رواية جريمة سهر والعمارة الفصل الثاني 2 بقلم هاجر نور الدين

رواية جريمة سهر والعمارة الجزء الثاني

رواية جريمة سهر والعمارة البارت الثاني

رواية جريمة سهر والعمارة الحلقة الثانية

بصيتلهُ وكنت لسة هسألهُ يلا بينا فين لكن لقيتهُ بيكلم إبنهُ الصغير اللي لسة مش بيتكلم، إبتسمت للطفل الصغير وهو إبتسملي، طلعوا من قدامي وأنا دخلت وقفلت الباب وقعدت وأنا حاسس إني إتجننت، بجد في حاجة غلط بتحصل يا إما خلاص أنا عقلي راح، فتحت الجواب اللي كان في إيدي واللي فعلًا إتأكدت من خلالهُ إني خلاص إتجننت، الجواب كان فيه كالآتي:
_عايزاك قبل آي حاجة تعرف إني دلوقتي مش سهر اللي إنت تعرفها، أنا طيف سهر، بمعنى أوضح يا حسام أنا عفريتتها، مش عايزاك تتصدم هنا لإن لسة اللي جاي طويل، طويل أوي يا حسام، أنا إتجوزت بعد ما سبنا بعض بسنة ونص لظروف حقيقي صعبة وكان غصب عني، مش عايزاك تشوفني خاينة ولا إني سيبتك عشانهُ، أنا عمري ما حبيت ولا هحب غيرك يا حسام، الموضوع كان غصب في غصب، المهم يا حسام إني محتاجالك دلوقتي أكتر من آي وقت فات، أنا مش هتعذب معاه وأنا عايشة وكمان وأنا ميتة، مش هقدر أعيش في جحيم آبدي، أنا عايزاك تساعدني تظهر الحقيقة وترجع الحق لصحابهُ.
لحد هنا والجواب كان خلص، مش فاهم منهُ آي حاجة، ما هو يا أنا إتجننت وبيتهيألي حاجات يا دي حقيقة ودي تبقى مصيبة أكبر لإنها متدخلش عقل عيل صغير حتى، رجعت قرأت الجواب مرة وإتنين وتلاتة، وأنا بركز على جملة أنا طيف سهر، أرجع أقرأ نفس الجملة مرة وإتنين وتلاتة وعشرة وأنا مش مستوعب ومستني سهر تخبط على الباب وتقولي إن دا مقلب من مقالبها، ولكن عدت ساعة وإتنين وعشرة لحد ما اليوم خلص وسهر مظهرتش عشان تقولي إن دا مقلب، في اللحظة دي النور قطع، قومت من مكاني وروحت أدور على موبايلي عشان أنور الكشاف ولكنني مش لاقيه أو مش فاكر أنا سيبتهُ فين، لحد ما سمعت صوتهُ بيرن وروحت ورا الصوت لقيت رقم أرضي!
رقم أرضي إزاي يعني، إبتسمت بسخرية على تفكيري وقولت بيني وبين نفسي:
_يعني هي دي الحاجة الوحيدة الغريبة في كل اللي بيحصل دا، مجاتش على دي كمان.
فتحت المكالمة وسمعت صوت سهر وهي بتقول:
_أنا عارفة إنك متلغبط يا حسام، بس لازم تكشف الحقيقة، وحياة الحب اللي كان بيننا، لازم تنقذني بعد موتي، مش هينفع أتعذب وأنا عايشة ووأنا ميتة.
سكتت وأنا فضلت ساكت مفيش غير صوت الأنفاس بس، لحد ما إتكلمت بحيرة وخوف وقلق:
=طيب قوليلي يا سهر إي المطلوب مِني أو المفروض أعمل إي، أو حتى قوليلي اللي حصل؟
إتكلمت بهدوء وقالت بكلمات مختصرة:
_إطلع عند جارك أيمن وإقعد على الكنبة اللي على إيدك الشمال وإنت هتشوف الباقي بعينك.
سكتت شوية وأنا عاقد حواجبي ببعض وقولت بتساؤل:
=وإشمعنى عند جاري أيمن؟
قصدك إن أيمن يبقى…
إتكلمت بنفس الهدوء وقالت:
_أيوا يا حسام، أيمن يبقى الراجل اللي إتغصبت عليه، وحسام إبنهُ يبقى إبني.
دموعي تلقائي نزلت وقبل ما أتكلم من تاني أو أرد حتى النور جِه والسِكة إتقطعت، دخلت على التليفون على سجل المكالمات ولكن ملقتش الرقم ولا حد كان متتصل بيا من أصلهُ، دا الطبيعي يعني هكون متوقع إي، فضلت قاعد بفكر إن الكلام اللي إتقال دا كلهُ على زوجة أيمن يبقى على سهر بقى؟
بمجرد ما جِه في بالي الفكرة دي إقتنعت 100% إن سهر حصلها حاجة وحشة جدًا، طلعت بسرعة على شقة المدعو أيمن وأنا بحاول أهدي عصبيتي وألاقي حِجة أدخل وأقعد معاه بيها، خبطت على الباب وفتحلي أيمن وهو مستغرب وقال:
_خير يا أستاذ حسام في حاجة ولا إي؟
إتكلمت وقولت بنبرة مترددة في الكلام اللي بقولهُ:
=كنت عايز أقعد أتناقش معاك في مشكلة الأسانسير والكهربا اللي بتقطع كتير دي، وبصراحة بستغل الفرص عشان نتعرف على بعض أكتر لإن من ساعة ما جيت ومشربناش كوباية شاي مع بعض.
خلصت كلامي بإبتسامة حاولت قدر المستطاع أرسمها من غير ما يبان حاجة، إتكلم أيمن وقال بعدم إقتناع بكلامي ونظراتهُ الغير مرحبة بيا بس أنا لازم أدخل مش حُبًا فيه، ولكن بداية لتدميرهُ، إتكلم وهو بيفتح الباب على مضض وقال:
_إتفضل يا أستاذ حسام طبعًا نشرب كوبايتين شاي مع بعض.
دخلت وبصيت على الكنبة ناحية إيدي الشمال وقعدت عليها فورًا، بصلي أيمن بإستغراب وريبة لإني قعدت بسرعة وإتطلاقة وكإني حافظ البيت، إبتسمت بهدوء وقولت:
=بحب دايمًا أتعامل بعشم زايد مع آي حد لسة بتعرف عليه عشان ناخد على بعض أسرع.
إبتسملي على مضض وواضح جدًا من نظراتهُ وإبتسامتهُ إني غير مرحب بيا في بيتهُ وقال:
_هدخل أعمل كوبايتين الشاي وأرجع.
بمجرد ما دخل النور قطع، وقبل ما أنطق كان النور رجع من تاني بس بشكل مختلف، الشقة كان ديكورها متغير شوية والإضاءة مختلفة وشايف سهر وأيمن واقفين بيتخانقوا، إتكلمت وقالت:
_أنا زهقت منك ومش قادرة أعيش معاك أكتر من كدا، طلقتي بقى طلقني أنا مش هعيش معاك ثانية تاني زيادة، كفاية بقى حرام، حرا…
مكملتش باقي كلامها وكان القلم نازل على وشها جامد لدرجة إن الصوابع علمت ووشها جاب د*م، إتكلم أيمن وقال:
=دا بعينك يا سهر، إنتِ ملكي من يوم ما أبوكِ باعك ليا.
بصيتلهُ سهر وهي بتعيط وإحساس الألم باين في عينيها وقالت:
_أنا مش لعبة عشان أتباع ولا أشتري، أنا بني آدمة ومن حقي إني أختار حياتي ولو شوية بقى، خلاص تعبت بجد، أنا همشي يا أيمن وإعمل اللي تعملهُ.
كانت هتمشي بس مسكها من دراعها جامد وقال بغضب رهيب مالي عينيه:
=هتمشي تروحي فين، دا بعينك، الفلوس والأملاك اللي ورا أبوكِ أنا السبب فيها وهاخدها منكم تاني.
بصيتلهُ سهر بغضب وقالت:
_الفلوس اللي ساعدت بابا بيها وقتها أنا دفعت تمنها سنين من عمري، لكن الفلوس بتاعت دلوقتي بتاعتي أنا وإبني واللي هعيش بيها معاه وبس من غير ما يبقى في متطفل أو شخص يأسر سنيني أنا وإبني معاه.
مردش عليها بالكلام وقتها، الغضب كان مالي عينيه بشكل واضح جدًا، مسك الفازة اللي جنبهُ ونزل بيها مرة واحدة بدون مقدمات على راس سهر وهي بتحاول تهرب منهُ ةدا خلاها تسيح في دمها وتفقدها الوعي وقتها، ولكن هو دخل إبنهُ اللي عندهُ 3 سنين ومش فاهم حاجة لسة الأوضة وقفل عليه وطلع ومعاه شاكوش كبير وبدأ يحفر ويكسر في البلاط في نفس المكان اللي أنا قاعد فيه، وبدأ يسحب سهر للمكان دا ودفنها حية تحت بلاط البيت ورجع كل حاجة زي ما كانت، أيوا سهر كانت عايشة بس عندها حالة إغماء بس، ولكن هو دفنها حية، ومحدش سمع عنها لحد دلوقتي غير كل شر وبس وإنها هربت مع واحد وهو اللي طلع الملاك البريء في الأخر؟!
فوقت من كل دا على صوت أيمن القذر وهو بيحط الشاي قدامي ولكن قبل ما يتكلم قومت بسرعة وطلعت برا الشقة ونزلت تحت في بيتي عشان مرتكبش فيه جناية حقيقية وأنا بفكر إي الخطوة الجاية.