روايات

رواية خطاياها بيننا الفصل التاسع 9 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الفصل التاسع 9 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الجزء التاسع

رواية خطاياها بيننا البارت التاسع

رواية خطاياها بيننا الحلقة التاسعة

حاول التراجع عندما اقتربت منه قائلة و هى تغمز له بعينها بينما تتلمس صدره
=هو انت مالك احلويت كدة لية…؟!
هتف بها وهو يحاول نزع يدها بعيداً عن صدره بينما يستمر فى التراجع للخلف
=غزل… احترمى نفسك بقى….
لكنه سقط على الاريكة التى كانت خلفه و هو فى حالة من الصدمة و فمه فاغراً عندما رأها تنزع باقى ملابسها و هى تتجه نحوه و التصميم مرتسم على وجهها..
ابتلع بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقه ماسحاً بيد مرتجفة وجهه الذى كان يتصبب عرقاً وهو يحاول بصعوبة سحب عينيه بعيداً عن جسدها المغرى الشبه عارى و التركيز على وجهها فقط قائلاً بلهاث و هو يشاهدها تتقدم نحوه
=غزل… كفاية و حياة امك…انا مبقتش قادر….
جلست على ساقيه مما جعله ينتفض كما لو صاعقة كهرباء قد ضربته شاعراً بكامل جسده يرتجف رغبتاً بها نزع سريعاً قميصه الذى كان يرتديه و هو يتمتم بكلمات غاضبة لاهثة
= اتهدى بقى…انتى مبتتهدديش ليه.. حرام عليكى انا فرهدت…..
وضع قميصه فوق رأسها مساعداً اياها فى ارتداءه و تغطية جسدها العارى عن عينيه التى تكاد تأكلها حية حتى لا يفقد السيطرة على نفسه..
لكنه اصدر هسيس متفاجأ عندما ارتمت فوق صدره تدفن وجهها بعنقه تقبله برفق وهى تهمس
=بحبك…بحبك ياجابرى….

 

 

عصف قلبه داخل صدره فور سماعه كلماتها تلك بينما رفعت رأسها عن عنقه تنظر داخل عينيه هامسة و اصابعها تتحسس خده برفق
=مش انت كمان بتحبنى يا حبيبى…
اومأ برأسه بصمت و عينيه مركزة بعينيها يلتقط نفساً عميقاً مرتجفاً هامساً بالكلمات التى يصرخ بها قلبه وهو يعلم ان هذة هى فرصته الوحيدة التى سيستطيع قولها بها فلن يستطيع نطقها مرة اخرى اذا كانت بوعيها
=بحبك و بعشقك يا فراولة….
ليكمل بصوت اجش ممتلئ بالعاطفة وهو يحيط وجهها بيديه يفرك ابهامه فوق خدها برفق متحسساً نعومة بشرتها هناك
=بحبك اكتر من نفسى…اكتر من اى حد فى الدنيا دى كلها…
اشرق وجهها بابتسامة واسعة لتحيط عنقه بذراعيها قائلة بصوت مترنح و وجهها يقترب من وجهه ببطئ
=طيب عايزة ابوسك…
ارجع رأسه للخلف قائلاً بلهاث وهو يعلم انه اذا لمسها لن يستطع التوقف مرة اخرى
=غزل.. اهدى و خلى الليلة دى تعدى على خير…..
تحاهلته و قربت وجهها من وجهه تحاول تقبيله على شفتيها لكنه استمر فى محاولة الابتعاد عنها و قلبه يصرخ به ان يستسلم فقد كان كامل جسده متشدد بالرغبة
قبضت على رأسه بيديها و ضغطت بشفتيها فوق شفتيه تقبله برفق ظل جابر جامداً مكانه و هو يحاول عدم الاستسلام الى رغبته لكنه لم يستطع المقاومة و الصمود سوى عدة لحظات قبل ان يطلق زمجرة مرتفعة و هو يحيط خصرها بذراعه جاذباً اياها إليه ساحقاً شفتيها على شفتيه..

 

 

اخذت يده الاخرى تمر ببطئ على عنقها يجذبها اقرب اليه بينما يستحوذ بالكامل علي شفتيها مقبلاً اياها بشغف مما جعل الحرارة تنتشر داخل عروقه سريعاً كالحمم الملتهبة فقد كان يريدها كثيراً..ارادها لأكثر من سبع سنوات طوال من العذاب…
ترك شفتيها اخيراً عندما شعر انها تحتاج الى الهواء دافناً وجهه بعنقها طابعاً قبلاته الشغوفة هناك
و عاطفته و عشقه لها يسيطران عليه لكنه بالنهاية اجبر نفسه على تركها مذكراً نفسه بانها ليست بوعيها و لا يجب ان يستغل هذيانها هذا..
نهض حاملاً اياها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الفراش و استلقى عليه و هى لازالت بين ذراعيه اقتربت منه فى الحال تحتضنه عاقدة ذراعها حول خصره دافنة وجهها بعنقه مما جعله يزمجر
=يا بنت الحلال ارحمى امى بقى… انا على تكه….
تجاهلته غزل التى كانت فى عالمها الخاص تطبع قبلات متفرقة على عنقه هامسة و هى فى حالتها من اللاوعى
=بحبك.. بحبك يا جابرى…
شعر جابر برجفة حادة تسري بسائر جسده عندما شعر بقبلتها تلك فوق عنقه بينما اخذ صدره يعلو وينخفض بشدة وهو يكافح لالتقاط انفاسه حاول دفعها برفق بعيداً لكنه تجمد عندما صرخت فجأة بحدة و هى تنفجر باكية بينما اظافرها الخادة تغرز فى خلف عنقه بقسوة
=لا انا مش بحبك.. انا بكرهك…
اخذت تضربه بقبضتها فى صدره ممسكة بشعره تجذب بعنف وهى تصرخ باكية
=بكرهك… سامع.. بكرهك… مش طايقاك….. بكرهك
امسك جابر ذراعها السليم محاولاً ابعدها عنه برفق حتى لايؤذى كتفها المصاب و هو يكاد ان يفقد اعصابه بسبب تلك المجنونة التى بكل لحظة بحال مختلف
=طيب…يا حبيبتى اهدى… اهدى خلاص عرفت انك بتكرهينى……
لكنه ابتلع باقى جملته مطلقاً صرخة مدوية عندما قبضت باسنانها على كتفه تعضه بعنف
=اهــــــا يا بنت العضاضة….
ليكمل و هو يحاول دفع رأسها بعيداً عن كتفه الذى مزقت جلده باسنانها
=اوعى الله يخربيتك… انتى اتسعرتى ولا ايه..؟!
افلتت كتفه من بين اسنانها اخيراً واخذت تتطلع اليه بصمت عدة لحظات قبل ان ترتمى فوق صدره تحتضنه مطلقة تنهيدة طويلة عاقدة ذراعيها حول جسده تضمه اليها دافنة وجهها بعنقه مرة اخرى تقبله برفق هناك بينما أصابعها تداعب فكه و ابتسامة ناعمة تتمايل على شفتيها رفعت وجهها تنظر اليه تحدق في وجهه بشغف
هامسة بصوت متعب منخفض
قبل ان تضغط قبلة رقيقة على فمه
=بحبك يا جابرى….

 

 

ثم عادت و دفنت وجهها بعنقه مرة اخرى دافنة يدها بشعره الذى كانت تجذبه بعنف منذ دقائق قليلة تتحسه الان برفق وحنان
تصلب جسد جابر الذى كان على وشك الجنون من افعالها المتناقضة تلك هم بابعادها من بين ذراعيه لكنه تفاجأ عندما توقفت حركة يدها بشعره بينما تعالى صوت تنفسها واصبح عميقاً متثاقلاً ليعلم انها سقطت بالنوم..
اطلق نفساً طويلاً و هو يهمس براحة
=اخيراً…..
عدل من وضعية استلقاءها بين ذراعيه و احاط جسدها المغطى بقميصه الخاص يحتضنها اليه بقوة ليصبح جسدها مصبوب بإحكام على جسده..
وجه أنفه نحو رقبتها مستنشقاً رائحتها بشغف فقد كانت موشومة على كل جزء من قلبه و روحه..كان يعشقها و عشقه لها هذا لعنة لن يستطيع التخلص منه ابداً مهما فعلت به او بعائلته سيظل ذلك الاحمق العاشق لها…
༺༺༺༻༻༻
فى وقت لاحق من الليل….
انتفض جابر مستيقظاً عندما سمع صوت مدوى لتحطم شيئاً ما اخفض عينيه الى جانبه من الفراش حيث كانت غزل تستلقى لكنه وجده فارغاً
هتف باسمها بهلع و عينيه تدور بالغرفة يبحث عنها
لكن اتسعت عينيه بالصدمة عندما عثر عليها جالسة على الارض تضع امامها هاتفه المحمول و ممسكة بمزهرية مصنوعة من المعدن تضرب بها على شاشة هاتفه الذى اصبح مهشماً بالكامل و هى تتمتم
=افتح بقى.. افتح….
انتفض واقفاً متجهاً نحوها هاتفاً بدهشة وصدمة
=بتهببى ايه يا غزل…..؟؟
اجابته بهدوء و الجدية مرتسمة على وجهها وعينيها منصبة باهتمام على الهاتف الذى امامها قبل ان تضرب الزهرية بشاشته ثم رفعت الهاتف بيدها تحاول الضغط فوقه كما لو كانت تحاول فتح شاشته
=الباسورد مش عايز يفتح…
هتف بها بصدمة وهو يرى هاتفه اصبح مهشماً بالكامل
=تفتحي ايه الله يخربيتك…… يعنى علشان مش عارفة الباسورد تقومى كسره تليفون بـ30الف جنية….
صرخت به غزل بحدة عندما حاول جذب الهاتف المهشم من يدها
=اوعى سيبه عايزة افتحه….
تراجع جابر للخلف عندما وقفت مهددة اياه بضربه بالمزهرية فرك وجهه بعصبية وهو يتمتم من بين اسنانه المجزوزة بقسوة
=اللهم ما طولك يا روح….ام الليلة دى مش عايزة تخلص ليه……
امسك بيدها جاذباً منها المزهرية ملقياً اياها بعيداً قبل ان ينحنى و يحملها بين ذراعيه متجهاً بها نحو الفراش قاومته ضاربة اياه بساقه محاولة تحرير نفسها من قبضته لكنه امسك بها بقوة مانعاً اياها من الحركة هاتفاً بقسوة
= اتخمدى بقى…
قاومته بقوة راكلة اياه بساقه و تضربه بيديها فى انحاء جسده مما جعله ينحنى ويلتقط وشاحها الذى كان ملقياً على الارض و يقيد يديها به ثم القاها على الفراش لتصبح مسطحة عليه ثم نام فوق يحاصرها بجسده اسفله قبل جبينها وجفنيها بحنان
=نامى يا حبيبتى..نامى ربنا يهديكى….
و لمفاجأته اطاعته و اغلقت عينيها لتغرق على الفور بنوماً عميقاً..
༺༺༺༺༻༻༻༻

 

 

بالصباح…
صعدت لبيبة مبكراً الى غرفة غزل حتى تعرف منها كيف خرجت من السجن فقد ظلت طوال الليل بدون نوم تحاول الاتصال بشقيقها فراج لكنه لم يكن يجيب عليها مما جعل عقلها يكاد ان يجن..
لذا ما ان اشرق الصباح صعدت الى غزل حتى تعلم منها كل شئ..
حاولت فتح باب غرفة غزل لتجده مغلقاً بالمفتاح من الداخل مما جعلها تحدث نفسها بغيظ
=قافلة عليكى يا بنت ازهار فكرة نفسك ست الدار يا روح امك و ليكى خصوصيتك…. الله يرحم الاوضة اللى فى البدروم اللى كانت ارضيتها بتاكل فى جتتك يا بنت الرفضى..
لتكمل بغل وهى تضع يدها بصدرها مخرجة عدة مفاتيح تختفظ بها دائماً خاصة بالمنزل اخذت تجرب عدة مفاتيح حتى عقرت على المفتاح الخاصة بالغرفة و نجحت بفتح الباب اخيراً….
دخلت الغرفة بخطوات غاضبة كانت تهم ان تصرخ بها لكنها توقفت بمدخل الغرفة بوجه منصدم وفم مفتوح على وسعيه عندما رأت ذلك الغارق بالنوم و ه هو عارى الصدر يحتضن بين ذراعيه غزل التى كانت لا ترتدى شئ سوى قميصه الخاص
هتفت لبيبه بقسوة وحدة وعينيها تنطلق منها شرارات الغضب
=ايه الفُجر و قلة الادب دى……
استيقظ جابر على صوت صراخها هذا يرفع رأسه من فوق وسادته يتطلع نحوها باعين نصف مغلقة بالنوم قائلاً بصوت اجش حاد
=فى ايه على الصبح ..؟!
هتفت لبيبة بقسوة وهى تضرب يديها فوق ساقيها بغل بينما لا تستطع التحكم فى نيران الحقد التى تنشب بصدرها
=فى ان اللى بتعملوه ده قلة تربية… ايه خلاص يا خويا تنت وهى مش عارفين تمسكوا نفسكوا لحد ما يتعملكوا فرح…..
تجاهلها جابر و عاود الاستلقاء على الوسادة معدلاً من وضعية نومه ليصبح مستلقياً فوق ظهره جاذباً جسد غزل معه ليصبح جسدها مستلقى فوق جسده فى محاولة منه لتخبئة يدي غزل التى كانت مقيدة متجاهلاً شهقة
لبيبة التى ضربت بيدها فوق صدرها بصدمة فور رؤيتها ما يفعله و وضعيتهم تلك..
لكن جابر تجاهلها قائلاً ببرود
=اطلعى برا يا لبيبة…..
هتفت به بصوت مرتفع وكامل جسدها يهتز من شدة الغضب

 

 

=انت بتعمل.. ايه يا اخى احترم انى واقفة قدامك…
قاطعها جابر بحدة لكنه صوت كان منخفضاً خوفاً من ان تستيقظ تلك النائمة بين ذراعيه
=ششش.. صوتك يوطى.. مراتى نايمة…و مش عايز حاجة تزعجها…
ليكمل و هو يسحب الغطاء فوق جسدهم طابعاً قبلة حنونة على جبين تلك الغارقة بالنوم لا تدرى بما يدور حولها
=اطلعى و اقفلى الباب براحة و انتى طالعة مش عايز صوت…
وقفت لبيبة تزجره بنظرات ممتلئة بالغل والكراهية قبل ان تلتف و تتجه نحو الباب لكنه اوقفها قائلاً وهو يجذب جسد غزل اكثر اليه
=اها و قبل ما تطلعى.. سيبى على الطرابيزة المفتاح التانى بتاع الاوضة اللي معاكى… و تانى مرة تخبطى على الباب.. والله حبينا نفتحلك هنفتحلك محبناش يبقى تاخدى نفسك و تمشى بالسلامة..
ظلت لبيبة واقفة مكانها توليه ظهرها بينما تعتصر يديها بقسوة قبل ان تخرج المفتاح من صدرها وتلقيه اياه بحدة فوق الطاولة ثم خرجت من الغرفة سريعاً مغلقة اياه برفق منفذة امره حتى لا تثير غضبه.. و بداخلها تلعنه و تلعن زوجته..
༺༺༺༺༻༻༻༻
بوقت لاحق من الصباح…
تلوت غزل فى نومها مستيقظة لكنها لم تستطع فتح عينيها فقد كانت ثقيلة كما لو كان بهم حجر حركت رأسها على وسادتها محاولة ايجاد وضعية مريحة لرأسها الذى كان ينبض بألم لكنها تجمدت عندما شعرت بجلد دافئ اسفل رأسها و جسد صلب اسفل جسدها بدلاً من فراشها الناعم فتحت عينيها على وسعيها شاعرة بالذعر يجتاحها عندما وجدت نفسها مستلقية فوق جسد جابر الذى كان نائماً و هو عارى الصدر اخفضت عينيها بذعر الى جسدها لتجد انها كانت ترتدى فقط القميص الخاص والذى كان يظهر طول ساقيها..
لكن انسحبت الدماء من جسدها عندما وقعت عينيها على يديها التى كانت مقيدة بحجابها الخاص هدرت صارخة بصوت مرتجف و هى تنتفض مبتعدة عنه
=اصحى… انت نايملى …؟؟
انتفض جابر مستيقظاً هاتفاً بهلع وهو ينظر حوله بعدم وعى
=ايه…. فى ايه… تانى؟؟
هتفت به وهى تشير الى يديها و الى قميصه الذى ترتديه بينما تحاول تخبئة ساقيها العارية اسفل جسدها
=انت عملت فيا ايه بالظبط…؟
تنهد جابر قبل ان يجلس و يصبح بمواجهتها قائلاً بهدوء و هو يقوم بفك وثاق يديها
=هنكون عملنا ايه يعنى ياغزل…
ليكمل بخبث و هو ينحنى يقبل خدها
=صبحية مباركة يا فراولة…
دفعته بعيداً عنها هاتفة بذعر وقد شحب وجهها
=صبحية مباركة..!!
لتكمل تحدث نفسها بحسرة و هى تلطم خدييها لطمات متتالية مستمرة قاسية
=صبحية مباركة… يا فضيحتك السودا يا غزل… حطيتى راس ابوكى و امك فى الارض يا غزل…….
امسك جابر بيديها مانعاً اياها من أذية نفسها اكثر من ذلك هاتفاً بها بحدة
=فضيحة ايه يا متخلفة… انا جوزك….
هجمت غزل عليه تحيط عنقه بيديها تعتصره بقوة و هى تصرخ بغضب

 

 

=انت اكيد استغليت انى نايمة و مش حاسة بالدنيا و اتحرشت بيا خدت منى اللى عايزه…
دفعها بعيداً هاتفاً بنبرة لاذعة
=اتحرش بمين بيكى انتى..؟!! ده انتى تتحرشى ببلد بحالها…ده انا كنت خايف على نفسى منك…..
ليكمل بتهكم و سخرية مقلداً اياها
=جابر بحبك… جابر ايه ده مالك احلويت كده ليه…. جابر هات بوسة
سقطت للخلف على الفراش مبتعدة عنه و عينيها متسعة بالصدمة و قد انفجر بعقلها صور لما فعلته بالأمس معه و نزعها لملابسها و محاولتها اغراءه..
دفنت وجهها الذى كان احمر كالدماء بين يديها هامسة وهى ترغب بان تنشق الارض و تبتلعها
=يا فضحتى….
انفجرت باكية و هى مازالت مستمرة بالهمس بهستيرية
=يالهوى عليا و على سنينى…ايه اللى انا هببته ده…!!!
شعر جابر بالشفقة عليها ليسرع بالاقتراب منها يدفع يديها بعيداً عن وجهها قائلاً برفق
=اهدى يا حبيبتى انا بضحك معاكى…محصلش حاجة بنا… كل الحكاية ان الحباية كان تأثيرها زيادة عليكى….
نظرت اليه هامسة بخجل
=يعنى انا مقلعتش هدومى..؟!
ضغط جابر على شفتيه محاولاً عدم الضحك لتفهم غزل الاجابة على الفور دفنت وجهها الذى اشتد احمراره و حرارته مرة اخرى بين يديها و هى تكاد ان تنصهر من شدة الخجل لكنها رفعت رأسها بحدة ممسكة بطرف عنق قميصها تنظر اسفله لتزفر براحة عندما رأت انها لم تكن عارية بالكامل اسفله…
امسك جابر بيدها مقرباً اياها منه لتصبح جالسة على ساقيه
=يا غزل… انا جوزك.. يعنى مفيهاش حاجة لما تحاولى تغرينى و تقلعى و اشوفك عـ……
وضعت يدها فوق هاتفة بصوت مضطرب منفعل
=متكملش اسكت….
ازاداد غضبها عندما رأته ينفحر ضاحكاً و قد كان يبدو عليه الاستمتاع كانت تهم بتعنيفه لكن قاطعها صوت الطرق على الباب و صوت احدى العاملات بالمنزل يغمغم من الخارج
=جابر بيه الدكتور وصل تحت… اطلعه..؟!
اجابها جابر و هو ينهض من الفراش سريعاً متجهاً نحو الخزانة الخاصة بغزل
=خليه يطلع يا مروة… انا مستنيه
اخرج عبائة فضفاضة من الخزانة و اتجه نحو غزل ساحباً اياها على قدميها ثم فجأها عندما قام بنزع قميصه من فوق جسدها مما جعلها تصرخ رافضة لكنه اسرع بوضع عبائتها فوق جسدها بينما ارتدى هو قميصه مرة اخرى
=ايه اللى انت بتعمل ده..؟!
اجابها بهدوء بينما يهز كتفيه براحة
=ايه اقابل الراجل عريان… ولا اسيبك تقابليه بمنظرك ده…
زجرته غزل بغضب عندما طرق الباب ثم فُتح و دلف طبيب شاب الى الغرفة استقبله جابر قائلاً بحدة
=اومال فين الدكتور مصلحى….!

 

 

اجابه الطبيب الشاب بهدوء
=عنده عمليات مقدرش يجى بنفسه…..
قاطعه جابر بتهكم و حدة
=عمليات برضو ولا خاف يجى…. عمتاً عرفه ان الحساب بنا مخلصش….
اومأ الطبيب بهدوء قبل ان يصب اهتمامه على غزل الجالسة على الفراش و بدأ يفحص جرحها طمأنهم ان الألتهاب قد خف كثيراً و ان سبب ما حدث لها بالأمس سببه عدم تنظيف الجرح لوقت طويل مما تسبب بالتهابه..
بالنهاية أمرهم بالاهتمام بنظافة الجرح و الاستمرار باخذ ادويتها بمواعيدها..
༺༺༺༻༻༻
بالمساء…..
كان جابر جالساً يتجادل مع غزل التى كانت تجلس بجانبه بحديقة المنزل يتناولوا الطعام
=قولتلك كملى اكلك…
هتفت به وهى تلقى بحدة من يدها الملعقة فوق صحنها
=قولتلك شبعت ايه…هقضى اليوم كله باكل.. انت مش سايبنى اخد نفسى….
هتفت لبيبة التى كانت جالسة تتناول طعامها و هى تحشر ملعقة من الطعام بفمها بحدة
=ما قالتلك خلاص يا جابر… ايه انت هتفضل طول اليوم تزغط فيها…..
تجاهلها جابر و اخذ قطعة ضخمة من اللحم و وضعها بصحن غزل هاتفاً بصرامة و حدة
=تاكليها..كلها….
ليكمل بمكر و هو يضيق عينيه محدقاً بها بتحدى
=ولا تحبى احكى للبيبة عن حباية المسكن….
اندفعت الدماء بوجه غزل ليصبح احمر قانى فور سماعها تهديده هذا لتسرع باختطاف قطعة اللحم من صحنها و تقضم منها قطعة كبيرة ملئت فمها بينما غمغمت لبيبة بفضول وعينيها تنتقل بينهم بحيرة
=حباية مسكن ايه….؟!
لتكمل بالحاح عندما ظل جابر صامتاً
=ها.. حباية مسكن ايه يا جابر اللى هتقولى عليها…؟؟
اجابها جابر و هو يشاهد باستمتاع غزل التى كانت تدفن وجهها بصحنها وفمها يكاد ينفجر من الطعام الذى يملئه
=ابداً غزل كانت خدت حباية تسكن وجع كتفها امبارح و…….
قاطعته غزل مسرعة بالقول و هى تحاول بصعوبة ابتلاع ما بفمها
=الحباية..دى بقى سحر يا خالة لبيبة…لازم اجيبلك منها علشان وجع ظهرك…
اومأت لبيبة رأسها قائلة بحماس
=اها ياريت لحسن وجع ظهرى ده منيمنيش من امبارح….
نهضت غزل واقفة بحماس تقول بابتسامة واسعة

 

 

=هطلع بسرعة اجيبهالك…
اتتفض جابر واقفاً ممسكاً بيدها برفق مانعاً اياها من التحرك قائلاً بحدة و ارتباك
=تجيبى ايه…اقعدى
عقدت لبيبة حاجبيها قائلة باستنكار و غضب
=ايه يا جابر ما تسيبها تجيبلى حباية تسكن الوجع اللى فى ظهرى… فى ايه مالك..؟؟
التفت غزل اليه مغمغمة بخبث شيطاني
=صحيح يا جابر.. ما تسيبنى اجيبلها حباية فى ايه….
زجرها بقسوة مزمجراً من بين اسنانه
=اتكتمى و مسمعش صوتك…
ثم التف الى لبيبة قائلاً بهدوء
=متنفعكيش يا خالة..غلط على اللى عنده الضغط زيك كدة…
همهمت لبيبة و هى تهز رأسها بالموافقة.
جلست غزل تضع يدها فوق فمها تخفى الابتسامة التى تملئ شفتيها..
بينما جلس جابر يراقب باستمتاع حالتها من الشقاوة تلك شاعراً بضربات قلبه تقفز فى صدره و هو يتأمل جمالها الخلاب فى ضوء الشمس لكنه خرج من افكاره تلك عندما سمع صوت شقيقته بسمة يأتى من خلفه نهض و التف اليها و كامل جسده قد تشدد بالتوتر و الانفعال ليجد شقيقته تركض نحوه وابتسامة واسعة فرحة تملئ شفتيها ارتمت بين ذراعيه تحتضنه بقوة هامسة باشتياق حقيقى
=جابر… واحشتنى… اوى… يا حبيبى…
احتضانها جابر قائلاً بصوت شبه متشنج
=وانتى كمان يا حبيبتى… اتبسطى فى مصر..؟!
هزت رأسها قائلة بحماس و ابتسامة واسعة تملئ شفتيها..
=اوى… اوى يا جابر….
جلست غزل تراقب هذا المشهد بنظرات مشتعلة ممتلئة بالكراهية و الغل..فقد كانت تكره تلك الفتاة لما تسببت به من ألم فى حياتها فقد كانت السبب فى هدم حياتها و كل ما حدث لها بسبب كذبها و حقدها عليها منذ الصغر…
تنحنحت غزل قائلة ببرود تمط حرزف كلماتها قاصدة ان تلفت انتباه بسمة اليها
=حمد لله على السلامة يا بسمة البيت من غيرك كان وحش

 

 

ماتت الابتسامة التى كانت على شفتي بسمة عندما لاحظت غزل التى كانت تجلس على الطاولة ترتدى عبائة رائعة غير تلك العبائة البالية التى كانت معتادة ان ترتديها دائماً ترتشف باستمتاع من كوب العصير الذى كان بيدها تبادل نظراتها بنظرات باردة وقحة همست بسمة بصوت متشنج وهى تشير نحوها
=البتاعة دى قاعدة بتعمل ايه… هنا معاكوا…..؟؟
تشدد جسد جابر بالتوتر وهو لا يعلم بما يجيبها فقد كان خائفاً من هذة اللحظة منذ ان تزوج غزل فهو يعلم جيداً ان شقيقته لن تمر الامر مرار الكرام..
هم بفتح فمه واجابتها لكنه سمع لبيبة تغمغم قائلة بمكر و عينيها تلتمع الشماتة و التشفى
=مش تباركى لأخوكى يا بسمة..
نظرت اليها بسمة هامسة بصوت متوتر مرتبك
=اباركله على ايه…؟!
اجابتها غزل هذة المرة و هى تطلع اليها بابتسامة شامتة
=اها صحيح يا بسمة مش تباركيلنا …..
لتكمل و هى تنهض متجهة نحو جابر تعقد ذراعيها حول خصره متجاهلة وجهه الذى كان متصلب بالغضب والتوتر
=تباركلنا على جوازنا…انا و جابر اتكتب كتابنا الاسبوع اللى فات….والفرح الخميس اللى جاى
دوت صرخة بسمة التى كانت عينيها اتسعت بالصدمة وعدم التصديق بينما اصبح وجهها شاحب كشحوب الاموات
=اتجوزتها…؟!!!
لتكمل بصوت عاصف و هى فى حالة شبهة هستيرية تنظر باعين ممتلئة بخيبة الأمل و الحسرة الى شقيقها الذى كان واقفاً بوجه شاحب يخفض نظراته
=اتجوزت بنت اللى موتت امك بحسرتها…اتجوز اللى حرقتنى..و دمرت حياتى….يا جابر
اشتعل الغضب بصدر غزل فور سماعها كلماتها تلك ابتعدت عن جابر متخذة خطوة نحو بسمة قائلة بقسوة
=انتى كدبتى الكدبة و صدقتيها….
لتكمل بتشفى و شماتة قاصدة استفزازها و أذيتها
=بعدين ياختى بطلى السواد اللى جواكى… و افرحلنا يمكن ربنا يكرمك انتى كمان….
صمتت قليلاً قبل ان تردف بنبرة باردة كالصقيع بينما تنظر من اعلى لأسفل على جسد بسمة بنظرات موحية ممتلئة بالازدراء..
=مع انى اشك… انه ممكن يحصل…
شهقت كلاً من بسمة و لبيبة بصدمة فور سماعمهم كلماتها القاسية تلك بينما قبض جابر على ذراعها بقسوة متجاهلاً صرختها المتألمة هادراً بها بغضب عاصف

 

 

=انتى عيلة قليلة الادب…..
نظرت اليه غزل باعين تنطلق منها شرارت الغضب
=وانتوا على بعضكوا كدة شوية مرضى نفسيين و محتاجين تتعالجوا….
ابتلعت باقى جملتها مطلقة صرخة مدوية عندما جذبها من ذراعها المصاب بقسوة غير مبالى بجرحها جراراً اياها معه لداخل المنزل..
بينما انهارت بسمة باكية بين ذراعى لبيبة التى كانت تحاول تهدئتها و عينيها تلتمع بالنصر والفرح…
༺༺༺༻༻༻
فور دخولهم الى الغرفة دفعها جابر بقسوة على الفراش لتنفجر غزل باكية بسبب ألام كتفها
اندفع جابر نحوها هادراً قائلاً بصوت عاصف و هو يكاد ان يفقد عقله بسبب الألم الذى رأه باعين شقيقته
=انتى ايه… شيطان.. مش مكفيكى اللى عملتيه فيها… كمان بتعايريها…..
هتفت به وهى تعتدل جالسة ممسكة بكتفها
=عارف ليه علشان اختك كدابة و بجحة…..و انت مبتعملش حاجة غير انك بتدلعها و تصدقها فى كل حاجة…
قاطعها بوجه متصلب مليئ بالغضب بينما عينيه اصبحت مظلمة بشكل يبث الرعب بداخل من يراه
=اومال عايزانى اصدق مين…. اصدقك انتى… اصدق اللى سمعتها بودنى بتتفق علي اغتصاب اختى… اصدق اللى قدام عينيا داست على جرح واحدة و عيرتها بتشوهها و انها لحد. دلوقتى متجوزتش…. امى كانت على طول بتقولى انك بتغيرى من بسمة و مبتحبهاش… بس انا كنت رافض اصدق كنت معمى بحبك……
نهضت غزل و اقتربت منه واقفة امامه قائلة بصوت مرتجف يأس
=انا تعبت… تعبت من كل اللى بيحصل فى حياتى…قولى ايه اللى ممكن اعمله علشان ترحمنى و تسيبنى امشى من هنا و اخلص منك و من اختك و من عيلتك كلها…
لتكمل منفجرة بغضب عاصف عندما ظل صامتاً
=ما تنطق… اخلص منك ازاى…ايه اللى ممكن يرضيك و يرضى اختك و تحسوا انكوا خدتوا حقكوا منى…
وقف جابر يتطلع اليها بصمت عدة لحظات و عينيه محتقنة بالألم
=عايزة تعرفى ايه اللى ممكن يرضينا يا غزل……
ليكمل وكامل جسده يهتز بالغضب
=اللى يرضينا ان تتحرقى زى ما اختى اتحرقت… ان بسمة تغرق بالجاز و تحرقك زى ما حرقتيها… و تاخد حقها منك وقتها هسيبك تمشى يا غزل وتخلصى منى زى ما انتى عايزة…
جفلت و تراجعت خطوة الى الخلف تحيط جسدها المرتجف بذراعيها وقلبها ينقبض بخوف من القسوة التى رأتها بعينيه تومأ رأسها بحسم قائلة بصوت مهتز
=لو ده اللى هيخلنى اخلص منك… فانا موافقة….

 

 

وقف جابر يتطلع اليها بصمت عدة لحظات وعيناه تومض بقسوة و غضب مظلم قبل ان يلتف و يغادر الغرفة بصمت مغلقاً الباب خلفه بقوة اهتزت لها ارجاء المكان….
انهارت غزل جالسة على الاريكة تدفن وجهها بين يديها منفجرة فى بكاء مرير ممزق فقد كانت تعلم انها اخطأت فيما قالته لبسمة فقد استفزها تمثيلها دور الضحية كما لو كانت غزل احرقتها بالفعل و انها السبب بمعاناتها و كأنها ليست التى هدمت حياتها..
اعماها غضبها و لم تدرك قسوة كلماتها الا بعد ان خرجت من فمها الاحمق..
༺༺༺༻༻༻
غرفت غزل بالنوم اثناء جلوسها على الاريكة لكنها انتفضت مستيقظة تشهق برعب عندما شعرت بسائل نافذ الرائحة يسقط على وجهها فتحت عينيها متراجعة للخلف على الاريكة مطلقة صرخة فازعة عندما رأت بسمة تقف امامها بالظلام ممسكة بعبوة ممتلئة بسائل البنزين الذى عرفته غزل من رائحته النفاذة صرخت بها و هى تحاول النهوض و الهرب من امامها
=انتى بتعملى ايه يا مجنونة… انتى….!!!!
دفعتها بسمة بيدها فى صدرها بقوة جعلتها تسقط مرة اخرى على الاريكة قائلة بفحيح لاذع
=بعمل اللى كان نفسى اعمله من سنتين………..
لتكمل بقسوة وعينيها تلتمع بالجنون
=كنت مستنية اللحظة اللى جابر يأذن ليا فيها اخد حقى منك….و اهو اخيراً قالى اخد حقى منك..قالى اولع فيكى زى ما ولعتى فيا……
شحب وجه غزل بينما اهتز كامل جسدها فى خوف و صدمة فور سماعها كلماتها تلك لا تصدق ان جابر سينفذ تهديده و يسمح لشقيقته بحرقها..

 

 

همست بسمة يملئة الجنون و الكراهية
=هحرقك يا غزل… هحرقك و هخلى جابر يقرف حتى يبصلك… هحرقك
كانت تتمتم بكلماتها تلك و هى تسكب محتويات العبوة على جسد غزل الذى اصبح غارقاً بمادة البنزين القابلة للاشتعال..
صرخت غزل باكية محاولة الهرب منها لكن تصلب جسدها مطلقة صرخة مرتعبة عندما رأت بسمة تخرج قداحتها و تضغط عليها و عينيها تلتمع بالجنون و التصميم…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطاياها بيننا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى