روايات

رواية بنت المعلم الفصل التاسع عشر 19 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الفصل التاسع عشر 19 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الجزء التاسع عشر

رواية بنت المعلم البارت التاسع عشر

رواية بنت المعلم
رواية بنت المعلم

رواية بنت المعلم الحلقة التاسعة عشر

هرعت أمل بصدمه، ثم ركضت تغلق الباب برفق خوفاً من سماع أحد حديثها التي ربما لو سمعه والدهن، لأصبحت رحمه تنير قبرها الليلة :
أنتِ بتقولي ايه، أنتِ عارفه بابا لو سمعك هيعمل فيكي ايه
خرجت نبرة امل مهتزة،
لتبادلها رحمه الحديث بكل برود أعصاب :
وأنا قولت ايه غلط
واستطرد مستفزة :
واحد كلمني وشرحلي قد ايه معجب بيا وحاول بدل المره الف، طلب رقم ابويا عشان يجي يطلب ايدي للجواز فيها أي
انكمش بين حاجبين أمل استنكاراً متمته :
وأنك تتكلمي مع راجل غريب عنك دا شئ عادي، لا وكمان تسمحيله يتغزل بيكي
لوت فمها بسخريه مردده بملل :
أمل بقولك طلب ايدي، مش ماشيه معاه
ثم تحركت لتغادر الغرفة هاتفه بزهو :
وبعدين مش يمكن يعوضني
ضيقت أمل عينيها بعد استيعاب.. يعوضها عن ماذا ؟!، تنعم بحياة لا مثيل لها من العائلة إلي الرفاهية والثراء، زفرت بضيق ثم خرجت هي الأخرى تتطمأن علي والدتها فالحالة التي تمر بيها ليست بهينة، خاصه أن والدها لا يرجع في قراراته أبدا ولا يستهين بتنفيذها،
؛**********

 

 

 

إحساس ليس بهين عندما تنتظر شئ ما، تفكير دائم هل سيكون لصالحك ام ضدك، توتر مصاحب قلق يتسلل إلي اوصالك برفق حتي يتمكن منك…..
تنظر إلي الفراغ أمامها بجمود، تضم ركبتها الي صدرها، تتنفس بهدوء فقد استنزفت كل طاقتها بعد قضاء ليلتين في تلك الغرفة المتهالكة، لم تتذوق عينيها طعم النوم بسبب قلقها من أصوات مختلفة طيلة الليل لا تعلم هل هي حقيقة أم هلوسة من إرهاقها، تمكن الشحوب من وجهها لامتناعها من الأكل رغم محاولتها الفاشلة في بلع بعض من طبق الأرز الذي أعدته بصعوبة إلا أن حاسة تذوقها لم يروق لها طعم عديم النكهة بعد أن تذوقت كل ما لذ وطاب،
بدأت تشعر بالندم من ردها علي عمها سالم، ربما أخطأت في عناده بدلاً من مجرات أوامره لتكون تحت طوعه، ولكن اي عدل في إتمام زيجة دون رضاها… ولم يكتفوا بذلك ليكون الزوج المستقبلي أب لأربع أطفال، هذا ليس عقاب من وجهة نظرها ربما انتحار أو ما شابه،
خرجت من أفكارها علي صوت فتح القفل، لم تتحرك اعتقاد منها أنها صباح التي اعتادت علي مجيئها مرتين في اليوم لإعطائها زجاجة مياه، وتغلق عليه تلك المقبرة ثانيةً لتصبح وحيدة مرة أخري،
رمشت بأهدابها عدة مرات باضطراب عندما وجدته يقف بشموخه وهيبته المخيفة إليها،
( شايف أنك اتعوتي علي الجو)
كانت نبرته جامده مثل ملامحه، ابتعلت لعابها بصعوبة وسيطر الخوف عليها من تركها مجدداً، استطرد مكمل بحده :
اشمعني كان طالب صور رحمه
رفعت نظراتها بعدم فهم، فاحتدت نبرة المعلم سالم عندما لم يجد منها رد :
مصطفي اشمعني طلب صور رحمه
نطقت بشفاه مرتعشة :
معرفش
كرر سؤاله بصرامة جعلتها ترتعب أكثر:
مصطفي خص رحمه ليه، ولو مسمعتش اجابتك اعتبري أنك هتقضي بقيت حياتك هنا
أسرعت تركع علي ركبتها أمامه تصيح ببكاء :
لا يا عمي خلاص والله عرفت غلطي خرجني من هنا بالله عليك
تجاهل توسلها مردد بحده :
مسمعتش اجابتك
رفعت يدها تغطي وجهها مغمغمه بشهيق :
كان عايز يوقعك بيها لأنها بتكرهك
” بتكرهك ”
كررت الكلمة داخل أذنيه بصدي هز قلبه، أبنته تكرره ..كيف ..ومتي ..وليما؟!!
سألها مجدداً بثبات :
مين القال الكلام دا
رمقته بخوف فنظر إليها ينذرها، أسرعت متهته :
هـ..ي
لم يكن من الصعب معرفة الباقي، ابنته اعترفت لابنة أخيه بمشاعر كرهها إليه، لتسرع الأخرى ببث الخبر لذلك المعتوه كي يمسكها ورقة ضغط لصالحه،
كاد بالخروج ولكن وجدها تس1 في طرف جلبابه مردفه بـ نحيب :
بالله عليك ما تسبني هنا والله هعمل الانتم عايزينه بس خرجني
نفض يدها هاتف بصرامة :
مش سالم سويلم الـ يتهدد يا بنت جابر
ارتفع صوت بكائها عندما أغلق الباب مرة أخرى، لا تتحمل أكثر من ساعة هنا، حضر شيطانها فكرة تتخلص بها من تلك المصيبة ومن الدنيا بأكملها، مسحت دموعها ثم وقفت تستعيد ثباتها تبحث عن مبتغاها،
؛*********** بقلم حسناء محمد سويلم
بالرغم من مساحة المنزل الضخم إلا أن كم الأشخاص المتواجدين يحتاجون إلي منزل آخر، وافدين من القرية والبلاد المجاورة لمساوة كبير العائلة والقرية، يضج المجلس بأصوات كثيرة متداخلة، منها استنكاراً من يجرؤ علي فعل ذلك واخري أسئلة كثيرة إجابتها محيرة،
لم يكن مجلس النساء أفضل حالاً… أقارب صباح وناديه ونجاة، وبعض الجيران، يجلسن يحاولون مواساتهن بحزن بالغ،
؛******

 

 

في الخارج دفع عبده الباب الحديدي لمنزل المعلم متجه إلى المجلس بغضب، كان يجلس مع بعض الأقارب وصبري وعزيز وأخيراً جابر الذي رفع حاجبيه مردد بتعجب :
مالك يا عبده داخل بزعبيبك علينا
رمق عبده المعلم صائح بشراسة متجاهل نظرات الاستغراب إليه :
منصور عزب دابح بدل الدبيحة خمسه وبيوزع علي البلد يا سالم
سرعان ما تبدلت ملامحهم لقلق من سيرة تلك العائلة هنا بالتحديد، هتف جابر بضيق من تصرف عبده :
واحنا مالنا
قطب جبينه مردد بغضب :
دابح وبيعوز عشان حرق مال اخويا وتقولي مالك
رد عليه تلك المرة عزيز مضضٍ فيكفي ما حدث سابقاً:
واقصر الشر يا عبده مفيش، دليل أنه هو الـ وراها
احتقن وجه عبده وكاد بالرد عليهم، ولكن قاطعه المعلم سالم بهدوئه ورزانته :
طيب ومالوا
واستطرد يكمل بمزاح مغلف بدهاء عجزوا عن فكه :
اهو بيكفر عن ذنوبه ويوكل الغلابه
هتف صبري بحنق:
معلم سالم الباب اتقفل من زمان ومش هنفتحه تاني
نظر إليه بثبات مردف بشموخ :
أنا الحدد يتقفل ولا ينفتح يا صبري
رد عليه عزيز بغضب :
سالم زمان كنا لوحدنا، دلوقتي عيالنا بقوا في ضهرنا
ابتسم بهدوء مغمغم بريبه:
في ضهرنا مش في وشي، وأنا الـ يقف في وشي مش هشيله أنا همحيه
عندما رأي علامات القلق ظهرت عليهم، أكمل :
وبعدين إحنا لسا منعرفش مين عملها
تطلع إليه عزيز بريبه.. فهو يعرفه جيداً من المستحيل أن رجاله لم تبث اليه من فعلها حتي الآن، علم أنه يخطط لشيء ما ومن المؤكد أنه سيقلب علي رؤوسهم جميعاً،
؛****** بقلم حسناء محمد سويلم
ربما مرت ساعة ومازالوا جلسين يتبادلون الأحاديث المختلفة، قطع حديثهم صوت يستأذن بالدخول سمح له المعلم فمن المتوقع كثرة الوفدين إليه تلك الأيام، ولكن ليس من المتوقع وجود أحد أفراد الشرطة في منزله، رحب المعلم سالم بهم بعد أن نهض ابن أخيه بضيافتهم، قال أحد رجال الشرطة باحترام :
كنا جايين وعايزنك يا معلم
هتف المعلم بهدوء :
حضرتكم عارفين أن بحل مشاكلي ومشاكل البلد بنفسي..
قاطعه الآخر يوضح له سبب مجيئهم :
لا احنا مش جايين عشان المصنع
نظر لهم بإنصات ليكمل الشرطي برسميه :
جالنا بلاغ بوجود جثة شاب مقتول في وسط الأرضي الزراعية بينكم وبين عزبه عزب
علت الصدمة علي وجههم وكلمة ( مقتول ) تصعقهم، التفوا الي بعض بذهول لأول مره يقتل شخص في قريتهم،
تسأل المعلم سالم بقلق :
نعرفه
أجابه الشرطي بقلة حيلة :
جايين لحضرتك عشان كدا وتحاول توصل معانا مين عمل كدا وليه
تفهم المعلم حديثه ثم وقف قائلاً :
وأنا جاي معاكم
وقف جابر يهتف هو الآخر خوف علي أخيه :
هاجي معاك يا سالم
أشار إليه بالرفض فحاول عبده الحديث ليقاطعهم بنفاذ صبر :
هاروح واول ما أوصل هطمنكم، لكن بلاش حد يعرف حاجه غير لما نفهم
رحل بقلق من أن صاحب الجثة قد يقرب له، تمني أن يكون أحدي اللصوص لان الابواب المفتوحة علي وسعه أمامه لا ينقصها قتيل ولغز جديد…
؛********

 

 

خرج بامتضاض من المجلس كي يجيب علي اتصالاتها الملحة،
: نعم
قالها بضيق بادي لها، هتفت بهدوء عكس الثورة الثائرة بداخلها :
سالم أنا رايحه لامي يومين
سألها بملل :
خير يا ست نيره
إجابته بفتور :
ماما كلمتني وتعبانه شويه
أردف باقتضاب :
ومالو، مع ألف سلامة
لم ينتظر ردها واغلق الهاتف ثم عاد للمجلس مره أخري، نظرت الهاتف في يدها مردده بمراره :
اه ما أنا تقفل في وشي إنما هي تدلعها وتطبطب عليها
استطرد تحادث نفسها :
بس ماشي يا سالم أنا وأنت والزمن طويل، ولما اشوف أنا ولا بنت المقشفه الـ بتخوني معاها
؛*********
في منزل عبده
هرول إلي شقته بسرعة بعد أن هاتفته بصوتها الباكي تطلب مجيئه… ليغلق المحل ويعود إلى المنزل بخضه، تجاهل نداء والدته ما يشغله الاطمئنان عليها فقط،
دلف يجول بنظره عليها يصيح باسمها :
نـدي
لن يجد الرد فصاح مره اخري وهو يدخل الي غرفتهم :
نـدي أنتِ كويسه
استمع لصوت شهقاتها الآتي من المرحاض، فتح الباب ليجدها تجلس علي الأرضية تبكي وتمسك شيء ما بيدها،
ركع يمسد علي شعرها بقلق :
مالك يا حبيبتي في ايه
رفعت عينيها التي اكتسها اللون الاحمر دليل علي بكاها منذ فترة طويلة، أعاد سؤاله بقلق أكثر :
فيكِ ايه بتعيطي ليه ده
ارتمت في أحضانه وتزايدت شهقاتها بصوت مرتفع، حاوطها بيديه ثم اسندها تقف أمامه… أخرجها من أحضانه يمسك وجنتيها براحته، أردف بخوف من حالتها :
رودي يا ندي، مالك حبيبتي
رفعت يدها تقدم شيء في يده لم يعرفه فسألها بعدم فهم ؛ ايه دا
إجابته بشهيق :
أنا حامل
ثم بكت بحرقه، دون إرادة منه ارتسمت ابتسامة عريضة علي شفتيه مغمغم بسعادة :
بجد
هتفت بغيظ من سعادته البالغة في مأزق لها :
أنت فرحان في مصيبتي
انكمش بين حاجبيه مردد باستنكار :
مصيبه، ايه الكلام دا يا حبيبتي دا رزق ربنا لينا
جلست علي أقرب مقعد متمتمه بوهن :
حرام عليك دي بنتك لسه بترضع، هو أنا لحقت اشم نفسي من التلاته الـ عندي عشان الاقي رابع
اقترب منها ثم ركع علي ركبتيه ليكون مقابل لها، رفع يده يمسح دموعها يهتف بحنو :
أولا بلاش دموعك دي عشان غاليه اوي، ثانياً أنا عارف انك تعبانه معانا، وكمان بعد ميادة ما مشيت وسابت الولاد ، لكن دي إرادة ربنا يا روح قلبي

 

 

نظرت إليه موضحه بصدق :
والله ما مضايقه من ولاد اخوك دي ولادي، بس أنا مش لحقه استريح يا سالم، بيت وعيال ومذاكرة وطلبات وأنت
أمسك يدها بين راحته مردف :
ربنا يخليكي لينا
طبع قبلة علي راحته وأكمل بحب :
أوعدك أن هساعدك في الأقدر عليه، ومتعرفيش فرحتي قد ايه ان عليتنا الصغيره هتزيد قمر جديد زي أمه
ابتسمت بخجل لغزله المعتاد منه، فـ نهض يطبع قبلة طويلة علي جبينها مغمغم بهيام:
هدخل اعملك كوباية عصير لاحلي ام وحبيبه وزوجة في الدنيا
تنهدت بسعادة غمرت قلبها، دائما يستطيع سلب عقلها بـ حنيته ولطفه في معاملته معاها، بينما تنفس هو الصعداء فقد مر الأمر بسلام دون أن تكتشف أنه من ابدل شريط حبوب منع الحمل لدواء فيتامين دون معرفتها، بعد أن الح عليها بأن تنجب مرة اخري ليكون الرفض سيد موقفها، ولكن لم يكون الأمر صعب عليه وينفذ خطته، فكم تمني أن يكو لديه عائلة كبيرة عكسها التي ارادت الاكتفاء بثلاث أطفال، حضر كوب العصير ثم عاد إليها كي يساندها في تلك الأيام المقبلة،
؛********** بقلم حسناء محمد سويلم
عودة لمنزل المعلم سالم
جلسن الفتيات في هدوء يتبادلن الحديث حول حريق المصنع، لتقول خيريه بحيره :
كدا اكيد مش هندخل مزاد ارض الجناين
ردت عليها هند بشكوك :
مش عارفه ليه حاسه أن الحصل دا عشان المزاد
هتفت مروه التي اتفق رأيها مع هند :
وأنا كمان حاسه كدا
غمغمت مها باعتراض :
دا علي أساس لو بابا عايز يدخل المزاد حريق المصنع هيمنعه!! في حاجه غلط
لمحت هند شرود أمل ووجهها الشاحب، فسألتها بقلق :
مالك يا امل ساكته وسرحانه كدا
ردت عليها مروه بحنق :
اكيد من الست رحمه ما هي قادرة تشقلب كيانا بـ لسانها
حركت أمل رأسها بمعني لا.. ثم قالت بخوف :
وأنا في البلكونه لقيت ظابط داخل المجلس حاولت اسمع اي حاجه يمكن عرفوا مين الحرق المصنع
نظروا إليها بفضول لتكمل بشرود :
لكن جايين يبلغوا بابا أن في قت….
بترت حديثها عندما دلفت صباح تأمرهن بصرامة :
انتو قعدين كدا ليه والناس البره دي مش عايزه تضايف
زفرت مروه بضيق فضولها في معرفة بقية حديث امل وصل ذروته ولكن خاب أملها عندما نادت ناديه لأمل أن تأتيها علي الفور، بدان في حديث آخر عندما ذهبت هند مع مها كي تحضر حقيبتها بعد أن اقتنعت بالرجوع لمنزلها، وحسناء التي ذهبت تقدم الضيافة لنساء المجلس،
؛**********
كشف الغطاء عن وجهه مردد بحيره :
عرفنا أنه كان خاطب بنت اخو حضرتك
صدم المعلم سالم يتأمل ذلك الراقد وقد فارقته روحه بعد أن أصيب بطلق ناري في رأسه، هتف المعلم بجمود :
اتحدد مكان اقتله ولا لسا
أجابه الشرطي برسميه :
في نفس مكان جثته
شرد المعلم لبرهه فسأله الشرطي :
عرفنا أنك حكمت عليه ما يدخلش البلد، تفتكر كان راجع ليه
هتف المعلم بشرود :
كان جاي ليه واتقتل ليه ومن مين أسأله محتاجه أجابه
استطرد هو يخرج :
اتمني لو وصلت لحاجه تبلغني
أجابه الشرطي بتأكيد :
طبعا واتمني من حضرتك كدا عشان نوصل للعمل كدا
امأ اليه بهدوء ثم خرج متجه إلي مكان لم يخطر عليه أنه سوف يخطو اليه في يوم ما، الآن أكد إليه أنه خلف ما يحدث معه، ولكن ظل سؤال لا يعرف إجابته ليما قتل مصطفي ؟!
؛*********

 

 

نظرات تعجب مصحوب بقلق وهم يرونه يمشي بهيبته في شوارع قريتهم…. شموخ وكبرياء لم يمحيه الزمن في طلته، تدب عصاه الأرض بخفه تتمشي مع خطاه الرزينة، بدأ المارة في الهمس من سبب مجيئه باستغراب،
سالم سويلم يمشي وحده في قريتهم بعد ذلك العمر.. استنكر البعض جرؤته التي سمحت له بالدخول الي وكرهم بعد أن طردهم من قريته واخفي عائلة عزب من أرضها،
ابتسم بسخرية عندما وقف أمام المنزل المرغوب، اجتمع البعض حوله مغمغمين برمي كلمات سليطة النزعة… لم يعرهم انتباهه كثيراً لو أراد إحراق تلك القرية والموجود فيها لفعل ولكن ليس هم مراده،
لم يصدق اذناه عندما ألقي صبيه خبر وجوده في قريتهم، هرول للخارج يتأكد بنفسه من المؤكد أنه يتهيأ له، سريعاً حضر شريط ذكرياته موت أخيه… سمعة أخته … نوبة والده.. وأخيراً طرده من البلدة،
أظلمت ملقتيه بشراسة وهو يتأكد من وجوده يقف بشموخ لم يقل بما مر به، كم استشط غضبا من هدوء أعصابه الغير مبرر لي شخص في مكانه، خرجت كلمات هادئة من شفاه المعلم سالم وثغره مزين ببسمة صغيرة :
بتأكد إذا كان حلم ولا حقيقي
رد عليه بحده :
جي في وسط بلدي وعند بيني وعايز إيه يا سالم
أجابه بريبه :
دا أنا اجيلك علي سريرك لو حبيت، بس بلد ايه دول كام بيت وكلهم عيلتك بعد ما انطردتم
اجزم بداخله أن ذلك الرجل مصاب بخلل حقا لمجيئه وحده الي هما ويلقي كلماته تلك غير قلق من ردة فعلهم، احتقن وجهه مردد بغل:
حسابك تقل يا سالم
نظر إليه سالم مردف بجمود :
المعلم سالم لو نسيت يا منصور يا عزب، كل واحد لازم يعرف مقامه
هتف منصور بغضب جامح :
معلم علي نفسك، وربي لندمك علي ايامك يا سالم
خرجت قهقه خافته مردد بهدوء استفزه لأبعد الحدود :
أعلي ما في خيلك اركبه
واستطرد مكمل بحده :
والمره دي مش هسمي عليك لو أبوك طلع من قبره يا بن عزب
ثم دار بجسده كي يغادر ولكن استمع لحديث استطاع تحضير براكينه :
عيب عليك حتي خاف علي بناتك، دا أنت معندكش راجل يسندك يوم ما تقع
حديث بنبرة ماكرة من شفتي مستهزئ.. له معني صريح واحد، لم يلتفت إليه سالم مردف بدهاء :
لو علي الرجالة فـ الاسامي كتير، الرك علي الفعل
ظل ينظر إلي أثره بغل.. حتي الآن لا يعرف مجاراته في حنكة كلماته المختارة بذكاء، شعر الاشتياق لـ رأسه مقطوعة أمام عينيه كي يطفئ تلك الشرارة اللاهبة،
: بقا مش عارفه تبعتله رصاصتين في دماغو وتخلص نفسك، اهو علي الأقل هو الجاي لحد بيتك
نظر منصور الي والده موبخه بحده :
هتفضل غبي
وأكمل بحقد :
سالم مش بيتحرك من غير رجالته اكيد محوطين البلد
رمق سيف والده بضجر مردد :
واحد يتأجر ويخلص عليه ولا يخطف بنت من بناته وساعتها روحه في ايدك
غمغم من بين أسنانه بتعبير جامده :
هانت

 

 

ثم أمره بنفاذ صبر :
روح شوف عباس مختفي فين هو وعياله بقاله يومين
تحرك بامتضاض من تلك اللعبة السخيفة التي اشعرته بملل، لم يمر عليه اسبوع مثل هذا دون اللهو مع معجبيه… في هذا الملهي الليلة، وفي منزل أحدهن ليلة أخري،
بينما ظل منصور محله يتأمل في الفراغ بجمود، حاقد عليه عائلة وزوجات، مال لا نهاية له، أخان بجانبه، محبوب من الجميع، أمره صارم علي الكبير قبل الصغير، حسنا طفح الكيل منك يا سالم، هذه الحياة لن تتحملنا معا إما أنت إما أنا،
؛***********
” يالي بطيفك بتنور يومي
وبصوتك بتزيل همومي
يالي بولقاك بتسعديني
وبعيونك بتسحريني صور
يا قمر بينور لياليا
وضيك بيحلي الدنيا في عنيا ”
#حسناء_محمد
أغلقت ديوان الشعر المغرمة به منذ اقتنائه، ثم رفعت بينتها تتأمل السماء التي زينتها النجوم بشكل مبهر،
سبحت في بحر أفكارها في ذاك الشعور الجميل… نعم لم تعيش تلك المشاعر من قبل، ولكنها تقدس ذلك الخيط الرفيع الفيصل في حياة الإنسان ” الحُـب ” ولكن كل ما يدور في عقلها.. هل يوجد من يتقن معني الحب ؟!، قرأت عبارات منذ فترة ترسخت في عقلها من وقتها وتلامست قلبها لصدق معانيها
( الحــب ليس فقط مجرد كلمات كما تعتقد، الحب هو شعور يصعب وصفه، إحساس داخلي ينعش الروح، ويذهب العقل، الحب هو احساسي بالدفيء والاطمئنان بجانبك، هو عدم خوفي من مواجهة الحياة لوجودك لأنك أماني ومأمني )
لــ #حسناء_محمد⁦
انتشلتها من خلوتها الهادئة تلك التي تمشي علي أطراف أصابعها إلي خارج المنزل بحذر شديد وهي تلتفت حولها بترقب كاللصوص،
: رحمه
ذكرت حسناء اسم أختها بتعجب، وقد علت علي قسمات وجهها الاستغراب .. تخطت الساعة الواحدة صباحاً اين تذهب في هذا الظلام الدامس،
لم تتردد كثيراً لتردي عباءتها بعجلة، وهرولت تلحقها بفزع .. تحركت بحذر شديد هي الأخرى حتي خطت من بهو المنزل تركض بالاتجاه التي سارت فيه رحمه، حاولت مهاتفتها ولكن جاءها رد أن الهاتف مغلق،
ذات في سرعتها عندما لمحتها اخر الطريق، بلعت لعابها بخوف شديد من أن يراها أحد في تلك الساعة وحدها تركض هكذا وكأن هناك خطأ ما.. تلك القرية التي ينام أهلها بعد صلاة العشاء بالنسبة لهم التاسعة منتصف الليل، أما هن بالفعل يركضن في شوارع خاليه.. مظلمة.. لا يوجد سوي صوت عويل الكلاب،
وقفت في اخر الطريق تلهث بقلق لقد اختفت تماماً، جالت بنظرها تحاول البحث عنها في هذا الظلام التي ربما تري كف يدها بصعوبة، شهقة خرجت عندما استعمت لصوت خرفشة اتيه من خلفها، طريق آخر قريتهم وسط الأرضي الزراعية منتصف الليل، لعنت ذاتها علي اللحاق بها، ليتها أيقظت والدها ولحق هو بها أو قتلها حتي ولكن شكله المرهق عندما عاد من الخارج منعها من فساد وقت راحته القليلة،
دارت تعود بخوف مردده بذلك الدعاء التي تحفظه بيقين :
لا اله الا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
لم تستطيع التركيز سوي في عودتها سالمة دون أن يراها أحد، لم تشعر بتلك العيون المسلطة عليها بوقاحة، ذئبين شاردين وجدوا تسلية ممتعة في تلك الليلة.. فتاة وحيدة تركض في منتصف طريق مقطوع بساعة متأخرة، قدمت لهم علي طبق من ذهب …
تسمرت محالها بذعر عندما وجدت ظل رجل يقف أمامها فجأة، جف حلقها وبدأت دقات قلبها بالتسارع وكأنها في سباق :
علي فين يا حلوه
كانت كلمات صغيرة ولكن أوصلت رسالته الدنيئة ونبرة صوته الخبيثة خير دليل، تنسفت بصعوبة تحاول السيطرة علي هلعها حتي لا تكون طُعم ، ولكن رعشت صوتها فضحت رعبها بوضوح عندما هتفت بتلجلج :
لو..سمحت عديني
خطي ببطئ بعض خطوات ليقترب منها أكثر، وهنا بدت ملامحه بالظهور لتعرف هويته أحدي شبان قريتها، اصطنع الصدمة مردد بعبث :
مين بنت المعلم سالم

 

 

واستطرد بمكر :
وفي وسط الأراضي ومكان مقطوع زي دا نص الليالي
رجعت للخلف بتوتر مردف بصوت مهزوز :
قولتلك لو سمحت عديني
مال بجزعه قليلاً يهمس بوقاحة امام وجهها :
ما لسا بدري
صرخة خافته خرجت من شفتيها عندما اجفلت لصوت اخر اتي من خلفها لا يقل وقاحة عنه :
دا حتي السهرة صباحي يا بنت المعلم
لمعت ملقتيها بذعر.. حتماً انتهي أمرها أمامهما، وعلي حين غرة بحركة خاطفة هبطت بجزعها تقبض علي بعض الحصا الصغيرة تقذفها في وجههم ثم ركضت بكل ما تحمل من قوة، لم تلتفت لهم حتي لا يتشتت انتباها وتقع تحت رحمتهم، حتي أنها لم تنتبه لحجرة كبيرة عرقلت قدمها، افترشت الأرض بألم ربما لوحت قدمها اليسرى، حاولت الوقف بهلع عندما استمعت صوت ضحكاتهم الأتية من خلفها،
(حسناء )
رفعت عينيها الباكية لتفاجئ بـ سميه التي اقتربت منها بفزع تساعدها علي الوقوف مردده بدهشه :
أنتِ بتعملي ايه هنا، وبتعيطي ليه
قطب يعقوب بين حاجبيه بتعجب من وجودها في تلك المنطقة وحدها.. وهيئتها المريبة، كان يسير مع سميه يتسامرون قليلاً في الهواء الطلق بعد أن أصرت سميه بأن تخرج معه لشعورها بالملل وعدم قدرتها علي النعاس، ثم لفت انتباه صوت بكاء من الشارع المجاور،
ساعدتها سميه في تنظيف ملابسها متسأله بقلق :
أنتِ كويسه، بتعملي ايه هنا
دارت بوجهها الي آخر الشارع بخوف، نقل يعقوب نظره يري ما تنظر إليه بذعر كهذا، لمح ظل شبان يقفا وكان من السهل معرفة ما حدث، تقدم خطوة للأمام يقف في منتصف الطريق يظهر بهيبته وقامته الطاغية، ثوانً واختفي الشبان بهدوء، ارجع نظره إليها قائلاً بنبرة محتدة :
في واحدة محترمه تخرج في وقت زي دا لوحدها
رمقته بغضب هاتفه بصوت محشرج :
مسمحلكش تتكلم معايا بالطريقة دي وأنت متعرفش أنا هنا ليه
أردف متسأل بسخرية واضحة :
وايه يطلع واحده في نصاص الليالي وجايه من الطريق الزراعي وفين اتنين ماشين وراها
غمغمت بحرقة وكانت المقصودة رحمن :
مِنك لله، منك لله
رتبت سميه عليها متسأله بعدم فهم :
هي مين يا حبيبتي واحنا ممكن نساعدك
همست بحرج من نظرات يعقوب المصوبة عليها :
ممكن تمشوا معايا اروح بس
تحرك يعقوب أمامهم والضيق احتل قسماته من حديثها المبهم والغريب.. من تلك المجهولة !! وما داخلها بوجودها هنا ؟!، حتي ذلك الوقت لا يعلم يعقوب ولا حسناء جريمة القتل التي حدثت، لحرص الشرطة علي الحفاظ علي أسرار القضية لحلها بسهولة مع المعلم سالم الذي أمر إخوته وعزيز بكتمان الخبر،
رفعت أناملها تمسح وجنتيها تحمد الله علي وجودهم في اللحظة الحاسمة لها، والمرة الثانية يكن يعقوب وسميه طوق نجاتها،
ربما حظها أجزم أن لا تمر تلك الليلة بسلام، امسكت معصم سميه بقوة كي تستند عليها فقد خارت قواها بعد أن رأت ذلك الواقف علي أول الطريق الرئيسي واضع يده في جيب سرواله، نعم إنه اخو مرتضي زوج أختها، غمغمت بخوف :
يا ليلة مش معاديا عليا، ربنا يخدك يا شيخه زي ما وقعتني في مصيبه
حفر كلماتها داخل عقله بحرص، وسؤال واحد يشغله من تلك!! … ظهرت شبه بسمة ساخرة علي جانب فمه من معرفة هوية خليل، متي عاد هذا الاخرق هو الآخر من سفره، اقترب منهم ببسمة عريضة مردف بحفاوة :
دا الحبايب كلهم هنا، دي ايه الصدف الجميلة نص الليل دي

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنت المعلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!