روايات

رواية حب بين نارين الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نورهان ناصر

رواية حب بين نارين الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نورهان ناصر

رواية حب بين نارين الجزء السادس والعشرون

رواية حب بين نارين البارت السادس والعشرون

رواية حب بين نارين الحلقة السادسة والعشرون

تلعثمت شفتاها وهي تنطق حروف اسمه بتوتر وارتباك لم تتوقع أن تجده هنا ، إزدرقت لعابها بخوف وهي تردف :
_ مَـ…ـروان إنت بتعمل إيه هنا؟
أجابها مروان بضيق وهو يستند على العصا:
_ السؤال الصح أنتِ إللي بتعملي إيه هنا ؟
ابتسمت سمر بتهكم وأردفت بضيق شديد :
_ وإنت مالك أبعد من طريقي !
ضحك مروان بخبث:
_قربتي توقعي !
طالعته سمر بضيق:
_قصدك إيه؟
رماها مروان بنظرة ذات مغزى وهو يقول بخبث:
_ أنتِ أدرى بقى !
_ على فكره ده مكان ليا أنا وسيف اكتشفناه ، بنهرب فيه من شوفت وشك الجميل !
تمتم مروان بمكر وهو يمط شفتيه بسخرية:
_ اممم مقضينها يعني أمال بتتمنعـ….
منعته لكمة قوية هبطت على وجهه ، وقبل أن يستوعب ما حدث ، أخذت سمر توجه له لكمات متتالية ، وقامت بضرب قدمه فوقع على الأرض، وهي تشرف عليه تقول بضيق:
_ألزم حدودك أنا مش من الأشكال بتوعك يا …
تأوه مروان بغضب شديد وهو مجثي على الأرض بتعب ، ابتسمت سمر بسخرية وهي تقول:
_عن إذنك يا مروان بيه !
أنهت حديثها وابتعدت وهي تتنفس الصعداء ، أخرجت هاتفها وأخذت تعبث به لثواني قبل أن تضعه على أذنها تردف بإنزعاج:
_سيف إنت فين ؟
أجابها سيف وهو ينظر نحوهم بهدوء ، ثم ابتعد بضع خطوات وقال :
_في إيه يا سمر حصل حاجه ؟
_أنا خلاص متأكدة إن مروان كشفنا ، أنا لقيته في المكان بتاعنا الجديد تعالى بسرعه ، أنا ضربته وهو مرمي هنا حاليًا.
زفر سيف بضيق:
_ طيب أنا جي ، الإجتماع بدأ؟
_ لأ لسه الزعيم قاعد مع إللي اسمه النمر ده ، بس اعتقد إنهم هيتفقوا على ميعاد تاني خصوصا بعد ما عز اتقبض عليه !
تنهد سيف بهدوء وهو يمسح على وجهه :
_ طيب أنا مش بعيد عنك دقايق وأكون عندك !
أغلقت سمر معه وعادت إلى الكهف ، شهقت بصدمه وهي تقول بتوتر :
_مروان …مروان ؟
دخلت إلى الداخل وأخذت تبحث عنه ، وفجأة شعرت بمن يكمم فمها ، ثم أوقعها على الأرض بقوة وجثى فوقها وهو يطبق بيده على فمها يمنعها من الصراخ ، نظرت له سمر بغضب وهي تزوم بشفتيها :
_ امممم
هتف هو بغضب شديد:
_اششششش اخرسي !
حاولت سمر إبعاده عنها وإزاحة يده المطبقة على فمها ، حتى تمكنت من ضربه وعكست الوضع ، ثم نهضت سريعًا وأخذت تضربه بكل ما أوتيت من قوة وهي تصرخ به :
_ يا حقـير يا مروان الزفت والله لاقـ ـتلك !
نظر لها مروان بغضب:
_ يخربيتك اتهدي بقى ووطي صوتك !
_ مش هرحمك على حركتك دي !
تأوه مروان بتعب :
_ سمر أبوس إيدك وطي صوتك ده !
ضيقت سمر عينيها باستغراب :
_في إيه؟
حذرها مروان بضيق :
_ اششش .
وعلى مقربة منهم كان هناك اثنين من الرجال يتحدثون :
_ تفتكر كده إحنا انتهينا؟
أجابه الآخر بتهكم:
_معتقدش النمر عامل احتياطاته كويس وبيثق في أخوه أدينا معاهم أما نشوف اخرتها .
تنفس صديقه يقول بهدوء :
_ هاتبقى فُل متقلقش ، العملية قربت وهنتنغنغ كُلنا بس الصبر واهو أحسن إن عز غار في داهيه !
_ طيب يالا نرجع تاني المعسكر ! لحسن النمر يطين عشتنا!
نظرت سمر له بتوتر وهي تختبئ خلف الجدار بينما مروان يستند على الجدار الآخر بتعب :
_عملت كده ليه ؟
رد عليها مروان بتعب وهو يستند على الجدار وقدمه تؤلمه:
_أنا زيك مش بطيق عمي ده ولو كان رجالته شافونا هنا ، كانوا هيبلغوا النمر ووقتها هنروح كلنا في داهية ، لأنهم هيشكوا فينا وخصوصًا ، أنتِ لأن النمر بطبيعة الحال مش بيطيقك وواقفلك على الوحدة !
ضحكت سمر بسخرية مردفة بضيق:
_وإنت خايف عليا أوي دي فرصتك !
همس مروان بتعب :
_ظلماني على فكرة !
ابتسمت سمر بتهكم:
_بيقولوا !
عم الصمت قليلًا حتى دلف سيف وهو يلهث بقوة أثر ركضه يقول بأنفاس مُـتقطعة:
_سمر .. سمر أنتِ كويسه؟
أومأت سمر بهدوء:
_ آه .
سخر مروان يقول متهكمًا وهو يطالعهم باستهجان :
_يا مراحب يا حضرة الظابط!
اتسعت عيني سيف بصدمة:
_إيه؟
_ أنا إللي سبتلكم الرسالة علشان احذركم ..
قاطعته سمر :
_ يعني إنت معانا من الأول؟
تنهد مروان بتعب:
_من زمان يا سمر وعارف إنك شغاله مع سيف وإنك مش زيهم ..
_ مروان مش وقته الكلام ده يالا في اجتماع دلوقت !
أومأ مروان بتعب بينما غادر سمر وسيف وهو أتى بعدهم بوقت لئلا يشكوا فيه ،كان الزعيم يقف على ما يشبه منصة صغيرة وبجواره أخيه النمر ، حضر الإجتماع جميع رجاله بما فيهم رجاله أخيه .
تحدث الزعيم بصوت جهوري:
_ مستعدين يا رجاله اوعوا تفكروا علشان عز وقع يبقى إحنا كده انتهينا ، لأ عز كان مجرد كـ … وانتهى دوره ، ومتقلقوش مش هيقدر يجيب سيرتنا في حاجه ، لأن مراته الحلوة وابنه تحت رجلينا ودلوقت كلكم جاهزين للعملية ، ومستعدين ليها ميهمناش مين يعيش ومين لأ أرواحكم فدا ليا مستعدين لكده!
صرخ الجميع في صوت واحد:
_ مستعدين يا زعيم
ابتسم الزعيم بخبث :
_ويليام رجالته بياكلوا الحديد مش لازم تسمحولهم ياخدوا منا الأرباح كلها فاهمين ، أنا قوتي كبيره وليا مكانتي في العالم ده ، وويليام لازم يتصفى العالم ده ميسعناش أنا وهو ، وميهمنيش رأي الملك وغير ده كله هو غدار واناني ، وملهوش أمان فاهمين ، لازم العملية دي كلها تكون لينا مهما حصل !
تنهدت سمر بتوتر وهي تهمس لسيف بخوف :
_ أنا مش متفائله شكلها هتولع !
ابتسم سيف بهدوء:
_ولا أنا شكلهم هيصفوا بعض ، العملية ايمتى بقى الزعيم مقالش ليه؟
رفعت سمر كتفيها بتوتر دلالة على عدم معرفتها وأتبعت ذلك بقولها :
_مش عارفه بس أكيد عن قريب يعني ، استنى أما نشوف هيقول إيه ؟ خلي بالك مروان مراقبنا أنا مش مطمنه ليه ، إزاي عارف إنك ظابط وساكت !
_ متقلقيش نخلص الإجتماع ونفهم منه !
إبتسمت سمر بهدوء ووجهت أنظارها نحو الزعيم ، هتف سيف بحب:
_ تتجوزيني ؟!
طالعته سمر بصدمة وهي تقول بنبرة متهكمة:
_ يخربيتك بتقول إيه إنت دلوقت ؟ ده وقته ده؟ هنموت وبتطلب مني الجواز ؟؟؟.
بادلها سيف نظراتها وهو يردف بضيق:
_ آه وقته يالا جاوبيني !
ابتسمت سمر تقول بنبرة خافته :
_ لو طلعنا من هنا عايشين أفكر !
_وأنا مستني وهنطلع إن شاء الله متقلقيش!
_ بس كفاية يا خربيتك هتفضحنا اسكت بقى !
_______________________
في نفس التوقيت ولكن بمكان آخر كان ويليام يلقي تعليماته لرجاله هو الآخر وهو يتحدث بشر :
_ فلستعدوا لأهم عملية في تاريخ المافيا الروسية ! شحنة الأسلـ”ـحة ستدخل عن طريق البحر الأحمر ، وسيكون هناك في انتظارها شاحنتين كبيرتين عند الميناء .
وعودة إلى الزعيم ، فقد كان يعلمهم خطة سير العملية هو الآخر بذات اللحظه :
_ شحنة المخــدرات هتيجي عن طريق الصحرا في شحنات كبيرة مليانة أشجار مزروع فيها الهيروين ، من ناحية طريق الجبل ، و هناك انتوا و مجموعه هتروح مع رجالة ويليام للصحرا ، والمجموعه التانية هتروح مع رجالته بردو عند ميناء البحر الأحمر ، وتستلموا شحنة الأسلـ”ـحة ، وخلي بالكم من رجالته واتوقعوا الغدر في أي لحظة بمجرد ما الشحنة تكون في ايديكم خلصوا عليهم مفهوم !
وعودة لويليام تهكمت ملامح وجهه وهو يردف بضيق:
_ الزهيم يريد أخذ شحنة الفتيات له ، إنه يحلم 500 فتاة ملكي نحن لنا الصدارة ، ستأتي الشاحنة الضخمة على متن سفينة عملاقه ، والخُمس مائة فتاة ستكون في القاع في تلك الشاحنة المليئة بالقطن !
هتفت كريستينا مساعدته :
_ دع لي تلك المهمة عزيزي إنهم لعبتي سنتسلى قليلًا .
ابتسم ويليام بهدوء ثم نظرت هي إلى بعض الرجال واختارت منهم من سيكون معها في تلك المهمه بعناية ، ثم عادت تركز على ما يقوله ويليام:
_ أنا أثق بك عزيزتي ولكن خذي حذرك من تلك الفتاة الشرقية إنها مخادعة ، وفي أقرب فرصة احضريها ليّ لدي حساب يجب إغلاقه.
_________________
– سمر !
هتف بها الزعيم بجدية كبيرة ، تقدمت سمر للامام تقول ببسمة صغيرة :
_ أمرك يا زعيم !
أبتسم النمر بتكلف وهو يرمقها بنظرة سريعة بتهكم واضح ، تجاهلت سمر نظرته واتجهت ببصرها للزعيم
الذي أردف بهدوء :
_ شحنة البنات مهمتك وأنا واثق فيك !
_ اعتبروا حصل يا زعيم !
_ هتكون معاكِ كريستينا ،دراع ويليام الأيمن وخدي بالك منها كويس غدارة زي رئيسها ، فكوني مستعده واظنك اتعاملتي معاها قبل كده وعارفاها كويس !
_ تجرب تلعب وأنا هوريها اللعب علي أصوله !
ضحك الزعيم يقول بفخر:
_يعجبني فيك غرورك وثقتك بنفسك أوي !
انتهى الإجتماع وخرج الرجال كلا إلى مكانه ، أمسك سيف بذراع سمر يقول بنبرة متوترة :
_سمر تعالي معايا !
طالعته سمر بضيق:
_ اجي فين بس إنت مش شايف مروان هيفقعنا بعنيه!
_ سيبك منه !
قالت سمر بضحك:
_ اسيبني منه ده كشفنا بقولك !
ابتسم سيف بتهكم :
_ واهو متكلمش فكك هو أصلا بيكره أبوه !
_ طيب روح إنت وأنا جايه .
_________________________
كان ينظر له بحزن بينما كان مراد شارد الذهن ، يمسك بعصا ويقوم بتحريكها بشكل عشوائي على الرمال كأنه يرسم شييء ما ، هتف رامي بهدوء وهو يجلس أمامه :
_ إيه ده ؟
أخرج مراد تنهيدة قوية وهو يردف بحزن :
_ ولا حاجه الزفت مجاش ليه لدلوقت؟
_ مش هتبطل بقى تقول الكلمة دي !
نهض مراد فجأةً وتقدم نحوه ثم بلا أي مُقدمات لكمه على وجهه بغضب ، ضحك رامي وهو يقول :
_تستاهل يا مروان !
طالعه مروان بضيق:
_ دي وحشتني يا صاحبي يعني !
ضم مراد حاجبيه بضيق شديد يقول وهو يترك مقدمة ملابسه :
_ اششش أخرس خالص مكونتش بتتصل ليه؟
أردف مروان بتعب:
_ طيب راعي إني رجلي مصابه ومش حملك يعني يا مراد ! ويا سيدي رقمك اتغير وانا كنت على تواصل مع رامي وبعرف أخبارك منه !
_ فيروز هانم وأمجد فين ؟
نظر له مروان بتعب وهو يجلس على الرمال :
_ هما موجودين في المقبرة يا بوص !
فتح مراد عينيه بصدمة :
_ إيه مقبرة إيه دي؟ هو ده إللي هتحميهم؟
_يا بني أدم افهم هي اسمها مقبرة لكن هي مش مقبرة .
أمسك مراد بتلابيب قميصه يقول بضيق:
_ أنت هتعملي فزورة اخلص يا مروان أنا على أخري !
_ طيب يا مراد اسمع هو جابهم الأوضة إللي بيعمل فيها عمليات سرقة الأعضاء ، لأنه ببساطه هيصفيهم وهما حاليًا في أوضة تحت الأرض وبخير حتى الآن لأنه مش فاضي ليهم دلوقت ، بيخطط للعملية مع الروس !
تركه مراد يقول وهو يجلس بجوارهم :
_ تطلعهم من هناك سامعني !
_ هيحصل يا مراد !
سأل رامي مروان بتوتر:
_ ها يا مروان العملية ايمتى؟
أخذ مروان نفسًا عميقًا ثم قال:
_ بُصوا أبويا شاكك في خاين بيناتنا ، فمرضيش يقول على موعدها بس أنا عرفت بمصادري الخاصة إن العملية النهاردة بليل الساعة 12 بالدقيقة ! والأماكن الحقيقية أهي اسمعوا
ثم بدأ يعلمهم بالمكان الحقيقي للعملية ، أردف مراد بعد انتهاءه من الحديث :
_ أنا كل ده ميعنينيش أهم حاجه تخرج حماتي وابنها من هناك !
_ حاضر متقلقش كله تحت السيطرة !
المهم طمني عنك خلاص خلصت من عز ال…..
زفر مراد الهواء بقوة:
_ أما أخلص من ..
ابتسم مروان بألم:
_عادي أنا أصلا مش عايزه وإنت عارف كده !
تدخل رامي يقول ساخرًا :
_طيب معلش هنقاطع الأمسية دي ودلوقت تفوقوا بقى كده علشان نجهز نفسنا أنا هتصل بالعقيد أحمد وأبلغ القوات يتمركزوا في الأماكن بتاع التنفيذ وربنا يستر !
أومأ مراد بهدوء:
_ تمام .
صمت قليلًا ثم أردف :
_ البنت بنت سعيد فين العم أحمد كان موصيني الاقيها وأخرجها من هنا !
قال مروان بابتسامة صغيرة :
_ قصدك سمر؟
أكد مراد بهدوء:
_ أيوة ، هي فين معاهم مش كده ؟
_ تعالى هوديك بنفسي عندها يالا قوم !
نهض مراد معه واتصل رامي بالعم أحمد وأخبره بالمستجدات .
_______________________
كانت تخوض الغرفة ذهابًا و إيابًا بتوتر شديد ، رآها أمجد على تلك الحالة ، نهض بتعب يقول بنبرة حزينة :
_ أهدي يا أمي!
فيروز بدموع:
_خايفه يا أمجد خايفه عليك مش هيسكتوا أنا سمعت إنهم هيصفوا و …
قاطعها سريعًا وهو يقول:
_متكمليش الراجل ده أنا متبري منه ، عمره ما كان أبويا أنا بكرهه !
بكت فيروز بشدة تقول بعتاب :
_ وأخيرًا الغشاوة انزاحت من على عينيك يا أمجد ..
عانقها أمجد بحزن وهو يقول :
_انزاحت يا أمي سامحيني عمري ما هسيبك تاني ، أنتِ ولميس انتوا كل عيلتي مش هنفترق خلاص
_ يارب بس نخرج من هنا أنا قلقانه أوي !
ربت أمجد على ظهرها يقول
_ بتوتر: هنخرج بإذن الله !
______________________
بعد مرور بضع دقائق
– وأخيرًا شرفتنا!
قالتها سمر بضيق وهي تعقد ساعديها أمام صدرها ، ضحك مروان بسخرية شديدة ، يقول :
_ كنتي مستنياني يا قلبي .
رمقه سيف بضيق:
_تصدق مكنتش أتوقع منك كدة خالص يا مروان !
ابتسم مروان بسمة صغيرة :
_ ولا أنا مكنتش أتوقع إنك يطلع منك كل ده وإنت عايش في وسطينا بقالك سنيين .
صمت قليلًا ثم أردف وهو ينظر نحو سمر بسخرية :
_أما الحلوة دي إللي فاجأتني بس كنت شاكك فيها بردو !
تدخل مراد بهدوء وهو يوجه نظره صوب سمر ثم قال ببرود:
_ أنتِ سمر ؟
طالعته سمر بضيق :
_ أيوة أنا مين إنت؟
رد عليها مراد بهدوء :
_ أنا تبع العم أحمد إللي بيدور عليك علشان والدك !
تهكمت ملامح وجهها تقول بسخرية :
_ والدي إللي اتسجن !
ابتسم مراد بسخرية :
_من أعمالكم سُلط عليكم !
تدخل سيف حتى يهدأ الوضع فقال :
_ إنت مراد الألفي مش كده إللي عز كان بيدور عليه وخطف بنته أو قـ”ـتلها باين !
_ أيوة أنا وإنت بقى الظابط سيف عماد من شرطة المهمات الخاصة !
_أنا عرفت باللي عمله عز في عيلتك وحقيقي أنا معجب بيك أوي لأنك رجعت حقك !
تنفس مراد بصوت مرتفع وهو يقول بحزن :
_ نصه رجع لسه أما أخلص على المقاطيع دول وارتاح لأنهم جزء من إللي عمله عز في أبويا وكانوا شركائه !
نظر سيف إلى مروان وهتف باستغراب ، اليوم يوم المفاجآت مروان يضع يده مع عدو والده :
_وإنت تعرف مراد الألفي منين يا مروان فهمنا بقى كده إنت معانا ولا معاهم ولا إنت تبع مين ؟
شبك مروان يديه ببعضهما يقول بجدية :
_ اتعرفت عليه في أمريكا وكنت ضايع وسكران ، وفي مرة كنت مروح من night club
عودة إلى الوراء
كان يسير على غير هدىٍ يترنح في مشيته ثم فجأة ارتمى على الأرض فاقد الوعي ، أمام سيارة مراد الذي كان يتجول بسيارته بشرود وهو يفكر في خطواته التالية ، وارتباطه بتلك الفتاة .
هبط مراد من سيارته وهو يزفر بحنق ثم قال:
_ أهو ده إللي ناقص واحد سكران ، قُدام عربيتي الساعة 12 !
أنهى حديثه ثم هبط لمستواه تحسس نبضه ، زفر بهدوء لازال على قيد الحياة ، عدل رأسه فرأى قلادة فتحها رأى صورة إمرأة تحمل رضيعًا على يدها ومن ملامحها تبدو مصرية ، تنهد مراد ثم قام بحمله وإدخاله سيارته ، حتى وصل إلى الشقه التي يقيم فيها في مدة دراسته الجامعية وكان مراد آنذاك في عامه الأخير .
ساعده مراد على دخول الحمام _عافانا الله وإياكم_
ووضعه في المغطس ، وفتح عليه الماء البارد فاسـتيقظ الآخر مذعورا ثم فتح عينيه بدهشة تمتم مراد بهدوء:
_فوق كده وخدلك شاور وأنا هعملك قهوة
عقبال ما تخلص !
أغمض مروان عينيه بتعب ثم تحامل على نفسه واستحم وأحضر مراد له ملابس من عنده وانتظره حتى خرج ، ناوله القهوة وجلس بهدوء يقول له :
_ إيه إللي وصلك للحالة دي؟
كان مروان قد بدأ يستفيق من حالة السُـكر ، جلس أمام مراد وأمسك بكوب القهوة ارتشف منه القليل ثم بدأ يقص عليه حكايته
_ أنا أبويا زعيم مافيا …قـ”ـتل أمي بوحشـ”ـية وأنا كنت صغير مش فاهم حاجه بعد ضـ”ـرب وشتيمـ”ـة وقلة كرامة .
صمت قليلًا ثم أردف بحزن شديد واغرورقت عينيه بالدموع :
_أنا كنت صغير عندي ست سنيين بس ، وكنت شايف كل حاجه بعيني بس كنت خايف وبعيط بس ومستخبي تحت السرير ، عيل مش فاهم حاجه ، أبوه عمال يضـ”ـرب في أمه وهو مش بإيده حاجه يعملها ، وإللي إسمه أبويا كان قاسـ”ـي بطريقة وحـ”ـشيه ، مفيش عنده حاجه اسمها رحمه أو شفقه وبعد ما انتهي من أمي وماتـ”ت بين ايديه خدها ورماها في البحر وأنا شايفه من شباك البيت بكل برود ولا اتهزله رمش .
صمت قليلًا يبتلع ريقه بحزن شديد ثم تابع :
_ رماها وأنا رجعت استخبيت مكاني من الخوف ولما هو رجع ، بصلي بكل شـ”ـر من تحت السرير وعن كمية الرعب والخوف إللي حسسهوني وقتها.
صمت قليلًا يبتلع تلك الغصه المؤلمة من حلقه ثم تابع بمرارةٍ :
_خلاني عملتها على نفسي من كُتر خوفي منه ، ولا اتهز بعياطي وجرجرني على الأرض وطلعني من تحت السرير إللي كنت مستخبي فيه ، وأنا برتجف واشهق من كتر العياط والخوف وقالي بكل قسوة هتنسى إللي شوفته ده أمك خلاص راحت وإنت لو مش عايز تروح زيها تسمع كلامي فاهم وهتشتغل معايا .
تنفس بصوت مرتفع وأكمل وهو يمسح دموعه بقسوة :
_كنت بعيط قُدامه ومش فاهم حاجه ومن خوفي كنت بهز راسي بأيوة وخلاص ، وبعد وقت قصير اخدني معاه العالم بتاعه وبدأ يعلمني كل حاجه في شغله الوسـ…. من شرب مخدرات لأسلـ”ـحة لكل حاجه في شغله عارف يعني إيه تكون طفل وبتتعلم مسكة المسدس بدل ما تلعب زي بقيت الأطفال في سنك ، ده في مرة خلاني اتحـرش بطفله صغيره ، ده أب ده بيعلمني إيه ؟
كان مراد يستمع لحديثه بحزن شديد ، صمت مروان فجأة ، وهو يرى تعابير وجه مراد التي يكسوها الحزن والشفقه فضحك بشدة وهو يقول:
_ قصه مأساويه صح ؟.
نظر مراد له بحزن فتابع مروان حديثه بسخرية وهو يقول :
_عارف رماني هنا في أمريكا عشان مهمه خطف بنات أصله محتاج الخزنة إللي عنده فِضت بسببي ، أصلي ناهيتله على أجلها ، ومبقاش فيه عارف أنا بس بدمر شغله وعايز انتقم منه على قتـ”ـل أمي وعلى معاملته ليها ، وليا بالوحشـ”ـية دي وعلى حياتي إللي دمرها ، وأنا بقى ببوظ شغله عشان كده مبيدخلنيش في مهمات كبيرة بيرميني بس للحجات التانيه !
كان مراد ينظر له بحزن شديد طفولة بائسة كما يقولون
_ ماتبصليش كده مش عايز شفقة من حد أنا هنتقم منه وهرجع حق أمي وهسيب القرف ده واخرج من العالم ده كله !
قال مراد بشرود وهو يفكر فيما قصه عليه مروان :
_ تعرف إحنا متشابهين أنا بردو بدور على الانتقام إنت تعرف عز الحديدي !
ابتسم مروان بضيق:
_الزفت شريكه طبعا أعرفه !
_ الزفت ده دمر حياتي كلها .
صمت مراد قليلًا ثم أردف :
_ إنت اسمك إيه؟
ضحك مروان :
_ مروان .. إنت بقى أكيد مراد صح !
_ وعرفت منين ؟
_أنا عارف كل حاجه بس عامل قُدامهم عبيط بتاع مزاج وبس ، اسمع أنا بكرهم كلهم من أول الزفت إللي إسمه أبويا ده لعمي النمر لأنه شريكه هو كمان للمخفي عز !
نظر له مراد بشرود:
_ إنت تعرف بنت عز ؟
_ قصدك على لميس أيوة مهو الغبي رهن حياتها لأبويا قال إيه كتأمين لحياته ولوفائه لينا !
قال مراد بضيق:
_ أنا عايز أرجع حقي واحمي البنت دي إيه رأيك تحط إيدك في ايدي بما إن هدفنا واحد !
طالعه مروان باستغراب:
_ كلامك مظبوط وأنا معاك يا عم بس لحظة إنت هتحمي بنته ليه متغور ..
قاطعه مراد بغضب :
_اخرس دي مراتي !
اتسعت عيون مروان بدهشه:
_ مراتك أنا مش فاهم حاجه !
_ مش مهم تتنيل تفهم البنت دي ملهاش دعوة بأبوها وعايشه في تركيا وأنا لازم احميهـ…
_من أبويا صح !
هز مراد رأسه بهدوء:
_ أيوة أنا هنتقم بس مش هدخل ناس ملهاش ذنب في انتقامي !
_ وأنا معاك يا صاحبي !
عودة إلى الواقع
قالت سمر باستغراب وقد شعرت بـالشفقة على ما عاناه “مروان”ومثلها سيف الذي بدى على وجهه الضيق والكره لذاك الرجل .
_أنا عمري ما أكون زيه أبدًا وهخرج من كل القرف ده ، أنا عارف يا سمر أنتِ وافقتي تدخلي العالم ده علشان العصابة ، إللي بتخطف بنات كل يوم ومن أماكن مختلفة ، عصابة الأسود إللي الكل سمع عنها وعن شُهرتها في خطف البنات وتوزيعها علي رجال المافيا في العالم !
تنهد مراد وهو يعود بظهره للخلف يستند على الجدار :
_دلوقت الوضع أختلف والعملية النهاردة !
تمتمت سمر بتوتر:
_ بس الزعيم مقالش !
قال سيف باستغراب :
_ انتوا عرفتوا منين؟!
زفر مروان بتعب:
_ انا قولتلهم أعتقد إن الزعيم شاكك في حد فينا علشان كده غير موعد العمليه وخلاها النهاردة علشان يخلص بس الأماكن اتغيرت والتعليمات كمان …
ما كاد يتفوه أحدهم بحرف حتى تفاجأوا بسماع صوت إطلاق نار عالٍ
شهقت سمر بصدمة :
_ في ضرب نار على المصنع !
قال مراد :
_مروان ابعت حد بسرعه للمقبرة دي وخرج فيروز وأمجد أو قولي على المكان وهبعت دوريات شرطة على هناك !
سيف بقلق:
_طب يالا بسرعة إحنا نروح مكان التنفيذ الجديد أنا كلمت رؤسائي وهما هنا في دوريات عساكر لافه المنطقة كلها أكيد مع ضرب النار ده هيتحركوا!
أتى رامي في تلك الأثناء وهو يلهث ثم قال:
_ اعتقد إنهم هيصفوا بعض في ضرب نار جامد برا ورجالة الزعيم محاصرين المنطقه كلها وكمان في رجالة تانيين بس الغريب ويليام مش معاهم دول رجالته بس !
غمغمت سمر بتفكير :
_ لحظة بس دة تموية مش أكتر !
قال سيف بهدوء :
_ تُـقصدي إيه ؟
ابتسم مراد بخبث :
_قصدها إن العملية بتحصل دلوقت يعني الميعاد أتغير وويليام قرر يغدر بالزعيم وويليام هناك عند مكان التسليم دلوقت ، وده ما هو إلا تموية مش أكتر عشان يلخموا الزعيم وأخوه وهما يا خدوا الصفقة كلها ، وإلا ليه ويليام يهجم عليه في وقت زي ده وميعاد العملية مش فاضل عليه غير كام ساعه بس !
قالت سمر بإعجاب من ذكاء مراد:
_ بالظبط كده زي ما مراد بيقول !
أردف سيف بتوتر :
_طيب والعمل دلوقت يعني هما هناك وبيستلموا الشحنة وإحنا هنفضل واقفين كده نتفرج !
رمقه مروان بضيق :
_ لا طبعاً !
قال مراد بجدية لـسيف:
_خبر رؤسائك يتوجهوا لمكان التنفيذ بسرعه وقولهم على الخطة الجديدة وابعت كل الدوريات إللي هنا معاهم ، الروس مش سهلين خالص وإحنا هنا هنتعامل مع الأوساخـ… دول أصلا رجالة الزعيم هيتصفوا واحد واحد لأن زي ما إنتوا سامعين رجالة ويليام قايمين بالواجب وزيادة ، سيب بس بعض العساكر علشان نقبض عليهم لازم الزعيم أسلمه بإيدي للعدالة !
_ تمام يا مراد !
وبالفعل هاتف “سيف”رئيسه في العمل وقام بسحب الدوريات إلا دوريتان تحسبًا لأي طارئ وحتى يتمكنوا من إلقاء القبض عليهم ، بينما انسحبت باقي الدوريات إلى شرق البحر الاحمر ، والأخرون اتجهوا إلى الميناء والبعض الآخر إلى منطقة الوادي في الغرب ناحية الجبال ….
بينما مراد كان يتحدث مع العم أحمد على الهاتف:
_ ها وصلتوا ليهم ولا لسه؟
أجابه العم أحمد بتنهيدة:
_ الحمدلله يا مراد اطمن خرجناهم بسلام كانوا ناويين يصفوا جسمهم خالص لولا ستر ربنا ووصلنا في الوقت المناسب وكمان القينا القبض على شبكة الدكاترة إللي قبضنا عليهم متلابسين وهما بيصفوا بعض الرجال في المقبرة ودلوقت هما قُدامي أهو .
ابتسم عندما وجد أمجد يحاوط والدته بيده بقوة وهو يعانقها ويـقَـبَّل أعلى رأسها بحنان شديد .
تمتم مراد بهدوء:
_ الحمدلله وأحنا هنا الوضع كالتالي العملية بتم دلوقت و …..
قاطعه العم أحمد بهدوء:
_العقيد محمد قالي من شوي وهما حاليا راحوا هناك وإن شاء الله يقبضوا عليهم خلينا نخلص بقى !
_ يارب !
______________________
في مكان آخر قريب هتفت سمر بتزمر وهي تشعر بالقلق الشديد :
_ أنا لازم أروح هناك بسرعه !
كان سيف قد انتهى من محادثته لرئيسه الذي أخبره بوصول الدوريات للمكان المطلوب ، عندما سمع سمر وهي تتزمر فاقترب منها وهتف بضيق شديد:
_نعم عايزه تروحي فين؟ مش هسمحلك تروحي أنتِ فاهمه !
_مش مستنياك تسمحلي أنا لازم أنقذ البنات دي إنت سامع !
تدخل مروان الذي استمع لتلك المحادثة قائلاً:
_سيف معاه حق يا سمر مرواحك هناك في خطر على حياتك الشرطه هتتصرف !
حدقته سمر بغضب:
_ الشرطه دايما بيوصلوا متأخر بعد فوات الأوان!
سيف بغضب:
_ سمر مفيش مرواح فاهمه وكِني بقى واقعدي يابت !
بعيدًا عنهم كان مراد يقف يتحدث مع رامي بتوتر:
_إنت واثق إنه لسه مكانه؟
ضحك رامي بمرح :
_ عيب عليك الحقنه إللي واخدها تنيمه سنه لقُدام وبتشـ”ـل الجسم مؤقتـًا ! اطمن مش هيعرف يهرب كمان في حراسه مشددة عليه !
_ وهو ده المطلوب !
_حصل يا بوص على رأي مروان .
صمت قليلًا ثم أردف بهدوء:
_وأخيراً هتخلص منه وترجع حق أبوك ولميس ووالدتك يا مراد !
_ وإنت معايا يا صاحبي كله بيهون ، إنت كلمت المحامي وظبطت الأوراق كلها صح بعد ما يفوق هيروح السجن ويستعد للمحاكمة الأوراق تثبت إنه معافى ويقدر يدخل السجن وكمان أوراق الأملاك بتاع والدي !
رامي بابتسامة :
_حصل يا زعيم الأوراق مظبوطه وكله تمام كمان دكتور تبعنا هيكشف عليه بعد ما نديه الحقنه ويفوق ووقتها هيغور على السجن لموعد المحكمة ، وكمان كل أملاك والدك انتقلت لإسمك إنت !
أخرج مراد تنهيدة قوية ، فوضع رامي يده على كتفه وهو يضرب كتفه بخفه ، ثم اتجهوا ناحية سيف ومروان ووجدوا هناك حربٌ مشتعلة بين كلا من سمر وسيف ، هتف مراد باستغراب:
_هو إيه إللي بيحصل ده يا مروان؟
رد عليه مروان :
_ زي ما إنت شايف !
قال رامي باستغراب هو الآخر :
_ هما مالهم حصل إيه؟
كان سيف يمسك بشعر سمر يجذبه بقوة والأخرى تمسك بشعره وتشده ثم صاح كلاهما في وقت واحد
_ سيب شعري !/ سيبي شعري !
_هروح يعني هروح يا سيف ومش هتمنعني !
قال سيف بضيق :
_ حد يشوفلنا المأذون فين يا جماعه علشان نلم البت دي !
سمر بضيق:
_ليه شايفني متبحتره؟
كتم مروان ضحكته بينما هز مراد رأسه وأخذ صديقيه وتركهم فتحدث رامي بهدوء:
_طيب يا شباب يالا بينا على هناك هروح أنا وسمر وسيف .
قال الأخيرة بصوت مرتفع حتى يستمعوا إليه فتوقف سيف وسمر عن ضرب بعضهم وتقدموا منه ، ثم تابع حديثه وهو ينظر لمروان :
_ مروان خليك هنا مع الشرطة علشان تكون موجود وهما بيقبضوا عليه !
_______________________
بأسفل الوادي وتحديدًا في المصنع الذي اتخذه الزعيم مقرًا له ، كان ضرب النار مستمرًا وحالة من الهرج والمرج تعم المكان الكل يطلق على الآخر وكان الزعيم في أوج غضبه الشديد ثم أخذ يتمتم بشر وهو يتوارى خلف أحد الأبواب
_مش هرحمك يا ويليام بتغدر بيا يا إبن ….
ثم نادى على بعض رجاله كي يحموا ظهره ريثما يهرب فقد داهمت الشرطة المكان واشتعلت الأجواء من جديد مع دخول فرض ثالث غير مرغوب فيه
انتهز الآخر حالة الفوضى تلك وأخذ يسير بخفوت حتى يتمكن من الهرب خاصة بعد أن سقط معظم رجاله ، وبينما هو يسير تفاجأ بأحدهم يضع سلاحـ”ـه صوب رأسه من الخلف ، توقف مكانه وازدرق ريقه بتوتر شديد وحاول الالتفات ليرى مَن ؟
_ إوعى تتحرك من مكانك هفـ”ـجر رأسك!
قال الزعيم بصدمة :
_ بتعمل إيه يا ابني ؟
سخر مروان بضيق:
_ابنك ، دلوقت افتكرت ابنك
دلوقت بقيت أنا ابنك !
_أيوة ابني حبيبي إنت يا مروان !
مروان بسخرية:
_لا واللهِ حبيبك مره واحده طب قول حاجه غير كده كنت صدقتك !
صرخ الزعيم بضيق:
_إنت عايز إيه؟ عايز فلوس هديك عايز بنات بردو هجبلك !
رمقه مروان بقرف :
_عايز حق أمي وحق طفولتي إللي دمرتها !
_ إنت بتقول إيه امك دي كا……!
قاطعه مروان بغضب :
_متجبش سيرة أمي على لسانك الذفـر ده !
قال الزعيم بمحاولة لجذب تعاطفه:
_طيب إهدى كده وتعالى معايا هننتقم من ويليام وهناخد إحنا الشحنة ونسافر لأي بلد إنت تختارها ونعيش سوا لازم توقف جمب أبوك يا مروان !
_ إنت هتسافر بس لوحدك !
كان على وشك ضغط الزناد عندما وجد يد تمنعه فجأة نظر مروان لها وهو لا يكاد يصدق عينيه
مروان بدهشة :
_ سمر أنتِ هنا ؟
قالت سمر بحزن :
_ماتضيعش نفسك يا مروان وسلموا للعدالة أحسن !
مروان بتوتر:
_أنا ..مش مصدق أنتِ و …
انتهز الزعيم تشتت مروان مع سمر التي خانته فسحب سلاحه ورفعه باتجاهها وضغط على الزناد وهو يقول بغضب شديد:
_خاينه بعد ما اويتك بتخونيني ..
إلا أن الرصاصـ”ـة لم تصبها بل مرت من جوارها أما هو فصرخ بألم شديد عندما أصابته طلقة في يده الممسكة بالمسدس فوقع سلاحـ”ـه على الأرض ، اقترب مراد منه وأمسك برأسه بغضب شديد وهو يهمس له :
_ مش هتموت دلوقت لازم اشوفكم انتوا الاتنين متعلّقين في حبل المشنقة مش حبايب بقى وحبيبك مواحشكش يا ابن …..
في حين انتفض كلا من سمر ومروان بصدمة ووقعا كلاهما على الأرض فقد حدث كل هذا في لمح البصر
هتف مروان بقلق :
_ أنتِ كويسه!
_ أيوة !
ثم تابعت بحزن:
_أنا آسفة يا مروان علي الخبطة إللي ضربتهالك في رجلك !
_ عادي ولا يهمك أنا كمان آسف لأني كنت بضايقك على طول ، رجلي هو خدش بسيط يعني مع الوقت هيخف والعَرج هيقل يعني إن شاء الله !
إبتسمت سمر له في حين مد مروان يده لها كي يساعدها على النهوض
– اقفش خيانة !
ألتفت مروان ناحية الصوت ثم نهض وقال :
_ ده سيف !
قالوسيف بمرح :
_بتخونيني يا سعدية ومع مين مع مروان الاهطل!
ضربه مروان بغضب مصطنع:
_ أهطل مين يا مخبول إنت !
_ مليش دعوه هي كانت مسمياك كده !
طالعت سمر سيف بضيق:
_ ينفع كده يا متولي !
مروان بسخرية :
_والله مفيش إسم غير ده يعني !
تمتمت سمر بضحك ثم مد سيف يده لها كي تنهض فقامت بجذب يده واوقعته أرضا ونهضت هي ثم هتفت بمرح :
_ ماتجمد ياض كده وانشف !
نظر سيف لمروان شرزا كي يتوقف عن الضحك :
_ماتخرس بقا إيه مروان أبو دم تقيل بقا بيضحك يا ناس إنها معجزة القرن !
تمالك مروان نفسه قليلاً ثم تابع:
_هتعملوا إيه يا ولاد فيما بعد !
قال سيف وهو يبتسم بهدوء :
_ هنتجوز ونعيش بقا زي الناس !
___________
قبل مجيئ سمر لمروان بساعتين:
عودة إلى الوراء
كانت عناصر الشرطة العسكرية مطوقة المكان من حولهم وتم إلقاء القبض على من بقوا أحياء كان يتبقى الزعيم فقط بينما أخيه النمر كان قد فارق الحياة إثر رصاصـ ـة أودت بحياته ….
وعلي الناحية الأخرى كانت صفوف الجيش تلتف في حلقات قرب الميناء بينما تم تجهيز سفينة عسكرية ضخمة للدخول للبحر وبعد مقاومة عنيفة بين رجال الشرطة العسكرية ورجال المافيا تمت السيطرة على السفينة وعادوا بها إلى الميناء حيث كانت سمر تنتظر بفارغ الصبر وصول الفتيات وبرفقتها كلا من رامي وسيف ، وأخيرا تنفست الصعداء مع وصول الفتيات بأمان كانوا أكثر من خُمس مائة فتاة من شتى الدول المختلفة ورأت في عينيهم بوضوح شعائر السعادة والبهجة بإنقاذهم من هلاكٍ مُـحتم !
بعدما تأكدت سمر من سلامتهم جميعاً عادت إلى المصنع مرة أخرى بعد أن تولت الشرطة أمر إرجاعهم إلى بلدهم سالمين
وفي الناحية الأخرى قرب الوادي استطاعت العساكر تغطية المكان بالكامل بعد مداهمة شرسة بين الطرفين تساقط على إثرها العديد من الجثث من الجانبين واكثرهم شباب من الجيش ولكن لا بأس فهم شهداء في الجنة ، كما أخذت عناصر الشرطة جميع الأسلحة والمخدرات وتم تغطية المكان بالكامل من أول ميناء البحر الأحمر إلى صحراء الوادي بعساكر من الجيش والشرطة ، بعد معركة طاحنـ ـة أودت بحياة كثير من عناصر الشرطة ، فلم تكن المهمة سهلة ولكن نتائجها محمودة فقد تم إلقاء القبض على أخطر مافيا في العالم ويليام ورجاله وهذا نتاج عظيم وإن كان ثمنه غاليًا جدًا !
عودة إلى الواقع
أما في المصنع فقد تم إلقاء القبض على الزعيم وتغطية المصنع بالكامل وسحب رجاله وذهب معهم مروان وسمر وأيضًا سيف لكي يدلوا بشهادتهم …
____________________________
كان ممددًا لا حول له ولا قوة ، دلف مراد إلى الغرفة وأغلق الباب خلفه ، ثم أخرج حقنة من جيب سترته ووضعها بغضب شديد في صدره ، سعل الآخر بقوة وهو يلهث.
_ سامحني !
صرخ مراد بجنون:
_ إيه ؟ اسامحك ، دمرتني وبتطلب مني اسامحك ، واستفيد ايه بعد ما اسامحك عيلتي هترجع ..اختي هترجع ؟؟؟.
_أنا كده انتهيت سامحني مش عايز اقابل ربنا …
تمتم مراد بغضب شديد:
_ ربنا …هو إللي زيك عارف ربنا ! إنت مجنون اسامحك بعد كل إللي عملته إنت مسبتش حاجه معملتهاش ، أنسى خالص شكلك تحت تأثير الحقنة لا اصحى وفوق لنفسك يا دلوقت هيدخل الدكتور علشان يكشف عليك ويرحلوك على السجن ليوم المحكمة !
تمتم عز بنحيب:
_والله صدقني مكنتش قاصدها !
مراد بوجع:
_أخرس بقى مش عايز أسمع صوتك !
أنهى حديثه ثم فتح الباب وخرج بينما دلف الطبيب الذي عاينه مراد للكشف عليه وبعد الكشف تبين أنه قادر على تحمل السجن لأن وضعه تحسن ، وبعد مرور بعض الوقت تم ترحيله إلى السجن ووضعوه مع محاميه السابق سعيد ، إلى موعد المحاكمة بعد شهر من الآن …
مر يومان …..
كان يجلس قرب البحر وبجواره صديقه رامي بينما العم أحمد كان في المحكمة يتابع بعض الأمور ، ثم سُرعان ما إنضم إليهم ، وهو يهتف بتنهيدة:
_ يااااه وأخيرا نقدر ناخد نفسنا !
رامي بهدوء:
_ عندك حق يا عمي مين يصدق إننا خلصنا من الكابوس ده !
_الحمدلله يابني الحق لازم يرجع لصحابه إحنا بس خوفنا من نقطة لو قدر يثبت إنه مكنش في وعيه وقت إللي حصل مش عارف رد القاضي هيبقى إيه خصوصاً إن سعيد معاه في نفس الزنزانه!
طمأنه هرامي بقوله في هدوء:
_كل خير متقلقش هو انتهى خلاص ومبقاش في إيده أي حاجه واعترف ،إعدام بإذن الله!
هتف مراد الشارد منذ بداية الحديث وهو يقول بجمود:
_عايزه ياخد تأبيدة وحبس منفرد !
نظر له العم أحمد بذهول:
_ مؤبد !
أكد مراد بحزن وهو يتخيل ما عاشه أبيه قبل موته :
_أيوة عايزه يحس باللي أبويا عاشه وهو في السجن وكمان لازم زنزانه انفرادي !
العم أحمد بهدوء:
_حاضر إللي إنت عايزه هيحصل متقلقش المهم إنها غُمه وإنزاحت !
فجأة ارتفع صوت نغمة هاتف مراد ، تنهد بخفوت فهو مرهق للغايه ولم ينم أحدهم منذ يومان ، أخرج الهاتف ونظر إلى الرقم بهدوء .
هتف العم أحمد بهدوء:
_مين ؟
رد مراد بهدوء:
_ دي جنار هانم !
وضع العم أحمد يده على رأسه وتمتم بنبرة هادئه:
_ ده أنا نسيت ابشرها من لخمتي !
قال مراد بهدوء :
_أنا هقولها !
فتح الخط وبمجرد أن وضع الهاتف على أذنه أتاه صوتها المنفعل من فرط بكائها
_ مراد لميس لميس مش موجوده !
انتصب مراد واقفًا وهو يقول بقلق بالغ:
_ يعني إيه مش موجوده ؟

نهض مراد وهتف بنبرة صوت مصدومة بما سمع ، تسارعت دقات قلبه ، ماذا اختفت كيف ألم ينتهي كل شيء ألم يزول الخطر ؟ أين ذهبت حبيبته ؟؟
عادت جنار تهتف بدموع :
_مش موجوده في البيت خالص والباسبورد بتاعها هنا بس هي مش موجوده ! تفتكر وصلولها!
قال مراد بقلق وخوف:
_لأ إحنا خلاص قبضنا عليهم كلهم مبقاش في خطر خلاص !
_ أمال حفيدتي راحت فين ؟
همس مراد بقلق:
_أنا جي عندك !
أغلق معها ووضع هاتفه في سترته بحزن وهو يشعر بالخوف عليها ، نظر له العم أحمد بتوتر:
_ إيه إللي حصل لميس فين ؟ دي فيروز وأمجد كانوا رايحين عندها تركيا .
صمت قليلاً ثم نظر إلى ساعة يده وتابع :
_ده ميعاد الطيارة بعد نص ساعه من دلوقت !
طالعه مراد بخوف مبهم:
_أنا لازم أسافر دلوقت !
_ ماشي وأبقى بلغني بالجديد !
أتى رامي في تلك الأثناء وهو ينظر بدهشه لوجوههم المضطربة فقال:
_هو حصل حاجه ؟
تنهد العم أحمد بتوتر:
_ لميس اختفت !
فتح رامي عينيه بصدمة :
_ اختفت إزاي؟
_محدش عارف جنار اتصلت وبلغتنا وحالتها حاله ربنا يستر !
أردف رامي بتوتر وهو يرى مراد يتجه إلى سيارته بسرعه:
_ مراد هيسافر دلوقت؟
رد العم أحمد بتوتر:
_ أيوة خليك إنت معايا هنا نشوف هنعمل إيه؟
_ماشي تمام
_____________________
كانت تجلس مع ولدها وهي تمسك بيده وتبتسم في وجهه بينما يتجهان معا نحو المطار الدولي ، للعودة إلى صغيرتها التي إشتاقت لها كثيرًا ، هتفت فيروز بحب وهي تنظر لأمجد:
_ وأخيرا يا حبيبي إيدك في إيدي !
رفع أمجد يده الممسكه بيدها يقبلها بابتسامة :
_وعمري ما هسيبكم تاني أبدًا !
أنهى حديثه مع وصول السيارة إلى المطار وتفاجأت فيروز بوجود مراد فقد اعتقدت أنه لن يترك البلد حتى محاكمة عز ، أردفت فيروز بدهشه وهي تراه يهرول سريعًا للمطار :
_مش ده مراد يا أمجد هو بيجري ليه؟
نظر أمجد باستغراب :
_ مش عارف تعالي نشوف !
دلفت فيروز للمطار ومعها أمجد ورأت مراد يحادث الشرطي ويبدو عليه التوتر الشديد فاقتربت منه وقالت:
_مراد بتعمل إيه هنا ؟ هتسافر ؟
أجابها مراد بقلق وتوتر :
_ ها أيوه !
أجرى مراد الإجراءات اللازمة ولحسن الحظ كان هناك مقعد خالٍ على الطائرة فصعد إليه على عجلٍ وبعد وقت صعدت فيروز وأمجد ، وهما لا يدرون ما سبب حالة مراد تلك .
وبعد مرور بضع ساعات وصلت الطائرة أخيرًا ، خرج مراد سريعًا وهو يطوي الأرض بين قدميه ، لا يعلم كيف وصل إلى الشقة أو بالأحرى كيف قادته قدماه .
فتح الباب بأنفاس لاهثه من شدة الركض ثم قال :
_لميس …لميس فين ؟
ردت جنار بحزن شديد وهي تبكي :
_مش عارفه مش عارفه أنا كنت رايحه علشان اصحيها ملقتهاش في الشقة خالص وكمان واخده ليها هدوم ، آه لميس هربت ، كانت خايفه عليك وكانت عايزه تنزل بس أنا منعتها ، حتى إني خبيت الباسبورت بتاعها لحسن تغفلني وتهرب .
قال مراد بضياع وهو يضع يده على رأسه بتعب:
_مهي معاها باسبورت تاني ….اه يا لميس روحتي فين بس ؟
أنهى حديثه ثم خرج من الشقة متجاهلا صُـراخ جنار ، واتجه إلى المطار وطلب سجل الطائرات التي أقلعت البارحة ، فلم يجد إسمها من بينهم ، خرج مراد من المطار شاردًا وقادته قدميه باتجاه البحر وكانت الباخرة هي أول ما وقعت عليه عينيه ، لا شعوريًا التمعت الدموع في عينيه وهو يهمس بوجع:
_ ليه يا لميس هربتي ليه ؟ ليه سيبتيني لوحدي ؟استسلمتي بسهوله كده ليه بس ؟ أنا بحبك ليه تعملي فيا كده ؟ ، بعد ما علقتيني بيكِ ليه تخليتي عني ؟ ، أنا اتخطيت كل حاجه مش بعد ما حبيبتك وأنا عارف أنتِ بنت مين ، تتخلي عني ارجعي لي أنا محتاجك جمبي مش علشان بتفكرني بأختي لأ أنا محتاجك لأني بحبك ، ليه عملتي كده ؟ هان عليكِ وجع قلبي تاني .
أغمض مراد عينيه ولاحت به ذاكرته وهو يتذكر أيامهم معا في الباخرة كل شيء من ضحكها وهما يصطادان السمك ، لخوفها عليه وخوفها من البحر ، وعندما وقعت وبكائها الهيستيري واحتوائها له في ضعفه وانهياره بين يديها ، تذكر عندما جلسا سويًا يقرأ القرآن وهي تستمع له تذكر معلوماتها الدينيه الغزيرة ، وهدوئها وغيرتها التي باتت واضحة عليها من كل امرأة تقترب منه .
وتذكر وتذكر …ومع كل ذكرى تنهمر دموعه بشدة ، تذكر عندما همست له بلا وعي وهو يحملها وهي تضع يديها حول رقبته وترفض تركه …”sen seviyorum” اعترافها له كانت تلك القشة التي قسمت ظهر البعير ، بكائها وحزنها عليه وخوفها من تركه لها ، عناقها له بكل قوتها ، كل شيء يتعلق بها اندفع كالموج الهائج على رأسه .
صرخ مراد بدموع :
_أنا ضايع من غيرك ليه بتعذبيني مش كفايه يا لميس آه ليه كده؟ ليه عملتي فيا كده ؟.
بعد مرور يومان علم الجميع باختفاء لميس وشرعوا في البحث عنها ، وقد عادوا جميعًا إلى مصر وكان مراد هائمًا حزينًا على فراقها .
جلست جنار بقربه وقالت بحزن:
_إنت بتحبها ؟
رفع مراد رأسه ونظر إليها بصمت فوضعت يدها على رأسه مكملة ببسمة صغيره :
_كانت بتقولي خايفه خايفه ييجي يوم وتسيبها خايفه لتكون مش شايفها ، كانت بتقولي أنا بحبه بس خايفه يكون بس بيفتكر أخته فيا مش اكتر خايفه ميقدرش يكمل معايا ،خايفه أوي يا تيته.
أردف مراد بضيق:
_بس أهي سابتني في وقت ما أنا محتاجها وهي اتخلت عني بكل بساطة قولتلها هدينا فرصة بس سابت ايدي ومشيت .
_طب جاوبني إنت فعلا حبيتها بجد ولا بس علشان إنت شايف أختك فيها والكلام ده من زمان يعني أول تعلق ليك بيها علشان كنت مفكرها أختك !
_ مش شايف أختي فيها .. أنا شايفها هي والله زمان كنت متعلق بيها أوي علشان افكرها أختي ، زي ما بتقولي بس حتى لما فوقت مكرهتهاش وشوفت إنها مش أختي ومختلفه عنها في حاجات كتير أوي ، وحبيتها مع ذلك ووافقت احميها واتجوزتها بس هي عملت إيه اتخلت عني وسابت ايدي إللي قعدت تقولي إنها مش هتتخلى عني أبدًا بس هي خافت فيما بعد مش كده ، كانت بتقولي إني آمانها ، وهي خايفه مني ، خايفه من مشاعرها كمان ، لميس خذلتني في وقت ما أنا بدأت إني أخرج من قوقعتي وبقول وأخيرًا الحياة هتبتسم ليا شوي .
رددت جنار بدموع:
_ الله أعلم بأسبابها ليه متفكرش إنها عملت كده علشانك إنت يا مراد ! علشان تديك مساحه وتشوف هتقدر تكمل معاها ولا لأ ، علشان ميكونش فيه ضغط من ناحيتك ، يعني حتى لو في مشاعر بيناتكم فهي حبيت تديك مساحه ووقت ، والوقت كفيل إنه يبين ليك لو فعلا بتحبها وعايزها ، ولا ده مجرد تعلق وتعود عليها مش أكتر ، والأهم من ده كله علشان تشوف هتقدر تكمل معاها ولا لأ ، هتشتقلها ولا لأ ولا هتقول خلصت انتقامي وحقي ، و خلاص مش مهم بقى أي حاجه تاني ، وأنا بس اتعودت عليها ومع الأيام هنساها ، أهدى وفكر الغايب حجته معاه.
صمتت قليلاً ثم تابعت ترى وقع كلماتها عليه :
_وليه بردو متفكرش في الاحتمال ده إنها أهم حاجه عندها راحتك ، وهي بتعشقك مش بس بتحبك يا مراد ، وخايفه يكون وجودها معاك يبقى أكبر حزن ليك ، أو إنها مش قادره تشوفك بتنهار و علشان كده اختفت وعطتك مساحة تجمع فيها أفكارك وتشوف إنت عايز إيه ؟! وايه هي خطوتك الجاية!
_خليها ترجع بس أنا مش عايز حاجه غيرها هي أنا تعبان ،وكنت بقول هخلص كل ده وهاجي لحضنها بس هي سابتني !
_إن شاء الله هترجع! آه نسيت أنا لقيت الباسبورد ده !
أخذه من يدها بينما هي نهضت وتركته ابتسم بحنين لتلك الذكرى وهو ينظر للاسم:
_ عائشة يا ترى أنتِ فين يا لميس ؟! طب الباسبورت ده هنا والتاني هنا معنى كده إنك مسافرتيش بس يا ترى أنتِ فين بس في البلد الكبيرة دي ، آه ياربي أنا ضايع أعمل ايه مش عارف افكر …!
_________________
وبعد مرور شهر ، ها قد حانت ساعة الحسم…•يوم الجلسة•
كان الجميع بلا استثناء حاضر من يعرفونهم ومن لا يعرفونهم ، كانت سمر تجلس بجوار سيف الذي تقدم لخطبتها ووافقت ، وبجواره يجلس مروان الذي منحته الشرطة فرصة لحياة أفضل نظرا لتعاونه ، وعدم ثبوت عليه أي قضايا غير قانونيه وتقدم بطلب للتطوع في الجيش وكان يجلس بجواره العم أحمد وفيروز وأمجد وأيضا جنار بالطبع .
بدأت الجلسة وبدأ محامي الدفاع يلقي ما عنده
_سيدي القاضي إن موكلي غير مسؤول عن أفعاله وقت حدوث الحادثة ، فقد تبين أن المحامي الخاص به قد أعطاه حبوب ( ….) وكُلنا نعلم جيدًا ماذا تفعل تلك الحبوب ، وخاصة مع رجل كبير مثله
ثم قدم شهادة اعتراف من المحامي سعيد بنفسه بأنه فعل ذلك ..
وهنا نهض محامي مراد :
_سيدي القاضي ذلك لا يبرئه مما اقترفه بحق موكلي فقد لفق له قضايا باطلة أدت إلى سجنه وقام بالنصب والاحتيال عليه وهذه الأوراق التي أمامكم تثبت ما أقول وكما استشهد زميلي بشهادة المحامي سعيد فأنا أيضًا استدعيه كشاهد على ما حصل ..
سمح القاضي له وأشار إلى سعيد أن يتحدث بعد أن أمره أن يحلف بالله العظيم أن يقول الحقيقه
تحدث سعيد بخزى:
_ والله العظيم هقول الحق ، أنا هقول على كل حاجه .
ثم قص للقاضي كل ماحدث من أول الحادث الذي أصاب والد مراد وتسبب في جلوسه على كرسي متحرك لشهور حتى يوم تهجم على زوجته واعتـ”ـدى على الصغيرة.
وهنا نهض محامي الدفاع:
_ سيدي القاضي إنه شريك له في أعماله كلها لذا أرجو من سيادتكم أن تتلطفوا بحال موكلي ولا تنسوا أنه رجل مريض ..
اعترض محامي مراد وهو يقول:
_أعترض …
نظر له القاضي بهدوء :
_على إيه بالظبط ؟
محامي مراد :
_ عز الدين الحديدي تعافى يا حضرة القاضي وده تقرير من الدكتور المسؤول عن حالته وبيؤكد كلامي ، اتفضل حضرتك ، ودي فلاشه عليها جميع الأعمال الغير قانونية إللي شارك فيها عز ، وكمان تسجيل صوت وصوره باعترافه سيادتك بأنه اتهجم على بيت موكلي وحاول الاعـتـ”ـداء على زوجته ولكن وقع الأمر على ابنته ذو الاثنى عشر سنه وكمان أضيف إلى ذلك تهمة سب وقذف لزوجة موكلي وباعترافه سيادتكم ومحاولة تضليل العدالة بافتعال كذبة أن الفتاة الصغيرة كانت ابنته .
تحدث محامي الدفاع:
_ وبردو يا سيادة القاضي إبن المجني عليه خطف بنت موكلي فور نزولها من تركيا …
ضحك محامي مراد بخفوت ثم قال معتذرًا:
_ آسف بس هو في حد بيخطف مراته يا سيادة القاضي …
محامي الدفاع بضيق :
_فين قسيمة الجواز !
ابتسم محامي مراد بثقة وهو يقدم القسيمة للقاضي:
_اتفضل حضرتك دي قسيمة الجواز !
سأله محامي الدفاع بمكر:
_ أمال هي فين بقى ؟
_مقدرتش تيجي لأنها تعبانه ! وده مش موضوعنا المهم الوثيقة سليمة ولا شيء يدين موكلي مراد !
ودلوقت يا سيادة القاضي بعد عرض الأدلة على حضراتكم أنا كده خلصت انتظر حكمك العادل والمنصف بحق كل ما جرى لموكلي من ظُلم !
نظر القاضي لمحامي الدفاع :
_عندك حاجه تضيفها!
حرك محامي الدفاع رأسه بنفي:
_ لأ يا سيادة القاضي !
عم الصمت لبضع دقائق وتشاور القاضي مع تابعيه ثم تحدث العسكري بصوت مرتفع :
_ محكمة !
فنهض الجميع لحظة الإدلاء بالحكم، وأخذ القاضي يقول بصوت جهوري:
_بعد الإطلاع على الأدلة والاستماع إلى شهادة الشهود حكمت المحكمة حضوريًا وبإجماع الآراء على المتهم سعيد لطفي عبد القوي بالسجن 25 وعاما طبقا للقانون رقم( ….) من قانون العقوبات ، وذلك لتورطه في أعمال غير قانونيه وعدم استخدم مهتنه بشرف ونزاهة ، وأيضا لاشتراكه مع عز الدين الحديدي في جميع أعماله وتستره على كل أفعاله .
أكمل بذات النبرة القوية :
_وعلى المتهم عز الدين شريف الحديدي بإحالة أوراقه إلى مفتي الديار المصريه وذلك لقيامه بأعمال غير قانونيه وتورطه في صفقات السلاح والمخدرات وتجارة الأعضاء وقيامه بتلفيق قضايا باطلة لمحمد ابراهيم سليم الألفي مما أدى إلى سجنه ظلما وتهجمه على بيته ومحاولة الإعتداء على زوجة المجني عليه وأيضا تشويهه لعضو حيوي بها مما أدى إلى منعها من الحديث كما أيضاً يضاف إلى ذلك اعتـ”ـدائه على طفلة صغيرة لم تبلغ الثالثة عشرة من عمرها مما أدى إلى وئدها حياتها ومحاولته لتزييف الحقيقة وقذف المدعوة بسميرة رمضان العربي بفعل فاحـ ـش والادعاء أن الطفلة المجني عليها ابنته رُفعت الجلسه .
نهض الجميع ونظر مراد إلى وجه عز الذي يخفض رأسه للأرض ، ودموع الندم تتأكله ، بينما احنى سعيد رأسه للأرض ، اقتربت سمر منه وهي لا تعرف اتشعر بالحزن عليه أم لا ، ولكنها مع ذلك انهمرت دموعها فهتف سعيد بحزن وهو يمد يده يمسح عبراتها بحنان:
_متبكيش يا سمر أنا مستهلش يا بنتي !
على الناحية الأخرى رفع مراد رأسه وشعر بالراحة والهدوء يغزوان كيانه بعد أن استرد حقه وحق عائلته ، وقام الجميع بتهنئته بلا استثناء والجميع فرحٌ من أجله كان يرد على مباركاتهم بشرود ، فرحته ناقصة تمنى لو كانت معه الآن ولكنها هربت لحظة من هذه …؟؟
ابتعد مراد عنهم وهو يتابع بعينيه تلك العيون التي لن ينسى لمن تعود .
خرج مراد وأخذ يلاحقها ، بينما الأخرى تنبهت عليه فأخذت تُسرع الخطى حتى خرجت من المحكمة ومراد يكاد يخرج قلبه من ضلوعه إنها هي ..ناره .. نعم لميس إنها هي قلبي يشعر بها .
هرولت الفتاة سريعًا ، وهي تبكي حتى ابتلى نقابها بينما مراد يلاحقها بدموع وهي تركض بعيدًا عنه ، حتى اختفت عن ناظريه وضاعت وسط تلك الزحام المُربكة ، جثى مراد على الأرض بتعب وهو يضع كلتا يديه على الأرض وانهمرت دموعه بشدة ، وفجأة أتت الرياح بورقة مطوية أمام يديه ، أمسكها مراد بحزن وفتحها ودقات قلبه تقرع كالناقوس
• Murat ben seni çok seviyorum, bekle beni
Lamıs ♥•
*مراد أنا أحبك كثيرًا انتظرني لميس*
همس مراد بدموع :
_ وأنا بعشقك !
النهاية إلى اللقاء في الموسم المقبل

تمت..

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حب بين نارين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!