روايات

رواية حدة الفصل الثالث 3 بقلم Lehcen Tetouani

رواية حدة الفصل الثالث 3 بقلم Lehcen Tetouani

رواية حدة الجزء الثالث

رواية حدة البارت الثالث

رواية حدة الحلقة الثالثة

…… سار إبراهيم وأخاه في البوادي وقد رجع لهما الأمل بالعثور على مملكة حدة وكان الأمير محمد قد بدأ يعشق تلك الفتاة لكثرة ما سمعه عن جمالها ولطفها وكان يحاول أن يتخيلها ويتساءل : هل هي شقراء أم سمراء اللون ورغم أنه ألح على ذلك الشيخ ليصفها له إلا أنه كان يتهرب كل مرة
طلب منه أن يصبر حتى يراها وإلا فأنه لن يقدر على النوم من شدة الشوق إليها ولم يكن وحده الذي وقع في الحب وكل مرة يختلس فيها النظر لإبراهيم يراه مع البلبل ولما يجلس يأتي ذلك الطير ويجلس في حجره ويبدأ في الغناء
في أحد الأيام قال له محمد : ذلك البلبل فتاة سحرها الجن أو حتى الإنس وأنا متأكد أنها رائعة الجمال
أجاب إبراهيم : حتى ولو كان ذلك صحيحا فكيف سنرفع عنها السحر إسمع لا أريد أن أبني أحلاما زائفة والآن هيا نسرع فلقد مللت أكل التمر والتين المجفّف وأشتهي الكسكس باللحم وصحن حليب رائب
أجابه محمد : ليتنا نربح مالا بسرعة ونذهب إلى دكان طباخ فأنا أيضا لم آكل طعاما ساخنا منذ وقت طويل
بعد يومين بلغا الساحل ومن قمة أحد الهضاب شاهدا أمواج البحر وطيور النورس وهي تطير في الهواء وتطلق صيحاتها الحادة لحسن التطواني وأمامهما إمتدت مدينة واسعة فنزلا ودخلا السوق وشما رائحة الطعام من دكاكين الطباخين والشوائين وباعة الحلوى فجلس إبراهيم ومحمد على حصيرة قديمة ووضعا أمامهما البلبل الذي زقزق بسعادة وهو يرى أكوام الثّمار المنصوبة عند التجار والتي تعجب العيون وتحرك شهوة البطون ثم بدأ في الغناء بصوت يفيض عذوبة :
لمّا سمع التجار والناس الغناء صاروا يجيئون ويحملون الثمار والطعام لإبراهيم ومحمّد ،ومنحهم بعض الشّيوخ مالا ،فأكل الأخوان حتى شبعا ونقر الطائر العنب وأصناف الثمار ثم إستلقى وقد إمتلأت معدته
مضت أيام على الأخوين وهما على هذه الحالة في الصباح ينزلان إلى السوق ويغني الطائر ثم يجمعان ما أعطاه لهما أهل السوق وفي الليل يبيتان في مغارة صغيرة أسفل الجبل
في أحد الأيّام قال محمد : مازل ينقصنا الكثير من المال والله لا أفهم كيف سنشتري السفينة ؟
رد عليه إبراهيم :لا تتعجل رزقك يا أخي السلطان إسماعيل هو من سيساعدنا ولما يسمع بخبر الطائر سيطلب شراءه ونحن من يحدد الثمن
قال محمد : هل تضحي بالبلبل الذي تحبه من أجلي وماذا ستربح أنت من الرحلة ؟ lehcen Tetouani
أنا أتزوج وأصير السّلطان وأنت يا أخي هل فكرت في نفسك أجاب: إبراهيم : أبونا أوصاني عليك وهو ينتظر أن ننحج ليفتخر بنا ولم يتم كلامه حتى أتى الحرس وطلبوا منهما مرافقتهم لقصر السّلطان إسماعيل فهو في إنتظارهما
لما وصلا قال السلطان: أنتما مدعوان هذه الليلة لمائدتي فإذهبا إلى الحمام وهناك ثياب جديدة لكما وعطر
في المساء حلق الأخوان شعريهما الذان طالا فوق أكتافهما وتعطرا ورجعت لهما هيبة الأمراء
لما رآهم إسماعيل فرح وقال: مرحبا بضيوفي ثم صفق فجاء الخدم بأصناف الأطعمة والأسماك المشوية ثم قال سنأكل ونسمع غناء ذلك الطائر الذي تتحدث عنه كل المدينة
وقف البلبل على الطاولة والكل مندهش لشدّة حسنه بدأت الجواري بضرب ونقرن الدّف وغنى الطائر :
طرب السلطان إسماعيل للغناء طربا عظيما وقال :على الأقل في هذا المجلس من يعرف مقامي
تجول الطائرعلى الطاولة حتى وجد صحنا مليئا بالتّوت البري فصعد فوقه وأكل حتى شبع إلتفت السلطان لإبراهيم وقال: يبدو أن طائرك يحبّ التوت وله ذوق ليس فقط في الغناء بل أيضا في الطعام إسمع أريد أن أشتريه فكم تطلب ثمنا له ؟
أجاب إبراهيم : أعرف أن كرم مولاي ليس له حد لذلك سأطلب منه سفينة يضع لي فيها شيئا من هدايا وتحف بلاده
أجاب السّلطان: هل تريد أن تخدعني عصفور مقابل سفينة ؟
قال إبراهيم :إذن لن أبيعه ،وواصل القوم طعامهم وفجأة طار البلبل ودار في الهواء ثم وقع على الأرض وراء إبراهيم وبدأ ريشه يزول بعد دقائق رأى الفتى أن المدعوين ينظرون بدهشة شديدة خلفه وقد توقفوا عن الأكل
صاح السّلطان : ماذا حصل ألم يعجبكم الطعام ؟
قالوا له : أنظر خلفك يا مولاي
فالتفت السلطان ومن بجانبه فرأوا جارية ممددة على الأرض دون لباس صاح الأمير محمد : إنها الطائر لقد كنت متأكدا أنها فتاة
جرى الخدم فألبسوها عباءة وأجلسوها على مقعد وأخيرا زالت دهشة إبراهيم فاقترب منها وسقاها ماء الورد ففتحت عيناها الزرقاوتين فتعجب من جمالها الفتان ثم قبلها في جبينها وقال: هيا بنا يا محمد سننصرف فالبنت محتاجة للراحة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حدة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى