روايات

رواية مرسال كل حد الفصل الثلاثون 30 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الفصل الثلاثون 30 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثلاثون

رواية مرسال كل حد البارت الثلاثون

رواية مرسال كل حد
رواية مرسال كل حد

رواية مرسال كل حد الحلقة الثلاثون

محمد كان منزعج من تصرف حد فرد علي نبرة انزعاج غير معتادة منه: مفيش حد بيطلب ايد حد كدا, وأظن الأصول بتقول إنك تدخل الباب من بيته, وده معناه إن كان كلامك من الأول معي أنا مش معها هي.
=أنا حقيقي آسف..يمكن معنديش مبرر علي الي عملته بس أنا حقيقي صادق في مشاعري وأتمني توافق علي طلبي
-العرف عندنا بيقول إنك لو عايز بنتنا يبقي تجي بيتنا ومعاك أهلك
ابتسم حد بيقول: أكيد يا عمي أكيد أنت بس حدد الميعاد وأنا من النجمة هكون عندك
اتنهد محمد وكمل: بكرا الخميس بعد الماتش ولا أقولك تعال قبل الماتش وأنت وحظك بقي
بصله حد باستغراب:ها؟!
“أنت زمالكوي ولا أهلاوي الأول؟!”
“أنا..أنا ماليش في الكرة الحقيقة يا عمي بس هي هتفرق؟!”
“طبعًا هتفرق افرض طلعت زمالكوي هعيش بنتي في قهر طول عمرها مع واحد بيشجع كيان زي ده؟”
“هي فيها مشكلة؟ أصل أماني عايشة عادي مع عمار رغم إنه زمالكوي عادي.”
“أنت شكلك ميال للزمالك والجوازة دي هتنتهي قبل ما تتم؟”
“لا لا..يا عمي خالص يعني أنا أساسًا مبتفرجش علي كرة ولا علي تليفزيون حتي يعني أنا أخري الكتب مش أكتر بس علي عيني حاضر هشجع الأهلي عادي.”
طبطب محمد علي خد حد بيقول بابتسامة عريضة: كدا تبقي حبيبي
اصنطع حد ابتسامة عريضة مصحوبة بضحكة, استئاذنه محمد فإنه هيطلع ابتسمله حد وفضل واقف وهو بيراقب مرسال وهي بتصعد مع باباها للعمارة بعد ما مسكت ايده وميلت علي كتفه, فضل واقف وهو بيبتسم لحد ما اختفت عن أنظاره تمامًا وبعدين رجع لبيته بعد ما حكى لجده بكل حماس عن رغبته فإنه يتقدم لمرسال, علي الرغم إن هادي كان مبسوط بس كان زعلان علي دينا, مكنش عايزها تعرف, أو علي أقل تقدير كان عايزها تبعد الأول قبل ما تعرف حاجة زي دي خصوصا إن حد كان مصر إنها لازم تجي معه وبالعافية أقنعه هادي إنه عايزها تقعد معه تونسه, لأنه بحكم سنه هيبقي صعب عليه يخرج لأي مكان خصوصًا إن الطريق نوعا ما طويل وصعب عليه, وطبعا حد تقبل ده وفي تاني يوم بليل, راح حد وهو معه الأستاذ أحمد وصديقه عمار وطبعا دينا مكنتش تعرف حاجة عن الموضوع لأن هادي اقنع حد إنه هو هيقولها, مكنش فاهم حد اصرار جده علي اخفاء الأمر عن دينا وكمان قال لاحمد ميقوليش..علي الرغم عدم ادراكه للامر بس تجاهل الموضوع لحين إنه يعود من عند مرسال, وفعلا اتحرك من قدام البيت وهو في نص الطريق اتصل علي محمد وقاله, بس الغريب إن محمد طلب منه إنهم يتقابلوا الأول علي القهوة يسمعوا الماتش وبعدين يرجعوا البيت, وبصراحة مكنش فيه اعتراض كبير من عمار او احمد لانهم هم كمان كانوا عايزين يسمعوا الماتش واستغلوها فرصة, وفعلا راحوا علي القهوة الي كانت قريبة من البيت وكان محمد في استقبالهم, وبعد فترة من جلوسهم بدقايق معدودة كان لسه حد هيتكلم, فقاطعه محمد قبل ما يكمل:بص يا ابني احنا نستني لنهاية الماتش وأنت ونصيبك بقي… حد مكنش فاهم ايه علاقة الماتش بالموضوع بس مكنش قدامه حل غير أنه يستني, بدأت المبارة وبدأت الأجواء بالحماس وعدد الناس بيزيد بشكل مبالغ فيه وحد مستغرب العدد ده بس بعدين افتكر إن لعبة زي دي بيلعبها حوالي 250 مليون لاعب في 200 دولة هو شيء طبيعي إنه يكون ليها مشجعين كتير اوفر كدا, حد مكنش يعرف حاجة عن الكورة أكتر من مجرد معلومات عن بداية نشأتها الي بيقولوا انها كانت من عصر الفراعنة, واتطورت علي مدار كبير عبر الزمن طبعا, مكنش بيشوف الكورة اكتر من مجرد 22 لاعب بيجروا ورا كورة في حدود اطار معين وقواعد معينة, بس رغم كدا نظرته لها مكنتش سطحية للدرجة, لأنه كان مدرك أهميتها اقتصاديًا من ناحية كل حاجة وعائدها النافع سواء علي البلد أو محيط الناس الي جو فريق اللعب من اول الإدراة للاعبين لأصغر عامل شغال في النادي, وطبعا حاجة شعبية لها كم الانتشار ده لازم يتم استغلالها سياسيًا لصالح أصحاب المصالح… نظرته للكورة كانت بتتمحور حولين الاطار ده وبس علشان كدا مكنش شايفها بالشكل التافه الي بيتفه به بعض الناس لأنها أكبر من مجرد وسيلة للتسيلة بس بردو كان مستغرب التفخيم والتضخيم الأوفرمن بعض الناس ليها زي عمار وحاتم بخبرة عشرته معهم وتقريبا كان خايف من إن محمد يكون بنفس التعصب, طول المبارة وهو على اعصابه خصوصا إن عمار زمالكوي متعصب زي ما لاحظ ده في محمد, وطول القعدة كان عمال يدعي إنه يحصل تعادل علشان محدش يمسك في خناق التاني والغريبة إن فعلا المبارة انتهت بالتعادل السلبي بس للاسف حد كان ناسي تمامًا إن المبارة كان لازم تتحسم بفوز واحد من الفريقين بركلات اسمها ركلات الترجيح, قال قاعد في ترقب, وخوف وقلق لحد ما اعلنت الصافرة عن فوز الزمالك قام المشجعون من فرطة سعادتهم يهتفون ويهللون وياريتهم ما هللوا علشان الطبيعي إنها هتتقلب مدعكة, ومن كتر ما كان عمار مبسوط صاح في الكل المشاريب كلها على حسابي, محمد واحمد كانوا قاعدين علي انزعاج بالغ وبالاخص محمد بس ديما محمد بيحاول يتجنب الحديث مع اي حد وهو متعصب أما أحمد علي الرغم من عدم رضاه بالمبارة والحكم علشان كانوا مستحوذين في الشوط الأول بس كان مؤمن إن مفيش فايدة من انزعاجه لأن خلاص الي حصل حصل وتقبل فوز الفريق التاني, وابتسم لعمار وقاله مبروك.. رد عليه عمار المباركة بس فجأة في وسط تهليل مشجعي الزمالك وسخط مشجعي الاهلي طلع صوت في النص بيقول: حظ عوالم
الصمت عم المكان والكل بص علي الشخص ده بصله عمار وبنبرة باردة قال: ايه ده محروق بيتكلم أنا أول مرة أشوف محروق بيتكلم
اعتل صوت بعض الضحكات مصحوب ببعض السخط وصوت اخر طلع في القهوة:مين ده الي محروق معلش حضرتك أنتوا الي محرومين أصل بصراحة يعني أنتوا تضحكوا أوي فرحانين بالرابع واحنا معنا 11 مأظنيش دي حاجة هتنقص منا حاجة ولا حاسين أصلا أقولك افرح واتبسط ياعم علشان انتوا هتعيشوا علي أمجاد اللحظة لخمسين سنة قدام لحد ما تحققوها تاني وتعملوا نفس الهلولة لخمسين قدام
بنفس نبرة البرود رد عمار: ايه ده خمسة بتتكلم أنا أول مرة أشوف خمسة بتتكلم
صوت رد: ايه ده ستة طبق بليلة بيتكلم أنا أول مرة أشوف ستة طبق بليلة بيتكلم
بدأت تعلي اصوات السخط والمعاير بكل فريق للتاني وصوت علي فيهم: يابا دنتوا ناجحين بركلات ترجيح مش ركلات جزء كمان يعني حظ عوالم زي ما قال
ولسه الخناق كانت هتبدأ بالضرب وفجأة طفل صغير عنده عشر سنين مسكه من البنطلون بيقول: عمو عمو وهو فيه فرق؟
الكل اتوقف عن الخناق وبص للولد وقبل ما يردوا رد حد: أيوة يا روحي ضربات الجزاء هي ضربات بيتم تنفيذها في حالة إن واحد من اللاعبين بيرتكب أي خطأ زي إعاقة صاحبه المنافس باليد او بالقدم او لمس الكورة بشكل متعمد وإلي اخر الاسباب وده بيكون كعقاب ليه اما ركلة الترجيح بتكون مجموعة من الركلات لحسم المبارة بعد استهلاك وقت المبارة والوقت الإضافي
الكل بصوا لحد وهم فاتحين أفواههم, بصله عمار وضحك: ايه ده جوجل بيتكلم أنا أول مرة أشوف جوجل بيتكلم
وفجأة علي صوت تاني بيضحك: صاحبه المنافس مين والناس نايمين, أنت تبع مين يا أخ في الليلة الي مش راضية تخلص دي
سأله حد باستغراب: أه أكيد صاحبه مش معني إني في فريق غير فريقك تبقي عدو
ضحك وقال: أنت مؤدب أوي وشكلك ملكش في الكورة, ولأجلك بس مش هشبط في صاحبك علشان كنت ناوي أديله كف سادسي يجيب أجله بعد قلة الادب دي, عمار غضب, وقلب التربيزة بنرفزة بيقول:أنت تقصد مين يا أخ بكلامك ده
“أقصدك أنت..ايه فيه حاجة؟”
مسك حد عمار من ايده وقاله: خلينا نمشي أرجوك
عمار أفلت ايده وهو كله غضب من الراجل وهوب بدأت الخناقة بتشاحن الكلمات ومن ثم اللمس باليد وحرفيا بقيت مدعكة, محمد وحد واحمد كانوا بيحاولوا يسلكوا عمار من النص بس المشكلة إنه عمار مكنش لوحده دي الناس كلها دخلت في بعض بالضرب والشتايم باقذر الالفاظ علي اللاعبية شوية وعلي المشجعين شويتن..طلع حد فوق واحدة من التربيزات وبعلو صوته قال: اسكتووووووووا
فجأة الصمت عم المكان وبصوا علي حد بازبهلال فكمل بنبرة انزعاج: فيه ايه يا جماعة ما تتحرق الكورة مش مستاهلة تمسكوا في خناق بعض كل شوية حرام عليكم أنا كدا مش هعرف أخطب منكم لله وفجأة انتبه علي محمد وهو بيغادر القهوة, نط حد من علي التربيزة بسرعة بيلحق محمد وبنادي: عمي أرجوك استني!
وقف محمد عند مدخل العمارة من غير ما يلف وشه, اتقدم حد ووقف قدامه ولسه بيتكلم: عمي أنا…
قاطعه محمد بيقول: بص يا بني احنا معندناش بنات للجواز سلام, قال الأخيرة وطلع العمارة, وقف حد مكانه من الصدمة مش متخيل الي سمعه, جه عمار والاستاذ أحمد وهم شايفينه واقف مكانه مش بيتحرك كأنه فقد النطق والحركة, سأله عمار بنبرة قلق: هو ايه الي حصل؟
بص حد لعمار وفجأة ضمه وهو بيبكي من غير صوت, كانت أول مرة يشوفه عمار بالحزن والانكسار ده, حس بتأنيب الضمير تجاه صاحبه وإنه خرب عليه يومه, هو مكنش فاهم بالظبط هو الي كان السبب ولا الكورة هي الي كانت السبب لأنه مدرك تمامًا يعني ايه تكون متعصب لتشجيع فريق ما, لأن فوزه أو خسارته مش بيأثر بس علي الفريق ده بيأثر علي جمهور وبيقلب كيان يومه للدرجة ممكن توصل لشيء بشع محدش يتخيله علشان كدا عمار مكنش مستغرب رفض محمد يمكن ده أهون شيء محمد ممكن يعمله جمب الحوادث البشعة الي بتحصل نتيجة الخسارة, اخد عمار صاحبه وركبوا العربية والاستاذ أحمد هو الي ساق, حد كان طول الطريق ساكت مش بيتكلم حاطط راسه علي كتف زميله, كان حاسس بصدمة محسيش بها من 14 سنة فاتوا, رجع حد البيت بس لما فتح الأوضة ملاقيش جده, فأحمد قال: يمكن جو عند دينا وحاتم
دخل حد مع احمد وعمار البيت واتفأجي بوجود دكتور نازل من أوضة حاتم, سأله أحمد باستغراب: هو فيه حاجة يا دكتور
“مفيش حاجة متقلقش الحمدلله منزفيش كتير ويدوب خيطنا الجرح.” الدكتور قال كلمته الأخيرة ومشي عالطول ملحقيش أحمد يستفسر منه وطلع جري علي أوضة ابنه ولحقه عمار وحد, ولما طلع الأوضة اتفأجيء بابنه راقد علي السرير وراسه ملفوف بالشاش ودينا وهادي جمبه, سأل أحمد بخوف وجري علي ابنه: ايه الي حصل؟ حاتم أنت كويس؟
رد بنبرة مثقلة: أنا كويس يا بابا متقلقش
بص أحمد لدينا وسألها: مين الي عمل فيه كدا؟
ردت دينا:رامي
اتعصب حاتم وقال: مفيش حد يا بابا ده كان بالغلط
ردت دينا بعصبية: لا مكنش بالغلط ده كان بسبب الكورة هم ال2 مسكوا في خناق بعض وكلمة منه علي كلمة منه, كسر رامي ازازة الكولا علي راسه فتح بها دماغه ووأخد 12 خرزة وأنا حذرته ألف مرة متتفرجش مع رامي علي ماتش تاني وخصوصا لو أهلي وزمالك علشان هو أهلاوي متعصب بغباء زي ابنك ماهو متعصب للزمالك, وضيف علي كل ده ابنك لسانه طويل مترين لقدام ورامي غشيم في ضربه فطبيعي جدًا إن حاجة زي دي تحصل..
بص أحمد لحاتم بعتاب وقال: أنا كام مرة قلتلك إنه تحفظ لسانك..خسرته كسبتوا احتفظ بده لنفسك.
“ماهو يابابا هو الي بيعصبني ويقعد يشتم دول جايين من الزريبة دول بهايم الي هو اسم الله عليهم أوي محترمين.”
“أنا مش لسه بقولك احفظ لسانك؟ بص يا حاتم مهما الي قدامك نرفزك ولا عصبك أنت لازم تعف لسانك عن الغلط لأنك مش هتفرق عنه حاجة واديك شوفت نتيجة لسانك حصلك ايه؟”
= انت كمان جاي تعاتب علي بدل ما تاخدني في حضنك وتقولي معلش وأنت شايف دماغي مفتوح,كل ده علشان خسرت قدامي طب مانا ياما خسرت وقلتك مبروك علشان أخلاقي الرياضية.
ضحك أحمد وضمه وهو بيحط راس ابنه بين أكناف صدره بيقول: أنت عارف كويس إنها مش علشان أخلاقك الرياضية وإنما علشان رغباتك المادية احنا هنكدب علي بعض.”
“مش مشكلة المهم إني بقولهك وخلاص وأنت لازم تقولهي علشان بجد مقهور مقهور أوي يا بابا أنا مش متخيل إن رامي يعمل كدا وبعد الي عمله ماجاش حتي يشوفني ولا يعتذر مني وأصحابي الي معي هم الي جابوني علي البيت مش هو كمان.. أنا مش متخيل إن صديق عمري يسبني سايح في دمي ويسبني ويمشي يروح بيته ويقولي أنت الي تستاهل ده للدرجة دي هونت عليه هو ازاي يتخلي عني لمجرد إني في فريق تاني غير فريقه أنا صاحبه مش عدوه يا بابا أنا حقيقي بقيت أتخنق من تعصبه المفرط للاهلي بقيت بحس إن سنين عمرنا الي قضيناها سوا متساويش حاجة عنده وسهل أوي يتنازل عني علشان خاطر فريقه… كان حاسس أحمد بنبرة ابنه المكسورة وايده الي كانت بترتجف وهو بيحاول يمنع نفسه من أنه ينهار قدامهم كلهم بس هو كان حاسس بخاطره المكسور, ونفسه الي صعبت عليه من صاحبه الي شايف إن تسيح دم صاحبه علشان فريقه هو انتماء مش تعصب وحتي ولو تعصب عادي ماهو التعصب بالنسبله انتماء وأنك لو مكنتش متعصب لفريقك تبقي خاين للكيان الي بتنتمي له المشكلة إن الفكرة دي مزروعة ومنتشرة بين كل جمهور لكل فريق باختلافه وبالنسبالهم هو شيء يدعي للفخر وهو في الحقيقة حاجة تقهر…
قعد حد لحد ما اطمن علي حاتم وعمار استئاذنه بأنه هيمشي, فمشي معه حد بيوصله لحد عربيته وقبل ما يركب العربية اتنهد عمار بيقول: أنا خايف اروح البيت علشان أماني أخر مرة الأهلي لعب فيها مع الزمالك عصبتني لحد ما طلقتها ورجعنا لبعض بعد مرار أنا خايف بجد يا حد للدرجة إني بفكر أبيت في فندق الليلة دي علشان أنا واثق إني هرجع هلاقيها شايطة دي باعتلي علي الواتساب دلوقتي:اه مانت سايبني هنا قاعدة في البيت لوحدي وانت داير تتسرمح مع اصحابك وتلاقيكوا بتحتفلوا بفريق الزريبة ده علشان أنا لو كنت مهمة بالنسبالك كنت جيت وطيبت خاطري بس لااا الفريق بتاعك عندك أهم مني يحرق أبو الزمالك يا أخي..اتنهد عمار وقال أنا بحاول أمسك في أعصابي كل مرة بس هي ديما الي مصرة تعصبني وتنرفزني
=استهدي بالله كدا ومتاخديش كلامها علي محمل الجد, وروح هتلقها ورد ولا أي حاجة بتحبها,لأنك لو فكرت تبات في فندق هتقول إنك مقضيها وبردو مش هتخلص من خناقة بكرا
-أجبلها ورد أنت عايزني اجبلها ورد دلوقتي علشان تقول علي فرحان فيها وجاي اشمت هو الصراحة انا فعلا فرحان فيها لأنها بتحفل علي بطريقة بشعة بس أنا مش عايزة اخسرها بجد والمشكلة إنها متعصبة أكتر مني وتفضل تتكلم لحد ما تعصبني أكتر, أنا بقيت اخاف من أي ماتش حقيقي بسبب عصيبتها الزيادة والمشكلة إني خايف عليها ليحصلها حاجة لأنها بتفضل تصرخ وتزعق عالفاضي وبعدين تعيط
= بس انت لازم تروح البيت وتسيبك من أي خلاف بينكم انسي خالص الكورة دي واحتويها دلوقتي هي طالما متعصبة كدا فهي أكيد بتعيط دلوقتي ومحتاج حد تفرغ فيه طاقتها, اقولك علي حاجة انسي خالص إنك تبع الزمالك أو انك لك في الكورة من أصله وقرب منها وواسيها بنية إنك تواسيها هي علشان تخرجها من المود فاهمني, يعني مش هتفرق لو جيت علي نفسك المرداي أصل أنت مش هتخسر مراتك في وقت عصبية علشان فريقك..
بصله عمار بتردد: انت شايف كدا؟
“انا مش شايف غير كدا..”
“بس ده صعب أوي يا حد يعني.”
“انت عايز الليلة دي تعدي علي خير ولا مش عايز؟”
“أكيد عايز بس هو مفيش حل غير اني اتجرد من كياني؟”
“ويعني انت هتتجرد من هدومك يا عمار؟ دي ليلة واحدة بس ليلة واحدة هطيب فيها بخاطر مراتك يا اخي مش واحدة من الشارع.. هي مش دي أماني الحب الحب وحفيت وراها لحد ما وافقت هتضيعها كدا.”
اتنهد عمار وقال: معك حق.. طب سلام بقي قبل ما تفكرني أني روحت كباريه ولا حاجة احتفل بالمناسبة دي علشان عارف دماغها.
ركب عمار العربية ومشي بها لحد ما وصل البيت وهو في ايده باقة من الورد ونوع الشكولاة الي أماني بتحبها, خبط عالباب ففتحت أماني الباب وهي متعصبة وفجأة بتلاقيه واقف قدامه وهو حاطط باقة الزهور قدام وشه وبمجرد ما فتحت زاح الباقة عن وشه وهو بيقول: مفأجاة مش كدا بصراحة حبيت اتسرمح معك شوية شويتن تلاتة ده لو مفهاش اساءة ادب يعني وسموك قبل يخرج معي
بصتله بنرفزة: أنت بتشمت في يعني فرحان في ولا مفكرني هبلة وجاي تضحك علي بكلمتين لا يا حبيباااي مش أنا..
قاطعها بيقول: ياست ابوس ايدك بلاها نكد الليلة دي وخليها تعدي علي خير وعلشان تصدقي حسن نيتي أنا عمار خالد محمد بوعدك قدام حيطان الشقة كلها أني بتنازل عن كوني زمالكوي لمدة أربع وعشرين ساعة وإن نيتي هي الخروج معك وبس يابت دنت مراتي
ملامحها هديت وبصت بابتسامة بتقول: أنت بتتكلم جد يا عمار
“جد الجد كمان..صدقني أنا مش عايز يحصلنا زي أخر مرة لاني مش مستغني عنك.”
ابتسمت أماني بتقول: ولا أنا الحقيقة كنت مفكرك غبي بصراحة وهتاخد علي كلامي زي كل مرة وتتعصب مش فاهمة جبت العقل ده مننا
ضحك وهو بيقول: من لما بدأت أخدتك علي قد عقلك واكتشفت إنه صغير
“تصدق إنك غتت.”
“خلاص خلاص بجد يلا بقي البسي علشان ننزل.”
ابتسمت وهزت راسها بالموافقة وهي كلها حماس جريت خطوتين وبعدين لفت وشها: بس عالفكرة مش معني إنك تخليت عن فريقك يبقي أنا كمان هتنازل عنه لا حبيببااااي مش أنا
“هتروح تلبسي وتخلصني ولا هروح مع أي وحدة تاني واحتفل معها أحسن.”
“لا لا طيارة وهجليك..” قالت جملتها الاخيرة وجريت بسرعة علي أوضتها…
عدي اليوم بكل ما فيه من مشاحنات وخناقات علي المية مليون حاجة وعدى الجمعة وحد شاف محمد في الجامع, وحاول يعتذرله عن امبارح وتصرف عمار وإنه مقصدتيش بس محمد متكلميش كتير قام من مكانه وهو بيقول حصل خير بس كان بيقولها علي مضض وعدم رضاء نفس
وقفه حد بيقول: طب يا عمي بالنسبة ل.. وقبل ما يكمل كان محمد ساب الجامع ومشي.. ادرك حد إنه لسه مضايق مكنش عارف يعمل ايه علشان محمد يرضى يقابله حتي… عدي الجمعة وعدى السبت ومحمد مش بيرد علي تلفونات حد وجه يوم الحد علشان يوصل مرسال الجامعة, كان خايف إن يكون محمد قطع معه علاقته بالشغل كمان… جه في ميعاده واستني قدام العمارة كعادته, كان واقف بر التاكسي ساند علي الباب الامامي بيدعي في سره إنها تنزل وإنها متكونيش راحت الجامعة, لحد ما فجأة سمع صوت خطوات نازلة..دي هي هو كان متاكد انها هي لانه عارف وقع خطواتها كويس اوي,ضرباته بدأت تزيد وفجأة بدأ يشوفها وهي خارج من العمارة اعتدل في وقوفه وهو واقف مكانه متحنط , بيبص عليها وقلبه بيدق وروحه كأنها ردت فيه تاني, انتبهت عليه مرسال, فابتسمت لا ارديا واتقدمت ناحيته بابتسامة واسعة بتقول: ازيك يا حدودي
اعتلت وشه ابتسامة واسعة كشفت عن اسنانه وابرزت غمازته بمجرد ما سمع صوتها, كان فاقد للنطق ومش عارف يرد أكتر من كونه بيتأمل فيها, شاورت بايدها قدام وشه: حدودي أنت معي؟ حد؟!!!
“ها؟”
“مالك؟
” م..ماليش.. أنا بس مش مصدق أن باباك سمح إني أوصلك تاني.”
اتنهدت وقالت: للاسف مسمحش.
“ازاي مش فاهم؟ أمال انت نازلة لمين؟”
“بابا قرر يوصلني كل يوم بنفسه ولسه مستني يقولك ده بس باسلوب شيك شوية..انا بس سمعت صوت التاكسي بتاعك فنزلت عالطول علشان أديلك المرسال..هو صحيح أنت مش هتوصلني تاني بس ده مش معناه إني هبطل انكد عليك كل حد أو إنك تبطل تبعتلي رد كل 25 من الشهر.. ” قالت الاخيرة وهي بتمد ايدها بالمرسال, اخد حد المرسال وسألها علي حزن: يعني ايه؟ يعني كدا مش هشوفك تاني؟ كل الي هيكون بنا مراسيل وبس؟ أنا مش هقبل بالوضع ده انا لازم اكلم باباك
“بلاش دلوقتي علشان لسه متعصب.”
“بس انا مصر إني اكلمه انا مبقتش قادر حقيقي.” قال الاخيرة ومشي تجاه العمارة
مرسال ناديته: استني بس يا حد رايح فين؟
كمل خطواته ناحية العمارة وهو بيقول: رايح اقابل باباك.”
لحقته مرسال ووقفت قدامه وهي بتقول: طب امشي دلوقتي ارجوك وهو لما هيروق انا هقولك إنما صدقني دلوقتي مينفعيش خالص ده بابا وانا عارفاه.”
بصلها بتردد وفي الاخر وافق بعد ما اقنعته, بصلها حد وسألها: طب انت موافقة يا مرسال
وشها احمر واتلغبطت:ها؟ اه..لا قصدي الرأي رأي بابا سلام.. قالت الاخيرة وطلعت عالسلالم فورا, رغم ان اجابتها مكنتش واضحة اوي بس حد اتبسط وحس إنها فعلا موافقة.. ركب حد التاكسي ومشي زي ما وعدها وروح البيت تاني ودخل اوضته وقعد علي السرير ساند ضهره للحيط وفتح المرسال وبدأت يقرأ:
من مرسال إلي حد غريب
ازيك يا حدودي, لما هبعتلك المرسال ده هيكون عدي وقت علي أخر مرة اتقابلنا فيها ويا عالم هنتقابل تاني ولا لا.. حقيقي بتمني تجي يوم الحد علشان أعرف حتي أديك المرسال وتمشي, حقيقي اتمني.. أنا عرفت الي حصل في القهوة من محمود هو حكلي كل حاجة بصراحة ومخبيش عليك أنا كنت خايفة ..خايفة أوي في اليوم الي بابا قالك فيه تعالي يوم الماتش لأنه أكيد زي ما شوفت موده وتصرفاته كل حاجة بتتغير,مزاجه بيتقلب 180 درجة, حقيقي بنعيش ايام من الزعل والخوف على بابا وقت ما بيحصل اي حاجة للاهلي هو متعلق به بطريقة بشعة بطريقة بتخليني اغير منه وبيحسسني إنه بيحبه أكتر مني, بابا متعصب جدا له بس يمكن لكونه بطبعه هادي وما اتعوديش يغلط في حد ولا يشتم فتلاقيه ديما بيتحكم في لسانه وبيفضل ساكت بس اعصابه بتبقي بايظة ومعاملته بتبدأ تبقي باردة وجافة, وكل القرارت الي بياخدها في الوقت ده بنسبة 90 في الماية بتبقي غلط في غلط أنا بكره اليوم الي بيكون فيه ماتش حقيقي علشان بقبي خايفة من الي هيحصل بعدين لأنه بيمنع الكلام مع أي حد لحد ما يفك خالص ويفوق من صدمته, قد ايه الموضوع مرهق ومتعب يا حد بس عمري ما تصورت إنه ممكن يأثر علي قرار خطوبتنا, وبعيدًا عن ده انا حقيقي مش بشوف الكورة دي غير وحش ملطخ بالدماء والخلافات وافساد العلاقات يعني عارف كان عندنا في الدفعة بنتين صحاب جدا بس كل واحدة فيهم فريقها غير التاني ومن عادة واحدة فيهم إنها مش بترد علي صاحبتها لما تقعد تحفل عليها وكنت بشوفها كتير قاعدة ساكتة علشان هي حاطة صاحبتها في المقام الاول فوق كل حاجة رغم إنها بتنزعج جدا علي فريقها بس هي مش عايزة تدخل نفسها في أي جدلات ممكن تخليها تخسر أي حد, شوفتها مرة كانت قاعدة وفجأة جات صاحبتها وهي بتحفل عليها لاحظت ايدها وهي بترتجف وبتدخل الباسورد بتاع الموبيل بالغلط من كتر لبختها ومتكلمتيش, ولما جات في يوم البنت اتكلمت خسرت صاحبتها, مش متخيلة إن ممكن يكون فيه علاقة مبنية علي الحب والعشرة وتتهدم بسبب الكورة والانيل إنه بيحصل حالات طلاق بسبب التعصب المتخلف بتاع الجماهير, وفوق كل ده ناس بتموت وبتروح ضيحتها وكأنها وباء وانتشر وخصوصا لما السوشال بدأت وبدأت تتوغل في كل البيوت والناس بقيت واخدة التعصب والشتيمة والتحفيل موضة.. والصفحات وحفيها ورا اللايكس والكومنتس.. بقت تنزل البوست من هنا وهم يمكن مالهميش اي انتماء لاي فريق اصلا بس بيبقوا مدركين إن الناس هتدخل وتخانق في بعض والكومنتس تكتر والتفاعل يزيد بس الانيل ان الكومنتس بتكتر بالشتايم والشتايم القذرة في اعراض الناس وحاجة في منتهي البشاعة حاجة بتخليك تعيط وانت قاعد ده غير سب الدين الي بقي لبانة في فم اي واحد وهو مفكرها شبحنة وكدا هو منتمي للفريق بتاعه, حقيقي حاجة في منتهي القذراة وقلة القيمة والمشكلة إنها مش متفشية بين الجمهور بس لا ده كمان العنف بدأت يتفشي في الاعبية الي هم المفروض قدوة ليهم, انا ضد اي ماتش فيه عنف ايا كان الفريق مين انا ضده حتي ولو كان فريقي بس الحمدلله انا ماليش في الفرق بتاع البني ادمين دي انا بشجع فرق سبستون بس فريق النسور والاوف سايت بصراحة انا كنت بحب الكورة بسببهم وكنت ناوية اتابع علي ارض الواقع علشان كنت حاسة قد ايه هي حاجة جميلة وكلها حماس بس للاسف لما بصيت علي ارض الواقع مالقتيش غير البلطجة والشتيمة والمشكلة إنك لو مش في فريقي يبقي انت عدوي وعدوي اللدود كمان الي هو انا ممكن اتقبل اقعد مع واحد اسرائلي ولا اني اقعد مع واحد من فريق تاني ضد فريقي, الناس تغافلت عن هدف الكورة الحقيقي وبقيت كائنات بشعة بتسعي للشتيمة والتحفيلات الي بتتضمن تهزيق وهتك في الاعراض وتقليل من قيمة البني ادمين.. وفوق كل ده لو اعترضت او قولت حاجة بيتهموك بالجهل , أنا مش فاهم لما انا اقول علي واحد يا بواب ولا بقال هو مش ده تنابذ بالالقاب وحرام مش المفروض ان المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده مش المفروض ان المسلم لا بسيب ولا بيلعن مش المفروض إن المسلم رسوله الكريم اتي ليتمم مكارم الاخلاق هي فين الاخلاق فين القيم والمباديء؟!!!!..هم ليه ديما مش بيعرفوا يفرقوا بين المنافسة والعداوة ليه مش بيعرفوا يحترموا بعض وكل فريق وكل جمهور يقتنع إن الحياة متقلبة ما بين الفوز والخسارة وإني مينفعيش اشمت في خسران ولا اضيع علي الكسبان فرحته, ليه الكورة بتخلني اعادي ولادي ولا اخواتي ولا اصحابي وبكل فخر اتفاخر بين الناس إني متعصب وممكن اخسر اي حد علشان خاطر فريقي هو للدرجة دي العلاقات رخيصة في حياتنا.. للدرجة دي مجرد لعبة بغض النظر عن اهميتها ايه.. ممكن تخلني انفصل عن زوجتي علشانها.. للدرجة دي ممكن اذي اي بني ادم بالكلمة مش بس باليد زي ما بنشوف يعني.. أنا مش متخيلة كم القرف الي موجود في الكورة الي ضيف عليه إنها انسب وسيلة تخلي السياسين يقوموا بلعبتهم القذرة علشان مصالحهم ضد الناس الغلبانة قد ايه هي شيء مقزز ملطخ بكل كلمات العنف والعلاقات المدمرة وسفك الدماء أنا بكرهها اوي يا حد بكرهها بدرجة عالية بكرهها اكتر من الحروب لأنها بتأذي أكتر من الحروب لأن الخصوم فيها مش اعدائي الخصوم فيها صاحبي واخوي واهلي, الخصم فيها واحد مسلم زي زيه او أخ لي في الوطن عايش معي علي نفس الأرض يارتني كنت فضلت مغيبة عن الواقع الي بنعيشه وفضلت في عالمي الوردي وانا بهتف هيا عامر هيا أثق أنك ستنتصر…اووووووووف قد ايه انا منهكة حقيقي منهكة من كل الي حوالي وبالاخص بابا زعله وعدم كلامه بيقتلني…
خلص حد قراية المرسال, اتنهد من كم المشاعر المختلطة الي حاسها المرة دي لأنه فعلا جرب كل حاجة هي بتقوله, طبق الورقة علشان يحطها في المرسال تاني بس انتبه علي وجود ورقة تاني فتحها وبيبص فيها لاقيها رسمة للشكل الكورة علي هيئة وحش دايس علي حاجات تحت رجله مكتوب عليها, علاقات..قيم..صداقة..بشر.. وفي ايد الوحش ده سكين ملطخ بالدماء وفي الايد التاني شعار مرفوع مكتوب عليه: شتيمة= تعصب= انتماء
رغم إنه شافها النهاردة بتبسم بس حس بكمية الالم الي كانت بتعاني منها وهي بترسم رسمة زي دي او وهي بتكتب المرسال ده.. قاطع عليه شروده هادي بيدخل الاوضة وهو شايفه مكتئب وحزين, قعد جمبه عالسرير وقال: انا كلمت الاستاذ محمد وطلبت منه يجي يزورني النهاردة علشان اتكلم معه, ولما هو يفك ويهدي يجي دورك انت في انك تحدد معه معياد علشان تشوف هتتقدم لمرسال امتي.
بصله حد باستغراب: جدي انت بتتكلم جد؟ يعني عمي هجي النهاردة عندنا.
ايوة.”
من فرط سعادته نط حضن جده جامد بيقول: أنت اعظم جد في العالم كله كله.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى