روايات

رواية جبروت الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الجزء الخامس والثلاثون

رواية جبروت البارت الخامس والثلاثون

جبروت
جبروت

رواية جبروت الحلقة الخامسة والثلاثون

ريتال: لاء متجوزنهاش ولسه بدري على ما نتجاوز اي حاجة.
حافـظ على أبتسـامته رغـم برودهـا المغيـظ و رد قائلا ببسـاطة: وانـا هنـا علشـان نتجـاوز كل الحـدود، ، علشـان امحيهـا ونكـون كيـان واحـد.
شعرت أن كلماته أصابت وتر حساس بداخلها
بينـمـا أكمــل عمــر: ريتــال انــا مــش هســألك عــن ســبب انقطاعــك عــن عيلتـك واللي وصـل لدرجـة انـك مـش عايـزاني اخطبـك منهـم و هسـتناكي تتكلمــي وقــت مــا اكســب ثقتــك وصدقينــي ده هيكــون سريــع جــدا، انــا اخترتـك انتـي لأسـباب كتير، ممكـن اختصـر كل الاسـباب بأنـك انتـي البنـت اللي انـا عايزهـا واخترتهـا عقليـا وعاطفيـا، و دلوقتـي جايلـك تـاني وبقولـك انـا عايـزك تبقـي مـراتي .
دق القلب وثار،أخيرا استيقظ من غفيانه، تجاهلــت ريتــال كل مــا قالــه ليــس لأنه لم يؤثــر فيهــا ولكــن هروبــا مــن تأثـيره عليهـا: ايـه اول انطبـاع اخدتـه عنـي بعـد مقابلتنـا المـرة اللي فاتـت؟
تنهـد عمـر متبسا بأبتسـامة مائلـة: مفـروض ان سـؤالك ده رد على كلامـي اللي قولتـه؟
ريتال: لاء بس قبل ما ارد عليك محتاجة اسمع جوابك على سؤالي.
عمـر: انطباعـي عنـك كونتـه مـن زمـان يـا ريتـال ومـن قبـل اللقـاء الاخيـر، مـش هنكـر اني فضلـت طـول الايـام اللي فاتـت في حيـرة بسـبب كلامـك، وحتـى حاولـت اعـرف ايـه سـبب انـك ترفـضي اني اخطبـك مـن عيلتـك، لكـن حـيرتي دي مـا هزتـش صورتـك ادامـي ابـدا.
لتسأله بأرتجاف لم تستطع السيطرة عليه: والسبب؟
عمر: لأني بثق فيكي و منتظر منك تبادليني الثقة دي.
… لا تعـرف لمـا هـو الوحيـد القـادر على زلزلـة كيانهـا بتلـك الطريقـة ، تشـعر أنهـا دائما أمامـه تفقـد كل دروعهـا الصلبـة و يـذوب جليـد عينيهـا أمامـه، تشعر أنه يُعريهـا مـن غطـاء غموضهـا.
حاولت اخفاء أضطرابها وهي تحاوره : مـش عارفـة انـت بنيـت ثقتـك فيـا دي على ايـه، العلاقـات بتتبنـي على الثقــة كأســاس ســبب ليهــا، ولــو اتخدشــت الثقــة دي تنهــار العلاقــة كلهـا، وانـا صعـب اثـق في حـد بـس سـهل اسـحب الثقـة مـن اي حـد.
عمــر: مــش هنتكلــم عــن جزئيــة ثقتــي فيكي ، انتــي لوحـدك هتعـرفي بعديـن، امـا ثقتـك انتـي هـل فعلا في حـد انتـي بتثقـي فيـه يـا ريتـال؟
ريتال بثقة: طبعا.
عمــر بنظــرات أشــعرت ريتــال أنــه يخترقهــا: متأكــدة؟ راجعــي نفســك في الموضــوع ده،( نظر إلى أرتباكها و لوجهها الذي شحب فجأة و من ثم بدل الموضوع )
و دلوقتـي ايـه المطلـوب منـي اعملـه علشـان الدكتـورة ريتـال تبقـى زوجـة عمـر الجزيـري؟
شعرت أنه يباغتها بأسألته و يهجم على مخاوفها و الصندوق المغلق داخلها ولكنها حاولـت العـودة لصلابتهـا والتـي بدأت تخر امامه: هديـك رقـم ادم رسـلان، واللي بالنسـبالي اخويـة و صديقـي هـو حاليـا موجـود في مـصر بـس هريجـع بعـد ١٠ أيـام تقريبـا.
عمـر بسؤال استكشافي : ١٠ أيـام ، وهـو وجـوده ضروري، إذا كان وجـود باقـي عيلتـك كلهـم مـش ضروري، وجـوده هـو مهـم؟
ريتـال بصلابة شـديدة عادت لتظهر أمامه : انـا عرفتـك أفـراد عيلتـي اللي كلهم أهم ناس عندي في الدنيا و ادم واحـد منهـم و لمـا افكـر ارتبـط هيكونـوا كلهـم موجوديـن تتعـرف عليهـم شـخصيا.
عمــر بأبتســامة: اهــدي يــا دكتــورة دا ســؤال بريء، حاجــة تانيــة كـمـان انتـي بتقـولي هيرجع متهيـألي قصـدك بيهـا أنـه ييجي هنـا وإمنـا لمـا يـروح مـصر يبقـى راجـع ،و ده يخلينـي أسـأل هـل انتـي بتفَضـلي الحيـاة هنـا عـن مـصر، يعنـي شـايفة ان ده ينفـع وطـن ليكي؟
شعرت بذكائه من هذا السؤال و ارتاحت أنه تحدث عن هذه الجزئية : انـا مصريـة و بلـدي مصـر، بـس الوطـن مـش بـالارض دا بالاشـخاص، و وجـودي هنـا مـش دائـم و حتـى لـو رجعـت مصـر برضـو وجـودي فيهـا مــش هيكــون دائــم، و ده هنتكلــم فيــه بالتفاصيــل لــو حصــل بينــا قبــول و تـم الارتبـاط وخصوصـا اني عرفـت ان حضرتـك كمـان بتتواجـد بـين هنـا وبـين مصـر و عـدة بلـدان تانيـة فتقريبـا مـش هيفـرق معـاك الموضـوع ده.
عمـر: ان شـاء اللـه هيتـم الارتبـاط، والموضـوع ده هيفـرق بـس زي ماقولتي هنتناقـش فيـه بعديـن،و مهـا كان الوطـن مرتبـط بالاشـخاص الا ان الارض اللي اتولدنــا عليهــا وانــك تشــوفي كل يومــك وشــوش شــبهك ونــاس مــن دمـك و بيتكلمـوا نفـس لغتـك ولهجتـك هـما دول الوطـن.
حــل الصمــت عليهــم لعــدة ثــواني و قطعــه اتصــال مــن قســم الطــوارئ يطلــب ريتــال فــورا
وقفت ريتال سريعا: استأذن من حضرتك.
عمر: قبل ما تستأذني هنتظرك بكرة على الغدا في نفس المطعم .
خرجـت ريتـال ركضـا مـن مكتبهـا دون أن تـرد عليـه ولحـق هـو بهـا سريعا، دخلـت المصعـد الكهربائي و لحـق بهـا قبـل أن يقفـل الباب..
عمر: ريتال هستناكي.
ريتال: بعدين استاذ عمر الوقت مش مناسب للعزايم.
عمـر: اظـن ان بينـا كلام كتير لازم يتقـال و انـا مـش بقولـك دلوقتـي وإنمـا بكـرة في ميعـاد الغـدا.
فتــح المصعــد أبوابــه بعــد أن هبــط إلى الطابــق المنشــود حيــث غرفــة
العمليات الموجــودة بقســم الطــوارئ، وهنــاك كالعــادة وجــدت المصــاب بالداخـل و امـام البـاب يبكـي ذويـه، وهـذه المـرة كانـت إمـرأة تبـكي طفلهـا الــذي تعــرض لحــادث سـيـر في زحــام نيويــورك الصاخبــة .
كانـت المـرأة تتمسـك بـكل طبيـب او ممرضـة يدخلـون إلى الغرفـة المتواجـد بهـا ابنهـا و تبكـي ولكـن الـكل يتركهـا ويـسرع في طريقـه و كما فعل الاخرون فعلت ريتال
المـرأة: ارجوكـم أنقـذوا ابنـي لا تدعـوه يموت ، افعلـوا كل شـئ ( وعندمـا اقتربـت مـن ريتـال ) ارجـوكي عدينـي بـأن ابنـي لـن يصيبـه مكـروه.
ريتال: اطمئني .
المرأة: فقط اريد منكي وعد بانه سوف يكبر معي ولن يرحل.
ولكــن ريتــال كانــت بالفعــل قــد ســحبت يدهــا سريعــا ودخلــت لغرفــة العمليــات تحــت أنظــار عمــر والــذي تأثــر ببــكاء المــرأة ويتعجــب بــأن لا أحــد يبــدوا عليــه التأثــر بحالتهــا، حتــى ريتــال…
*************
في اليوم التالي صباحا
داخل جامعة نيويورك
وفي كليـة الاقتصـاد والعلـوم السياسـية و في قسـم الاقتصـاد خاصة،وقفـت ليلــه تســتعد للمحــاضرة التــي ســوف تُلقيهــا بعــد قليــل وتحــاول التركيــز الــذي تفقــده كثيــرا هــذه الايام ، ففكرهــا مشــغول بالذي قلــب كيانهــا رأسـا على عقـب و ذهــب بعيــدا
ثـم حدثـت نفسـها بخفـوت قائلـة: انـا هحيـر نفسي ليـه ارجـع النهـاردة واقـول للبنـات يمكن يفيـدوني في حالتـي دي .
وفي المنـزل على مائـدة الطعـام بعـد يـوم شـاق، كان الحديـث دائـر بينهـم عـن قضيـة فسـاد تعمـل عليهـا ماريـا
مـروان: المهـم انتبهـي لنفسـك يـا ماريـا لان اكيـد القضيـة دي هيبقـى وراهـا مشــاكل كتير.
ماريا: ما تقلقش كله تمام وجرائمهم عليها ثبوتات كتير.
ليلـه: هنـا مـش زي مصـر يـا مـروان، القانـون بيسـاعد في كشـف الفسـاد و بيدعـم النـاس اللي بيحاربـوه كمـان.
مـروان: دي مهمتهـم هـما مـش بـس يسـاعدوا لاء ده شـغلهم اصـلا، كـمان القانـون عندنـا كـدة و نضيـف لكـن بعـض الفاسـدين هـما اللي بيخربـوا الدنيـا .
ريتال: الحرص واجب برضو سواء هنا او هناك.
مـروان: الحمـد للـه انـا شـبعت، اسـيبكم بقـى وادخـل اشـوف الشـغل اللي مسـتنيني جـوا.
ليله: اهرب اهرب علشان متساعدش في لم الاطباق وتنضيفها.
مـروان بمـرح: دايما مفتريـة ومـش هتبطـلي افتـرى ابـدا ، بقولـك عنـدي شـغل وطـول اليـوم هلـكان، وبعديـن مـا انتـوا تلاتة اهـه ولا هـو انتـي متعـودة على طبعـك مـن واحنـا في القاهـرة؟
ليلـه بتهكم : فعلا اللي فيـه طبـع مابيغيروش ،وانـت نفـس طبعـك اول مـا تخلـص اكل اســتأذن بقــى علشــان عنــدي شــغل او تتمطــع وتقــول الواحــد بينــام على نفسـه .
ماريا : تؤتؤتؤ ليه كدة بس يا مروان؟ حرام عليك.
ريتــال برفــع حاجــب: لا بجــد على اســاس انــك مــش بتتصرفي بنفــس الطريقــة؟
ليله: بيصيعوا علينا هما الاتنين .
ماريـا بحزن مصطنع : انـا حزينـة حزينـة حزينـة، بتظلمـوني ليـه بـس؟ دا انـا طـول النهـار مــن الشركــة للمحكمــة ومــن المحكمــة للمكتــب وانــا وموبايلي فصلنــا وكـمـان جيــت ســاعدتكم في الاكل.
ريتال يتهكم يماثل تهكم ليلة : تصدقي اتأثرت.
ليلـه: صعبتـي علينـا فعلا، على اسـاس ان احنـا طـول اليـوم بنلعـب وانتـي وهـو بـس اللي بتشـتغلوا؟!
مـروان: كـدة بقى وقفتـي انـا مالهـاش عـازة اسـيبكم بقـى تتناقشـوا واروح اشــتغل، ميمــي لــو خلصتــي الــورق اللي طلبتــه منــك هاتيــه اشــوفه و اراجعـه هنـا بـدل مـا اسـتنى لبكـرة، وتعـالي نشـتغل عليـه.
( ذهبـت ماريـا إلى غرفتهـا سريعـا لكـي تُحضـر الاوراق و ذهـب مـروان إلى غرفتـه )
استندت ليله على ريتال وهي تخبرها : انتي شوفتي اللي حصل ! خلعوا هام الاتنين .
ريتــال: مــش انتــي كنتــي متضايقــة انهــم متخاصميــن، هما بقى اتصالحــوا علشــان يريحــوكي .
ليله: قصدك علشان يتعبوني .
بعد ساعة في شقة ريتال
الثلاث فتيـات يجلسـن على الفـراش و تتوسـطهم ريتـال و قـد انهـت لهـم تفاصيـل زيـارة عمـر لهـا في المشـفى
ليله: طب وايه هتروحي تتغدي معاه بكرة؟
ريتال: لسه بفكر.
لتترجاها ماريـا: بليـز روحـي ريتـال مافيهـاش حاجـة على الاقـل بتتعرفـوا على بعـض اكتر.
ليله: فعلا ، انا مش شايفة ان ده غلط.
ريتال : تمام لو قدرت اروح هروح.
ليلـه: ربنـا يكتبلـك السـعادة يـارب ، ( ثـم حمحمـت و قالـت ببـطء وكأنهـا تخبرهــم بأمــر جلــل وكأن الشــمس ســوف تـشرق مســاءا ) احححــم كنــت عايـزة اقولكـم على حاجـة، ادم طلـب ايـدي.
ماريا بفرحة: بجد وااااو.
لاحظت انهم لم يتفاجئوا من الخبر او يستغربوا بل رأت السعادة على وجوههم
ليله: انتوا مش مستغربين الموضوع؟ بقولكم ادم طلب ايدي ادم ادم !
ريتال: ايوة فهمنا ادم ادم، طلب ايدك ها بقى ايه الغريب في كدة؟
ليله: انا ليه حاسة أنكم كنتوا عارفين ؟
ريتال يتهكم : وانا ليه حاسة انك كنتي غبية؟!
ليله بأستنكار: انا؟!
ريتـال: ايـوة انتـي، ازاي ماحسـتيش مـن طريقـة كلامـه معاكي او معاملتـه ليكي و زيارتـه ليكي سـواء في الجامعـة او الشـغل او البيـت بمجـرد مـا ييجـي مـن مصـر؟
ماريـا : انـا لحـد دلوقتـي بسـتغبى نفسي اني ماكتشـتفتش الموضـوع ده مـن زمـان.
ريتـال: انتـي غيرهـا، هـي المعنيـة بالامـر مفـروض كانـت تكـون واعيـة اكتـر مـن كـدة لتعامـل اللي ادامهـا معاهـا.
ليلـه: انـا فعلا كنـت بحـس ، بـس كنـت فاكـرة بصفتـي صديقـة وان علشـان مثلا بفيـده بخبـرتي الاقتصاديـة و دراستي في شـغله.
ماريا بلهفة: المهم هو طلب ايدك امتى وازاي وانتي قولتيله ايه؟
ليلـه: واحـدة واحـدة بـس،،، في نفـس اليـوم اللي سـافر فيـه قبـل مـا يمشي مـن الشركـة ، طلـب ايـدي واتكلـم كلام كتير ومـشي علطـول بـدون مايدينـي فرصـة اتكلـم وحتـى لمـا جـه هنـا قبـل مـا يسـافر متكلمـش في حاجـة تـاني .
ماريا: طيب انتي رأيك ايه؟
ليله بتيه : معرفش، ولا اي حاجة، انتي شايفة ايه يا ريتال؟
ريتــال: انــا ماليــش رأي في الموضــوع ده نهائي لا ليكي و لا لــه هــو طلــب وانتــي اختــاري امــا ترفـضـي او تقبـلـي.
عبــس وجــه ليلــه فضحكــت ماريــا قائلــة: على فكــرة نفــس الموقــف ده اخدتــه معــاه لمــا طلــب منهــا تســاعده وتتدخــل في الموضــوع.
ليله بأرتباك : انا حاسة ان الموضوع غريب.
لتسألها ريتال: وايه الغريب فيه؟
ليلـه: انـا مـش هنكـر اني في يـوم مـن الايـام اتمنيـت ان ربنـا يرزقنـي بواحـد شـبه ادم في تصرفاتـه ومواقفـه خاصـة لمـا شـوفت تصرفاتـه في الموقـف اللي حصـل لمـا كنـا في مصـر و ازاي اتحـدى عيلتـه علشـانك و…..
قاطعتهـا ريتـال بصرامـة: ايـاكي يـا ليلـه، ايـاكي ، أوعـي تقلبـي بيـه لمجـرد انـك شـوفتي منـه اللي ماشـوفتهوش مـن طليقـك.
ليلـه بصدمـة : لاء طبعـا انتـي بتقـولي ايـه انـا مفكرتـش كـدة،(واضافت بأستنكار ) اصـلا مـش بفكـر في المرحـوم ده و زي ماقولتلكـم قبـل كـدة هـو بقـى بالنسـبة ليـا درس اتعلمـت منـه وانتهـى، بـس انـا مطلقـة فاهميـن يعنـي ايـه ، بغـض النظـر عـن اني بشـوف السـت طلاقهـا مايقلـش منهـا شـئ بـس دي وجهـة نظـري انـا وبـس، وادم راجـل بجـد و رائـع ويسـتاهل حـد افضـل منـي.
ريتال بأستنكار أشد : وهو في حد افضل منك !!!
لتكمل ماريــا: هــو حبــك انتــي ومعنــى كــدة انــك أفضــل امــرأة في العــالم ومفكــرش بالتخلــف اللي فكــرتي فيــه ده.
ريتـال: بالظبـط، بـصي يـا ليلـه سـيبك مـن كل التخلـف اللي قولتيـه ده، انتــي شــايفة ادم مناســب ليكي، حاســة بقبــول تجاهــه؟
ليلــه: يــا بنــات انتــوا مــش فاهمينــي، انــا فعلا معجبــة بــادم كشــخص و كراجــل، بــس مفكرتــش فيــه أنــه يكــون زوج ليــا.
ماريا: بسيطة فكري.
ليله: الموضوع مش بالبساطة دي.
ريتــال : ليلــة فكــري براحتــك و خــودي وقتــك و صـلي اســتخارة و ربنــا ان شــاء اللــه هيختارلــك الافضــل، انــا بــس هقولــك حاجــة واحــدة وتقريبــا قولـت الدم شـبهها، ادم شـاف كتير زي مـا انتـي شـوفتي كتير حتـى لـو كان في اختـاف كبيـر الا ان الالم يبقـى ألم مهـما اختلفـت الاسـباب، وانتـوا الاتنـين تسـتحقوا السـعادة فـلازم انتـوا الاتنيـن اذا قررتـوا ترتبطـوا تحاربـوا علشـان تسـعدوا بعـض وتنسـوا الماضي نهائي ، حتـى ماتفكـروش تتكلمـوا عنـه ، و تبدأوا حيــاة جديــدة ، و وقتهــا هتكونــوا أســعد اتنبــن في الدنيــا لأن انتــوا الاتنيـن حقيقـي تسـتاهلوا بعـض.
في اليــوم التالي ، وبعــد محاربــة مــع النفــس وصلــت إلى المطعــم اخيــرا وهـي تتمنـى الا تجـده هنـاك او يكـون قـد لغـى دعوتـه بمـا أنهـا لم تعطيـه موافقتهـا، ولكـن وجدتـه يجلـس على نفـس الطاولـة التـي جلسـوا عليهـا في المـرة السـابقة، لا تعلـم هـل ارتباكهـا الان مـن شـعورها بالفـرح لحضـوره
وإصراره و ثقتـه في حضورهـا ام القلـق مـن مصيـر مجهـول دائما مايسبب لها الرعب .
وقف عمر يستقبلها بأبتسامته المعهودة: في وقتك مظبوط يا دكتورة.
ريتال بأرتباك فطري : ازيك يا عمر؟
اشرقـت ابتسـامة عمـر عندمـا نادتـه دون القـاب: عمـر الحمـد للـه بخير و سـعيد جـدا انـك لبيتـي دعوتـه وبقـى أسـعد انـك ناديتيـه بأسـمه،أتفضلي .
ريتال: انا قبلت الدعوة بس ياريت لو نروح مكان تاني .
ســارع عمــر بســحب بضعــة أوراق نقديــة مــن محفظتــه و وضعهــا على المنضــدة: اختــاري المــكان اللي يعجبــك مــن العــالم كلــه.
ريتــال: انــا مقولتــش ان ده مــش عاجبنــي بــس في مطعــم تــاني انــا بحــب الاكل بتاعــه وكـمان أصحابــه شــباب مصرييــن و حقيقــي المــكان جميــل بحس فيه بالراحة اكتر .
عمــر وهــو يمــد يــده امامــه يطلــب منهــا ان تتقدمــه : لازم يكــون جميــل علشــان اجمــل بنــت في الكــون بتدخلــه .
تقدمتــه ريتــال وهــي تحاول التحدث بصرامــة: لــو ســمحت ياريــت بــلاش مــن الــكلام ده والا قبــول الدعــوة هيتحــول لرفــض.
عمر بضحك : لا على ايه، وانا مقبلش طبعا.
واتجهوا معاً إلى المطعم الذي تحدثت عنه ريتال.
دخلت ماريا إلى المطعم بصحبة مروان
مـروان: و ادينـا وصلنـا المطعـم يـا سـتي علشـان تـاكلي و تشرحيلي الحاجات دي .
ماريـا: يابنـي جعانـة وصدقنـي مـش هعـرف اشرحلـك حاجـة قبـل مـا آكل ، انــا مــن ســاعة مــا اكلنــا الصبــح مــا اكلتــش و واقفــة على رجليــا حتــى مافضتــش اشرب قهــوة.
مـروان بمرح : على اسـاس انـك مخلصتيـش الفطـار الصبـح قبـل ماتنـزلي والاسـم انـك مسـتعجلة وكان ناقـص تاكلينـا.
امالـت شـفتيها للأسفل بحـزن طفـولي مـرح: حتـى انـت يـا مـارو بقيـت زي ليلـه، صحيـح ماهـي اختـك ولازم تعمـل زيهـا.
مــروان بضحكــة: طــب خلاص خلاص ادخـلي يـا اختــي علشــان نشــوف مكان فاضي نــاكل فيه قبــل مــا المطعــم يتزحــم.
دخلوا إلى المطعم وما ان جلسوا حتى رأت ماريا ريتال تدخل إلى المطعم وخلفها رجلا جذاب
ماريا بأبتسامة وسعادة : ري ري.
نظــر مــروان إلى ماتنظــر: ايــه ده ماقالتش أنهــا هتيجــي هنــا ومـين اللي معاهــا ده؟
ماريا بلهفة : اكيد دا عمر.
مروان بأستغراب للهفتها : عمر مين ؟
ماريا: عمرررر، اللي متقدملها .
وقــف مــروان وذهــب في اتجاههــم بضيــق شــديد و تبعتــه ماريــا التــي تحــاول إيقافــه.
@@@@@@@@@@@@@@

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى