روايات

رواية بين شقي الرحى الفصل الأول 1 بقلم مورو مصطفى

رواية بين شقي الرحى الفصل الأول 1 بقلم مورو مصطفى

رواية بين شقي الرحى الجزء الأول

رواية بين شقي الرحى البارت الأول

رواية بين شقي الرحى الحلقة الأولى

في منطقة راقية هادئة في فراندة تطل على حديقة مليئة بالزهور تجلس امرأة رقيقة الملامح ، تنظر إلى بعض الأطفال الذين يلعبون في الحديقة و هي تبتسم لهم برقة ، و هي خمرية اللون عسليه العينين ذات شفاه وردية و شعر بني متوسط الطول و جسد ينبض بالأنوثة رغم انجابها اثنين من الأولاد ، من يراها يشعر انها لازالت فتاة بكر فهي تخجل من أقل الكلمات هادئة الصوت ، تعيش في منزل به أولادها و زوجها و والدته تلك المرأة الطيبة للغاية و التي تحب زوجة ولدها ربما اكثر من أولادها ، فهي تعيش معها و تعاملها كأنها والدتها ربما اكثر ، فهي احن عليها حتى من أبناءها ، تلك هي حياة المرأة التي تبلغ من العمر ٣٨ عاماً ، و زوجها هو كرم الذي يبلغ من العمر ٤٨ عاماً ، وولدهم يوسف و يبلغ من العمر ال ١٩ عاماً و هو في العام الأول من جامعته ، و ابنتهم يارا و التي تبلغ من العمر ال ١٥ عاماً و هي في الاعدادية ، من يراها معهم يشعر انها اخت لهم .
…………………………
تجلس حياة في غرفتها بعد أن قامت بعملها اليومي من نظافة المنزل و طهي الطعام و مراعاة حماتها و ادويتها و كذلك مراعاة أولادها في دراستهم ، و بعد ان انتهت من عملها تماماً دخلت غرفتها حتى تمارس هوايتها التي تعشقها فهي عاشقة لسماع الموسيقى ، و قراءة الروايات الهادئة ، فأخذت حمامها و ارتدت لانجيري رقيق ذو لون وردي و ارتدت فوقه الروب الخاص به ، و جلست في فراشها مع فنجان قهوتها تقرأ في انتظار زوجها الذي تأخر عن موعد عودته ، وكانت قد لاحظت منذ فترة تغيير حاله تماما ، فأصبح يأتي متأخراً دائم الجلوس وحيداً يمسك هاتفه بيده دائما و لا يتركه الا عند النوم ، و عندما سألته كان رده الدائم العمل فهو يملك شركة صغيرة للاستيراد و التصدير و لكن ناجحة و انتشر اسمها فى مجالها ، و اليوم قررت حياة التحدث مع كرم لمعرفة ما سر هذا التغيير حتى أنه ابتعد عن أبنائه أيضاً ، و جاء كرم متأخراً كعادته و دخل غرفتهم فوجدها جالسة تنتظره
– مساء الخير يا حياة ، فنظرت له حياة و ابتسمت و تحركت لتقف
– مساء النور يا كرم حمدلله على السلامة حبيبي
و اقتربت منه تنزع عنه جاكته
– الله يسلمك يا حياة حضري لي الحمام احسن انا مجهد جداً ، و محتاج اخد دش و انام
فنظرت له باستغراب فهو كان دائما يحب القرب منها و لكنه أصبح يعزف عنها و لخجلها لم تستطع سؤاله و ذهبت لتحضير الحمام له و عادت فوجدته يمسك هاتفه يكتب شئ ما لأحد و وجهه تنيره الإبتسامة ، فأقتربت منه و هي تبتسم
– طيب ضحكني معاك حبيبي
فنظر لها كرم بارتباك
– مافيش يا حياة ده واحد صاحبي بعتلي نكته عن اذنك
و ذهب للحمام اخذاً معه هاتفه فتنهدت حياة بزهق ، و خرج كرم بعد قليل من الحمام و نظر لحياة التي كانت تجلس تنظر من الشباك على السماء في صمت و عيونها تلمع بالدموع فشعر بالحزن عليها ، و لكنه لا يعرف ماذا يفعل فقرر التحدث مع والدته فترك الغرفة و ذهب لوالدته التي كانت تستعد للنوم و طرق عليها الباب و سمحت له بالدخول
– مساء الخير يا امي
– مساء النور حبيبي تعال اقعد حكايتك ايه يا كرم حالك ملخبط ليه اليومين دول يا بني؟
– محتاج اتكلم معاكي يا أمي.
– خير يا حبيبي فيك ايه حتى حياة حاسة ان فيك حاجة ، و نظرتها بقت حزينة على طول.
– فاكرة مي يا أمي ، فنظرت له الأم بتعجب
– قصدك مي مين يا كرم مي بنت عمتك.
– ايوه يا أمي هي.
– مالها تاني ست مي هي مش كانت اتجوزت و بعدت عنا و عن حياتنا
فارتبك كرم قليلاً
– اتطلقت يا أمي و رجعت و أنا..
فأنتفضت آمنه مكانها تصرخ به
– و انت ايه يا كرم انت ايه يابن بطني انطق ، مش دي اللي رمتك و رفضتك علشان لسه على قد حالك.
– يا أمي ماكنتش هي السبب ابوها اللي جبرها ، فضحكت آمنه بسخرية
– و انت صدقت يا اهبل صدقت دي بتستغفلك ياغبي ، فصرخ كرم
– لا يا أمي مش بتستغفلني مي بتحبني ، و أول ما أطلقت رجعت لي جري افهمي يا امي انا بحبها و عمري مابطلت احبها
و في تلك اللحظة كانت حياة على باب الأوضة فأستمعت لكلماته
و اكمل هو بحبها يا أمي بحبها وعمري مانسيتها
فنظرت له آمنه و الدموع في عيناها
– و مراتك و حياة يا كرم
فوقف كرم و نظر لها
– مالها حياة ح تفضل مراتي عادي ، فضحكت آمنه
– ح تفضل مراتك لا والله كتر خيرك و ح تقولها ايه ان شاء الله.
– ح اقولها يا امي بس بعد ما اتجوز ، حياة مش لازم تعرف دلوقتي انا مش عايز مشاكل ، فصرخت به آمنه
– انت أناني و مابتحبش الا نفسك ، و بكره تندم بس اعمل حسابك لو حياة رفضت تكمل معاك انا ح ابقى معاها، و لو طلبت الطلاق ح أطلقها منك علشان انت ما تستهلش ضوفرها، والله يا كرم لتندم و كل البركة اللي حلت عليك بعد جوازك منها ح تروح منك علشان انت ظالم و متجبر.
– يا امي ارجوكي افهمي انا مقدرتش انسى راندا.
– اطلع برة يا كرم اطلع مش عايزة اشوف وشك.
…………………………..
و هنا جرت حياة الي غرفتها و منها إلى الحمام و اغلقت عليها الباب ،و انهارت في البكاء و أخذت تحدث نفسها و هي تبكي
– يااااااااه عشرين سنة كدب ،عشرين سنة بتضحك عليا و مفهمني انك بتحبني، عشرين سنه مستغفلني عايش معايا و انت قلبك في مكان تاني، طيب انا عملت لك ايه ليه تقتلني بالطريقة دي
و دخلت حياة بملابسها تحت المياة و هي تنتفض بقوة فقد قامت بالنزول تحت المياه الباردة، و ظلت هكذا حتى شعرت بتخدر جسدها و عقلها و اغلقت المياة و نزعت ثيابها و ارتدت البرنس الخاص بها و وضعت منشفة على شعرها، و خرجت و هي تشعر انها انسانة اخرى غير التي دخلت، و وجدت كرم ينام على الفراش و يضع يده على عينه فنظرت له و ابتسمت بسخرية و هي تحدث نفسها حتى ماهانش عليك تسأل فيا ياااااه ده انا كنت مغفلة قوي بس خلاص لازم افكر كويس في نفسي و في ولادي ،و اخذت ملابسها و عادت للحمام مرة اخرى و ارتدت ثيابها و خرجت و تركت الغرفة للخارج، و ذهبت الي غرفة ابنها يوسف فوجدته مازال يستذكر دروسه فقبلت رأسه و هي تضع يدها على كتفه
– عامل ايه حبيبي طمني ماشي كويس.
– الحمدلله يا ماما بس حضرتك ليه صاحية لغاية دلوقتي هو بابا لسه مجاش برضه، فأبتسمت حياةله
– لا حبيبي جه تعبان و نام و انا مش جي لي نوم فقلت اطلع بره علشان ما يقلقش و هو تعبان.
– حبيبتي يا ماما حضرتك أعظم ام و احن و ارق زوجة.
– علشان عيونك بس حلوة حبيبي يالا ح اسيبك تذاكر لو احتاجت حاجة قولي .
– متشكر يا ماما.
و خرجت حياة من عند ولدها و ذهبت الي ابنتها فوجدتها قد نامت و كعادتها دائما ما تلقى الغطاء أرضاً فأقتربت منها و قامت بتغطيتها جيداً ثم قبلت رأسها ،و خرجت و لم ترغب في الذهاب إلى آمنه كعادتها عندما يجافيها النوم ،و خرجت الي الصالون و جلست به و أخذت تتذكر كيف تزوجت فمرت حياتها كشريط سينمائي أمامها و هي تتذكر كلام والدها مصطفي لها
فلاش باك*****
– حياة يا بنتي تعالي عايزك.
– افندم يا بابا اؤمرني حبيبي.
– ما يؤمرش عليكي ظالم ابداً يا بنتي بصي حبيبتي في عريس متقدم لك، فخجلت حياة
– عريس ايه يا بابا ده انا لسه يادوب مخلصه ثانوية معقول اللي حضرتك بتقوله ده، فأمسك ابوها يدها و ضمها لصدره
– يابنتي احنا مالناش غيرك انتي عارفة، و احنا كبرنا و مش صغيرين عايزين نجوزك و نفرح بيكي و نطمن عليكي في بيت راجل يصونك و يحافظ عليكي، و كمان هو وعدني تكملي تعليمك و بعدين انتي اكيد عرفاه كرم ابن طنط آمنه صاحبة مامتك يعني عارفينه و عارفين اصله.
– ايوة يا بابا بس انا لسه صغيرة و هو كمان كبير عني .
– يا بنتي هو مش كبير عنك قوي دول عشر سنين ،و كمان يبقى عاقل و راكز و يحاجي عليكي ها يا بنتي رايحي قلبي و قلب مامتك، فتنهدت حياة
– خلاص يا بابا اللي حضرتك تشوفه بس اهم حاجة تشرط عليه اكمل تعليمي .
– طبعاً يا بنتي اكيد الف مبروك يا نور عيني.
– الله يبارك في حضرتك يا بابا.
باك ****
كانت آمنه قد خرجت من غرفتها لتتوضأ فوجدت حياة تجلس في ضوء خافت فذهبت اليها
– حياة قاعدة كده ليه يابنتي فنظرت لها حياة، و ابتسمت بحزن
– أبداً ياماما بس قلقت و ماحبتش كرم يصحى أصله جي تعبان
فوضعت آمنه وجهها أرضا و هي تدعي في سرها
الله يسامحك ياكرم، ثم رفعت وجهها و نظرت لها
– طيب يا حبيبتي ح تصلي القيام و لا ح تعملي ايه؟
– اه يا ماما ح ادخل اتوضا و اصلي اتفضلي حضرتك ،و بعد الفجر ح اجيب لحضرتك كوباية الحليب .
– ربنا ما يحرمني منك يا حبيبتي حياة انتي عارفة انا بحبك ازاي ،و بحبك حتى اكتر من أولادي كمان و ربنا عالم ،فأبتسمت لها حياةو قبلت يدها بحب
– عارفة يا أمي و ربنا يعلم انا بحب حضرتك ازاي، حضرتك أمي فقبلت آمنه رأسها
– ربنا يحفظك و يحميكي يا قلبي ح اروح اتوضا
– اتفضلي يا أمي
و ذهبت آمنه و توضئت و بعدها دخلت حياة فلم ترغب بالعودة لداخل غرفتها و رؤية زوجها الأن، و بعد أن صلت و ظلت تدعو الله أن ينير طريقها قامت و دخلت الي المطبخ و قامت بعمل كوب الحليب لحماتها ،و صنعت لها كوب من القهوة ودذهبت الي حماتها و اعطتها كوب الحليب، و ظلت معها حتى انتهت و أخذته منها مقبلة رأسها و تركتها و انصرفت .
و أخذت آمنه تفكر مع نفسها
– يا ترى مالك يا حياة شكلك حزين قوي ليه كده معقولة تكون سمعت كلامه ،استرها يا رب
و بعد أن تركت حياة آمنه ،و خرجت قامت بأخذ قهوتها و دخلت الفراندة بالصالون و جلست تتذكر زواجها من كرم
فلاش باك*****
بعد أن ظهرت نتيجة حياة و قدمت في الجامعة و تم قبولها في كلية التجارة تزوجت كرم و كان الفرح بسيط ،و كان يجلس مكانه بجوارها و هي في قمة الخجل ،و هو فقط يبتسم للمدعوين حتى انتهى الفرح و ذهبوا الي منزلهم، و كانت امه قد ذهبت مع اختها حتى تتركهم في شهر العسل وفتح كرم الباب و دخل و نظر لها و ابتسم
– اتفضلي يا عروسة
كانت حياة تتوقع أن يحملها مثلما كانت تحلم بزوجها، و لكنه فقط مر أمامها و أشار لها بيده ان تدخل فدخلت و أغلق الباب ونظر لها وابتسم ح تفضلي واقفة و لا ايه تعالي ندخل اوضتنا فذهبت معه ،و دخلت الغرفة و شعرت ان ما حلمت به أصبح مجرد احلام فهي كانت تحلم بأنه سيحملها حتى الفراش المفروش بالورود و يضعها عليه، و يجلس بجوارها يطمئنها في هذه الليلة، و لكن أصبح كل هذا مجرد احلام فقد دخلت و وجدت الغرفة كما تركتها بعد انا قاموا بفرش الشقة كلها، و جلست على الفراش و هي تضع وجهها أرضاً فأقترب منها و نزع طرحتها وقبلها و لم يتركها الا بعد أن أصبحت زوجته و لم يبالي بخوفها و لا دموعها التي سقطت و هي تتألم ،و عندما انتهى قبل رأسها و هو يهمس لها
– مبروك يا حياة فهمست له متألمة
– الله يبارك فيك
و هبط بجوارها واضعاً يده عليها و سحب الغطاء عليهم و نام و لم يسئلها حتى أن كانت تتألم ام لا ،و نام فورا و ظلت هي مستيقطة تشعر بألم قوي و لا تستطيع الحركة، و بعد مضى اكثر من ساعتين تنبه لصوت بكاءها ففتح عينه و نظر لها
– مالك يا حياة في ايه بتبكي ليه فخجلت منه و لم تستطع الكلام فكرر سؤاله حياة في ايه اتكلمي، فأغمضت عيناها و همست
– موجوعة قوي و مش قادرة اقوم .
– عايزة تروحي فين بس.
– عايزه ادخل الحمام فحملها و ادخلها الحمام، و قامت باخذ شاور فشعرت انها افضل و نست انها لم تاخذ معها ملابس فارتدت البرنس و خرجت
و كان هو مستيقظ يشرب سيجارة و ينظر للفراغ و عندما انتبه لها و وجدها هكذا قام و سار إليها و شعرت هي في عينينه بنظرات جعلتها تخجل ،و اقترب منها مقبلاً اياها و حملها و عاد بها الفراش و كرر لقاءه بها فصرخت متألمه و لكن لم ينتبه انها تتألم و ابتلع صرختها بين شفتيه حتى اكمل ما بدء ،و بعد أن انتهى نظر لها
– انتي صاروخ يا حياة
و كانت حياة تتألم بقوة فأخذت تبكي بشدة فأقترب منها ضامماً اياها
– معلش حبيبتي غصب عني مقدرتش اقاومك نامي و لما تصحي اكيد ح تبقى احسن، و ضحك و نظر لها لا اجمدي كده ده احنا لسه في الأول و اخذها في احضانه و نام .
باك ****
– يااااااااه هو انا كنت مغفلة قوي كده و قال انا كنت فاكرة ان ده حب الله يرحمك يا أمي كنتي فكراه ح يتجنن عليا علشان بيحبني اتاريني كنت مجرد واحدة و خلاص و في قلبه واحدة تانية، ازاي قدر يوهمني بحبه و هو مانسيش حبيبته ازاي كان بيمثل كل ده و ظلت حياة تتذكر حتى نامت مكانها ،و استيقظ كرم من نومه و نظر حوله فلم يجد حياة ،و نظر لساعته فوجدت الساعة تخطت التاسعة و النصف، فانتفض من مكانه فهو تأخر عن عمله و موعده مع حبيبته، فنادي بصوت عالي على حياة و لم يجد رد فخرج من غرفته و وجد امه و أولاده كل واحد يخرج من غرفته
– أيه ده هو انتم ما روحتوش المدرسة و الجامعة؟
– مامي ما صحتناش يا بابي هي فين امال؟
– مش عارف يا يارا انا صحيت ما لقتهاش جانبي، و ناديت مش بترد
فخرجوا جميعا للخارج، و بحثوا في الحمام و المطبخ و الصالون و لم يجدوا لها اثر،
فنظرت له آمنه بغضب
– حياة راحت فين يا كرم فشعر بالقلق عليها فهي زوجته و أم اولاده و يكن لها مشاعر طيبة.
– ما عرفش يا أمي ما عرفش
و نظر كرم فوجد الستارة تتحرك فجري على الفراندة فوجدها تستند على السور و وجهها احمر بشدة فأقترب منها و هو ينادي
عليها حياة .. حياة و لكن لا رد، فأقترب و وضع يده على وجهها فأنتفض، و هو يصرخ
-ماما دي مولعه نار
– شيلها دخلها أوضتها بسرعة يوسف اطلب جوز عمتك، اجري يا يارا هاتي لي طبق فيه مياه و فوطة و حصليني، و دخلت وراء ابنها و هي تنظر له بغضب و همست له لو كانت سمعت حاجة و اللي حصلها ده بسببك، انا ساعتها مش عارفة ح اعمل فيك ايه
– يا ماما سمعت ايه بس .
– قبلتك ازاي لما خرجت من عندي
فتذكر كرم انه نام و لم ينتبه لتأخرها في الحمام ، فوضع وجهه أرضاً و تنهد
– ما شفتهاش يا ماما انا خرجت من عندك و جيت هنا كانت في الحمام و نمت قبل ماتخرج فصرخت آمنه به
– غبي غبي .
اتي يوسف مهرولا وهو ينادي جدته
– نانا عمو ياسين جي حالاً بس ماما عاملة ايه دلوقتي يا نانا ؟ هي ليه مش بتفوق؟
– نانا المياة اهه .
– هاتي حبيبتي روحوا انتم يا ولاد على اوضكم.
وتحدث يوسف قلقاً على والدته
– لا يا نانا لما نطمن على ماما.
– لا يا حبايبي روحوا اوضكم روقوها، و انتي يا يارا حضري الفطار لكم حبيبتي مامي ح تبقى كويسة ما تقلقوش.
– حاضر يا نانا يالا يا يارا .
و خرج يوسف و يارا و فجاءه رن هاتف كرم فنظر به و ارتبك فنظرت له أمه
– أطلع من هنا يا كرم اطلع من ادامي. ما تخلنيش ادعي عليك يا بن بطني ،يا خسارة تربيتي فيك .
– يا امي انا.. و هنا عاد رنين الهاتف ففتح الخط رندا انا مش فاضي دلوقتي حياة تعبانة، و الدكتور جي لها دلوقتي
– و ميعادنا يا كرم مش في ميعاد بينا حبيبي
– بقولك حياة تعبانة بعدين يا راندا بعدين، سلام
و أغلق الهاتف فوجد امه عيونها تلمع بالدموع و هي تنظر له و تهز رأسها بحسرة،
و بعد قليل جاء ياسين
– سلام عليكم خير يا امي مالها حياة
– بتفرفر من السخونة يا بني، و مش عايزة تفوق.
– طيب اسمحولي اكشف عليها
– اتفضل يا بني تعال.
و قام ياسين بالكشف على حياة و بعد أن انتهى نظر لهم باستغراب
– كرم ممكن افهم ايه اللي حصل ليه حياة في الحالة دي
فنظرت آمنه له وهي تشعر بالخوف على ابنتها التي تحبها كثيراً
– مالها حياة يا ياسين اتكلم يا بني
– يا أمي الضغط عالى قوي و كمان الحرارة العالية دى لازم تنزل الكمادات مش ح تنفع، أملي البانيو مياه يا كرم و تعالي شيلها لازم جسمها كله ينزل تحت المياة
و ذهب كرم سريعاً و قام بملئ البانيو و عاد و حملها بين يديه و كانت تنتفض من الحرارة ،و وضعها في البانيو فصرخت بشدة فجرت عليها آمنه
– اهدي يابنتي اهدي يا حياة استحملي يا بنتي حرارتك عالية و لازم تنزل و ظلت تنتفض في المياه حتى هدأت بعد ذلك
و قام كرم بحملها من البانيو و اجلسها بمساندة امه على حافة البانيو ،و كانت حياة بدأت في التنبه و عندما رأته يبدء في نزع ثيابها اوقفته بأيدها، و همست بخفوت
– سيبني يا كرم انا ح اغير لوحدي، فنظر لها
– حياة انتي تعبانة مش قادرة سيبيني اغير لك انا
– لا اتفضل انت انا ح اقدر ماما اقفلي الباب لو سمحتي
فنظرت له امه شذراً
– اطلع انت يا كرم ضايف ياسين انا معاها،
فوضع وجهه ارضاً
– حاضر يا أمي
– مالك يا بنتي فيكي ايه كلميني مش انا زي امك.
– اكيد يا أمي و اكتر و حضرتك عارفة، ساعديني اغير هدومي.
– حاضر ياحبيبتي.
قامت آمنه بمساعدة حياة في تبديل ملابسها، و خرجوا سوياً وكان ياسين يجلس في الغرفة ممسكاً فنجان قهوة ،و عندما وجدهم يخرجون جري و اسند حياة مع آمنه حتى عادت للفراش مرة أخرى وسألته آمنه
– فين كرم يا ياسين فأرتبك ياسين قليلاً
– بيكلم في التليفون يا امي، يظهر تليفون شغل،
فأبتسمت حياة بسخرية
– فعلاً يا ياسين أصله مشغول قوي اليومين دول معلش انا تعبانة ممكن تديني حاجة تنيمني
– طيب فهميني يا حياة ايه اللي حصل، فنظرت له بود و هي تبتسم بحزن
– مافيش يا ياسين انا يظهر بردت لما طلعت الفراندة معلش تعبتك معايا ،فأبتسم ياسين
– ياستي تعبك راحة المهم يا أمي حياة ح ترجع تسخن تاني الفوقان ده نتيجة المياة لكن ح تسخن تاني اكيد ماتقلقيش انتم بس واظبوا على الكمادات و الأدوية و الراحة، و انا ح اجي اشوفها اخر النهار.
– ماشي حبيبي ماننحرمش منك ياحبيبي
– حياة ح اديلك حقنة دلوقتي ح تنيمك و ح اجي اشوفك بالليل عن اذنكم انا دلوقتي
و جائت آمنه لتذهب معه فأجلسها مكانها مرة اخرى ماما انا مش غريب ووعارف الطريق عن اذنكم فهمست حياة
– اتفضل يا ياسين متشكرة قوي ، وخرج ياسين و نظرت حياة لآمنه ماما ساعديني اروح أوضة يارا.
– ليه يابنتي
– معلش يا امي ساعديني و ريحيني ، و هنا كان قد جاء كرم و نظر لها و هي تهبط من الفراش
– رايحة فين يا حياة ،فنظرت له نظره لم يفهم معناها
– رايحة أوضة بنتي
فغضب كرم و انفعل
– أوضة بنتك ليه انتي مش ح تخرجي من أوضتك يا حياة.
– معلش يا كرم انا تعبانة فعلاً، و أكملت بسخرية و انت اليومين دول مشغول قوي و تعبان
فأرتبك كرم و نظر لها
– يعني ايه مشغول و تعبان مافيش حاجة من الكلام ده انا ح اتصرف مش مهم الشغل دلوقتي المهم انتي و بس ،و انتي مش ح تقومي من هنا حبيبتي ايه مش عايزانى ابقى جانبك و انتي تعبانة.
– معلش يا كرم خليك لشغلك ماما آمنه معايا.
– و انا قلت مش ح تقومي من سريرك يا حياتي.
فنظرت له و الدموع في عيناها فأغلقتهم بشدة حتى لا تسقط أمامه
– خلاص زي ما انت شايف انا ح انام .
– طيب استنى افطري الأول
– لا انا محتاجة انام ماما خليكي جانبي
– انا جانبك ياقلب امك.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بين شقي الرحى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى