روايات

رواية خطاياها بيننا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الجزء الثالث والعشرون

رواية خطاياها بيننا البارت الثالث والعشرون

رواية خطاياها بيننا الحلقة الثالثة والعشرون

نزع جابر سترته سريعاً قبل ان يسرع بنزع قميصه و يلقيه بعيداً ثم اتجه نحو الفراش يستلقى بجانبها هامساً بصوت ملئ بالحماس
=فراولة… اصحى يا فراولة…
لكنه ابتلع باقى جملته و قد شحب وجهه عندما نزعت الشرشف عن رأسها و استدارت اليه واكتشف انها ليست زوجته بل اسما…
هم بسؤالها ما الذى اتى بها هنا
لكن فتح الباب فجأة و دلفت غزل الى الغرفة مبتسمة تهتف بمرح
=انا جيت…اهو….
لكنها ابتلعت باقى جملتها و قد شحب وجهها فور ان رأت جابر العارى بجانب اسما المستلقية على فراش زواجهم
=يخربيت ابوكوا بتعملوا ايه… ده انا هطين عيشتكوا…
صرخت غزل وهى تنطلق نحو اسما تقبض على شعرها بين يديها هاتفة بشراسة وهى تجذبها منه بقسوة حتى كادت ان تقتلعه من رأسها

 

=بتخونى و مع مين حتة العرسة دى.. ده انا هو.لع فيك و فيها
انهت جملتها تلك جاذبة اياها بقسوة من شعرها لتسقط مرتمية على الارض بقوة وهى تصرخ متألمة..
حاول جابر تحرير اسما من بين يديها وهو يهتف
=غزل اهدى..اقسم بالله ما حصل حاجة انتى فاهمة غلط
لكنها التفت اليه و اخذت تسدد له ضربات قاسية بانحاء جسده و هى تصرخ
=اوعى متلمسنيش….
لم يستطع جابر الوقوف صامداً مكانه اكثر من ذلك احاط جسدها سريعاً بذراعيه مكتفاً يديها امام صدرها بيده عندما اخذت تنتفض مقاومة اياه وهى تصرخ بغضب
=سيبنى…. سيبنى…اوعى
هتف بها وهو يحاول السيطرة على جسدها الذى كان ينتفض بقوة محاولة التحرر من
=اهدى… و بطلى الجنان بتاعك ده…اقسم بالله ما حصل حاجة انا كنت فاكرها انتى…
اخذت غزل تحاول مقاومته فقد كانت تعلم انه يقول الحقيقة فقد كانت مستيقظة منتظرة اياه و فور وصوله للمنزل بوقت متأخر لحقت به الى هنا حتى تفاجأه لكظها عند وصولها الى باب الغرفة سمعته ينادى اياها كما لو كانت معه مما جعلها تستغرب…
و رغم معرفتها ببرائته لكن ما كان يشعل جنون غيرتها تلك الحقيرة فما الذى اتى بها الى غرفتهم فبالتأكيد كانت تحاول اغراءه
ضربته بقوة بمرفقها فى بطنه حتى يحررها لتنجح بالفعل حركتها تلك عندما حررها ممسكاً ببطنه لتستغل الفرصة و تهجم على اسما وهى تصرخ بشراسة

 

=ايه اللي جابك اوضتنا يا زبالة
اسرعت بالهجوم عليها تقبض على شعرها تجذبه بقوة مما جعلها تصرخ باكية لكن ذلك لم يخفف من غضبها نزعت من قدمها نعالها و اخذت تضربها به فى انحاء جسدها وهى تهتف بها
=قوليلي… بقى بتعملى ايه بقميص نومك ده فى اوضة جوزى…ده انا هو.لع فيكى…
لتكمل وهى تضربها بالنعال على جانب جسدها ضربات متتالية
=لابسالى قميص نوم احمر و نايملى فى سريرى كمان… كنت مستنية ايه يا رخيصة
صرخت اسما كاذبة بينما تحاول دفعها بعيداً وهى تتلوى في قبضتها
=انا كنت..فاكرها اوضتى معرفش انها اوضة جابر
جذبتها صدفة من شعرها وهى لازالت تضربها بالنعال
=وحياة امك … ليه هبلة انا علشان هصدقك
تدخل جابر و جذبها بعيداً لكنها قاومته بعنف صارخة
=اوعى سيبنى… اوعى…..
لتكمل بشراسة و عينيها تنطلق منها شرارات الغضب و الغيرة تشتعل بعروقها عندما لاحظت عرى صدره ضربته فوقه
=البس حاجة و استر نفسك… انت واقفلى كده قدامها.. هى الحكاسة نقصاك….
اسرع جابر بالتقاط قميصه الملقى ارضاً و ارتداه مسرعاً قائلاً
=اتنيلت لبسته اهدى بقى يا غزل و كفاية جنان هتلمى البيت علينا
ليكمل سريعاً حتى يجعلها تهدئ عندما رأها تهم الهجوم على اسما
=امك هتسمع.. وهتعرف كل حاجة
تراجعت فور سماعها ذلك اشارت بيدها نحو اسما
=اخفى غورى من هنا… غورى…قبل ما اطلع زمارة رقبتك فى ايدى

 

نهضت اسما سريعاً تخرج من الغرفة وهى تلعن حظها فلولا مجئ تلك الحمقاء لكانت استطاعت الايقاع بجابر..لكنها لن تستسلم فامامها الفرص كثيرة سوف تستغلها جيداً و ستجعله لها
بعد خروج اسما انهارت غزل ارضاً و قد خانتها ساقيها التى اصبحت كالهلام غير قادرتين على حملها انحنت علي نفسها كالجنين دافنة وجهها بين ساقيها التي تضمها الي صدرها منفجرة فى بكاء مرير…
اتجه جابر نحوها علي الفور جالساً علي عقبيه امامها هامساً بصوت مختنق بينما يمرر يده بحنان فوق رأسها المنحني…
=غزل….
هتفت بحده بصوت اجش وهي لازالت تدفن وجهها بين ساقيها
=ابعد عنى ياجابر……
ازاح يده علي الفور قائلاً بصوت جعله هادئ قدر الامكان
= ممكن تهدي و ترفعي راسك…و تخالينا نتكلم….. و نتفاهم
لم تجيبه و ظلت دافنه وجهها كما هو اقترب منها مرة اخري واضعاً يده بلطف علي رأسها محاولاً رفع وجهها اليه جاذباً اياها بين ذراعيه يحتضنها
=يا حبيبتى و الله.. انا كنت فاكرها انتى…. معرفش انها هى اللى نايمة فى اوضتنا…
ليكمل بيأس و خوف من الا تصدقه مزيداً من احتضانه لها
=غزل.. صدقينى قسماً بالله ده اللى حصل انا عمرى ما اقدر اخونك.. او ابص لأى واحدة غيرك..
لصدمته احاطت عنقه بذراعيه دافنة وجهها الغارق بالدموع فى حنايا عنقه هامسة بصوت مرتجف
=عارفة… و مصدقاك…
لتكمل بنحيب واضعة يدها فوق صدرها موضع قلبها
=بس قلبى وجعنى اوى..يا جابر مجرد ان شوفتها معاك و على سريرنا دبحنى…
ضمها بقوة اليه مقبلاً اعلى رأسها بحنان

 

=حقك عليا.. بس و الله غصب عنى..ماليش يد فى اللى حصل.. معرفش انها هتنام هنا
رفعها برفق مجلساً اياها فوق ساقيه يحيطها بذراعيه مقبلاً اعلى رأسها بحنان قبلات متتالية لتستكين بين ذراعيه دافنة وجهها بصدره همس لها باذنها و هو يزيد من احتضانه لها محاولاً تطمئنتها
=بحبك يا فراولة.. و مفيش فى الدنيا واحدة ممكن تعجبنى او تملى عينى
طبعت قبلة فوق جانب عنقه فاركة انفها فوق جلده تتنفس رائحته بشغف هامسة
=و انا بحبك يا جابرى.. انت حياتى كلها
طبع قبلة فوق رأسها قبل ان يضمها بقوة اليه لتستكين بسن ذراعيه تتنعم بدفئه وحبه
حتى غرقت بالنوم بين ذراعيه اخيراً .
༺༺༺༻༻༻
فى اليوم التالى…
كان جميع العائلة تجلس بغرفة الطعام يتناولون طعام الغداء..
كانت غزل جالسة بمقابل اسما و جابر و كامل جسدها يرتجف من شدة الغضب و الانفعال بينما عينيها التى تنطلق منها شرارات الغضب و الوحشية مثبتة على اسما التى كانت تتدلل على جابر الجالس بجانبها..
امسكت بقطعة من اللحم واضعة اياها امام فمه قائلة بغنج و دلال
=افتح بوقك يا حبيبى…
نظر جابر الى غزل برهبة عدة لحظات قبل ان يفتح بتردد فمه و يتناول من يدها قطعة اللحم مما جعل الغضب ينفجر كبركان الثائر بعروق غزل و ازداد احتقان وجهها بالغضب فور ان رأتها تمسك بالمحرمة و تمسح بها برفق فم جابر قبل ان تقبله على خده تصلب جسد جابر فور فعلتها تلك وتسلطت عينيه بخوف على غزل التى اصبحت الرؤية امامها ضبابية بهذة اللحظة تسارعت انفاسها و احتدت بشدة. شاعرة كأن ستار اسود من الغصب يغطى عينيها….غضب عاصف لو اطلقت له العنان لقامت بالانقضاض عليها و قتـ.لها فى الحال..
اوقعت غزل عمداً شوكتها ارضاً ثم انخفضت اسفل الطاولة متصنعة انها تحاول التقاطها..
لكن و فور ان اصبحت اسفل الطاولة امسكت بشكوتها و قامت بغرزها بساق اسما التى اطلقت صرخة مدوية مما جعل جميع المتواجدين على الطاولة يسألونها ما الامر..
ارتفعت غزل من اسفل قائلة ببرائة زائفة

 

=فى ايه يا اسما بتصوتى ليه؟
اجابتها و هى تفرك ساقها ناظرة اليها بحدة و غضب
=ابداً جالى شد عضلى….
هزت غزل رأسها قائلة بهدوء يعاكس النيران المشتعلة بعينيها
=لا الف سلامة عليكى يا حبيبتى…
لتكمل ببرود و هى تضع قطعة من الطعام بفمها تمضغها ببطئ
=ابقى خدى بالك بقى اصل الشد العضلى ده خطر و لو اتكرر ممكن يقطعلك رجلك خالص..
ابتلعت اسما بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقها و هى تدرك انها تهددها بينما جلست ازهار تراقب ما يحدث و هى تشعر بان هناك شئ خطأ يحدث بينهم..
التفت الى عثمان قائلة بهدوء
=هو عصام المغربى اتجوز…يا عثمان.؟
اجابها عثمان يهز رأسه
=لا لسة… بتسألى لية؟؟
اجابته ازهار و هى تتلاعب بالطعام بصحنها
=ابداً اصله كان قبل الحادثة جالى و طلب ايد غزل و لو غزل وافقت ابعتله و اتكلم معاه.. و خير البر عاجله
قاطعها جابر هاتفاً بقسوة من خلال أسنانه المشدودة و هو يكاد يفقد السيطرة على اعصابه
=نعم يتجوز مين… سامعينى تانى كدة
رفعت ازهار حاجبها قائلة بتحدى
=و انت مالك.. بنتى و انا حرة اجوزها للى انا عايزاه
قاطعها جابر بشراسة و هو يضرب بيده على الطاولة مما جعل الأوانى تهتز
=بمزاجك مين يا ام مزاجك…
قاطعته غزل تتوسل اليه بعينيها بان يصمت
=جابر….
هتف بحدة و هو يكاد ان يقوم بحر.ق المنزل بمن فيه
=بلا جابر بلا زفت
قاطعته ازهار بسخرية و تهكم و هى تنظر اليه بتحدى و هى تدرك شعوره بالغيرة

 

=و انت محموق ليه يا سى جابر.. ما تخاليك فى مراتك…
لتكمل ملتفة نحو غزل
=ايه رأيك يا حبيبتى… موافقة على عصام ؟
اجابتها غزل بصوت منخفض وهى تنظر بتردد الى جابر الذى كان هناك عدوان مكتوب في كل سطر من جسده و بدا أنه مستعد للانفجار في أي لحظة
=ادينى وقت افكر يا ماما….
انتفض جابر واقفاً ملقياً المحرمة من يده على طاولة قبل ان يلتف مغادراً الغرفة بخطوات غاضبة مشتعلة لتلحق به على الفور اسما
بينما تصنع عثمان التعب و ذهب خلف ولده يحاول تهدئته
فور ان اصبحت ازهار بمفردها مع ابنتها قالت بحدة
=اوعى تكونى فاكرة انى مش واخدة بالى من تصرفاتك و غيرتك من مرات جابر….
لتكمل بغضب و حدة
=فوقى لنفسك.. و بلاش فضايح ده راجل متجوز…
ضغطت غزل باسنانها على شفتيها مفضلة الصمت حتى لا تفضح الامر اكثر فبسبب غيرتها الحمقاء جعلت والدتها تلاحظ
تنهدت ازهار قبل ان تمسك بيد غزل تضغط عليها برفق
=اللى انتى فيه انا مريت بيه.. لما عثمان اتجوز وفاء..
حرقة قلبك و وجعك حاسة بيه بس مش عايزاكى تشوفى اللى انا شوفته عايزاكى قوية و لحمك مر متبقيش خايبة
اومأت غزل برأسها بطاعة قبل ان تغمغم مغيرة الحديث معاها
=ممكن اروح ازور صفا واقعد معاها طول النهار
تنهدت ازهار و هى تدرك محاولتها للهرب ابتسمت مربتة على يديها بحنان
=روحى يا حبيبتى.. بس قبل الليل ما يليل تكونى هنا…
اومأت غزل برأسها قبل ان تنهض و تقبل والدتها على خدها ثم ذهبت لتبدل ملابسها لكى تستعد لمقابلة جابر فقد كذبت على والدتها حتى تستطيع الخروج و الذهاب الى الطبيب للاطمئنان على طفلها.
༺༺༺༻༻༻
فى وقت لاحق…
راقبت غزل جابر الذى كان يقود السيارة بوجه متجهم فمنذ صعودها الى السيارة و هو على هذا الحال من الصمت و التجهم تعلم انه غاضب مما حدث على طاولة الطعام تنحنحت قائلة بتردد
=جابر….
استدار اليها قائلاً بحدة و شرارت الغضب تتقافز من عينيه
=خير يا ست غزل… ايه فكرتى فى العريس اللى امك جيبهولك و خدتى قرارك
غمغمت قائلة سريعاً بحدة

 

=جرى ايه يا جابر مكنتش كلمة قولتها علشان ماما متشكش بحاجة…
لتكمل و عينيها تلتمع بالغيرة التى تنشب بقلبها فور تذكرها تقبيل اسما له
=انت زعلان من كلمة اومال انا اعمل ايه اللى شوفت الواطـ.ية دى بتبوسك قدام عينيا…..
قاطعها بحدة و قد جفلت عضلة في خده و هو يشد فكه بالكامل كما لو كان يضغط على أسنانه بقوة و يديه تشتد بقسوة حول عجلة القيادة
=انتى اللى حطتينا فى الموقف ده.. متلوميش الا نفسك… و الوضع ده كله انا مبقتش متحمله و لا طايقه…
همست بصوت منخفض مرتجف و عينيها ممتلئة بالدموع
=طيب انا اعمل ايه… ما انا خايفة على ماما برضو….
قاطعها هادراً بصوت عاصف
=ماما.. ماما… انا قرفت.. احنا مأذنبناش.. احنا متجوزين على سنة الله و رسوله…
همست بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه
=طيب اعمل ايه… انت لو مكانى كنت…..
قاطعها بحدة و فظاظة بصوت مخيف مظلم
=تعرفى تخرسى بقى…. بلا مكانك بلا زفت
صمتت غزل ناظرة اليه باعين متسعة محتقنة بالدموع قبل ان تنفجر باكية دافنة وجهها بين يديها لعن جابر بحدة قبل ان يوقف السيارة بجانب الطريق ثم جذبها الى بين ذراعيه الا انها قاومته رافضة لمسته لكنه شدد من احتضانه لها هامساً بصوت مختنق
=حقك عليا يا حبيبتى… معلش انا مش عارف انا بهبل و بقول ايه الغيرة هتجننى

 

انهى كلامه ممسكاً بمؤخرة عنقها ليدفن وجهها بعنقه تحولت دموعها الى شهقات بكاء عالية ممزقة ظل يربت على ظهرها و هو يردد كلمات معتذرة شاعراً بالغضب من نفسه بسبب احزانها
رفع وجهها اليه ماسحاً دموعها باطراف اصابعه طابعاً قبلة على كلاً من عينيها قبل ان يغمغم قائلاً
=هعمل اللى انتى عايزاه يا غزل و مش هفتح تانى بوقى….خالص
احاطت جانب وجهه بيدها قائلة بصوت اجش
=هما يومين كمان بعدها نعرفها اننا متجوزين استحمل علشان خاطرى..
اومأ برأسه قبل ان يطبع قبلة حنونة على جبينها ثم تركها و قاد السيارة مرة اخرى حتى يصلوا بميعادهم المحدد لدى الطبيب..
༺༺༺༻༻༻
في وقت لاحق…
كانت غزل مستلقية علي الفراش المعد للفحص بينما كان جابر يجلس علي المقعد الذي بجانب الفراش يراقب بلهفة الطبيب و هو يفحصها..
شاهد الطبيب و هو يضع سائل لزج على بطنها التى كانت منتفخة بعض الشئ قبل ان يضع جهاز فوق بطنها يمرره بانحاءها..
كانت عينين جابر مسلطة بلهفة علي شاشة التلفاز التي سيظهر عليها شكل طفلهم في اى لحظة…
امسك بيد غزل بين يده يضغط عليها بحنان استجابت له و ضغطت على يده برفق واضعة ايديهم المشتبكة فوق صدرها موضع قلبها و عينيها مسلطة بترقب على شاشة التلفاز هى الاخرى..
اخذ الطبيب يجري فحصه عدة دقائق من ثم استدار اليهم بالنهاية و ابتسامة واسعة تملئ وجهه قائلاً…
=مبروك يا جابر بيه… المدام حامل في توأم….
ليكمل وابتسامته تتسع
=توأم ثلاثى….
انحبست انفاس جابر فى صدره و قد اهتز جسده بعنف فور سماعه تلك الكلمات بينما شهقت غزل واضعة يدها فوق بطنها هامسة بصوت مرتجف
=يعنى انا حامل فى تلاتة…
اومأ الطبيب برأسه مبتسماً بينما
اخذ جابر يتطلع الي الطبيب عدة لحظات باعين متسعة بالصدمة و هو لا يصدق ما سمعه تنحنح و هو يهز رأسه بقوة مخرجاً نفسه من تلك الصدمة هامساً بارتباك
=ازاى…؟!!!
ابتسم الطبيب بتفهم قائلاً .
=عادى بتحصل لكثير من الناس..
تقافزت نبضات قلب جابر بجنون بصدره و هو لا يصدق انه سيحصل على ثلاثة من الاطفال…فلم يكن يتوقع هذا او يحلم به بيوم

 

لكن شحب وجهه فور ادراكه ان هذا الحمل سيكون خطراً على زوجته فجسدها الصغير لن يتحمل حمل ثلاثة من الاطفال مرة واحدة
غمغم بقلق وهو يمسك بيد زوجته بحنان بين يده
=طيب يا دكتور..الحمل كدة مش هيبقى خطر على غزل…
هز الطبيب رأسه قائلاً بهدوء
=اطمن يا جابر بيه…ستات كتير بتحمل بالتلاتة و الاربعة كمان…و احنا هنتابع اول باول مع بعض متقلقش…
ليكمل مشيراً نحو شاشة التلفاز
=تحبوا تشوفوهم…
اومأ جابر برأسه و اخفض عينيه نحوها ليجدها تتطلع اليه باعين ملتمعة بالدموع و هى تراقبه بحنان طبع قبلة فوق جبينها هامساً باذنها بشغف
=مبروك يا فراولة .
ابتسمت له ضاغطة بقوة على يده
مما جعله يرفع يدها طابعاً قبلة حنونة براحتها و ابتسامة سعيدة تملئ وجهه
اشار الطبيب الى شاشة التلفاز قائلاً
=ادى الحلويين بتوعنا…
تسلطت عينين غزل على الشاشة و هى تحبس انفاسها برغم انها لا تستطيع رؤية سوى ثلاث نقاط الا انها شعرت بالحنان و الحب لهذة النقاط الصغيرة بكت فرحاً و هى تتابع شرح الطبيب
بينما انحبست انفس جابر داخل صدره فور رؤيته لصورة اطفاله تظهر بالشاشة الصغيرة فقد كانوا مجرد ثلاث نقاط صغيرة لم تكن لهم ملامح واضحة لكنه رغم ذلك وقع صريعاً في حبهم في الحال و شعور من الدفئ و الحماية يغمرانه تجاههم..
اخفض عينيه الي زوجته التي كانت تبكى بصمت مما جعله ينحنى و يقبل جبينها بحنان و يده تفرك خدها يمسح دموعها..
غمغم الطبيب الذى لم يكن هذا المشهد جديداً عليه فمعظم الازواج الذين يأتون اليه تكون هذة ردة فعلهم عند رؤيتهم اطفالهم لأول مرة غمغم مبتسماً
=الحمدلله.. كل حاجة تمام…. كدة اطمنا

 

انهي كلامه ثم خرج من مكان الفحص عائداً الي مكتبه تاركاً الفرصة لغزل لكي تعدل من ملابسها…
ساعدها جابر علي الجلوس وقف امامها مباشرة يعدل ملابسها برفق يعاملها كما لو كانت قطعة من الزجاج يخشى كسرها ساعدها على الوقوف ثم احاطها بين ذراعيه محتضناً اياها بحنان هامساً لها بصوت اجش
=مبروك يا حبيبتى….
ليكمل مبتسماً بفرح
=مبروك يا ام عيالى….
ضحكت غزل ممررة يدها فوق خده بحنان
=الله يبارك فيك يا ابو عيالى…
تبادلا الابتسام قبل ان يصطحبها الى خارج حجرة الكشف نحو الطبيب
وصف لها الطبيب ادوية عديدة خاصة بحالتها و فيتامينات… بالاضافة الى الادوية الاخرى الخاصة بالحمل ثم نصحها بالراحة و عدم اجهاد نفسها.. و الاكثار من تناول الطعام الذى سيمدها بالحديد و الفيتامينات على ان تقوم بزيارته كل اسبوع حتى يقوم بفحصها و الاطمئنان عليها و على اطفالها..
༺༺༺༻༻༻
فى اليوم التالى…
كانت ازهار تهم بالدخول الى غرفة ابنتها عندما سمعتها تتحدث بالهاتف
=عندى حتة خبر ليكى يا حلا…
لتكمل بسعادة و صخب
=انا حامل و فى توأم…..
اهتز جسد ازهار بعنف كما لو ضربتها صاعقة و قد مادت الارض تحت قدميها وفرت من جسدها الدماء شاعرة بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها فور سماع كلماتها تلك

 

اقتحمت الغرفة و هى تصرخ بصوت عاصف
=حامل…. حامل من مين يا غزل
شحب وجه غزل فور رؤيتها لوالدتها تتقدم نحوها و عينيها تعصف بشراسة همست بصوت مرتجف متخذة عدة خطوات الي الخلف
=ماما ….. هفهمك….
اندفعت نحوها ازهار غير تاركة لها فرصة للتحدث تقبض على شعرها و هى تصرخ بشراشة
=تفهمينى ايه يا فا.جرة
القتها ارضاً و انهالت عليها ضرباً لتنطلق صرخات غزل الباكية طالبة النجدة…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطاياها بيننا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى