوريا و اجيت مصر من اربع سنين مع امي و ابي ابي سوري و امي فرنسية و هما دلوقتي في بيروت عندي ٢٣ سنة
ارسلت اليها ريحان ابتسامتها الهادئة متفهمة ثم رمقتها بـ خبث متحدثة بـ تلاعب :
_ طب و الحياة العاطفية بقي يا جميل اية اخبارها
لمعت عينها بـ لمعة حزينة التقطتها ريحان علي الفور و ابتلعت ريقها بـ صعوبة ثم تنهدت بـ عمق تتحدث بـ سخط :
_ انا مطلقة من خمس شهور
ظهرت الصدمة جلية علي وجه ريحان و بـ تلقائية التفتت الي جهاد المتابع لـ حديثها بـ ترقب ثم نظرت مجدداً الي تلك التي لمحت بها الحزن الدفين و من بينهما وضعت يدها علي رأسها بـ حسرة علي تحطم امل صديقها العزيز في كسب ود تلك الفتاة التي تبدو حزينة علي طلاقها من زوجها

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى