روايات

رواية خطى الحب الفصل التاسع 9 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الفصل التاسع 9 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الجزء التاسع

رواية خطى الحب البارت التاسع

رواية خطى الحب الحلقة التاسعة

خطي عزالدين خطواته الثابتة الي داخل منزل السيد سعد يطلب مساعدته لكي يُنهي مسألة زواج ريحان هو لا يحتاج الا ان يمزق تلك الاوراق اما هو فـ ليس زوج معترف به من الاصل هو فقط يريد الا يعترض طريقها مرة اخري و هذا لن يحدث سوا بـ ترهيب ذاك الحقير ، اخذ نفساً عميقاً و هو يقف عند الباب كان مصمماً في نفسه انه لن يلجأ الي الجد من جديد اي كانت الاسباب لـ شعوره بـ المهانة حين لم يقدم له المساعدة من قبل كان كـ مراهق مسكين يبكي بـ حُرقة يتردد الي عقله صورته و هو يقف امامه متوسلاً ان يساعده و يصدح بـ اذنه صوته المختنق الباكي و هو يردد بعض الكلمات التي كررها اكثر من مرة ” ارجوك تساعدني ابوس ايدك امي هتموت ” زمجر بـ عنف و عاد الي الخلف خطوة يلغي فكرة اللجوء الي جده مجدداً هو سيتصرف بعيداً عن صاحب القلب المتحجر ذاك و ما كادت قدمه ان تخطي الي الخارج من جديد حتي فُتح الباب و صدح صوت الجد بـ سعادة هاتفاً :
_ عز تعالي يا حبيبي ماشي لية
اغمض عزالدين عينه يتنفس بـ قوة قبل ان يلتفت بـ جسده اليه ينظر اليه بـ جمود كـ المعتاد و ما يبعث في قلب الجد الحزن علي حاله حفيده معه و كيف يشعر بـ الكره المنبعث من نظراته القاسية ، تقدم عزالدين اليه يقف امام مباشرةً يهتف بـ ثبات متسائلاً :
_ جايلك تساعدني هتساعدني و لا ارجع بيتي تاني
ابتسم الجد بـ لهفة بـ التأكيد سيستغل الفرصة لـ تترمم علاقته مع حفيده مد يده يمسك بـ ذراع عزالدين يجذبه الي الداخل قائلاً بـ صدق :
_ اديلك عيني يا عز
جذبه معه الي الداخل و تقدم معه عزالدين بـ هدوء هو يرجو ان يتخلص من غريمه الجديد بـ اقرب وقت يمكن ان يصارح ريحان بما يكنه لها داخله يمكن ان يبدأ معها حياة كان يتمناها منذ فترة طويلة ، جلس بـ اريحية علي الاريكة يتكأ بـ ظهره عليها حمحم يتحدث الي الجد بـ هدوء :
_ في واحد قدر يمضي ريحان علي ورقة جواز عرفي من غير ما تعرف و انا عايزه يتأدب عشان يبعد عنها خالص
نظر اليه السيد سعد بـ دهشة من حديثه الذي نطقه بـ بساطة و هدوء شديد لـ يستفهم منه قائلاً :
_ ازاي من غير ما تعرف احكيلي الموضوع من الاول
حك عزالدين شعيرات ذقنه ثم نظر اليه متنهداً بـ ثقل مقرراً ان يسرد له القصة كاملة حتي يتصرف و بـ الفعل بدأ بـ الحديث يشرح له مبسطاً الموضوع و انهي حديثه حين اخرج من جيب سترته تلك الورقة المطوية و مدها نحو الجد هاتفاً :
_ و دا عنوانه .. انا مش خايف من الورقتين اللي معاه بس دا مش هيسكت هيفضل يتعرضلها طول الوقت و ممكن يكون لسة محتفظ بصور او فيديوهات لازم هو اللي يخاف
انهي جملته بـ نبرة حادة ينبع منها الشر الكامن داخل ثنايا روحه لـ هذا الشخص لـ ينظر السيد سعد الي العنوان لـ بعض لحظات بـ صمت قبل ان يتنهد مجيباً :
_ متقلقش انا هحل الموضوع دا و النهاردة قبل بكرا
اومأ اليه الاخر يشعر بـ بعض الارتياح لـ يقف عن الاريكة يستعد للخروج قائلاً :
_ متشكر اوي بجد انا لازم امشي معلش ازعجتك
_ ازعاج اية بس دا انا نفسي تفضل معايا انا و اخوك علي طول
قال تلك الجملة السيد سعد مبتسماً و هو يتكأ علي العصا حتي يقف عن مقعده ثم تقدم نحو عزالدين يضع يده علي كتفه متحدثاً بـ رفق :
_ مش هتستني تشوف اخوك
اغمض عزالدين عينه بـ قوة و زفر الهواء بـ قوة يتحدث بـ نبرة قاطعة :
_ لا ، انا همشي
تنهد السيد سعد بـ حزن يريد ان يحسن علاقة الاخوه كما كانت قبلاً لـ يضغط علي كتفه متحدثاً :
_ انا شديت عليه جامد و هو وعدني انه هيصلح علاقته مع مراته و مش هيحاول يعمل كدا تاني
اعتري الضيق صدر عزالدين يرمق الجد بـ جمود يهتف بـ حدة :
_ هو حر يعمل اللي يعملوا المهم يكون بعيد عن ريحان
_ بتحبها يا عز ؟
سأل الجد و هي يري حدة حفيده في التحذير من الاقتراب الي ريحان و لكن ما لم يتوقعه ان يلتفت اليه عزالدين و يجيبه ببساطة قائلاً :
_ ايوة ، من زمان .. و مش مستعد اخسرها تاني بعد ما لقيتها
قال عزالدين جملته الاخيرة بـ همس من بين اسنانه يؤكد علي تحذيره من اقتراب معاذ مجدداً من ريحان ، ابتسم السيد سعد بـ سعادة في نهاية صارحه عزالدين و تحدث بـ صدق و بـ كل تأكيد سيسعد حين يكون حفيده في سعادة و الواضح من حديثه انه عاني الابتعاد قبلاً هز رأسه بـ ايجاب يهتف اليه بـ اول وعوده في استرداد حفيده اليه :
_ اوعدك اني مش هخلي حاجة تعكر عليك حياتك يا عز و اوعدك اني هبقي دايما جنبك
************************************
قطعت الغرفة ذهاباً و اياباً و هي تقضم اظافر يدها بـ قلق منذ ان غادر عزالدين و هي غير مطمئنة ابداً رغم حديث جهاد الطويل لها يحثها علي الهدوء و ان تطمئن الي تدخل عزالدين كما هو مطمئن ، وضعت يدها علي صدرها موضع قلبها الذي يدق بـ قوة لم تنجو من الحزن ابداً ظل يركض خلفها يلاحقها بـ المصائب اينما كانت مشكلة تليها الاخري و الاخري اعتقدت انها قد تخلصت من هذا البغيض و تخلصت من هذا الموضوع برمته الا انها وجدت نفسها تعاني من جديد من غباءها مثلما عانت منه سابقاً و سابقاً زمجرت بـ قوة تحاول اخراج ما بـ صدرها من ضيق تخشي نظرة عزالدين لها من الآن ردة فعله الاولي كانت مزيجاً بين الصدمة و عدم التصديق بـ الطبع انها بـ النهاية كانت حبيبة لاخيه لم يستوعب ان تكون متزوجة و في علاقة حب بـ ذات الوقت سيتأكد له صدق حديثه حين اخبرها انها تتنقل من شاب الي اخر كان هذا التفكير يسيطر علي عقلها المشتت جعلها تفكير في الذهاب الي أنس و قتله ثم تقتل نفسها لـ تنتهي من صراعات لا تنتهي معها اصدرت بعض الهمهمات الغير مفهوم و استمرت بها و هي لا تهدئ عن الحركة حتي دق جرس الباب ، اسرعت الي باب الشقة تستقبل عزالدين لـ تعلم ما يمكن ان يكون حدث معه ظهر من خلف الباب كان هادئ لا يظهر عليه مظاهر الغضب تركها اشارت اليه بـ الدخول اولاً حتي لا تتحدث معه أمام الباب يستمع إليها الجيران و تصبح علكة بـ افواه الجميع هنا يكفي ما هي به … جلس علي الاريكة متنهداً قبل ان تتقدم سريعاً تجلس علي جواره تسأل بـ لهفة :
_ عملت اية في حاجة حصلت ؟
هز رأسه بـ نفي و التفت اليها بـ رأسه ينظر الي وجهها الشاحب المرتعب لـ تظهر شبح ابتسامة علي ثغره متحدثاً :
_ لو لسة عندك قهوة اعمليلي فنجان
نظرت اليه بـ تعجب هل هذا الوقت المناسب لـ تلك الجملة هي ترتجف امامه طالبة منه ان يطمئنها و هو يطلب القهوة ! رفعت يدها المرتجفة امام وجهه تردف بـ دهشة :
_ انا برتعش من الرعب و انت بدل ما تطمني بتطلب قهوة هعملها ازاي اصلا و انا مش قادرة اتلم علي اعصابي
_ اطمني
كلمة واحدة خرجت منه قبل ان يريح رأسه الي الخلف جعلت القلق يأكل قلبها اكثر لما هو يتصرف بـ ارتياح هكذا ماذا فعل معه لـ يهدئ تماماً عكس ما كان عليه كانت تشعر به علي وشك تمزيقها اغمضت عينها تتنفس بـ هدوء تحاول السيطرة علي نفسها قبل ان تردف متسائلة من جديد :
_ هو اية اللي حصل بالظبط انت كدا بتخوفني
زفر الهواء بـ قوة و اعتدل بـ جلسته ناظراً اليها بـ هدوء و سمح لـ نفسه ان يمد يده يمسك بـ ذقنها لـ ينظر الي عينها و الحزن يقبع داخل حدقتيها العسلية و هتف بـ هدوء :
_ الموضوع هيتحل خلال ساعتين يا جميل و لا تقلقي نفسك
ادمعت عينها و هي تشعر بـ الطمأنينة تنبعث من حديثه الهادئ و اجابته بـ توتر :
_ انا خايفة يفضل كل شوية ورايا كدا هيضيعني
ارتسمت ابتسامة هادئة علي ثغره يقرص ذقنها بـ يده ثم اعتدل مبعداً يده عنها قائلاً :
_ مش هيقدر بعد كدا ثقي فيا
نظرت اليه بـ امتنان و هي تشعر بالأمان ينبعث من نظرة عينه و اجابته قائلة :
_ انا مش عارفة اقولك اية و لا دي المرة الكام اللي المفروض اشكرك فيها
ضيق عينه بـ مكر عليه و تحدث بـ نبرة ذات مغذي داخله :
_ انا مش عايزك تشكريني بس هبقي اخد حق الشكر دا بعدين
هزت رأسها بـ ايجاب ستفعل اي شئ لـ تحاول رد المعروف له ثم استغلت الفرصة لـ تفسر له ما يمكن ان يكون فكر به و غضب من اجل شقيقه قائلة بـ ارتباك :
_ انا عايزة بس افهمك ان الموضوع دا كان قبل ما اتعرف علي معاذ و الله
قبض علي كف يده خفية و قد اختفت ابتسامته عن محياه قائلاً بـ تساؤل حاول جعله مرح :
_ هتعمليلي القهوة و لا اطلع انام
اسرعت بـ الوقوف عن الاريكة تشير الي المطبخ قائلة بـ تعجل :
_ لا هعملك طبعاً
************************************
في شقة أنس كان يجلس علي الاريكة بـ يده قدح القهوه الطازج يضع قدم علي الاخر يستمع الي الموسيقي العالية الأجنبية الحماسية المفضلة لديه علي ثغره ابتسامة واسعة و هو يري انه سيحقق ما اراد و تأتي اليه ريحان ان كانت راضية و ان كانت مجبرة يريد فحسب استمع صوت جرس الباب يدوي بـ الارجاء بـ شكل متتالي سريع جعلته يبتسم بـ خبث شديد و نظراته الماكرة انتقلت نحو الباب وضع القدح علي الطاولة امامه و وقف عن الاريكة يعدل من ياقة كنزته و تقدم يغلق الموسيقي بـ جهاز التحكم الصغير الموضوع علي الطاولة الطويلة بـ القرب من الحائط ثم هتف و هو يخطو نحو الباب قائلاً :
_ ثواني جاي
فتح الباب و هو متقين انها ريحان اتت بـ نفسها الي منزله تترجي و تتوسل ان يمزق تلك الاوراق او من الممكن ان تكون قد وافقت علي الاستمتاع معه لـ بعض الوقت و لكن كل ذلك تلاشي فجأة حتي ان ابتسامته الواسعة المنتصرة قد سقطت حين رأي رجلان شرطة يقفون امام الباب ابتلع لعابه بـ ارتباك و هو ينظر فيما بينهما يسأل بـ صوت خفيض مرتجف :
_ ايوة حضرتك اي خدمة ؟
نظر اليه احدي الضباط و قد بدي علي وجهه الشراسة و الغضب الشديد الذي جعل الاخر يرتعد من ما هو قادم عليه :
_ انت اللي اسمك أنس مرجان
هز أنس رأسه بـ ايجاب و هو يشير الي نفسه غير قادر علي اخراج حروفه سليمة من شدة التوتر لـ يتحدث الضابط الاخر بـ تهكم ناظراً اليه من اعلي الي اسفل :
_ مش هدخلنا و لا اية يا كابتن
ازاح أنس نفسه من امام الباب و اشار اليهما بـ الدخول لـ يدخل كلاهما يتفحص كلاً منهما البيت بـ اعين ثاقبة و هما يبحثان بـ كل مكان عن شئ محدد اتوا لاجله و لم يستطع انس التحرك من محله او الاعتراض علي اقتحام خصوصية منزله و العبث بـ مقتنياته الشخصية ، التفت الضابط الشاب الي الاخر الذي يكبره سناً و مقاماً متسائلاً :
_ لقيت حاجة يا نعيم باشا
نفي بـ رأسه و هو يتقدم من أنس الساكن بجوار الباب و لم يتحرك قيد أنملة من مكانه قبض تلابيب ملابسه يجذبه نحوه قليلاً و ظهرت ابتسامة شيطانية علي محياه متحدثاً بـ نبرة حادة دبت الرعب في قلب الاخير قائلاً :
_ زي الشاطر كدا تطلع الورق العرفي اللي انت مخبيه ياما هنشوف شغلنا معاك كويس بس مش هنا في القسم
ابتلع أنس لعابه بـ صوت مسموع و هو يحاول الثبات و الا ذهب في خبر كان امسك بـ يد الضابط “نعيم” يبعدها عن ملابسه و هو ينفي بـ رأسه قائلاً بـ شجاعة :
_ محصلش انا معنديش اي ورق عرفي انا لسة متجوزتش يا باشا و لما احب اتجوز هتجوز رسمي
هزه نعيم بين يديه و هو يشعر بـ الغضب يتفاقم داخله لـ يدفعه الي الحائط خلفه يرتطم ظهره بها بـ قوة و خرج تأوة متألم منه في حين رفع نعيم ثلاث اصابع من يده اليمني يتحدث اليه بـ تحذير و شراسة لم يكن يتوقعها من ذلك الرجل الذي يظهر عليه الهدوء و الرزانة :
_ اقسم بالله ان ما طلعت الورق اللي معاك و الصور و الفيديوهات اللي ماسكها علي البنات هخلي عيشتك كلها طين و مش هتشوف الشمس تاني في حياتك
اقترب من الضابط الاخر من الخلف يضع يده علي كتفه يحاول تهدئته قائلاً بـ جدية :
_ اهدي يا نعيم بيه ميستاهلش كل العصبية دي
التفت اليه نعيم و قد ظهر الاحمرار بـ قوة بـ عينه يشعر كأنه سيسلخ جلده عن جسده حتي يتعلم الاخلاق و الا يستبيح حرمة غيره يتذكر تعرض ابنة شقيقه لـ موقف مشابه من قبل و كانت فضيحة للعائلة بـ اكملها و لن يسمح لـ هؤلاء المستهترين ان يدمره مستقبل فتاه اخري بعد ان حاولت تلك الفتاة الشابة التي كانت مليئة بـ الطاقة الانتحار عدة مرات و تخليص عائلتها من عارها كما تداول فيما بين الناس عنها ، صك علي اسنانه و هو يزيح يد الاخر عن كتفه يتراجع الي الخلف خطوتين ينظر الي أنس بـ مقت قائلاً :
_ قدامك دقيقتين بس يا محمد لو مطلعش الورق و كل حاجة معاه هاخده من قفاه و هنزل بيه علي القسم و رب الكعبة ما هيطلع منه لو علي رقبتي
انتهي من حديثه و صدره يعلو و يهبط بـ قوة اثر انفعاله الشديد صوت تنفسه مسموع لـ يهز محمد رأسه و يقترب من أنس المنكمش جوار الحائط بـ الفعل شعر بـ الخوف من عصبية ذلك الضابط الذي يتوعده بـ غل و كره شديد و زاد خوفه حين استمع الي صوت الاخر المتواجد امامه يهتف بـ غلظة :
_ في دقيقة تكون جايب كل حاجة قدامي احنا هنا مبنهزرش
استلسم أنس ان يقول الحقيقة و يأتي بما يخص ريحان من اوراق و صور و مقاطع مصورة أيضاً يحتفظ بها حتي الآن في النهاية هو ليس لديه القوة لـ مجابهة اثنان من رجال الشرطة و بعقر داره قادرون علي اعتقاله بـ أي تهمة تأتي بـ خاطرهما و انسحب بـ هدوء الي غرفته و خلفه ذهب محمد لـ يتابع ما سيفعل ، فتح خزانة الملابس و اخرج منها حقيبة سفر سوداء متوسطة الحجم فتحها لـ تظهر خزنة معدنية صغيرة داخلها لـ يضع الرقم السري و تُفتح الخزنة و اخذ منها العديد من الاوراق و بعض الصور و قطعة معدنية صغيرة مخزن عليه جميع المقاطع المصورة و التفت يمد يده بهم الي محمد الواقف يبتسم بـ انتصار و تحدث بـ تلعثم و هو ينفض يده قائلاً :
_ كدا كل حاجة عندي و الله ما عندي حاجة تانية
ابتسم محمد بـ سخرية عليه و هو يخرج الي حيث يقف نعيم يستشيط غضباً اشار له بما بـ يده يهتف بـ هدوء :
_ طلع كل حاجة عنده يا نعيم باشا
ابتسم نعيم ابتسامة جانبية بـ مكر شديد و هو يأخذ تلك الاوراق يتفحصها و اتسعت عينه بـ ذهول و لم يجد فقط اسم الفتاة التي اتي بـ وصية من السيد سعد لاجلها فقط بل رأي العديد من الاسماء بـ اوراق مختلفة يبدو انه يفعل ذلك دائماً و يخدع الفتيات و بـ ملكيته لـ صالة رياضية خاصة به يجعل الامر سهلاً عليه ، رفع الضابط نعيم نظره الي أنس الذي يقف بعيداً ينظر اليه بـ ترقب و ارتفع حاجب شفتيه في ابتسامة متوعدة لـ يطوي الاوراق و يضعها بـ جيب بنطاله قائلاً :
_ لا احنا ناخده معانا يا محمد شكله عايز يتظبط
_ اجي معاكم لية مش انا اديتلك اهو كل حاجة
صاح بها أنس بـ خوف شديد و هو يشعر بـ اضطراب دقات قلبه ماذا يود ان يفعل ذلك الرجل به ، امسكه الضابط محمد جاذباً اياه بـ قوة الي الخارج معه رغم محاولات الاخر في الفرار منه و اجابه بـ جمود :
_ هنعلمك الرجولة تبقي شكلها اية يالا
صاح أنس بـ صوت مختنق بترجي كلاً منهما ان يترأف به و يتركه و اخذ يوعد انه لن يقترب من فتاة مرة اخري و انه سيرحل تاركاً البلد من جديد لكن اي منهما لم يتسمع اليه و جره محمد خلفه جاراً الي الخارج يحذره من سماع صوت صراخه العالي المزعج هذا الذي اخرج علي اثره جميع سكان المبني
***********************************
ابتسم عزالدين بعد ان اطمئن ان هذا الموضوع انتهي و اصبح في مهب الريح لـ يفتح باب شقته متوجهاً سريعاً الي ريحان يخبرها بهذا حتي تطمئن لقد تركها منذ ساعتين و هي تتلوي من القلق و التوتر ابتسم بـ هدوء مقرراً ان يبدأ ما انتظره سنوات يكفي كل هذا الوقت حان الآن الاعتراف بما داخل قلبه و طلب منها الزواج علي سنة الله و رسوله نزل الدرج سريعاً و كأنه يحلق بـ السماء و قدمه لا تلامس الأرض الي ان وقف امام بابها تنفس بـ هدوء عدة مرات قبل ان يمد يده يدق جرس الباب الا انه حين وضع يده عليه استمع الي صوت ريحان تصيح بـ غضب بـ شخص ما و لكنه لا يفسر الكلمات تماماً عقد ما بين حاجبيه بـ تعجب و هو يدق الجرس و لحظات و فتحت ريحان الباب بـ وجه مليئة بـ الدموع يشع منه الاحمرار عينها حمراء من شدة البكاء شفتيها مرتجفة ، نظر لها بـ قلق لـ هيئتها البالية تلك و تقدم منها خطوة متحدثاً :
_ في اية مالك يا ريحان
مسحت دموعها بـ ظهر يدها و هي تسيطر علي شهقاتها المتقطعة و اجابته بـ صوت مختنق خافت :
_ كويس انك نزلت كنت هكلمك دلوقتي
ما ان اتمت تلك الجملة حتي دفعت الباب لـ يُفتح علي مصراعيه و ما ان نظر عزالدين الي الداخل حتي اتسعت عينه بـ دهشة و هو يجد معاذ شقيقه يقف بـ الردهة يضع يده علي رأسه يشدد علي خصلات شعره ، انتقل عزالدين بـ بصره فيما بينهما يريد تفسير واضح لما يراه الآن لما معاذ اتي اليها و عما يتحدث معها !! قطع تفكيره الذي اخذه في جميع الاتجاهات صوت ريحان التي اشارت الي معاذ قائلة بـ غضب مستتر :
_ معاذ جاي يعتذر علي اللي عمله و جاي يصلح علاقتنا تخيل !
ابتلع عزالدين لعابه بـ صعوبة و هو ينظر اليها منتظر اكمالها للحديث الذي يرج كيانه الآن و لكن شعر بـ الصدمة حين تحدثت بـ ثقة تهتف :
_ و مش مصدق اننا بجد انا و انت دلوقتي مخطوبين و كتب كتابنا قرب
غمزت له بـ عينها بـ خفاء حين طال صمته و قد اتسعت عينه بـ عدم تصديق مما تقول لـ يجدها تلتفت من جديد الي معاذ متحدثة بـ هدوء مصطنع اجادت صنعه :
_ لما نحدد كتب الكتاب هنعزمك ان شاء الله ما تقوله يا عزالدين
و اخيراً تمالك عزالدين نفسه و تقدم الي داخل الشقة يقف امام معاذ الذي يظهر عليه الغضب قائلاً بـ برود :
_ اللي قالته صح دلوقتي تخرج من البيت بهدوء و اوعي اعرف انك تخطيت حدودك و قربت منها خليك حذر مني دي هتبقي مراتي
شعر معاذ بـ الغضب من شقيقه و اثار حفيظته ذلك الجمود الذي خرج كـ الصقيع بـ حديثه قد اتي اليها لـ يكمل طريقة معها قد اعتاد دلالها له و اهتمامها الزائد به تدخله في تفاصيل حياتها كما تشاركه تفاصيل يومه رغم اخفاءه زواجه عليها و عندما مرت عدة ايام وجدها فارغة منها ارغم نفسه علي المواجهة معها لـ تصرخ و تبكي و تضرب أيضاً و لكنه يريدها بحياته كما كانت دائماً و لا يريد فقدان ذلك الشعور معها اي كان السبب مع علمه انها بـ التأكيد سترفض توجدها معه وهو متزوج و ستوبخه أيضاً و لكنه جاذف بكل شئ من اجل هذا اللقاء و قد جعلته هو لقاء الصدمة بـ النسبة له حين اخبرته انها و عزالدين سيقيمان علاقة رسمية في القريب العاجل تُبني علي الصدق و الاخلاص و لا دخل له بها شعر وقتها بـ الجنون لما تقول هو لم يتخطي بعد ان علاقتهما قد هدمت فوق رأسه حتي يجدها مع اخيه جانباً الي جنب في رباط مقدس الي الابد ثار عليها و صاح بها و جعلها هي الاخري تصرخ امامه بما تعتري قلبها من غضب و اسمعته من الكلمات الجارحة ما يكفي لـ يبقي اثره الي الممات و بـ الاخير وقف امامه شقيقه يخبره بـ كل بساطة انها ستكون زوجته هذا ما جعل الامر يزداد سوءاً عليه هذا الشعور بـ التملك اتجاهها بدأ يتفاقم الي حد كبير هو من دخل حياتها و قلبها اولاً و هو من يجب عليه الاستمرار بـ مكانته رغم علمه انه جرح كرامتها و حطم كبرياءها كـ انثي و ابدلها بـ اخري و رغم ان تلك الاخري لازالت زوجته و تستمر بـ ان تكون زوجته و لكن مشاعره اتجاه ريحان مختلفة تماماً و كان يريد الا يترك هذا الشعور يحتل شخص اخر معها اغمض عينه بـ قوة و هو يفكر ان من ستبدله مكانه في قلبها لم يكن سوا اخيه الاكبر نظر الي عزالدين و رفع سبابته يشير اليهما يحاول تكذب ما سمعه و اقناع نفسه انها لن تتخطاه بـ هذه السهولة قائلاً بـ حدة :
_ انا مش مصدقكم انتوا الاتنين
صكت علي اسنانها و هي تنظر اليه بـ حقد متقدمة منه تقدم جوار عزالدين جسدها ينتفض بـ انفعال شديد حتي صدح صوتها عالي غاضب تصيح به قائلة :
_ ان شاء الله ما صدقت اطلع برا انت انسان بجح و معندكش ريحة الدم عايز مني اية تاني ما تروح لمراتك و لحياتك و تسيبني في حالي هو انا هلاقيها منك و لا من مين
مسد عزالدين علي رأسها بـ رفق ثم تقدم من معاذ خطوة اخري واضعاً كفيه بـ جيب بنطاله يطالعه بـ جمود رغم حدة عينه الثاقبة المخيفة و تحدث بـ تحذير قائلاً :
_ لاخر مرة هقولك يا معاذ ، اطلع برا و اياك تقرب من هنا تاني ياما هكسرلك رجلك
التفت يمسك بـ يد ريحان يجذبها بـ لطف نحوه ثم نظر بـ قوة الي شقيقه يتحدث بـ صوت حاد غاضب لا نقاش بعده هاتفاً :
_ انا و ريحان كتب كتابنا بعد اسبوعين و بعد الاسبوعين دول هتكون علي اسمي و ساعتها لما فكرت تقرب تاني هتواجهني انا
رفع يده يربت علي وجنته بـ حدة و صاح به بـ نبرة مظلمة تبث الرعب داخل صدر الواقف امامه يردف بـ حسم :
_ روح لمراتك يا معاذ و جهز لفرحك و اتعدل بدل نا اعدلك

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى