روايات

رواية بين عالمين الفصل السابع 7 بقلم هنا عادل

رواية بين عالمين الفصل السابع 7 بقلم هنا عادل

رواية بين عالمين الجزء السابع

رواية بين عالمين البارت السابع

رواية بين عالمين الحلقة السابعة

– لكن لو عملتي عكس رسالتك كل الحدائق اللى شوفتيها دي هتتحول لشوك وجحيم ونار تتمني لو انك حتى متصادفيش فيها فى كوابيسك.
كلامه خوفني، لكن هو صوته بيخلي قلبي يدق بطريقة غريبة، رجعني لسريري من تاني، رجعني نايمة جنب جوزي، رجعني لمكاني علشان افتح عيني وافتكر ان كل اللى حصل ده حلم، لولا اني واثقة من ان وجودهم فى حياتنا وحياة عائلتي حقيقي كنت اقتنعت فعلا انه حلم، فتحت عيني كان النهار طلع، مش فاكرة بعد اخر كلام قاله اصلان ايه حصل تاني، كل اللى فاكراه اني فتحت عيني لقيت نفسي فى سريري وجنب جوزي، قومت من مكاني اخدت دش وصليت وقعدت على سجادتي ادعي…مش فاكرة كنت بدعي بأيه بالظبط لكن بدعي كتير جدا، بس الغريب ان طول ما انا قاعدة على سجادة الصلاة وبدعي حاسة ان اصلان قاعد قصادي وكأنه بيراقب دعواتي، مكنتش خايفة ولا متضايقة، بالعكس كنت مرتاحة جدا، خلصت دعواتي لما سمعت صوت اسماعيل وهو بيقولي:
– صباح الخير على احلى عروسة، حرماً
بصيت لأسماعيل وابتسمت وانا برد عليه:
– جمعا ان شاء….
مقدرتش اكمل كلامي لاني اللى شوفته قدامي كان مش اسماعيل، كان أصلان، قلبي اتخطف للحظة بس فى اللحظة التانية سمعت صوته بيقول:
– مالك يا حبيبتي فى ايه؟
مع كلامه وتركيزي فى وشه فوقت لنفسي وشوفت جوزي اسماعيل، ا توترت بس رديت عليه وانا بقوله:
– جمعاً ان شاء الله، انا بس كنت فاكراك…
مكنتش عايزة اكدب الحقيقة وهو انقذني لما قال:
– اكيد طبعا فكرتيني عمي اللى بيصبح عليكي، لسه مأخدتيش على انك مع جوزك فى بيت واحد.
ضحكت وقومت من على السجادة وقولتله:
– احضرلك تفطر؟
رد وهو بيضحك:
– لاء متستعجليش، دلوقتي تلاقي امي ومرات عمي جايين بالصباحية، هدخل انا استحمى واصلي يكونوا وصلوا، مش عايزك تتعبي نفسك فى حاجة، انتي لسه عروسة.
ضحكت وقولتله وانا من جوايا سامعة صوت ضربات قلبي:
– طيب ادخل انت وانا هطلعلك هدوم واعلقهالك على باب الحمام.
قرب مني وباس رأسي حسيت ان جسمي اتكهرب، برغم ان الاحساس ده محصلش فى الليلة اللى فاتت، انا اصلا مستغربة من اني كنت فى عالم تاني وهو محسش بأني مش جنبه، معقول للدرجة دي نومه تقيل؟ ياترى اسماعيل عنده صفات من الصفات اللى عندي ولا لاء؟ اسئلة كتير جت فى دماغي بس لقيت ان كلها تضييع وقت ومش هوصل لحاجة الا اللى مكتوب اني اوصلها، علشان كده قررت ابطل تفكير واروح احضرله هدومه، ومفاتش ربع ساعة على دخوله الحمام غير ولقيته هو خارج وسمعت صوت خبط على الباب وضحك وزغاريد، طبعا العيلة كلها جاية تبارك، فتحت الباب وامي ومرات عمي وبنات عمي كلهم يحضنوني ويباركوا وواقف اسماعيل يسلم ويرحب بيهم، حطوا صواني الاكل اللى جايين بيها وعمي وابويا واخواتي شايلين اقفاص فاكهة انا مش عارفة جابو كل الحاجات دي امتى من بليل للصبح، وطبعا قعدنا كل جزء فى مكان، الرجالة مع بعض واحنا كستات مع بعض وانتم عارفين نوعية الكلام بقى بتاع المواقف دي، بعد ما خلصنا كلام كنت هروح احضرلهم حاجة يشربوها لكن لقيت ابويا قال:
– لاء نشرب ايه بقى؟ احنا هنسيبكم وننزل نشرب ونفطر براحتنا تحت، افطروا انتم بقى وخدوا راحتكم.
اسماعيل:
– ياعمي عيب طيب نقعد نفطر سوا.
عمي:
– ياض عيب عليك انت، حد يوم صباحيته يبقى عايز يضايف ويعزم، خليك مع عروستك وبكرة تزهق مننا.
باركولي تاني كلهم ونزلوا لكن بابا قبل ما ينزل قاللي:
– ان شاء الله الخير كله جايلنا على وشك الحلو ده، مبروووك يا بنتي، مبروك يا وش الخير.
مش عارفة ليه حسيت ان بابا بيتكلم عن الطريق اللى اتفتح، اصل خير ايه اللى هييجي لما اتجوز يعني؟ ما هي كل الناس بتتجوز، وقفت على الباب اتابعهم لحد ما نزلوا وسامعه صوت ضحكهم وفرحتهم وسحبني اسماعيل من ايدي وقاللي:
– انا ميت من الجوع، يلا بقى نفطر.
فطرنا سوا وقعدنا نتكلم ونضحك، واول مرة اسماعيل يتكلم معايا فيها ويقولي:
– يااااه يا شامية، انتي متعرفيش انا من امتى مستني اليوم اللى اصحى فيه من نومي الاقي نفسي معاكي فى نفس البيت، من يوم ما جيتي للدنيا وانا مستنيكي……….
ابتدا يقول كلام كتير جدا اللى قولته ده هو اللى فاكراه، لكن اللى فاكراه من بعد كده هو وش اصلان اللى كان قاعد قدامي وشايفاه بيتكلم، مش سامعة بيقول ايه لكن ملامحه قدامي، واول ما بشوف وشه قلبي بيدق بسرعة وبصوت عالي وكأنه عايز يخرج من مكانه، بعد شوية من التركيز فى وش اصلان وانا بحاول اسمع اللى بيتقال لقيت اسماعيل بيحركني من كتفي وبيقولي:
– خلاص ياشامية انا اسف، مش هقولك كلام حلو تاني بعد كده…ههههه، انتي توهتي مع الكلام ولا ايه؟
ركزت وشوفت اسماعيل وهو بيضحك، فوقت لنفسي فلقيته بيقولي:
– انا لو بكلم نفسي كل الكلام ده كان زمانها رديت عليا.
قولتله وانا مرتبكة:
– مش متعودة انك تتكلم معايا كده يا اسماعيل، عمرك ما قولتلي حاجة زي دي ولا حتى لمّحت بيها.
اسماعيل:
– علشان الحرمانية والاصول يابنت عمي، لو عملت ده زمان مكنتش وصلت لقاعدتي قصادك دي، انتي كنتى الدعوة الثابتة اللى فى كل ركعة لربنا بركعها وبترجاه فى انك يكتبك ليا.
فرحت بكلامي وحسيت بحاجة جديدة عليا، انا اول مرة فى حياتي حد يقولي كده، انا من الليلة لدلوقتي كل اللى بيحصل معايا جديد عليا، وكحال اي عريس وعروسة جداد قضينا وقتنا، اسماعيل ملتزم ومش وحش، اه هو يعني تختوخ شويتين وبكرش صغير، لكن ملامحه جميلة وكلها رجولة، وبعدين متعلم وفاهم والملتزم لما يبقى فاهم بيبقى انسان يتعاشر مش مجرد واحد حافظ وبيطبق من غير ما يفهم، علشان كده كنا متفاهمين ومتوافقين مع بعض، مفرضش عليا اني مكملش التعليم، بالعكس قاللي:
– هتكملي فى العلام يا شامية علشان عيالنا، لكن الشغل دى فكرة مش مطروحة للمناقشة حتى، انتي عارفة احنا مش هنخلي ستاتنا ينزلوا يتعبوا ويشقوا ويختلطوا بالاغراب…وييجوا بيوتهم يكملوا فيها شقا وتعب، وليكي عليا اني اخليكي مستكفية من كافة شيء ربنا يقدرني بس وانا محرمكيش من حاجة.
ضحكت وقولتله:
– لاء…متقلقش انا مش بتاعت شغل، انا البيت والجيران فى البيت بيونسوني ومش هحس بالزهق اللى يخليني افكر اشتغل، ولا الجيران عندك فيهم مشكلة؟
لقيته رد عليا:
– لاء…الجيران دول هنا لأن ربنا اراد واختار انهم يكونوا هنا، وزمن ورا زمن اللى بيكونوا من اصحاب البيت موجودين فيه بيكونوا السكان كأنهم جزء من العيلة ليهم، علشان كده الجيران فى البيت ده اهلنا…والنبي على الصلاة والسلام وصى على سابع جار.
فررررررررحت جدا وعرفت ان كده انا مش هقابل مشاكل فى اللى الملك كلفني بيه، اللى كنت مستغرباله اصلان اللى كنت فى معظم الاوقات بحس اني شايفاه قدامي، خلصت اجازة اسماعيل وابتدا ينزل شغله، وانا ابتديت انزل لأمي انضف البيت ليها واطلع اجهز الغدا وانضف بيتي لحد ما يرجع اسماعيل، على الحال ده ومفيش جديد ولا فيه حد غريب ظهر فى حياتنا، حتى اصلان انا بتخيل اني شايفاه مش بشوفه فعلا، لحد ما فات شهر ولا شهر ونص تقريبا وفى ليلة بعد الفترة دى سمعت نغمة صوت اصلان فى ودني وهو بيقولي:
– اصحي يا فيروزة..اصحي وانزلي تحت.
فتحت عيني بسرعة وجريت من غير تفكير، مهتمتش حتى اسماعيل يحس او لاء، نزلت اجري وكأني عارفة المكان اللى يقصده، روحت وقفت قصاد الباب الخشب اللى تحت السلم واول ما وقفت قصاده اتفتح…اتخطفت للحظة بس انا نازلة وانا متوقعة ان فيه حاجة هتحصل وعلشان كده طلب مني انزل، اول ما الباب اتفتح شوفته واقف قدامي…عيني وقعت عليه قلبي اتنفض، انا بحب اسماعيل، واخدت عليه ومرتاحة معاه، لكن اصلان!!! مش عارفة ليه من وقت ما شوفته وانا علطول حاساه مش مفارق بالي ولا عيني، قاطع سرحاني فيه وقاللي:
– مع طلوع النهار يا فيروزة هتنزلي من بيتك، وعلى باب البيت برة هتلاقي واحدة قاعدة بطفل…دى لها حكاية يا تساعديها وتنجحي فى مساعدتها، يا تفشلي وتكمل فى طريق الشيطان.
لقيت نفسي برد رد غريب مالهوش علاقة بالكلام:
– هو انت ازاي متجوز ابرار وهي مش بني ادمة؟ يعني مقصدش…اقصد انها خيال…يعني مبتعرفش تلمسها ولا…
قاطعني وقاللي بهدوء لكن بملامح غضبانة:
– احنا بنكمل رسالتنا يا فيروزة، حياتي مع زوجتي متدخليش نفسك فيها، وحياتك فى عالم البشر بعيد عن رسالتنا ماليش دخل فيها ولا ليا انى اسألك عنها.
اتكسفت بس حاولت اداري ده برد تاني:
– ما هو انت بتراقبني، اكيد مش محتاج تسألني عن حاجة، انا بس مش فاهمة ازاي….
قاطعني تاني وقاللي:
– مش مهم تفهمي، ابرار مراتي زى ما انتي متجوزة اسماعيل، احنا لينا حياتنا اللى عارفين هي بتتحرك وبنتصرف فيها بأى شكل، وانتم كمان ليكم حياتكم، الجن عالم زى عالم البشر له حياة متأقلم عليها.
برغم اني مقدرتش افهم هو بيحس بيها ازاي وهو مجرد طيف وخيال، الا اني سألته بفضول:
– هو انت بتحبها؟
رد بأختصار:
– فيروزة، لو مش بحبها مكنتش اتجوزتها، فهمتى مع طلوع النهار ايه اللى هيحصل؟ متفكريش غير فى مهمتك.
اختفى من قدامي والضوء الابيض اللى كان مالي الاوضة ام باب خشب انطفى، الضلمة مليت المكان…خرجت بسرعة وانا بجري على السلم، دخلت بيتي ورميت نفسي على السرير وانا باخد نفسي بسرعة وكالعادة اسماعيل مش حاسس بالدنيا، كنت مش بفكر غير فى اصلان…مش بفكر فى الست اللى قاللي عليها، انا مستغربة نفسي ومستغربة تركيزي معاه، مع اني فى العالم بتاعهم شوفت حاجات كتير اجمل منه ممكن تخطف تركيزي وتفكيري، لكن هو مش خاطف تركيزي، انا لما بشوفه قلبي هو اللى بيتخطف…هو انا بحب اصلان ولا ايه؟؟؟
سألت نفسي من جوايا وسمعت صوته فى ودني بيقولي:
– اه يا فيروزة…بتحبي اصلان.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين عالمين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى