روايات

رواية خطى الحب الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الجزء الثالث عشر

رواية خطى الحب البارت الثالث عشر

رواية خطى الحب الحلقة الثالثة عشر

حاوطها التوتر و ارتجفت بـ ارتباك تقطع الغرفة ذهاباً و اياباً و هي تعبث بـ جوانب فستانها الابيض الفضفاض التي تظهر به بـ براءة طفلة ترتدي ثوب العيد ارتجفت شفتيها الملطخة بـ اللون الوردي و فركت يدها بـ خوف ظاهر علي ملامح وجهها المضطرب لم تتصور ان تمر الايام بـ تلك السرعة حتي اتي موعد عقد القران اليوم ستكون زوجته ! ارتجف قلبها بين جنبات صدرها تفكر الآن هل هي اخذت القرار الصائب في زواجها من شقيق حبيبها السابق التي اكتشفت صدفة انه يعشقها من زمن علي الرغم من عدم افصاحه عن شئ يخص هذا الموضوع الا انه اخبرها مختصراً انه يحبها منذ زمن صراع قاسي بـ رأسها و تناقض يعصف بها هل تتوقف عن الاقدام الي تلك الخطوة تأففت و هي تخبر نفسها انها اعتادت وجود عزالدين و حديثه الودي معه و تعامله اللطيف ، انتفضت بـ خضة و قد خرجت من تفكيرها حين ارتفع رنين هاتفها لـ تهرول سريعاً اتجاه الفراش تأخذ الهاتف و تفتح الاتصال و همس بـ ارتجاف :
_ الو ، عزالدين
خرج صوته مبتسم يتحدث بـ لطف :
_ جاهزة يا حبيبتي
نفت بـ رأسها عدة مرات و هي تجلس علي الفراش ثم اخبرته بـ صوت مرتبك و كأنها غابت عن المنطق :
_ لا لا مش جاهزة نأجل احسن ارجوك
صمت لـ يستوعب ما تتفوه به و مسدت هي بـ يدها علي فخذها علها تقلل من حدة توترها و خصيصاً حين صمت و لم يجيبها لـ تتحدث من جديد بـ حذر :
_ عزالدين انت سامعني هينفع نأجل
تنهد هو بـ ثقل و سألها بـ هدوء مصطنع يخفي به ضيقه الشديد الآن في اشد لحظات سعادته تخبره انها ليست مستعدة و تريد منه و بكل بساطة ان يؤجل عقد قرانهما :
_ انتي عايزة تأجلي لية ؟
لم تجيب هي بـ الفعل ليس لديها رداً حاسماً هل تريد التأجل او الالغاء ! و امام صمتها شعر بـ خيبة امل لـ يزفر الهواء بـ حُرقة متحدثاً بـ هدوء :
_ هتفرق معايا اعرف لو عايزة تأجلي عشان مثلاً متوترة او عشان مش عايزاني انا
لم يجد منها اجابة مرة اخري لـ ينظر الي هيئته الرسمية بـ حلته السوداء الفاخرة و ابتسم من زاوية فمه بـ سخرية علي نفسه قائلاً :
_ الاجابة وصلت يا ريحان تمام ربنا يوفقك
شعرت بـ نبرته الحزينة لـ تندم علي ما قالته بـ التأكيد سيفهم الآن انها تجاري افعاله لاثارة غيظ شقيقه لا اكثر و لكنها بـ الفعل تريد التواجد بـ جوار هذا الحنون و قبل ان يغلق الهاتف استمع الي اسمه الذي خرج منها بـ لهفة ، همهم مجيباً دون حديث لـ تهمس هي بـ صوت هادئ :
_ انا متوترة بس ، مش عايزة الغي حاجة
ارتاح قلبه و هو يستمع الي تلك الجملة منها هدوء اصاب روحه زفر بـ ارتياح و ابتسم بـ اتساع متسائلاً :
_ يعني اجيب المأذون في ميعاده ؟
هزت رأسها بـ ايجاب و هي تنظر الي الساعة المعلقة علي الحائط و اكتشفت ان لم يعد يتبقي من الوقت سوا نصف ساعة فقط لـ تهمهم مجيبة بما يطمئن قلبه :
_ اوعي تتأخر عليا هستناك
اغلقت الهاتف و هي تبتلع ريقها بـ صعوبة التوتر لازال يحتلها وقفت عن الفراش و خرجت من الغرفة لـ تأتي بـ الماء لكن اوقفها صوت جرس الباب يدق توجهت اليه و هي تشد علي يدها و تتنفس بـ هدوء … صُدمت حين وجدت امامها معاذ من جديد يريد ان يخرجها عن شعورها صكت علي اسنانها بـ غضب شديد و ما كادت ان تتفوه بما يؤلمه و يجعله يذهب من حيث اتي لكنها ابتلعت حديثها حين وجدت السيد سعد يأتي من خلفه بعد ان عاني في صعود درجات السلم رمقت معاذ بـ اشمئزاز قبل ان تلتفت الي السيد سعد تمد يدها نحوه متحدثة بـ ترحاب :
_ اتفضل يا سعد بيه
امسك بـ يدها يستند عليها و ابتسم لها بـ حنان يحدثها بـ مزاح :
_ مفيش ساعة و هتكوني مرات حفيدي قوليلي يا جدو
ابتسمت له ريحان و تسير الي جواره نحو الداخل متحدثة بـ هدوء :
_ حاضر يا جدو
جلس السيد سعد علي الاريكة ينظر الي الزينة المحاوطة للمكان و شعر بـ البهجة حين وجد اسم حفيده يزين الحائط بـ الاضاءة الصغيرة لـ ينظر الي ريحان متسائلاً :
_ اومال عز فين
اشارت الي الخارج من حيث يدلف معاذ و اردفت مجيبة :
_ هو عشر دقايق و هيكون هنا هو و المأذون
طرق الباب من جديد لـ تتوجه لـ تفتح تتغاضي عن نظرات البغيض معاذ ابتسمت بـ اتساع حين وجدت جهاد و خلفه تلك الحسناء “براء” التي اصرت عليها ان تحضر عقد قرانها و بـ المقابل اصر جهاد ان يصلها معه الي منزل ريحان ، ابتسم جهاد و هو يري هيئتها الملائكية بـ الفستان الابيض و اردف مهنئاً :
_ اية القمر دا ، مبارك يا حبيبتي
بادلته ريحان الابتسامة و هي تفسح الطريق لادخاله قائلة :
_ الله يبارك فيك يا چو ادخل
رحبت بـ براء و تلقت منها التهنئة أيضاً و ما كادت ان تغلق الباب حتي وجدت صوت تنحنح عزالدين يأتي من درجات الطابق السفلي لـ تبتسم و هي تدلف الي الداخل تاركة الباب مفتوح امسكت بـ يد براء تجذبها معها نحو الغرفة متحدثة علي عجل :
_ انا هدخل جوا عزالدين وصل
************************************
تجلس علي فراشها الوثير في ظلام دامس تضم قدميها الي صدرها لم يكف بكائها منذ اسبوع كامل منذ ما حدث بينها و بين ياسين و هي تغلق علي نفسها بـ طريقة اثارت شك والديها حتي تغلق الهاتف تماماً و لا تذهب الي عملها نهائياً تشعر بـ حقارة اتجاه نفسها و تشعر بـ الاشمئزاز منه و من أفعاله فكرت عدة مرات ان تذهب و تنهي زواجها من معاذ لكنها كانت تتراجع في اللحظة الأخيرة ماذا ستبرر له طلبها للطلاق انخرطت بـ البكاء من جديد و هي تضرب قبضة يدها علي قدمها بـ شدة و في ظل ما هي به استمعت الي طرقات علي باب غرفتها قطعت وصلة بكائها و تفكيرها اللامتناهي لـ تحاول اخراج حروفه سليمة و صوتها طبيعي متسائلة :
_ انا مش قولت مش عايزة حد يخبط عليا
اتي صوت والدها من خلف الباب ينبهها علي ضرورة الخروج اليه تنهدت بـ ثقل و هي تمسح دموعها بكلتا كفيها خارجة من الفراش و مدت يدها الي زر الإضاءة حتي تري متقدمة بـ خطوات وئيدة حتي تفتح الباب وقفت امام والدها بـ أعينها الحمراء الباكية و وجهها الشاحب متحدثة بـ هدوء :
_ نعم يا بابا حصل حاجة
راقب السيد عبد الهادي حالة ابنته و ترفض ان تفحص عن ما بها لـ يتنهد بـ قلة حيلة و يمد يده نحو خصلات شعرها يهندم خصلاتها المشعثة يردف بـ حنو :
_ تعالي معايا تحت ياسين عايز يتكلم معاكي في الصفقة الجديدة
_ لا مش هنزل
صاحت بها بـ انفعال سريعاً مما جعل والدها يتفاجئ مما فعلت و نظر اليها رافعاً حاجبه الايسر لاعلي و تحدث قائلاً بـ تحذير :
_ وطي صوتك يا سلمي ، في اية مالك بقالك كام يوم مش عجباني و مبتكلمش
ازدردت لعابها بـ غصة مريرة و هي تغمض عينها بـ قوة تتشدق بـ أسف :
_ انا اسفة يا بابا محصلش حاجة انا بس اعصابي تعبانة و عايز ارتاح
لم يقتنع والدها بما قالت لقد مرت بـ عدة ازمات نفسية و لم تضعف او تظهر انكسارها بـ هذا الشكل دائماً ما كانت تظهر القوة حتي و ان كانت في اشد حالاتها ضعفاً تقدم يحتضنها يربت علي ظهرها بـ رفق و تلقائياً بدأت في البكاء و هي تشدد قبضتها علي ملابس والدها الذي اخذ يواسيها بـ كلماته الحانية حتي هدأت تماماً و ابتعد عنها يمسح دموعها بـ ابهامه متسائلاً بـ قلق :
_ مالك يا حبيبتي اية مزعلك ، انتي متخانقة مع معاذ
هزت رأسها بـ نفي لـ يبتسم السيد عبد الهادي يمسد علي وجهها بـ لطف قائلاً :
_ لما تحبي تتكلمي انا موجود تمام يا حبيبتي
اومأت اليه و هي تمسك بـ يده الموضوعة علي وجهها تقبلها بـ امتنان لـ يربت الاخر علي كتفها مشيراً الي الاسفل قائلاً :
_ تعالي معايا بقي نشوف ياسين اللي قاعدة بقاله ساعة دا
اشتعلت عينها بـ الغضب و ما ان همت ان تنفي بـ رأسها و تخبر والدها انها لا تريد رؤيته حتي حثتها يد والدها الحنونة علي السير متحدثاً :
_ كفاية قاعدة لوحدك لازم تنزلي تغيري الجو دا
امتثلت الي ارادة والدها و اتجهت معه الي الردهة حيث يجلس ياسين ينتظرهما ، دق قلبها بـ اضطراب ما ان وجدته يجلس بـ طالته الباهية علي المقعد يستند بـ مرفقه علي فخذه منتظراً اياها و ما ان شعر بـ وجودها بـ القرب منه حتي ارتفعت نظراته الي السلم و ظهرت ابتسامة هادئة علي محياه حتي وجدها امام الدرج جوار والدها و وقف يستقبلها متقدماً منها يمد يده لـ مصافحتها و بادلته مصافحته رغماً عنها لـ تواجد والدها معهما … اشار السيد عبد الهادي الي الاريكة متحدثاً :
_ اتفضل اقعد يا ياسين
جلس هو بـ هدوء عكس ما داخله من صخب يريد الركض اليها و الاعتذار منها علي ما فعل و لكن لا تبتعد لا تغلق الهاتف لا يشتعل قلبه قلقاً عليها و اتبع السيد عبد الهادي إشارته الي ابنته يحثها علي الجلوس لـ تجلس هي علي مضض ، انتفضت هي بـ ارتباك حين وجدت والدها يرفع هاتفه ينبههما قائلاً :
_ طيب يا شباب انا عندي مكالمة شغل ضروري جداً هخلصها و انتوا خلصوا شغلكم
ذهب والدها حيث الشرفة الكبيرة البعيدة عنهما الي حد ما و نظرت هي الاسفل تضغط علي شفتيها بـ قوة تحاول ان تهدئ و لكن بائت محاولاتها بـ الفشل ما ان وجدته يتقدم نحوها لـ ترفع رأسه ترمقه بـ احتقار متحدثة بـ جمود :
_ خليك مكانك
رفع يده بـ استسلام و لم يتقدم خطوة اخري لـ تقف هي علي المقعد متحدثة بـ غضب :
_ انت اية اللي جابك تاني عايز اية يا ياسين
تقدم منها خطوة لـ تزجره بـ نظراتها المحذرة لكنه وقف امامها يضع يده علي قلبه يردف بـ نبرة ذات وقع حزين علي قلبها :
_ قلبي اللي جابني هنا اتطمن عليكي يا سلمي لاني معرفتش اكلمك و انتي قافلة تليفونك
علي حين غرة امسك بـ يدها يقبلها بـ ندم و تحدث من جديد قائلاً بـ أسف :
_ انا اسف علي اللي حصل مني اليوم دا عارف اني زودتها
منعت بكائها بـ صعوبة و هي تعقد ذراعيها امام صدرها متحدثة بـ جمود :
_ امشي يا ياسين و بلاش نتعامل مع بعض تاني
نفي بـ رأسه و اجابها بـ نبرة صادقة و قد ظهرت لمعة مختلفة بـ عينه قائلاً :
_ مش هقدر بعد ما رجعت مقدرش ابعد تاني
ابتسمت ساخرة و اجابته بـ بساطة تطمئنه علي قدرته علي فعل الشئ ذاته مرتين :
_ بس انت قدرت اولاني تقدر تعملها تاني متقلقش
اهتزت بؤبؤت عينه بـ مشاعره الصادقة و اجابها بـ ثبات :
_ انا لسة بحبك زي اول يوم و اكتر
رفعت يدها الي خصلات شعرها ترتبه بـ يدها و هي تردف بلامبالاة :
_ اللي بيفقد الثقة في حد عمره ما هيرجعها تاني ، اهم حاجة عندي دلوقتي انك تبعد عني كفاية اللي حصل و اللي مش مسامحاك و لا مسامحة نفسي عليه
تفاقم الغضب داخله و صرخ بها بـ انفعال واضح بـ تعابير وجهه التي ظهر بها الألم :
_ غيرت عليكي اعمل اية مقدرتش اتحكم في نفسي انتي اللي بكل وقاحة قولتيلي انه باسك عايزني اكون ازاي ان كنت سيبتك تتخطبي و تكتبي الكتاب ف دا لظروفي انا و عشان عارف اني هقدر ابعدك عنه قبل ما يلمسك
اقترب منها بعد ان حذرته من صوته العالي حتي لا يستمع اليهما والدها و نظر الي داخل عينها حيث يجد أمانه و يجد حبها له الكامن داخلها همس بـ صوت متعب :
_ كفاية بعد يا سلمي الله يخليكي انتي وحشتيني
تسربت الدموع من عينها الي وجنتيها رغماً عنها و اجابته بـ صوت مختنق يشوبه البكاء :
_ متأخر اوي الكلام دا يا ياسين
التفتت عنه لـ تهرب الي غرفتها من جديد و لكنها تجمدت بـ أرضها حين نطق بـ ارهاق و قد ارتمي علي الاريكة خلفه :
_ انا مكنتش عايز امشي عشان اتأخر لو كنت جيت كانوا هيقتلوكي
***********************************
ما ان انتهي المأذون من عقد القران حتي حلق قلبه في سماء عشقه المكنون داخله لـ سنوات قلبه احتضن قلبها و هو يتلقي التهاني من الحاضرين قبل ان يقف سريعاً و يتقدم منها يقف امامها و اللهفة واضحة بـ عينه اللامعة بـ سعادة حقيقية و دون ان يعير اهتمام للحاضرين و لا لـ توتر و ارتجافة تلك المسكينة كان يغمرها بين ذراعيه يمسد علي ظهرها بـ حنو و هو يستنشق رائحة عطرها الفواح حينها صاح جهاد و اصدقاء عزالدين عالياً بـ مشاكسة و اصابتهما نظرات حارقة مغتاظة من قبل معاذ الذي يجلس مقفهر الوجه جوار جده السيد سعد الذي اوكلته ريحان بـ عقد قرانها ، اضطربت اكثر و لم تعد تعلم ما عليها فعله و لكن يدها تحركت تلقائياً الي ظهره تمسد عليه بـ رقة و هي تتنهد بـ ارتياح وصل الي قلبها و استمعت الي صوته الهامس يخبرها مبتسماً :
_ النهاردة هجاوبك علي كل اسئلتك
ابتعدت عنه بـ هدوء لـ يقبل جبهتها متمتماً بـ سعادة :
_ مبارك يا حبيبتي
ابتسم بـ ارتباك و هي تلتفت الي صوت السيد سعد المتحدث بـ هدوء و السعادة بادية علي معالم وجهه :
_ مبارك يا ولاد ربنا يسعدكم
ابتسمت له بـ امتنان و هي تتغاضي النظر الي وجه هذا البغيض الجالس جواره و شكره عزالدين بـ هدوء جعلت الجد يشعر بـ سعادة مضاعفة و أمل مسامحة عزالدين له علي ما اقترفه من قبل ، امسك عزالدين العُلبة المخملية الموجودة علي الطاولة و مد يده بها بـ لطف الي براء متحدثاً :
_ ممكن تمسكيها
اومأت بـ ترحاب و بـ ابتسامة هادئة و هي تمسك عنه و تقف الي جوارهما ، امسك عزالدين بـ يدها اليمني و حاول رغم تمنعها حتي خلع عنها خاتم الزواج و ضحك بـ خفة و هو يضعه بـ خنصر اليد اليسري يردف بـ همس لها مازحاً :
_ مرضتش تطلع غير عشان تكون في الشمال و غصب عشان تعرفي ان قدرك معايا
ضحكت علي حديثه الممازح و هي تجد يأخذ السوار الذهبي المجدول من العُلبة يلفه حول معصمها امسك بـ السلسال و التفت يقف خلفها حتي يُلبسها اياه و ما ان انتهي حتي اقترب يقف من جديد امامها مبتسماً ابتسامته اللطيفة تلك التي تشعرها بـ الارتياح و مد يده اليسري يخبرها ان تضع الحلقة الفضية رابط الزواج الخاص به بـ اصبعه و ما ان وضعتها حتي امسك بـ يدها يقبلها بـ حب متمتماً بـ سعادة :
_ العمر كله معايا يا حبيبتي
، تلقت ريحان التهاني من جهاد الفرح بـ صديقته و تلك الحسناء الرقيقة التي كانت تودعها للمغادرة لـ يشير جهاد اليها سريعاً ان تتصرف و تتمسك بها حتي لا تغادر لـ تمسك ريحان بـ يدها و تتحدث بـ لطف و ابتسامة حانية :
_ اقعد شوية يا براء لسة هنشغل اغاني و هنهيص شوية و بعدين هسيبك براحتك بس دلوقتي لا مش هتمشي
جذبتها نحو المطبخ معها متحدثة بـ مرح :
_ تعالي بقي معايا نقدم الضيافة
ابتسمت لها براء تومأ اليها بـ الموافقة و هي تسير معها و ما كادت ان تدلف الي المطبخ حتي استمع صوت اصبحت تبغضه من خلقها و لم يكن سوا معاذ الذي تحدث ساخراً :
_ مبروك يا مرات اخويا
اغمضت عينها تستعد لـ مواجهته و الالتفات اليه و دفعت براء بـ رفق نحو الداخل قائلة :
_ ادخلي انتي يا براء طلعي ازايز سبيرو سباتس من التلاجة علي الصنية الكبيرة علي الطرابيزة و انا جاية اهو
اطاعت براء حديثها و توجهت نحو الداخل و التفتت ريحان بـ ثقة نحو الماثل امامها عاقدة ذراعيها امام صدرها و ابتسمت بـ اقتضاب مجيبة :
_ الله يبارك فيك يا ..
نظرت اليه من اسفل الي اعلي بـ احتقار قبل ان تنطق بـ تهكم :
_ يا اخو جوزي ، هي المدام مجتش معاك لية
صك علي اسنانه بـ قوة و هو يتقدم منها خطوة بـ غضب و لكنها وقفت بـ ثبات و جانب عينها يراقب عزالدين المنشغل بـ الحديث مع اصدقائه امسك مرفق يدها يضغط عليه بـ قوة متحدثاً بـ حدة :
_ انا عارف انك عملتي كدا بس عشان تغيظيني بس هتندمي يا ريحان ، هتندمي اوي
وجد من يجذبه من الخلف بـ قوة يُبعده عنها و وقف امامه عزالدين ينظر اليه بـ أعينه الحادة و نظراته القوية التي زعزعت ثباته و تحدث من بين اسنانه بـ حدة :
_ انت اللي هتندم لو قربت من مراتي تاني يا معاذ
رمقه معاذ بـ غيظ و كاد ان يتحدث الا ان عزالدين كان الاسبق حين اشار الي الباب متحدثاً بـ غضب :
_ اتفضل بقي ارجع بيت جدك و متجيش هنا تاني لو عايزني في حاجة ياما عند جدك او في الشركة
رمي معاذ نظرة توعد نحوهما و تقدم نحو الخارج بـ خطوات واسعة غاضبة ، التفت اليها وجدها تنظر اليه بـ هدوء لـ يمد يده يمسح بـ رفق علي خصلات شعرها يردف مبتسماً تلك الابتسامة التي تبث الراحة الي داخلها :
_ و لا يهمك اي حاجة انا جنبك و مش هيقدر يعملك حاجة
بادلته ابتسامته و ربتت علي كفه الموضوع علي رأسها متحدثة بـ هدوء :
_ و انا واثقة فيك و عارفة انك جنبي
دني يقبل وجنتها اليمني سريعاً قبل ان يلاحظه احد و همس اليها بـ مرح :
_ خلي كلامك الحنين دا و احنا لوحدنا الله يهديكي
عض علي شفتيه و هو يصوب نظرته علي شفتيها مكملاً بـ مشاكسة :
_ لان في حاجة دلوقتي هموت و اعملها
ضمت شفتيها بـ تلقائية و هي تري نظراته الثاقبة نحوها ثم دفعته بـ كتفه بـ خفة و هي تتحدث اليه بـ تحذير :
_ تعالي شيل الصنية يا عزالدين و خليك محترم
************************************
نزل معاذ بـ غضب يتأكله فقد طرده شقيقه شر طردة ضغط علي زر جهاز التحكم الخاص بـ السيارة لـ يفتحها و هو يتمتم بـ حنق ساخطاً علي ما يحدث و ما ان صعد الي السيارة حتي وجد من يجلس علي المقعد المجاور له انتفض بـ خضة و التفت لـ يري من الدخيل ، ظهر الارتباك جلياً علي وجهه و هو ينظر الي ذلك الشاب ضخم الجثة ذو ملامح تحمل من الشراسة الكثير الجالس جواره ابتلع لعابه بـ توتر و هو يردف بـ قلق :
_ خير يا شوقي حصل حاجة
ابتسم الاخر ابتسامة جعلته اكثر شراسة و دبت الذعر في قلب معاذ و تحدث بـ نبرة صوته العريضة جعلت من معاذ يتمني الاختفاء من امامه :
_ فين الامانة يا معاذ بيه
ظهر التعجب علي وجهه معاذ قبل ان تجيبه بـ صدق :
_ انا اديتها لريحان و انتوا قولتوا انكم هتستلموا منها زي كل مرة
و علي حين غرة امسك شوقي بـ ملابس معاذ يجذبه اتجاه بـ قوة متحدثاً بـ حدة قاصداً اخافته :
_ انت بتستعبط يلا و لا اية ما انا قولتلك اننا اجلنا الاستلام يومين و في اليومين دول المحروسة بتاعتك بيتها وقع و انت لهفت المعلوم و طنشت
نفي بـ رأسه بـ قوة و هو يزيح يده عن ملابسه بـ هدوء و اردف بـ توتر :
_ نسيت و الله ، انا خدتها عندي البيت بس عرفت اني متجوز و سابت البيت و هي دلوقتي اتجوزت اخويا و انت مقولتليش انك مستلمتش
_ و هو انت بترد علي التليفون
اجابه شوقي بـ سخرية الامر برمته لا يعنيه و ما تفوه به من تبرير ليس الا ترهات بـ النسبة له ، رفع سبابته امام وجه معاذ يتشدق بـ تحذير حظر :
_ الامانة تكون عندي بكرا ياما انت و هي هتروحوا مكانها سامع
اومأ اليه سريعاّ يريد التخلص منه و بـ الفعل خرج من السيارة بعد ان رمقه بـ نظرة مخيفة محذرة ان يخطئ و ما ان اغلق باب السيارة حتي اراح معاذ رأسه الي الخلف يتنفس بـ عنف هامساً :
_ الله يخربيت اليوم اللي شوفتكم فيه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى