روايات

رواية خطاياها بيننا الفصل العاشر 10 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الفصل العاشر 10 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الجزء العاشر

رواية خطاياها بيننا البارت العاشر

رواية خطاياها بيننا الحلقة العاشرة

اكملت بسمة بقسوة وعينيها تلتمع بالجنون و الحقد
=كنت مستنية اللحظة اللى جابر يأذن ليا فيها اخد حقى منك….و اهو اخيراً قالى اخد حقى منك..قالى اولـ.ـع فيكى زى ما ولعتى فيا……
شحب وجه غزل بينما اهتز كامل جسدها فى خوف و صدمة فور سماعها كلماتها تلك لا تصدق ان جابر سينفذ تهديده و يسمح لشقيقته بحرقـ.ها..
همست بسمة بفحيح يملئه التصميم و الكراهية
=هحرقـ.ك يا غزل… هحـ.رقك و هخلى جابر يقرف حتى انه يبص فى وشك… هحرقك
كانت تتمتم بكلماتها تلك و هى تسكب محتويات العبوة على جسد غزل الذى اصبح غارقاً بمادة البنزين القابلة للاشتعال..
صرخت غزل باكية محاولة الهرب منها لكن تصلب جسدها مطلقة صرخة مرتعبة عندما رأت بسمة تخرج قداحتها و تضغط عليها و عينيها تلتمع بالجنون و التصميم…

 

 

فى ذات الوقت…
دلف جابر الى المنزل بعد يوم عمل شاق فبعد مشاجرته مع غزل ذهب الى المخازن يشرف على تخزين المحاصيل محاولاً دفن عقله بالعمل و الهاء نفسه حتى لا يعود الى المنزل ويقوم بخنقها بيديه بسبب كلماتها الحمقاء التى اسمعته اياها.. فقد وافقت على ان يحرقها حتى تتخلص منه…تلك الحمقاء لا تعلم انه لا يمكنها ان تتخلص منه بهذة السهولة.. كيف تعتقد انه يمكنه ان يحرقها و يقوك بايذائها.. فاذا كان قادراً على على فعلها كما تعتقد لما انتظر اكثر من سنتين لكى يفعلها..
صعد الدرج بخطوات ثقيلة و هو يحاول منع نفسه من الذهاب الى غرفتها فهو لا يرغب برؤيتها بعد كلماتها القاسية التى قالتها لشقيقته لا يعلم كيف يمكن لقلبها ان يكون قاسى بهذا الشكل
وقف بالردهة المؤدية الى غرفتها ينظر بتردد الى باب غرفتها فاركاً وجهه بيديه وهو يطلق زفرة طويلة يأسه قبل ان يستسلم اخيراً لرغبته ويذهب لرؤيتها..
دخل الى غرفتها دون ان يطرق الباب فقد كان الوقت متأخراً من الليل و بالتأكيد ستكون نائمة و لا يرغب بازعاجها و ايقاظها حتى لا يتشاجروا مرة اخرى..
فسوف يلقى عليها نظرة خاطفة لكى يطمئن قلبه انها بخير ثم سيعود الى غرفته على الفور..
لكنه ما ان خطى داخل الغرفة تصلب كامل جسده و قد جفت الدماء بعروقه فور ان رأى شقيقته واقفة بغرفة غزل تمسك بقداحة من النار تهدد بها غزل التى كانت متكومة على الاريكة تحيط بذراعيها جسدها الذى كان يهتز بعنف و الرعب والخوف مرتسمان على وجهها الشاحب وصل الى انفه رائحة سائل البنزين النافذة ليدرك على الفور ما يحدث هنا صرخ بصوت عاصف و هو يشعر بقلبه يكاد ان يقف من شدة الخوف
=سيبى اللى فى ايدك ده يا بسمة…
التفت شقيقته تنظر اليه فى البداية باعين متسعة بالارتباك من رؤيتها له لكن سرعان ما اختفى ارتباكها هذا و خل محله الغضب قائلة بتصميم و حدة
=لا مش هسيب اللى فى ايدى يا جابر… و هحـ.رقها… سامع هحـ.رقها و هخليها تحس باللى حسيت به.. و عيشته
ارتسم معالم الرعب على وجهه شاعراً بقبضة حادة تعتصر قلبه قائلاً بصوت مرتجف و قلبه يكاد ان يقف فور تخيله للنيران تشتعل بجسد غزل

 

 

=علشان خاطرى يا بسمة سبيها……. لو بتحبينى سبيها
صرخت بسمة بحدة و يديها تتشدد حول القداحة
=مش هسيبها يا جابر… هحرقها….وهخليك تقرف تبص حتى فى وشها زى ما بتقرف تبص فى وشى انت و كل الناس…..
قاطعها جابر من خلال أسنانه المشدودة
=بس انا عمرى ما قرفت منك و حتى لو حرقتيها يا بسمة عمرى ما هقرف منها زى نا بتقولى اعقلى و ارمى الولاعة من ايدك..
صرخت بهستيرية بصوت مخيف مظلم
=كداب كلكوا بتقرفوا منى.. و مش هرميها ياجابر هحرقـ.ها…
شعر باليأس وهو يدرك ان شقيقته فى حالة من الجنون ولن يقنعها شئ عن العدول عن قرارها و سوف تنفذ تهديدها و تحرق غزل
اخفض عينيه نحو غزل التى كانت جالسة على الاريكة بصمت جسدها يهتز بعنف بينما شفتيها بيضاء شاحبة من شدة الخوف مما جعل احشاءه تلتوى بشدة داخله فور ان قابلت عينيه عينيها التى كان الضعف يلمع مثل منارة بها لقد كانت مرتعبة و قد أصابه ذلك بلكمة بقلبه.. فهو لا يمكنه خسارتها… لن يستطيع العيش بدونها..
شعور من اليأس جعله يندفع نحوهم سريعاً جاذباً غزل من فوق الاريكة نحوه يحتضنها بقوة بين ذراعيه لتسرع غزل بدفن وجهها بصدره منفجرة فى البكاء
هتفت بسمة بقسوة فور ان رأت فعلته تلك
=سيبها يا جابر و ابعد….
شدد جابر من احتضانه لغزل يضم جسدها الغارق بسائل البنزين الى جسده اكثر قائلاً بتصميم
=مش هبعد يا بسمة…و لو عايزة تحرقيـ.ها… يبقى هتحرقـ.نى معاها…
هزت بسمة رأسها قائلة بصوت مرتجف
=ابعد يا جابر… مش هسيبها.. هحرقك و هحرقك معها..
لتكمل هاتفة بهستيرية جنونية وهى تشير بالقداحة نحوهم
=هحرقكوا…فاهم هحرقكوا ابعد

 

 

صرخت غزل فور سماعها كلماتها تلك حاولت التحرر من بين ذراعى جابر و دفعه بعيداً حتى لا يتأذى لكنه رفض تحريرها مما جعلها تهمس بصوت مختنق ضعيف من بين شهقات بكائها وهى تدفعه بصدره
=ابعد يا جابر… ابعد يا جابر علشان خاطرى….
هز رأسه فى رفض قاطع مزيداً من احتضانه لها فالموت لديه ارحم من ان يعيش بدونها…
قربت بسمة القداحة نحوهم ويدها ترتجف بقوة مما جعل كلاً من جابر و غزل يغلقان عينيهم واذراعهم تتشدد حول بعضهم البعض فى خوف مزيدين من احتضانهم يتوقعون ان تنشب النيران بهم باى لحظة..
لكن انهارت بسمة ملقية القداحة من يدها بعد ان اغلقتها و انهارت ارضاً باكية بصوت ممزق فهى لن تستطيع فعل ذلك بشقيقها..او حتى بغزل ….
فهى اضعف من ذلك بكثير…فقد صدمها مدى حب شقيقها لغزل فقد كان سيضحى بحياته من اجلها…لا يمكنها ان تصديق
ابتعد جابر عن غزل متجهاً نحو شقيقته المستلقية ارضاً تبكى بكاء شبه هستيرى يحملها بين ذراعيه و اتجه بها نحو غرفتها و قلبه ممزق على حالتها تلك…
بينما سقطت غزل ارضاً بجسد مرتجف و أعين متسعة وهى لا تصدق انها قد نجت بالفعل فقد كانت على وشك ان تحترق حية..
༺༺༺༺༻༻༻༻༻
جلس جابر يحتضن شقيقته الباكية و هو لا يعلم ماذا يفعل ايعنفها على محاولتها لحرق غزل او مواساتها فقد كان يعلم مدى الألم الذى تعانى منه..
همست بسمة بصوت ممزق
=كنت عايزة احرقها… اموتها… بس مقدرتش.. علشان انا جبانة..انا جبانة…
لتكمل هامسة وهى تتمسك بذراع شقيقها بقوة
=عمرى ما اتخيلت انك بتحبها للدرجة دى… و كنت هتموت نفسك علشانها….
صمت جابر ضاغطاً على فكيه بقوة قائلاً بصوت مختنق و غصة حادة تضرب قلبه فور تذكره انه كاد ان يفقد غزل
=علشان كدة عايزك تعرفى انى عمرى ما هسامحك يا بسمة لو أذتيها…
ابتعدت عنه هاتفة بصوت حاد يملئه الألم و قد انسابت دموعها على خدييها بغزارة ضاربة على صدرها بيدها
=طيب و اشمعنا سامحتها لما أذتنى… هو انا مش غالية عندك زيها
قاطعها هاتفاً بحدة و هو يغرز اصابعه بشعره يجذب خصلات بعصبية
=مين قالك انى سامحتها…..
ليكمل بصوت متكسر و عينيه تصرخ بالعذاب والألم الذى يمزق قلبه
=يارتنى كنت قدرت اسامحها… يارتنى عرفت انسى اللي عملته فيكى… انا بتعذب و مقسوم ما بين حبى لها و حبى ليكى و اللي عملته فيكى…

 

 

صمتت بسمة شاعرة بضميرها يمزقها من الداخل و هى ترى حالة شقيقها فلم تكن تدرك ابداً انه يحبها بهذا الشكل او انه يتعذب هكذا… لكنها ايضاً لن تستطيع اخباره بحقيقة الامر..فاذا علم كذبها سيكرهها..وهى ليست من يجب عليه كرهها بل يجب ان يكره غزل..و ستبذل كل جهدها حتى تجعله يكرهها..
امسك بيد شقيقته ضاغطاً عليها قائلاً برجاء
=لو بتحبينى.. توعدينى دلوقتى ان عمرك ما هتحاولى تحرقيها او تأذيها تانى….
ضغطت على يده قائلة بصدق فقد كانت لا ترغب بخسارة شقيقها فهو اغلى ما لديها….
=اوعدك انى مش هكررها تانى…
ربت جابر على على ظهرها بلطف و هو يتنفس براحة و قد وصل الى ما يرغب به نهض و تركها بعد ان تأكد انها بخير مغادراً الغرفة متجهاً نحو غرفة غزل…
༺༺༺༻༻༻
فور ان دلف جابر الى الغرفة لاحظ غزل التى وجدها لازالت جالسة على الارض تدفن وجهها بين ذراعيها تبكى بشهقات ممزقة اسرع نحوها يحملها برفق من ذراعها جاذباً اياها بين ذراعيه لم تقاومه و انهارت فوق صدره باكية مما جعله يحتضنها بقوة بين ذراعيه محاولاً تهدئتها و قبضة تعتصر قلبه فور تذكره ما كان سيحدث لها على يد شقيقته اذا لم يحضر الى غرفتها..
اخذت نفساً طويلاً مرتجفاً والخوف يقبض على صدره فهو لن يستطيع العيش بدونها فالموت بالنسبه اليه ارحم بكثير من ان يعيش باقي حياته يتألم بدونها كان قلبه لا يزال يرتجف بين اضلعه بخوف لذا قام بضمها اليه بقوة اكبر دافناً وجهه بعنقها فى حاجة الى شم رائحتها لعل هذا يهدئ فزع قلبه قليلاً لكن بدلاً من رائحتها وصل الى انفه رائحة البنزين النفاذة التى جعلته يختنق مما جعل الذعر و الخوف من فقدانها يعصفان بداخله مرة اخرى مرر يده بلهفة فوق ظهرها متلمساً اياها حتي يطمئن نفسه بانها بالفعل سالمة و بين يديه
دفنت غزل وجهها الباكي بعنقه هي الاخري بينما تحيط خصره بذراعيها تضمه بقوة اليها برغم احتضانه لها الشديد الذي قد يتسبب باختناقها الا انها شددت من احتضانها له و هي تبكي بشهقات ممزقة…
اخذ جابر يربت بحنان على ظهرها هامساً بكلمات حنونة محاولاً تهدئتها ظلوا على حالتهم تلك حتى هدئت تماماً ابعدها عنه برفق محتضناً وجهها بين يديه مقبلاً اياها بحنان على خدييها ثم عينيها طابعاً بشفتيه المرتجفة قبلة حنونة فوق جبينها..
ثم تركها و اختفى داخل الحمام الملحق بغرفتها قام بملئ حوض الاستحمام ثم عاد مرة اخرى الى الغرفة حاملاّ اياها بين ذراعيه واتجه بها نحو الحمام انزلها برفق على قدمييها امسك بالجزء العلوى من منامتها ينزعه عنها مما جعلها تتراجع فى رفض محيطة جسدها بذراعيها بحماية امسك بها جابر وجذبها نحوه قائلاً بصوت اجش
=عايز اشيل البنزين من على جسمك…
ابتعدت عنه متراجعة للخلف مرة اخرى هامسة بصوت متقطع

 

 

=هستحمى انا…. اطلع انت بس…..
زفر جابر باحباط قبل ان يستسلم و يغادر الى غرفته حتى يستحم ويزيل عنه هو الاخر رائحة البنزين العالق به…
استحم جابر سريعاً و عاد الى غرفة غزل ليجدها جالسة على الفراش شعرها مبلل يسقط بحرية على كتفيها مرتدية منامة اخرى كانت رائعة تظهر جمال قوامها مما جعل قلبه يتسارع خفقانه باستجابة سريعة..
لكنه تجاهل مشاعره تلك وتناول المنشفة و فرشاة الشعر من فوق طاولة زينتها جلس خلفها على الفراش جاذباً اياها برفق لتصبح جالسة بين ساقيه همست غزل معترصة و هى تحاول الابتعاد عنه
=بتعمل ايه يا جابر….؟؟
طبع قبلة على رأسها بينما يجذبها نحوه اكثر
=هنشف شعرك مش عايزك تاخدى برد……..
انهى جملته واضعاً المنشفة فوق رأسها يجفف شعرها و عند انتهائه من تجفيفه بدأ يمشطر شعرها برفق حتى اصبح جافاً مسترسلاً فوق كتفيها بنعومة جعلته يرغب بدفن وجهه به لكنه تراجع حتى لا يضايقها…
استلقى على الفراش جاذباً اياها معه لتصبح مستلقية بين ذراعيه لكنها رفضت قائلة بصوت متعب
=مينفعش كل يوم تنام معايا فى الاوضة…اللى فى البيت هيقولوا ايه..الفرح لسه يوم الخميس..
جذبها نحوه قائلاً بحدة
=يقولوا اللى يقولوه احنا محدش له حاجة عندنا احنا متجوزين و مكتوب كتابنا…
صمتت غزل و لم تجادله فلم تكن تملك الطاقة لمحاربته دفنت وجهها بصدره مغلقة عينيها محاولة الاستمتاع بشعورها بين ذراعيه….
ظلوا على حالتهم تلك بعض الوقت يحتضنون بعضهم صامتين لكن قفز قلب غزل داخل صدرها فور تذكرها كيف حاول جابر انقذها من شقيقته و كيف احتضنها راغباً بالاحتراق معها رافضاً تركها رفعت رأسها عن صدره و وضعت رأسها على الوسادة التى عليها رأسه ليصبح وجههما متقاربان كانت تنظر اليه بصمت تحدق به وعينيها تلتمع بعشقها له تتمنى بداخلها لو الامر كان مختلف بينهم..
كانت عينين جابر مسلطة بعينيها رفع يده إلى خدها في مداعبة رقيقة بدى كما لو كان يأساً للمسها..

 

 

انزلقت عينيه المشتعلة بالنيران على منامتها المحكمة التفصيل حول جسدها الرائع مظهرة قوامها الرائع و الذى كاد ان يجعله يفقد عقله من رغبته بها..تأمل باعين محترقة بالرغبة والشغف شفتيها الوردية الممتلئة هسهست أنفاسه في شوق دفن يده فى شعرها يتلمس خصلاته الحريرية جاذباً جسدها إلى جسده مطلقاً زمجر منخفضة وهو يستسلم لرغبته و يستولى على شفتيها فى قبلة حارقة انفصلت شفتيها طواعية لمطلبه الملح دافعاً اياها إلى تيار هائل من الرغبة مما أشعل كل حواسها وادراكها لمدى حاجته اليها..
فصل قبلتهم دافناً وجهه بحنايا عنقها ممرراً شفتيه برفق فوقه يقبلها بحنان
=غزل….
همس اسمها بأنين عميق ملئ بالحاجة موزعاً قبلاته فوق عنقها و حلقها قبل ان يرفع رأسه و يلتقط شفتيها في قبلة قوية نهمة و لدهشته القت ذراعيها حول عنقه تبادله قبلته تلك بشغف و خجل فى ذات الوقت…
تأوه بأسمها بينما يعمق قبلته و يديه ترتفعان و تحيطان وجهها بحنان يتحسس بشرتها الحريرية بينما يستولى على شفتيها اكثر بينما جوعه لها يمزقه..
تشددت ذراعيها حول عنقه و هى تميل نحوه اكثر و هى تتنهد بنعومة… فكان هناك جوع رهيب في قبلته جوع اجتذب بلا هوادة كل ما ستقدمه له و لم تستطع غزل محاربته فقد ارادته ايضاً كان قلبها يصرخ بمدى حبها و عشقها له..
استمرت القبلة واستمرت ، كما لو أنه لا يمكن أن يكتفي منها أبدًا …
غرقوا سريعاً في النسيان و فقدوا انفسهم في بعضهم البعض…
༺༺༺༺༻༻༻༻

 

 

في وقت لاحق…
عندما استعادت غزل وعيها شعرت بدمائها تنسحب من عروقها و قد ضربتها صدمة ما فعلته اخذ جسدها يهتز بقوة و هى تفكر بانها قد سلمت نفسها له..
كيف امكنها ان تسلم نفسها له بعد كل ما فعله بها…سلمت نفسها اليه كأمرأة رخيصة ليست لها قيمة…
دفنت رأسها بالوسادة و هى تشعر بالقذارة تشعر كما لو كانت عاهرة و بالتأكيد هذا ظنه بها ايضاً..
بينما كان جابر الذى كان غافلاً عن الصراع الذى بداخلها كان مستلقي ينظر الى ظهرها الذى كانت توليه اياه و ابتسامة سعيدة على شفتيه لا يصدق انها اصبحت ملكه اخيراً حبيبته..زوجته…
اقترب منها برفق يرغب بالاطمئنان عليها عالماً ان التجربة قد تكون مؤلمة بعض الشئ بالنسبة اليها وضع يده فوق خصرها قائلاً بصوت اجش
=غزل….
لكنها ظلت صامتة لم تجيبه كما لو كانت لم تسمعه مما جعله ينادى اياها مرة اخرى لكن قاطعه صوت الصراخ العالى الذى ملئ المنزل مما جعله ينتفض من فوق الفراش بفزع مرتدياً ملابسه سريعاً و هو يدرك ان شقيقته فى خطر عندما سمع خالته تصرخ بصوت مرتفع يملئه الكرب
=الحقوووونى..البت بتموت…منى
ارتدى جابر قميصه و هو يفتح الباب راكضاً للخارج يرى ماذا حدث..
بينما ظلت غزل مستلقية مكانها بالفراش داخل قوقعتها من الحزن والألم منفجرة ببكاء حاد اخذت تلطم خدييها و تجذب شعرها بقسوة كما لو كانت تعاقب نفسها على فعلتها الفاضحة..
دفنت وجهها بالوسادة تصرخ بهستيرية و ألم فالأن قد اكدت له فكرته السيئة عنها اكدت له انها رخيصة كما يعتقد.
سوف يعود و يقوم باهانتها..لكنها لن تنتظر حتى يعود لقد اكتفت…سوف تذهب من هنا سوف تغادر و لن تعود ابداً انتفضت واقفة متجهة نحو خزانة ملابسها اخرجت ملابس جديدة وارتدتها مسرعة ثم جذبت وشاحها عقدته حول رأسها…
و لكن و هى تتجه نحو الباب تذكرت تهديده بفصل الاجهزة عن والدتها بالمشفى تراجعت خطوة الى الخلف تنظر امامها باعين متسعة و دموعها تنساب فوق خدييها لكنها هزت رأسها بقوة تعلم انه لن يفعل ذلك.. لا لن يفعل ذلك..
سوف تذهب..لن تستطع البقاء هنا فسوف تموت قبل ان تسمح له بان يهينها مرة اخرى سينعتها بالتأكيد بالعاهرة التى سلمت نفسها اليه بكل سهولة ركضت نحو الباب تفتحه خارجة من الغرفة ثم هبطت الدرج مسرعة تعميها دموعها مما جعلها تصطدم و هى فى منتصف الطريق اصدمت بلبيبة التى كانت تحمل كوب من العصير فى طريقها الى غرفة بسمة..
اخذت لبيبة تتفحص عبائتها السوداء التى ترتديها و وجهها الملطخ بالدموع بدهشة قائلة باستغراب قابضة على ذراعها بقسوة
=لابسة كدة و راحة فين يا بت انتى… فى وقت زى ده؟؟؟
نفضت غزل يدها بعيداً هاتفة بصوت اجش مختنق
=غورى من وشى…انتى كمان

 

 

ثم ركضت مسرعة نحو الباب تخرج منه اخذت تركض و قلبها يقفز بخوف فقد كانت تعلم ان لبيبة ستخبر جابر عن خروجها لذا اتجهت نحو الحظيرة الخلفية و خرجت من الباب الصغير الذى يقع خلف الخظيرة حيث كانت تعلم ان الحراس يهملون حراسته رغم تأكيد جابر عليهم بان يغلقوه…
بينما ظلت لبيبة واقفة مكانها تراقب غزل و هى تركض هاربة بابتسامة واسعة و عينيها تلتمع بالفرح هامسة محدثة نفسها
=والله و وقعتى يا بنت ازهار….
اسرعت باخراج هاتفها من صدرها متصلة برقم تعرفه
=اسمع كويس البت هربت من البيت ابعت وراها حد من رجالتك وخاليه يعمل اللى هقولك عليه….
ثم بدأت تخبره بما تريد فعله بها..
༺༺༺༺༺༻༻
مشت غزل بخطوات سريعة شبه راكضة فى احدى الطرق التى تؤدى الى الاراضى الزراعية كانت تنظر خلفها بكل حين و اخر معتقدة ان جابر سيلحق بها بأى لحظة لم تهدئ خطواتها الا عندما شعرت انها بامان وانه لا يوجد احد يلاحقها جلست بالنهاية باحدى الطرق وسط الاراضى الزراعية التى كانت تحيط بها من كل مكان دفنت وجهها بين يديها منفجرة فى بكاء مرير اهتز له كامل جسدها شاعرة بألم حاد يعصف بقلبها يكاد ان يحطم روحها الي شظايا من شدة الحزن و الغضب من نفسها لأستسلامها له كيف امكنها ان تفعل ذلك بعد كل ما فعله بها.. كيف نست اهانته المستمرة له.. كيف نست لعبته الحقيرة وخداعه لها.. لقد كانت حمقاء ملعونة.. قلبها العاشق له هو الذى جعلها تستسلم له…
ظلت جالسة بمكانها عدة دقائق تحاول تهدئة ارتجاف جسدها قبل ان تنهض بتثاقل تجر قدميها بصعوبة و هى لا تعرف الى اين ستذهب فليس لها احد سوى عمتها اسعاد التى تسكن بالقاهرة.. لكنها لن تستطيع الذهاب اليها فبعد وفاة والد غزل قامت هى و زوجها بسرقة جميع اموال والدها مجاهد الذى كان شريكاً معها فى العديد من المشاريع….
و لم تستطع والدتها اخذ حقها وارثهم منهم حتى بمساعدة عثمان العزايزى..
وضعت يدها فوق موضع قلبها محاولة تخفيف الألم الحاد الذي يمزقها من الداخل هامسة من بين شهقات بكائها المريرة بكلمات متقطعة غير مترابطة بصوت مكتوم باكي القهر ينبثق منه…
=اروح فين يا رب… يارب ماليش غيرك
اخذت تمشى بلا هوادة وهى لاتعلم ما وجهتها فقد كان الظلام يحيط من حولها و صوت عواء الكلاب يتردد فى صمت الليل مما بث الرعب بداخلها
༺༺༺༺༻༻༻༻
فى ذات الوقت….
غادر جابر غرفة شقيقته بعد ان اطمأن ان نوبة التشنجات التى اصابتها و كانت تأتيها من حين الى اخر قد انتهت…
اسرع خطاه حتى يعود الى غزل وابتسامة سعيدة ترتسم على شفتيه لا يصدق انه امتلكها اخيراً… اصبحت زوجته بكل ما تحمله الكلمة من معنى سوف يحاول نسيان الماضى سيتحدث معها و يطلب منها ان يبدئوا حياتهم سوياً و يضعوا الماضى خلفهم يعلم ان ذلك سيجعله يبدو ضعيفاً سيصبح عثمان العزايزى اخر.. لكنه لا يستطيع مقاومة حبها اكثر من ذلك حاول.. حاول كثيراً ان يبدو غير مبالى و انها لاتعنيه لكن بكل مرة حاول فيها اظهار ذلك فشل و فضحه قلبه العاشق لها…
فتح باب الغرفة و ابتسامته تزداد متوقعاً ان تكون مستلقية على الفراش كما تركها لكن اختفت ابتسامته عندما وجد الفراش خالياً اتجه نحو الحمام يطرق بابه ظناً منه انها بالداخل

 

 

=غزل……
لكن لم يصل اليه اى اجابة يدل على وجودها بالداخل مما جعله يعبث بقلق ظناً منه انه قد اصابها مكروه و انها تعانى بالداخل اسرع بفتح الباب ليجده فارغاً…
اهتز جسده بعنف و قبضة
من القلق تعتصره من الداخل اين ستكون ذهبت فى هذا…
التف خارجاً من الغرفة مسرعاً نحو المطبخ يبحث عنها هناك فمن الممكن ان تكون قد جاعت و ذهبت لتتناول الطعام لكنه لم يجدها هناك ايضاً…
بحث بكل ركن بالمنزل والحديقة و لم يجدها مما جعله يكاد ان يجن استدعى احدى رجاله المسئولون عن تأمين وحراسة المنزل اخبره انهم لم يروها… امره ان يرى كاميرات المراقبة و يتأكد…
جاء الرجل بعد قليل و اخبره وهو يرتجف رعباً ان الكاميرات اظهرت انها خرجت من الباب الخلفى للحظيرة…
فور سماع جابر ذلك تسارعت انفاس جابر و احتدت بشدة شاعراً كما لو هناك ستار اسود من الغضب يعمى عينيه….غضب عاصف لو اطلق له العنان له لأحرق هذا المنزل بما فيه و لا يترك خلفه سوى الدمار والموت…
قبض على عنق الرجل و قد انتفضت عروق عنقه تتنافر بغضب بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره فى تلك اللحظة
=و انتوا كنتوا فين… يا بهايم..
هدر قائلاً بصوت غليظ و هو يسدد لكمة قاسية بوجه الرجل
=انا مش قايل الباب اللى ورا ده يتقفل خالص و حد يقف عليه…
سقط الرجل ارضاً من قسوة الضربة زمجر جابر و هو يزجره بنظرات تنطلق منها شرارت الغضب
=وحياة امك انتوا و هو لهدفعكوا تمن اهمالكوا ده غالى بس افوقلكوا…
ثم التف صائحأً و هو اشبه ببركان ثائر سينفجر بمن حوله هاتفاً بالعمروسى الذى كان يقف بنهاية الردهة يبدو عليه انه استيقظ للتو
=ابعت كل الرجالة تدور عليها…و شوفوا مواقف العربيات اللى نازلة المنصورة اسألوا السواقين شافوها ولا لا… و متسيبوش حتة فى البلد الا و تدوروا فيها سامع…
.اومأ العمروسى رأسها سريعاً وهو ينظر اليه بخوف و رهبة بينما انطلق جابر خارجاً من المنزل لكى يبحث عنها بنفسه و قلبه يكاد ان يتوقف من شدة قلقه وغضبه عليها فى ذات الوقت…
༺༺༻༻༻
جلست غزل على احدى الصخور المنتشرة بجانب الاراضى الزراعية وهى تلهث محاولة التقاط انفاسها فقد مشت لمسافة طويلة منذ خروجها من المنزل…
احاطت جسدها بذراعيها و غصة من البكاء تغلق حلقها فهى الان تفكر هل اخطأت عندما هربت من المنزل وهى لا تملك مكان تذهب اليه… فهى الان بالعدم ليس معها مال او منزل تتجه اليه… كيف خرجت من المنزل دون ان تأخذ اى مال فقد اعماها غضبها وجعلها تتصرف دون تفكير….

 

 

وقفت ببطئ و هى تتنهد بتعب فسوق تكمل طريقها الى حين تجد مخرج من مأزقها هذا…
لكن تصلب جسدها فى خوف عندما سمعت صوت خطوات خفيفة تأتى من خلفها مما جعلها تنتفض واقفة تهم بالهروب
لكن امسك بها شخص من الخلف واضعاً يداً فوق فمها يكتم صراخها جراراً اياها بعنف نحو الارض الزراعية قاومته غزل بكل قوتها لكنه كان اضخم منها بكثير لم تستطع الفرار من قبضته التى كانت تمسك بقوة مؤلمة
༺༺༺༺༻༻༻༻
فى اليوم التالى….
كان جابر جالساً بردهة المنزل يضع رأسه بين يديه كان وجهه شاحب وعينيه حمراء محتقنة يملئها الحزن و التعب فلم تغمض له عين منذ الأمس فقد بحث عنها بكل مكان لم يترك مكان الا و ذهب اليه بحثاّ عنها…
كما رجاله منتشرين بانحاء القرية يبحثون عنها كما تأكد من انها لم تسافر الى المنصورة اوى اى مكان اخر فالسائقين بموقف السيارات اكدوا انهم لم يروها..
اين هى يكاد ان يفقد عقله.. ايمكن ان يكون قد اصابها مكروه..قتلها احدى ابناء الليل الذين يجوبون القرية ليلاً او قام باختطافها
هذة الافكار جعلت الدماء تجف بعروقه والارض تميد اسفل قدميه شعر كما لو احدهم امسك بعنقه و قام بخنقه رغب بالبكاء اراد ان يبكى كما يبكى الطفل الذى فقد والدته لكنه لا يستطيع فرجاله يحيطون به بكل مكان لا يمكن ان يظهر ضعفه امامهم ابتلع بصعوبة غصة البكاء التى تسد حلقه فاركاً عينيه المحتقنة محاولاً دفع الدموع بعيداً…
خرج من افكاره تلم عندما
على بالارجاء صوت رنين هاتفه اجاب سريعاً عندما وجده من احدى رجاله الذين يبحثون عنها…
=جابر بيه لقينها…..
انتفض جابر واقفاً هاتفاً بلهفة وكل خلاية من خلايا جسده تنتفض بحماس وترقب
=لقيتوها فين…؟؟

 

 

همس الرجل بتردد
=هناخدها وطالعين على المستشفى يا بيه… لقيناها مرمية فى ارض زراعية على طرف البلد و…..وشها و ايديها كلهم محروقين حروق صعبة…..
ترنح جابر فى مكانه فور سماعه ذلك و كاد ان يفقد وعيع ليسرع نحوه العمروسى هاتفاً بقلق و خوف
=جابر بيه… مالك فى ايه…؟!
لم يجيبه جابر الذى هرول بترنح نحو باب المنزل صاعداً سيارته يقودها كالمجنون محاولاً الحاق بها

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطاياها بيننا)

‫6 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى