روايات

رواية خطاياها بيننا الفصل الثالث 3 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الفصل الثالث 3 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الجزء الثالث

رواية خطاياها بيننا البارت الثالث

رواية خطاياها بيننا الحلقة الثالثة

هزت رأسها هاتفة بصوت مرتجف يملئه التحدى والأصرار بينما تتماسك بصعوبة حتى لا تنهار امامه..
=اقتلنى…. برضو هتجوزه…
لتكمل و هى تصرخ بوجهه باصرار اكبر
=سامع… هتجوزه.. هتجوزه….
اشعلت كلماتها الغضب و الغيرة بدماءه فلم يشعر بنفسه الا و هو يخرج مسدسه من الجيب الداخلى لسترته و يغرز فوهته بجبين غزل التى اتسعت عينيها بصدمة و خوف لكنها سرعان ما تغير هذا الخوف الى استسلام ارتسمت على شفتيها ابتسامة حزينة هامسة بصوت مرتجف وقد احتقنت عينيها بالدموع
=عايز تموتنى… يا جابر..؟؟
لتكمل و الدموع تنساب من عينيها تغرق وجنتيها و هى ترفع يدها لتحيط بيده الممسكة بالمسدس و تدفعه نحو جبينها بقوة اكبر حتى انغرزت فوهته بقسوة به
=موتنى… موتنى و ريحنى من العذاب اللى انا فيه…. موتنى….
ارتجفت يد جابر الممسكة بالمسدس و هو يشعر بعالمه ينهار من حوله هو يرى استسلامها هذا نزع يده من يدها و ادار فوهة المسدس نحوه هاتفاً بألم

 

 

=لا يا غزل انا اللى هموت يمكن ترتاحى من العذاب اللى معيشك فيه ….
ليكمل بصوت متكسر و العذاب يملئ وجهه و هو يدفع المسدس الى صدره اكثر
=انا مقدرش اعيش و انتى ملك لغيرى… انا الموت عندى ارحم….
شحب وجه غزل شاعرة بالدماء تحف بعروقها فور سماعها كلماتها تلك تسلطت عينيها برعب فوق اصبعه الذى كان على زناد المسدس همست بصوت مختنق
=نزل المسدس ده يا جابر…. و اعقل
قاطعها هاتفاً بنبرة شبه هستيرية و قبضته تتشدد بقوة فوق المسدس
=ليه… اهمك اوى…
انفجرت باكية و الخوف و الرعب يسيطران عليها من ان ينفذ تهديده بالفعل فهى لن تحتمل خسارته
=تهمنى و الله تهمنى… انت عارف انت ايه بالنسبالى….
لتكمل وهى تربت على صدرها برجاء هامسة بصوت مرتجف من بين شهقات بكائها التى كانت تهز جسدها بالكامل
=علشان خاطرى يا جابر نزل المسدس..
هتف بعنف مكبوت و تعبير من الالم و العذاب يرتسمان على وجهه
=الموت عندى ارحم من انك تبقى لغيرى….
هزت رأسها بقوة كانت ترتجف من رأسها حتى أخمص قدميها.كانت يداها ترتجفان بشدة لدرجة أنها بدت وكأنها قد تنهار بأى لحظة
=مش هتجوزه والله ما هتجوزه…..
صدم جابر ولم يستطع سوى التحديق بها و كان الأمل حادًا و ساحقًا يضرب بعمق في قلبه ويغمر عروقه بالدفىء المهدئ
= هتتجوزينى…..؟!
اومأت برأسها بصمت بينما دموعها تغرق وجنتيها ليسرع بالقاء المسدس من يده و جذبها بعنف نحوه ضامماً اياها بين ذراعيه بشدة لدرجة أنه شك في قدرتها على التنفس قام بدفن وجهه في شعرها و أغمض عينيه يستنشق رائحتها بعمق.
بينما احتضنته هى الاخرى تغلق عينيها بقوة ولايزال الشعور بالرعب من فقده تسيطر عليها فهى تحبه بل تعشقه حد الجنون رغم محاولتها فى اقناع نفسها طوال السنتين الماضيتين بعكس ذلك…
ابعدها برفق من بين ذراعيه يمسح دموعها العالقة بوجنتيها متأملاً الاحمرار الشديد لانفها و وجنتيها احاط وجهها بيديه هامساً بصوت حنون
=فراولتى….
ارتعشت ابتسامة فوق شفتيها فور تذكرها لهذا الاسم الذى كان معتاداً ان يناديها به بسبب حمرة انفها الذى كان يحدث عند اقل انفعال لها..
=تصدق واحشنى الاسم ده….
ابتسم ممرراً يده بحنان فوق انفها وجانب وجنتيها متلمساً جلدها الذى كان حريرى الملمس
=وانا واحشنى الاسم…و صاحبة الاسم….
ابتسمت بخجل مما جعله يبادلها الابتسام و عينيه التى كانت تتأملها تلتمع بالشغف
=بس خلاص هانت بكره تبقى ملكى يا غزل….و محدش هيقدر يبعدنا عن بعض تانى….مهما حصل….
ليكمل بجدية و هو يشدد من قبضته حولها
=اسمعينى يا غزل كويس علشان ربنا يتممها بنا على خير…اللى فات مات…لا انا ولا انتى هنجيب سيرته تانى… …
قضبت حاجبيها قائلة بارتباك
=طيب و بسمة .!!! انت عارف انها مش هتسكت لما تعرف اننا هنتجوز…

 

 

توتر فكيه فور تذكره لشقيقته و ردة فعلها التى ستكون على زواجهم هذا زفر بقوة قائلاً و هو مستمر بتمرير اصبعه فوق خدها
=اكيد مش هتسكت… وهتبهدل الدنيا بس غصب عنها هتتقبل فى الاخر الموضوع… المهم عندى انك مهما حصل مترديش عليها…
انهى جملته طابعاً قبلة على جبينها وهو يتمتم
=انا حاسس انى بحلم يا غزل… مش مصدق ان احنا مع بعض زى زمان……….
اكمل و هو ينظر اليها باهتمام
=مبسوطة يا حبيبتى..؟!
اومأت مبتسمة و هى تشعر بقلبها يقفز فى صدرها من شدة الفرح ارتمت بين ذراعيه تحضنه بقوة و هى تحمد الله على عودته لها فقد كانت فقدت الأمل من يكونوا سوياً مرة اخرى….
ابعدها برفق من فوق صدره و عينيه منصبة فوق وجهها يتأملها بعينين تلتمع بالعشق و الشغف و عندما استقرت عينيه على شفتيها تحولت لونها الى لون مظلم بالرغبة اخفض رأسه نحوها و عينيه مسلطة على شفتيها لكنها اسرعت بالتراجع الى الخلف بقوة مما جعلها تتعثر و تكاد تسقط لكنه اسرع بالامساك بها هتفت بحدة و هى تحاول الابتعاد عنه
=بتعمل ايه يا جابر انت اتجننت ولا ايه….؟؟
غمغم جابر و هو يحاول الوصول الى شفتيها مرة اخرى
=و فيها ايه مش هتبقى مراتى….
دفعته بقوة فى صدره من ثم فرت هاربة الى نهاية الغرفة
=لا يا حبيبى لما ابقى مراتك…..ابقى اعمل اللى انت عايزه… لكن دلوقتى لا
لتكمل بحدة هجومية و هى تضع يديها بخصرها عندما اقترب منها و اصبح يقف امامها مرة اخرى
=ولا علشان سيبتك تحضنى و انا بعيط هتعيش الدور……..
قاطعها هاتفاً و هو يضع يده فوق فمها
=خلاص…خلاص اقفلى ام الراديو اللى اتفتح ده.. مش عايز منك حاجة يخربيت كده….
ازال يده من فوق فمها كن ثم انحنى هامساً بالقرب من اذنها يصوت اجش مغرى
=بس انتى قولتى لما نتجوز هعمل اللى انا عايزه…يعنى هتسبينى بجد اعمل اللى انا عايزه يا فراولتى؟؟
اشتعل خدييها بحمرة الخجل لتهز رأسها بالموافقة و هى تغرز اسنانها بشفتيها مما جعله يضرب يديه بساقيه وهو يهتف بنفاذ صبر
=القوة من عندك يا رب…
هتفت بتلعثم من شدة الحرج الذى كانت تشعر به بينما تدفعه نحو باب الغرفة
=اتكل على الله يلا جابر بدل ما عمتك لبيبة تشوفنا و تفرج علينا البلد كلها….
وقف جابر عند باب الغرفة ممسكاً باطاره رافضاً التزحزح من مكانه قائلاً بلهفة
=طيب سامعينى واحدة من بتوع زمان خلى القلب يرجع يحي من تانى…..
ارتعشت شفتيها فى ابتسامة هامسة بصوت منخفض يملئه الخجل
=جابرى…..

 

 

فور نطقها للأسم اطلق هدير صاخب و هو يغمغم بحماس و فرح ممسكاً بيديها بين يديه
=قلب و عمر و حياة جابرى…. جابرى اللى كان تايه و ميت من غيرك… و النهاردة بس اتردت فيه الروح
ضغطت على يديه المحيطة بيديها هامسة باعين تلتمع بالدموع التى عاودتها من جديد
=و انا مكنتش عايشة… كل يوم كنت بشوف معاملتك و طريقتك معايا كنت بموت الف مرة…
رفع يدها الى فمه يطبع براحتها قبلة عميقة قبل ان يغمغم قائلاً بألم
=كان غصب عنى يا فراولة…كان غصب عنى…. سامحينى…
اجبرت شفتيها على الابتسام للتخفيف من حزنه
=احنا مش قولنا اللى فات مات..
اومأ برأسه و هو يبتلع الغصة التى تشكلت بحلقه
=ايوة يا حبيبتى مات و اتدفن…
ليكمل وهو يطبع على راحة يدها قبلة اخرى
=تصبحى على خير يا فراولتى..
اجابته هامسة وعينيها تلتمع بحبها و الفرح الذى يتراقص بداخلها
=و انت من اهل الخير يا جابرى…
اطلق هدير اخر جاذباً اياها بعنف نحوه و هو يتمتم
=هتجنينى… عليا النعمة هتجنينى و هاين عليا اشيلك على كتفى دلوقتى واطلع بيكى على اقرب مأذون… مسمعكيش بتقولى الاسم ده لحد ما نتجوز
سددت له لكمة خفيفة فى كتفه قائلة بغضب مصطنع
=اطلع برا يلا يا جابر.. بدل ما اغير رأى و اقولك مفيش جواز خالص
تنهد قائلاً باستسلام و هو يفرك مؤخرة عنقه بعبوس
=حاضر… امرى لله…
ثم استدار مغادراً متمتماً باستياء واضح
=عيله نكدية… صحيح مالكيش فى الطيب نصيب صحيح
مما جعلها تنفجر ضاحكة بينما ابتسامة واسعة ملئت شفتيه فور سماعه ضحكتها تلك..
اخذت تتابعه حتى اختفى من الرواق قبل ان تغلق الباب و تعود لداخل غرفتها تقفز مكانها فرحة لكنها توقفت مكانها تعقد حاجبيها بقلق عندما سمعت طرقاً على الباب الذى فتح ودلف مرة اخرى جابر الى الداخل قائلاً بعبوس
=هو انا رايح فين و سايبك هنا….!!
هزت غزل رأسها مغمغمة باستفهام
=هنا فين مش فاهمة…..اومال هروح فين…؟؟؟
لكنها قطعت جملتها مطلقة صرخة مدوية عندما انحنى فجأة و حملها بين ذراعيه متجهاً بها خارج الغرفة
=جابر بتعمل ايه نزلنى…؟؟
طبع قبلة حنونة على مقدمة انفها قبل ان يجيبها بهدوء
=هخدك على اوضتك القديمة اللى جنب اوضتى يا فراولة اكيد مش هسيبك هنا تانى….
تنهدت مبتسمة محيطة عنقه بذراعيها فور سماعها كلماته تلك و هى تشعر بالسعادة بداخلها بانها اخيراً ستتخلص من غرفتها البالية تلك…

 

 

عبر جابر و هو يحملها بين ذراعيه ردهة المنزل التى كانت خالية فى هذا الوقت من الليل حيث كان الجميع بغرفهم نائمين..
فتح باب غرفتها القديمة و انزلها على عتبتها الداخلية برفق
ثم وقف يتأملها عدة لحظات باعين تلتمع بها الشغف قبل ان يحيط رأسها بيديه مقبلاً اعلى جبينها و اخرى على خدها المحمر هامساً باذنها بصوت ملئ بعشقه لها
=بحبك يا غزل…. اقسم بالله بحبك….
امتلئت عينيها بالدموع وقد اخذت ضربات قلبها يعصف بداخلها فور سماعها كلماته تلك..
همست بصوت منخفض وشفتيها ترتجفان تأثراً احاطت خده بيدها متحسسة جلده باطراف اصابعها بحنان
=و انا بحبك يا جابر… بحبك اكتر من أى حاجة و أى حد فى الدنيا دى
ضمها بحنان اليه عدة لحظات مستمتعاً بشعوره بوجودها بين ذراعيه ثم قبلها على رأسها متمنياً لها ليلة سعيدة قبل ان يلتف و يغادر الغرفة مغلقاً الباب خلفه بهدوء..
بينما انطلقت غزل لداخل الغرفة تلتف حول نفسها تتأمل بفرح و اشتياق غرفتها القديمة قبل ان ترتمى فوق فراشها ذو المرتبه الناعمة و هى تتنهد بسعادة و فرح.
༺༺༺༻༻༻
فى صباح اليوم التالى….
اخذت لبيبة تبحث بارجاء المنزل بحثاً عن غزل بعد ان ذهبت الى غرفتها التى تقع بالقبو و وجدتها فارغة فى البداية ظنت انها بالحظيرة تطعم الماشية لكنها لم تكن هناك ايضاً ايمكن ان تكون فعلتها و نجحت بالهروب اخيراً… فبكل مرة كانت تحاول الهرب بها كان جابر يحبط محاولاتها تلك حتى يأست و لم تحاول الهروب مرة اخرى منذ اكثر من سنة اشرق وجه لبيبه و هى تهمهم محدثة نفسها بفرح
=باينها عملتها بجد و هربت… اللهى لا ترجع و يتقطع حسك من الدنيا خالص يا بنت ازهار خالينى ارتاح.
ثم صعدت الدرج مسرعة حتى تخبر جابر و هى تستعد لرسم الفزع و الحزن الكاذب على وجهها لكن تجمدت خطواتها عندما مرت فى طريقها على الغرفة القديمة لغزل و وجدت ان القفل الذى كان يضعه جابر على بابها قد اختفى قبضت على الباب و فتحته لتندلع نيران الغضب و الكراهية بعروقها فور رؤيتها لتلك المستغرفة بالنوم بمنتصف الفراش مسترخية و على شفتيها يرتسم ابتسامة حالمة لم تشعر لبيبة بنفسها الا وهى تندفع نحوها وهى تصرخ بغل
=انتى نايملى هنا يا بنت الرافدى….
قبضت على شعرها تجذبها منه بغل مما جعل غزل تنتفض مستيقظة و هى تصرخ بألم جذبتها لبيبة من شعرها حتى اسقطتها ارضاً و هى تهتف بشراسة
=ليلة امك سودا… ان ما قطعت من لحمك و أكلته لكلاب السكك….
حاولت غزل مقاومتها ودفعها بعيداً لكنها عجزت فقد كانت ذات بنية جسدية اقوى منها بكثير لكن فجأة وجدت لبيبة تجذب للخلف بعيداً عنها بقوة و صوت جابر يعصف فى الارجاء بغضب
=بتعملى ايه…اوعى…..
هتفت لبيبة و هى تتراجع الى الخلف بعيداً عن قبضة جابر
=اوعى سيبنى اربيها… البت كسرت كلامك و فتحت الباب و نامت فى الاوضة بكل بجاحة…..
لتكمل و هى تحاول الهجوم على غزل مرة اخرى
=و حياة امها لأعلمها الادب…..
صرخت غزل فى خوف مندفعة نحو جابر تطلب منه الحماية مختبئة خلف ظهره لكن اهتز جسدها بصدمة عندما قبض على ذراعها بقسوة يجذبها من خلفه و يضعها امامه هاتفاً بها بقسوة
=ايه اللى نيمك هنا يا بت انتى….انا مش منبه عليكى رجلك متخطيش هنا..
شعرت غزل كما لو دلو من الماء المثلج انسكب فوق رأسها اخذت تنظر اليه بارتباك..
شاعرة بألم يمزق قلبها فور رؤيتها لنظرة الكراهية التى عادت الى عينيه مرة اخرى
همست بصوت مرتجف و هى تحاول استيعاب ما يحدث
=جابر…. مش انت اللى……

 

 

لكنه قاطعها هاتفاً بشراسة و تعبير من القسوة يملئ وجهه
=اقطمى خالص و مسمعش نفسك…. ده انت ليلة ابوكى سودا النهاردة…. بتخلفى اوامرى… بتعاندى معايا يا روح امك…….
ارتجف جسدها بخوف عند سماعها الغضب العاصف الذى بصوته لكن ازداد ارتجافها اكثر و هى تسمع لبيبة تهتف بشماتة
=ايوة ربيها و عرفها مقامها… اكسرلها دراع و لا رجل خليها تعرف ان الله حق….
لتكمل وهى تتجه نحو باب الغرفة تستعد للمغادرة بينما تلقى نظرة شامتة على وجه غزل المنكوب الشاحب
=ما اروح اصحى عثمان… و اشوفله حاجة يصبر نفسه بها لحد ما تكون خلصت معاها و تحضرلنا الفطار…
ثم غادرت الغرفة و ابتسامة واسعة تملئ شفتيها…
اقترب جابر من غزل التى تراجعت بخوف الى الخلف و هى تضع يديها فوق وجهها بحماية مطلقة نحيب ملئ بالخوف متوقعة ان تأتيها ضربته بأى لحظة كما وعد و لكن و لمفاجأتها شعرت بيده تمر بحنان فوق شعرها بينا يده الاخرى تمسك بيديها التى تغطى وجهها ويبعدها بعيداً قائلاً بصوت حنون دافئ مغايراً تماماً لقسوته السابقة
=اهدى يا حبيبتى…متخفيش مش هضربك….
انهى جملته مقبلاً اعلى رأسها لكنها نزعت نفسها بقوة من بين ذراعيه متراجعة للخلف هاتفة بغضب و هى لا تفهم ما يحدث معه
=انت مجنون.. مجنون و مش طبيعى و عايز تجننى معاك…
لدهشتها رأته يطلق ضحكة منخفضة بدلاً من غضبه من كلماتها تلك اقترب منها مرة اخرى جاذباً اياها بين ذراعيه قائلاً بتسلية و هو يقبل خدها الذى كان مشتعلاً بسبب غضبها
=ايوة مجنون… مجنون بالفراولة…. يا فراولة
دفعت وجهه بعيداً عنها وهى تهتف بغضب و عصبية و هى تشعر بانها تكاد ان تجن
=فراولة لما تقف فى زورك..انت عايز تجننى معاك…..
تنهد جابر باحباط عندما ادرك مدى غضبها و ان اى من محاولاته للتخفيف من حدة ما حدث لن تفلح معها احاط بيديه وجهها
=انا عارف انك مش فاهمة اللى عملته قدام لبيبة و انى غلطت و كان المفروض امسك لبيبة من شعرها واطردها برا البيت علشان لمستك… بس انا مكنتش عايزها تعرف ان احنا اتصالحنا و رجعنا لبعض….
هتفت غزل بحدة و عينيها لازالت تعصف بالغضب
=ليه بقى ان شاء الله..؟!!!
اجابها بهدوء واصبعه منشغل فى تحسس خدها الحريرى
=علشان دى ست شر….و لو عرفت مش هتسكت وهتعمل مشاكل ده غير ان خلاص بقنعها تبيعلى نصيبها فى الارض هى و خالانى… و لو عرفت اننا رجعنا لبعض مش هتبيع وانتى عارفة هما ماشيين وراها ازاى…هى اللى بتحركهم و ممكن وقتها يبيعوا لولاد الطحاوى وانتى عارفة يا غزل انا عندى اموت ولا ان شبر من ارضنا يملكه الطحاوى وعياله…
عقدت غزل حاجبيها و هى تتذكر العدواة الدامية التى بين جابر و عائلة الطحاوى
=ايوة عارفة…
لتكمل و هى تزفر بقلق
= طيب والحل ايه….؟!

 

 

مرر يده بحنان فوق احد حاجبيها يفك عقدته و عينيه التى تلتمع بالعشق مسلطة عليها يتشرب ملامحها بشغف
=الحل… اننا ننزل المنصورة الاسبوع الجاى و نتجوز هناك…
جفلت وخطت خطوة إلى الخلف وذراعاها تلتفان حول نفسها عندما اصابتها رجفة جعلت جسدها يهتز
=عايز تتجوزنى عرفى يا جابر…..هى دى اخرتها…..
قاطعها على الفور و هو يشاهد بألم الضعف الذى يلتمع في عينيها لقد كانت خائفة.. خائفة منه.. لقد أصابته طعنة حادة بصدره لأن خوفها هذا كان هو سببه…..
=عرفى ايه يا حبيبتى اهدى بس……
زفر بعمق وهو يفرك وجهه بقوة محاولاً السيطرة على اعصابه وعندما نجح اكمل بصوت هادىء نوعاً ما
=احنا هنتجوز على سنة الله و رسوله… و هيكتب الكتاب مأذون شرعى و أول ما اخد منهم الارض هعمل لنا فرح يتحاكى عنه البلد كلها…..
هزت رأسها وقد ارتفعت الدموع في عينيها هامسة برفض قاطع
=لا…. برضو مش موافقة احنا نستنى لحد ما يبيعوا ووقتها نبقى نكتب الكتاب مع الفرح…..
قاطعها بصوت عاصف وقد تحولت عينيه للون اسود مظلم من شدة الغضب
=انتى عارفة علشان اقنعهم فيها كام شهر عايزانى اسيبك..من غير ما اربطك بيا كل الوقت ده…
غمغمت بصوت مكتوم باكي
=و ايه يعنى ما انا طول السنين اللى فاتت مكنتش مربوطة بيك ايه اللى جد يعنى…
زمجر بقسوة و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة بسبب نيران الغيرة التى تتأكله
=اللى جد ان فى حد استجرى و طلب ايدك..و عايز يتجوزك.. انا بعد اللى حصل ده مش هقدر استنى يوم واحد وانتى مش على ذمتى..ملكى..
ليكمل و هو يمسك بذراعيها قائلاً بتملك حارق
=انا من امبارح مش عارف انام مش عارف اكل ولا اشرب ولا افكر فى حاجة…فى نار فى قلبى و مش بتهدى و لاهتهدى الا لما تبقى ليا….
وقفت غزل تنظر اليه بعجز و الخوف يتملك منها لا تعرف بما تجيبه..
لم يعد جابر قادرًا على الوقوف أمامها وهي تنظر إليه مع الكثير من عدم اليقين والقلق في عينيها قام بسحبها بعنف نحوه محتضناً اياها بشدة لدرجة أنه شك في قدرتها على التنفس.. دافناً وجهه في جانب عنقها و أغمض عينيه مستنشقاً رائحتها وامتص إحساسها على جلده فقد كانت موشومة على كل جزء من قلبه و روحه لا يعلم كيف تحمل السنتين الماضيتين بدونها…
=وافقى يا حبيبتى.. وافقى و انا اوعدك 3 شهور بالكتير و هكون خلصت كل حاجة معاهم و وقتها هعملك اكبر فرح فى مصر كلها…
ليكمل بصوت معذب ملئ بالألم و هو يزيد من احتضانه لها كما لو يرغب بدفنها داخل صدره هامساً باذنها بصوت مرتجف
=وافقى يا حبيبتى.. وافقى علشان خاطرى…. متعذبنيش اكتر من كدة
استسلمت غزل عند سماعها العذاب الواضح بصوته هامسة بصوت مختنق
=موافقة……

 

 

اطلق جابر زفيراً طويلاً ينم عن ارتياحه ثم ابعدها بحنان عن صدره طابعاً بشفتيه قبلة فوق جبينها
قبل ان يبدأ ان يشرح لها خطتهم التى سيقوموا بتنفيذها بعد ثلاثة ايام من الان فسيخبروا لبيبة بان غزل ستقضى يومين بالمشفى مع والدتها لسوء حالتها المرضية ثم سيأخذها الى المدينة سيكتبون الكتاب هناك..
༺༺༺༻༻༻
بعد مرور ثلاثة ايام…
كانت غزل بغرفة النوم التى بشقة جابر التى تقع بالمدينة تقف تشاهد بفرح انعكاس صورتها بالمرآة فقد كانت ترتدى فستان ابيض انيق قد اشتراه لها جابر مع العديد و العديد من الملابس فور وصولهم الى مدينة المنصورة بصباح اليوم..
قامت بعقد حول رأسها حجابها الذى كان يماثل لون فستانها مما اضاف اليها جمالاً فوق جمالها…
فور ان انتهت التقطت نفساً مرتجفاً ممررة يدها فوق وجهها المشتعل فهى لا تصدق ان اليوم الذى حلمت به منذ ان كانت فتاة مراهقة بالسادسة عشر سيتحقق الان ستكون زوجة جابر..و سيكون ملكاً لها اخيراً فبعد كل ما حدث بينهم و تعقد الامور كانت قد فقدت الأمل… لكن ها هو اليوم الذى سيجتمعان به..
شعرت بقلبها يضرب داخل صدرها بجنون بينما تتجه نحو باب الغرفة الذى ما ان فتحته رأت جابر يقف امام الباب ينتظرها..
ارتبكت من نظراته التى كانت تتأملها بتفحص دقيق مما جعلها تتململ في وقفتها بعدم راحة لكن اشتعلت انفاسها عندما قابلت عينيها عينيه و لاحظت الرغبة الواضحة بها فقد كان ينظر اليها كما لو كان يرغب بالتهامها حية…
اقترب منها محيطاً وجهها بيديه طابعاً فوق جبينها قبلة حنونة هامساً لها بصوت اجش خشن
=زى القمر… يا حبيبتى…
ليكمل بعاطفة و هو يرفع يدها يقبل راحتها بشغف
=اخيراً هتبقى ملكى….يا فراولة
اشتد احمرار وجهها مما جعله يبتسم من ارتباكها و خجلها هذا مرر اصبعه فوق خدها متحسساً جلدها الحريرى المحتقن مطلقاً تنهيدة عميقة مغمغماً برفق و هو يمسك بيدها بين يديه مشبكاً اصابعهم ببعضها البعض
=يلا يا حبيبتى المأذون مستنى….
انهى جملته ساحباً اياها معه لغرفة الاستقبال حيث كان المأذون يجلس بمنتصف الاريكة و امامه على المنضدة دفتره الخاص….
بينما يجلس كلاً من خليل و جعفر الغفر الذى يعملون لدى جابر والذين حضروا معهم هذا الصباح الى المدينة حتى يشهدوا على عقد القران…
جلست بجانب المأذون و بالجهه الاخرى منه جلس جابر الذى اخذ يتحدث معه مسلماً اياه اوراق هوايتهم الرسمية و هوايات الشهود

 

 

مررت غزل يديها التى كانت باردة كالثلج التى كانت ترتجف من شدة التوتر فوق ساق فستانها و هى تحاول تهدئة اعصابها
ادارت رأسها نحو جابر لتجد عينيه مسلطة عليها بالفعل ينظر اليها بلهفة و شوق واضحين مما جعل خدييها يغرقان فى الاحمرار لتسرع بخفض عينيها بخجل عندما لاحظت ان كل من جعفر و خليل الغفر يتابعان ما يحدث بينهم من نظرات..
بدأ المأذون باجراء عقد القران و قامت غزل بالتوقيع على العقد ثم وقع كلاً من جعفر و خليل كشاهدان من ثم وقع جابر بالنهاية….
بعد ان تلقوا التهنئة منهم ودعهم جابر وقام بتوصليهم حتى باب الشقة الذى ما ان اغلقه خلفهم اسرع عائداً نحو غزل التى كانت تقف بمنتصف غرفة الاستقبال بوجه مشتعل بالخجل و جسد مرتجف من شدة التوتر و الخوف…لكنها اطلقت صرخة شبه مكتومة عندما رفعها فجأة و دون سابق انذار بين ذراعيه و عينيه التى كانت تلتمع بنيران الرغبة تتأكلها احاطت غزل عنقه بذراعيها دافنة وجهها المحترق بجانب بصدره..بينما توجه بها نحو غرفة النوم و اخفضها برفق على قدميها بمنتصف الغرفة…
عقد ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها اليه ليستند ظهرها الي صدره الصلب هامساً بالقرب من اذنها بصوت ملئ بالعاطفة بينما اخذت يده تمرر بلطف فوق جانب جسدها دافناً وجهه بعنقها من اسفل حجابها يقبله بحنان
=مبروك يا فراولتى…
اخذ صدرها يعلو و ينخفض بشدة وهي تكافح لالتقاط انفاسها اسندت رأسها علي كتفه بينما كان مستمراً بتقبيل عنقها و حلقها بقبلات و شغوفة ملتهبة هامساً باسمها بعجز..
رفع رأسه عن عنقها اخيراً مديراً اياها بين ذراعيه و تصبح مواجهه له جذبها نحوه ليصطدم جسدها بجسده الصلب و لم ينتظر كثيراً قبل ان يستولى على شفتيها في قبلة قوية لكنها كانت حنونة و رقيقة فى ذات الوقت القت غزل ذراعيها حول عنقه بينما تبادله قبلته تلك بخجل…
استمرت فى تقبيله الحنون لها هذا عدة لحظات قبل ان تتحول قبلته فجأة و تصبح اكثر قسوة و ضراوة مما جعله تطلق صرخة مكتومة متألمة من هجوم شفتيه العنيف فقد كان حقاً يؤذيها..
ولصدمتها شعرت فجأة بيديه تدفعها بقوة للخلف بعيداً عنه مما جعل تتعثر و تسقط فوق الارض بقسوة..
حاولت غزل فهم ما يحدث معه لكن شحب وجهها وهى ترى تعبير وجهه المظلم المليئ بالكراهية و الازدراء…
فقد كان ينظر اليها كما لو كانت اكثر شئ يكرهه بهذة الحياة همست بصوت متلعثم و هى تحاول النهوض بتعثر من فوق الارض
=جـ… جـابر….
لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما فتح باب غرفة النوم فجأة و دلف الى الداخل الغفير خليل بجسده و هيكله الضخم الى الغرفة
التفت الى جابر الذى كان لا يزال يتطلع اليها بازدراء و قسوة هامسة بصوت مرتجف
=بيـ.. بيـ.. ـعمل ده ايه هنا…؟!
لوي جابر شفتيه بسخرية مغمغماً بهدوء مصطنع يعاكس النيران المشتعلة بعينيه
=ده…؟!!! مش عيب يا غزل برضو….
ليكمل بتهكم و قد كشرت شفتيه عن ابتسامة بشعة جعلت الدماء تجف فى عروقها من شدة الخوف
=فى واحدة محترمة… تتكلم عن جوزها كدة برضو…
شعرت بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و شحوب وجهها قد تحول الى لون رمادى كما لو كانت قد فقدت الحياة فور سماعها كلماته تلك لكنها ظنت انها اخطأت السمع لتهمس بصوت مختنق و هى تشعر بانها على وشك فقدها للوعى و قد اصبحت عينيها متسعة بالرعب على خليل الذى اصبح يقف بجانبها مباشرة
=مين…مين ده اللى.. اللى جوزى…؟؟

 

 

اجابها جابر ببرود ولا زالت تلك الابتسامة البشعة على وجهه
=خليل… جوزك..
ليكمل وعينيه تصبح مظلمة بالكراهية والشماتة
=كتب الكتاب اللى تم ده كان العريس خليل مش انا…انا كنت مجرد شاهد…و المأذون خدله قرشين وظبط الدنيا….
صرخت غزل بهستيرية و هى تشعر بانها على وشك فقدها للوعى
=انت مجنون…صح انت… انت مستوعب بتقول ايه..؟!!
لتكمل و هى تهز رأسها بقوة تهمهم بصوت مرتعش غير مرتب و هى تضغط بيدها فوق قلبها للتخفيف من الألم الذي اصبح لا يطاق
= لا لا… استحالة تعمل فيا كدة… انا اكيد بحلم… انا اكيد فى كابوس وهفوق منه….
وقف امامها مباشرة ينظر اليها بازدراء كما لو كانت حثالة اقل منه شيئاً قائلاً بقسوة
=لا مش حلم.. ده حقيقى اديتك لخليل كهدية منى له… يتسلى بيكى يومين و بعدها يبقى يرميكى فى اى داهية….
هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها و هى تستمع الى ما يقوله هذا ترنحت بقسوة الى الخلف مما جعلها تنهار و تسقط ارضاً اسفل قدميه لكنه تجاهلها و التف نحو خليل الذى كان يقف بجسده الضخم الممتلئ يتابع ما يحدث بصمت و عينيه تلتمع بالرضا
=مبروك يا عريس….. قضى ليلتك هنا مع عروستك براحتك مفتاح الشقة سيبهولك على الطرابيزة برا…
ثم استدار الى غزل قائلاً بابتسامة شامتة واسعة و لهيب الكراهية يلتمع بعينيه بوضوح
=مبروك يا عروسة…..
ثم استدار متجهاً نحو باب الغرفة مغادراً متجاهلاً غزل التى انفجرت باكية بصوت يمزق انياط القلب نهضت متعثرة تركض خلفه تتشبث بذراعه وهى تصرخ بصوت متلعثم مرتعب
=متسبنيش معاه لوحدى يا جابر……

 

 

تحولت دموعها الى شهقات بكاء عالية ممزقة و هى تصرخ برعب بينما تتشبث به و كامل جسدها ينتفض فى خوف
=متسبنيش معاه.. متعملش فيا كده… و رحمة امك ما تعمل فيا كدة… انا ممكن اموت..
لكنه نفضها بعيداً عنه كما لو كان لا يطيق لمستها دافعاً اياها نحو خليل ليصطدم جسدها بصدره الضخم والذى اسرع بالامساك بها مما جعلها تتلوى صارخة محاولة جعله يفلتها و هى تصرخ باكية ترجو جابر بالا يتركها معه لكنه استدار و غادر الغرفة بهدوء كما لو انه لم يسمع صراخاتها المستنجدة تلك…
تصلب جسدها فى خوف عندما همس خليل فى اذنها بصوت الخشن
=اهدى يا حلوة….كدة و ادينى حقى الشرعى بهدوء….لان كده كده هاخده بالذوق بالعافية هاخده….
رغم خوف غزل و ارتعابها منه الا انها اخذت تقاومه بقوة محاولة الافلات من بين قبضته لكن ما اصابها من ذلك الا انه قد شد من قبضته حول جسدها مما جعلها تحاربه بشراسة اكثر عندما نزع بقسوة الحجاب عن رأسها و يده الضخمة بدأت بتمزيق فستانها
ضربته بقسوة و بكامل قوتها فى صدره و ساقيه و هى تصرخ و تسب اياه مما جعله بنهاية الامر عندما فقد صبره معها قام بصفعها بقوة مما جعلها تسقط ارضاً و هى تصرخ بذعر وخوف وهى تراه ينزع قميصه و ينحنى عليها حتى ينالها كما ينال الزوج زوجته..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطاياها بيننا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!