روايات

رواية جبروت الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الجزء السابع والعشرون

رواية جبروت البارت السابع والعشرون

جبروت
جبروت

رواية جبروت الحلقة السابعة والعشرون

أغمـض عينيـه بقوة ، يبتلـع إهاناتهـا لـه، بنظراتها المسـتصغرة منه والمسـتهزئه بـه، وكلماتهـا السـاخرة وتلـك الابتسـامة القاسـية بجانـب شـفتيها تطعنـه في صميـم قلبـه.
عـادل صـوت متشـنج: ماريـا أرجوكي بـلاش تتكلمـي معايـا كـدة، أنـا عـادل صديقـك وحبيبـك، أنـا كل حاجـة في حياتـك، لا انـا ولا انتـي نقـدر نعيـش مـن غيـر بعـض.
أصابتهـا كلماتـه بالبـرودة في قلبهـا ليـس مـن صدقهـا وإنمنـا لشـئ آخـر وهـو الشـعور بالهجـر مـن عائلتهـا الـذي تسـبب في أن يكـون هـذا الواقـف أمامهـا يمثل لهـا كل العلاقـات لترد عليه بهــدوء صقيعــي: عــادل أنــا عايــزة اقولــك حاجــة وبعديــن نشــوف إذا كان عنـدك كلام لسـه عايـز تقولـه أو لاء، ونشوف انـا هـل وقتـي يسـمح اســمع حاجــة أو لاء.
نظــر إليهــا بألم، فمــن يصــدق أن تلــك المــرأة التــي تتحــدث معــه بهــذه الطريقـة هـي فتاتٌـه الخاصـة، هـي ملـك لـه ، كانـت تتلهف للقائهم سـوياً بفـارغ الصـبر ، سألها بسخرية مريرة: وقتك مابقاش يسمح تتكلمي معايا! ؟
تجاهلــت ســخريته وأكملــت حديثهــا باللغــة الانجليزيــة: أنــت كنــت لي صديـق رائـع، و في المسـتقبل مـن الممكـن أن تكـون والـد جيـد أيضـا، فقـد قمـت معـي بـدور يشـبه ذلـك، ولا انكـر فقـد كنـت في صغـري أشـعر أحيانـا انـك أبي بـل كنـت اتمنـى ان يكـون والدي معـي ويعاملنـي كمـا تعاملنـي أنـت، ولكــن أنــت حبيــب ســيئ وفاشــل، أنــا لا أنكــر اني أحببتــك بــل وعشــقتك أيضـا و اكتفيـت بـك مـن كل عـالم الرجـال، ولكـن أنـت لم تكتفـي بي ، كنـت دائما تمنعني الاقـتراب مـن اي رجـل سـواك، وعلمتنـي ان ابتعـد عـن إي رجـل يحـاول التـودد لي بـأي شـكل مـن الاشـكال، ولكـن أنـت لم تلتـزم بما علمتنـي إيـاه، كنـت دائما مـا تتـودد للنسـاء مـن حولـك، و رغـم علمـي بذلــك كنــت أتجاهــل الامــر حتــى وإن رأيــت بعينــي كنــت اتقبلــه مــن منظــور المجاملة الراقيــة ولكنــه في الحقيقــة لم يكــن ابــداً كذلــك، ظللــت أتجاهــل كل شــعور بخيانتــك لي واقتــل اي شــك بداخـلـي تجاهــك إلى أن رأيتـك بعينـي. ( حاربـت نفسـها حتـى لا تبـكي و تنـزل دموعـاً مـن عينيهـا أمامـه، ولكنهـا لم تسـتطع ذلـك فقـد أبـت عينيهـا و رفضـت تنفيـذ رغبتهـا وسـقطت مـن عينيهـا دمعـة تليهـا الاخـرى ولكـن دون شـهقات، و بداخلهـا تعلـم أن تلـك الدمعــات ليســت عليــه ابــدا وانما مع كل دمعة يسقط شيء آخر ،،،، أخــذت نفســاً عميقــاً إلى صدرهــا و اقصــت مشــهد خيانتــه لهــا مــن عقلهــا وأكملــت حديثهــا بصرامــة أكــر ).. وهــذه كانـت الخيانـة العظمـى، هـي القشـة التـي قسـمت ظهـر البعـبر، رغـم أنهـا ابــدا لم تكــن في هشاشــة القشــة بــل هــي رصاصة غــادرة أصابــت قلبــي، ســهم مســموم أصــاب الهــدف و أصبــح الســم ينتشــر في خالايــا مشــاعري تجاهـك، إلى أن قتــل اي امل في العـودة إليـك.
إذا كان قـد تألم مـن اسـتهزائها بـه فهـا هـو يموت أمامهـا بداخلـه دون أن تـراه هـي، أو تعلـم أن تلـك الكلـمات التـي كانـت كل واحـدة منهـا سـهم يصيـب قلبـه، شـعر ان قلبـه يرتجـف وكل خليـة في جسـده ارتجفـت معـه تأثـراً بما قالتـه حبيبتـه، نظـر إليهـا بعيـون تحمـل الامـل الـكاذب وحدثهـا بلغتــه والتــي كان يرفــض الا أن يتحدثــوا بهــا معــا:ً بتقولي ان مشــاعرك تجاهـي ماتـت بـس دموعـك اللي بتنـزل مـن عيونـك دي بتقـول عكـس كلامك .
رفعـت يدهـا تمسح دموعهـا بأبتسـامة ألم : آسـفة، دموعـي دي مـش عليـك لأنك للأسف ماتسـتحقهاش، دي دموع الخسارة ، على روحـي اللي انـت عذبتهـا، وحـب عمـري اللي ضـاع وانتهـى بسـبب خيانتك،أنـا ببـكي على نفـسي لأنهـا الوحيـدة اللي تسـتاهل ان أبـكي عليهـا، أمـا أنـت، أنـت ايـه؟.. أنـا ماقدرش انكــر انــك قــدرت تكــون كل حاجــة فحياتي وأن مــن يــوم مــا وعيــت عـلـى الدنيــا وأنــت دايمــا موجــود، بــس المقابــل اني انــا كـمـان كنــت دايمـا موجـودة ليـك، أنـت قدمـت لطفلـة والطفلـة لمـا كبـرت قدمتلـك أضعـاف اللـي قدمتهولهـا، وصدقنـي البنـت بتديهـا شـئ ولـو بسـيط بتديـك قصـاده كتيييييـر اوي بلا حسـاب،ولو اتحسـابنا هتطلـع مديـون ليـا بالكتـر واللي أنـا اتنازلـت عنـه ومـش عايـزاه، حتـى صداقتـك أنـا في غنـى عنهـا ومـش عايزاها،لحـد كـدة وانتهـى كل شـئ.
نظـر إليهـا بنظـرات جنونيـة و ينطـق برفـض قاطـع: لا لا لا لا مـا ينفعـش الـلـي انتــي بتقوليــه ده يحصــل، مينفعش تســيبيني لمجــرد اني… اني
ماريـا بـصراخ دون أن تبالي لكونهـم يقفـوا بمنتصف الطريـق أمـام أناس كُـثر: كمـل ليـه سـكتت، لمجـرد إنـك خنتنـي و دبحتنـي و قتلتنـي و اذتني،أنا عملتلــك ايــه علشــان تأذينــي، أنــا اتقبلتــك بــكل عيوبــك، أنــا اتحملتــك كتييييـر، و دلوقتـي بقيـت متخانـة كـان باقـي ايـه تانيييـي؟
نظـر إليهـا بـالم ولكـن غلبـه كبرياء جرحتـه هـي بأصرارهـا على رفضـه و اقصائـه عـن حياتهـا: ماشي يـا ماريـا عايـزاني أبعـد هبعـد ومـش هقربلـك تـاني، وخلينـي اشـوف هتعـرفي ازاي تعيـشي مـن غـيري، لأنك مالكيـش غيـر عـادل، وبكـرة افكـرك لمـا ترجعيلـي ندمانـة على كل كلمـة قولتيهـا دلوقتـي، بكـرة تحتاجيلـي زي مـا كنتـي طـول عمـرك بتحتاجينـي.
ضحكــت، نعــم ضحكــت بصــوت مســموع ضحــكات متقطعــة مصاحبــة بشـهقات وهـي تهـز رأسـها يمينا ويسـارا:ً هههـه ههههـه ههههـه يـا إلهـي كنـت معي كل سـنين عمـري، حتـى انـك تذلني بحاجتـي لـك على مـدار حياتنــا سويا ، ( لتزيد جنونه أكثر قائلة ) ونســيت اني أقــرب نــاس ليــا اللي هما عيلتي لما أتخلوا عني و هجروني هجرتهم انا كمان وكملـت طريقـي بـدون مـا ابـص ورايـا تـاني.
ليرد عليها دون أن يبالي لهـا: أنـا غيرهـم، أنـا عـادل، أنـا غـير الـكل حتـى لـو كانـوا اللي خلفوكي ، ولحـد مـا ترجعـي هكـون كل يـوم مـع واحـدة هقـرب للـكل طلامـا انـك اتخليتـي عنـي يبقـى ت…….
قاطعتـه بـأصرار وعزيمـة ينبعـوا مـن قلبهـا المتألم رغـم الوجـع: ماتكملـش ، دي حياتـك وأنـت حـر فيهـا اللـه يوفقـك، أمـا أنـا ف همـشي ومـش هرجـع ابـدا, ( و ضربت فوق قلبها بقبضتها ثالث رضبات بطيئة لكن قوية ) قلبي ده عمره ماهريجع يدق علشانك تاني.
وتركتـه يقـف بمنتصف الطريـق ينظـر إلى ظهرهـا وهـي ترحـل مـن أمامـه بخطـوات مسـتقيمة، قويـة وثابتـة زادت مـن اشـتعاله وأغاظتـه.
ولكنــه لم يــرى تلــك الدمــوع التــي لا تتوقــف عــن التســاقط مــن عينيهــا دون أن ترفـع يديهـا لكـي تمحيهـا، تركتهـا تسـقط لـكي تسـقط مـع كل دمعـة ذكـرى لـه معهـا
خرجـت مـن غرفـة العمليـات بعـد مـرور سـاعات بالداخـل… وجـدت الشـاب الـذي كان يبـكي منـذ قليـل يتحـدث مـع الطبيـب الـذي كان معهـا بالداخـل والابتسـامة تنيـر وجهـه، وكأنـه كان ميتـاً وعـاد إلى الحيـاة مـن جديـد أو هـو سـعيد كسـعادة رجـل ابلغـوه للتـو أنـه أصبـح والدا .
تخطتهـم وعـادت إلى غرفتهـا الخاصـة فقـد مـر على معـاد عمليتهـا المكلفـة بهــا نصــف ســاعة.. تبــاً لتهــور الشــباب فــكل يــوم يأتي العـشـرات نتيجــة لحـوادث السـير بسـبب القيـادة المتهـورة أو الخمـور أو أشـياء سـيئة أخـرى، لذلـك مهـا طالـت مـدة إقامتهـا بهـذا البلـد لـن ترتـاح للسـكن فيـه ابـدا ولـن تشـعر فيـه بالطأمنينـة، ولكـن لم يحـن الوقـت للعـودة بعـد ؛ فأمامهـا مشـوار طويـل هـي تريـد الحصـول على مـال وفير يسـاعدها في امتلاك مشــفى صغـيـر على أرض وطنهــا، وأيضــا لكــي تنتهــي مــن البحــث الــذي تعمــل عليــه الان والــذي يــدور حــول الاعصــاب والاوردة بالجســد ولكــن بطريقـة معقـدة.
مـا ان اقتربت مـن مكتبهـا حتـى وجـدت الممرضـة تسـتدعيها لمكتـب كبيـر أطبـاء المشـفى دكتـور جاكسـون، وبالطبـع هـو نفسـه اسـتاذها في الجامعـة فهـذا المشـفى أكبـر مشـفى بالعاصمـة و تابـع للجامعـة أيضـا ولا يتـم تعييـن الاطبـاء فيـه بسـهولة فقـط المتميزيـن.. دخلـت إلى المكتـب بعـد أن سـمعت الاذن بالدخـول
دكتور جاكسون: مرحبا تالا وأخيرا حرضتي ؟
ريتال: اعتذر دكتور جاك فقد كان هناك حالة طارئة وتم استدعائي.
جاكسون: اعلم اعلم فقد كنا ننتظرك.
واخيرا نظرت ريتال إلى من يجلسون أمام الدكتور جاكسون. ســيدة في ســن الخمســون مــن العمــر تقريبــا و شــاب ثلاثيني العمــر ولم تتأمل في ملامحه ، فهــذه عادتهــا لا تنظــر إلى أحــد حتــى ولــو مــن بــاب الفضــول، حركــت رأســها عنــه دون مبالاة ونظــرت إلى الســيدة بعمليــة : اعتــذر عن انتظــارك لي سيدتي بأمكانــك الان الذهــاب مــع الممرضــات ليتــم تجهيــزك لـكـي نبــدأ.
نظـر إليهـا مـا أن دخلـت إلى المكتـب بلا مبالاة و لكـن عندمـا التفتـت إليــه و اشــاحت ببصرهــا دون أن تبالي شــعر بضيــق لا يعلــم ســببه، ربما اغاظـه البـرود المحيـط بتلـك الفتـاة، هـو بالفعـل يكـره الاجنبيـات و يشـعر أنهــن لازجات و ذوات دم بــارد، الا أنــه أطــال النظــر لأنه شــعر أنــه قــد رآهـا مـن قبـل ، ملامحها مألوفـة إليـه ، حتـى انهـا لا تشـبه الاجنبيات في شـئ لا شـعرها والـذي يبـدوا لونـه هـذا طبيعـي، ولا عينيهـا السـوداء والتـي لا يظهـر بهـم اي تعبير ، وعندمـا تحدثـت بصوتهـا شـعر أيضـا أن هـذا الصـوت العميـق لـه صـدى بداخلـه لا يعلـم لمـاذا.
نظـرت إليهـا السـيدة بأسـتياء يصاحبـه الغـرور ونطقـت بأنجليزيـة صحيحـة: أنــا لا أحــب أن انتظــر أحــد وهــذا خطــأ ليــس في صالحــك، و رفضــت أن اتجهـز الا بعـد أن تكـوني قـد انتهيتـي مـن…..
لم تعجبهـا تلـك النبرة التـي تتحـدث بهـا هـذه السـيدة ولم تروقهـا نظراتهـا ابـدا لذلـك قاطعتهـا بـذوق تحـاول دائما الحفـاظ عليـه ولكنـه بالطبـع لا يخلـوا مـن البـرود: عـذرا لمقاطعتـك ولكـن انـا لا أرى اني أخطـأت أنـا طبيبـة وهــذا مشـفى ومــن الطبيعــي أن يتــم اسـتدعائي في أي وقـت طالمــا أننـي يمكنني تلبيـة نـداء واجبـي. أمــا عــن انتظــارك فهــذا طبيعــي، وكان بأمكانــك أن تتجهــزي أثنــاء ذلــك حتـى انتهـي أنـا و لا تتسـببني بأضاعـة المزيـد مـن وقتــك و وقتــي.
نظــرت الســيدة اليهــا ولم تســتطع الــرد عليهــا الا أنهــا حولــت نظرهــا إلى الشـاب بجوارهـا لتسأله باللغة العربية : هـي دي أحسـن دكتـورة في المستشـفى يـا عمـر اللي انـت جايبنـي فيهـا؟ البنـت دي !
https://www.facebook.com/profile.php?id=100022581351520…
وقفـت ريتـال وقـد شـعرت أنهـا سـوف تبـدأ جـدال عقيـم، فهـي لا تحـب التعامل مـع هـذه النوعيـة مـن البشـر، هـي منـذ أن وقـع نظرهـا عليهـم شـعرت أنهـم عـرب فهـي عندمـا قـرأت الملـف الخـاص بحالتهـا لم تلتفـت إلى اسـمها، وهـذه عـادة أيضـا لديهـا، ورغـم علمهـا بأنهـا سـيئة الا أنهـا لم تحـاول تغييرهـا فما لهـا هـي ومـال الاسمـاء لمـاذا تضـع أسـمائهم في ذاكرتهـا وتضيـع مسـاحة منهـا على أشـياء تافهـه ( هـذه هـي نظرتهـا تجـاه الامـر )
ريتـال بأبتسـامة صقيعيـة ولغتهـا العربيـة: اسـمي دكتـورة ريتـال و دلوقتـي شـوفي دكتـور غـيري يكـون مناسـب لحضرتـك. ( و ألتفتــت إلى دكتــور جاكســون بــذات الابتســامة ) دكتــور جاكســون أنــا أعتــذر لــن أقــوم بهــذه العمليــة، دع طبيــب آخــر يقــوم بهــا عــن اذنــك ســوف اذهــب لأرى مــا لــدي اليــوم.
دكتـور جاكسـون بأسـتغراب وتعجـب: مـاذا؟ أنـا لم أفهـم شـيئا مـن حديثكـم بالعربيـة ولكـن لماذا تعتـذري عـن العمليـة.
ريتــال ببــرود: الســيدة تــرى اني لا اناســبها للقيــام بالعمليــة وأنــا لا أريــد الاقتــراب منهــا.
الســيدة بصــوت مرتفــع وقــد وقفــت عــن مقعدهــا: هــل وصلــت بـكـي الوقاحــة إلى هــذه الدرجــة؟
نظـرت إليهـا ريتـال مـن قدميهـا إلى رأسـها والعكـس وهـي مازالـت جالسـة بمقعدها المقابـل لهـا هـي والشـاب، نظـرة اشـعرت السـيدة بالاهانـة ، ومـن ثـم وقفـت وخرجـت مـن المكتـب وحـاول دكتـور جاكسـون إيقافهـا، فهـو يعلــم أن كلمـات هــذه الســيدة و معاملتها تعنــي لريتــال أشــد إهانــة لم تقبلهـا مـن أحـد ابـدا منـذ عرفهـا أثنـاء دراسـتها حتـى مـن معلميهـا.
دكتور جاكسون: تالا انتظري.
التفتــت إلى جاكســون رغــم أنهــا لم تكــن تريــد ذلــك ولكنهــا لا تســتطيع تجاهل ه فهـو معلمهـا: أنـا بمكتبي دكتـور جـاك عـذرا منـك فهـذا المكتـب بــه بعــض ال……
( وتركــت جملتهــا دون أن تكملهــا وخرجــت بهــدوء وهــي تغلــق البــاب بهــدوء أشــد وتركــت تلــك الســيدة تشــتعل مكانهــا )
https://www.facebook.com/profile.php?id=100022581351520…
نظـر دكتـور جاكسـون إلى الشـاب بأسـتياء: عمـر أنـت تعلـم مكانتـك لـدي، ولكـن ذلـك لا يعنـي أن أقبـل بـأن قريبتـك تهيـن طبيبـة مـن أفضـل الاطبـاء هنـا وبـل أفضـل تلامذتي ، و لهـا مكانـة رفيعـة بـين الاطبـاء هنـا والاسـاتذة بجامعتهـا ،، هي لهـا شـأنها الـذي لا يسـتطيع أحـد التقليـل او التحقيـر منـه.
كادت أن تـرد عليـه السـيدة بأنفعـال الا أن المدعو عمر سبقها : اعتـذر دكتـور جاكسـون ، سـوف أعتذر بنفسي مـن الطبيبـة، وانتـي عمتـي رجـاءاً اذهبـي للاستعداد لـكي ننتهـي سريعـا، لا أريـد المزيـد مـن المشـاكل.
نظــرت إليــه بغــل وهــي تستشــيط بداخلهــا لأنه حدثهــا بتلــك الطريقــة أمـام الطبيـب ولكنهـا كبتـت شـعورها داخلهـا و جلسـت تنتظـر الممرضـة التـي سـوف تذهـب معهـا لتتجهـز، وبمجرد خروجهـا ذهـب هـو أيضـا إلى مكتـب ريتـال بعـد ان اسـتعلم عنـه وقـام أحدهـم بأيصالـه.
أوقــف يــده قبــل أن يطــرق على البــاب وابتســم بمكــر، هــذه الفتــاة بهــا شـئ يسـتفزه ولكـن لا يعلـم ماهـو، شـئ يجعلـه يريـد اسـتفزازها أو إثـارة غيظهـا كما يغيظـه برودهـا، لذلـك لم يتدخـل بحوارهـا مـع عمتـه أرادهـا ان تتحــدث أمامــه أكـثر و انتظــر ان تخــرج مــن هالتهــا البــاردة ولكنهــا لم تفعـل، بـل اكتفـت بالـرد عليهـا بنظـرة يقسـم أنهـا تكفـي بالـرد الـوافي على إي إهانـة.
بعـد ان خرجـت مـن مكتـب الدكتـور جاكسـون عـادت إلى مكتبهـا وكأنـه لم يحـدث شـئ هـي لا تبالي ابـدا بتلـك الاشـياء التافهـه، فكثـر ماقابلهـا و سـوف يقابلهـا مـن يسـتصغرها ويقلـل مـن شـأنها ولكنهـا تخطـت وسـوف تظـل تتخطـى كل هـؤلاء الحمقـى.
( الكلاب تعوي والقافلة تسير )
هــذا الموقــف تــراه تافــه جــدا ولا داعــي لــه مــن الاســاس، ولكــن نظــرات تلــك المــرأة هــي مــن جعلتهــا تتعامل معهــا بتلــك الطريقــة على عكــس تعاملهــا مــع المســنين دائما ، ولكــن هــذه ليســت منهــم بالطبــع و ســبب وجودهــا هنــا خيــر دليــل على ذلــك.
فهـي قـد قامـت بعمليـة تجميليـة في يدهـا وبعـض المناطـق مـن جسـدها لـكي تبـدوا أصغـر سـناً وتخفي التجاعيـد، ولكـن هـذه العمليـة حـدث بهــا خطــأ أدى إلى تــضرر أعصــاب يدهــا اليمنــى و بذلــك أصبــح لديهــا مشــكلة في تحريــك أصابعهــا، وأيضــا العمليــة لم تتــم في مــكان مناســب أو بأمكانيــات عاليــه فهــي تمت بإحــدى المراكــز التجميليــة ب بلــد عــربي .
مالهـم ومـال تلـك الجراحـات فـل يظلـوا بالنفـخ والشـفط، وصـل بهـم الامـر إلى تدمـيـر كل شــئ بالجســم.. قامــت بإعــداد قهوتهــا الخاصــة باســتخدام المكينـة المخصصـة بإحـدى جوانـب المكتب الكبير نسـبيا،ً وجلسـت بأستـرخاء تحتسـي القهـوة ذات الطعـم المـر بتلـذذ وكأنهـا تتنـاول قطعـة شـيكولا .
فُتــح بـاب الغرفــة فجـأة دون أن يطـرق أحــد على البــاب، لم تتحـرك مــن مقعدهــا المريــح فعــادةً مــا يفعــل أحــد ذلــك لســبب قــوي، ولكــن مــا جعلهــا تتعجــب داخليــاً دون أن يظهــر ذلــك على ملامحها هــي رؤيتهــا لذلـك الشـاب، وقـف عمـر ببنيتـه الرياضيـة أمامهـا وقـد تقـدم منهـا بضـع خطــوات، توقــع أن تطــرده أو تصــرخ بــه لدخولــه بتلــك الطريقــة، ولكــن يبــدوا ان لا توقــع مــن توقعاتــه يصيــب مــع تلــك البــاردة..
ريتــال بأســتفهام بــارد: هــل اقتحمــت الغرفــة لــكي تنظــر إلي صامتــاً؟ ام هنــاك شــئ آخــر؟
نظـر إليهـا بتعجـب وهـو يراهـا تنظـر إلى الكـوب بيدهـا وتتحـدث ببرود ، كلما تحدثت يشعر بصدى صوتها داخله : أنـا جيـت اعتـذر على الموقـف التافـه اللي حصـل وشـايف أنـه مافيـش اي داعـي لـكل دا، دا مجـرد سـوء تفاهـم.
ريتــال بــبرود: ولا حتــى ســوء تفاهــم، زي مــا قولــت تافــه وانتهــى، أمــا الاعتــذار ف أنــا مــش قبــلاه لأنك مــا اخطأتــش في حقــي.
عمر: طيب دلوقتي ممكن تتفضلي وتعمليلها العملية.
رفعت بصرها إليه تخبره : واعملهـا ليـه؟ إذا كانـت هـي شـايفه اني مـش مناسـبة ليهـا ف دي حريتهـا و في غـيري كتـير يقـدروا يسـاعدوها.
يـا اللـه هـو الان أصبـح متيقـن أن هـذا ليـس أول لقـاء لـه بتلـك الفتـاة، وعينيهـا خيـر دليـل تلـك النظـرات رآهـا قبلًا ،ً تلـك العيـون السـوداء كظلام الليـل الحالـك التـي تجعلـك تغـرق في غموضهـا ،، بالطبـع رآهـا
رد عمــر عليهــا وهــو يســافر بذهنــه في ذكرياتــه : وإذا قولتلــك اني عايــزك انتـي اللي تعمليهـا؟
ريتــال بـبـرود: هقولــك لاء. أنــا واجبــي اني اعمــل كل اللي بأيــدي علشــان اسـاعد المريـض، بـس مـش واجبـي اجبـره على حاجـة، و كل واحـد بيعمـل اللـي شـايفه مناسـب مـن وجهـة نظـره لنفسـه.
هي بالطبع هي.
وكيــف لا يتذكرهــا؟ نفــس الفتــاة، الطبيبــة الصغيرة و نفــس طريقتهــا وأسـلوبها وحتـى حديثهـا نفـس المعـاني، وكأنهـا لديهـا معتقـدات راسـخة في عقلهـا بما تقـول.
@@@@@@@@@@@@@@@@

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى