روايات

رواية جنون العشاق الفصل الرابع عشر 14 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الفصل الرابع عشر 14 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الجزء الرابع عشر

رواية جنون العشاق البارت الرابع عشر

جنون العشاق
جنون العشاق

رواية جنون العشاق الحلقة الرابعة عشر

كان الذهول أقل وصف يوصف به حال الأغلبيه ولم تستطع كوثر التدخل وتخريب الأمر فحينما همت لتتحدث أخرسها جاسر بنظره واحده بينما كان عزت فى حاله مبهمه فوجهه لا يفسر أراد زيجه جيده لإبنته لتبتعد عن كوثر وألاعيبها وحثه على إيذائها وكان يظن كلما كان الزوج ثرى كلما كان الأفضل لكنه لم يتخيل يوماً أن يكون جاسر الأسيوطى فبالرغم من كون ياسين كبير البلد والكل يهابه إلا أنه يمكن التأثير عليه لكن جاسر يختلف تماماً لا سلطه ولا تأثير لأحد عليه هو كيان بذاته يسير وفق خطاه التى يرسمها لنفسه لن تستطيع زوجته الحقود أو والدة جاسر إيذائها كما فعلت بفرح
كان جاسر بالنسبة له أفضل زوج لإبنته على الإطلاق سيحميها حتى من الهواء لذا وأخيرا إطمئن عليها فتهلل وجهه وإبتسم بإتساع وهو يقترب ليحتضنه فحمم ياسين ليجعله ينتبه فجاسر لا يحب هذه الأفعال وما إن هم بالإبتعاد حتى تفاجئ بجاسر يفتح ذراعيه له بود وإحتضنه بقوه ثم همس بأذنه بتحذير مخيف : أنى مرجتها لجل خاطرها بس يدك تتمد عليها تانى أجطعهالك يا حمايا
ثم إبتعد وهو يبتسم بمكر بينما شحب وجه عزت فالجميع يعلم أن جاسر لا يتحدث الصعيديه إلا إذا كان قد وصل لقمة غضبه أو ينتوى الشر
بارك الجميع وحاولت عظيمه بيأس جعله يتأنى بحجة أن العروس مهشمه لكنه أصر فهو يحتاج فقط لموافقتها وسيتم الزفاف بعد تمام شفاءها
إطمئنو جميعا على شهد وباركها الجميع بينما همس عز فى أذنها بخبث : مش قولتلك واقع
دفعته بخفه بيدها السليمه وهى تبتسم بخجل بينما كان هو فى قمة سعادته فأخيراً ستتخلص من كوثر ووالدها الذى أصبح غامضا بالنسبة له
ظلت فرح ورحمه برفقتها حتى خرجت من المشفى ثم عادت فرح إلى منزل عائلة الأسيوطى برفقة زوجها
عادت فرح معه جسداً فقط فروحها المُعذبه لم تنسى ما حدث وظهر هذا جليا حينما حاول الإقتراب منها فإنتفضت برُعب وشحب وجهها وكأنها ترى الموت متجسد به فأغمض عيناه بقوه وقبض يداه حتى يهدأ ثم إبتعد تاركاٍ إياها تنظر فى إثره بخوف
جلس بالحديقه فأتى جاسر يدندن ووجده حزيناً شارداً فجلس بجواره متعجباً من حالته تلك فقد ظن أن بعودة فرح ستعود له الحياه وحينما سأله عن سبب حزنه أخبره ما حدث فنصحه بةلصبر واللين معها
سخر ياسين : إنت اللى بتنصحنى بالحنيه هه طب ما تقول لروحك من باب أولى
أجابه بجديه : أنا خشن وقاسى على شهد صحيح بس بالكلام بأمر تنفذه كعقاب ليها عشان متعيدش الغلط عمر عقابى ليها ما كان بدنى أو لمجرد تنفيس عن غضبى أظن فاهمنى طبعا
تلعثم مرتبكا : بب أأ أنا
قاطعه غاضبا : انت متخلف عقاب البدن مبيصلحش غلط دا بيطينها أكتر وبيثبتلها ضعفك
تمتم بصدمه: ضعفى!!
فأوضح له ساخرا : طبعا مهو لو إنت راجل وقوى كلمتك كفيله تمشيها على كيفك لكن الضرب دا بيثبت إنك مش قادر تحكمها وبتعوض ده بقدرتك البدنيه بس فى عقاب بدنى مع الوقت بتتناساه وتعيش وعقاب بيكسر القلب وعلاج القلوب صعب يا إبن عمى
أنكس رأسه خزيا متذكراً عنفه مع فرح وهو يقول : أنا ساعتها مكنش قصدى أعاقبها هى اللى خرجتنى عن شعورى
لوى فمه ساخرا : دا قصر ديل يا أزعر
رفع حاجبيه مستنكرا : نعم!!
فأجابه موضحا : عادى مصطلحات بلقطها من مصيبه حياتى اللى أقصده إنها مستفزتش رجالتك أوى كده عشان تغتصبها للمره التانيه فى المرتين كان بيبقى كلام مرات عمك الحافز لكن عمر ما فرح قالت أو عملت اللى يهينك بالشكل المؤذى اللى يوصلك لإغتصابها الشك والغضب اللى الست عظيمه بتزرعه جواك ناحيتها هو السبب وإنت بمنتهى الغباء بتسمعها وتمشى ورا كلامها مغيب لا عندك ثقه فى فرح ولا فى نفسك ولا ف حبكم اللى بدأت أشك إنه موجود أصلا
غضب من تلميحاته القاسيه فإعترض بحده : إيه اللى بتقوله ده إنت مش عشان الظروف فى صفك مع شهد هتطلعنى معقد
رفع حاجبيه ثم ضحك بجانب فمه مستهينا بمبرره الأحمق : ظروفى مكنتش فى صفى بالعكس كانت معكسانى على طول الخط وعلى يدك بس أنا مابمشيش ورا كلام حد ومبسمعش لحد أنا اللى عقلى وقلبى مقتنعين بيه بعمله لأنى لوحدى هتحمل العواقب إنت بقى ماشى ورا مرات عمك وأفكارها الهباب مع إنك عارف إنها على غلط وإنها عاوزه تفركش جوازتك من فرح مش حبا فى هند اللى متمعشقه فيك لأ حبا فى السلطه اللى هتطولها من وراك مع إن هند نفسها مبتحبكش هى زيك أمها سحباها وراها زى البهيمه مطرح ما تربطها تتربط
جحظت عيناه بصدمه وهو يشير لنفسه غير مصدقا : أنا بهيمه يا جاسر
رفع حاجبيه ولوى فمه ساخرا وهو يقول : لأ البهيمه فى أمل منها شويه
حاول ياسين الإعتراض لكن رنين هاتف جاسر وعبوسه حينما رأى المتصل جعله ينسى إعتراضه ويسأله : فى إيه؟ مالك؟
أجابه بهدوء وعيناه لازالت على شاشة الهاتف : دى والدة رائف أول مره تتصل بيا تقريبا من ساعة ما باركتلى عالتخرج
– طب ماترد ياابنى تشوفها عايزه إيه
إبتلع ريقه بقلق ثم أجابها فأخبرته بصوتٍ باكٍ أن رائف تعرض لحادث تسبب فى غيبوبته
كان الخبر صادماً له ولياسين ولم ينتظرا فسريعا أخبرا راشد بالأمر وسافروا إلى القاهره حيث وجدوا والديه فى حاله بائسه فالأطباء يجهلون متى سيفيق فلم يستطيعو تركهما هكذا والأمر قد يستغرق وقتا طويلا فهاتف شهد وأخبرها وهو نادم أنه لم يكتب كتابهما ف المشفى والآن سينتظر لأمد غير معلوم فواسته وأخبرته أنه ليس لديها مشكله وستنتظره لكن فليخبر أباها لكى لا يحدث أى مشكله فوافق وهاتفه وكان يظنه سيعترض لكنه تفاجئ به متفهم للأمر بل ويؤازره بينما وجدتها كوثر فرصه رائعه للتشفى فى شهد وإتهامها أنها شؤم على جاسر وضغطت عليها كعادتها لتجعلها تثور عليه وتُفسد الزيجه فحينما تتركه فى وقت أزمته لن يسامحها أبداً أو هكذا ظنت كوثر وعظيمه التى إتفقتا على ذلك لكن خطتهما بائت بالفشل فلأول مره شهد لاتبالى إطلاقا فيكفيها مهاتفته اليوميه لها وحديثه الذى يُغنيها عن العالم أجمع فيكفى أنه رغم ما يمر به لم ينسى الإهتمام بها كما أن عزت لاحظ كثرة حديث كوثر بالهاتف مع عظيمه فأخذ الهاتف دون أن تعلم وغير شريحتها وقام بوضع كافة الأرقام كماهى ماعدا رقم هاتف عظيمه حيث وضع رقما يخصه وكلما حاولت كوثر مهاتفة عظيمه تجده مغلقا وبدأ عزت يُلمح لها بأن عظيمه إقتنعت بزيجة جاسر وشهد فبدأت كوثر تُخفف من محاولة الإتصال بها لظنها أنها لم تعد فى صفها حتى كفت عن المحاوله فهى لا تستطيع الذهاب إليها أو إستقبالها دون علم أحد فى حين كانت عظيمه تحترق غيظا من عدم إستطاعتها الوصول إلى كوثر لمعرفة الجديد بالأمر وظنت أن عزت علم بالأمر وأخذ هاتف كوثر ليمنعها من الإتصال لذا بحثت عن سبيل آخر لتدمير هذا الزواج
((((((((*******)))))))
حينما هدأت فرح من ثورتها تجاه ياسين فهو لم يعد متوجداً ومنشغل بأمر رائف وإدارة العمل وحده بسبب إنشغال جاسر بإدارة عمل رائف
بدأت تلاحظ الجميع فالجد رغم أنه يبدو خشناً لكنه طيب القلب عطوف وراشد طيب القلب وذو هيبه لكن نقطة ضعفه هى الخوف من مظهره أمام الناس لذا يتغاضى عن الكثير ليبدو بمظهر لائق من وجهة نظره وهند ليست شبيهة والدتها بل هى خادمتها تأمرها فتنفذ دون نقاش لكنها تبدو بسيطه حنونه حزينه دائما وتتعامل مع ياسين كجاسر إذن لم تكن تريده كزوجاً لها كما لم تُرد زوجها الحالى وجاسر قوى لا يهتم لأحد لكنه لا يُخطئ بحق من لا يستحق الإهانه أما عظيمه وأم الخير فهما أفعتان لا ينفكا عن إفتعال المصائب لكنها لاحظت نظرات أم الخير نحو جابر ذاك الرجل الذى تربى فى كنفهم منذ الصغر فهو إبن أقرب صديق للجد وقد أفناه الثأر وأفنى باقى عائلته وتوفت والدته حسرةً عليه ولم يتبقى سوا جابر الذى إعتبره إبناً له و تدخل بكل قوته لمنع إستمرار هذا الثأر وإصطحبه برفقة عائلته بعيداً عن القريه ليُصبح فى مأمن عن هذا الأمر
لم تغفل أيضا عن نظراته الحزينه إلى أم الخير التى يرمقها بها من حين لآخر حينما لا ينتبه عليه أحد
تقربت إلى هند ووجدتها بائسه بحق وما كانت تقصه لها عما تعانيه جعلها تنسى أفعال عظيمه معها فإذا كانت إبنتها الوحيده لم تسلم منها إذن فمرضها لا علاج له فالشر يجرى بأوردتها مجرى الدم ودفعها الفضول لتسألها عن جابر وأم الخير لتقف مذهوله من معرفتها بكونهما زوجان فهما أبعد ما يكون عن هذا الأمر وكأنهما النار والبنزين لا يلتقيان إلا وإشتعلت الحرائق بينهما عقلها لم يستوعب هذا الأمر فأصرت عليها أن تخبرها بقصتهما فتنهدت هند بحزن فيبدو أن هذه الأسره ملعونه فلا يوجد قصص سعيده بها : فى زماناته جابر كان راجل تتمناه كل الحريم راجل صوح هو مش كبير جوى دا بيناته وبين ياسين ياجى عشر سنين إكده بس وجتها كانت ضحكته مخلياه كيه البدر ف سماه دلوك تخافى منيه الضحكه هجرته من يوم ما إتغصب على زواجته من أم الخير
رفعت حاجبيها بدهشه :إتغصب؟!! بتهزرى صح؟ بقى واحد زى جابر ده يتغصب وعلى جواز كمان طب إزاى ده
تنهدت بضيق : مشت ورا أمى وعادت عملتها الطين
– مش فاهمه حاجه
– عجولك بجى أبوى وأمى ولاد خالات بس جدتى أم أبوى كانت زينه تحب الخير وتراعى خاطر الكل كومان جدى كان يعشجها ويشيلها ف نن عينيه تعبت كَتير وياه لحد ما بِجى كَبير وعظيم ولدلوك يُجعد يفتكرها ويترحم عليها ولما ماتت مجالش ياجواز واصل ضله على ذكراها غير جدتى أم أمى كانت سو توجع بين البيضه وجشرتها وحجوده وميملاش عينها إلا التراب مع إن جوزها الله يرحمه كان نسمه الكل يحبه ويهابه وحاول كَتير معاها وهى جلبها سواد كان طيب حتى لما مات جاره ف حدوتة التار الغابره دى خد بته يربيها عنديه أصلها يانضرى كانت يتيمه أم وأب أمها ماتت وهى بتولدها وإتربت ف داره
قاطعتها بحماس: متقوليش اليتيمه دى أم الخير
أومأت لها بتأكيد: إيوه هيى وأمى وجدتى عِملو عليها أسياد وبجت خدامه عنديهم والست عظيمه كان عينها على راشد بيه عشان الجرشنات والهيبه ولما ملتجتش منيه رجا وعينه على واحده من بنات البندر لبستله العريان والمحزج وراحلته أوضته جبل الفجر وإتسحبت ونامت جنبيه ولما جلج عشان يصلى الفجر إلتجاها جاره وزعجلها وطردها من أوضته راحت صارخه ولمه عليه الدار كلياتها وعماله تولول يافضيحتى يا جورستى وتهمته فيها ولما جه يتحدت جدى منعه وجاله لازمن يتجوزها
– جدك غلطان كان سمعله الأول
– جدى كان خابر إنها كدابه بس كان عاوز يربط بوى إهنه بت البندر عتاخده بَعيد وكومان جدى أبو أمى معيتحملش فضيحه كيه إكده دا صريخها لم الجيران
– مهو إنتو إنتقلتو للبندر برضو وباباكى إتدبس
– له وجتها مكانش فى نيه لإكده وجدتى كانت عاشجه البلد لكن بعد موتها مجدرش يتحمل الجعده من غيرها وهج للبندر
– آه طب مطلقهاش بعد كده ليه
– غباوه بعيد عنيكى أصل اللى كان رايدها إتجوزت صاحبه فتغاظ ومرضاش يطلجها عشان يبين لدكه أنه مبسوط ورايج وخلف جاسر كومان عشان يكيدهم
– معلش بابكى دا أهبل والست اللى كان بيحبها وصاحبه أندال
– له مهيا مكانتش خابره إنه رايدها هو إتحدت ويا جدى والست عظيمه كانت عتتسمع عليهم كالعاده ودريت وصاحبه كومان مكانش خابر واللى يضحك إن هى وصاحبه كانو عشجانين بعض من زمان يعنى لو إتجدم كانت رفضته وحوصل مُشكل مع صاحبه
ضحكت بذهول : لااا دا أبوكى دا عباسيه
إعتلت ملامحها السخريه الحزينه : أومال لو جولتلك إنه خلفنى لما إلتجاهم إترزجو بواد ولما إلتجانى بت رمانى ليها وجلها متلزمنيش خرطيها للبط
قضبت حاجبيها بغضب بينما أكملت هند بألم : هما طلعو أعجل منيه ومربيين ولدهم زين وخوى بجى طين من تحت راس أمه وأبوى حس إنه عيخسر بالكبر الفاضى وولده عيبجى مسخرة الناس راح واخده وعطيه ليهم يربوه ويا ولدهم وبجى زين يملى العين كيه ما إنتى وعياله إكده
– وأنا عماله أقول إزاى بقى كده ودى أمه
– دريتى دلوك كيف له وعمى بعيدها مات وبجى ياسين طول الوجت يجضيه ف الغيط عشان ينسى وشوفته ليكى هناك كانت بتصبره وأبوكى ما جالش له عشان كنتى زغيره وأبوه كان غالى عنديه وأبوكى اللى شجعه يذاكر تانى وبعد ما خد الشهاده الكبيره كتى سافرتى وأمه ماتت وبجى لحاله لعبه ف يد أمى ساعتها شار عليه جاسر يكمل علامه برات البلد يمكن ينسى ويرتاح وسافر وساب الجنه اللى بناها ليكى للخراب وهناك جابل بنيه تشبهك بس إلتجاها شكل وروح مفيش فهملها ورجع وبجى كيه ما إنتى وعياله ومات جدى وجدتى وجت أم الخير حدانا ومن لما شافت جابر وعتتجنن عليه كان بيعملها زين لحد ما جه صاحب بوى ومرته وولدهم مع جاسر زياره لعندنا وكان ولدهم زين زين جوى جوى وياى يافرح ملتجتش ف عيشتى كلها حد يفرحنى ولا يجبر بخاطرى غيره بس تجولى إيه جليلة البخت اللى زيى معتفرحش واصل أمى جلبت عليه الدنيا وجالت عنيه كلام عفش وإنه عيغوينى وأنى كت لساتنى زغيره ولا درياش بشى وإنطردوا من عندينا وجلبت عيشتى سواد أكتر ماهى سوده وخرجو بفضيحه ومن يومها معاودوش تانى وشاعت أم الخير وراهم حواديت ملهاش أصل وجاسر هجرنا وسافر وياهم وأبوى ملتجاش غيرى يفش غله فيه وضربنى لما كسر ضلوعى وهو يجولى من يومك فجر لا طلعتى واد كيدته بيكى ولا صونتى نفسك ووجعتى بينى وبين صاحبى غورى يابومه وإنتى كلك أمك وأمى الغاليه كملت على وضربتنى لحد ما نجدنى منيها جدى وجابر جبل ما أفيص بهبابه
كان غضبها يزداد مما تسمعه من مأساة هذه البائسه : إيه الناس دى مفيش رحمه وليه دا كله
تنهدت بسخريه : هه أصل أبوى راسه ف السما وموته وسمه منظره جودام الخلج والحدوته دى خلت رجبته جد السمسمه وأمى كانت غيرانه من مرت صاحبه مهى مليحه وعاجله ومتعلمه وحاجه تملى العين صوح وأمى زى ما إنتى واعيالها إكده وكانت خابره إن أبوى كان عينه منيها ولحد دلوك بيجولها إنتى فين وهيا فين وكانت عوزه تشيع إنها معتعرفش تربى ولدها وتخلينى أجول عليه حديت عفش بس أنى مجدرتش ومهانش على
سألتها بحرج: بس بينى وبينك إنتى حبتيه
تنهدت بحزن : تصدجى موعيتش إن ليا جلب وعيدج غير وياه هه ودلوك أدينى بجيت مرت البجف اللى بلونى بيه لجل ما يخلصو منى
حاولت مواساتها : ليه بس مش يمكن يطلع كويس
نظرت لها مطولا ثم تحدثت بغضب : ديه ملعون لعنة الشياطين أنى خبراه زين بس أعمل إيه بختى إكده
أحست فرح بالضيق من أجلها وحاولت تغيير الموضوع فيبدو أن هند على درأية بمساوئ هذا الزوج لكنها لا تستطيع فعل شئ : بس مقولتليش إيه دخل أم الخير بدا كله
إبتسمت بسخريه : ضلها كانت ضل أمى ولساتها إكده يخططتو للأذى سوا هيا اللى شاعت وراهم ف البلد بالحديت الماسخ وبعدها إنضربت هه تصدجى جابر ديه أبوى وأخوى لما أبوى إنتوى يجوزنى للمخبل اللى جانى حاول يجنعه يتأنى بس أبوى جاله عطيتهم كلمه وزعج فيه وعامله عِفش خلاه من يومها بيبعد عنيه ااااه يافرح جابر مربينى من وأنى زغيره لولاه كت بجيت عظيمه التانيه صوح ولا بجيت ألعن وعيحبنى كنى بته ولما درى إن أم الخير لها يد فى اللى حوصل جاطعها نهائى وبطل حتى يبص ف خلجتها
قضبت حاجبيها بدهشه: أومال إزاى إتجوزوا
ضحكت بقوه : بنفس الطريجه أمى معتجددش اللى عتعيدوا بتزيدوا بس جابر غير بوى جابر لو النمله إتحركت جاره هيحس بيها أول ما إتسحبت أوضته لجته ف وشها راحت صرخه من الخضه راح جافل خشمها بيده بس أمى كانت بره وسمعتها وهللت لجل تتمم خطتها وملحجش يتصرف وجدى كان متغاظ هو خابر إن دى حيل أمى بس مبيدوش شى ولما جه يتحدت لجينا جابر جاب عبايته وحطها على كتف أم الخير وجالها عتجوزك ومن بكره عنلعج الزينه وندبح الدبايح وعخليكى تشوفى ليله متمنتيهاش ف عمرك كله
فغرت فاهها بذهول : بتهزرى
– له معهزرش وعمل إكده ولا حدش فاهم حاجه وأم الخير كيه الهبله بس هو كان كيه الصنم خلجته جامده تخوف ومن يومها متغيرتش لحد دلوك
هتفت بحماس : فهمت هو اتجوزها وقال يربيها بقى وعلى طول خناق
– ياريت دا عمل الفرح والهيصه وجبل ما يدخل زعج ينادى على الدايه
تعجبت لما تقول : إيه ؟!! دايه ؟! ليه ؟
– كان عازمها ف الفرح ومحدش ركز وياها مهى كيه باجى المعازيم لحد ما نادم عليها وجلها شوفى شغلك لجيناها وياها جوز حريم وداخلين على أم الخير ومنع أى حد يدخل وياهم غيره وسمعنا صريخها وهيا هتستنجد بأمى ولا حدش جدر يغيتها حتى أمى خافت أصل جابر ف غضبه مبيشوفش جدامه
سألتها بفضول : دا مجنون ده عمل دا كله عشان يضربها
نظرت لها هند بإستغراب ثم أسندت وجهها على راحت يدها تتأملها بسخريه فتعجبت فرح : فى إيه؟
– يعنى عيتكفل كل ديه عشان يضربها طب جايب الدايه ليه مكان جاب كرباجه ولسعها بيه أسهل
فغرت فاهها بعدم فهم : هااه
– جايب الدايه تكشف عليها تشوفها بت ولا عتبليه بعملة غيره ولما لجوها لساتها بت جالها إنتى اللى جبتيه لحالك وأنى متغصبش على حُرمه
قضبت حاجبيها بشك : قصدك إيه
– أصل أمى نصحتها تخلى فرحها كيه فرحك إكده عشان تجبره يتمم جوازته منيها أحسن يغضب ويسيبها إكده على أمل تحبل وتربطه بالعيل بس هو طلع أنصح منيهم وخلى الدايه تخلص كل حاجه والدم اللى عاوزينه لأجل يتوكدوا أهه وهو فضل واجف يتفرج عليها لحد ما خلصو إتبهدلت الدايه ست كبيره وغشيمه ونظرها ضعفان شوى ونزفت أم الخير لحد ما كانت هتموت فيها ساعتها شيعوا لضكتور المركز يلحجها جبل ما تفرفر وفضلت تتوجع كام يوم وهو لا فارجه معاه وبعد ما طابت جلها مش دا اللى عاوزاه من إهنه وجاى ملكيش صالح بيا إنتى مرتى بالإسم وبس وطلاج معطلجش هسيبك متعلجه إكده وسمعنا إنه إتجوز من بلد بَعيد وعنده عيال ومهنى مرته وسايب دى تتحرج إهنه ويوم ما تفكر تعمل حاجه وتنكشف بالكرباج وعلى جتتها
– حرام عليه كده
إبتسمت لها بسخريه : حرام وجبره على الجواز منيها حلال وبهدلتى وسط الخلج حلال وطرد الناس الطيبه حلال واللى جرى وياكى حلال هه إنتى طيبه جوى يافرح كل ديه وبرضك متعلمتش ولساتها جلبها عتمه وكل فتره تحاول وياه ويُضرُبها وتعاود تانى وإكده واديهم عايشين واللى يضحكك إنهم متابوش حاولو يعيدوا الحدوته وياى أنى وياسين ويوميها كنت خايفه جوى وخجلانه وبجول يارب نجينى وخربط خطتهم مش عشان حاجه عفشه ف ياسين لا سمح الله بس أنى عداه أخوى وهو كومان وكن ربك استجابلى وطلع جاسر وبوظ حدوتهم ولما إلتجيته عيسافر شبط فيه لجل أهرب من إهنه وربنا كريم رجعنا لجينا ياسين اتجوزك بس الست عظيمه متهدتش وضلتها وراكى بالأذى ونكدت على بعد ما جضيت يوم عال ويا جاسر وخلت عيشتى مش لحد ما رجعتله الخلجات الزينه والحاجات الحلوه اللى كان جايبهالى
تنهدت فرح بحزن على حال هند لكن ما باليد حيله لذا ستكتفى بمشاركتها الحديث والإستماع لها لتُفضى ما بقلبها من آلام
لكن ما قصته لها جعلها تنسى مأساتها مع ياسين فهناك من هم أسوأ حالاً كما أنه منشغل كثيراً هذه الفتره وإذا عاد فذلك ليتفقد شيئاً بمكتبه
ذاك الحديث أنعش فضولها وأصبح لديها رغبه فى كشف الستار عن بعض الحقائق تريد أن تعلم الوجه الآخر لهذه القصه لذا كانت تترقب الفرصه للحديث مع جابر رغم أنها تخافه فيكفى ما سمعته عنه ورؤيته وهو يضرب أم الخير بالسوط جعلتها ترتعد منه
بعد يومان وجدته يسقى الورد بالحديقه فإقتربت منه بحذر : سلامو عليكم
رفع وجهه وأجابها بهدوء : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تحمحمت بقلق : أأ هه هو أأ أنا أصل إنت يي
وجدها تتلعثم ولم يفهم شيئا فتكهن : عتدورى على ياسين تلتاجيه بمكتبه جوه
إبتلعت ريقها بخوف : لل لأ كك كنت عاوزه أأ أتكلم معاك إنت
أشار لنفسه بإستغراب : أنى؟! خير
– هه آه لأ قصدى نسيت
سخر من حديثها : جرى إيه هما جالولى عنى باكل البنته الزغار ولا إييه
– هاه لل لأ بب بس أصل أنا
تركها وذهب وهى تقف مصدومه هى حقا لم تستطع الحديث لكن تركه لها هكذا دون حتى إخبارها يُعد قلة ذوق
ثوانٍ وعاد يحمل كوبا من الماء وتفاجأت به يومأ لها لتشرب فإنكمشت وذاك جعله يبتسم : وه دا صوح بجى فكرانى سفاح إشربى دى ماى من الحنفيه مهياش مسمومه وأهه
إرتشف القليل ليطمئنها : إطمنتى دلوك إشربى ولا هتجرفى منى
إبتسامته كانت صادمه حيث تحول من ذاك الوحش لحملٍ وديع جعلها تطمئن وأحست من حديثه أنه شعر بالإهانه من خوفها فإختطفت الكوب من يده وشربته دُفعةً واحده فسعلت بشده فضرب راحتا كفيه ببعضهما وحرك رأسه بحركه رتيبه يأساً من بلاهتها
هدأ سُعالها ثم نظرت له بتحدى : أنا مش قرفانه منك ولا خايفه
تصنع الغضب وإقترب سريعا منها بوجهه وصاح بها : عوووو
فصاحت بخوف وركضت بعيداً فضحك بقوه حتى تعب وجلس ينظر لها وهى تقف بعيداً فأشار لها برأسه أن تأتى فأتت ببطأ فإبتسم مجدداً فقد كانت تصرفاتها الطفوليه كل ما يحتاجه الآن
إقتربت بحذر وهى تتأمل ملامحه بإستغراب فسألها لما تخشاه فأجابته بحرج : أصل شاكلك وإنت مكشر يخوف دا غير إنى كنت موجوده لما ضربت أم الخير وكنت مفترى
صر على أسنانه بغضب لذكرها الأمر فلوحت بكلتا يديها أمام وجهه : إنصرف إنصرف متجيش دلوقتى أنا عاوزه التانى اللى بيضحك
رفع حاجبيه بدهشه فأخبرته بحذر : أصلى سمعت عن الجن اللى بيلبس الناس بس أول مره أشوفه
– اللهم إحفظنا إنتى وعتيله فين ديه
فسألته بحذر : هو إنت عمرك ما شوفت نفسك ف المرايه وإنت بتضحك بتبقى إزاى وإنت مكشر بتبقى إزاى
أدرك الأمر فضحك بقوه : وه كنى راكبنى جن إياك
صفقت بيدها بسعاده : الله ضحتك عسل إضحك تانى
ضحك على تصرفاتها بينما كان ياسين يتابعهما من نافذة مكتبه فصوتها الصاخب لفت إنتباهه وكم تمنى لو يستطع هو رسم تلك البسمه على شفاهها مجدداً لكن لا بأس فيكفى أنها عادت تضحك
ظل يتأملها من بعيد ولم يشعر بتلك الأفعى وهى تتسلل وتقف إلى جواره تبث سمها مجدداً : وه دا أنى نسيت إن جابر بيعرف يضحك زى بجية الخلج
إنتفض جسده بفزع من مفاجأتها المزعجه ونظر لها بغضب فظنت أنها إستدرجته لفخها : جادره يافرح والله وخليتى جابر بجبروته يبجى كيه العيل الزغير ياعينى عليك يا ياسين غبت هبابه ما صدجت دارت على غيرك
صم أذنيها صرخته المباغته : عظيييييمااااه
جحظت عيناها برعب من هيئته المخيفه فلم يكن هكذا منذ أن علم برحيل فرح مع والدتها وأنه لن يراها مجدداً كما انه لم يناديها بإسمها أبداً فيبدو أن خطتها باءت بالفشل
تجمع من بالمنزل بسبب صرخته الغاضبه لكنه لم يعد يهتم لأحد : إسمعى ياحربايه لسانك اللى عتتلفحى بيه ديه لو ما إجتصرش عنى وعن مرتى الله ف سماه لأكون أنى اللى حاشه بيدى
إبتلعت ريقها بخوف وعيون زائغه فالجميع يشاهد بتشفى فركضت بعيداً لتُخفى إهانتها بالإختباء فى غرفتها
بينما خرج هو من المكتب وذهب إلى غرفته فتبعته فرح وهى تشعر بالضيق لرؤيته هكذا حاولت أن تواسيه لكنه كان غاضباً فتلك اللعينه دائما تدفع به إلى سُبل الندم دفع يدها بحده غير مقصوده ليُبعدها عنه ولا يطالها غضبه مرةً أخرى لكنه قد طالها بالفعل لأنها أحست بالمهانه لفعلته تلك وبالندم لأنها شعرت بالحنين تجاهه فتركته وركضت إلى الخارج بينما تنهد بضيق فكلما حاول إصلاح الأمر يسوء للأسف فقرر تركها لتهدأ ثم سيحاول الإعتذار منها
بينما نزلت فرح فوجدت هند تسألها بقلق : كيفك ياخيتى
أومأت بنعم برأسها بصمت ثم إبتسمت بإمتنان لها فهى لم تهتم بكل ماحدث وماقيل كل ما إهتمت به سلامتها وسعادتها المسكينه لم تجد من يعاملها بلطف لذا حينما وجدت فرح تتقرب منها تمسكت بها بشده
إصطحبتها إلى الحديقه ليتسامرن وحاولت فرح التخفيف عنها فهى حزينه منذ أن علمت بما أصاب رائف لكن لا يمكنها السؤال عنه حتى لذا كانت تكتفى بالصمت والدعاء له وحاولت فرح مساعدتها حين رأت ياسين يتجهز للرحيل مجدداً أسرعت نحوه : إنت مسافر تاتى؟
تعجب من تصرفها فقد كانت غاضبه منذ قليل فلم يتوقع أن تتحدث إليه الآن : أيوه فرصه تستريحى منى
إبتلعت غضبها وزيفت إبتسامه تبدو للأحمق فقط صادقه : إيه الكلام دا ياياسين أستريح منك إزاى هو حد بيهرب من قدره
رفع حاجبيه بدهشه بينما وضعت كلتا يديها على فمها لتمنع إسترسال هفواتها الغاضبه فوجدته ينظر لها بسخريه حزينه فسألته مباشرةً قبل أن يزداد الأمر سوءا : رائف عامل إيه دلوقتى؟
كان قد فتح باب السياره وهم ليدخلها وحينما سألته تجمد مكانه ثم خرج من السياره وأغلقها بقوه جعلها تنتفض وأصبحت على يقين أنها فى مأزق فقد إستدار بعينان تستعر غضبا وقبض على معصمها بقوه وجذبها نحوه بشده حتى إرتطمت بصدره القوى وسألها بهدوء مخيف : وإنتى تعرفى رائف منين أصلا عشان تسألى عليه
لقد وقعتى فى المحظور يافرح 😯حقا سنشتاق لغبائك الباهر 🤕😂

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جنون العشاق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى