روايات

رواية جنون العشاق الفصل الخامس عشر 15 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الفصل الخامس عشر 15 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الجزء الخامس عشر

رواية جنون العشاق البارت الخامس عشر

جنون العشاق
جنون العشاق

رواية جنون العشاق الحلقة الخامسة عشر

إتسعت عينا فرح بصدمه من سؤال ياسين ونظراته الغاضبه التى تؤكد أنه يشك بأمرها فلم تعلم بما تجيب فمعصمها يؤلمها من قبضته وقلبها يؤلمها من سوء ظنه حتى أسعفتها هند التى كانت قريبه وتنتظر الإطمئنان على رائف وحينما لاحظت مايحدث وسمعته يسأل فرح من أين لها أن تعرف رائف فهيا لم تراه سوا مره واحده مصادفه وذهبت قبل أن تتعرف عليه
وقفت هند إلى جوارها ونظرت له بخوف : أنى اللى جولتلها عنيه يا أخوى هيا كانت عتسألنى إنت عتغيب كتير ليه جولتلها لك صاحب مرضان وإسمه رائف وجاسر وأبوى كومان وياه
أرخى قبضته عنها ونظر لها بندم فرأى الغضب والعتاب بعينيها فحاول الإعتذار لكنها لم تمهله الوقت لذلك فقد ركضت إلى غرفتها تسبقها دموعها الحارقه بينما ندمت هند لموافقتها على مساعدتها بل ولإخبارها بالأمر من البدايه وركضت تلحق بها أما ياسين فظل يضرب بقبضتيه سطح سيارته بغضب حتى تعب وأسند رأسه على قبضته فكلما هدأ الوضع بينهما يحدث ما يدمرهما مجددا
ظل هكذا حتى وجد من يربت على كتفه فإستدار برأسه فوجده جابر : جرى إيييه زرعتها بطيخ طلعت جرع ولا إيييه
إعتدل فى وقفته وإبتسم ساخراً وأجابه بصوت يقطر ألما : لأ زرعت ورد طلعت شوك
إبتسم جابر : اللى عيزرع ورد هيجنيه ولو بعد ميت سنه واللى عيزرع شوك عيدبحه لو بعد حين روج يا أخوى وعتبجى زين مرتك طيبه والوجت عيداوى كل حاجه
تنهد بتعب : ياريت ياجابر دا أنا تعبت لا المشاكل بتسيبنى ولا الهم عاوز يخلص
أجابه بهدوء ناصحا: ياولد متجولش يارب أنى عندى هم كبير جول ياهم أنى عندى رب كبير
تنهد ياسين بهدوء : ونعم بالله
أراد جابر تغيير الموضوع ليبعد تفكيره عما يحزنه : كيفه رائف دلوك
أجابه بحزن : كنت لسه رايحلهم دلوقتى ربنا يشفيه أحسن أمه وأبوه حالتهم كرب
أومأ بتأكيد : أكيد مش ولدهم ربنا يتولاهم برحمته
– اللهم آمين والنبى يا جابر فرح أمانه ف رقبتك إبعد عظيمه بألاعيبها عنها
– إنت عتوصينى على خيتى الزغيره روح ياولد ولا تعوجش وإبجى طمنى على رائف وسلملى على جاسر
تنهد بضيق : إنت لسه زعلان مع عمى
رفع حاجبه بسخريه : عمك ديه ربنا عيخلص منيه عنطزته الفارغه وكبره عالخلج بجوازه من واحده كيه عظيمه مهو السو مبياخدش إلا السو اللى زييه
إبتسم ياسين بمكر وغمزه سائلا : طب وأم الخير؟
أجابه بغيظ : غبيه ومفكره حالها أم الذكاوه عتهاودها لجل أرضها ولا تعرفش انها معتوطلش حاجه واصل
– طب ما تعرفها الحقيقه
أجابه بعناد : له يا تتعدل لحالها وتهمل عظيمه وتستعوض ربنا ف الأرض وترجعلى بخاطرها يا تفضل إكده
تنهد بيأس منه : بس إنت اللى بتتعذب كده
– مش أحسن ما أبجى كيه عمك الغلط والخراب يطلع من دارى وأنى عتفرج عليه
– ربنا يهديهاللك
أجابه بلهفه : يارب يا ياسين حكم صاحبك تعب كتير وإشتاج كومان بت الفرطوس عتجننى جريب
ضحك ياسين بقوه ثم غمزه : ههههههههههه ياشقى مهى بتجليك برجليها وإنت اللى مبترضاش
أجابه بغيظ : خليك ف حالك ياحزين
ضحك مجدداً وأراد إغاظته أكثر : ههههههههه بس بقى عندها حاجه وتسعين سنه ولسه مشتاق
هدر به بغضب : تسعين عجربه يلدغوك دى أكبر منيك بسنتين ياطور
حاول كتم ضحكته على هيئة جابر الغاضبه : مش مقتنع الشوله اللى بتلبسها مبتبينش خليها تلبس من لبس عظيمه يمكن ساعتها يبان😉
إتسعت عيناه بغضب : له عظيمه إيه وسخام إيه دى لبسها ولا الغوازى دى هند الزغيره لبسها محترم عنيها حرمه خرفانه مفكره معتكبرش عاوز مرتى تبجى كيفها له
تصنع عدم المعرفه وهو يسائله : إلا صحيح هيا أم الخير عايشه ازاى؟
أجابه بعفويه : كيه الخلج
أوضح أكثر: قصدى بتصرف منين عظيمه واكله ورثها ومبتديهاش حاجه تفتكر بتجيب فلوس منين معقول حد بيساعدها من بره🤔
إعترض جابر بحده : جنيت ياولد ولا إيييه عاوز مرتى تمد يدها لغريب وأنى موجود
إبتسم بمكر : قول كده بقى عشان كده مقطعتش العشم
حذره بضيق: له يا ياسين هيا مدرياناش بحاجه وإوعاك تدرى
تنهد بضيق : يا عم إنت بتعاند نفسك وخلاص
– ملكش صالح وروح شوف أشغالك
تصنع الحزن : بتطردنى ياجابر
فأجابه بتأكيد : وعكسر وراك جوله كومان
رفع حاجبيه ثم أضاق عيناه عليه وزفر بضيق : كده طيب أنا ماشى
ركب السياره وبدأ تشغيلها فإبتسم له جابر ولوح له : سكة السلامه يا أخوى
أخرج ياسين يده من نافذة السياره يلوح له وهو فى طريقه إلى الخارج فتنهد جابر وتمتم بخفوت : اااه ياجلبى ميته عترتاح
فزع إثر صوت أم الخير المفاجئ : عشجان ياواكل ناسك وعتحدت حالك عشجان وأنى رمينى كلاب السكك حالهم أبرك من حالى عشجان وأنا جلبى جايد نار
زفر بغيظ : يجطعك حُرمه من دون الحريم جطعتى خلفى جرى إييه
ترتقعت دمعاتها بحسره : عشجتها وفوتنى خلاص ياجابر
نظر لها وكأنها من كوكب آخر : إنتى عتتعاطى حاجه ياحزينه ولا إييه
تفاجئ بها تفرح إصبعها فى وجهه تحذره بغضب : الله ف سماه ياجابر لو عملتها صوح وعشجت حُرمه تانيه لجطعك وأعبيك فى أكياس
ثم تركته وغادرت فظل ينظر فى إثرها لهيام وتمتم بحب : يابووووى حلاينه كد إيييه يابت الفرطووس
ثم تنهد : به عتجول عشجان جصدها إيه البجره دى
ثم إستدار فتفاجئ بمن يتكأ على عكازه ويرمقه بضيق فإنتفض فى مكانه ومسح على وجهه مستغفرا ليهدأ : على الطلاج إنتو حالفين لتجطعو خلفى النهارده
– لساتك منويش تعجل وتريحها بجى
– له
أجابه بسرعه ثم تركه وغادر فزوى الجد جانب فمه ورفع حاجبه : عيله مخابيل
_______________
حين وصل ياسين المشفى تفاجئ بوالدة رائف تزف له البشرى بشفاء رائف فتهلل وجهه بهذا الخبر فقد كان بحاجه إلى ما يسعده الآن وظل بجواره حتى خرج من المشفى حينها عاد بصحبة عمه وجاسر
وقد حاول بعد عودته الإعتذار إلى فرح لكن بلا فائده بينما أسرع جاسر إلى منزل شهد فقد إشتاق لها وكانت أكثر من سعيده لرؤيته وقد تحسنت حالتها كثيرا حتى أنها قطعت إجازتها وعادت إلى العمل لتشغل نفسها عن غيابه وتهرب من تعليقات كوثر المزعجه وقد إتفق مع عزت أن يأتى بعد إسبوع بصحبة عائلته ليعقد عليها ولا داعى لعمل إحتفال كبير فلن ينتظر مجدداً وكل من يريد الإحتفال فلينتظر ليلة الزفاف سينفذ كل ما يريدونه وأكثر
عاد إلى المنزل وأكبر عائلته وكان الإنزعاج واضحا على وجه عظيمه لكنها لم تستطع فعل شئ
حل المساء وجلست فرح فى الحديقه شارده تتأمل النجوم وتبكى حالها فلازال يظنها خائنه لما لا تعلم بينما وجد ياسين أنها فرصته لمحاولة الإعتذار لها مجدداً حيث ظل يناديها ولكنها فى عالم آخر حاول أن يسترعى إنتباهها بالتلويح بيده أمامها حتى إنتبهت له : إيه كل دا بقالى زمان بنادى عليكى وإنتى ولا إنتى هنا
أجابته بهدوء مميت : معلش مخدتش بالى
إبتلع غصة حلقه وهو يقول بهدوء : تسمحيلى اقعد
– متقعد وأنا حيشاك
تحمحم بحرج : قصدى جنبك
– أنا كده كده قايمه
نهضت تستند إلى الشجره وتبدو أنها غير قادره على الوقوف ولكنها تتحامل على نفسها وحينما وقفت تتنفس بصعوبه وتحاول السير بعيدا عنه لكنه أسرع فى الإمساك بمعصمها حتى لا تبتعد وحدثها بصوت متألم : للدرجه دى يافرح
فأجابته بصوت بالكاد يُسمع : عاوز ايه؟
– عاوز أقعد معاكى أكلمك وتكلمينى عاوز أشوف فرح بتاعة زمان اللى ضحكتها كانت بتنور الدنيا
– الله يرحمها
إتسعت مقلتاه بصدمه : إيه
– انت ناسى إنك قتلتها وخدت العزا فيها
أبعد يده عن معصمها وسارت مبتعده بينما ظل واقفا كمن سُلِبت روحه من جسده حتى أفاق على يد جاسر تربت على كتفه : مالك شارد فى إيه
تمتم بصوت مسموع : فرح
تعجب سائلا : مالها؟!!
– ضاعت
فتنهد بنفاذ صبر ثم سأله بحده : وياترى مين اللى ضيعها ؟
فأجابه بتعب : أنا تعبان أوى ياجاسر كل ما بشوفها كده ببقى هتجنن
– اومال هى تعمل إيه اللى شافته على إيديك مش شويه
نظر له راجيا : والعمل
فأجابه بجديه قائلا : تردلها كرامتها اللى اتبعزقت وروحها اللى انكسرت وقلبها اللى دبل
فسأله بلهفه : ازاى؟ ايدى على كتفك
– تعتبرها نفسك
قضب حاجبيه بعدم فهم قائلا : مش فاهم
فأجابه موضحا: يعنى دى مراتك انت وهى واحد مش اتنين يعنى اللى يمسها يمسك واللى يهينها يهينك
صمت قليلا ووجهه مقتضب يفكر فزفر جاسر بضيق من صمته : تصدق إنت خساره فيك الكلام دا جدى فى أمل منه عنك
فأتى جدهما وهو يتسائل : عتتعاركو ليه يا ولد؟
نظر له جاسر ساخراً : إنت بتيجى عالسيره ياجدى ولا إيه
فنهره الجد بغلظه : جرى إيه يا ولد عظيمه
قضب جاسر جبينه بضيق : إنت مبتفوقش إلا عليا ياجدى
فنظر له ياسين بتشفى : حظك
– مقندل هو اللى له إبن عم زيك حظه هيبقى إيه غير هباب
نظر الجد لياسين وهو يسأله بحده : هببت إيه تانى يا واد ولدى؟
– وهو أنا كنت عملت أولانى لما أعمل تانى
غضب جاسر منه : برضو مفيش فايده عمرك ماهتعترف بغلطك خلاص بقى متلومش إلا نفسك سلام
– على فين؟
– فى أى داهيه بعيد عنك
عقب بضيق : ييييه وأنا كنت ناقصك إنت كمان ياجاسر
فنظر له الجد قائلا : معجبكش حديته
– يعنى مش شايف تلميحاته الرخمه
– زعلان من حديت بيخربط بيه من غيظه منيك ومزعلانش من اللى عِملته فى مَرتك الغلبانه
أنكس ياسين رأسه بخزى بينما تابع الجد بسخط : كان عندى أمل فيك طلعت كيه بوك جحش😒
زفر بضيق : ولزومه إيه التهزيق دا بس ياجدى🙁
– وهو عيحوج كان حوج ف بوك جننى وياه بمخه الغليظ
إعترض بضيق : ليه بقى دا كان شايل الأرض شيل😒
عقب الجد ساخرا : هه مهو مفلحش ف علام جولت أهو يبجاله عازه ف الدنيا بدل مسخرته كل ليله ويا الغوازى وجولت لما يتجوز عيفوج بس تجول إيه ديل الكلب عمره ماينعدل وأمك كانت كيه ماهو رايدها بجره يسحبها موطرح مايريد وصُحبة الشوم اللى كانو حواليه كلو عجله وجالوله الحرمه للخدمه والخلف وأمك كانت متربيه على حاضر وأمرك فصدج وعاش على إكده ورباك تبجى كيفه وجولت العلام عينور عجلك بس تجول إيه العرج دساس
إقتضب جبينه قائلا : ياجدى بس
فقاطعه الجد بجديه : ياولدى أنى مكونتش إموافج على هند وجولت فرح عتردلك عجلك بس الظاهر انت ملكش إلا هند صوح جاموسه تعرف تسحبها لأى موكان
فعلق مستنكرا : إيه الكلام دا ياجدى
– اللى سمعته بنات الناس مش للبهدله والحُرمه ربنا أمرنا نعاملها باللين دينا حفظلها حجها متجيش انت ياواد إمبارح تجلل منيها
أدرك أنه يتحدث عما حدث بينه وبين فرح وتسبب فى إجهاضها : ياجدى انت ظالمنى أنا لو اتغابيت عليها مهو من عمايلها عاوزنى أعمل إيه لما أجى أقرب منها ألاقيها بترجع زى اللى قرفانه منى
– تاخدها عالدكطور يامتعلم دا جدتك وحمها كله طلع على جتتى بجت تجرف من ريحتى ونفسها تغم عليها لما طلعت البلا عليا وآخر مازهجت وأنى مخبرش اللى بيها خدتها لدكطور المركز و مخدتش على لوم الخلج اللى جالولى اتجنيت تاخدها للدكطور من ميته حريمنا بيروحو للدكطور ياولدى أنى متعلمتش واصل ولا أعرف أفك الخط بس كنت بسمع شيخ الجامع وهو بيجول كلام ربنا ويفسر لنا إن بين الراجل ومرته موده ورحمه وإن اللى بناتهم ميخرجش للخلج والرجاله يتمجلتو ويجولوله دول حريم ملهمش عازه غير للخلف ويخدمونا بس أنى مشيت ورا كلام ربنا
تأفف بضيق قائلا : وأنا عملت إيه للمحاضره الطويله دى كلها أنا مقصدتش أسقطها متنساش إن اللى كانت حامل فيه دا ابنى برضو
رمقه بسخريه قائلا : هه صوح وانت مجطع روحك حزن عليه يا ولدى من الغازيه للسهر لمرمطتك مرتك
فأنكس رأسه خزيا وهو يوارى وجهه عن جده بينما إستكمل الجد حديثه : أجولك أنى حديتى ديه ليه أول هام كشفت عرضك للخلج كلياتها وخليت كل من هب ودب يعرف عملت إيه انت ومرتك
حاول الدفاع عن نفسه قائلا : ياجدى دى العادات وأنا
فقاطعه جده بغضب : إكتم ياواكل ناسك يعنى علامك مزانش عجلك ببصله ياحزين خليت إيه للجهله محدش له الحج يشوف عرض مرتك غيرك ياعويل
صاح غاضبا وهو يدارى حزنه : وجاى تقولى دلوقتى كان فين دا قبل كده وممنعتش مرات عمى ليه أنا والله كنت شيلت الموضوع من دماغى وكنت عاوزها ليله حلوه بينا بس مرات عمى فضلت واقفالنا عالباب والرجاله تحت البلكونه عاوزنى أعمل إيه أرفض عشان يقولو إنها
صمت ولم يستطع إستكمال حديثه فنهره جده قائلا : ولما انت مواصجش فيها اتجوزتها ليه عاد ولما انت مش راجل ومجدرش على مرت عمك جبت بت الناس تبهدلها إهنه ليه
صاح غاضبا : جدى والله لو حد غيرك جالى إكده لدفنته أنى راجل من ضهر راجل
لم يهتم الجد لغضبه وأكمل بسخريه : هه ولما أنت راجل سبت مرتك لمرت عمك ليييه دى بجت ولا الخدامه فى دارها وهدت حيلها وجاى تتعجب ليه أخر النهار مكنتش طيجه خلجتك دى كانت بتنام من تعبها عالواجف ومرت عمك كانت خابره إنها حبله ودارت علينا وجومتك عليها لاجل تسجطها وتخلص منيها وبتها اللى تبجى مكانها يا هه يا راجل
لم يستوعب هذه الحقائق المؤلمه وهو ينظر له بندم بينما إستمر الجد فى حديثه : مهو لو انت راجل صوح مكنتش عملتك طرطور وكانت خافت منيك وكنت جبت حج مرتك وولدك بس انت ماشى وراها مغمى وكل ما تتحدت تجولك العوايد وهى أول واحده مبتمشيش ورا عوايد ولا غيرها
تمتم بذهول : مستحيل يعنى كانت عارفه وفاهمه إن نفور فرح منى بسبب الوحم وخلتنى أأ لأ لأ
جلس على الأرض وأمسك رأسه بين يديه يكاد ينفجر بينما سخر الجد من غفلته قائلا : هه عينيها وتطليعتها لما مرتك سجطت خبرتنا كلياتنا دا غير إنها كانت طول الوجت تتكى عليها بالشيل التجيل من ساعة ما فرح شكت ببطنها وعملت اللى ماينعمل لجل ما تنكشف وكلت عجلك بالحديت لاجل ما ترضاش تجيب لمرتك حكيمه تكشف المستور يا واد ولدى طول عمرها حيه وملعونه
حرك رأسه بعدم تصديق وعيناه تكاد تخرج من محجرها من شدة صدمته : ليه دا أنا أنا
قاطعه الجد : انت السبب رخيتلها الحبل لما شنجتك بيه وجتلت ولدك ومرتك وياه وجطعت اللى بيناتكم عشان تبجى الكبيره مهماش غير حالها ياولدى
نظر له بترجى : دلنى ياجدى أعمل إيه
جلس الجد إلى جواره ونظر له الجد فرأى به ذاك الطفل الصغير الذى لطالما لجأ اليه كلما أعاقته الحياه فهو متخبط منذ الصغر من أب أحمق بلا شخصيه يستميله لأفكاره أى إن كان كذلك أم ساذجه لا عقل لها لزوجه عم متسلطه عملت على ترسيخ أفكار خاطئه برأسه لتنال مرادها ولكن القلب له آراء أخرى فلم يكن فى حسبانها أن يعشق بقوه فيتحداها ولكنها إستدركت الأمر وأنعشت بداخله مبادئه الخاطئه وأصرت عليه ليظل كالبيدق بين يديها تحركه كما تشاء حتى تتخلص من غريمتها وتستحوذ عليه لإبنتها حتى عمه لم يكن ناصحا أمينا كان دائما متفرجا وإذا شارك بشئ فعلى إستحياء وفى الخفاء خوفا من زوجته التى يمقتها حقا ولكنه يخشاها ناصحيه كان جده وجاسر ولكن جاسر لا طاقة له به فغالبا ما يضيق ذرعا منه ويتركه غاضبا أما الجد فهو حقا من يتلقاه كأب وناصح أمين رغم مرضه
فربت الجد على كتفه بحنو ثم جذبه ينام على فخذه وظل يمسح على رأسه ويتلو بعض آيات القرآن الكريم وبعد وقت ليس بقليل هدأ روع ياسين وبدأ عقله يرتخى ويبحث عن حل جذرى لهذه المعضله غافلا عن فرح التى لم تبتعد لأنها وجدت قدماها كالهلام فجلست فى غرفة الزيارات السفليه وظلت تنظر من النافذه تتأمل ذاك الوحش الذى طعن عشقها فى مقتل مستمعه لما يدور ولا تعلم لما أحست بالحزن من أجله حينما رأته ضائعا بلا هدى
بينما حاول الجد تطمئنته : تبات نار تصبح رماد ياولدى
كان يبكى بألم وندم : انجدنى ياجدى أنا تايه وتعبان
تنهد الجد بحزن : ومن ميته ياولدى وانت مش تايه وتعبان كلياتهم اتفرجو عليك وانت بتكبر وهما عيخربطوا وانت تشرب علامهم الشين آه يا ولدى
صرخ بصوت مختنق من كثرة البكاء : آه ياجدى عمر ماحد ريحنى غيرك زمان كنت بفضفض مع فرح صحيح كانت صغيره ومش فاهمانى أوى بس كانت بتسمعنى وكنت برتاح معاها أوى لأنى ضامن إن سرى فى بير كنت بثق فيها أكتر من نفسى
فسأله الجد متعجبا : وايه اللى جد ياولد ملساتها إهنه
فأجابه بحزن : بس مبقتش زى زمان مبتحاولش تسمعنى تفهمنى تسألنى مفكرتش بعد ليله دخلتنا السوده تتدينى فرصه بالعكس اتحولت لتمثال تلج خلتنى بقيت هتجنن وألف فكره فى دماغى معقول تكون حبت غيرى وهى بعيد ولما محصلش بينهم نصيب رضيت بيا
عنفه الجد مستنكرا : وه حديت إيه ده ياولدى
فإعتدل وأجابه بحزن باحثا عن السبب : اومال تفسر بإيه اللى حصل دى مكنتش عارفانى ولا فكرانى وتانى يوم وافقت عليا وبعد كده جوازنا والليله المشؤمه اللى قلبت بغم والأسوأ معاملتها بعد كده دى حتى مبتفكرش تلجألى لما تتبهدل كان نفسى مره تقولى ساعدنى بيضايقونى بس دى أبدا مستغنيه عنى خالص يا جدى ومعرفتش باللى جرالها إلا منك دلوقتى ثم تفسر إيه برودها معايا دايما
تنهد الجد بحزن ثم أوضح : موجوعه منيك كرامتها حرجاها ياولدى
إبتسم بسخريه حزينه : مش للدرجه دى أنا غلبت وهى ولا هنا دا حتى ليلة فرحنا كنت هتراجع بس تصرفاتها خلتنى بدأت أشك فيها دى حتى متوجعتش مقالتش آه واحده ازاى ده أكدب لو أقولك إنى مشكتش إنها (تنهد بحزن ثم استغفر)
– ياولدى اتحدت وياها وإفهم منيها
زفر بضيق : حاولت والله بس هى كل اللى عليها اللى ليك عندى حقك وبتاخده باخده من ميته ياجدى لما قرفت وبعدت عنها
عضت على شفاها وهى تتذكر بالفعل تصرفاتها البارده معه وكم تحاملت بقوه على نفسها حتى لا تبدو ضعيفه أمامه وكيف ظنت أنها تعاقبه حتى يفق من أفكاره البلهاء ولم تدرى أنها تزيد الأمر سوءا فهى لم تحتويه وتحاول جعل الأمور بينهما أوضح وقررت أن تتهاون معه وتعطيه فرصا مستقبليه فرغم ماحدث إلا أنه كان ولا يزال عشق قلبها الجريح
بينما حدثه الجد بمكر : أجولك شيل ده من ده يرتاح ده عن ده
فإنتفض بفزع : لأ ياجدى دا أنا روحى تروح ولا أطلقهاش هحاول تانى وتالت وعاشر بس مش هسيبها دى روحى اللى اتردتلى ياجدى انت مش عارف أنا استنيتها ازاى ولا عملت إيه دا أنا أنا من حبى فيها أول ما لمحت شبيهه ليها جريت وراها بس الشكل الواحد مش كل حاجه طلع الطبع غير سيبتها من يأسى إن فرح ترجع بقيت أدور عليها فى وشوش غريبه ياجدى أنا لو تعبان فى وجودها فأنا مدبوح فى غيابها
كانت تستمع له وهى ترى دموع صدقه المتألمه وتكتم شهقاتها الحزينه بينما جفونها تزرف الدمع قهرا لغبائها لم يكن خطئه وحده بل هى الأخرى فقد تركته قبل إتمام زيجتهما للظنون لتحقيق أهداف تافهه لم تستمع له وتحادثه ويتقربا علها كانت علمت بمخطط زوجة عمه الشريره ومنعته ولكنها بلهاء حمقاء كذلك هو
ربت الجد على كتفه بحنو : باس اهدى جرى إيه لو حد وعيلك وانت عتبكى هتبجى حديت الكل ياولدى كفف دمعك وأنى عجولك تعمل إيه
كفف دمعاته بظهر يده كالاطفال وهو يتطلع إليه بلهفه مترجيه
فقال له الجد : انت مش عنديك دار كبيره بعيده عن إهنه
أومأ سريعا : آه الفيلا
– روجها ووضبها وخد مرتك وبعِّد عن إهنه
إتسعت عيناه وانفرجت شفتاه عن بسمه عريضه بلهاء وهو يقفز فى جلسته وينظر لجده ثم إنهال على رأسه بالقبلات الممتنه :حبيبى ياجدى يباركلى فيك
دفعه الجد بضيق : وه وه هملنى ياولد إعجل بجى
تركه وهو يلهث غير مصدقا كيف نسى هذا الأمر ثم نظر له متسائلا: طب إفرض حد إعترض
– الدار دارك وبإسمك
– وافرض مرات عمى اتهمتنى إنى بفرق العيله لما أنقل لوحدى
غضب الجد من قلق ياسين من رد فعل عظيمه: تتحرج انت معندكش حديت تردها بيه
لمعت عيناه بلهيب التحدى : أقدر أبلعها الكلمه فى بقها بس مش عاوز أخسر عمى وجاسر
رمقها بنظره قويه : غلاوتك عنديهم كبيره وهما خبرين عظيمه ومحدش منيهم عيجول حاجه وأنى وياك
فرفع يداه داعيا : يارب ياجدى وتكون كهربة دماغك منوره زى دلوقتى
تعجب الجد متسائلا : جصدك إيه
فأجابه بإبتسامه هادئه : بكح ياجدى أنا هقوم أبعت حد يوضبها
– وخبِر مرتك
فأجابه بيأس : هحاول بس تسمعنى
لاحظته حتى أنهى إرسال أوامره بتجهيز المنزل الجديد فنهضت مسرعه إلى غرفتهما تنتظره لا تعلم ماذا حدث لها وكأن سعادتها أمدتها بالقوه
فدخل الغرفه يلقى عليها السلام بحذر : سلام عليكم
لم تجيبه من خجلها فلا تدرى كيف تبدأ الحديث بينما ظن أنها لازالت فى عزوفها عنه غير راغبه فى رؤياه فعقب بضيق على صمتها :دا سلام ربنا ردى عالاقل
إرتبكت وهى تجيبه :أأ إحم وو وعليكم السلام
تتهد بحزن : ممكن اتكلم معاكى كلمتين
فأجابته بهدوء : اتفضل
لم يصدق هدوئها وتجاوبها البسيط وذلك جعل الأمل يتسرب إلى قلبه ولكنه توتر وهو يحاول أن يخبرها بالأمر : ك كك كنت عاوز أأ أقولك ها هننقل لبيت جديد
فاجابته بنفس هدوئها : اللى تشوفوه
ظن أنها لم تفهم مقصده فحاول توضيح الأمر : لأ يعنى قصدى أنا وانتى بس بيت يجمعنا سوا لوحدنا
– ماشى
لم يصدق أذناه فسألها : انت موافقه؟!!!
أومات بتأكيد : آه
فسألها بذهول : ازاى؟!!
إبتسمت بهدوء : زى الناس
أراد الركض إليها وحملها بين ذراعيه لكن طرق أحدهم على الباب أوقفه فزفر بضيق وذهب ليرى من هو فوجده جاسر يخبره بأنه ينتوى أنه يأخذ شهد فى نزهه بعد عقد القران ولكى لا يعترض أحد سيأتى معه بصحبة فرح وستكون فرصه رائعه له للإقتراب من فرح بعيدا عن مؤمرات عظيمه فوافق سريعا وأخبر فرح التى قفزت تهلل بسعاده وتفاجئ بها تحتضنه بقوه ثم إبتعدت بخجل فصمت ولم يُرد التسرع حتى لا تسوء الأمور مجدداً بل سيسير معها بخطاً هادئه حتى يداوى جراحها
((((((*******)))))))
لم تكن فرح وحدها من تسمع حديث ياسين مع جده بل كانت أُذنا أم الخير تتسمع لكى توصل الخبر لسيدتها وما أن إنتهى الحديث حتى ركضت إلى غرفة عظيمه وهى تلهث لتقل لها : إلحجينى يا ستتا
تعجبت عظيمه متسائله : خبر يا إيه يابت
– ياسين شيع ناس يروجو فيلته
قضبت جبينها بضيق : وه فيلت إيه دى
– جنه الأسيوطى
– وديه عيروجها ليه
– عينجل فيها هو وفرح
فغضبت عظيمه وهى تصر على أسنانها بحقد : بت المحروج وأنى اللى جولت هانت هبابه ونخلص منيها اتاريها واعره
– هنعمل إيه دلوك
– متخاخفيش يابت أنى وراهم لما يطلجو والفله دى أنى اللى هبجى ستها بعد ما جوزه هند
– كيف ديه
صمتت عظيمه لتفكر كيف تنتهى من أمر فرح نهائيا فإذا فكرت أن تثنى ياسين عن الأمر فلن يجدى نفعا ففى كل الحالات ستظل فرح زوجته لذا يجب أن تنتهى تلك الزيجه ثم تتخلص من زوج هند فلمعت أفكارها الشيطانيه وهى تنظر لأم الخير : شيعى للغزيه تاجى يوم كتب كتاب جاسر وجوليلها سيدك ياسين إتوحشك وستك عظيمه زهجت من بت الفرطوس اللى اتجوزها تعالى إهنه وعرفيها إنها متسواش
أومات لها بإبتسامه شر : أمرك ياست الناس
غادرت أم الخير تهرول لتنفذ الأمر بينما ظلت عظيمه تبرق عيناها بالشر وتتوعد لفرح : اما نشوف أنى ولا إنتى يا بت الفرطوس
أرادت أن تضرب عصفورين بحجر واحد فسيكون الأمر أمام عائلة فرح لذا سيتم الطلاق بسهوله كذلك ستتأثر زيجه جاسر وشهد وقد تُلغى نهائيا
(((((((******))))))))
كان الجميع ماعدا كوثر سعداء بتمسك جاسر بشهد فغيابه الطويل بسبب مرض صديقه أقلقهم رغم أنه لم يكف عن مهاتفتها يوما منذ أن سافر
وبعد أن إطمئن عز على شهد فجاسر سيكون حاميا لها من أى كيد قرر التقدم لخطبة رحمه لكن بعد أن يعقد جاسر على شهد
طلب عبدالرحمن عز ليتحدث معه فى أمرٍ هام بينما كان عز عائدا من عمله مرهقا فأعطته والدته مشروبا ما وقد نال إستحسانه بشده : تسلمى يا أمى الله دا أكيد عمايل إيدك
ربتت على ظهر رحمه بحنو : له بجى دى رحمه اللى عملاه ماشاء الله عليها شاطره وعتتعلم طوالى
تنهد بحب ونظر لها : تسلم إيدك يارحمه
أجابته بخجل من نظراته العاشقه : متشكره
وركضت نحو وغرفتها بينما ظل يتابعها بهيام حينما هتف عبدالرحمن مقاطعا إياه : عز
إنتفض فى جلسته وأجابه له بتوتر : نعم آه خير حضرتك كنت عاوزنى فى إيه
أجابه بجديه : فى عريس متجدم لرحمه وك
لم يستطع متابعة حديثه فقد بثق عز كل ما بفمه وأخذ يسعل بشده فإنتفضت ساميه بخوف وهى تعطيه كوب ماء : يالهوى يا ولدى خد إشرب
شرب الماء وظل يحاول إلتقاف أنفاسه حتى هدأ ثم إعترض بغضب : كلام إيه ده ياعمى عاوز تجوز رحمه لحد غيرى
أجابه عبدالرحمن بغضب ساخر : له أهملها لما تبور إياك
– ليه وأنا روحت فين
– إنت مبينلكش جواز ولو رايدها صوح كنت إتحددت وأنى بتى مش رخيصه لجل ما تتكبر عليها
أجابه بترجى : ماعشت ولا كنت أنا اتكبر عليها ياعمى دا أنا عايش عمرى كله عشانها بنحت ف الصخر عشان استاهلها ولما امورى اتظبطت وناويت اخطبها جاسر سافر قولت يعنى هخطب وافرح واختى مش عارفينلها وضع ولما رجع قولت نكتب كتاب شهد وافاتحك طوالى تقوم تقولى عريس
قضب جبينه : يعنى إيه؟
فزفر عزت بضيق : جرى إيه ياعبدالرحمن الولد شارى وهو أولى من الغريب ولا عز معيعجبكش
إبتسم عبدالرحمن وربت على كتف عز : عز ديه ولدى مش ولدك لحالك
همت ساميه لتزغرد فأوقفها عز : لا استنى لما ياخد رأبها وتوافق
قضبت جبينها : وه وهى عتارض إياك
فأوضح عز : يا ست الكل دا حقها دا غير إن رحمه عنيده لو زغرطتى هترفض عند عشان اتفقنا من غيرها
فأكدت شهد حديثه : فى دى عندك حق
فعقب عبدالرحمن : أنى عروح أجولها
فإعترض عز : لأ خليها الصبح هتلاقيها طلعت تنام الوقت إتأخر وكلنا عاوزين ننام
كانو جميعهم سعداء بقدوم الأفراح ماعدا كوثر التى كانت تحترق غيظا من سعادتهم وتفكر ماذا تفعل لتجعل رحمه ترفضه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جنون العشاق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى