روايات

رواية حرم الفهد الجزء الثاني الفصل الحادي عشر 11 بقلم سمية أحمد

رواية حرم الفهد الجزء الثاني الفصل الحادي عشر 11 بقلم سمية أحمد

رواية حرم الفهد الجزء الثاني الجزء الحادي عشر

رواية حرم الفهد الجزء الثاني البارت الحادي عشر

رواية حرم الفهد الجزء الثاني الحلقة الحادية عشر

وقع الظرف من يديها المرتجفة.. وقعت «غرام» علي الأرض ودموعها مغرفة وشها..معقول «فهد» يعمل كده؟!.. دي الجملة اللِّي كانت بتقولها بصدمة..مر ساعة علي جلوسها نفس المكان، فاقت لنفسها لما سمعت صوت بكاء «داغر» اتحملت علي نفسها، ومشيت بخطوات مبعثرة ناحية الغرفة، قربت منه «داغر» وحملتهُ بين يديها.
مسحت علي وجهه صغيرها بحب قائلة:
“الدنيا بتهون لأجل عيونك،خايفة يطلع حقيقة ووقتها تبقي ضحية طلاقنا، وخايفة اصرحه ويطلع مظلوم، بس مظلوم إزاي وهيا كانت في حضنهُ، كُنت بقول حضنة ابوك ملكي وحدي، محدش يقرب منه غير أنا واخواتك وانت واختو بس ولوني متملكة في حبي، بس قولي أزاي هكمل معاه وهو بيخوني، مش عايزة اقول الكلمة دي بس في الحقيقة الصورة كانت موضحة كُل حاجة.
كانت بتتكلم مع طفلها وكإنها بتشكي لشخص كبير هيقولها حلول وهيساعدها، بس حاولت تخرج اللِّي في قلبها.
وضعت صغيرها علي السرير، وغفت دون وعي.
***
قاعدة علي سجدتها ترتل بعض آيات القرآن، سمعت صوت طرقات علي الباب، قامت «هدىٰ» وفتحت ولقت «ندا» في وشها، ملابسها غير مرتبة وحجابها موضوع بأهمال، وعينها الحمراء كالجمر المشتعل من كثر البكاء، وصوت شهقاتها القوية، نظرات التوهان والحزن اللِّي ماليه عيونها.
بصت لمامتها بخذلان واردفت: الأمان في بيت اهلي، لأ بيت جوزي ولأ بيت ابني ولا صحبتي، الإنسان مهما ضاع وتعب واتخذلان بيلف ويشوف بس في النهاية بيرجع للبيت منكسر الجناح، العائلة مهما كانت وحشة بتقدم لأطفالها كُل الحب، ملقتش الأمان غير في حضنك يا ماما، لأ جوزي كان حنين ولأ حب عمري اللي أخترته من مليون شخص ورفضني.
نزلت الدموع من عيون «هدىٰ» وقربت علي بنتها وعانقتها، وقعت الشنطة من يديها وحضنت أمها بقوة وقالت بشهقات: قلبي واجعني يا ماما… حاسة سكاكين فيه.. ليه الدنيا وحشة كده.. ليه يا ماما الناس مش شبة قلبك وحبك لينا… ليه البشر بتأذينا وتدمرنا كده.. هو كسر قلوبنًا بهين.. ليه مش بيحبونا زي حبك لينا… هو هيحصل اي لو كُل الناس زيك يا ماما..
بكت «هدىٰ» بشدة علي صوت أبنتها وبكائها.. وهمست بحتواء:
“لأن مفيش زي حب الأم.. من أول ما بيكون الطفل نطفة في بطنها بيرودها شعور الأمان والحب.. الأم عظيمة لأبعد الحدود.. ممكن تكون وحش في نظر الكل بس الأم شايفاك حاجة عظيمة.. دَ حتي المثل بيقولك” القرد في عين امو غزل”…
الرسول صلي الله عليه وسلم قال في حديثة الشريف وهو بيوصي. الشباب علي أماهتهم
قال
“امُك ثم أمّك ثم أمُك ثم أبيك”
من كتر ما ربنا عظم مكانته الأم ذكرها في الحديث تلات مرات كإنوا بيأكد علي احترامك وتقديرك ليها وحبك ليها.. وبعد جعل الأب.. ايوة الأب بيتعب جدًا علشان يوفرلك سكن وحياة آمنه مطمنة ويبعد عنك كل الضغوطات.. بس الأم بتربي وبتطبطب وتسهر وتداوي وبتتعب… ربنا جعل الجنة تحت أقدام الأمهات.. كُل دي رسائل تقدر تثبتلنا إن الأم اعظم شئ وتستاهل اننا نحترمها ونحبها حتي لو كانت سيئة شوية..
امسكتها من ذراعيها وادخلتها داخل المنزل.. قعدتها علي الكنبة وقالت بسعادة شديدة حتي تهون عليها حزنها: عاملة كيكة من اللِّي بتحبها خطيرةة كانت ناقصة بس إنك تأكليها.. وهعمل جنبها شاي بنعناع من اللِّي بتحبيه ونسمع فلم “غبي ومنه فيه” علشان نفرفرش شويتين يا دودي..
أبتسمت لمامتها بحب.. دخلت «هدىٰ» وجهزت كُل حاجه ورجعت قعدت جنب بنتها وعلي وشها ابتسامة بشوشة…
مسكت الريموت وقالت:
ايوة أنا ست عجوز وبقيت تيتا.. بس من جوايا طفلة ومش هكبر في الطفلة اللِّي جوايا.. كان بيقولي ابوكي الله يرحمة… لو كُل الناس زيك يا «هدىٰ» ومخها ضارب كُنت هتشل.. كان مغرقني كلام حلو الله يرحمة بس نصو شتيمة أو تهزيق حبيبي حبيبي حبيبي محبش قدوو…
ضحكت «ندا» بكُل صوتها علي مامتها..
***
دخلت المكتب وهيا بتقدم رجل وتأخر التانية.. حالتهُ وهو بيتكلم في الفون كانت ترعب.. ماسكة فنجان القهوة بيد تترتعش.. كان «أيان» منغمص في أعماله.. رفع رأسهُ لما شم رايحة البرفان الخاص بيها المميز.. اراح ظهره علي المقعد وأبتسامة جذابة تشق وجهه..
وضعت القهوة علي سطح المكتب..
اردف «أيان» بمرح: علي فكرة والله مش بعض ولأ بأكل ولا اي حاجه.. بتترعشي ليه…
رتبت حجابها بتوتر وقالت: م م مفيش..
وضع يديه علي المكتب ليمسك القلم الخاص به المنقوش عليه اسمة بخط الرقعة ليردف: عايزة تقنعيني إنك مش متوترة علشان معايًا في مكتبي ولوحدنا..
غمضت عيونها وقالت: لو بصيت ناحية الباب هتلقية موارب.. بحيث إن منعصيش امور ديني.. وبعدين احنا كده في خلوة وأنا بحاول أقلل قدر الامكان ومدخلش المكتب عند حضرتك..
ابتسم بفخر وقالها: ونعم التربية.. حقيقي يا بخت أهلك بيكي..
ضيق عينو وقال: طب بما إنك شخصية ملتزنة ومتدينه والعقب للبنات كلها.. حاطة برفان ليه؟!
انقعد حاجبيها بأستغراب: وفيها اي حاطة برفان نضافة شخصية… احسن ما تبقي رايحتي معفنةة.
اجابها«أيان» بعقلانية: معاكي في نقطة أن المرأة تحب الزينة والتجمل بس ده داخل حدود بيتها محدش يشوفها غير زوجها وأبوها وأخوها يعني من الآخر «محرمها فقط» زي عمك خالك ابن اخوكي ابن اختك زوجك ابوكي اخوكي جدك فقط..
ولكن التعطر والبرفان حرام تخرجي بيه.. بمعني أنك لو رشيتي رشتين من برفانك المفضل في البيت وسط عائلتك واهلك عادي لكن لو حد غريب شمو او رجل فا حرام.
قال الرسول صلى الله عليه و سلَّم قال :
“أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية “. متفق عليه
معناه ان أي ست تتعطر و هي خارجة فمرت بمكان فيه رجالة فأثارت شهوتهم بسبب ريحة عطرها و خليتهم يبصولها ، فكل واحد بصلها بسبب ريحتها فهو زاني بعينه ، و هي بالتالي زانية لإن هي اللي حركت قلبه و بالتالي بصلها ، فهي كمان زانية …!
دَ ذنب وانا لما اخدت بالي حبيت ابلغك لأنهُ ذنب في رقبتي واي حد مش بينصح صديقة او اخته او زميلتهُ أو غيرو فا هو ذنب لأنهُ شارك في الذنب وقال.. وفي مثل بيقولك” الساكت عن الحق شيطان أخرس “.
بصت للأسفل بخجل وقالت: شكرًا جدًا حضرتك.. يشهد ربنا إني مكنتش أعرف.. بارك الله فيك…
اومأ قائلًا: وفيكي أيضًا.. أتفضلي علي شغلك يا أنسه..
خرجت «داليا» بسعادة وخجل من نفسها..
***
قاعد علي السفرة بيعبث بطعامه بأهمال.. بصت«نور» لـ«آسر» بقلة حيلة..
_وبعدين معاك يا «آسر».
قالها«إبراهيم» بهدوء.. أجابه«آسر» بعدم فهم: وبعدين معايا في اي؟!
ضرب«إبراهيم» علي السفرة بعصبية وقال: فوق لنفسك بقي.. محدش هد ودمرك غيرك قاعدة بتبكي علي الأطلال المشكلة إنك اللِّي عملت كده.. أتصرفت بغباء وتسرع.. وأديك قاعد ندمان.
غمض عينهُ بألم وقال: بابا ارجوك.
زعق«إبراهيم» بعصبية: بلا بابا بلا زفت.. شايفك بتدمر نفسك واقعد ساكت.. اي وجعتك.. جيت علي الجرح… معلش بقيٰ اصل الحقيقة بتوجع..
قام«إسر» بهدوء.. مسكه «إبراهيم» وقال: رايح فين أنا لسه مخلصتش كلامي..
نفض يد ابيه وزعق: مخلاص بقي.. خلاااص.. لسه مقولتش اي؟! لسه مأذتينش أكتر من كده اي.. هتكسر فيا أكتر من كدا اي.. قولت انت كدا لو شايفني دمرت حياتي.. يعني انت مدمرتش حياتي.. واجبك كﭢب لما تشوفني بغلط تفوقني تحنن تشجعني تدعمني تقف جنبي تبقي في ظهري… كُل صحابي اباهتم جنبهم في ضهرهم.. كُل واحد بيقول أنا مهما عملت عندي اب في ضهري… طب وأنا.. أنا ليه مقولش زيهم.. هل أنا اقل منهم ولأ مستحقش.. ولأ علشان ربنا رزقني بأب بيحب نفسهُ.. شايف نفسك عملت اللِّي عليك.. بس الحقيقة انت مقدمتش لينا أي حاجة حلوة نفتكرك بيها.. انت كُنت بتعمل كُل ده علشان هتسفاد منها… كُنت حاطط نفسك في المرتبة الأولي.. مفكرتيش فيا أنا و«مي» ولأ مره… مع الأسف مش انت الأب اللِّي كُنت بحلم بيه اللِّي انت فشلت تعملو لينا وتقدمو هعملو لعيالي علشان ميحسوش باللي حسيت بيه..
مشي «آسر» وسابهم.. زي كُل مرة بيمشي فيها.. بينما يهرب من آذي الدنيا لبيت العائلة… يهرب من منزل العائلة لأنهم كومة العقد…
“بيت سوي بيخرج أنسان سوي نفسيًا واثق من نفسهُ وبيت معقد يخرج أنسان كومة من العقد.. وكلنا في بيت من البيوت دي”).
***
مشي في الشوارع بلا وجهه.. والدموع تتسابق علي وجهه من كثر غزرتها.. قاتدة قدامه ناحية محل «فهد».. وقف قدام المحل بخيبة…
همس «آسر» بينهُ وبين نفسه:
أعبر في الطرقات وحدي
أنا
وخيبتي
وخذلاني
وقلبي المنكسر
أتكِى علي جسدي الهزيل
لا بأس
فما هيا إلا دنيا.
دلف إليٰ المحل الخاص بـ«فهد» لا يعلم لما آتي إليٰ هنا ولكن قادة قلبة لذلك الشخص.
شافهُ «فهد» من بعيد وقال بترحيب: المحل منور بيك يا «آسر».
تنحنح قائلًا بنبرة يحتلها الخزن: منور بيك يا «فهد»..
بصلهُ «فهد» بأستغراب وقال: انت كويس؟!
رفع نظرو لـ«فهد» وقال بوجع: أقربهم ليا ملحظوش وجعي وحزني.. الغريب لحظ من اول مرة.. بينما أنا قدامهم علطول..
«فهد» بصرامة: تعال المكتب نتكلم براحتنا.
مشي ورا «فهد» بخطوات مبعثرة.. ألقي نفسه علي المقعد بأهمال.
قطع الصمت صوت«فهد»: اتكلم وأنا سامعك.
بص قدامهٕ بتوهان: كُنت مفكر إني وجود العائلة زي عدمو بس في الحقيقة طلعت غبي.. العائلة هيا أهم أساس.. كُنت بشوف علاقتك مع اختي واختك ومامتك وعائلتك علاقتهم ببعض جميلة محتوين بعض قريبين.. كُنت بشوفكوا بغير ليه أنا معنديش كده.. رغم أن باباك متوفي وناقصك حاجات كتير بس قدرت تكون أسرة عندها انتماء لبعضها.. احنا عندنا كُل حاجه اب وام واخت وجد وفلوس واملاك وغيرو.. بس فشلنا في تكوين الحاجة دي..
أبتسم «فهد» وقال: لو كُنت شوفت بيتنا وشوفت «فهد» من عشر سنين كُنت هتقول دَ شب فقير محلتوش حاجه بس الفقر فقر العقل والدين والقلب.. يا فرحتي لما تكون متريش ومعاك فلوس وقادر تجيب كُل حاجه بس ناقص عقل ودين وعديم المشاعر بيحب نفسهُ وبيكره الخير لغيرو…
اللِّي انت شايفو معملتوش في يوم وليلة عملت في عشر سنين.. بدأت في تأسيس اهل بيتي صح وعلاقتنا مع بعض قربت منهم وبقينا مش مجرد علاقة اخ واخت ولا أم وابن.. لأ اللِّي بينا أكبر من كده بكتير.. اخوات وأصدقاء وبنحب بعض وبنشارك بعض الحزن قبل الفرح.. لما لقيت الأساس صح وبقينا بنداوي جروح بعض ونعوض غياب ولدي بصيت لبرا.. وبقت أشتغل في محل أبويا واوسع المجال.. بصراحة كُنت بتعب مفيش حاجه بتيجي بالساهل ايوة كُنت بعافر وبتعب بس مش معني كده إني في وسط مشاغلي أنسا نفسي.. كُنت بستمتع بكُل مرحلة وبعشها كأنها أخر مرة.. يعني في الحقيقة لازم علشان تنجح تشتغل وتتعب وتعافر بس برضو فكر في نفسك وعيش كُل مرحلة في حياتك واتبسط بيها مهما كانت صعبة…
وتعبك متشاف عند ربنا قال الله تعاله:
“وقل اعملوا فسيرا الله اعملكوا ورسولة والمؤمنين”.
أبتسم «آسر» وقال: عندك قوة صبر غير طبيعة بحسدك عليها كُل مرة بتسمع اللِّي قدامك وبتقولوا حلول وبتهون عليه بكلامك.. قادر تحتوية ببعض الكلمات وتطّمنُه
أجابها «فهد»: في الحقيقة عند مشاكل البشر كلها بلقي حل واحلها.. بس عند مشكلتي بفشل وببقي محتاج اللي يقول..
اردف «آسر» وقال: بس أنا فعلًا كُنت راسم للبنت اللِّي هتجوزها وبحبها مخيلات وصورة غير اللِّي لقيته في «داليا».
أجابه «فهد» بعقلانية وجدية:
” فيه سوء تفاهم بيحصل كتير بسبب عدم الوعى بجزئية مُعينة فى العلاقات بين البشر وهى فكرة التصور الخاص بالشخص جواك وعلاقته بالشخص نفسه ..
ضرورى تفرق بين الشخص الى بيمثل الطرف التانى فى العلاقة على أرض الواقع وبين صورته فى دماغك .. لأنه ممكن يكون فى دماغك حد مثالى ، حد طيب ، حد حنين ، حد كريم ، حد محتوى أو متفهم ( أو ده على الأقل اللِّي أنت شايفه وعشمان فيه منه ) ..
ولكن على أرض الواقع فيه صفات تانية ممكن تكون عكس الصفات ديه أو حتى أقل من حجم تصورك عن الصفات ديه ، وإذا كُنت عايش فى صراع بين الصورة اللِّي فى دماغك عن الطرف الاخر وحقيقة الطرف الآخر نفسه هتُصاب بالإحباط والخذلان من علاقتك بالشخص ده ..
والحل إنك تشوف الطرف التانى على حقيقته مش زى ما انت عايز تتخيله او فاكر انه هيكونه وده كمان بيديلك الحق انك تتصرف ببشريتك الكاملة جوا العلاقة بدون ما تحاول تكون الشريك المثالى وعلى المدى الطويل بتكون علاقة أمنة لأنها مبنية على تقبل حقيقة الشخص الى قصادك مش رسم صورة عنه.. فهمتني يا «آسر».
«أسر» وللأسف دي اللي عملتو رسمت صورة في دماغي وداليا كانت عكسها تمامًا والعلاقة انتهت بسبب تصور غلط من البداية…
***
طفت «هدىٰ» الـTV وأستدارت وبصت لبنتها وقالت: اهو فرفشنا قوليلي مالك.
ربعت إيديها وقالت:«أياد» متغير مش زي الأول معايا.. بقرب خطوة بيبعدني عنو عشرة.. بتكلم واحكي معاه بحيث أرجع علاقتنا زي الأول بس هو بعيد كُل البعد.. ولما جيت أتكلم معاه أتصرف.. تصرف محبتوش نهائي.. المفروض كان يتصرف مثلًا…
قاطعتها «هدىٰ» قائلة:
“لما تعرفي أن حد أتصرف بطريقة مُعينة وانتِ شايفة انه كان المفروض يتصرف بغيرها.. متحكميش وتقعدي تقولي ازاي اتصرف كده المفروض كان يتصرف بطريقة تانية، دَ لو انا مكانه!
الفكرة إنك مش مكانهُ فعلًا ومهما كانت معرفتك للنظرية بالوضع، التجربة شيء مختلف تمامًا… فا قبل ما تتكلمي علي الناس وتصرفاتهم، شوفي تصرفاتك انتِ.
وأفتكري أن الكُل كويسين اوي في الكلام عن الصح والغلط… والعبرة بتصرفك لما تبقيٰ قدام الصح والغلط..
وهتتفاجئ إنك في نفس المواقف ممكن تبقي زيهم او اسواء لما تفهمي هما قابلوا اي في حياتهم…
هل سألتي«اياد» هو عمل كده ليه.. هل سألتيه هو بخير ولأ لأ.. هل واجهيته وقولتيه في حاجه مضيقاك… أكيد لأ لأنك بنت بطني وعرفاكي وعارفة إنك زعقتي وهو زعق علشان واضح انهُ مضغوط ولسمح الله أنا مش ببرللو.. بس بفوقلك لنقطة ممكن تكوني مغيبه عنها… وهنا مش قصدي علي «أياد» فقط لأ كُل شخص في حياتك وطبقي القاعدة دي علي الكُل.
***
دخل «فهد» البيت.. استغرب من هدوء البيت.. دخل الغرفة الخاص بيه هو و«غرام» وشافها نايمة جنب«داغر».
قرب منها وطبع قبلة علي خديها بحنيه.. حست «غرام» بيه وأتنفضت وزقت «فهد» بسرعة..
أستغرب «فهد» من تصرفها وقال: في أي؟!
عيطت «غرام» وقالت: في اي؟! لأ بجد بتسألني في اي؟! سيبني هنا وتقولي حياتنا مش أمان علشان تخرج وتتسرمح براحتك صح؟!.. هو أنا قصرت معاك في حاجه هل مكنتش كافية ليك؟!… وبصيت برا.. هل استاهل إني اتاخن. هل أنا قصرت في حق بيتي؟! وقصرت من نحيتك؟!… دانا كُنت قيدالك صوابعي العشرة شمع..
ضيق عينهُ باستغراب من كلامها وقال: في أي يا حبيبتي.. هو أنا اشتكلتك ولأ قولت حاجه.. هو أنا جيت قولتلك أنتِ مقصرة.. وأي بصيت برا دي.. هو أنا ممكن اخونك في يوم.. هل تتوقعي مني الخيانة دي..
ردت بوجع: طبع كُل الرجالة هتيجي انت وتبقيٰ أشطرهم.
«فهد»بهدوء: صوابعك الشعرة كلهم مش زي بعض.. هل انت شبه ماما لأ ولا شبهك مامتك كُل واحد غير التاني ربنا خلق كُل واحد فينا مختلف.
خرجت «غرام» من الغرفة ومشي وارها «فهد» اتناولت الصور من علي التربيزة بعصبية ورمتها لـ«فهد» وقالت: اتفصل شوف يا بيه.. شوف صورك وشوف الهانم اللِّي واخدها في ح….
غمضت عيونها بألم وكإن لسانها اتشل عند النقطة دي مقدرتش تقولها ولأ قادرة تستوعب..
بص «فهد» للصورة بصدمة ايوة ده شكلو…. بس هو عمرو ما قرب من بنت.
«فهد» بعدم فهم: إزاي دَ مش أنا.. الصور دي غلط…
عيطت«غرام» وقالت: يا ريتهم يطلعوا غلط.. ياريت.. بس اللِّي صدمني إنك أنت اللِّي في الصورة…
بص «فهد» للصورة وقال: ايوة ده أنا بس البنت دي فوتوشوب.. ايوة أنا حضنت بنت في اليوم دَ بس كانت«ندا» قدام الجامعة.. حتي شوفي يوميها كُنت معانا.. يوم لما جيت الجامعة وكُنتِ قاعدة مع صحبتك ياسمين واخدتك انتِ و«ندا»..
تذكرت «غرام» تلك الذكرة التي مرة عليها عامين..
بصلها «فهد» بضيق شديد: كُنت فاكر إن علاقتنا اقواء من كده ومستحيل تتهد بسهولة..
مسكت «غرام» أيد«فهد» وقالت: اعذرني بس أنا أخر جرح لسه بيوجعني… خيانة بابا لماما بقت عامللي رعب.. بقيت عايشة في هوس وخوف من إنك تبقي شبهُ في يوم..
حضنها «فهد» وقال: حقك عليا.. وعارف إن دَ شيء غصب عنك وعامل نفسي ولسه متأثرة بيه.. بس حاولي تفصلي بين أبوكي وبين«فهد».
عانقت «فهد» بشدة وقالت: بحبك علي فكره.. بحبك وجودك.
تذكر «فهد» كلامها لما قالت “انها مش شخصية كافية وكاملة ليه..
«فهد»: لية بتقولي إنك شايفة نفسك اقل ما يكون مش واثقة في نفسك وشايفة نفسك غير كافية ليا.
هزت رأسها وهيا لسه في حضن «فهد» وقالت: علشان أنا كده فعلًا..
لف ذراعيه حول خصرها وقال:
” بمجرد ما تصدقي ” إنك المفروض تكوني كاملة ” .. بتصدقي ” إنك غير كافية ” ، ومن هنا بتبتدى محاولتك للقضاء على أى تقصير ممكن يحصل فى حياتك .. ومع الوقت بتكتشفي إن فيه أشياء بتكون وبتفضل ناقصة .
وده بيخليكي تقع فى محاولات كتيرة من التعويض من خلال العلاقات أو الأكل أو النوم أو العمل أو اى نوع من الأنشطة ..
وبمجرد انغماسك فى نشاط معين واعتيادك عليه بتكتشفي إنك كملت صورة النقص مش الكمال ..
مبقتش قادر يومى يعدى من غير ما يكلمنى ( نقص )
مينفعش اليوم يعدى من غير ما احقق target الشغل حتى لو كنت كويس فى شغلى من غيره ( نقص ) ..
لأن كان المطلوب من البداية مش الإيمان بإمكانية تحقيق الكمال على الارض .. ولكن كان من الضرورى فى البداية الاعتراف بوجود جزء ناقص ( بشكل طبيعى ) والاعتراف بمحدوديتك كا إنسان .
والكمال لله واحده.. بلاش تفكري في النفطة دي لإنك هتبني حياتك علي اللاشي.
***
دخلت«هدىٰ» اوضتها ونامت.. وفضلت «ندا» قاعده في أوضتها.. سمعت صوت طرقات علي الباب..
لبست الشال الخاص بيها. ورمت الطرحة بأهمال وفتحت الباب لقيت.. شخص قدامها ماسك بوكية ورد وحاطط البوكية علي وشه.. ومش قادرة تحدد ملامحهُ.. بصت للشخص بأستغراب..
قالت: مين حضرتك؟!
نزل الورد بهدوء.. واتصدمت «ندا» لما شافت….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حرم الفهد الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى