روايات

رواية جمال الأسود الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم نور زيزو

رواية جمال الأسود الجزء الرابع والثلاثون

رواية جمال الأسود البارت الرابع والثلاثون

رواية جمال الأسود الحلقة الرابعة والثلاثون

نزلت “مريم” صباحًا من الأعلي لتتوقف محلها بمنتصف الدرج عندما رأت “جمال” يجلس على السفرة يتناول فطاره قبل الذهاب إلى الشركة و”ليلي” تجلس معه هادئة علي بُعد شديد منه وبجواره تجلس “ولاء”، تأففت “مريم” بغيرة تأكل قلبها وهى هنا تهجر زوجها وهناك الأخري طليقته تحاول التودد إليه أكثر كأنه الآن أصبح فارس أحلامها بعد أن خانته سابقًا
نزلت بقية الدرجات فجاءت “نانسي” إليها وعينيها ترمق السفرة ثم قالت:-
-سمحينى فى الكلمة، بس أنتِ عمرك ما أتخانقتي معه ويوم ما تتخانق تكون والحية دى هنا، أنتِ كدة بسيبي لها باب تدخل منه
حدقت “مريم” بوجه “نانسي” بضيق وقلب يفتك به الألم ووجع الهجر والآن سكب عليه ألم الغيرة والخوف، قالت بغضب:-
-غورى من وشي يا نانسي أنا عفاريت الدنيا كلها بتتنطط قصادي دلوقت
-متبقيش عبيطة بدل ما هى اللى تكيدك روحي أنتِ كيدها وأحرقي دمها
قالتها “حنان” بجدية كأنها تأمر هذه الفتاة فتمتمت “مريم” بغيظ من هاتان الأثنين:-

 

-عبيطة، أنا اللى غلطانة أنى أخدتكم عليا عشان تيجوا دلوقت وتحرقوا دمي.. أنا من دلوقت أسمي مدام مريم ماشي
ضحكت الأثنتين علي غضبها فقالت “حنان” بخفوت:-
-حاضر يا هانم
لم تقوي على رفع نظرها عنه وتكز على أسنانها لكن قالت بغيظ:-
-لا تقيلة خليها عبيطة وأمري لله..
سارت “مريم” نحوهم ودلفت إلى غرفة السفرة وجلست على مقعدها جواره وعينيها ترمق “ليلي” بينما أندهش “جمال” من جلوسها معه على سفرة واحدة وهما مُتشاجرين فقالت “ولاء” بأندهاش من تغير “مريم” لشعرها وقالت:-
-أنتوا حلياني النهاردة كدة ليه، واحد حلق دقنه والتانية قصت شعرها
نظرت “مريم” له بغيظ شديد من فعلته وقالت:-
-والله برأيك يا طنط أنه كدة حليان يعنى وأجمل
نظر “جمال” إليها بغيظ ورفع حاجبه بينما يديه تفرد الجبن فى العيش بالسكين، أجابتها “ولاء” بضيق شديد قائلة:-
-أنا ابنى طول عمره حلو
-جمال دائما جذاب من غير الدقن
قالتها “ليلي” بهدوء فنظرت “مريم” إليها بأندهاش ثم نظرت إليه بنظرة غضب فتخلي عن غضبه مقابل نظرتها الصارمة كأنها ستقتله للتو بعد أن علمت أن “ليلي” تفضله بدون لحية وهو من حلقها بيده كأنه يريد التودد إليها، تنحنح “جمال” بخفوت خوفًا من زوجته الشرسة وأبتلع لقمته بغضب ثم قال:-

 

-أنا هقوم عشان أتاخرت
ضربته فى قدمه من أسفل الطاولة ونظرت إليه بألا يقف وألا ستقتله أمام الجميع وهمس إليه:-
-جذاب.. أستعد لموتك على أيدي، جرب تتحرك من جنبي وشوف أنا هعمل أيه
كانت تتحدث وهى تكز على أسنانه دون أن يسمعها أحد غيره فأبتلع لعابه ثم وقف من مقعده وقبل جنبيها بلطف مُحاولًا أظهار الحب أمام “ليلي” وينصر زوجته الغاضبة ويهدأ من روعته حتى تخمد نيران غيرتها المُلتهبة وهمس فى أذنها:-
-بتغيري
مدت يدها إلى خصره بلطف وقرصته بقوة غاضبة ثم همست إليه:-
-جرب تنصرها عليا أو تتجاهلنى قصادها وأنا وأوريك الغيرة بتعمل أيه
تبسمت رغم غضبها ليقف مُستقيمًا بألم من قرصتها وقال:-
-عن أذنك يا أمي
ضربت قدمه مرة أخرى ليتابع بلطف:-

 

 

-هتوحشيني يا روحي
تبسمت “مريم” بلطف والأنتصار واضحًا عليها وعينيها تحدق بوجه “ليلي” فغادر هربًا قبل أن تقتله بنيرانها هذه المرة، وقفت “مريم” من مقعدها وقالت:-
-عن أذنك يا طنط هطلع أطمن على جميلة
أجابتها “ولاء” بجدية صارمة:-
-أطلعي وعقليها وعرفيها أنى مش هتراجع عن قراري
أومأت “مريم” إليها بنعم ثم صعدت للأعلي ووجدت “جميلة” حزينة فى غرفتها، جلست على الفراش قربها وقالت:-
-الجميل هيفضل زعلان كتير
-مريم أنا مخنوقة وحاسة انى بضيع
قهقهت “مريم” بلطف ثم قالت:-
-بضيعي مرة واحدة، دا جواز بغض النظر عن أنى متخانقة مع أخوكي ونفسي أضربه لكن دا ميمنعش أنى عايشة أسعد أيام حياتي معاه، الجواز مش وحش يا جميلة ولا مخيف زى ما أنتِ فاكرة، الجواز حياة سعيدة وحب بتعيشي مع راجل بيحبك وبحترمك ومبيهونش عليه زعلك
نظرت “جميلة” لها بيأس شديد ثم قالت:-

 

 

-عشان أنتٍ بتحب وجمال بيحبك لكن أنا مبحبهوش ولا أعرفه أزاى أأتجوزه
عقدت “مريم” يديها أمام صدرها ورفعت حاجبها ترمق “جميلة” بعيني ثاقبة ثم قالت بضيق:-
-وهتحبه هو أو غيره أزاى، أنتِ مش سايبة فرصة لنفسك تحبي وتتحبي، أنت قافلة الباب فوش أى راجل بألف مفتاح وقفل، أزاى هتحبي، وأنا مع طنط فى حتى أن لازم تتجوزى لأن العمر بيعدي يا جميلة ومش حل أنك ترفض الجواز لكن برضو أنا رافضة فكرة أنك تتجوزي بالأكراه والأجبار
تأففت “جميلة” بضيق شديد من هذا الحديث ثم ترجلت من فراشها تسير فى الأرجاء بعقل شاردًا يفكر فى هذا الحديث جيدًا ثم قالت:-
-ماشي يا مريم أنا موافقة أقعد معاه لكن تضمني لا منين أنى لو مرتاحتش ميجبرونيش أتجوزه
وقفت “مريم” من مكانها بسعادة تغمرها من موافقة هذه الفتاة العنيدة وتخليها عن تذمرها ومواقفها الحاسم:-
-أوعدك لو قولتي أنك مرتاحتيش مش هتجوزيه، أنا أضمن لك دا وهتكلم مع جمال
عقدت “جميلة” ذراعيها أمام صدرها بغرور غير مُصدقة هذه المرأة ثم قالت:-
-هتكلمي مع جمال اللى أنتِ متخانقة معاه، أنا أصدق دا منين؟ صحيح أنتِ متخانقة معاه ليه؟
صمتت “مريم” بحرج من “جميلة”، فكت “جميلة” أسر ذراعيها بصدمة ألجمتها من التفكير وقالت صارخة:-
-ليكون بسبب ليلي

 

 

أومأت إليها بنعم وأخبرتها بكل شيء وتستمع “جميلة” وهى جالسة على حافة الفراش وتعقد ذراعيها أمام صدرها بأحكام وتضع قدم على الأخري لتصرخ “جميلة” بضيق:-
-أنتِ عبيطة… لا دا أنتِ هبلة، أولًا سيبك من كلام نانسي وحنان وأنك بتفتحى الباب لليلي، لأن كل الأبواب لليلي مقفولة بألف مفتاح فى قلب جمال وعقله، ومش ليلي بس دا أى ست على وجه الأرض كل أبوابها مقفولة جواه وفى عينيه، لأن جمال بيحبك يا مريم حتى لو هجرتي وسيبتي مش يوم لا دا سنة وحتى لو بعدتي العمر كله مستحيل يبص لغيرك أو يفكر مجرد تفكير فى أى ست غيرك لكن السؤال اللى بجد بقي أنتِ هتقدريه على البعد، ليه العذاب وتكون فى أوضة واحدة وكل واحد بعيد عن التاني مسافات
هزت “مريم” رأسها بالنفي وقالت بتذمر طفولي:-
-والله ما قادرة على بُعد وعقلي هيجنني، أنتِ مش شايفة أنا عملت فى حالى أيه من حزني وجعى
نظرت “جميلة” إلى شعرها بحزن شديد ثم قالت:-
-قصيتي شعرك من حزنك وأتخليتي عن حاجة بتحبيها وهو كمان بيحبها ودا دليل أنه زعل جامد وحلق ذقنه اللى هو عمره ما شالها كلها بالمنظر دا، لكن دا حل الموقف بينكم، بذمتك قادرة تشوفيه ومتترميش فى حضنه ولا تحكي له تفاهاتك… سورى يعنى
-لا

 

 

 

قالتها “مريم” بحرج من حديث هذه الفتاة ودمعت عينيها من الفراق والحزن، تابعت “جميلة” بنبرة جادة بعد أن وقفت من محلها وجلست قرب “مريم” تربت على يدها بحنان:-
-من غير عياط، مريم جمال أخويا وأنا بقولك أنه بيحبك وأتغير كتير عشانك واسألنى أنا ماما، جمال بدأ يقرب مننا وبدأ يدخل فى حياتنا، جمال عمره ما هتم بجوازى ولا أن جالي عريس ودا مش أول عريس يجيلي من طريق سلمي لكن كل مرة كانت بتقوله كان بيقولها أن الموضوع دا يخصيني لوحدى، جمال أتغير معانا ومع الكل عشانك، تقدري تقوليلي أمتى أخر مرة فصل خادمة من العمل، بلاش أمتى أخر مرة فقد أعصابه وكسر حاجة قصاده، جمال بقي أهدي وألطف عشانك، دا طبعًا معانا وأنتِ بقي أكتر واحدة عارفة هو عامل أزاى معاكي وبيحب قد أيه، من اللى فهمت أنه مجازفش بحياتك هو كان متوقع أنه هيخرج بسهولة لأنه عارف مكان ليلي والدليل أن بعت حسام من قبل ما يتقبض عليه يجيب ليلي، فمتوقعش أن هم هيخطفوكي قبل ما يتحكم عليه أو قبل ما تثبت التهمة عليه لأن كان معتمد على براءته بسهولة ولو كان فعلًا سمح لك بالخروج فدا عشان حملك وصحتك لأنه كان خايف يجبلك دكتور فى القصر وينتشر الخبر ويكون فى جاسوس فى القصر زى ما حصل مع باباكي
دمعت عيني “مريم” بحزن شديد ثم قالت بحيرة:-
-طب لو أقتنعت بالمبررات دى تقدري تقوليلي ليه مقاليش أنها عايشة وليه خبي عليه الخطط ليه كلها على الأقل كنت خدت بالي من نفسي

 

تبسمت “جميلة” بهدوء ثم قالت:-
-مقالكيش أنها عايشة لأن ليلي بالنسبة لجمال ماتت، وهو مكدبش عليكي لأن موتها مجرد أشاعة الخدم هم اللى بينقلوها مش هو، وخبي الخطط مش لأنه مبيثقش فيكي بل بالعكس عشان لو كنتِ عرفتي أنك معرضة للخطف كنت هتمشي تتلفتي حولكي زى المجنونة وهتعيشي فى خوف وتحبسي نفسك فى القصر.. جمال يا مريم عمره ما هيسمح أنك تعيشي فى خوف أو قلق لأن دا جمال لما بيحب مش هعرضك ولا هيعشيك غير فى السعادة والحب بس، هخلي حياتك جنة فى الأرض بمعنى الكلمة أى حاجة ممكن تقلقك أو تخوفك أو توترك هيشيلها هو عنك، هو بيشوف نفسه كدة الحيط أو الجبل اللى يشيل الهموم والقلق ومشاكل الحياة على أن حد بيحبه يشيل هم واحدة ويقلق دقيقة واحدة، خصوصًا أن سورى يعنى متزعليش منى أنتِ نفسيتك بتتأثر بسرعة وهو أكيد مش حابب أنك تعيشي فى ضغط نفسي وترجعي لدكتور نفسي تاني… أكيد كان هيقولك فى الوقت المناسب زى ما بالظبط لما جه الوقت المناسب قالك على مكان جين وأخدك هناك وزى برضو لما جه الوقت المناسب أديكي الباسورد بتاعه ولما جه الوقت المناسب قرر يعترف بحبه وطلبك للجواز، الحاجة فى وقتها المناسب أحلى وأصح..
نظرت “مريم” لها بحيرة وقد أوشكت على الأقتناع تمامًا بهذا الحديث فتنحنحت بحرج وهتفت بلطف:-
-بس دا مش هيشفع له أنه مقعدها فى بيت واحد معايا وكمان قاعدة تتغزل فيه، دى كانت مراته… أنا كل ما أفكر فى دا ببقي هتجنن

 

تبسمت “جميلة” بعفوية وقالت ببسمة مُشرقة:-
-يبقي العقل بيقول أيه بدل ما تجنني وتشغلي بالك فى الشغل بتاعه واللى بيعملوا تقربي من جوزك وتحبيه أكثر وتحاوطي عليه.. متبقيش عبيطة وبعدين أنا اللى هعلمك يا مريم أشحال أنك مقدمة برنامج ناجح فى العلاقة وبتوعي الستات أزاى يحافظوا على علاقتهم وأزواجهم..
تنحنحت “مريم” بهدوء ثم قالت بتوتر:-
-طب أنا عندي جلسة تصوير فى الشركة تعالي معايا
أومأت إليها بنعم ثم قالت بلطف:-
-أنا كان عندي ميعاد مع زمايلي لكن لأجل عيونك وهبلك هلبس وأجي معاكي
أومأت “مريم” إليها بنعم ثم غادرت إلى غرفتها كي تستعد….
________________________
كانت “سارة” تمر فى السرداب الخاص بالملهي الليلي تراقب وتباشر عملية تعبئة المخدرات فى الأكياس قبل التوزيع ثم قالت بجدية:-
-مفيش بيع شكك، اللى معاه يدفع ويشيل واللى معاهوش ميلزموش
أومأ إليها الرجل بنعم فخرجت من الغرفة بجدية ثم قالت:-
-البنات جاهزين
أشار إليها على باب الغرفة المجاورة وقالت:-

 

-أتفضلي شوفيهما بنفسك
دلفت إلى الغرفة وكان هناك سيدة مسئولة عن الفتيات، رمقتهم “سارة” بنظرها ثم قالت:-
-تعالي
أشارت إلى فتاة لتقترب منها بخوف شديد لتجذب “سارة” قميصها تعري كتفيها ثم نظرت إلى ندبة الحرق الموجودة على كتفها وقالت:-
-أيه دا
أشارت إلى الرجل ليأخذ الفتاة للخارج وقالت بحزم:-
-مش قولتلك تتأكدي من البنات بنفسك، الرجال بتقدس الجمال فاهمة يعنى ايه الجمال ومش جمال الوش بس، مين ممكن يدفع فلوس فى واحدة جسمها مشوه كدة ها..
-أنا أسفة مش هتكرر تاني
قالتها السيدة بندم وخوف من غضب “سارة” ، خرجت “سارة” من الغرفة غاضبة وقالت:-
-كتكم القرف بتأخدوا فلوس وبرضو أغبياء
نظرت للفتاة وهى تقف مع الرجال فسارت لكى تصعد الدرج وقالت بحزم:-
-اقرأ ليها الفاتحة، شافت وعرفت عننا كتير مينفعش تتكلم

 

أومأ إليها الرجل بنعم وذهب كي يقتل الفتاة كالمعتاد وكأن الأطاحة بروح إنسان كسهولة شرب الماء لديهم، صعدت “سارة” إلى المكتب بهدوء وفتحت الباب وولجت لكنها رأت “نادر” جالسًا على الأريكة فى أنتظارها، سارت للمكتب بهدوء وقالت:-
-عملت أيه؟
تبسم بعد أن وقفت ومسك يدها قبل أن تذهب إلى المكتب، أدارها له ثم قال بلطف مٌتحمسًا:-
-تقدري تقرأي له الفاتحة، الخبر وصل أكيد من السج.. مختار تعيشي أنتِ
قالها ويديه تحيط بخصرها العاري وهى ترتدي بنطلون أحمر فضفاض من القماش ومفتوح من الركبتين للأسفل وبدي أسود يلمع بأكمام لكنه قصير يظهر خصرها العاري، تبسمت بسعادة تغمرها من هذا الخبر وقدت حققت جزءًا من أنتقامها بعد أن فشلت فى محاولة أغتياله سابقًا لكنها أصابتها الآن، قالت بدلال ويديها تستكين على صدره الصلبة:-
-يعنى كدة شرعًا حازم هو الوريث الوحيد له
أومأ إليها “نادر” بإيجابية وقال بإعجاب أكثر:-
-وبعد ما مضيتي حازم على أوراق التنازل مقابل سفر تقي له بقي الكل ملكك يا قمري.. وأنا كمان لو تحبي أكون ملكك الليلة
قهقهت ضاحكة ثم وضعت قبلة على وجنته بلطف وقالت بدلال:-
-مش هحرمك من ليلة مقابل السعادة اللى أنا فيها دلوقت، أشوفك بعد الشغل يا حياتي
قالتها وقرصت وجنته بلطف ثم سارت للمكتب وجلست على مقعدها ثم أخرجت إيصال جديد من الإيصالات التى أخذتها عليه وقالت:-
-كدة يبقي اللى ليك عندي ثلاثة إيصالات بثلاثين مليون أخضر، تنفذ اللى الباقي وتأخدهم ويا دار ما دخلت شر
تبسم وهو ينحني لكي يأخذ منها الغيصال وقبل يديها بلطف ثم قال:-
-هعدي عليكي بعد الشغل يا قشطتي

 

أومأت إليه ببسمة مُشرقة ثم غادر المكان فخرجت منها تنهيدة قوية بأرتياح ثم قالت:-
-دورك يا ليلي…
________________________
وصل خبر موت “مُختار” إلى “ولاء” وهكذا “جمال” لكنه لم يعري أهتمامًا لهذا الأمر فذهب “ولاء” وحدها لأستلام الجثة وأنهارت تمامًا أمام جثة ابنها رغم كل أفعاله الشينعة والقذرى لكنه ما زال ابنها الذي ولدته وحملته فى رحمها لتسعة أشهر، فقدت وعيها تمامًا فى المدافن ليأخذها “عاشور” الذي رافقها بأمر من “جمال” وعاد للقصر بعد أن طلب الطبيب لها فسألته “حنان” بقلق:-
-خير يا دكتور الهانم مالها
-هى أحسن دلوقت لكن مخبيش عليكي لازم تعمل التحاليل دى عشان نتأكد من حالتها وبعدين أقدر أقولك السبب فى تعبها
قالها بلطف لتؤمأ إليه بنعم وأخذت ورقة العلاج وطلبته من الصيدلية بعد مغادرة الطبيب…
__________________________
“شــركــة الجمــــــال جى أند أم للإلكترونيات”
كان “جمال” يمر فى الشركة مع المهندسين والخبراء يباشر التطورات الجديدة والأختراعات الجديدة قبل صُدورها ونزولها السوق، توقف عندما رأي “مريم” تقف هناك تبسم بسعادة أمام الكاميرا وتصور الحملة الإعلانية الجديدة، جاءت “جميلة” من خلفه تحمل كوبين من المشروبات الساخنة وقالت بهمس على سهو:-
-بتعمل أيه؟
فزع من حضروها ورمقها بأندهاش من وجودها ثم سأل بجدية:-

 

-أنتِ دخلتي هنا أزاى؟
أرتشفت القليل من مشروبها بغرور ثم قالت:-
-عشان أجهزة المرور والأمام متقلقش كان معايا بطاقة سحرية فتحت كل الأبواب
قالتها وعينيها تحدق بـ “مريم” ففور وصولها فتح الأمن الأبواب الإلكترونية للمرور دون بطاقة لأجلها، سألها بلطف وقلق:-
-هى اكلت؟
تأففت “جميلة” من قلق هذا الرجل رغم تشبثه بالغرور والكبرياء وقالت:-
-هششش لما هتموت من القلق عليها ومهتم أوى كدة ما تروح تسألها بنفسك
نظر لها نظرة مُخيفة أرعبتها فأزدردت لعابها بقلق من نظرته وأجابته على الفور:-
-لا مأكلتش
أقترب خطوة من أخته كأن الموت يخطو نحوها وقال بتهديد:-
-أياك تشربيها رشفة واحدة من القهوة دى قبل ما تأكل، خلصي تصوير وهاتيها على مكتبي بأى حجة
غادر من أمامها غاضبًا لتبتلع لعابها بخوف منه، نظرت للقهوة برعبة منه، وقفت قرب “حسام” الذي يحدق بـ “مريم” يراقبها جيدًا فمدت يدها إليه بالقهوة الخاصة بـ “مريم” وقالت:-
-أشربها

 

نظر لها بأندهاش من تصرفها لتتحدث ببرود وعينيها تحدق بوجه “مريم” مُتحاشية النظر إليه بإحراج من فعلتها:-
-بسرعة قبل ما مريم تخلص، لو مش عايزه يعلقني أنا وأنت
نظر إلى “جمال” الذي يسير بعيدًا بعد أن نظرت “جميلة” عليه كأنها تخبره أنه أمر من هذا الوحش فأخذ القهوة منها وبعد أول رشفة كاد أن يبصقها وقال:-
-دى سادة!!
رفعت نظرها به بغرور وقالت:-
-لتكون فاكر أنى جايبها لك تحت رغبتها، أشربها وأنت ساكت
أبتلع لعابه بضيق من هذه الفتاة التى تأمره بحدة زكبرياء وأرتشفها رغمًا عنه لتبتسم بعفوية وقالت بعد أن ربتت على ظهره:-
-برافو عليك
شعر بتوتر شديد من لمسها له وبسمتها التى ترسلها للجميع فى وجهها وأبتعد خطوة لليسار عنها، أنهت “مريم” من التصوير وذهبت نحو “جميلة” قائلة:-
-فين قهوتي؟
-اه صحيح .. نسيت شوفتي؟

 

قالتها وهى تضرب يدها كف على كف فتذمرت “مريم” بضيق من هذه الفتاة وقالت:-
-والله.. ماشي يلا نمشي
أوقفتها “جميلة” بقلق من أن تذهب ولا تفعل ما أمر به “جمال” لتقول:-
-تمشي فين؟ مش أنا شوفت ليلي طالعة فوق أكيد رايح المكتب لجمال هتسيبها كدة
أشتعلت نيران الغيرة فى قلب “مريم” وكزت على أسنانها بغيظ شديد ثم قالت:-
-شوفتي بقي، قولتلك تقوليلي شغل، يلا نطلع
هزت “جميلة” يديها الأثنين بالرفض أمام وجه “مريم” بخوف من أخاها تملكها وقالت:-
-لا حبيبتى أنا مبحبش أصطدم بجوزك العزيز أطلعي لوحدك
صعدت “مريم” لتقول “جميلة”:-
-تعالي روحني
نظر إلى “مريم” بقلق فقالت “جميلة” بحدة:-
-متقلقش على مريم.. جمال هيجيبها هتيجي تروحنى ولا أروح أخد تاكسي
أومأ “حسام” إليها بنعم وقالت:-
-مقدرش يا فندم، أتفضلي

 

ذهبت معه ليأخذها بسيارة “مريم” وأرسل رسالة إلى “جمال” يخبره بصعود “مريم” إليه ورحيله مع “جميلة”، تبسم “جمال” بعد رسالته وأستعد لحضور زوجته، دلفت “أصالة” للمكتب فقال “جمال” بهدوء:-
-أطلبي الغداء يا أصالة
-تحبي تأكل أيه النهار دا يا مستر جمال
قالتها بلطف ليتابع حديثه قائلًا:-
-ممكن بيتزا بفواكة البحر وتكون كبيرة
أندهشت “أصالة” من وجبته فدائمًا ما يأكل أكل صحي مناسب لجسده الرياضي وممارسة للرياضة ووجبته بسيطة جدًا على أن يطلب الحجم الأكبر، تابع حديثه قائلًا:-
-وأطلبي سوشي وطاجن رز بالجمبري وعصير فريش يفضل توت
بعد أن أخبرها بالتوت علمت أن هذا الطلب ليس لأجله بل لزوجته فهى عاشقة للتوت بينما زوجها يملك حساسية منه، أومأت إليه بنعم ثم خرجت بعد أن فتحت الباب رأت “مريم” أمامها، تبسمت لأجلها بينما “مريم” كانت غاضبة جدًا وقالت:-
-جمال جوا
أومأت إليها بنعم ثم قالت بفضول وغيرة تأكل قلبها:-

 

-معه حد
هزت رأسها بالنفي، دفعتها “مريم” بضيق مُتمتمة بغيظ:-
-خليكي بتداري عليه
دلفت للمكتب وكان حقًا وحده، بحثت فى أرجاء المكتب عن هذه الفتاة ولم تجد لها أثر وسرعان ما فهمت أن “جميلة” فعل هذا وكذبت عليها، رمقها “جمال” بهدوء ثم قال:-
-وواا مراتي الغيورة هنا، لكن ممكن أسأل نظرة الغيرة دى ليه؟
وقف من مكانه وسار نحوها بينما “مريم” أجابته بكبرياء غاضبة من تصرف “جميلة”:-
-غيرة، مش غيرانة
وقف أمامها ببسمة خافتة وعينيه تحدق بها جيدًا كأنه يقرأ كل تفاصيلها وتعابير وجهها ثم قال:-
-غيرانة!! هو أنا لسه هتعرف عليكي..
نظرت “مريم” إلى قميصه الأسود وصدره الذي يظهر من أزرار القميص المفتوح بالأعلي، لترفع يدها إلى صدره غيظًا من “جميلة” وأغلقت أزرار القميص بضيق وفمها يتحدث قائلًا:-
-والله عال بتعرف تفتح القميص

 

تبسم بعفوية على غيرة امرأته وقال بعينيه الحادقة بها عن قرب ويشعر بأنفاسها:-
-يعنى بتغيري
رفعت “مريم” نظرها إليه فتقابلت عيونهما معًا فى نظرة طويلة صامتة، يشعر كلاهما بضربات قلب الأخر كأنه قلبه هو الموجود بصدرها وقلبها هى بداخل صدره الصلب المتحجر، أبتلعت لعابها بتوتر من وسامته فلم تخطأ “ليلي” عندما قالت أنه أوسم بكثير بدون لحية بل أصغر وكأنه صغر أعوام بحلق لحيته لكنها ما زالت مغرمة بلمس هذه اللحية ورؤيته بها، أقترب “جمال” أكثر منها وحاول أن ينال قبلته المُفضلة من بين شفتيها لكنها أبتعد عنه بتوتر قبل أن تفقد صوابها أمامه وذهبت نحو الأريكة ليغمض عينيه بضيق شديد منها وسار نحوها مُتأففًا ثم قال:-
-يا تري الغيرة دى كلها ليه؟ عينيك بتقول أنك زى اللى قفشتني بخونك
جلس قربها لتجذبه من قميصه بغضب نحوها ونظرت بعينيه بتحدي وجراءة ثم قالت:-
-فكر تعملها يا جمال مجرد تفكير..
تبسم على قربهما هكذا وعنفها معه دون أن تخشاه ونظر إلى عينيها بنظرة هائمة تربكها أكثر وقال بنبرة دافئة:-
-معقول أبص للنجوم وأنا معايا القمر كله، أنا سمائي مفهاش غير قمري وحتى النجوم مختفية منها
أبتلعت لعابها بأرتباك منه وقالت بتوتر:-
-مبأخدش منك غير كلام

 

دفعته بقوة تاركة أسر قميصه لكنها صُدمت عندما أقترب ونال هذه القبلة بالقوة منها فلم يتحمل قلبه بُعدها أكثر من هذا، رفعت يديها إلى صدره مُحاولة أبعاده لكنه تشبث بيديها بأحكام ولم تقوي بقوتها الضئيلة مقاومته..
فتح باب المكتب ودلف “شريف” ينظر فى التابلت ويتحدث بجدية:-
-أنا وصلت لهما…..
توقف عن الحديث عندما رأهما هكذا، غادر مُسرعًا وأبتعد “جمال” عنها بعد أن سمع صوتها، تذمرت بغضب منه وقالا:-
-عجبك كدة؟ هيقول علي أيه دلوقت
نظر إلى عينيها ويديه تطوق خصرها بحب شديد وقال:-
-أيه هيقول عليكي ايه دى، أنتِ مراتي هو أنا شاقطتك
نكزت فى صدره بغيظ من كلمته وقالت بتذمر طفولي:-
-إيه شاقطتك دى حسن ملافظك!!
تبسم بعفوية بعد أن جذبها من خصرها نحوه أكثر وحدق بها عن قُرب بشغف يحرق قلبه مُشتاقًا إليها وقال بحب:-
-طب ما تعلميني أحسنها أزاى؟ كدة

 

قالها ووضع قبلة على وجنتها ليتابع القول:-
-كدة
قالها وقبل وجنتها الأخري وظل يكررها وقبلاته تختم على وجهها بكل أنش، ضربته على صدره بخفة وقالت:-
-جمال أنا لازم زعلانة منك لو سمحت متضعفش موقفي وتستغلي حُبي ليك
طرقت “أصالة” الباب قبل أن تدخل كما أمرها “شريف” بعد ما رأه فأذن لها بالدخول لتضع الطعام على الطاولة أمامهم وغادرت بينما نظر “جمال” لها وقال بحب:-
-أنا اللى بستغل حُبك، ولا أنتِ اللى بتسغلي أنى بحبك وبتعاندي معايا عشان عارفة أنى بحبك
تبسمت بعفوية ونظرة الأنتصار كأنها بالفعل تعترف بجريمتها وقبولها لهذه التهمة الذي ألحقها بها وقالت بدلال:-
-وأن كان عاجبك يا حبيبي
أقترب أكثر منها لتبتلع لعابها بعد أن حاصرها فى الأريكة ولم يترك لها مهرب منه ثم قال:-
-أنتِ اللى بتضعفي موقفي وقلبي أهو، مخاصمنى بتقولي حبيبي ليه
تنحنحت بخفوت وحاولت تحاشي النظر إليه لكن قلبها لا يقوي على الهرب من حبيبه الذي أشتاق إليه وقالت بعبوس طفولية:-
-زلة لسان مش قصدي

 

-ولا قلبك اللى مش قادر على فراقي
قالها بحب ويديه تضع خصلات شعرها خلف أذنيها وكأنه يفقدها المُتبقي من صمودها بحنانه ودلاله إليها، يعلم أنها لا تقوي على مقاومة دفئه الذي أسقطها فى عشقه من البداية ويستغل هذا كنقطة ضعف لها حتى تذوب وتلين وتتخلي عن عنادها، أبتلعت لعابها من خفقان قلبها بل ليس مجرد خفق بل ضربات كالسطو تلطمها حتى تتالم من الفراق وتذوب من العشق بين ذراعيه ثم قالت:-
-جمال أنا….
أسكتها بقبلته فور نطقها لأسمه بهمسها ونبرتها الناعمة وربكتها التى تقشعرت قلبه وصدره كليًا، لم تقاومه أو تدفعه بل ظلت ساكنة بين ذراعيه وأبتعد ليقول:-
-كفايكي بُعد يا روحي
أعتدلت فى جلستها بين ذراعيه وتحدثت بجدية قائلة:-
-أوعدني الأول، أنك تحكيلي مش هضغط عليك دلوقت لكن لما تحس أن الوقت مناسب تحكيلي يا جمال كل حاجة
تبسم إليه ثم هز رأسه بهدوء وقال:-
-أوعدك يا حبيبتي
تنحنحت بهدوء قبل أن تتحدث من جديد ثم جمعت شجاعتها وقالت:-
-وليا طلب، ممكن تمشيها من القصر
-موافقة تقعد فى أى فندق لكن أنا خليتها فى القصر عشان لما أضطر أتكلم معاها فى الشغل تكوني موجودة وتحت عينيك بدل ما أضطر أروح أقابلها برا وتفكري حاجة تانية

 

صمتت قليلًا تفكر فى حيدثه ثم قالت:-
-خلاص خليها بس رجاءًا تخلص شغلك معاها بسرعة لأني ست وعندي قلب ومشاعر ومش هتحمل وجودها فى حياتنا حتى لو عشان شغل كتير
-أوعدك أسبوع بالكثير
قالها بجدية من أجل “مريم” لتؤمأ إليه بنعم فى صمت، سألها بقلق ونبرة هادئة:-
-خلاص أتصالحنا
تبسمت بغرور بعد ان عقدت ذراعيها أمام صدرها بكبرياء وقالت:-
-أساس أنا مقدرش أخاصمك ومصالحك على طول
تبسم إليه بحب وقبل رأسها بحب ثم بدأ يطعمها بيديه ويُدللها مُشتاقًا لهذه الفتاة التى تسكنه كالممسوس بعشقها بسحرًا أسود لا خلاص منه ولا سبيل لفكه والتخلص من تعويذته …..
___________________________
صُدم الجميع بعد أن وصلت التحاليل الخاص بـ “ولاء” وأنهارت “جميلة” من البكاء بحزن وخوف على والدتها ………
للحكــــــايــة بقيــــة…..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جمال الأسود)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى