روايات

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الفصل السادس عشر 16 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الفصل السادس عشر 16 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الجزء السادس عشر

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث البارت السادس عشر

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الحلقة السادسة عشر

سقـ ـطت دموع بيلا أكثر وهي تنظر إليه وبجانبها جعفر الذي كان ينظر إليه بجـ ـمود دون أن يتحدث، أكمل فارس حديثه بعد أن نظر إليها وقال:انا السبب فـ غيبـ ـوبة كايلا … انا آه مش الفا عل بس شـ ـريك فـ الليلة دي … كايلا كانت تعرف إني أعرف واحدة على أمها .. اللي هي أم بشير … وقالت وقتها إنها هتقول لـ هناء على كل حاجه وطبعًا هناء بتصدق كايلا دايمًا عشان بتقول الحقيقة .. انا وقتها خـ ـوفت ومبقتش عارف أعمل إيه .. فـ يوم كايلا كانت عايزاني أروح معاها حفلة مدرستها عملاها .. وأنتِ كُنْتي معانا ساعتها بما إنكم كُنْتوا فـ مدرسة واحدة … فـ نص الحفلة كايلا راحت الحمّام وبعد ما خرجت انا مشيت وراها مِن غير ما تحس … كُنْت بـ ـراقبها مِن غير ما أحس … كانت قايلالي إنها هتقول لهناء على كل حاجه بعد الحفلة وعشان كدا انا كان لازم أعمل حاجه بعد ما كل حاجه فشـ ـلت يُعتبر
“Flash back”
كانت كايلا في المرحاض بينما كان فارس يقف خلف إحدى العمدان يقوم بمـ ـراقبتها بعد أن ترك بيلا مع صديقتها هنا، أنتظرها لمدة خمسة دقائق حتى رأها أخيرًا تخرج مِن المرحاض وتتجه إلى الدرج ليسير خلفها دون أن تشعر هي
في ذلك الوقت كان الطابق المتواجدة بهِ كايلا فارغ لذلك أنتهز فارس الفرصة وقرر إنقـ ـاذ نفسه، وصلت كايلا إلى الدرج وعندما حانت مِنها لحظة النزول توقفت عندما سَمِعَت فارس يقول:كايلا
ألتفتت تنظر إليه متعجبة لتراه يقترب مِنها حتى توقف أمامها وقال:لسه مُصّرة تقولي لـ هناء
كايلا:آه وهقولها يعني هقولها
فارس:بس أنتِ كدا بتد مري بيتنا
كايلا بتهكم:لا واللهِ دلوقتي بقى بيتنا وانا اللي وحـ ـشة يا بابا لا واللهِ براڤو بجد حلو دور الضـ ـحية دا
نظر إليها دون أن يتحدث لتقول هي بحـ ـدة:انا هقولها يعني هقولها ووريني هتمـ ـنعني أزاي وهتصدقني
أنهـ ـت حديثها وألتفتت حتى تنزل الدرج لينظر إليها فارس ولَم يشعر بنفسه إلا وهو يد فعها مِنّ أعلى الدرج بكل قو ته لتصـ ـرخ هي عاليًا وتسـ ـقط على الدرج بعد أن أرتطـ ـمت رأسها في الرخـ ـام
وقف فارس يشاهدها دون أن يفعل شيء حتى سقـ ـطت في نهاية الدرج أخيرًا فـ ـاقدة الو عي وعندما رأى الد ماء التي أنتشـ ـرت على الأرضية أسفلها عَلِمَ أنها قد فا رقت الحياة ولذلك هر ب سريعًا دون أن ينتبه إليه أحدّ.
“Back”
أكمل فارس حديثه وهو ينظر في نقطة فا رغة أمامه قائلًا:عشان كدا لمَ شوفتها قدامي أول مرة أتصـ ـدمت … لأني كُنْت فاكر إنها ميـ ـتة … بس مَكُنْتش أعرف إنها عايشة طول السنين دي
أنهـ ـى حديثه وهو ينظر إلى بيلا التي كانت تنظر إليه في هذه اللحظة بـ عينين متسعتان والصـ ـدمة هي عنوانها الآن، تحدثت بيلا بصـ ـدمة وعدم أستيعاب وهي تنظر إليه قائلة:يعني أنتَ حاولت تقـ ـتل أختي!
لَم يتحدث فارس بحرفٍ واحد وألتزم الصمت وأخـ ـفض رأسه أرضًا لتنظر إليه قليلًا بصـ ـدمة ثم نظرت بعدها إلى جعفر الذي كان ينظر إليه بهدوء دون أن يتحدث ببنت شفا، نهضت بيلا بهدوء لتتركه وتذهب دون أن تتحدث ليرفع فارس رأسه ينظر إليها لينهض جعفر ويلحق بها سريعًا
أقترب مِنها بخطوات سريعة وهو يقول:بيلا .. بيلا أستني
جـ ـذبها برفق مِن ذراعها قائلًا:بيلا
نظرت إليه بـ عينان تائهتين دون أن تتحدث ليقول هو:أهدي .. أهدي تمامًا وحاولي تخرجي اللي جواكي واحدة واحدة
بيلا بهدوء:انا عايزه أروح يا جعفر … روحني
زفـ ـر جعفر بهدوء وقال:عشان خاطري يا بيلا
بيلا بإصرار:عشان خاطري انا يا جعفر روحني .. انا تعـ ـبانه وعايزه أرتاح بعد إذنك ممكن
شعر بـ الند م لإصطحابها إلى هُنا والسماع إليها، حاوطها بذراعه وقال:يلا هروحك
______________________
“مرحبًا يا رفاق!”
نظروا إليه جميعهم ليقول كين بذهول:مارسيل
أقترب مِنهم مارسيل قائلًا:نعم عزيزي مارسيل
نظر إليه ڤيكتور وقال بذهول:كيف … هل أطلـ ـقت ماري صراحك
أبتسم مارسيل أبتسامته الخـ ـبيثة ونظر إليه قائلًا:ماري الحمـ ـقاء التي تصا رع المـ ـوت الآن
ڤيكتور بتعجب:تصا رع المـ ـوت!
مارسيل:نعم لِمَ هذا التعجب … زاكش قام بـ خدمتنا وقام بـ ربـ ـط حياتها بـ حياة أديتي بدلًا مِن ليان والآن ما ستشعر بهِ أديتي ستشعر بهِ تلك المدعوة ماري
ڤيكتور بتساؤل:وويسلي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مارسيل:ويسلي الآن لا يَوّد رؤيتكم
كاثرين بضـ ـيق:وما شئننا نحن هل قمنا بـ تحر يض زاكش على تلك المدعوة أديتي حتى يقوم بـ أخذ د ماءها وربطها بـ حياة ماري
مارسيل:ضعي نفسكِ محلّه كاثرين .. هل لو أصبح سميث محل أديتي وأنتِ محل ويسلي ماذا ستفعلين … ستغضـ ـبين وتثو رين وتتو عدين لنا أليس كذلك … وهذا ما فعله ويسلي وهذا حقه وأنا لا أُلقـ ـي اللوم عليه
كين بتساؤل:وما الذي يسعى إليه زاكش إن كان ليس ضـ ـدنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه مارسيل وقال:زاكش في خدمتنا نحن وليس هم كين .. أنا مَن جعلته بينهم حتى ينقل لنا جميع معلوماتهم وخطـ ـتهم وهو أيضًا مَن أخرجني مِن غرفتي التي كانت تضعني بها طوال تلك المدة التي كُنْت غائبًا بها .. زاكش معنا نحن أُكررها مرة أخرى حتى لا تنسون ذلك
إيميلي:حسنًا والآن كيف سننـ ـقذ أديتي
نظر ڤيكتور إليها هذه المرة وقال:نحن لا نستطيع إنقـ ـاذها
عقدت إيميلي ما بين حاجبيها وقالت:كيف
ڤيكتور:نحن لن ننفعها في شيء
آلبرت بتـ ـرقب:ومَن الذي يمكنه إنقـ ـاذها إن لَم نكن نحن المنقـ ـذون
نظر ڤيكتور إلى مارسيل الذي نظر إليه كذلك بهدوء لينظر إليهم مرة أخرى قائلًا:ليان
كين بـ أستنكار:مَن؟؟!!!
ڤيكتور:ليان الوحيدة التي تستطيع إنقـ ـاذ أديتي وكـ ـسر تلك اللـ ـعنة
مارسيل:التعو يذة تقول بـ د ماء الجميلة تبدأ اللـ ـعنة وبد ماء الأجمل تبـ ـطُل
إيميلي بتـ ـرقب:أتقصد أن د ماء ليان هي التي ستبـ ـطُل التعو يذة
حرك مارسيل رأسه برفق وقال:وهذا ليس مِن السهل فعله سيكون هناك تضـ ـحيات في المقابل .. الحر ب الكبرى سنخـ ـسر بها الكثير والكثير هذا ليس سهلًا البتة
روزالي:هكذا هي الحياة
نظر مارسيل إلى كين وقال:كين ستذهب إلى چون وتأخذه وتذهبا إلى مقر صمويل هذا الحـ ـقير يجب أن نتخـ ـلّص مِنهُ أولًا حتى نو اجه شيراز وماري دون تر دد
كين:مهلًا أنسيت أننا لن نتمكن مِن الذهاب إلى أي مكان والقـ ـتال بهِ دون ليان هم أكتسبوا قـ ـوى أكبر وتلك القـ ـوى تتساوى مع قـ ـوى ليان معنى ذلك أن ليان تستطيع مواجـ ـهتهم والقضـ ـاء عليهم أجمع وحدها
كيڤن:كيف أن نجعلها تتولى الحر ب وحدها يجب أن نكون بجانبها
مارسيل:حتى نقا تل معها يجب أن نكتسب المزيد مِن القـ ـوى وأقصد بـ نقا تل أنتم .. قو اكم لن تسـ ـعفكم في حر بٍ كبيرة كـ تلك يجب تد عيمها بـ قـ ـوى أكبر وأقـ ـوى
إيميلي:ونحن مستعدون كي نفعل أي شيء في مقابل أن يظل أسم كيڤن آلبرت في عالم مصا صين الد ماء
______________________
أقترب رمزي مِن جعفر الذي كان جالسًا بهدوء وقال:طمني يا جعفر ليان مفا قتش
أنهـ ـى حديثه وهو يجلس بجانبه ليزفـ ـر جعفر بهدوء ويقول:فـ غرفة الأفا قة دلوقتي .. مستنيها
ربت رمزي على كتفه برفق وقال:هتقوم وتطمن عليها أنتَ صـ ـعبان عليا أقسم بالله
نظر إليه جعفر وقال:نفسي أنام مرتاح يا رمزي انا تعـ ـبت
رمزي:هيحصل متقلقش انا حاسس بيك واللهِ وحاطط نفسي مكانك
“أستاذ جعفر ليان فاقت”
أنتفـ ـض في جلسته ليستقيم فورًا على قدميه ومعه رمزي الذي سار خلفه إلى غرفتها، فتحت الباب بهدوء ودلفت قائلة:أتفضل
دلف جعفر بهدوء عكس إنفعا لاته وإند فاعاته التي كانت تسـ ـيطر عليه في الخارج ينظر إليها وخلفه رمزي، أقترب مِن فراشها بخطواتٍ هادئة ليقف بجانب فراشها وهو يتأملها بـ عينان دامعتين وشـ ـوق بلـ ـغ الحـ ـدود فقد حُـ ـرِمَ مِن رؤيتها وسماع صوتها لأكثر مِن يومان وهو لَم يعتاد على أن تفا رقه تلك المدة رغم أنها قصيرة ولَكِن ليست كذلك على أبًا حياته هي صغيرته
مَلس على يدها التي كانت بداخلها الكا لونة وهو يتأملها فقط، لا يُريد أن يحـ ـرم عيناه مِن النظر إليها والتأمل بها أكبر وقت ممكن
أنحنى بجـ ـذعه نحوها ببطء طابعًا قْبّلة عمـ ـيقة بعض الشيء على خدها، ربت رمزي على ظهره برفق دون أن يتحدث
أبتعد جعفر وهو ينظر إليها بعد أن تسا قطت دموعه ولَم يستطع التحـ ـكم بها قائلًا بنبرة مختـ ـنقة:وحشتيني أوي يا لولو .. وحشتيني يا روح قلبي … هونت عليكي تبعـ ـدي عنّي وتسيبيني لوحدي كدا بدور عليكي ومش لاقيكي … عايزه تبعـ ـدي عن جعفر وتسيبيه لوحده .. متعرفيش إنك روحي ودُنيتي كلها
تأ ثر رمزي الذي حاول أن يتحـ ـكم بـ نفسه وقال:ما خلاص يا عم بقى ما هي كويسه وزَي الفُل أهيه غاوي نكـ ـد ليه
ربت على ظهره برفق وقال:كفاية يا جعفر وأهدى انا عارف إن روحك فيها بس هي بقت كويسه أهي ومفيهاش حاجه
مسـ ـح جعفر دموعه وحاول تهد ئة نفسه وأستقام بوقفته مرة أخرى، لحظات وبدأت ليان تستعـ ـيد وعيها مرة أخرى لـ يخرج أسمه مِن بين شفتيها قائلة:أبي
نظر إليها جعفر ومعه رمزي لتهمس هي مرة أخرى بهِ قائلة:أبي
كان هو آخر مَن رأت عينيها وهو كذلك أول مَن ستراه عينيها، فتحت عينيها بهدوء وكان هو أول مَن رأته أمامها، أبتسم جعفر بعد أن أدمعت عيناه مرة أخرى وهو ينظر إليها قائلًا بنبرة سعيدة وهادئة:عينان جعفر
أبتسمت أبتسامه واهنة إليه ليطبع قْبّلة على يدها بحنو قائلًا:جعفر كان قلبه ينشـ ـطر إلى نصـ ـفين عندما تركتيه ليومان دون أن يراكِ ويستمع إلى صوتكِ … جعفر بدونك لا شيء
ربت رمزي على ظهره برفق لير فع جعفر رأسه برفق ينظر إلى رمزي الذي كان ينظر إليه مبتسمًا ليبتسم إليه أيضًا ويعود ببصره إلى صغيرته ينظر إليها
____________________
“ديـانـا .. ديـانـا أيـن أنـتِ؟”
هكذا كان يُنادي كين صغيرته وهو يبحث عنها في أركان المنزل، خرج كين إلى الحديقة وهو ينظر حوله يبحث عنها بعينيه، بينما في إحدى الغرف المظـ ـلمة كانت ديانا تقف أمام الجدار تنظر إليه بهدوء مُـ ـريب
ظهر شعـ ـاع أبيض قو ي أنا ر المكان حولها بينما كانت هي تنظر إليه بهدوء لترى ويسلي أمامها ينظر إليها كذلك بهدوء شـ ـديد دون أن يتحدث، ظل الهدوء والصمت دائمًا بينهما لوقتٍ ليس بطويل ليقطـ ـعه ويسلي قائلًا بهدوء:لقد بدأت الحر ب الكُبـ ـرى أيتها الحاكمة الصغيرة .. لقد بدأ العد التنازلي منذ هذه اللحظة .. منذ بداية إصا بة أديتي تبدأ الحر ب بيننا وبينهم يجب أن تكوني على أستعداد
تحدثت ديانا وهي تنظر إليه قائلة بهدوء:ولِمَ ألقـ ـيت لقب الحاكمة الصغيرة عليَّ
ويسلي بهدوء:لأنكِ بعد أن تقضي على الشـ ـر ستكونين الحاكمة الصغيرة لعالم مصا صين الد ماء في المستقبل .. ستقـ ـودين تلك الحر ب وستقـ ـضين على صمويل وأتبا عه وستقـ ـضي ليان على شيراز وماري وسينهـ ـزم الشـ ـر وينتـ ـصر الخير .. ولَكِنّ هذه الحر ب ستحتاج إلى تضـ ـحيات … وأنتِ تعلمين ماذا أعني بحديثي ذاك
أبتلـ ـعت ديانا غصتها بهدوء قائلة:هل سأخـ ـسر والداي
لحظات وأبتسم ويسلي وقال:لا حبيبتي … لن تخـ ـسري والداكِ .. ولَكِنّ سنقوم ببعض التضـ ـحيات الإجبا رية
نظر ويسلي إلى باب الغرفة حينما سَمِعَ كين يُنادي على ديانا لينظر إليها مرة أخرى ويقول:كين يقوم بمناداتكِ الآن .. سنتحدث مرة أخرى في وقتٍ لاحق الآن أذهبي إليه ولا تُخبريه أنني كُنْتُ هُنا
حركت ديانا رأسها برفق وهي تنظر إليه ليبتسم هو إليها بهدوء ويخـ ـتفي فجأة مِن المكان، نظرت ديانا إلى باب الغرفة وهي تستمع إلى منادات كين إليها
خرجت ديانا مِن الغرفة وأغـ ـلقت الباب خلفها ثم أقتربت مِنه بهدوء قائلة:أبي
ألتفت كين إليها ينظر لها قائلًا بنبرة حا دة بعض الشيء:أين كُنْتِ ديانا أنا أُناديكِ منذ زمن
أجابتهُ ديانا بنبرة هادئة وهي تنظر إليه قائلة:ألعب في الحديقة الخلفية ولَم أسمعكَ إلا عندما جئتُ إلى هُنا
حاول كين أن يهدأ لينظر إليها مرة أخرى وقال:هل توقفتِ عن اللعب الآن
حركت رأسها برفق وهي تنظر إليه دون أن تتحدث ليقول هو:حسنًا والآن تعالي معي
عقدت ديانا ما بين حاجبيها وقالت بنبرة هادئة متسائلة:أين سنذهب
أمسك بيدها وبدأ بالسير بهدوء قائلًا:أودُ أن أُريكِ شيئًا
ذهب كين إلى الجنوب سيرًا وديانا متمسكة بيده تسير بهدوء وهي تنظر حولها لتقول بنبرة متسائلة:ما هذا المكان يا أبي
توقف كين ونظر إليها ليجلس القرفصاء أمامها يتأملها قليلًا دون أن يتحدث، بينما كانت هي تقف أمامه تنظر إليه قائلة:لِمَ تنظر إليّ هكذا يا أبي
تأملها كين قليلًا قبل أن يقول:نُريد قتـ ـل دارين
عقدت الصغيرة ما بين حاجبيها وأردفت مستنكرة:دارين؟!
نظرت بعيدًا عن مـ ـرمى عينيه لترى دارين يقتُـ ـل أحدّ أتباعه بكل قسـ ـوة، نظر إليها كين بتـ ـرقب وقال بنبرة هادئة:ماذا تَرين الآن
أجابت دون أن تنظر إليه قائلة:إنه دارين … يقتُـ ـل أحدّ أتباعه
كين بتساؤل:تستطيعين رؤية هذا التابع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حركت رأسها برفق وقالت:لا أستطيع .. إنه غير واضحًا
كين:يجب أن نبدأ بـ دارين .. وأنا وأنتِ مَن سيتولى تلك المهـ ـمة … مستعدة
نظرت إليه وحركت رأسه برفق ولاحت أبتسامه هادئة ثغرها قائلة:مستعدة
أتسعت أبتسامه كين المُـ ـرِيبة قائلًا:سنستمتع كثيرًا
____________________
“طمني إيه الأخبار شوفتك راجع بيها الصبح”
أردف بها فتحي وهو ينظر إلى جعفر الذي قال بنبرة هادئة:بخير الحمد لله هي بس محتاجه رعاية وهتبقى كويسه
تحدث فتحي مطمئنًا وقال:الحمد لله
نظر إليه جعفر نظرة ذات معنى وقال:عملت إيه فـ الموضوع إياه اللي قولتلك عليه
أجابه قائلًا:هو مكانش فيه أي حاجه لحد إمبارح
عقـ ـد جعفر ما بين حاجبيه وقال متـ ـرقبًا:حصل إيه
نظر إليه فتحي وهو يعقد ما بين حاجبيه قائلًا:شوفت عصفورة بيدي حديده شنطة غريبة أوي … شنطة سفر كبيرة
جعفر بتعجب:غريبة وهيديه شنطة سفر ليه!
فتحي بجـ ـهل:علمي علمك .. بس حصل الأغرب .. حديده خد الشنطة وراح على المحل بتاعه غاب جوه حبتين ورجع تاني بيها لِيه وكانوا بيبصوا حواليهم كأنهم عاملين عا ملة وخا يفين يتقفـ ـشوا
نظر جعفر بعيدًا وهو يُفكر في حديثه بجدية بينما كان فتحي ينظر إليه بهدوء دون أن يتحدث، نظر إليه مرة أخرى وقال:ملهاش أي معنى بالنسبالي لحد دلوقتي … حاجه عاديه تلاقيهم بيد اروا على شغلهم المشـ ـبوه
فتحي:طب وليه تبقى عارف حاجه زَي دي وتسكُت أفرض عملوا حاجه
جعفر:هيعملوا إيه يعني
فتحي:أي حاجه يا عم .. دي فيها شُبـ ـهة لينا إحنا لو طلعت حاجه مشـ ـبوهة زَّي ما بتقول .. وبعدين انا عارف إن حديده عامل نَوَ ش معاك ومع لؤي وأكرم بسبب الموضوع إياه وإن غـ ـلطه كمان وكل سنة وأنتَ طيب … وعصفوره عد اوته معاك قايمة بقالها سنين لحد دلوقتي مخلصتش ووارد أوي يبدأ يلعب تاني معاك ويأ ذيك … انا وأنتَ منعرفش إيه اللي جوه الشنطة دي آه بس متأكد مليون فِـ المية إن الشنطة دي جواها كا رثة هيلبسها حدّ فينا قريب
زفـ ـر جعفر بهدوء وتوسطت يداه خصره وهو ينظر بعيدًا ليسمع فتحي يقول:جعفر .. متستـ ـهونش بـ الموضوع بالذات معاهم دول سوا بق وعليهم قوا ضي وأحـ ـكام متخليش حاجه زَّي دي تشـ ـوه سُمعـ ـتك معاهم
أبتسم جعفر وأجابه:متقلقش .. انا عارف نيّة كل واحد ليا إيه وبعامله عكسها … متبقاش فاهم عد وك بيفكر أزاي وتنبهه … أستمر فـ مـ ـراقبتهم مِن بعيد ولو لقيت أي جديد ياريت تقولي على طول
حرك فتحي رأسه برفق ثم ربت على ذراعه برفق وتركه يقف وحيدًا ينظر في نقطة فا رغة أمامه وعقله يُفكر ويُد بر مكا ئده ويد س سـ ـمومه، أقترب مُنصف مِنه قائلَا بنبرة حا دة غير راضية:ممكن أفهم أنتَ أزاي مأ منله أوي كدا وصفـ ـيت مِن ناحيته
نظر إليه جعفر نظرة ذات معنى وأبتسم أبتسامه مُـ ـريبة قائلًا:هتفضل طول عُمرك بتصدق وشي الخد اع يا مُنصف … يعني نجرب نشغل الطا سة دي شوية منين واحد عد اوتي معاه مستمرة بقالها سنين وكان عينه على البنت اللي بحبّها وعمل المستحيل عشان ياخدها مِني وبو ظلي حياتي كلها هاجي دلوقتي أصفـ ـاله وأقول خلاص انا قلبي أبيض وبسامح والمسامح كريم أنتَ أهبل يا مُنصف
عقد مُنصف ما بين حاجبيه وقال بعدم فهم:لا مش فاهم أنتَ عايز إيه دلوقتي ولا بتفكر فـ إيه عشان د ماغي معلش تـ ـعبانه
أجابه بنبرة ما كرة وهو يلعب بـ أزرار قميصه وينظر إليه بعد أن أرتسم وجه الإجـ ـرام على معالم وجهه:دَّ س السـ ـم فـ العسل يا مُنصف دي لعـ ـبتي .. أحسس اللي قدامي إني بكر هه وبعدين بحبّه مش أي حدّ يعرف يعملها غير العبد لله … فتحي انا نَيمّته مغنا طيسيًا وحسسته إني خلاص نسيت خلا فاتنا ومشا كلنا وصـ ـفيت وعشان أحسسه بالأمان أكتر وكـ ـلته يرا قبلي حديده وعصفوره عشان ينقـ ـلي أخبارهم زَّي ما بعمل معاكم بـ الظبط .. مش جعفر البلطـ ـجي اللي ينسى ماضيه قبل ما يقـ ـفله ويصـ ـفي حساباته … أخدّ غـ ـرضي مِنُه وأتأكد مِن كام حاجه ويبقى بالنسبالي كارت وأتحـ ـرق .. قُربه المفاجئ وصفاء النيّة دا والوش دا مش مريَّح جعفر يا مُنصف وجعفر مش هيسكُّت ولا يهـ ـداله بال إلا لمَ ينتـ ـقم ويخلَّص
زفـ ـر مُنصف وأبتسم ينظر إلى الجهة الأخرى قائلًا:مشـ ـكلتك إنك بتحيَّر اللي قدامك وتخلّيه مش عارف أنتَ معاه ولا ضـ ـده … والمعلم خدّ مِنُه نفعة على كدا ولا
أجابه بنبرة هادئة وهو ينظر بعيدًا وقال:أبدًا .. عصفورة وحديده بيتبادول شنطة سفر
عقد مُنصف ما بين حاجبيه ونظر إليه بطرف عينه وقال:شنطة إيه .. شنطة سفر
نظر إليه جعفر وقال:أيوه مالك بَلّمت كدا ليه شنطة عادي فيها إيه
مُنصف:الشنطة دي بتروح وتيجي بينهم بقالها أسبوعين
لَم يكترث للأمر ولذلك قال:فُـ ـكك وقت ما تحصل حاجه هنتعامل كالعادة عادي المهم فُـ ـكك مِن السيرة الهـ ـباب دي وقولي .. فريد أخباره إيه
مُنصف:بخير الحمد لله … كان عامل هند رستم إمبارح ودماغ تقـ ـيلة
أبتسم جعفر وقال:فريد دا رايق روقان أتمنى أبقى فـ روقانه دا
أبتسم مُنصف وقال:لا فريد عا لج جفا فه العا طفي اللي كان مطفـ ـحولنا فـ الرايحة والجايه الحمد لله وبقى بيطفـ ـحني المـ ـرار كل ما أروحلها
نظر إليه جعفر وقال مترقبًا:بيعمل إيه
ضحك مُنصف بخفة عندما تذكر مشهدٍ ما وقال:دخلت مرة بزورهم وأتطمن عليهم لقيته خارجلي مِن الحمام ولابسلي بشكير والبخـ ـار جوه عال العال وخارج يتغندر ويغني شوف أزاي جميلة وأنتِ كدا رايقة كان حتت منظر يا جعفر أقسم بالله كان محتاجك
ضحك جعفر عندما تخيَّل ما يقوله مُنصف الذي أكمل قائلًا:لقيتلك أمي أتكسفت ولا كأنها بنت العشرين أقسم بالله راحت بتقوله بس بقى يا فريد الواد واقف وبتداري وشها التاني ما صدق وحبة غزل أقسم بالله أراهـ ـنك إن فريد ما كان يعرف عنه حاجه والمشـ ـكلة إنه يا إما طـ ـنش وجودي عشان عارف إني هعكـ ـنن عليه يا إمَّ مَكَنْش واخد باله أصلًا دا خارج كأن البخـ ـار عاملُه دماغ جوه
ضحك جعفر مرة أخرى وقال:تصدق وتؤمن بالله انا نسيت الرومانسية كانت بتتعمل أزاي انا شكلي هروح أتعلّم مِنُه
ضحك مُنصف بخفة وقال:يا جدع أقسم بالله ما هنصفك بعد كدا فـ حاجه تاني لو روحت أتعلمت مِن فريد الرومانسية
أزدادت ضحكات جعفر ليقول مُنصف بنبرة ضاحكة متقـ ـطعة:دا كان أقـ ـصى طموحه تأكله فـ بوقه يا جعفر أنتَ بتقول إيه
أبتعد عنه جعفر وهو يضحك بقـ ـوة بينما كان مُنصف لا يقل عنه شيئًا ليلتفت ينظر إليه عندما قال:طب خُد الكبيرة مرة روحتلها أقعد معاها وهو فـ اليوم دا كان ضهره وا جعه
قا طعه ضحكات جعفر التي رَنَت مرة أخرى ليضحك مُنصف قائلًا بنبرة متقـ ـطعة:أستنى أكمّلك الحوار
قا طعه جعفر مرة أخرى قائلًا بنبرة ضاحكة:مش دا اليوم اللي كان فيه جمل هربـ ـان وراح شا يله
أنهـ ـى حديثه وأزدادت ضحكاته عندما تذكر هذا اليوم وما حدث بهِ ليضحك مُنصف عندما تذكر قائلًا:أيوه هو دا روحت أزوره وخدتله تلاتة كيلو رجـ ـول فراخ عشان تعملهوملوا شوربة
جلس جعفر على ركبتيه أرضًا بعد أن فقد السيطـ ـرة على نفسه ليقول بعد أن حاول أن يهـ ـدأ ولو قليلًا:ليه حدّ قالك إنه قطة
مُنصف:ما هو كان كل ما أتعـ ـب يدخل عليا بـ طيور إيه هتيجي عليا قولت أدو قه مِن نفس الكاس وكانت مِن عنده وعلى حسابه قسمًا بالله ما دفعت فيها ربع جنيه مخـ ـروم حتى
تعالت ضحكات جعفر مرة أخرى وكل هذا يتخيل فريد في هذا اليوم وكيف كانت ردود أفعاله ليسترد مُنصف حديثه قائلًا:المهم أُمي شافت التلاته كيلو رجول فراخ وجاتلها صـ ـدمة كانت فكراني جايبله شيكولاته إيتوال … دا انا نفسي مكلتهاش هجيبها لفريد
مـ ـسح جعفر دموعه وهو ينظر إليه قائلًا بنبرة ضاحكة:وجهة نظر تُحترم أنتَ رجـ ـولة
مُنصف:المهم يسيبني بقى فـ حالي أبدًا طول ما انا قاعد هو كان ممدد على الكنبة ونايم على بطنه وطول القاعدة شغال آاا ه يا ضهري ياني ومكانش يومك يا فريد وأديني فـ النـ ـدب لحد الصبح .. أُمي عشان حنينة وطيبة الست قامت تعمله ضهره ما هو يا حبة عيني فيرو حبيبها بيتو جع تسيبه
وضع جعفر يده على فمه حتى يمـ ـنع ضحكاته ليُكمل مُنصف قائلًا:جابت كرسي وقعدت جنبه وبدأت إيه تعمله مـ ـساج لضهره اللي أتشـ ـال .. وشويه تحطله كريمات ومسكـ ـنات وابن الراجـ ـل الطيب عشان يحر ق د مي يقوم عامل إيه
بدأ بتقليده وهو يقول:آه يا زوزو شوفتي اللي حصل لفيرو .. محدش حنين غيرك يا بطتي وهاتك مِن دا كتير المهم … انا قاعد وعارف إنه بيسـ ـتفزني ويحر ق د مي والمشكـ ـلة أن انا فعلًا د مي بيتحر ق قاعد عمال أد وس على الكورة المطاط بغـ ـل وباصصله ألاقيه بصّلي بصّة يا جعفر يخـ ـربيت أم الخـ ـبث اللي جواه وانا قاعد أقسم بالله شويه وهو لع بجد لأن انا بطبيعتي بغير على أمي وهو عارف كدا وشغال عادي جدًا .. انا معرفش أزاي خلّيت أمي تسيبه وتدخل المطبخ وقوم انا قايم مِن مكاني والإجـ ـرام ظهر على وشي وبدأت أقرب مِنُه وهو لقيته أتر عب فجأة وأتو تر أوي ولسه هينادي ويقول يا زينة انا عملتله واحدة سو بليكس على ضهـ ـره يحلف بيها حياته كلها
ضحك جعفر بقو ة ليضحك مُنصف معهُ قائلًا:أقسم بالله ومكتفتش بيه لا انا روحت قاعد وماسك ضـ ـهره وبكل غـ ـل وحقـ ـد كأني بعمل عجينه بيتزا وبخرج فيها غـ ـلي كله وهو هاتك يا آ ه ويا زينة اللي خرجت لقيتني عاملُه عجيـ ـنه بيتزا أصلًا أينعم طر دتني آه بس خدت حقـ ـي
نظر جعفر حوله بعينين دامعتان وهو مازال يضحك فدومًا تضحكه علا قة مُنصف وفريد فهما دومًا كالقط والفأ ر يتشا جران على أبسط شيء وهذا لا يأتي شيئًا في مواقفهم الأخرى
رفع جعفر رأسه ونظر إليه وقال بنبرة ضاحكة:محدش هيمو تني غيركم قسمًا بالله .. انا على آخر الزمن أمـ ـوت مضحوك
ضحك مُنصف وجلس بجانبه قائلًا:مش أحسن ما تمـ ـوت مغلول
نظرا إلى بعضهما البعض قليلًا بصمت ثم ضحكا مرة أخرى سويًا وهما يتحدثان في أمورٍ عديدة غير فريد وحديده وهؤلاء.
_____________________
دلف إلى غرفتها ويديه خلف ظهره لينظر إليها مبتسمًا وقال:مصدقتهمش لمَ قالولي إنك هنا قولت لا انا لازم أجي أتأكد بنفسي بقى
نظرت إليه كلًا مِن بيلا وليان التي كانت مستلقية على الفراش لتبتسم إليه بخفة، تقدم مِن الفراش ليقف على الجهة الأخرى وينحني بجذعه نحوها طابعًا قْبّلة على جبينها قائلًا:بقى الجميل المسمسم أبو عيون حلوة دا يدخل عملـ ـيات وياخد حـ ـقن وريني إيدك كدا
أنهـ ـى حديثه وهو يُمسك بيدها التي كانت متو رمة بعض الشيء والتي كانت بها الإبـ ـر التي أستقبلتهم يدها الصغيرة أكثر مِن مرة ليطبع قْبّلة عليها وينظر إليها بمعالم وجه متأ ثرة قائلًا:سلامتك يا روح قلبي
كانت فقط تنظر إليه مبتسمة دون أن تتحدث ليبتسم إليها كذلك وينظر إلى بيلا التي قالت:مشوفتش جعفر وأنتَ جاي يا بشير
حرك رأسه نافيًا وقال:لا واللهِ مكانش تحت تلاقيه بيصـ ـيع هنا ولا هنا كالعادة يعني ميبقاش جعفر
نظر إلى ليان مرة أخرى وأبتسم قائلًا:جاييلك هدية حلوة أوي تحبّي تشوفيها
حركت رأسها برفق وهي تنظر إليه ليقول هو تزامنًا مع إخراج ما يَكمُن خلف ظهره قائلًا:إيه رأيك
تحدثت بيلا بدهشة وإعجاب شـ ـديد قائلة:الله … حلوة أوي باقة الورد دي يا بشير انا عايزه واحد زَّيه
أبتسم إليها بشير وقال:مِن عيوني أول ما تولدي وتقومي بالسلامة هجيبلك واحد
نظر بعدها إلى ليان التي كانت تتأمل باقة الورد بعينان لامعتين ليقول:إيه رأيك يا لولو حلوة
حركت رأسها برفق وهي تبتسم قائلة:حلوة أوي يا خالو
أنحنى بجـ ـذعه العلوي نحوها وطبع قْبّلة على رأسها قائلًا:دي حلاوة عيونك يا نور العيون
صدح رنين هاتف بيلا في الخارج لتنهض قائلة:خلّيك معاها يا بشير لحد ما أشوف الموبايل
نهض بشير وجلس مكان بيلا قائلًا:فـ عينيا
خرجت بيلا وأخذت هاتفها لترى أرقام مجهو لة تتراقص على شاشتها لتعقد ما بين حاجبيها وأجابت قائلة:الو
“المدام بيلا فارس عوض معايا؟”
عقدت بيلا ما بين حاجبيها عندما أتاها صوتٍ خـ ـشن لتقول:أيوه
“انا رامي رياض المسؤول عن تنظيم معرض الحياة تسمحيلي أخد خمس دقايق مِن وقت حضرتك!”
أبتلـ ـعت بيلا غصتها بهدوء قائلة:أتفضل
“حضرتك كُنْتي مشتركة فـ الدورة اللي فاتت بالمعرض بـ ديكور ليكي صح كدا”
شعرت بيلا بـ التو تر خـ ـيفةً مِن أن تكون خارج هذا المعرض هذا العام لتقول:أيوه
“أحبّ أباركلك وأقولك إنك خدتي مركز تاني وتاني ديكور يعجب المنظمين والقائمين على المعرض دا وحبّيت أبلـ ـغك إنك السنة دي هتكوني مشرفانا فـ المعرض عشان تكوني مشاركة معانا السنة دي بتصميم جديد ومختلف
جحـ ـظت عيناها بصـ ـدمة وعدم أستيعـ ـاب لِمَ قاله رامي منذ لحظات لترمش بعينيها عدة مرات وهي تشعر وكأن عـ ـصا حد يديه قد سقـ ـطت للتو على رأسها، أرتسمت السعادة على معالم وجهها بوضوح يكاد الأعـ ـمى يشعر بهِ، دلف جعفر مِن الخارج وأغـ ـلق باب الغرفة خلفه تزامنًا لسماعه حديثها حينما قالت عبارات الشكر الشهيرة:شكرًا جدًا لحضرتك وإن شاء الله هكون موجودة
وبعد العديد مِن عبارات الشكر والسعادة التي كانت تقـ ـفز داخل ملقتيها أغـ ـلقت هاتفها وألتفتت لترى جعفر يقف خلفها ينظر إليها لتهـ ـرع هي إليه تكاد تقفـ ـز بسعادة طاغية وهي تُعانقه بقو ة إلى أحضانها قائلة:انا مبسوطة أوي يا جعفر حاسه إني أسعد إنسانة دلوقتي على الكوكب دا
تسأل جعفر وقال:طب إيه السبب أبسطيني معاكي؟؟؟؟؟؟
أبتعدت إنشًا عنه تنظر إليه مبتسمة أبتسامه جميلة لتقول:الأستاذ رامي منظم المعرض كلمني وقالي إن انا خدت مركز تاني وتاني أكتر ديكور حلو وشَـ ـد إنتبـ ـاه المنظمين وهكون موجودة السنة دي فـ المعرض
أرتسمت السعادة على وجهه عندما سَمِعَ تلك العبارات التي نطقت بها زوجته ليعانقها هو هذه المرة قائلًا بنبرة سعيدة:مبروك يا روح قلبي قولتلك ديكورك حلو أوي وهيعجبهم وهتاخدي مركز مِن المراكز الأولى … انا فرحتلك أوي يا بيلا يارب أشوفك أنجح واحدة على طول
أنهـ ـى حديثه وطبع قْبّلة على وجنتها لتبتسم بيلا وتبادله عناقه بـ راحة وسعادة تغمرها قائلة:هتكون معايا .. انا مش هروح أي مكان مِن غيرك
أبتعدت قليلًا تنظر إليه لينظر هو كذلك إليها وقال مبتسمًا:ويرضيكي أسيبك فـ لحظة مهمة زَّي دي برضوا لوحدك .. دا انا مستني اليوم دا بفا رغ الصبر وبدعيلك كل يوم
تقا زف الحُبّ مِن عينيها وهي تتطلع إليه مبتسمة لتعود لمعانقته مرة أخرى قائلة بنبرة متأ ثرة:انا مش بحبّك مِن فراغ يا جعفر بجد .. حتى الحُبّ كلمة قُليلة أقدر أقول إني تخطيت مرحلة الحُبّ دي معاك
عاد بنصفه العلوي قليلًا إلى الخلف كي ينظر إليها قائلًا بمزاح:سبحان الله إمبارح مَكُنْتيش طيـ ـقاني ولا قابلة حتى وجودي
نظرت إليه وقالت بنبرة هادئة:سبحان مَن زرع حُبّك جوه قلبي وحببني فيك … انا كل ما أفكر وأقول لو مَكُنْتش موجود مِن الأساس كان هيبقى مَصيري إيه .. ولمَ أبُص فـ وشك أقول أزاي كل دا حصل بالسرعة دي وفـ يوم وليلة بقيتي مراته وأمّ لبنته وحامل فـ التاني … الوقت عدى بسرعة البـ ـرق معاك يا جعفر … حاسه إني لسه مخدتش نصيبي مِن حُبّك ليا
كانت تعابير وجهه تتبدل كلما تحدثت لتعلو أبتسامته تارة وينظر إليها بـ حُبّ تارةً أخرى، كيف لهُ وصف مشاعره إليها يرى أنه يفعل الكثير والكثير كل يوم لأجل إظهار حُبّه إليها، فدائمًا جعفر كان ليس مِن هواة الواصفين لـ عشـ ـقهم إلى مَن يُحبّون، ولَكِنّ معها يفعل المستحيلات وضـ ـرب مبادئه وقراراته في الحائط فـ عندما يتعـ ـلق الموضوع بـ محبوبته يقسم على إحـ ـراق العالم أجمعه لأجلها
مسح على خصلاتها وطبع قْبّلة عميقة على جبينها ليقول بنبرة حنونة مُحبَّة:لو حدّ هنا لسه مشبعش فهو انا … رغم إن السنين عدت بينا بس انا حاسس إني لسه مشبـ ـعتش مِنك ومش عارف هل دا شيء كويس ولا لا … بس حتى الآن أي حاجه تخصك فـ هي أحلى حاجه فـ حياتي حتى لو عملتي حاجات صغيرة بتكون إنجاز ليا انا كمان لأن أي حاجه بتفرحك بتفرحني انا كمان
زفـ ـر الهواء مِن جو فه وأكمل:انا كمان معرفش لو مَكُنْتش قابلتك كان هيبقى مصيري إيه .. بس الأكيد إني هكون جعفر القديم اللي مبيفرقش معاه حدّ وعلى طول فا رض سيـ ـطرته ومبيهتـ ـمش بـ حدّ وشخص أنا ني مبيحبّش غير نفسه وبس .. بس وجودك أجبـ ـرني أتغيَّر عشاني قبل ما يكون عشانك .. خدت قرار ساعتها إني هتغيَّر عشان أسلوبي دا مش هيناسبك وانا مش هقدر أعاملك بيه … فـ واحدة واحدة لقيت نفسي بتغيَّر مِن تلقاء نفسي وبتعـ ـلق بيكي بطريقة غريبة انا نفسي أستغربت مِن نفسي بس حبّيت الموضوع ده وعشان كدا كمّلت فيه
أعاد خصلة مِن خصلاتها الشا ردة خلف أذنها وقال:تعرفي إنك يوم ما بقيتي معايا وانا خدت عهـ ـد على نفسي إني أي حاجه هبـ ـطلها مش هرجعلها تاني … حسيت إني عايز أكون معاكي أنتِ بني آدم تاني خالص غير اللي انا والناس عارفينه … وكل ما كُنْت بحس بقبولك وقُربك ليا كُنْت بتبسط أكتر ووقتها بس حسيت إني خلاص حققت حلمي وحُبّي كبر معايا مِن صُغري … تعرفي إني بحبّك مِن لمَ كُنْتِ فـ ستة أبتدائي … كل ما كُنْت أشوفك وأنتِ نازلة وبتتصا رعي مع سوسته الشنطة عشان تتقـ ـفل كُنْت أضحك وقلبي يرقص مِن الفرحة بس عشان شوفتك معدّية مِن قدامي
قا طعته بيلا وهي تنظر إليه بتخا بث قائلة:وكُنْت حلوة ولا فترة المـ ـراهقة كانت طا فحة عليا وكان شكلي مش أحسن حاجه
أبتسم وقال:بالعكس كُنْتِ قمر فـ عيوني .. حتى لو الكل قال عكس كدا انا هقول إنك أحلى واحدة تشوفها عيني وكله ما ت فـ نظري مِن بعدك … كُنْتي تلبسي لبس المدرسة وتنزلي كل يوم في نفس الوقت وانا بكون كل يوم واقف مستـ ـخبي أستناكي
أبتسمت بيلا وقد أحبّت حديثه عنها في الماضي لتسأله قائلة:طب ما توصفني كدا لو لسه فاكر كُنْت عامله أزاي
ظهرت أبتسامه جميلة على ثغره ولمعت عيناه وكأنه عاد يراها مرة أخرى أمامه وهي تذهب إلى المدرسة ليبدأ بالقول:كُنْتِ بتلبسي بنطلون كُحلي وتيشيرت بمبة سادة .. وعلى طول بتعملي شعرك ضفيرة والشنطة كانت أوقات سوستتها بتفـ ـوت وأنتِ مرة تتعصـ ـبي عليها ومرة تقعدي تعيطي عشان مبتتـ ـقفلش .. ومرة كُنْتِ راجعة وماسكة ساندوتش الجبنة وبتاكلي فيه ولمَ شوفتيني شاورتيلي وأبتسمتي ودي كانت أول مرة تعمليها لدرجة إني قولت أكيد تخيـ ـلات … كُنْتِ زَّي القمر وقتها ومازلتي … كان عندك خدود حلوين أوي ولمَ تكوني مبو ذة كان بيبقى شكلك حلو بطريقة مش قادر أوصفها فـ انا بحمد ربنا إنك كبرتي وخدودك أختـ ـفت عشان لو كانت لسه موجودة مَكُنْتش سيبتها
ضحكت بيلا وشعرت بـ السعادة تغمرها بعدما ذكَّرها بتلك الذكريات المحببة إلى قلبها لتقول فجأة:لو كُنْت أتجوزت فتحي كُنْت هتعمل إيه
فأجاب بسرعة دون تفكير بعد أن تبدلت نبرة صوته إلى أخرى أكثر خشـ ـونة وقال:كُنْت قتـ ـلته على طول
ضحكت بيلا قائلة:مش معقولة هتفضل عـ ـنيف طول عُمرك
جعفر بجدية:بس انا بتكلم جَدّ … فكرة زَّي دي بتخليني أتجـ ـنن مِن مجرد التخيُل فيها بس ما بالك لو حقيقة
أبتسمت بيلا وهند مت قميصه قائلة وهي تنظر إليه نظرة ذات معنى:دا انا حبيبي سـ ـفاح بقى مش بلطـ ـجي
أبتسم جعفر أبتسامه مُـ ـريبة ونظر إليها نظرة ذات معنى وقال بنبرة خـ ـبيثة:انا قـ ـتال قُتـ ـلة بس فـ الدرى إيه رأيك
نظرت إليه وبادلته نظراته قائلة بنبرة خبيـ ـثة كذلك:رأيي معروف مِن قبل ما تسمعه
أعجبته تلك المراو غات ليقول مبتسمًا:بس هاففني أسمعها أوي مِنك دلوقتي معرفش ليه
أبتسمت أكثر ونظرت إليه قائلة:تعجبني حتى لو كُنْت قـ ـتال قُـ ـتلة … ساعات بحس إن عُنـ ـفك بيعملي حالة كدا مِن السعادة معرفش بتيجي أزاي بس تعجبني
ضحك جعفر وقال بمكـ ـر:وماله .. نـ ـلغي جعفر الطيب دا خالص ونخلينا فـ العنـ ـيف
رفعت طرف حاجبها الأيسر قائلة:بس معايا انا لا
أبتسم إليها وقال:دا مع الكل يبقى وحـ ـش ومعاكي يبقى كيوت وبريء
عانقته مرة أخرى واضعةً رأسها على كتفه قائلة:انا بحبّ الميكس دا أوي … وبحبّك
ربت على ظهرها برفق وقال:واللهِ يا بيلا انا بدور على مصطلح يتعدى كلمة بحبّك دي يعني عشان الواحد وصل لليڤل مرعـ ـب وبقيت خا يف أتجـ ـنن بعد شويه
_____________________
كان يجلس وهو يحمّل فتاه ويداعبه حتى يظل صامتًا أطول فترة ممكنة دون أن يبكي، بينما كان الصغير ينظر إليه بهدوء شديد يرى ما يفعله والده حتى لا يجعله يبكي
خرجت سلمى وهي تحمّل صغيرتها تهدهدها وتُغني لها بنبرة هادئة، جلست بجانب أكرم الذي نظر إليها وقال:انا جـ ـننت الواد
نظرت إليه سلمى لتبتسم وهي ترى صغيرها ينظر إلى أكرم الذي كان يقوم بتعابير وجه مضحكة حتى يجعل هذا الصغير يضحك، ولَم يخيب ظّنه حينما رأى الصغير يبتسم لتعلو أبتسامه أنتصـ ـار على ثغر أكرم الذي قال بسعادة:أخيرًا يا جدع دا انا كُنْت قرّبت أيأس مِنك
ضحك الصغير لتتسع أبتسامه أكرم ويطبع قْبّلة على خده الصغير، تحدثت سلمى وهي تنظر إليه قائلة:ماما جايه بعد شويه
نظر إليها بتفاجؤ وقال:ومعرفتنيش مِن بدري ليه
سلمى:أنتَ كُنْت بره طول الوقت وانا رصيدي خلص وعشان كدا معرفتش أكلمك وأقولك
أكرم بتساؤل:طب عملتي أكل حلويات عصاير أي حاجه؟؟؟؟؟؟؟؟
أبتسمت سلمى وقالت:متـ ـقلقش عملت كل حاجه وكمان هي جايه عشانك أكمنك واحشها
أبتسم أكرم وقال:واللهِ ست طيبة أوي وانا بحبّها
نهض مكملًا حديثه وقال:انا نازل هروح أتطمن على ليان لحد ما تيجي أول ما تيجي أديني رنة هشحنلك دلوقتي عشان بيلا متـ ـزعلش
حركت رأسها برفق وقالت:متتأخرش بس
أنحنى بجـ ـذعه العلوي واضعًا صغيره بجوار سلمى قائلًا:متقلقيش مش هتأخر أول ما ترني عليا هاجي على طول
سلمى:متنساش تسلملي عليها وقولها إني هاجيلها أتطمن على ليان
أبتسم أكرم وقال:حاضر
تركها مع صغيريها لتنظر إليهما وتبتسم، خرج أكرم وهو ينتوي الذهاب إلى منزل شقيقته للأطمئنان على طفلتها
_____________________
دلف جعفر إلى غرفة شقيقته التي كانت تجلس أعلى الفراش تنظر إلى النافذة بشرود، أغلق الباب خلفه ونظر إليها للحظات ثم أقترب مِنها بهدوء حتى جلس أمامها قائلًا:قاعدة لوحدك وقا فلة على نفسك ليه ومش قاعدة معانا بره
نظرت إليه مها دون أن تتحرك إنشًا واحدًا وقالت:عادي .. هقعد بره أعمل إيه يعني غير إني هفضل مبو ذة ومعـ ـكننة عليكم قعدتكم
عقد جعفر ما بين حاجبيه وقال متعجبًا:إيه اللي بتقوليه دا يا مها أزاي تفكري كدا!
مها:انا بفكر بد ماغكم وقتها واللي هتقولوه جواكم
جعفر بعتـ ـاب:أخص عليكي يا مها بقى أنتِ تفكري فينا كدا .. وبعدين انا مش عاجبني قعدتك فـ أوضتك بالشكل دا وكأني حابسك ومش راضي أخرجك
تحدثت مها وهي مازالت تنظر إليه بنبرة خا لية مِن أيا مشاعر قائلة:لا يا جعفر انا اللي حا بسه نفسي … انا اللي عامله فـ نفسي كل دا مش أنتَ … أنتَ مَلَكش ذ نب انا اللي حا بسه نفسي ومش عايزه أخرج
وضع جعفر يده على ذراعها وقال بنبرة هادئة حنونة وهو ينظر إليها:فيكي إيه يا مها انا مش متعودة عليكي وأنتِ بالمنظر دا … فيكي إيه أحكيلي حتى لو اللي هتقوليه هيز علني مش مهم المهم إنك تخرجيه وانا هسمعك وهجاوبك على كل حاجه عايزاها بس متفضليش كدا
ألتمعت عينيها دون حتى أن تبدأ في الحديث فهي تعلم أنها ستتأ لم عندما تتحدث ولربما يتأ لم هو معها فـ حديثها لن يكون هيـ ـنًا عليه ولا عليها
أبتـ ـلعت غصتها بهدوء وقالت:خلّيته يطلـ ـقني ليه يا جعفر .. ليه بَوَ ظت حياتي اللي كُنْت بتمناها معاه … ليه كسـ ـرتني بالشكل دا وأزاي مكمل كأن اللي متكسـ ـرتش دي أختك ولا اللي مِن لحـ ـمك ود مك … ليه د مرت حياتي يا جعفر عملتلك إيه عشان تعمل معايا كدا
تجمعت الدموع في عينيها وأبت ألا تدعها تسـ ـقط دفعة واحدة حتى لا تنخـ ـرط في بكاء مـ ـرير وحينها لن تستطيع السيـ ـطرة على نفسها
أكملت قائلة بنبرة مهزوزة:ليه يا جعفر قولي سبب واحد يخليك تعمل كدا وتكسـ ـر قلبي بالشكل دا … طب انا عملت إيه ليك عشان أتعا قب العقـ ـاب القا سي دا … عملتله إيه جـ ـبره على الطلا ق يا جعفر .. انا عارفه كويس أوي إن سراج مستحيل يطلـ ـق بالسهولة دي ومهما حصل مش هيطلـ ـق .. بس لحد ورقة الطلا ق دي وأستوب لحد هنا ولازم أعرف عملتله إيه يخليه يطلـ ـقني .. لو مستعد تجاوب ومتتهـ ـربش جاوب لو هتقنعـ ـني دلوقتي بسببك انا وقتها مش هفاتحك فـ الموضوع دا تاني
دام الصمت بينهما لمدة ليست طويلة كل ما كان يفعله هو أنه ينظر إليها بمعالم وجه جا مدة لا توحي بأي شيء، نعم سـ ـئم تلك التُهـ ـم المنـ ـسوبة إليه يعلم أنه أخـ ـطأ ولَكِنّ خـ ـطأه ليس كـ خـ ـطأ أخيه هاشم الذي ضـ ـغط بالقو ة والقسـ ـوة على سراج حتى يجعله “يطلـ ـق” شقيقته لربما أخـ ـطأ عندما لَم يُحاول إيقاف أخيه عن هذا الجـ ـنون والوقوف أمامه بالمـ ـرصاد ولَكِنّه لَم ولن يجعل صديقه العزيز ينفـ ـصل عن زوجته والتي هي في نفس الوقت شقيقته، هو لن يقبل أن يبتعد عن بيلا ولو ثانية واحدة وسيفعل أي شيء حتى يبقى معها ولذلك هو كان ينتوي أن يجعل صديقه يستفيق مِن غـ ـفلته تلك ويستطيع إصلا ح الأمر حتى يسـ ـتغل فيما هو قادم ويمنحها وقته كله وليس ربعًا مِنهُ
أجابها بنبرة هادئة للغاية وقال:انا مضغـ ـطش على سراج يطلـ ـق يا مها .. انا نيتي كانت حاجه تانيه خالص وللأسف الشـ ـديد هاشم سمعني وانا بتكلم مع بيلا فـ إني أفو قه عشانك وعشانه .. عشان الوقت ميضـ ـيعش ويند م بعد كدا إنه مرجعش ومتنا زلش عشانك .. الكلام كان بيني وبين بيلا انا معرفش أزاي سمعني ولقيته خد قرار إنه هيخلّي سراج يطلـ ـق مع إن انا مكانش دا غر ضي أساسًا انا غر ضي كان إني أخلّيه يلحق نفسه حتى لو هيبقى معاه عيل واحد بس يبقى لحق نفسه … إنما هاشم هو السبب الرئيسي فـ طلا قك مِن سراج هو اللي ضـ ـغط عليه وهـ ـدده بالقتـ ـل قصاد إنه يطلـ ـق على طول حتى بدون علمك .. انا يوم ما جبته البيت هنا كان غرضي إنه يفوق ويخلص انا بنتي محطوطه معاه فـ نفس الدايرة وأختك معاهم وانا مش مستعد إني أخـ ـسر حدّ فيهم انا خـ ـسرت كتير أوي مش عايز أخـ ـسر حاجه انا مش عامل حساب إني هخـ ـسرها انا أتو جعت بما فيه الكفاية عايز اللي حواليا يعيشوا حياة مستقرة ومرتاحين متمناش لأي حدّ خـ ـراب البيوت انا متجوز وزَّي ما خـ ـربت بينكم هيتخـ ـرب بيتي انا كمان حتى لو مش دلوقتي بس كما تُدين تُدان وانا مش هقبل إنك تبقي مطلـ ـقة وتعيشي حياتك بالشكل دا انا قلبي مو جوع عليكي يا مها أقسم بالله ومش قادر أتحـ ـمل أشوفك بالمنظر دا .. أقسملك بالله ما انا اللي ضغـ ـطت عليه يطلـ ـق أخوكي هاشم هو اللي عمل كدا سراج حتى لو انا طلبت مِنُه دا هيعا ند وهيعمل أي حاجه غير إنه يسمعني ويطلـ ـق بجد دا سراج رو حه فيكي يا مها هو مش مبسوط دلوقتي وهيمـ ـوت مِن غيرك ولولا إن هاشم مهـ ـدده بالقتـ ـل لو فكَّر يقرب مِنك كان زمانه مد مر الدنيا عشانك .. دا انا اللي مجوزهولك عشان عارف إنك بتحبّيه وهو كذلك وانا نفسي اللي شاهد على الجواز دا هاجي بعد دا كله وأجبـ ـره يطلـ ـق مستحيل
كانت دموعها تسـ ـقط بغزارة على وجنتيها بعدما فشـ ـلت في كبـ ـحها والآن تُحاول كتـ ـم شهقاتها بـ أيا طريقة ولَكِنّها فشـ ـلت كذلك، تحدثت بنبرة باكية قائلة:ودا ميمـ ـنعش إنك غـ ـلطت يا جعفر
أجابها بنبرة هادئة وقال:انا عارف إني غـ ـلطت ومعـ ـترف بـ غـ ـلطي كمان مش هنـ ـكر دا بس انا مش السبب الرئيسي يا مها ولا عمري هكون سبب فـ تعا سة أختي
لقد فقـ ـدت السيـ ـطرة على نفسها في التما سك ولَكِنّها لَم تستطع التما سك إنها تحتـ ـرق في صمت، بكت بكاء مـ ـرير، بكاء عنـ ـيف لأول مرة تبكي بهذا الشكل المؤ لم، وضع جعفر يديه على ذراعيها عندما رأى جسدها يهـ ـتز بعـ ـنف، تحدث جعفر محاولًا تهدئتها قائلًا:مها أهدي .. أهدي عشان خاطري
حركت رأسها برفضٍ قا طع وبشكل هيسـ ـتيري وهي تكاد لا تشعر بنفسها وببما تفعله أيضًا، لقد طـ ـعنها أقرب الأشخاص إليها دون رحـ ـمة، كيف لها أن تهدأ وكأن شيئًا لَم يكن
أقترب مِنها جعفر ليجلس على ركبتيه أمامها ويضمها إلى أحضانه ممسدًا على ظهرها بحنو محاولًا تهدأتها ولو قليلًا قائلًا:بالله عليكي تهدي .. أهدي وكل حاجه هتتحلّ صدقيني … أهدي وهعملك أي حاجه
حركت رأسها برفضٍ مرة أخرى وتتنفس بعـ ـلو وبشكلٍ سريع ومـ ـرعب جعله يشعر بالر عب عليها ليقول بعد أن ألتمعت عينيه بالدموع:صدقيني هعملك أي حاجه بس أهدي عشان خاطري يا مها … أهدي عشان خاطري
مسَّد على ظهرها سريعًا حتى تهدأ قليلاً مِن حالتها المـ ـرعبة تلك والتي يقسم أنها ستقـ ـتلها إن أستمرت هكذا لبضع دقائق أخرى، كان يطبع قْبّلة على رأسها مِن الحين للآخر وهو يشعر أنه يَوَّد أن يقتـ ـل هاشم في هذه اللحظة فـ على مدار تلك السنوات لَم يجـ ـرؤ أحدّاً على إحزان شقيقته حتى وإن كان دون قصد كيف يأتي هذا المدعو هاشم الآن ويجعلها في تلك الحالة الآن لقد قام بحفـ ـر قبـ ـره بيده الآن
شعر بها تتمسك في قميصه بقو ة مِن الخلف تزامنًا مع إرتـ ـعاش جسدها بالكامل بقو ة، شعر جعفر بالخـ ـوف عليها ليشـ ـدد مِن أحتضانه إليها أكثر حتى يستطيع التحـ ـكم في هذا الأهتـ ـزاز القو ي الذي تمَّلك مِنها، نظر إليها وسقـ ـطت دمعة مِن عينه اليمنى وقد تو عد لهاشم بالو يل فلولاه لمَ كان هذا حدث
________________________
كان سراج جالسًا في غرفة المعيشة على الأريكة ويشاهد التلفاز بمـ ـلل شـ ـديد، كان يشاهد إحدى المسلسلات الأجنبية التي تتحدث عن الخـ ـوارق ليرى البطل والبطلة اللذان يحبّان بعضهما البعض يفتر قان بسبب تلك القبـ ـيلة التابع لها البطل والتي ترفـ ـض تواجد بشـ ـرية بينهم لأن هذا يكون مخا لفًا لقو انينهم وسريعًا تذكَّر مها، نظر إلى يده اليسرى حيث يقبع خاتم زواجه في بُنصره بعد أن رفـ ـض نز عه على أمل أن تعود إليه مرةً أخرى
عـ ـلّت طرقات على باب منزله أخرجته مِن شروده لينهض بتكا سل ويتوجه إليه دون أن يتحدث، فتح الباب ليرى رمزي أمامه يقول:لقيتك مخـ ـتفي بقالك أسبوع قولت أجي أتطمن عليك خصوصًا إنك على طول بتبقى تحت
أشار إليه سراج بالدخول ليدلف رمزي بالفعل ويغـ ـلق الباب خلفه، نظر إليه رمزي بعدما توجها إلى الداخل ليجلس سراج كما كان ويجلس رمزي على المقعد المقابل إليه قائلًا:في إيه يا ابني مش ظاهر ليه قلـ ـقتني عليك
حرك سراج رأسه برفق وقال بنبرة هادئة:مفيش حاجه
عقد رمزي ما بين حاجبيه وقال مستنكرًا:لا مش مصدقك بمنظرك دا؟؟؟؟!!!!!
كان سراج حالته يرثى عليها حيثُ وجهه الذ ابل واللون البنفسجي الذي أكتـ ـسى أسفل عينيه وذقنه النا بتة بكثا فة وخصلاته الكثيفة المبعـ ـثرة، إنه أشبه برجُل الكـ ـهف، أشار إليه رمزي قائلًا:إيه المنظر دا يا سراج إيه اللي جرالك يا صاحبي
نظر إليه سراج قليلًا بعينين ملتمعتان وقال بنبرة مبحو حة يكسوها الحز ن:بحبّها أوي يا رمزي .. بحبّها ومش قا در أبعد عنها انا بمو ت مِن غيرها … انا بتعـ ـذب يا صاحبي
زفـ ـر رمزي وقال بقلة حيلة:لا حول ولا قوة إلا بالله .. طب أهدى ووحد الله وبإذن الله كل حاجه هتتصـ ـلح وهترجعلك .. أهدى يا سراج
سقـ ـطت دموعه قائلًا بنفـ ـاذ صبر وغـ ـضب:مش قا در يا رمزي مش قا در انا تعـ ـبت يا جدعان حرام عليكم إيه بر ود الأعـ ـصاب اللي جواكم دا بتتكلموا وكأن الموضوع تا فه ومـ ـلهوش لاز مة
رمزي بهدوء:مالك يا سراج كل دا عشان بقولك أهدى .. ما انتَ لازم تهدى عشان تعرف تفكر طول ما أنتَ كدا هتتـ ـعب أكتر … وبعدين مين قالك إن الموضوع تا فه وملهوش لاز مة بالعكس دا موضوع مهم وبنفكر فيه عشان نوصل لحلّ قا طع … الهدوء دا يا سراج مسمهوش بر ود أعـ ـصاب أسمه ثبات .. إحنا مش عاجبنا الموضوع وبنفكر عشانك يا صاحبي أنتَ أخونا وزعلا نين عشانك وبنحاول نعمل أي حاجه عشانك عشان ميرضيناش صاحبنا يبقى مطلـ ـق غـ ـصب وعايش فـ جحـ ـيم وإحنا كل واحد فـ بيته مرتاح مع مراته … زعـ ـلك غا لي يا سراج وإحنا بنفكر معاك ومش هنسيبك غير وهي معاك بعد ما ترجع بيتها تاني مُعززة مُكرمة وترجع ضحكت تنور وشك تاني
نظر إليه سراج بعدما هدأ ولا نت معالم وجهه وسقـ ـطت دموعه ليقول بضـ ـعف شـ ـديد:انا تـ ـعبان أوي مِن غيرها يا صاحبي .. مش قا در انا بتعـ ـذب
نهض رمزي واقترب مِنهُ ليجلس بجواره ويضمه إلى أحضانه مربتًا على ظهره قائلًا بنبرة حـ ـزينة:متقولش كدا يا صاحبي أنتَ أقو ى مِن كدا بكتير أوعى تقول كدا صدقني كل حاجه هتتحل وجعفر مش هيسيب أخته كدا ولا هيسيبك دا هو أكتر واحد عارف أنتوا بتحبّوا بعض قد إيه ومتقدروش تبعـ ـدوا عن بعض .. أهدى يا صاحبي وإن شاء الله هتتحل ولو فـ إيدي حاجه أعملها صدقني مش هتأخر عليك وهعملها على طول … أهدي وصدقني كل حاجه هترجع زَّي ما كانت وأحسن مِن الأول هي مسألة وقت مش أكتر
______________________
طرقات عنـ ـيفة على الباب ومتواصلة تجعل مَن في الداخل يقـ ـتلع قلبه فز عًا ور عبًا، ومعها تعالت صر خات جعفر الغا ضبة والعنـ ـيفة قائلًا:هــاشــم .. أفــتــح الــبــاب .. يــا هــاشــم
خرج هاشم مِن غرفته بخطى سريعة متجهًا إلى الباب وخلفه كايلا التي شعرت بالهـ ـلع بسبب عنـ ـفه في الطرق لتقسم أن الباب سينكـ ـسر في أيا لحظة، فتح هاشم الباب ولَم يُمهـ ـله جعفر فرصة الحديث ليلكـ ـمه بعنـ ـف في وجهه صار خًا بهِ بـ عد وانية قائلًا:كـلـه إلا مـهـا يـا هـاشـم

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!