روايات

رواية خطاياها بيننا الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم هدير نورالدين

رواية خطاياها بيننا الجزء الرابع والعشرون

رواية خطاياها بيننا البارت الرابع والعشرون

رواية خطاياها بيننا الحلقة الرابعة والعشرون

كانت ازهار تهم بالدخول الى غرفة ابنتها عندما سمعتها تتحدث بالهاتف
=عندى حتة خبر ليكى يا حلا…
لتكمل بسعادة و صخب
=انا حامل و فى توأم…..
اهتز جسد ازهار بعنف كما لو ضربتها صاعقة و قد مادت الارض تحت قدميها وفرت من جسدها الدماء شاعرة بانفاسها تنسحب من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها فور سماع كلماتها تلك
اقتحمت الغرفة و هى تصرخ بصوت عاصف
=حامل…. حامل من مين يا غزل
شحب وجه غزل فور رؤيتها لوالدتها تتقدم نحوها و عينيها تعصف بشراسة همست بصوت مرتجف متخذة عدة خطوات الي الخلف
=ماما ….. هفهمك….
اندفعت نحوها ازهار غير تاركة لها فرصة للتحدث تقبض على شعرها و هى تصرخ بشراشة
=تفهمينى ايه يا فا.جرة

 

القتها ارضاً و انهالت عليها ضرباً لتنطلق صرخات غزل الباكية طالبة النجدة…
ركض جابر من غرفته فور سماع صراخ زوجته و قلبه يقصف فى صدره من شدة الخوف اقتحم غرفتها ليهتز جسده بعنف من شدة الغضب فور رؤيته لغزل ملقية ارضاً و ازهار تقبع فوقها تسدد لها الضربات
لم يشعر بنفسه الا و هو يندفع نحوهم وهو يصرخ بشراسة بصوت عاصف اهتزت له ارجاء المكان و هو يدفع بقوة ازهار بعيداً عن زوجته
=بتعملى ايه يا وليه انتى.. انتى اتجننتى
اختل توازن ازهار و سقطت بقسوة ارضاً صارخة
بينما ساعد جابر زوجته الباكية و قام برفعها من الارض التى سرعان ما ركضت و دخلت في معطفه و ذراعيها تلتف حول خصره و هي ترتجف من الرأس إلى أخمص القدمين أمسك بها و أدارها تجاهه ودسها بقوة ضده
صرخت ازهار وهى تنهض ارضاً و عينيها تنطلق من شرارت الغضب العاصف
=و انت مالك…. بنتى و بربيها
لتكمل بقسوة و جنون فور رؤيتها لغزل تحتضن جابر بهذا الشكل
=ابعدى عنه يا فا.جرة… ايه هتحضنيه قدامى…. كمان ما هو
اكيد اللى فى بطنك ده.. منه….
صرخت ازهار و هى تندفع نحو غزل التى ارتجف جسدها و قد تملك منها الخوف مما جعلها تحتمى بجابر مندسة بين ذراعيه اكثر متشبثة بقميصه
قاطعها جابر بقسوة و عينيه ترتعد بها الغضب العاصف بينما ذراعيه تشتد بحماية حول جسد زوجته المرتجف
=ايوة حامل منى… مراتى و حلالى

 

شهقت ازهار ضاربة يدها فوق صدرها و قد تحول شحوب وجهها الى لون رمادى كما لو كانت قد فقد الحياة صارخة بفزع
=اتجوزت بنتى فى السر.. يا ابن وفاء… ضحكت على البت
قاطعها جابر بصوت مخيف مظلم
=لا مش فى السر يا ازهار.. متجوزها على سنة الله و رسوله و عملتلها فرح لحد دلوقتى الناس بتتحاكى عنه…
وقفت ازهار تنظر اليه بارتباك و عقلها لا يستوعب ما يقوله همست بصوت مهتز
=ازاى…..
رفع جابر غزل الباكية بين ذراعيه مزمجراً بصوت مهدد عاصف
=انا طالع بمراتى على الدكتور.. قسماً بالله يا ازهار يا عزايزى لو حصلها حاجة هى او عيالى ما هيكفنى عمرك و هدفنـ.ك حية
انهى كلامه و خرج من الغرفة حاملاً زوجته بين ذراعيه تاركاً ازهار واقفة مكانها وعلامات الصدمة باديه على وجهها…
༺༺༺༻༻༻
فى وقت لاحق…
عاد جابر للمنزل بعد ان طمئنه الطبيب ان زوجته بخير و اطفاله كذلك و قام بحقنها بحقنة مثبتة للحمل حتى يطمئن قلبه..
حمل جابر زوجته و صعد بها الى غرفتهم انزلها برفق فوق ارضية غرفتهم
ضمها برفق بين ذراعيه مقبلاً اعلى رأسها قبل يدفعها برفق نحو الحمام

 

نزع عنها ملابسها مشغلاً الدش من ثم جذبها اسفل المياة لتغرقها على الفور المياة الدافئة الرائعة التى ستذهب ارهاقها و تعبها بعيداً..
وقف معها اسفل المياة بعد ان نزع ملابسه يضمها اليه برفق ممرراً يده بحنان فوق ظهرها استرخت بين ذراعيه مغلقة عينيها زاد من احتضانه و هو يحمد الله بداخله على سلامتها و سلامة اطفالهم..
ظلوا على وضعهم هذا عدة دقائق قبل ان يغلق جابر صنبور المياة و يساعدها بالخروج من كبينة الاستحمام متناولاً منشفة كبيرة جفف بها جسدها برفق ثم تناول منشفة اخرى صغيرة و جفف بها شعرها.. قبل ان يجفف جسده هو الاخر ويحملها بين ذراعيه مرة اخرى يخرج بها الى غرفة النوم..
انزلها برفق على قدميها و عندما هم بالابتعاد حتى يأتى بملابس لها امسكت بيده هامسة بصوت اجش
=خليك…
لتكمل و هى تندس بين ذراعيه دافنة وجهها وجهها بجانب عنقه تلتقط نفساً طويلاً و هى تشعر بالراحة
=عايزة افضل فى حضنك….
ضمها جابر اليه بقوة اخفض رأسه نحوها هامساً باذنها بحنان عندما شعر بها تسترخى بين ذراعيه
=كويسة يا حبيبتى…؟؟
اومأت برأسها مهمهمة بالايجاب و هى تدفن وجهها اكثر بحنايا عنقه مغلقة عينيها و هى تطبع قبلة فوق جلده الحار…
ظلوا على وضعهم هذا حتى ابتعدت عنه غزل نزع المنشفة من فوق رأسها ممرراً يده بين خصلات شعرها الحريرى المبتل
=شوفتى اخرة الكدب يا غزل…
ليكمل وهو يمرر اصبعه بحنان فوق خدها

 

=كنت هتضيعى انتى و عيالنا….
امتلئت عينيها بالدموع هامسة بصوت مرتجف
=غصب عنى والله… كنت خايفة عليها….
اطلق جابر تنهيدة طويلة فهو لا يمكنه الجدال معها فيكفى ما مرت به اليوم
ذهب نحو خزانة الملابس و اخرج منها منامة لها ساعدها فى ارتداءها ثم ارتدى ملابسه هو الاخر قبل ان يحملها و يضعها فوق الفراش
استلقى بجانبها رفع برفق قميص منامتها كاشفاً عن انتفاخ بطنها البسيط احنى رأسه طابعاً قبلة فوقه وعينيه محتقنة بالدموع فقد كاد ان يفقد اطفاله اليوم لكن الله انقذهم من اجلهم…
فلولا تواجده اليوم بالمنزل ما كان لحق زوجته و خلصها من يد والدتها..
ارتفع مستلقياً بجانبها جاذباً اياها بحضنه مقبلاً خدها و جبينها يحتضنها بين ذراعيه كما لو كانت اغلى كنز بحياته..
༺༺༺༻༻༻
فى ذات الوقت…
كانت لبيبة جالسة بغرفتها تتحدث مع فوزية
=عرفتى هتعملى ايه… هتعرفيها بكل حاجة من يوم الحادثة لحد يومنا ده… هتعرفيها بموضوع حر.ق بسمة و ان جابر عملها خدامة لنا… و انه كان منيمها فى البدروم… و انه اتجوزها فى السر و اضربت بالنار…
قاطعتها فوزية هامسة ببكاء
=و غلاوة ربنا عندك يا ست لبيبة بلاش انا… بلاش تخلينى اخرب عليهم بايديا…. الست ازهار خيرها عليا و سى جابر ميستهلش كدة…
انتفضت لبيبة واقفة ممسكة بذراعها تلويه خلف ظهرها بقسوة
= و رحمة امى يا فوزية.. ان عملتى اللى قولتلك عليها لتكونى بكرة الصبح لابسة اسود على ابنك….
هتفت فوزية بهلع
=لا… كله الا ابنى… حاضر… هعمل اللى انتى عايزاه…
دفعتها بقوة لبيبة مما جعلها تسقط و ترتطم بالارض هاتفة بحدة
=متنسيش تقوليلها زى ما اتفقت معاكى انه دخل عليها راجل يوم جوازهم..
اومأت برأسها فوزية و هى تمسح عينيها بظهر يدها

 

=حاضر… حاضر… يا ست لبيبة
اشارت لها لبيبة برأسها قائلة بفظاظة
=يلا غورى… روحيلها زمانها مستنياكى…
اومأت فوزية مغادرة الغرفة على افور بخطوات مسرعة..
༺༺༺༻༻༻
كانت ازهار تجوب ارضية غرفتها ذهاباـ و اياباً و هى تبكى بينما كامل جسدها ينتفض قلقاً فلا تصدق انها كادت ان تجعل طفلتها تفقد حملها بسبب غضبها لكنها اعتقدت انها وقعت بالخطيئة لم تكن تعلم انها تزوجت من جابر…
فاذا علمت بزواجهم منذ البداية لكان تغير الكثير لا تنكر انها كانت رافضة لفكرة زواجهم لكنها ايضاً تعلم مدى حب ابنتها له و الزواج افضل من ان تقع بخطيئة الحب دون زواج…
مسحت وجهها من الدموع العالقة بها فور ان سمعت طرق فوق باب غرفتها الذى فتح و دلفت فوزية انطلقت ازهار نحوها قائلة بلهفة
=ها رجعت يا فوزية..؟؟
اجابتها فوزية بهدوء يعاكس الخوف الذى ينشب بداخلها
=وصلوا يا هانم…..
هزت ازهار رأسها قائلة بلهفة و قلق
=غزل… غزل عاملة ايه…
غمغمت فوزية قائلة مطمئنة اياها
=اطمنى بخير و زى الفل هى و اللى فى بطنها…. قابلتهم على الباب و سألت جابر بيه عليها و طمنى…
دفنت ازهار وجهها بين يديها منفجرة فى بكاء مرير وهى تردد من بين شهقات بكائها
=الحمد لله.. الحمد لله يا رب…
احتضنتها فوزية تربت على ظهرها برفق حتى هدئت تماماً ابتعدت عنها ازهار جالسة على طرف فراشها تمسح وجهها بكف يديها جلست بجانبها فوزية ممسكة بيدها قائلة بصوت مرتجف
=عايزة اخلص ضميرى قدام ربنا و احكيلك على اللى حصل لبنتك فى السنتين اللى فاتوا….
غمغمت ازهار وهى مقطبة الحاجبين قائلة بصوت اجش من اثر البكاء
=ايه اللى حصل لبنتى… فى السنتين اللى فاتوا مش فاهمة

 

هزت فوزية رأسها قائلة بصوت مرتجف
=هحكيلك على كل حاجة
ثم بدأت تخبرها بكل ما عانته غزل طوال السنتين على يد جابر ثم اخبرتها انه تزوجها سراً ثم خدعها و تركها مع خليل كما اخبرتها لبيبة
سقطت ازهار ارضاً تبكى حرقة من هول ما عانته ابنتها بغيابها كانت تبكى بشهقات ممزقة مسكة بقلبها الذى كان يمزقها ألماً على طفلتها همست قهراً من بين شهقات بكائها
=يا نور عين امك يا بنتى…. يا نور عين امك….
انخفضت بجانبها فوزية تربت على كتفيها
=اهدى… اهدى يا ست ازهار متعمليش فى نفسك كدة…
ضربت ازهار ساقها بيديها هاتفة بصوت ممزق
=اهدى.. دول مرمطوا بنتى… ابن وفاء طفحها الد.م…. استغلوا انها لوحدها و مالهاش سند و داسوا عليها
انتفضت واقفة هاتفة بصوت حاد بينما عينيها تلتمع بالقسوة و غضب عاصف
=و رحمة امه وفاء لأندمه… و رحمة امه و فاء لأخليه عبرة و سيرة على كل لسان فى البلد
زمجرت بشراسة و شرارت الغضب تتقافز من عينيها
=قسماً بالله لأدفعه التمن و غالى اوى كمان هعرفه انها لها سند و ظهر مش وحيدة يتسلى ويلعب بها على مزاجه هعرفه ان لحمها مر و مبيتبلعش
=و لبيبة يا ست ازهار هى اللى كانت مشغلها خدامة…
غمغمت فوزية سريعاً حيث لم تستطع التحكم فى لسانها والوقوف صامتة
التمعت عينين ازهار بالقسوة و الجنون فور سماعها ذلك انطلقت نحو باب الغرفة و هى تزمجر من بسن اسنانها المطبقة بشدة
=لبيبة…. وحياة امها لأطلع عين اللى جابوها
انطلقت خارجة من غرفتها متجهه نحو غرفة لبيبة مقتحمة اياها كانت لبيبة نائمة على فراشها لكن فور فتح الباب انتفضت مستيقظة تصرخ بهلع و هى ترى ازهار تتقدم نحوها
=فى ايه….؟؟
قبضت ازهار على شعرها بقبضة قاسية تهتف بقسوة

 

=مش عارفة فى ايه ياروح امك انا هعرفك…
قبضت على شعرها تجذبها منه بقسوة لتسقط من فوق الفراش نزعت ازهار نعالها و اخذت تضربها به بانحاء جسدها مما جعل لبيبة تصرخ متألمة
=صوتى…. صوتى كمان… يا مرا يا واطية بقى انا بنتى تشغليها خدامة… ده انا هطلع عينك و عين اهلك
حاولت لبيبة دفعها بعيداً و هى تصرخ بصوت اعلى لكن كانت ازهار كالاسد الهائج الذى يدافع عن شبله فلم تستطع مقاومتها او دفعها بعيداً..
اخذت تضربها ضربات متفرقة جاذبة اياها بقوة من شعرها الذى اصبح اشعث مقطف..
امسكت برأسها وضربته بالارض عدة ضربات و هى تسبها و تلعنها و عندما انتهت كانت لبيبة وجهها ملئ بالدماء و شعرها ممزق بينما الكدمات منتشرة بانحاء جسدها
و وجهها
قبضت ازهار على شعرها و تجذبها منه خلفها لتصبح زاحفة على الارضية اخذت تصرخ لبيبة متألمة حاولت مقاومتها لكن عجزت فقد خارت قواها بينما ازهار كان يدفعها غضبها مما جعلها اقوى منها بكثير
سحبتها خلفها حتى وصلت بها الى المطبخ القتها به قائلة بقسوة و صرامة
=من هنا و رايح… انتى اللى هتطبخى و تكنسى و تنضفى البيت… ده سامعة
لتكمل مشيرة نحو الغرفة الخلفية غرفة البدروم التى كانت تسكنها غزل من قبل
=و دى بقى اوضتك.. اللى هتنامى فيها زى الكلبـ.ـة
نهضت لبيبة بصعوبة على قدميها لتقف على قدميها مترنحة و هى تمسح الدماء من فوق فمها قائلة بحدة
=و مين بقى اللي هيسمع كلامك وهينفذه…. يا بنت عدلات
اختطفت ازهار السكين من فوق الطاولة واضعة اياه فوق عنق لبيبة التى شحب وجهها بخوف
=انتى اللى هتنفذى كلامى…..
لتكمل بصوت مخيف مظلم
=و الا قسماً عظماً اكون فاصلة راسـ.ك عن جسـ.مك… فاهمة
اومأت لبيبة رأسها بخوف و عينيها مسلطة برعب و رهبة على السكين الذى بيدها فقد كانت تعلم انها قادرة على تنفيذ تهديدها هذا
فى ذات الوقت….

 

استيقظت غزل فور سماعها صوت صراخ لبيبة و صوت والدتها غمغمت فى خوف و هى تسمع صوت الصراخ يزداد اكثر و اكثر
=يا ستار يا رب فى ايه…؟!
حاولت النهوض لكن امسك بها جابر مانعاً اياها من النهوض قائلاً بصرامة و ذراعه يحيط خصرها
=نامى يا غزل…..
غمغمت بارتباك و هى تنظر اليه باعين متسعة بالخوف فور سماعها الصراخ يتعالى اكثر
=فى صويت.. …
لتكمل بهلع وهى تحاول نزع ذراعه من حولها محاولة النهوض فور سماعها صوت والدتها
=ده صوت ماما…..
شدد ذراعيه من حولها جاذباً اياها الى حضنه قائلاً بهدوء
=متخفيش مفيش حاجة
هتفت بحدة و هى تحاول دفعه بعيداً
=مفيش حاجة ازاى… اومال ايه الصريخ ده كله….
اجابها بهدوء وهو يدفن وجه بجانب عنقها يفرك انفه فوق جلدها الحساس
=ده امك بتضرب لبيبة….
اتسعت عينيها بالصدمة فور سماعها ذلك دفعت رأسه من فوق عنقها قائلة بفضول وقلق
=بتضربها ليه؟!!!!
هتف جابر بحدة و نفاذ صبر
=وانا اعرف منين يا غزل… سبيهم يكش يخلصوا على بعض
غمغمت قائلة بارتباك
=جابر دى ماما….
هتف بها بحدة و غضب
=بلا ماما بلا بابا… كفاية اوى اللى حصلك و لا عايزة تنزلى تاخديلك خبطة تسقطى فيها
هزت رأسها قائلة بهلع و خوف و يدها تسقط فوق بطنها بحماية
=لا…
ضمها اليه قائلاً وهو يقبل جانب عنقها بحنان
=يبقى نامى يا حبيبتى… و اطمنى امك بتعرف تاخد حقها تالت و متلت ميتخفش عليها
اومأت برأسها ببطئ فقد كانت تعلم ان لبيبة لن تقدر على والدتها لكن رغم ذلك ظلت تشعر بالقلق و الخوف..
ظلت مستلقية بين ذراعي زوجها غير قادر على النوم عينيها مسلطة بقلق على باب الغرفة تستمع الى صوت مشاجراتهم بالخارج حتى هدئ الصوت تماماً و اختفى لتعلم ان الامر انتهى بينهم..
لم تمر لحظات الا و اقتحمت ازهار غرفتهم لتنتفض غزل جالسة بينما استيقظ جابر هاتفاً بصوت عاصف
=انتى يا ست انتى… ازاى تدخلى اوضتنا بالشكل دة
هتفت ازهار بحدة و هى تتقدم نحوهم وعينيها تلتمع بالغضب

 

=تطلق بنتى يا جابر…..
قاطعها جابر بحدة و هو ينتفض واقفاً
=اطلق مين… انتى مجنونة يا ست انتى….
ليكمل و هو يدفعها نحو باب الغرفة
=يلا اتكلى على الله مش ناقصين جنان….
دفعت يده بقوة هاتفة بقسوة
=انا ابقى مجنونة فعلاً لو سيبتها على ذمتك دقيقة بعد اللى عملته فيها…
لتكمل ملتفة نحو غزل التى كانت جالسة على الفراش بوجه شاحب و عينين محتقنة بالدموع
=و انتى يا عديمة الكرامة نايملى فى حضنه بعد ما شغلك خدامة لاخته و خالته… بعد ما دخل راجل غريب عليكى ازاى تقبلى على نفسك كدة…فكرك بيحبك ده هيستنى لما تخلفى وياخد منك العيل ويرميكى
شحب وجه غزل فوق شحوبها واصبح جسدها يرتجف بعنف بينما تصلب جسد جابر عصف بقسوة مشيراً نحو الباب
=اطلعى برا….
اومأت ازهار برأسها قائلة
=هطلع
لتكمل وهى تمسك بين يدها خصلة من شعرها
=بس ميبقاش ده على حرمة على حق ان ما دفعتك التمن يا ابن وفاء
ثم التفت مغادرة مغلقة الباب خلفها بقوة اهتزت لها ارجاء المكان…
انفجرت غزل فى الحال فى بكاء مرير اسرع جابر نحوها يضمها بين ذراعيه
لكنها دفعته بعيداً رافضة لمسته و هى تهمس بصوت مرتجف
=سيبنى لوحدى يا جابر…
ضمها اليه قائلاً بصبر و هو يربت برفق على ظهرها
=طيب اهدى يا حبيبتى….
دفنت وجهها بصدره مغلقة عينيها و كلمات والدتها تتردد باذنها كسطو من النار يعذبها..
༺༺༺༻༻༻
فى اليوم التالى….
كانت غزل جالسة بغرفتها بوجه حزين و الدموع عالقة بعينيها
يحزنها كيف تنظر والدتها اليها فاذا سامحت جابر على افعاله معها فذلك من حبها لها..
كما هو اغرقها بحبه وحنانه و تعلم جيداً انه قد ندم على جميع افعاله لا تنكر انها حاولت الانتقام منه و اخذ ثأرها منه لكنها لم تستطع فهى تعشقه حد الجنون و هو كذلك تعلم اذا خيروه بين حياتها و حياته سوف يختارها هى..
كما وضع كل ما يملكه تحت سيطرتها حتى تغفر له..
فقد فاجأها بهذا عندما كانت تتعافى من الادمان…
༺༻فلاش باك༺༻

 

دلف جابر الى الشقة بهدوء ليجد الردهة فارغة و الهدوء يعم المكان مما جعل القلق ينبض بداخله…
اتجه نحو غرفة النوم على الفور و هو يشعر بقلبه يعصف بداخله ليجد باب الغرفة مفتوح على مصراعيه دلف الى الداخل بهدوء و عينيه مسلطة بقلق علي تلك المستلقية فوق الفراش مغلقة العينين و وجهها شاحب و اسفل عينيها يوجد بقع سوداء تدل على مرضها شعر بالذنب يجتاحه و يخنقه فهو السبب فى كل ما اصابها هو السبب فى حالتها الأن تذكر كل افعاله معها و ظلمه لها خلال العامين الماضيين فقد صدق اكاذيب من حوله ساحقاً اياها قاضياً على حبهما.. فهو يدين لها بالكثير ولا يمكنه تعوضيها مهما فعل..
جلس على عقبيه على الارض بجانب الفراش..
ليشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه فور ان رأى اثر الدموع على وجنتيها الشاحبتين فيبدو انها تعرضت لموجة ألم اخرى فى غيابه…
مرر يده برفق فوق خدها يزيل تلك الدموع منحنياً عليها موزعاً قبلات خفيفة على وجنتيها و عينيها… و هو يقسم بداخله انه سيعوضها عن كل هذا..و سيجعلها تسامحه على حماقته..
رفع يدها طابعاً قبلة عميقة براحتها قبل ان يهمس بالقرب من اذنها باسمها بلطف محاولاً ايقاظها و هو يزيح شعرها المتناثر على وجهها الى خلف اذنها..
فتحت عينيها ببطئ ليرى الألم المرتسم داخلها مما جعله يرغب بسحق نفسه و شقيقته على ما تسببوا به لها فهو من ساعد شقيقته على ان تصبح بكل هذا الجبروت الذى جعلها تتمادى و تضع لها المخدرات بالطعام
اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بتشوش قبل ان تنتفض جالسة راسمة على شفتيها ابتسامة مرتجفة مما جعل قلبه يلتوى ألماً عليها فقد كانت تتعمد تخبئة ألمها عنه حتى لا تقلقه.. جلس بجانبها من ثم وضع ورقة فوق ساقها اخفضت عينيها اليها تتفحصها بارتباك هامسة بتردد
=ايه ده…..؟!
اجابها بهدوء و هو يفتح الورقة امام عينيها
=ده توكيل عام منى ليكى يا غزل.. يخلى كل ما املك تحت تصرفك…
تصلب جسدها بصدمة فور سماعها كلماته تلك لكنها هزت رأسها بقوة و هى تخرج من صدمتها قائلة بعدم فهم
=ليه..يا جابر.؟!

 

مال الي الامام ممسكاً بيديها بين يديه
=علشان اعوضك و لو جزء صغير عن كل اللى عملته فيكى…انا عارف انك المفروض متسامحنيش…و انك تسامحينى ده نعمة و معجزة من عند ربنا هفضل اشكره عليها لحد ما اموت
مررت يدها فوق خده قائلة بصوت مختنق
=بس يا حبيبى انا مش عايزة حاجة..
غمغم بصوت يملئه الندم و هو يتذكر ما تعرضت له بسببه
=انا مش قادر اسامح نفسى يا غزل كفاية اللى وصلتيله بسبب اختى و حقدها
كانت غزل تتطلع الي عينيه الممتلئتين بالتوسل و الحسرة مما جعل قبضة تعتصر قلبها ألماً عليه…اومأت برأسها بصمت
اخذ يحدق بها بنظرات مليئة بالبؤس و الندم قبل ان يجذبها نحوه يحتضنها بقوة دافناً وجهه بعنقها ضمته برفق اليها لكن تصلب جسدها بالصدمة عندما بدأ جسده يهتز بقوة بين ذراعيها بينما نشيج حاد يصدر منه..
جفت الدماء بعروقها عندما ادركت انه يبكى همست باسمه بصوت مرتجف و عقلها لا يستطع استيعاب انه يبكى حقاً…
تعالى نحيبه بشهقات ممزقة بينما يشدد من احتضانه لها و يديه تتشبث بقوة بظهرها… تشبث بها كما لو كانت اغلى ما يملك.. مردداً من بين بكاءه
=حقك عليا يا حبيبتى… حقك عليا
احاطت خصره بذراعيها تضمه اليها و يدها تمر برفق فوق ظهره محاولة تهدئته بينما تبكى هى الاخرى ..
༺نهاية الفلاش باك༻
خرجت غزل من ذكرياتها عندما
فتح باب غرفتها فجأة و دلفت ازهار بوجه متجهم مما جعل غزل تنتفض جالسة بانتصاب و كامل جسدها ينبض بالتوتر هتفت قائلة
=عايزة ايه يا ماما…
اتجهت نحوها ازهار قائلة بحدة
=عايزة اعرف ازاى تسامحى واحد زي ده…. ازاى تقبلى تتجوزيه و تحملى منه يا بنت بطنى
نهضت غزل من الفراش ببطئ واقفة امامها بمواجهتها
=بحبه… و بيحبنى و ندم على اللى عمله فيا…..

 

لوت ازهار شفتيها قائلة بسخرية لاذعة
=ندم….
لتكمل بحدة و عينيها تلتمع بالقسوة
=ده انا لسه هندمه.. و هدفعه التمن غالى اوى…
هتفت غزل بصوت مرتجف
=حرام عليكى…ده انا ما صدقت ربنا هدانا لبعض….
قاطعتها بحدة و شراسة
=حرمت عليكى عشتك يا بنت ازهار…
زفرت بقوة قبل ان تكمل
=دلوقتى عرفينى فين ورقة التوكيل العام اللي ميتسماش عملهولك…
عقدت غزل حاجبيها هامسة بتردد و هى تتصنع عدم المعرفة
=توكيل.. توكيل ايه..؟؟

 

امسكت بذراعها تضغط عليها بقسوة هاتفة بغضب من خلال أسنانها المشدودة
=انتى هتستعبطى يا روح امك…
نزعت غزل ذراعها من قبضتها قائلة بخوف و ارتباك
=و انتى عرفتى منين موضوع التوكيل ده
لوت ازهار شفتيها قائلة
=امك تعرف كل حاجة… و لا فكرك علشان تعبت شوية يبقى خلاص
لتكمل سريعاً
=تجيبى التوكيل و تنقلى كل حاجة باسمى و الا قسماً عظماً البسك اسود عليه
هتفت غزل بحدة و هى تتراجع بعيداً عنها
=انتى بتقولى ايه عايزانى انقل املاك جوزى ليكى… ده لا يمكن يحصل ابداً
اتجهت نحوها ازهار تضيق عينيها بغضب محدقة بها
=لا هتنقلى الاملاك يا غزل… و الا قسماً بالله اتصل بعمك عشماوى و اعرفه كل اللى المحروس عمله فيكى وقتها هيخلص عليه…
شحب وجه غزل فور سماعها كلماتها فعمها عشماوى مجرماً قاطعاً للطريق و يعيش بالجبال هارباً تماسكت و حاولت عدم اظهار خوفها امامها
=و هو عمى هيهمه فى ايه اللى حصلى او اللى انا فيه…
قاطعتها ازهار بحدة

 

=هيهمه لما يعرف ان جابر العزايزى عمل كده فى لحمه… هيهمه و هيهمه اوى
هتفت غزل بعصبية و قلبها يخفق بصدرها بجنون
=مش هعمل… اللى عايزاه فاهمة مش هنولك اللى فى بالك… مش هسلم جوزى بايدى ليكى
هزت ازهار رأسها و عينيها تلتمع بالغضب كان هناك عدوان مكتوب في كل سطر من جسدها و بدا أنها مستعد للانفجار في أي لحظة غمغمت من بين اسنانها المضغوطة بقسوة
=يبقى متلوميش الا نفسك يا بنت بطنى
رفعت هاتفها عبثت به قليلًا قبل ان تضعه فوق اذنها شاهدتها غزل باعين متسعة بالرعب و انفس سريعة متلاحقة و هى تسمعها تغمغم بهدوء
=الو… ازيك يا عشماوى

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطاياها بيننا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى