روايات

رواية براءة روح الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح البارت الحادي والعشرون

رواية براءة روح الجزء الحادي والعشرون

رواية براءة روح
رواية براءة روح

رواية براءة روح الحلقة الحادية والعشرون

خبر اختفائي انتشر في الفيلا كلها وبدأت التساؤلات تكتر ..انا روحت فين!!… وليه أنا مشيت كدا وبدون مقدمات…وهل حد زعلني ولا أنا اللي مشيت من نفسي… ولا اتخطفت ولا في ايه .
بدأت حالة الطوارئ في الفيلا والكل بيدور عليا
جاسر بعت فرق للبحث عني في كل مكان وهو بنفسه نزل يدور عليا في الشوارع والميادين وحرفيا كان قلبه بيتقطع من الخوف عليا.
اما كل اللي ف الفيلا وخاصة نساء الفيلا طنط نادية وطنط فريدة عمتو…قصدي ماما أشجان… ياااه شعور غريب اول ما نقطت باسمها حسيت بقشعريرة لطيفة مشت في جسمي… يمكن تقولوا عليا غبية علشان سبت أمي ومشيت لكن حقيقي أنا مكنتش عارفة انا عايزة ايه او محتاجة ايه… كنت عاملة زي التايهة ..الغريق في وسط بحر … مبيعرفش يعوم وقدامه العوامة وقارب النجاة بس مش عارفة استخدمه… من الرعب اللي أنا فيه وشعور الضياع وسط المية المحيطة بيا من جميع الجهات ومش شايفة اي شط او جزيرة للحياة …رغم وجود وسائل الانقاذ الا ان اللخبطة اللي انا فيها مش مخلياني عارفة استخدمهم ولو استخدمتهم هغرق نفسي بنفسي… فقررت اسيب نفسي أغرق استسلمت تماماً وزي ما الموجة توديني …يمكن والله أعلم الموجة دي توديني لشط الأمان لوحديها.
المهم كل اللي في الفيلا كانوا في حالة نحيب الا يارا كانت في قمة ارتياحها اني مشيت ماهي خلاص اتخلصت مني ..من ضرتها اللي ممكن تقاسمها في جوزها…لكن هل هي بعد ما أنا اسيب لها الجو هتعيش مع زين مبسوطة؟
اللي زود نحيب العيلة ان أونس حكتلهم على كل حاجة واول ما ماما سمعت دا شقهت جامد وقامت وقفت وهيه حاطة ايدها على بؤها وبعدها هزت راسها وهي بتقول
_لأ لأ لأ… لأ مش معقول… روح بنتي أنا ..
يعني بنتي كانت قدامي طول الوقت وأنا مش عارفة!… بنتي كانت بتاعني طول حياتها وانا مش حاسة بيها وعايشة حياتي عادي… لا لأ مستحيل… عقلي مش قادر يستوعب ازاي روح بنتي… ازاي سبتها تعاني كدا لوحدها… لأ… في حاجة غلط… أنا بنتي ماتت.. اه ماتت.. ارحم ليا من اني اعرف ان بنتي عاشت طول عمرها بتتعذب… أنا كنت بموت علشان روح وهي بنت أخويا اللي علاقتي بيه كاد تكون منعدمة… تفتكروا هيكون سهل عليا اني أعرف ان كل اللي حصل ده حصل لبنتي…لاااااااا.
قالها ووقعت مغمى عليها وفضلت طنط نادية وفريدة يفوقوا فيها لحد الحمد لله ما فاقت بس كانت دايخة وتعبانة وبتبكي وعايزة تشوفني واني ارجعلها…
يمنى كمان مكانتش مصدقة وأول ما اطمنت على مامتها… جريت بسرعة على أوضة أختها تقولها الخبر.
وأول ما يارا شافتها بتنهج جامد كدا ووشها أصفر كأنه مخضوض فضحكت وقالت
_ايه خميرة العكننة ماتت… قولي اه علشان اقوم ارقص دلوقتي .
يمنى لأول مرة تصرخ في أختها بالشكل دا وقالت
_انتي هتفضلي حقيرة كدا لحد امتا… بقى بتتمني ليها الموت لأ وكمان مش هيتهز فيكي شعره ومش هتعملي اي اعتبار وهتقومي ترقصي… انتي ايه.. انتي مكنتيش بالشكل دا ليه اتغيري اوي وبقيتي من غير قلب كدا .
يارا بصتلها بملل وشاورت بإيدها بأنها مش مهتمة وراضية وحابة نفسها كدا .
_يمنى اسمعي.. ان كنتي جاية تقوليلي أي أخبار عن البتاعة دي فأنا مش مستعدة اسمعها.. خدي بعدك وأمشي.
يمنى فجرت الخبر في وشها على أساس انها تتهز بس متحركتش
_اللي انتي بتتمني ليها الموت دي ..طلعت أختك… روح أختنا اللي كنا مفكرين ماما ولدتها ميتة.
يارا بحلقت فيها شوية وبعدين ضحكة ضحكة طويلة كلها سخرية
_هي اللي ضحكت عليكم وقالت كدا… وانتوا طبعا صدقتوها الكدابة دي… مرة تطلعلنا بكدبة انها بنت عمنا والمرة دي أختنا… لا صراحة المرة دي فرطت معاها جامد… العبيطة محسبتهاش صح
يمنى بصتلها وهي بتبدل في عينيها يمين وشمال
_انتي بتقولي ايه!!.. بقولك روح اختنا … اختنا افهمي .
يارا قامت منتورة وقالت بكل حدة
_فين دليلها.. ولا هو أي كدبة وخلاص.
يمنى اتكلمت بحزن
_ياريت نلاقيها علشان نتأكد .. ماما مموتة نفسها علشانها .
يارا قالت بغل وغيظ مني وكل ده وهيه مش مصدقة اني أختها
_لو ماما جرالها حاجة بسببها يا ويلها مني… مش هعمل بتحذيرات زين ولا غيره.
يمنى زهقت منها وندمت انها جتلها تبلغها من أصله فسابتها ومشيت ..تقعد مع مامتها وتطمن عليها.
ساعات عدت وأنا مختفية ومحدش لاقيني .
كل ده وزين مش موجود بالفيلا وميعرفش حاجة والكل نسي يبلغه او بالأحرى ظنوا انه عارف ونزل يدور مع جاسر اللي من لبخته عليا نسي فعلا يكلم زين .
زين اول ما رجع الفيلا حس ان الوضع غريب وفي حاجة غلط ولما مامته شافته جاي هادي جريت عليه وسألته
_ها يا زين لقيت روح .
بصلها بعدم فهم
_لقيت روح ايه!! .. مالها روح.
أمه رمشت اكتر من مرة وبعدها استوعبت انه ميعرفش فعلا ان روح مش موجودة
فقالت بتوجس علشان ميتصدمش
_زين انت متعرفش ان روح مشيت وسابت الفيلا!!
زين بحلق جامد وقال بصدمة
_نعم!! مشيت ! ومشيت امتا!! وليه
امه اتوترت لإنها عارفة انها هتواجه موجة غضب جامدة
_ ممم… من كم ساعة يا زين والكل بيدور عليها
زين انفجر في وش مامته بس مش قاصد انه يزعقلها هيه بالتحديد
_يعني ايه والكلام ده وازاي محدش بلغني… مليش لازمة انا ولا ايه.
_يازين الكل فكرك اول واحد عارف بالموضوع.
في الوقت ده زين جاله اتصال من زميل في الشغل
_زين سمعت ان روح قريبتك مفقودة وجاسر أخد فرقة للبحث عنها… هل أبعت فرقة أنا كمان للبحث.
زين اتكلم بهدوء
_لا لا ملوش لزوم …تسلم يا مدحت ..انا متشكر ليك جدا .
_انت مش مهتم ولا ايه..مش دي قريبتك
_يابني مش مفقودة أنا عارف مكانها.. خلاص بقا .
_تمام انا بس عرفت معلومة ومفكرك مش عارف لانك كنت معانا من شوية ومجبتش سيرة .
_أصيل يا مدحت..اطمن لو احتجتك هبلغك
اول ما زين انهى الاتصال مع زميله مامته قالت بلهفة
_زين انت فعلا تعرف مكانها بالله عليك طمنا .
في الوقت ده كانت أونس وطنط فريدة نزلوا من عند ماما أشجان ولما سمعوا كدا جم يجروا وقربوا منهم .
فزين قال
_لا مش عارف مكانها بس معايا اللي هيعرفني …أنا زارع في الموبايل اللي مع روح جهاز تتبع …بس يارب متكونش اتخلصت من الموبايل .
الكل اتحمس جدا وزين بص في الجهاز علشان يشوف مكاني بالتحديد ولما عرفه ابتسم وقام اتحرك بسرعة من مكانه
اونس كانت عايزة تلحق بيه …بس أول ما زين شافها زعقلها.
_محدش جاي معايا .. أنا هجيبها وارجع لوحدي.
وبالفعل انطلق زين بعربيته للمكان اللي انا كنت فيه .
مش عارفة انتوا متوقعتوش ليه… انا معرفش أماكن اروح ليها فبالتالي يوم ما أمشي هروح للمكان اللي أعرفه… امال يعني هلف في الشوارع زي الهبلة وممكن اتخطف او حد يضحك عليا او يأذيني .. روحت عِشتها .ستي اه ستي فاكرينها… المكان بعد موتها بقى مهجور اشبه بخرابة مينفعش حد يقعد فيه زواره كان الحشرات والعنكابوتات..بس انا مهتمتش… شميت ريحتها فيه وحسيت بروحها في كل ركن… أطباقها موجودة مكانها وسريرها مكانه صحيح الفرشة مش موجودة ونص السقف وقع والنص التاني ممكن يقع في أي وقت بس أنا مهتمتش … مديت إيدي مسحت التراب والطوب المتكسر من الشلتة اللي ع الأرض الخشنة واللي كأنها معمولة من حجارة مش من قطن وقعدت وضميت رجلي وحضنتها بإيدي وفضلت قاعدة مش عارفة انا هنا بعمل ايه ولا أنا عايزة ايه او مستنية ايه او حتى هعمل ايه زي ما قلتلكم سبت نفسي الموجة توديني مكان ما توديني…فضلت مكاني ومن التعب نمت زي ما أنا صحيت على صوت حد بيزعقلي جامد وهو بيقول بحنق
_متخلفة فعلا… سايبة الفيلا وجاية تنامي هنا !!.
في الأول مكنتش مركزة مين وبعد ما دعكت عيني بإيدي وفقت بصتله وقلتله
_انت.. انت بتعمل ايه هنا ؟
شدني من ايدي بحدة وقفني قدامه وقال بكل عصبية
_انتي اللي بتعملي ايه هنا… وازاي يا متخلفة انتي تخرجي من غير إذني.. انتي ناسية اني جوزك يا هانم .
ضحكت ضحكت جامد وأنا فرحانة فيه
_جواز ايه اللي بتتكلم عنه عقد جوازنا مش صحيح … أنا معرفش أنا مين ولا بنت مين .
زين اتفاجىء باللي بتقوله
_انتي بتخرفي تقولي ايه
_اللي سمعته يا زين… انا مش بنت سعيد وتهاني سمعتها بتقول الكلام ده بلسانها للست اللي كانت بتكلمها في الموبايل علشان كدا قتلتها… قالت انها بدلت البنت الميتة بيا وده يفسر كل اللي كانت بتعمله فيا .
زين تنح شوية وبعدين قال
_وان يكن … أنا لما كتبت الكتاب كان قصدي عليكي انتي ونطقت اسمك انتي مش اسم ابوكي والعقد تم بشهادة الشهود .. يعني جوازنا صحيح… انا بالنسبة لمين أهلك لو كان كلامك ده صحيح فده هشوفه بعدين …فامشي قدامي يلا على الفيلا… الكل قلقان عليكي هناك.
_مش جاية … مش رايحة معاك في أي مكان.
فزين شدني من ايدي غصب ومن غير ولا كلمة ونزلنا لحد العربية وركبني ولف وساق بأقصى سرعة على الفيلا وهو بيقول ليا بوعيد
_حسابي معاكي بعدين.
مهتمتش لتهديده وكنت متوترة من اني هشوف ماما أشجان معقول هيا ماما فعلا ولا انا بتوهم ولا ايه .
وصلنا الفيلا ولما الكل عرف جه جري واوستقبلونب بالأحضان وماما أشجان اول عرفت ده قامت من سريرها رغم انها مكانتش قادرة تمشي ونادت وهيه لسه ع السلم باسمي
_روووح بنتي!!
ويمنى ساعدت أمها انها توصلي وسكنتني بين ذراعتها…في أكتر وقت انا حرفيا كنت محتاجاه فيه
زين طبعا وقف مكانه وتنح للمرة التانية
_مين بنت مين وازاي!!!
فحكوا ليه كل حاجة فتهجم وشه وتنح أكتر و قف مكانه زي الصنم مش قادر يتحرك من الصاعقة اللي ضربت نافوخه …في اللحظة دي جاسر عرف من اونس اني رجعت وكان اساسا راجع يشوف اي تطورات حصلت ولما شافني جري عليا بلهفة
_روح انتي كويسة!!.. كنتي فين أنا قلبت عليكي الدنيا .
لكنه اتفاجىء بلكمة مباغتة من زين… زين كان هيفرقع ومش عارف يطلع همه ف مين فطلعه في وش جاسر كالعادة
جاسر كان هيقابله بضربه هوجاء زي ضربته لكنه لقى
زين واقف زي المغيب وبيقول
_روح بنت عمتي أشجان!!… يعني أنا متجوز أختين!!! .
في اللحظة دي عمي على..لو فعلا انا بنت أشجان هيكون خالي مش عمي
قال
_احنا لازم نعمل dna
فماما أشجان قالت وهي متمسكة بيا
_مش محتاجين نعمل ده أنا متأكدة انها بنتي… اه انا حاسة انها بنتي ..روح بنتي .
فجاسر قرب منها وكلمها بهدوء
_لازم نثبت ده علشان نأكد هوية روح قانونيا ويطلع لها شهادة ميلاد جديدة .
فوافقت ولما روحنا وعملنا التحليل انا كنت طول الوقت ساكتة ومش بتكلم خالص … بعد فترة انتظار الكل فيها كان حاطط ايده على قلبه وخاصة زين اللي كان بيتمنى اني مطلعش بنت أشجان علشان جوازنا ميكونش باطل .
ولما طلعت النتيجة و اتضح فعلا اني بنت أشجان … الكل صرخ من الفرحة وماما اخدتني في حضنها وانا اتصنمت مكاني… معقولة فعلا ماما موجودة وقدام عيني واخداني في حضنها كمان زي ما كنت بحلم وبتمنى … معقول انا كنت عبيطة اوي لما سبت الفيلا في الوقت ده وكنت ممكن اتحرم من أمي تاني لو كنت روحت مكان بعيد او تهت … اتجبست مكاني من الصدمة لبعض الوقت وبعد كدا انفجرت في البكا وماما كمان كانت بتبكي من غير توقف حتى يمنى قربت مني وخضنتي انا وماما وعيطت… الكل اتأثر وبقا يبكي من الفرحة ومن القهر ومن الصدمة معقول تهاني وصل بيها الجبروت انها تعمل اللي عملته ايا كانت اسبابها.
كانت لحظة صعبة ومؤثرة …عليا وعلى ماما …ومقدرناش نتخطاها او نخرج منها بسهولة
وبعد فترة هدينا وماما مكنتش راضية تسيبني من حضنها أبدا… الا علشان تروح تتوضى وتصلي شكر لربنا
رجعنا الفيلا ويارا لما سمعت الحقيقة تنحت والموبايل وقع من ايديها ومهتمتش …تقريبا ده يوم التتنيح العالمي وبعدها جريت عليا بلهفة ووقفت قدامي وعنيها مليانة دموع ولأول مرة يصعب عليها اللي حصلي واللي شوفته في حياتي…فحست بالقهر علشاني وصرخت بإسمي
_رووح… انتي أختي !!.
واخدتني هيه كمان في حضنها وعمري ما كنت أبدا اتوقع رد الفعل ده منها.
بعد يوم مليان بالمشاعر ماما واخواتي مسابونيش لحظة ويارا فضلت طول الوقت تعتذرلي على سوء ادبها معايا وكلامها الجارح ليا وفعلا كنت شايفة في عنيها الندم على اللي كانت بتعمله فيا .
تاني يوم زين طلعلنا يطمن عليا وانا اول ما شفته ابتسمتله بشماتة وقلتله
_عقدنا باطل .
حسيت جواه وجع غريب ومبقاش عارف يقول ايه عينه بتزوغ هنا وهناك … مكانش عايز كدا مكانش في نيته انه يطلقني … كان بيخطط انه هيطلق يارا ونتجوز إحنا هل تفكيره ده بناء على حبه ليا ولا لا هو نفسه مكانش عارف ده …لكن دلوقتي احنا يعتبر مكناش متجوزين من أصله وهو حاليا متجوز يارا وبس .
بصراحة انا كنت فرحانة لانه اتجوزني غصب عني وكمان استحالة بعد ما عرفت ان يارا أختي اسمح اني اكون ضرتها حتى لو كان ده ينفع ومش حرام … في كلا الأحوال انا وزين مش لبعض .
زين حس بالخنقة ومبقاش عارف يقول ايه الا انه بصلي بعتاب ومشي من غير ولا كلمة .
يارا طلعت تجري وراه وهي بتنادي عليه
_زين … زين طلقني واتجوز روح أختي .
زين بلع ريقه وفرح جدا في نفسه بس مرضيش طبعا يبين ده ليارا علشان متزعلش
يارا عملت كدا يمكن تحس انها كفرت بده عن ذنبها تجاهي
ولما لقت زين واقف مبلم مش بينطق
فاتكلمت
_زين انت عارف ان الحياة ما بينا كانت مستحيلة وانا كنت طالبة الطلاق قبل كدا ..فطلقني واتجوز روح وعوضها عن اللي شافته ده رجائي عندك يا زين …. وانا كمان علشانها هتغير وهكون حد الكل راضي عنه وعن تصرفاته وهحاول أعوض أختي عن اللي عملته
زين بصراحة رحب بالفكرة جدا وابتسملها وقال بفرحة هتنط من قلبه هو حبني بس بيعاند او بيكابر او مش عارف ومستحي يقول ده صراحية
_موافق يا يارا .
ولما الخبر انتشر .. اللي هو طلاق زين ويارا
انا رفضت رفضا قاطع ان ده يحصل معقول انا اكون بالأنانية والدناءة دي… افرح بطلاق أختي واتجوز جوزها… استحالة انا أعمل كدا حتى لو كنت بغشق زين مش بحبه بس … وكمان كان انا كنت رافضاه قبل ما اعرف انها أختي فلما بقت أختي وحبتني ومعاملتها ليا أحسن ما يكون اوجعها وافرح فيها بالشكل ده لا مش هيحصل
زين حاول يتكلم معايا ويقنعني
_روح اسمعي انا من زمان كنت هطلق يارا قبل انتي ما تطلعي من المستشفى يعني طلاقنا كان مسألة وقت .
_لا يا زين .. يارا بدأت تتغير… معلش اتحملها وهتكونلك أحسن ما يكون ..بس انا استحالة أوافق انك تطلق أختي
_حتى لو هيه عايزة دا …حتى لو قلتلك اني عايزك انتي .
_انت مش عارف انت عايز ايه!! وع العموم يا سيدي شكرا… انا مش عايزة اتجوز من أصله .. انا مش مؤهلة لجواز ولا غيره ولا بفكر ولا عمري هفكر فيه… أنا أقصى أمنياتي أعيش بقية حياتي وسط أهلي وبس..
_يا روح فكري بالله عليكي
_ده أخر كلام عندي يا زين
_طب ايه رأيك انا هطلق يارا
_افهم حتى لو طلقتها مش هنتجوز أنا مش عايزة اتجوز الجواز مش في خططي الجاية
_روح انتي كدا بتظلميني!
_وهظلم نفسي لو قلتلك غير كدا .. انا منفكعش صدقني… يارا بتحبك حاول تحبها زي ما بتحبك. رجائي عندك يا زين اوعى تطلق يارا واعطيها فرصة تانية… وربنا يسعدكم يا زين وانت هتفضل ابن خالي اللي بحترمه وبحترم تفانيه في شغله.
سبته ومشيت وهو كان حاسس اني أخدت روحه معايا.. المية جفت من حلقه وحس بغصة كبيرة واقفة في زوره مش عارف يبلع او يتنفس… حس اني ضعت منه واني كنت كنز كبير هو فقده ومعندوش القدرة انه يرجعه تاني..
بعد كدا اكتشفنا ان زين بعد الحوادث اللي عملتها أنيسة شك فيها وبدأ يراقبها علشان يشوف اي دليل يوصله لأي معلومة لانه شك انها هي الست اللي تهاني كانت بتكلمها في الموبايل فأكيد وراها حاجة وكبيرة كمان ولما هيه حست بده هربت وهو كان بيلاحقها ولما طلبت من السواق يزود السرعة والسواق رفض مسكت هيه دركسيون العربية وطبعا معندهاش اي فكرة عن السواقة فلخبطت السواق فاتخانق معاها …العربية حودت بيهم وخبطت في حيطة …السواق جاله ردود وكدمات اما هيه فماتت…وبكدا الدليل اللي منه هنتأكد هل انا اللي قتلت تهاني ولا لأ مبهم… هتقولوا عايزة أعرف ليه ما كدا كدا أنا خصلت عقوبتي …هقولكم اني لسه لحد دلوقتي شايلة الذنب ده وحاسة انه حمل كابس على نفسي ومش قادرة اتخلص منه .
زين مقدرش يطلق يارا ومجالوش عين يعملها في الوقت ده وانا كنت مبسوطة لأختي جدا
أما أونس فقررت أنها تنفصل عن جاسر لإنها عارفه انه كان عايز يتجوزني أنا بس لما لقا زين اتجوزني فخطبها هيه وقررت انها تعطي فرصة لجاسر من تاني انه يرجعلي
فأنا قلتلها
_يابنتي افهمي كل ده كان مجرد شفقة جاسر بيحبني زي اخته زي ما أنا بحبه زي أخويا بالظبط .
بس اونس مكانتش مقتنعة وكانت حاسة نفسها عائق في سبيل فرحتي
قلتلها
_ بردو لو سبيتيه مش هتجوزه
اسمعي الكلام ..جاسر طيب ولو كان بيحبني فعلا كان عافر علشاني علشان بس تعرفي إنه مجرد شفقة وعطف وان كنت شاكة فحبه ليكي فالحب بينكم هيجي بعد الجواز والعشرة وانتي يا أونس مفيش حد ممكن يعاشرك وميحبكيش…. ولو اني متأكدة انك بدأتي تشوفي تعلقه بيكي وبداية حبه ليكي .
اونس سكتت فأنا غمزت لها وقلت وانا بضحك
_تنكري
فأونس قالت بهم
_أنا مستعدة أضحي علشان سعادتك ياروح .
_وانا سعادتي في سعادتك انتي وكل اللي بيحبوني..بحبك في الله يا أغلى وأعز صديقة .
عدت الأيام وفضل زين ليارا
وجاسر لأونس
وبعد فترة من إلحاحي عليهم اتجوزوا
و قررت أنا اني مش هتتجوز وان في حياتي تفاصيل كتير لازم أعيشها من أول وجديد….

يوم فرح جاسر وأونس كنت في قمة سعادتي وأنا شايفة أحلى وانقا انتين بيُزفوا لبعض…. وقدرت أشوف الفرحة والحب في وشوشهم مش متداري… نظرات جاسر لأونس كانت كلها عشق وحب فاطمنت وبالي أرتاح رغم اني كنت أساسا مطمنة تماما من ناحية جاسر ….ياااه أخويا وأختي بيتوجوزا ..دي أحلى فرحة… بتهيألي انا اللي كنت بتجوز مكنتش هكون فرحانة كدا .
جاسر ميل على اونس وهمسلها بحب
_ألف مبروك يا حبيبتي
ردت عليه بابتسامة عشق
_الله يبارك فيك
_أقولك سر .. اول ما اتخطبنا كنتي عادي بالنسبة ليا ..لكن بعد كدا ابتديت اشوفك غير..ولما شفتك ..مبقتش أشوف حد تاني غيرك.. عنيكي أغنتني عن العالم كله فاكتفيت بيكي… لكن عمري ما هكتفي منك أبدا …بحبك يا كل عمري .
رمشت اونس كم مرة مش مصدقة نفسها معقولة أخيرا هتعيش الحب اللي كانت بتسمع بيه بس عمرها ما جربته ولا عمرها كانت تتمنى تجربه الا مع جاسر وبس…اتحرجت من كلامه الجميل وتصريحاته بالحب وبدأت تبص حواليها بقلق
فضحك وقال
_ايه مالك خايفة حد يسمعنا كدا…. طب ايه رأيك هقوم أقولها في المايك وقدام الناس كلها .
جه يقوم فعلا ينفذ اللي قاله لكن اونس مسكت أيديه بصدمة وحرج
_هتعمل ايه يا مجنون
وطي عليها تاني وهمس
_مجنون بيكي أكيد
_علشان خاطري يا جاسر أقعد
_لا ..هيه خلاص طلعت في دماغي وهعملها
لاحظ الكل الشد والجذب بين أونس وجاسر وبعديه جاسر قام ومسك المايك فعلا فالحضور كلهم انتبهوا ليه وقال وهو بيبص على حبيبته وانا قلقت اوي
_يا جماعة أنا بحب أونس .. بحبك يا روح الجاسر وحياته كلها .
أونس اتحرجت وخبت وشها بين ايدها
فالكل ضحك على حرجها
أما أنا فجريت على جاسر وأخدت منه المايك وحبيت اتجنن أنا كمان وقلت
_وأنا كمان بحبك يا اونث … بحبك يا أغلى وأوفى صديقة ..
قلتها وبعدها بصيت لجاسر
_يابختك بيها
جاسر بصلها تاني بحب
_فعلا يابختي ويا حظي وياهنايا بيها .
وانتهى الحفل بعد ما قدر جاسر يدخل الثقة لقلبها انه بيحبها ويمحي أي ذرة شك جواها انه ممكن يكون بيحبني أنا ..واتأكدت ان حب جاسر ليا ما هو الا حب أخوي .
___
أنا ويمنى ويارا قربنا من بعض جدا وعلموني حاجات كتيرة جدا .. ازاي ألف حجابي… وازاي أهتم ببشرتي وجمالي وازاي ادخل عالم السوشيال ميديا ..بقواا يذاكروا معايا ويعلموني بنفسهم حقيقي كانوا شاغلين كل وقتي بما هو ممتع ومفيد.
زين مكنتش بشوفه كتير أصبح مش متواجد الا بسيط جدا ومش بيرجع الا متأخر اوي
وفي المرات القليلة اللي بشوفه فيها …كنت بحس في وشه لمحة حزن طفت لمعة وشه وعنيه… كان بيتجاهل إنه يبصلي لأنه مش متحمل بعدي عنه فلما بيشوفتي بيزيد عذابه أكتر … علشان كدا قرر إنه مش هيرجع على الفيلا كتير.
عدت الأيام وأنا بقيت مختلفة كتير عن روح اللي تعرفوها… فأنا دلوقتي روح اللي رجعتلها روحها من تاني… شكلي وطريقة لبسي اتغيروا تماما… اهتماماتي وتفكيري وكل حاجة اتغيرت …مكنتش بسيب يوم الا واتعلم فيه حاجة جديدة… كنت بكتشف العالم من حواليا وعايزة أجرب كل حاااجة بنفسي .. زي البيبي الصغير لما بيتعرف على اللي حواليه بإنه يحط اي حاجة تقابله في بؤه
بقيت بتشعبط في أي حاجة عايزة اجربها واتعلمها… حتى لو كانت تسريحة شعر جديدة المهم اني اتعلم واتعلم واتعلم .
نسيت أقولكم انهم كانوا حاجزين ليا في مركز تجميل برا ولما كل حاجة جهزت بلغوني علشان استعد للسفر لكني رفضت
انا كنت متصالحة مع نفسي بالشكل دا كدا ومش متضايقة اوي من منظره صحيح كنت ساعات بحس بالخنقة والنفور منه بس راضية… يمكن حرقي ده يخليني كل يوم وكل لحظة استغفر ربنا عن ذنبي في قتل تهاني … رفضت رفض قاطع ومحدش قدر يقنعني إني اروح أعمل تجميل … طالما انا راضية بشكلي ده ميهمنيش أي حاجة تانية .
لقيت زين جالي وقالي بكل عصبية
_انتي ازاي يا متخلفة ترفضي تسافري تعالجي حروق جسمك…اللي بتعمليه ده عبط .
رديت عليه بكل برود
_والله أنا حرة .
_لأ مش حرة..طالما عبيطة مش قادرة وتأخدي قرار صح تبقي مش حرة
اتنرفزت وزعقت أنا كمان
_والله هو جسمي أنا مش جسمك.. وأنا مرتاحة كدا… ممكن افهم انت ليه زعلان …بتدخل في حياتي ليه
زين كان هيطق مني ونفسه يضربني على دماغي يفوقني بس كتم غيظه وأنا شفته ماسك نفسه بالعافية فكتمت ضحكتي علشان ميتعصبش أكتر.. بعدها لقيته بيبصلي ومش بتكلم
_ايه بتبصلي ليه كدا .
فضم بوءه وبعدها نفخ بصوت مسموع وسابني ومشي..أما أنا فضحكت علي منظره.. مش عارفة ليه بكون مبسوطة وانا بعانده او بناقره ..حاجة غريبة فعلا
__
الحياة ما بين يارا وزين رغم انهم محدش فيهم بيظلم التاني او ينقصوا حقوقه الا انهم كانوا حاسين بفتور مميت علشان كدا اتفقوا الاتنين وأخدوا قرار الانفصال بكل هدوء وعقلانية وكل طرف راضي جدا بالقرار ده… ومحدش اتدخل أبدا لإنهم عارفين انهم ادرى بمصلحتهم .
بعدها زين جالي وقالهالي صراحة
_ها وأدينا انفصلنا علشان تعرفي اننا مكناش لبعض من الأول بس انتي اللي أصريتي .
قلت ببرود
_ أكيد ربنا هيرزق أختي واحد أصلح منك.
زين مهتمش بكلامي ده وقال بجدية
_روح اظن كدا مبقاش عندك حجة
_حجة لإيه!!
_اننا نتجوز
_انت بتحلم .. انا مش عايزة اتجوز
_ليه.. اوعي يابت تكوني حاطة عينك على حد تاني أقطع خبرك
ضحكت وبعدها قلت ببرود
_وربنا ولا أول حتى… حل عن دماغي يا زين الله يكرمك
_روح ممكن تتكلمي بجد شوية لاني ابتديت افقد صبري
_زين اسمع بقا … مكانتش المشكلة في أختي صدقني وأنا عارفة ومتأكدة ان ماما واخواتي لو وافقت عليك مش هيزعلوا أبدا ولا هيتضايقوا علشان اتجوزت جوز أختي .
_طب ايه !
_من الأخر يا زين أنا مش بحبك.. ارتحت كدا .
_وانا بحبك ياروح
_اه وبعدين
_بحبك وأقدر أخليكي انتي كمان تحبيني زي ما بحبك وأكتر كمان .
سكت بفكر أقول ايه فقال
_بحبك من زمان اوي بس كنت بكابر وبعاند ومش راضي اعترف بده حتى لنفسي ..لكن مقدرتش أتحمل بعدك…وبقولهالك أهو صراحة روح أنا حبيتك بجد واتمنى توافقي نتجوز
أخدت نفس طويل وقلت بكل هدوء علشان مزعلوش
_أنا اسفة يا زين مش هقدر أوافق على طلبك…صدقني حياتي فيها حاجات كتير اوي واولويات أهم من الجواز من وجة نظرى..انا حالا مش بفكر في الجواز اطلاقا.. بس ممكن مع الوقت أفكر الله أعلم علشان كدا متعلقش نفسك بيا وعيش حياتك…
فزين وشه اتجهم وقال بعند وإصرار
_وانا هكون معاكي منين ما تروحي علشان تحسي بيا وتقدري حبي ليكي
_هتتعب
_التعب علشانك راحة
_هتنتظر كتير
_مش مهم لو لآخر عمري
_ممكن بعد كل الانتظار ده موافقش بردو
_مش مهم ..المهم اني هكون جنبك… ولو اني واثق إنك هتحبيبي في يوم من الأيام ومش هتقدري ترفضي .
عبست بوشي وقلت بصوت واطي
_مغرور
_سمعتك على فكرة
_وايه ياعني مش خايفة منك
_لا خافي زعلي وحش
_لأ عندي أخويا جاثر هيحميني منك .
فجأة لقيت وشه قلب وملامح وشه اتجهمت أكتر وبصلي بكل غضب وهو بيشمر ايده
_قوليها تاني كدا!!
مش عارفة ليه بيتضايق لما بنطق اسم جاسر قدامه لكني اول ما شفته بمنظره ده اترعبت وجريت من قدامه وهو يجري ورايا وفعلا كان الغضب عماه ومش ناوي ليا على خير
_وربنا ما سايبك يا روح
ربنا بعت ليا خالي على في اللحظة دي نجدة فمسكت فيه واتخبيت وراه
_الحقني يا خالو ابنك اتجنن ودوه السرايا الصفرا
_ده انا هوريكي الجنون على أصله تعالي هنا
خالي ضحك وبص لزين وقاله بجدية
_في ايه يا زين …مالك ومال روح.
زين نفخ ومبقاش عارف يقول لأبوه ايه …يقوله انه بيغير عليا من اني أنطق اسم راجل غيره !
فقال _مش بتسمع الكلام يا بابا
_يبقى تفهمها بالهدواة
_غلبت فيها بس مبتفهمش ..عايزة قطم رقابتها .
_اهو انت اللي عايز قطم رقبتك
تقريبا كدا روح الطفلة اللي جوايا حبت تطلع وأعيش اللي معشتهوش في طفولتي ..فقلتهاله وانا بطلع لساني .
زين انفجر أكتر لكن باباه وقفه
_زين اوعى تنسى نفسك فاهم …روح بالذات محدش يزعلها في البيت دا لاني أنا اللي هحاسبه وقتها .
_خالو ..زين مزعلني ..حاسبوا زي ما حضرتك بتقول .
_انتي عايزة أعاقبه ازاي يا روح
زين رفع حواجبه مش عاجبه اللي سامعه .
_والله .
فكرت شوية وقلت وأنا متجاهلة زين تماما وقلت وكأني قلت حاجة كبيرة اوي وحاسة بانتصار عظيم
_احرمه من المصروف يا خالو .
خالو وزين انفجروا من الضحك وانا واقفة زي الهبلة مش فاهمة بيضحوا ليه
فزين ربع ايده قدام صدره وقال
_هههه مصروف ايه اللي بأخده من أبويا!!… ده انا معملتهاش وأنا لسه بدرس هعملها دلوقتي لما خلاص بقا ليا اسمي ومركزي… بتهرجي صح.
بصيتله بضيق وبدأت أفكر تاني ماهو لازم أفكر في عقاب يضايقه بس ايه هو ما انا معرفش عنه كتير
وفي خضم تفكيري اللي مش عارفة اوصل لحاجة أضايق بيها زين خالي قال بلهجة آمره لزين
_زين … روح محتاجة تتعرف على العالم الخارجي كفاية حبسة في البيت… عايزك تأخدها تفسحها لأماكن تفرحها وتعيشها طفولتها الضايعة وشبابها المكبوت ..ومش هوصيك يا زين
ابتسم زين بمكر وبصلي بانتصار وقال
_جيت في ملعبي يا والدي… انا مستعد ومن دلوقتي .
أبوه بصله وقال
_يلا يا روح اتفضلي اجهزي بس استأذني من مامتك الأول .
أنا وقفت جنب خالو ولويت بوءي متبرمة بطفولية وقلت بعند
_لأ أنا هطلب من جا…
جيت أكمل زين زعق جامد ده حتى معملش حساب لأبوه
_كمليها وهكون قاطع لسانك ياروح .
أبوة بعده عني وقال
_زين.
زين نفخ وسكت …أما عمي فقال
_جاسر مش فاضي يفسحك روحي مع زين واطمني انا هوصيه ميزعلكيش يلا اطلعي البسي وشوفي إخواتك لو حد منهم عايز يخرج معاكي .
_حاضر يا خالو .
بعدها بصيت لزين بضيق وطلعت على فوق استأذن ماما.
خالي بص لزين وقاله بضيق
_ما تخف على روح شوية هي مش حملك .
_بتعصبني يا بابا
_لا يا روح ابوك انت اللي دبش هو أنا تايه عنك .. المهم… أديني أهو بعمل اللي قولتلي عليه وبحاول اقربها منك .. بس انت اصبر عليها البنت شافت كتير ومش هتيجي مرة واحدة… وخد بالك مش هتيجي بالعصبية ها .. روح اكتفت منها.. روح محتاجة تشوف الحب من مجرد كلام..محتاجة تشوفه في كلامك..في اهتمامك… في عنيك وفي كل تصرفاتك ..اتلحلح شوية يابني ولما تكون معاها خليك ع طبيعتك زين ابني مش حضرة الظابط زين… أفهم ياقفل …عمال تخطط لجاسر وانت عبيط مش عارف تخطط لنفسك ..وبتيجي قدام البنت تتلبخ ع عينك ومش بتسمع منك الا شخط ونتر.
زين كان واقف قدام أبوه وفاتح بوءه ابوه لأول مرة يبهدله بالكلام كدا
فخالو على قال
_المهم طلعت لعمتك أشجان وكلمتها زي ما قلتلك.
_ايوة طبعا يا بابا .. وهيه طبعا اتفهمت جدا لان في كلا الحالات البنتين بناتها وتتمنى ليهم السعادة…وكمان هيه شايفة يارا بعد انفصالنا انها عادي مش زعلانة او متضايقة بل بالعكس مزاجها رايق جدا
_طمنتني يابني الله يطمن قلبك .
_عايزك بقى عينك على روح وتأخد بالك منها ومش هوصيك عليها
_بتوصيني على روحي يابابا !
بعد شوية نزلت أنا وماما بعد ما جهزت
ماما قالت لزين
_زين روح أمانة معاك ..خد بالك منها علشاني .
زين بص لروح وقال وهو تايه ومش عارف بيقول ايه
_بيوصوني عليكي وقلبي متوصي…تشتاق لك روحي حتى لو جنبي .. في عنيك سحر بيكمل بيه يومي …تغيب عني يوم لأ مش عادي..
قلبي المقفول دق علشانك …تموج الروح لما تبصيلي …بيوصوني عليك وقلبي متوصي
بقلمي أسماء عبد الهادي…انفع في الشعر العامي ؟🙈
(احم… خلاص با جماعة متحروجنيش قصدي متحرجوش زين 🙈)
ابوه لكزه في جنبه علشان يفوق لانه تقريبا كان منوم ..ومش ده زين اللي أعرفه أبدا… تقريبا كدا دع شخص متحول
_يخرب بيتك فضحتنا بقولك اتلحلح ..مش اتنحنح…كسفتني .
زين فاق لنفسه فاتنحنح واتكلم بجدية
_احم.. متقلقيش يا عمتي يلا ياروح .
قالها وسبقني ومشي بعيد عنهم يداري حرجه
اتنهدت ومشيت معاه لما ماما شاورتلي بعنيها اني أروح
أما ماما وقفت جنب أخوها وقالت
_هي ايه الحكاية
على هز كتافه
_ولا حاجة الواد وقع ولا حدش سمى عليه ..استري على الواد يسترك ربنا
أشجان ضحك
_والله ابنك زين ده غريب… طيب لما هو الوضع كدا ليه اتجوز يارا وهو مش بيحبها!
_محبش يكسر قلب البنت لما شافها متعلقة بيه .
ماما أكدت كلامه وقالت
_ايوة فعلا كانت مبسوطة وطايرة من الفرحة… بس الظاهر انها هيه كمان مكانتش بتحبه كان مجرد فرحة بحاجة حلوة وليها هيبة وغموضها فحبت تمتلكها… واهو النتيجة هي بنفسها اللي طلبت الطلاق… متهورة ربنا يهديها .
_آمين يارب … متزعليش نفسك بكرة يجيلها اللي يستاهلها ويحبها وتحبه .
_البنت بقى اسمها مطلقة يا على
_والله يا أشجان لو كنت شايف ان علاقتهم ينفع تستمر أكتر لكنت منعت زين انه يعملها ويطلقها .
_لا لا مش قصدي ..كلنا عارفين ان دي كانت النهاية المحتومة لعلاقتهم .. أنا بس بتكلم ع نظرة المجتمع..مهما كان الناس مش يترحم… والبنت لسه صغيرة وعايزاها تعيش حياتها كفاية أختها روح اللي لحد دلوقتي قلبي بيتقطع كل لما بفتكر اللي حصلها
حط ايده على كتفها وقال
_سلمي أمرك كله لله ويفاجئك بعظيم فضله وكرمه وجوده… متشيليش نفسك الهم بعد ما الموضوع انتهى ربنا رجعها ليكي افرحي برجوعها لحضنك وعوضيها اللي فات… وبلاش تخليها تشوف اي حزن ف عنيكي..
_حاضر يا على هعمل كدا .. ربنا يخليك لينا يارب… انت اللي معوضني عن الأب والزوج… ربنا يرحمهم يارب.
_اللهم آمين ويرحم موتى المسلمين
في اللحظة دي جت طنط نادية وقالت بمرح
_بتتكلموا في ايه من غيري .
_تعالي شوفي ابنك بقى بيقول أشعار وكسفنى قدام أختي.
أشجان ضحكت ونادية واقفة مش فاهمة حاجة
_أشعار إيه
فحكالها الحكاية ..ففصلت ضحك هيه كمان.
خالو بص ف ساعته وقال بجدية
_يا دوب أروح على المكتب .
نادية وأشجان
_في أمان الله
__
في مكتب على
كانت قاعد بيراجع حسابات الشركة فجاله مظروف غريب ..
فمسكه باستغراب
_ده ايه
_الظرف ده جه لحضرتك يافندم واللي بعته وصى انه يوصل لحضرتك …حتى حضرتك مكتوب كدا ف ضهر الظرف
بص في ضهر المظروف لقى مكتوب
يسلم لعلى صالح طاهر باليد.
ابتدا يقلق فشاور للسكرتيرة تمشي ومسك سكينة صغيرة خاصة بكدا وفتحه فلقى جواه رسالة”
طالما الظرف ده وصل ليك يبقى أنا خلاص مت… اسمعني كويس يا على علشان اللي هتقرأه ده مهم جدا
روح بريئة مقتلتش تهاني وبالمناسبة مطلعش جدتها يعني روح مش بنتي يا على روح تبقى بنت أختك أشجان خليني أحكيلك من الأول
###
فلاش باااك
زمان أيام الجد الأكبر طاهر والد صالح اللي هو جدي يعني
صالح زمان كان متجوز تهاني ..بس تهاني كانت من النوع الطماع الجشع… عايزة كل حاجة ومش بتشبع … طاهر عمره ما حبها وكان يقولها
_مصيري في يوم وهطردك من بيتي…لان البيت ده مش بيقعد فيه الا الطاهر اللي زي … لكن الدنىء اللي زيك عمره ما له مكان في أي حتة .
طاهر كان يعرف كتير عن تهاني وعن أعمالها المشبوهة ويعرف علاقاتها مع الرجال بحجة الاوبن مايند … بس ابنه صالح متمسك بيها وبيحبها …و هيه مخلياه طوع إيديها
في مرة فضلت تزن على ودان ابنها إنه يضحك على أبوه ويسرقه من غير ما يحس ويحول التركة كلها باسمه واحدة واحدة …فضلت تبخ سمها زي الحية
_صالح ابوك مش هيراجع وراك… فيها ايه لو أخدت كل مرة مبلغ وقدره من غير ما حد يحس وبعدها تستغل التوكيل اللي هو عاملهولك وتكتب كل حاجة باسمك
صالح بصلها وبرق
_ايه!!! وأختي حنان ..آكل نصيبها .
قالت بخبث
_لا طبعا انت بس هتعينه معاك وتشغله وتكبره ليها وبعد كدا لما تحتاجه تعطيهولها .
_طيب وليه من الاول ما فلوس ابويا كلها ليا معروفة
_افهم يا صالح… أبوك مش مضمون ممكن يجي في يوم وتلاقيه كاتب كل حاجة لأختك حنان مش ليك…انت عارف بيحبها ازاي وطالع بيها السما وساعتها انت مش هطول حاجة وتطلع من المولد بلا حمص.
صالح صدق كلامها لانها كانت عاملة زي اللي ساحرة ليه بيوافقها على كل كلمة تقولها … بس طاهر عرف بمصادره الخاصة ماهو ميخفاش عليه حاجة وطرد تهاني من الفيلا شر طرده وخلى كمان صالح يطلقها بالغصب والا هيحرمه فعلا من الميراث ومن كل حاجة
_أمشي اطلعي برا يا حرباية انتي جاية على أخر الزمن تبوظي ابني وتخليه يأكل مال أخته… وايه رأيك هجوزه اللي أحسن منك مليون مرة .
وبالفعل صالح مقدرش يكسر كلمة أبوه وطلق تهاني واتجوز بعدها علطول البنت اللي أختارها ليه أبوه
ومن يومها تهاني الشر بيأكل في قلبها لحد ما استوطن واتوعدت إنها تكوي قلوبهم وتنتقم منهم في يوم من الايام.
مكانتش تعرف انها حامل ولما عرفت حاولت مع صالح يرجعها بكل الطرق لكن صالح كان خلاص وعد أبوه انه هيطوي صفحة تهاني جلابة المصايب دي خالص وحتى اما عرف انها حامل في ابنه مرجعهاش وده أثر فيها اوي وحز في نفسيتها جدا وزاد كرهها للعيلة دي جدا .
زوجة صالح التانية حملت علطول وتقريبا ولدت في نفس الوقت اللي ولدت فيه تهاني …جابت على …وتهاني جابت سعيد .
طاهر كان طاير بعلى للسما أخيرا شاف حفيده … أما سعيد مكانش متقبله علشان هو ابن تهاني بس بالرغم من كدا أول ما الولد بدأ يعتمد على نفسه أخده من أمه علشان يتربى مع أبوه ووسط أخواته..بكان بيروحلها يومين في الاسبوع يقعد معاها… وطوال سنين حياته كان سعيد تصرفاه وطباعه مختلفة جدا عن إخواته كان شقى بعكسهم ..متمرد مش بيسمع الكلام …واللي في دماغه بيعمله واللي خلاه يكون بالشكل ده هو انه كان شايف تفرقة جده في المعاملة بينه وبين أخواته … وأمه كان كانت دايما تقسي قلبه من ناحية أبوه وأخواته وتطلب منه يصرف فلوسه وميهموش حد
_اصرف يا سعيد وميهمكش حاجة أبدا … ده خيرك وخير أبوك ان مكنتش هتتمتع بيه دلوقتي هتتمتع بيه امتا .
كبر سعيد على الطمع وحب الذات ومكنش أبدا بيهتم بكلام أبوه وبيعمل اللى هو عايزه .
على كبر واتجوز نادية وخلفوا زين
وتهاني لما عرفت ده اتغاظت وعايزة ابنها يتجوز بأي طريقة
_شايف أهو أبوك جوز أخوك على قبلك واهو على يمكن يجيبله الولد اللي يكوش على كل حاجة ويكون عنده الكل في الكل زي ما هو مخلي أخوك على الكل في الكل وممسكه كل حاجة… ياما فضلت أقولك اتجوز بنت عمتك حنان وانت اللي مسمعتش كلامي .. اسمع الكلام يا سعيد واتجوز يمكن أبوك ساعتها يرضى عنك ويمسكك مسؤلية الشركة زي أخوك .
بس سعيد كان منفض دماغه لأول مرة من كلام أمه ويمكن لأن كان عنده ترتيب تاني خالص.
وبعد كم شهر اتجوز رؤوف وأشجان
وفي يوم دخل سعيد على أمه وقالها إنه اتجوز
_ماما انا اتجوزت وواقع ف مشكلة
شهقت بصدمة
_ايه اتجوزت امتا وازاي! وازاي من غير ما تديني علم
_عرفي يا ماما .
_نعم يا خويا رايح تتجوز واحدة من الشارع .
_ماما دي مش من الشارع ..بنت ناس طيبين اوي حبينا بعض واتجوزنا .
ضحكت هي بسخرية
_طيب وجايلي تقولي عايز ايه يا بتاع العرفي انت .
_علشان تلاقيلي حل … هيه حامل ومش عارفين نتصرف ازاي .
_ولا حاجة ..قطع الورقة ولا ليها عندك حاجة وارميها زي الكلبة حد قالها متعملش حسابها دي مشكلتها مش مشكلتنا احنا تحلها هيه .
_لا يا ماما بقولك بحبها ..بحبها ارميها ايه بس
_يا اخي حبك برص بقولك اتجوز بنت عمتك رايح تتجوزلي عرفي وتخلف منها كمان .. انت مجنون يا سعيد
_أهو اللي حصل يا ماما .. حليلي مشكلتلك.
_انا قلتلك الحل انت اللي مش راضي تعمل بيه
_ازاي يا ماما اللي بطنها دي ابني.
_وايه اللي يثبت باعت نفسها ليك ..يبقى تبيعها لغيرك .
_لا يا ماما متظلميهاش… هيه عمرها ما عملت كدا وأنا بصراحة اللي غويتها البنت كانت قطة مغمضة .
ضحكت تهاني ضحكة طويلة كلها سخرية
_والمغمضة فتحت وبقت حامل كمان …شوف ان مكنتش ناوي تسيبها ..روح لأبوك وقوله .
_ده كان يطردني من البيت ويحرمني من الميراث
_كويس أديك عارف أبوك ممكن يعمل ايه… اسمع كلامي وسيبك منها وركز انت ف بنت حنان.
_يووه يا ماما بقولك بتنيل بحبها ساعديني وشوفيلي حل
_بسيطة خليها تنزله
_يا ماما بقولك ابني. بعدين هي في الخامس دلوقتي
_يخرب بيتك ولسه جاي تتكلم يا نيلة
فكرت شوية
_طب اسمع عندي الحل
_الحقيني بيه
_بس بعدها تنفذ اللي هقولك عليه
_كل اللي تقوليه هعمله
_ماشي … انت دلوقتى هتروح لأبوك وتقوله انك بتحب بنت وعايز تتجوزها …ابوك مش هيمانع لانك بتقول أهلها طيبين فأبوك طيب وعبيط وهيوافق مش هيهموا أغنيا ولا غيره وهيوافق يجوزهالك .
_جميل واللي ف بطنها هنتصرف ازاي.. .
فكرت تهاني تاني وقالت بمكر
_لااا.. لما يجي وقتها نبقى نتصرف.
وبالفعل صالح جوزه البنت اللي بيحبها ولما خلاص قربت تولد ووصلت للشهر الثامن ..تهاني كانت مقعداها عندها بحجة انها تهتم بيها علشان محدش يكتشف انها حامل وهتولد بدري فيكتشف عملتهم … وكانت طول الوقت تعطيها ادوية تموت الجنين وده اول ما عرفت إنها بنت فخلاص هيه مش عايزاها هتعمل بالبنت ايه وعلي مخلف ولد هيه كانت بتغير من علي جدا … فمكانتش عايزة تحس إنه متفوق على ابنها في حاجة… لما عرفت ان مرات ابنها حامل في بنت اتغيرت كل مخططاتها وقررت تموتها في بطنها وترتاح …ومن غير ما حد يحس انها عملت حاجة
لكن حصل حاجة غيرت الموازين لما أنيسة اللي كانت عينها بدالها في الفيلا… بتوصلها كل الأخبار وتهاني بتكافئها بدا كل شهر بمبلغ يرضيها
قالتلها ان أشجان خلاص قربت تولد وهتخلف بنت وانها سمعتهم بيتكلموا في دا النهاردة وبيفكروا هتولد في اي مركز
عنين تهاني لمعة ولفحة الانتقام اشتعلت في قلبها من تاني وأخيرا جه اليوم اللي هتقدر تحرق قلب الكل زي ما طاهر وصالح حرقوا قلبها وقهروها
واتفقت مع ابنها سعيد يقترح على اخته مركز معين تولد فيه …ورشت الدكتور والممرضات علشان يوافقوا على اللي هتقولهم عليه والدكتور مكانش محتاج توصية اول ما شاف الفلوس عنيه زغللت ووافق وباع ضميره اللي تقريبا كدا معدوم من أصله .
كانت لسه زوجة سعيدة في شهرها الثامن بس الادوية اللي أخدتها من تهاني خلاها تتألم في الفترة الأخيرة جامد فتهاني خدعتها وقالتها انها كدا معناها انها على وش ولادة وانها اتفقت مع الدكتور وهيحددوا معاد الولادة .
_ايوة بس انا كدا هولد في التامن أنا خايفة ع بيبي يجرالها حاجة
_هيجرالها ايه يعني في ناس كتير ولدت في التامن وراح الحضانة وعادي .
_حاضراللي تشوفيه يا ماما
البنت كانت مغلوبة على أمرها واللي بتقوله تهاني بتعمله لان تهاني كانت كاسرة عنيها بسبب غلطتها مع ابنها
وبالفعل تم تحديد معاد الولادة الاتنين مع بعض بس من غير ما حد من عيلة طاهر يحس..
وبنت سعيد اتولدت ميتة وتهاني كانت شبه متأكدة من ان ده اللي هيحصل ففرحت اوي وبدلوها طبعا ببنت أشجان.
تهاني قالتهم انها هتأخد البنت تربيها عندها لان طبعا مينفعش تظهر في الصورة والا كل الموضوع هيتكشف وطلبت من سعيد هو ومراته يرجعوا بيتهم … البنت الصغيرة اللي سعيد اقترح يسميها روح وخلاص كتبها على اسمه ..وفضلت مع تهاني… كانت كل يوم أمها تيجي تشوفها وتطمن عليها وتمشي تاني بناء على طلب تهاني… ولما البنت كبرت شوية وبدأت تعمل دوشة تهاني متحملتهاش وحبستها في اوضة ضلمة لوحدها البنت خافت ومن فزعها وهلعها فقدت النطق ومن يومها مبقتش تتكلم …ومن وقتها تهاني منعت سعيد ومراته انهم يشوفوها غير مرة واحدة في الاسبوع ومرة مع التانية لحد ما منعتهم تماما من انهم يشوفوها رغم محاولاتهم المستميتة لدا وطبعا انتوا عرفتوا كانت معاملة البنت الصغيرة اللي هو أنا عاملة ازاي.. واللي زود ده ان سعيد رفض يسمع كلام امه في انه يطلق مراته ويتجوز بنت حنان ..لحد ما عرفت من أنيسة ان بنت حنان خلاص اتخطبت وقريب هتتجوز ..كانت عارفة ان لحنان تركة كبيرة ورثاها من أبوها طاهر ولما سعيد يتجوز بنتها وقتها يقدر يكوش على كل التركة دي ..لكن سعيد ابنها كان غبي من وجهة نظرها ومسمعش كلامها بحجة انه بيحب مراته ومش عايز غيرها فحبت تطلع غيظها من الكل فيا أنا .
فاكرين اليوم اللي اونس هددت فيه تهاني انها هتبلغ البوليس وبعدها تهاني أخدتني وراحت مكان تاني محدش يعرفوا! .
الحقيقة ان سعيد قالها ان أبوه خلاص مات ومبقاش خايف ان الحقيقة تتعرف ..وانه هيجي يأخد بنته بأي طريقه.
علشان كدا اخدتني وهربت ومحدش يعرف مكانها غير انيسة وبس
بس كانت بتتصل بسعيد تتطلب منه يحولها فلوس بحجة انها عايزة تصرف ع البنت وسعيد مكانش بيتأخر علشان بنته وندمان انه سمع كلام أمه ووافق يسيبها ليها من الأول وأديه أهو بيدفع التمن… كان اوقات يعيط لها حرفيا علشان ترجعله بنته لكن هيه كانت تقول
_أنا قلتلك هساعدك بشرط تسمع كلامي وانت معملتش ده يبقى متجيش تعيط دلوقتي
_انا مستعد انفذ لك كل اللي تطلبيه… هطلقها خلاص زي ما انتي عايزة وهتجوز بنت عمتي بس رجعي البنت .
_ما خلاص بنات عمتك كلهم اتجوزوا ..ضيعت الفرصة اللي متتعوضش من ايدك ضيعت بغباءك كل حاجة من ايديك…
_طب أعمل ايه علشان تسامحني … البنت أمها هتموت علشانها
_تموت ولا تروح في ستين داهية عقبال بنتها ما تحصلها ..
تهاني كانت طول الوقت عندها حقد وغل من الكل لدرجة انها ممكن تحقد على خيالها هي… علشان كدا مكانتش أبدا بتحب مرات سعيد وكانت تتمناها تموت فعلا وتخلص منها… ولما ده محصلش حبت تديها الضربة القاضية وقالتلها ان البنت دي اصلا مش بنتها وحكت لها الحقيقة كلها فمتحملتش الصدمة وماتت لأنها كانت طول السنين اللي فاتت تعبانة ومريضة بسبب حزنها على بنتها
سعيد لما مراته ماتت الحزن عشش على قلبه وكان عايز ينفذ وصية مراته بأنه يرجع البنت بأي طريقه… فراح لعلي وحكاله وطلب منه مساعدته وبعدها مشي وبدأ يدور في كل مكان
وبعد فترة وبالصدفة لمحها …أمه فحب يتأكد انها هي رن عليها وموبايلها فعلا رن
فهيه اول ما عرفت انه سعيد نفخت بقرف وقالت
_اوف نسيت أغير الشريحة علشان المتخلف ده ميعرفش مكاني .
سعيد فرح انه شافها وفضل ماشي وراها لحد ما عرف مكان المنطقة والبيت اللي هيه ساكنة فيه وهناك سأل الناس وعرف ان الست دي ساكنة في شقة في الدور العلوي مع بنت عاجزة مش بتتكلم وعندها إعاقة ذهنية وده الكلام اللي تهاني اوهمته للناس لما سألوها ليه بتخرج ونسيب البنت جوا وعمرهم ما شافوها خارجة معاهم …قالتلهم ان البنت تعبانة ومينفعش تخرج وانها بعد حادثة الحرق فقدت كمان القدرة على الحركة وهي ياعيني بتجري وبتشتغل علشان تصرف عليها .
سعيد دمه غلي من الكلام اللي بيسمعه .. معقول حابسة البنت فيالبيت طول السنين دي ومش بتخرجها!!
وطلع على فوق زي الطور الهايج وعنيه بتلمع شرار وهو بيطلع شاف بنت بتجري ع السلم بس مقدرش يتعرف عليا وقتها وكمل طلوع لفوق فلقى الباب مفتوح وتهاني واقعة على الأرض بتصرخ بصوت يكاد اللي واقف جنبها بس اللي بيسمعه
_قتلتيني يا روح … جالك الجرأة تعملي فيا كدا… مكانش العشم أبدا بعد السنين دي كلها … بس انا مش هموت عارفة ليه لاني نويت اني مموتش الا لما أموتك وأموت العيلة كلها من القهر عليكي …وزي ما بدلتك زمان وقتلت بنت ابني في بطن أمها وبعدين صدمتها بالخبر وطبت ساكتة وماتت وهعمل كدا في أشجان وهصدمها بالحقيقة وهموتها هيه كمان …
قالت كلامها وبعدها أغمى عليها تاني
سعيد عرف ان البنت اللي كانت بتجري دي انا …وهربت بعد ما ضربتها وفكرت انها ماتت .
قرب منها من غير ما يلمسها ونادي عليها تهاني
تهاني كانت دايخة بس سامعة اللي بينادي عليها
نادى عليها تاني فقدرت تتعرف ع الصوت فقالت من غير ما تفتح عنيها لانها بتقاوم الاغماء تاني
_الحقني يا سعيد. اطلب الاسعاف..
سعيد بص حواليه لقى رجل الكرسي فخمن ان روح ضربتها بيه وقال بكل غضب وحقد بسبب اللي عملته في بنته وفيه وفي مراته وفي أخته وبنتها …بسبب سنين عذاب عيشتهم كلهم فيه
_حاضر هلحقك يا ماما بس الأول هموتك وبعدها هلحقك علطول
قالها وبعدها مسك رجل الكرسي ونزل بيه على دماغها لحد ما الدم سال من دماغها زي الشلال وعمل بركة دم حوليها واتأكد انها خلاص قطعت النفس
بعد كدا
طلع منديله من جيبه ومسح كل البصمات اللي عليه وبص لأمه بقرف وسابها ومشي بسرعة … ركب عربيته وبقا عامل زي المجنون فاقد الشغف في كل حاجة …أكتر واحدة في الدنيا حبها “مراته” أمه قتلتها وبنته مطلعتش بنته… بعده عن ربنا ويأسه من الحياة خلوه يلجأ للانتحار وساق عربيته ودخل بيها في عربية تانية …حالته كانت حرجة بقا ويفوق ويغمى عليه تاني يعنب بسن الحياة والموت ومحدش كان عارف يتعرف عليه لانه مكنش وقتها معاه اي حاجة تثبت شخصيته حتى موبايله كان اتخلص منه … واليوم اللي مات فيه كان فاق من الغيبوبة وصحته اتحسنت واللي يشوفه يقول خلاص خف لكن ده بيكون صحوة ما قبل الموت وطلب من الممرضة ورقة وقلم و كتب رسالة لأخوه على ووصى الممرضة انها متروحلوش الا لما هو يموت .
وبعدها بكام ساعة بالظبط سعيد مات
لكن يشاء الأقدار ان الممرضة دي تتعرض لحادث بعدها وتموت هيه كمان قبل ما تبعت الظرف لعلى… وبعد سنين وأولادها بيدورا في أوراقها بالصدفة لقوا الظرف اللي مكتوب فيه لمين يتسلم والعنوان فوصلوه لأصحابه زي ما هو مكتوب برا بأمهم ظنا منها انها وصيتها لانها كان معروف عنها الطيبة وأعمال الخير ومساعدة الغير دايما .
##
عودة
على خلص قراءة الظرف وعينه كانت غرقانه دموع وفضل يبكي وهو بيقول
_الله يرحمك يا سعيد… أجرمت في حق نفسك وأمك… وكمان البنت الغلبانة روح مسلمتش منك انت كمان … انت أذيتها بدون قصد وفضلت طول السنين دي كلها متهمة في قضية قتل هي بريئة منها… ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فضل علي على وضعه مكتئب وحزين قاعد ف مكتبه بالساعات مش قادر يتحرك من مكانه من كمية الظلم اللي أنا اتعرضت ليه …واني اتعاقبت على حاسة مليش فيها أي ذنب …
__
زين أخدني بالعربية وبدأ يفكر يبدأ بأي مكان فأنا قلته اني عايزة أروح الملاهي
_ ممكن توديني الملاهي!
_نعم !! ..ملاهي ايه انتي لسه طفلة!!
_عمي قالك ايه عيشني طفولتي الضايعة
_في الملاهي!!
_اينعم
زين نفخ بصوت مسموع وقال
_ماشي
_انت هتنفخ من اولها.. لا مش هينفع أنا أرجع البيت واطلب من جا…
وقبل ما أكملها كان زين طلع بالعربية بسرعة كبيرة جدا …أنا كنت عارفة انه هيتضايق من اللي هقوله لكن مكنتش أعرف انه هيعمل كدا المجنون هيموتنا بسرعته الجنونية دي .
بعد مدة لقيته وقف فعلا قدام الملاهي وقالي بحدة
_انزلي .
أنا كنت فرحانة جدا بالمكان ومتشوقة ادخله وكان هاين عليا انط من العربية اول ما لمحت الألعاب من بعيد لكن لما لقيته بيقولي انزلي .
فضلت مكاني وقلت بضيق
_زين اتكلم معايا بأسلوب أحسن من كدا .
كنت مفكرة اني هقابل موجة تانية من غضبه وعصبيته
الا اني لقيته ابتسم وقال
_الله قولي اسمي تاني كدا .
بحلقت فيه وانا مش مصدقة المعتوه ده بيقول ايه… انا كنت بتعمد اني مقولش اسمه قدامه أبدا .. لكن تقريبا نسيت وهو ما صدق …
بصيتله بعدها بقرف ونزلت من العربية… ماشي يا زين ماهو أنت لازم تتأدب على إيدي أنا .
جريت بسرعة علشان أدخل على جوا .. لقيته منعني بايده اللي اتمدت قدامي وهو بيقول بضيق
_رايحة فين يا متخلفة …هي سايبة اي حد يدخل كدا وخلاص .
_ايه ..ايه مشكلتك ..انا عايزة ادخل .
شاورلي على جنب أقف فيه وقال
_اترزعي هنا لحد ما أقطع تذاكر وارجعلك …اياكي تتحركي .
لكن أنا مسمعتش كلامه وروحت وراه وهو مأخدش باله وبالصدفة بيبص ع المكان اللي طلب مني اقف فيه ملقنيش قلبه وقع في رجليه وجري بسرعة بيتلفت حواليه يدور عليا وأنا وقغت اتفرج عليه واضحك بعدها قربت منه وقلت
_بتدور على حاجة يا حضرة الظابط .
اتخض جامد لانه كان حرفيا في قمة قلقه عليا ولما لقاني بضحك عرف انها كانت لعبة مني فحسيته بيكتم غضبه بالعافية علشان ميخلصش عليا وقتها …فضحكت أكتر أنا فعلا بقيت بستمتع بإثارة غضبه زي ما هو بيحب يستفزني.
مشي وسابني من غير ولا كلمة ودخل لجوا من البوابة بعد ما حط تذكرتي في ايدي .
جريت وراه ما انا مش هعرف ادخل المكان العملاق المكتز بالناس دي كلها لوحدي
_استنى انت ماشي وسايبني !!
وفضلت أنادي عليه
_يا حضرة الظابط… يا باشا… طب يا كابتن …استنى… انت بتمشي سريع ليه …فرهدتني يخرب بيتك مش لاحقة أجري ..هتوه منك.
مبصليش ولا اهتم فمكنش قدامي غير اني اناديه باسمه وأمري لله
_زييين .
عندها بس وقف والتفت ليا ومد ايده وقال
_تعالي يلا .
جريت ناحيته ولما وصلتله اتخطيته وسبقته بعد ما بصيت ليه برخامة وأنا بهز كتفي بمعنى اني زعلانة منه فعلا
ضحك وضرب كفة ايده ببعضها
_هتجننيني أكتر ما أنا مجنون بيكي .
فضلت أمشي واتفرج على الألعاب باستماع شايفة الضحكة على وش الكبير قبل الصغير فقلبي انشرح حرفيا
وزين كان ماشي ورايا كأنه الحارس بتاعي
وقفت عند لعبة معينة وشاورتله عليها
_انا عايزة أركب دي
مردش عليا فبصيلته بملل ونفخت بضيق وقلت بصوت رخيم
_زين أنا عايزة أركب دي .
عندها بس ابتسملي وقال
_اللي تؤمر بيه أميرتي … اطلبي وأنا أنفذ .
قضينا وقت جميل جدا في الملاهي ومرضتش أروح مكان تاني جربت كل الالعاب وركبت اللعبة الواحدة مرة واتنين وثلاثة لحد ما حسيت فعلا اني خلاص انهكت تماما وزين كمان خلاص فرهد هو كمان …فقررت اني ارجع .
وفي الطريق زين جاب أكل وعصاير وحلويات فخلصت عليهم كلهم بعد المجهود الجبار في الملاهي كنت جعانة جدا وقدرت أشوف البسمة على وش زين ولمعت عنيه من تاني
ولما رجعت البيت
لقيت عمي علي ووشه مليان هم كبير أوي وطلب يكلمني على انفراد

بصيت لخال لقيت ملامحه غريبة وبيبصلي بعنين مليانه دموع
خفت واتوترت وقلت وأنا ماسكة ايديه
_خالو… حضرتك كويس!!…طب انا زعلتك في حاجة
لقيته مرة واحدة أخدني في حضته وسط استغرابي وقال
_روح يابنتي أخيرا ظهرت براءتك.
أنا تنحت واتسمرت مكاني
فخرجني من حضنه وبصلي
_انتي مقتلتيش تهاني يا روح …سعيد اللي قتلها بعد ما نزلتي من عندها .
_مين!!.. بابا سعيد… قصدي …ااا ..أنا مش فاهمة حاجة … أنا فعلا بريئة من دم تهاني!!
_ايوة يابنتي الحمد لله
حكالي على الموقف كله وأنا كنت بسمع وأنا مزهولة جدا مكنتش اتوقع ان ربنا يظهر براءتي بعد السنين دي كلها …الحمد لله الحمد لله .
فضلت واقفة متنحة معملتش اي ردة فعل بسمع خالي وبص حتى مش برمش حتى
خالي خاف يكون جالي صدمة او حاجة فمسك كتافي وهزهم
_روووح انتي سامعاني .. روووح .
حركت راسي بمعنى اه فبعد ايده واتنهد براحة وقالي وهو فرحان والبسمة مالية وشه
_مبررروك يا حبيبتي الحمد لله ربنا ظهر الحقيقة ولو بعد حين …. انا حبيت اعطيكي انتي خبر الاول قبل ما الكل يعرف
أما أنا فصرخت جامد
_عااااااااااااا…أنا بريئة بريئة …عااااااا.
استغرب اوي من رد فعلي ده … والكل جه على صوت صراخي
بقيت بلف حوالين نفسي وبتنطط متخيلين فرحتي أنا مقتلتش هنام وانا مرتاحة الضمير ومش هأنب نفسي كل ليلة لما بأجي أنام
مسكت ايد خالي وبدأت أرقص وألف بيه
_روح بريئة وأخيرا ظهرت براءة روح …ياااااااي .
الكل بعد ما كان جاي مخضوض شافوا منظري وأنا بتنطط ومبسوطة وقفوا مبلمين
ماما قربت مني وقالت
_روح فيه ايه .. في ايه يا علي .
حضنت ماما جامد
_ماما بنتك بريئة مقتلتش تهاني مقتلتهاش يا ماما مكانتش ماتت.
الكل بص لعلي اللي هز بدماغه بمعنى أيوة وخالي رؤوف اول ما سمع كدا بكا بتؤثر وحاوطني بإيده بحنان
_الحمد لله يابنتي الحمد لله ربنا أثبت براءتك من غير أي مجهود مننا سبحانه القادر على كل شىء .
أنا كنت طايرة من الفرحة وقتها روحي اتردت ليا من جديد والكل فرح علشاني واولهم زين اللي اتنهد براحة اول ما سمع الخبر.
منعتهم ان حد منهم ينام وصممت ان الكل يسهر معايا في اوضتي كمان للصبح
ماما وخالو على ورؤؤف ومراتاتهم فضلوا قاعدين شوية وبعدين استأذنوا يناموا لانهم مش متعودين على السهر وكمان الفرحة دي تخليهم يناموا قريري العين .
فوافقت ومنعت أي حد تاني انه يروح ينام …فضل معايا أونس وجاسر ويمنى ويارا وزين … فضلت أحكي وأحكي مش عايزة أفصل أنا بريئة بريئة .
لحد ما زين فصل مني وقام وقف وهو بيتاوب
_كفاية يا بنتي أنا مش قادر أقاوم عايز أنام .
لكن أنا منعته أنه يمشي
_لا طبعا ممنوع النوم… دادة طالعة دلوقتي بالقهوة لينا كلنا .
_طب اشربوها انتم تصبحوا على خير
_أبدا انت مش ماشي لاما هزعلك.
جاسر مسك ايده وقال
_اقعد يابني مزعلهاش الليلة ليلتها تؤمر وتتشرط براحتها .
_تسلملي يا جا…
لقيت زين بيبصلي والنوم تقريبا طار من عنيه
_رووووح .
جريت بسرعة اتخبيت ورا جاسر وأونس اللي كانوا قاعدين جنب بعض
_عاااا .
جاسر مش فاهم ايه اللي حصل وايه اللي أنا عملته غلط علشان زين يتعصب بالشكل ده.
_مالك يا زين هيه قالت ايه غلط ..قلبت ليه كدا .؟
زين مردش عليه وفضل يبصلي بغضب فأنا مديت إيدي براحة وقلت وأنا بشاورله ع الباب
_خلاص مسموح ليك بالخروج … امشي .. انصرف انصرف .
الكل انفجر ضحك
أما زين فسحب كرسي وقعد عليه بالشقلوب يعني وشه لظهر الكرسي وساند بإيده عليه
_لا أنا قاعدلك يا روح وياويلك مني .
كملنا بقيت السهرة نحكي ونتسامر أنا والبنات بعد ما همست لأونس تطلب من جاسر ياخد زين ويمشي لان زين خلاص مش ناويلي ع خير وأنا مش ناوية اتعكنن الليلة دي بالذات .
طلبت ديلفري الساعة ٣الفجر وعامل التوصيل بلغني انه واقف قدام الفيلا
لبست حجابي وطلبت من البنات تنتظرني ونزلت علشان أخد منه الطلب بنفسي أكيد طبعا البواب نايم دلوقتي وحرام اصحيه .
وقفت قدام البوابة مش عارفة بتتفتح ازاي دي… مش لاقية أي قفل علشان افتحه او حتى ادور ليه ع مفتاح …لقيت اللي بيكلمني وخضني حتة خضة
بتعملي ايه عندك
_يخربيتك هو في كدا …خضتني .
_بتعملي ايه عندك
_اوف بتنيل بحاول أفتح البوابة دي علشان أخذ البيتزا وأحاسب العامل علشان يمشي.
_وانتي نازلة بعد نص الليل لواحدك تفتحي البوابة وتحاسبي عامل التوصيل لوحدك!! ياجبروتك
_وايه المشكلة ده عامل التوصيل
_وافرض كان مجرم متنكر وخطفك وريحني كنا هنتصرف ازاي
_أديك قلتها وريحك … افتح بقا البوابة دي عصافير بطني صوصتك
فبص للسما
_ياربي أعمل ايه ف المتخلفة دي
_انت لسه واقف عندك اتحرك افتح البوابة .
زين ضغط على مفتاح البوابة اتفتحت اوتوماتيكي وأخد من العامل البيتزا وحاسبه عليها…وقفل البوابة تاني
مديت اديي بأخد البيتزا وانا بقوله شكرا
_شكرا .
_ ايدك .
_هو ايه اللي ايدك… هات البيتزا بتاعتي
_ده بعينك.. عقابا ليكي مفيش بينزا… لحد ما تبطلي التخلف اللي انتي فيه ده
_هبطله …هات بقا .
_اوعديني
_اوعدك هات متزهقنيش
_وافقي على جوازنا الأول
_ده بعينك
_طب مفيش بيتزا
_مش عايزاها ..كلها بالسم الهاري .
_بقا كدا .
لفيت وشي ومشيت خطوتين على أساس انه هينادي عليا وهيعطهالي لقيته قعد على أقرب ترابيزة وفتح عبلة من الثلاث علب وبدأ يأكل بنهم شديد
بصيت ورايا أشوفه هيعمل ايه لقيته قاعد وبيأكل وتقريبا في لحظة نسف نص البيتزاية.
جريت عليه وقلت بصدمة
_نهارك اسوح… انت بتعمل ايه أكلت بيتزتي؟
قالي ببرود وهو بيأكل بردو
_ايه بأكل بالسم الهاري زي ما قلتي .
دبدبت في الأرض وكنت هعيط أنا جعانة فعلا وعايزة البيتزا
_هات البيتزا بتاعتي
شاورلي على كرسي وقال
_تعالي اقعدي كلي معايا .. فاضل علبتين الحقيهم قبل ما أخلصهم
_يخربيتك … انت بتتكلم جد.. هتأكل ٣علب لواحدك!
_عادي ..هيه معضلة!
_بس غريبة يعني طالما انت مفجوع كدا مطلعلكش كرش ليه .
زين شرق وبدأ يحك جامد وهو بيضحك .
_كرش … أنا يطلعلي كرش ليه .. بشيل ورق في مركز التدريب ولا ايه .
بصتله باستغراب
_يعني ايه
_لا متخديش في بالك .
_لا فهمني ..ايه بتشيل ورق دي
_يا عبيطة افهمي… مفيش ولا ظابط الا وبيتمرن علشان يكون عنده لياقة بدنية وجسمه صحي…فأنا بشيل حديد وبقوي عضلاتي علشان كدا استحالة يطلعلي الكرش اللي بتقولي عليه.
_ممم فهمت …طيب أنا عايزة أشيل حديد
سكت ومردش عليا
نفخت بصوت مسموع انا متأكدة انه منتظر أناديه باسمه فرحت قايلة
_انت يا زفت أنا مش بكلمك
بصلي وبرق
_تقصدي مين بكلامك يا كلبة البحر انتي.
_انت طبعا…لما أكلمك ترد…وبعدين كلبة في عينك … أنا اسمي روح .
_لمي لسانك يا زفتة بدل ما المهولك .
قمت مشيت وسبته وأنا بقول وأنا متضايقة
_ياباي عليك صديت نفسي وربنا ما أكلة حاجة .
لحق بيا لما لقاني فعلا متضايقة
_استنى بس يا روح انتي قفشتي ليه.
_ابعد عني دلوقتي…أنا مش طايقاك
ضحك وقال
_ياشيخة خضتيني …وانتي من انتا طايقاني أصلا .
_انت بارد ليه كدا .
_ بالعكس قلبي مكوي بنار حبك
_يوووه .. بطل بقا.
_.انتي تطولي أصلا ..امسكي البيتزا بتاعتك أهي مش حلوة …طعم السم الهاري مش حلو ..
قالها وحط العلب في ايدي ومشي على جوا .
استغربت الكائن اللي قدامي اللي مش قادرة أفهمه…ساعات أحسه عصبي وساعات هادي وساعات رقيق ورومانسي وساعات دبش مش بيعرف هو بيقول ايه ..
طلعت لقيت يمنى ويارا فصلوا وناموا على سريري … اما أونس اللي فضلت مستنياني
_منمتيش ليه انتي كمان .
اونس ضحكت وقال رغم انها طبعا متعرفش تنام وتسيبني لازم تشاركني فرحتي زي ما طول عمرها بتعمل
_ايه هتأكلي البيتزا لوحدك !
ضحكت وأنا عارفة انها بتهزر وقلتلها
_يلا نأكل
_طب وجاسر
_ماله جاسر
_هأكل وأسيبه مش هقدر
_طب ايه تأخدي علبة وتروحي تأكلوا سوا
_وأسيبك تأكلي لوحدك! ..لا طبعا
_يابنتي عادي… ده جوزك دلوقتي .
_لا تعالي نروح نأكل معاه وأصلا انتي هتنامي معانا النهاردة…يمنى ويارا احتلوا سريرك.
_لا لا أنام معاكم فين أنا اتحرج… مفيش مشكلة هفرش وهنام على الارض
_لا طبعا مش هسمحلك بدا… هقولك يلا نأكل سوا وبعدين ادخلي أوضة يمنى ونامي هناك
_أونث أنا متعودة أنام على الأرض عادي .
أونس كشرت
_روح ممكن تنسي بقى اللي فات
ضحكت
_حاضر بس متبوزيش كدا .
فضحكت وقال
_قدامي يلا .
قابلنا زين وسند على الترابزين
_رايحين فين
_نأكل مع جا…
سكت ومكملتش لكنه فهم وقرب مني وٱيده ناحيتي وهو بيقول بكل غضب
_لا انتي الظاهر نهايتك على ايدي
_عااا
قلتها وأنا بتخبى في أونس
أونس اتكلمت بهدوء
_حصل ايه بس .. انا اللي طلبت منها نأكل سوا .
زين وقف مكانه تاني وقال وهو بتوعد ليا
_أنا جاي أكل معاكم
اونس
_ أكيد طبعا اتفضل
أنا قلت بضيق
_لا طبعا ..انت لثه آكل علبة كاملة لوحدك.. بطل جشع .
بصلي بتحدي
_لو مشاركتش معاكم في الأكل يبقى محدش هيأكل حاجة .
مديت ايدي وعطيتله العلبتين اللي فاضلين وقلته
_مش عايزين… أشبع بيهم كلهم .
أونس واقفة مستغربة اللي بيحصل وجاسر كان منتظر أونس واتأخرت عليه فجه يشوفها فشاف الشرارات اللي بتتطاير من عنينا أنا وزين
_في ايه يا كتاكيت على الصبح وحدوا الله .
قلنا كلنا
_لا إله الا الله.
زين قال
_جاسر أنا وروح هنأكل معاكم البيتزا
_لا مش عايزة خلاص.
_هتأكلي البيتزا بتاعتك يا روح
_طب كويس انك عارف انها بتاعتي
_أما انتي بخيلة بشكل … مش عايزة تعزمي ابن خالك يأكل معاكي.
_اه أنا بخيلة .
_لا أنا عارفك كريمة ومش هيهون عليكي زعلي.
_يوووه انت حد مثلطتك عليا
_قلبي
_وبعدين بقا في الكلام الفارغ ده
_وافقي ومش هيكون فارغ أبدا
بصيت لجاسر بستنجد بيه
فجاسر قرب من زين وانا انتهزت الفرصة وأخدت اونس ومشيت .
_ما تلم الدور بقا يا زين انت ايه حكايتك انت مكنتش كدا
_مش عارف ياصاحبي ..قدامها بكون واحد تاني أنا نفسي معرفوش .
_ما تصبر عليها يا أخي وبطل زنك عليها ده كل شوية هتزهقها….قلنا خليها تشوف حبك في تصرفاتك
_مش هتشوفه لانها دايما بتعصبني وببقا عايز أخلص عليها
_يبقى عمرك ما هتنول قلبها يا حلو مهما عملت
_انت بتقول ايه نيلة انت
_بقول الحقيقة… غير من طباعك دي معاها انسى حدتك شوية
_بحب أشوفها متنرفزة بتبقى عسل اوي
جاسر بكزه بكوعه في بطنه
_ما تتلم يا زين بدل وربنا ما أقول لأبوك انك زودتها أوي .
_بحبها من زمان يا ناس حسوا بيا.. من أول ما شفتها وأنا قلبي اتخطف مني …عنيها بنظرة البؤس اللي كانت فيها سحرتني مش بإيدي.
_لا واضح بأمارة اللي عملته فيها يومها .
_ متفكرنيش أنا كل لما افتكر ده بكره نفسي .
_طب ما يمكن هيه كمان لسه مش ناسية ده علشان كدا مش متقبلاك.
_ايه والحل ايه
_حاول تمحي الذكرى دي بذكرى تانية حلوة عمرها ما تنساها ليك.
_واعملها ازاي دي بقولك بتعصبني ببقى عايز أخنقها
_صحيح تعالى هنا.. انت بتغير عليها مني!!
_ومغرش ليه .
_انت مجنون
_ان كنت هتسمي جنوني بيها جنون يبقى فعلا مجنون
_لا انت حالتك صعبة
_ومستعصية كمان
_الله يعينك يا شريك.. لأن روح مش سهل اللي يوصل لقلبها بسهولة
زين كشر
_وانت ايش عرفك انت
_مع اللي شافته في حياتها صعب تقدر تمحي الشوك والعقد اللي محاوطة قلبها روح محتاجة معجزة علشان تحب .
زين قال بتحدي
_وانا بإذن الله هكون المعجزة دي
__أسماء عبد الهادي
تاني يوم
لقيت عمي رؤوف بيتكلم مع زين
_ايه اللي خلاك تأكد الحجز … احنا لسه مأخدناش رأي روح
_هتوافق ياعمي متقلقش
انا كنت عرفت من طنط فريدة ان زين أكد حجز عملية التجميل ليا فجيت وقولتله بعصبية
__ انت ازاي تتصرف كدا من نفسك… مين قالك اني هوافق أصلا ..أنا رفضت اول مرة
زين بصلي بتحدي
_هتوافقي المرة دي أنا متأكد
_وحضرتك بقا ايه اللي خلاك متأكد كدا
_انتي خلاص براءتك ظهرت.. والذنب اللي كنتي محملاه لنفسك وبتعاقبي نفسك بالحرق علشانه خلاص راح… يبقى خلاص مفيش عندك مبرر للرفض .
بلعت ريقي بتوتر هو ازاي عرف كدا انا مقلتش لحد
فابتسم وقال
_متحاوليش تنكري انك كنتي هتوافقي لو عرضنا عليكي تاني… أنا خلاص عرفتك أكتر من نفسي.
تجاهلت كلامه وبصيت لخالو رؤوف
_حاضر يا خالو أنا موافقة …المعاد امتا.
_الاسبوع الجاي هنسافر.
_مش بكلمك انت .
عمي رؤوف ضحك وقال
_لا الوضع ميتسكتش عليه .. لما أشوف على نشوف حل للحكاية دي .
زين فهم خالي بيتكلم عن ايه فقال مدعي المسكنة
_اه والله يا عمي .. لازم تشوفوا حل .
بعد اسبوع زين كان بيستعد انه يسافر معانا بس خالو على رفض
_لا يا زين خليك انت هنا وخد بالك من والدتك وبنات عمتك … انا هروح مع روح وعمتك أشجان .
_مش هقدر تبعد عني الفترة دي كلها يابابا … ازاي اتحمل تغيب عني ٣شهور .
_هتقدر… انت ناسي شغلك وبعدين أنا سايبك هنا بدالي… انت عارف عمك رؤوف تعبان ومحتاج رعاية هو كمان…بعدين هتيجي معانا بصفتك ايه ..اتلهي واقعد .
زين اتحمل الثلاث شهور اللي غبت فيهم عن الفيلا بالعافية وكان كل يوم يتصل فيديو بينا ويطمن علينا …بصراحة الكل مكانش بيقصر أبدا في السؤال والحمد لله الأيام عدت بسرعة وبدأت صحتي تتحسن وسمحوا ليا بالسفر والرجوع لمصر من تاني… عايزة أقولكم رغم انها كانت تجربة مؤلمة ومتعبة الا اني كنت مبسوطة اني جربت السفر برا مصر… جربت السفر بالطيارة ودي حاجات عمري ما كنت أحلم بيها .
استقبلنا زين وأونس وجاسر في المطار ..وزين كنت حاساه انه عينه هتطلع من اللهفة عليا .. حضني بعنيه لانه مش قادر يعمل ده فعليا… حقيقي اتأثرت بنظرة اللهفة والشوق في عنيه
_حمدا لله على السلامة يا روح.
أونس بكت اول ما شافتني كنت وحشاها اوي وهيه كمان كانت وحشاني اوي اوي.
عدت الأيام وزين بيحاول يقرب مني بكل الطرق الممكنة وانا كنت بسدها في وشه يمكن ييأس بس مكنتش بشوف الا كل إصرار وتصميم.
في يوم جاله حد من الظباط معاه في الشغل
_زين باشا في رحلة لمطروح والكل طالع… ها نظام حضرتك ايه… معانا ولا ايه… الكل متحمس لانضمامك معانا.
زين فكر شوية وبعدها ابتسم بمكر
_طبعا أكيد معاكم… اعمل حسابي أنا وجاسر واحجز كمان بتاع ٤ أماكن زيادة
_تمام يباشا… رحلة سعيدة علينا ان شاء الله .
زين طلب من جاسر انه يطلع أونس معاه الرحلة علشان روح توافق
_جاسر… في رحلة لمطروح وانا عايز أخد روح أفسحها بعد العملية تغير جو… انا عارف انها مش هتوافق الا لما أونس تيجي هيه كمان.
جاسر فكر شوية
_تمام والله فكرة أنا بقالي فترة مخرجناش انا وأونس
__أسماء عبد الهادي
زين جالي وطلب مني استعد للرحلة وقالي ان اونس طالعة مع جاسر علشان كدا وافقت من غير تردد فقال
_شوفي اخواتك لو حابين يجوا معانا مفيش مشكلة
فرحت اوي ان زين فكر فيهم وخصوصا يارا ..زين لسه بيحاول يسعدها.
طلعنا الرحلة والمكان كان خرافي البحر كان صافي أوي ومنظره مريح للأعصاب لأقصى حد ..والموج الهادي المناسب للسباحة بأمان .
كنت مبسوطة اوي اول مرة أشوف منظر زي دا على الطبيعة حقيقي أنا ممتنة لزين انه جابنا مكان أشبه بجزر المالديف في الروعة سبحان الخالق فعلا… بديع السماوات والأرض.
طبعا زين ساب فرقته في الشاطىء الأبيض التابع للقوات المسلحة وحجزلنا أحنا لوحدينا في شاطىء تاني علشان الخصوصية ..بس طبعا في الباصات كنا معاهم ..علشان البروجرام اللي معمول للرحلة .
وقفت اتفرج على غروب الشمس وأنا ماشية على الشط وسرحانة في المنظر الجميل للماية الفيروزية ومنظر الغروب الأقحواني البديع
لقيت زين جه وقف وبدأ يمشي معايا وهو بيقول
تعرفي أنا جبتك الشاطىء ده مخصوص ليه !
_علشان أمواجه هادية!
_في شواطىء كتير في مطروح أمواجها هادية ..زي الشاطىء الابيض اللي البقية فيه
_طب ايه
_علشان الشاطىء ده اسمه شاطىء الغرام
رفعت حاجبي وقلتله باستنكار
_والله
_بتكلم جد ..لأنه كان شاهد على قصة الحب التي كانت بين الملكة كليوباترا ومارك أنطونيو وقت الإمبراطورية الرومانية.
فهمت هو قصده ايه فقلت وانا عاملة مش مهتمة
_ايوة وانا ايه دخلي بده
بصي بضيق
_لا أنا بقولك بس… بثقفك يا جاهلة.
_شكرا يا متعلم .
قلتها وسبته ومشيت
حصلني بسرعة وقال
_على فكرة أنا بهرج معاكي متبقيش كل مرة قفش كدا …كنتي عايزني اقولك ايه بقولك شاطىء الغرام وحب كيلوباترا لانطونيو وانتي منفضالي وتاعبة قلبي ومش راضية تحني عليا …طب أعمل ايه أكتر من كدا علشان تحسي بيا ..
_متعملش حاجة انا قلتلك من الأول وانت مصر تلاحقني .
كان لسه هيرد عليا لكننا سمعنا صوت صراخ جاسر باسم اونس
فجرينا بسرعة عليهم لقينا جاسر شايلها وبيجري بيها على الشالية الخاص بينا واحنا وراه … نيمها على الشازلونج وبدأ يفوق فيها
فأنا قلت بصوت مخضوض
_جاثر ايه اللي حصلها
_مش عارف… مرة واحدة وقعت
بعد لحظات فاقت فأخدتها في حضني وبكيت
_أونث كنت هموت عليكي .
اتكلمت بتعب
_اطنمي يا حبيبتي أنا كويسة .
جاسر مكانش مطمن للونها الأصفر المخطوف ده فقال
_لا أنا لازم أطمن عليكي ..لونك مش مطمني.
وبالفعل سألوا على أقرب وحدة طبية وهناك سمعنا أحلى خبر ممكن كنت أسمع في حياتي
مش هتصدقوا أونس حامل أنا هطير من الفرحة ..وجاسر كمان كانت الفرحة مش سايعاه .
كلنا باركنا لأونس ودعينالها بالبركة وتقريبا ده كان تاني أحلى خبر اسمعه في حياتي بعد خبر براءتي من قتل تهاني.
انتهت الرحلة الجميلة اللي هتفضل في ذاكرتي مدى الحياة
ورجعنا تاني الفيلا الكل استمع بيها فعلا حتى يمنى ويارا .
ولما رجعنا فوجئنا ان جاسر عامل حفلة جميلة لأونس بمناسبة خبر حملها وفرح كل العيلة معاه
جاسر وزين رجعوا الشغل تاني بعد فترة الأجازة
فمدحت طلب انه يكلمه على انفراد في موضوع خاص
_خير يا مدحت !
_بصراحة أنا مش عارف ابدأ منين….بس هكلمك بكل صراحة وارجوا انك متزعلش…بس الأول جاوبني…انت لسه ناوي ترجع لبنت عمتي !!
_بنت عمتي مين مش فاهم
_ااا… أحم … أستاذة ..يارا .
زين رفع حاجبه
_وانت ايه مصلحتك ارجعلها مرجعلهاش ايه دخلك انت
_طب جاوبني الاول
_انطق يا مدحت متخلنيش اتغابى عليك
_بصراحة أنا أول ما شفتها وأعجبت بيها جدا… ولما سألت عنها وكدا عرفت انكم كنتوا متجوزين وانفصلتوا ..فأنا حابب أعرف اذا كنت ناوي ترجع لها ولا لأ … علشان اتقدم ليها ..ده ده طبعا بعد اذنك يا باشا
زين فرح أزي ليارا فمدحت انسان محترم وجد لكنه حب يختبره
_وانت مش فارق معاك انها مطلقة ..يعني مفيش واحد لسه متجوزش قبل كدا بيفكر في واحدة مطلقة! ولا ايه.
_في الواقع أنا مش بفكر بالرجعية اللي الناس بتبص بيها للمطلقة…ايه اللي يعيبها لما تكون اتجوزت مرة ومرتاحتش بانفصلت بهدوء… ليه النظرة الدونية ليها دي ولا كأنها أجرمت ومبقاش ليه حق تفرح او حتى حق في الحياة… يا زين باشا ..انا أختي بردو مطلقة ..بنت الكل يشهد بأدبها وأخلاقها بس حظها وقع مع واحد مبيرحمش بهدلها كل يوم ضرب وإهانة فطلبت الطلاق .. ولكن نظرة الناس ليها مرحمتهاش كأنها أجرمت لما اتطلقت …كأنها وصمة عار ملهاش حق تتجوز تاني او تخرج او تطلع او تعيش حياتها زي أي حد .. لدرجة انها اتمنت انها لو مكانتش اتطلقت واتحملت الضرب والإهانة أهون ليها من سم كلام الناس اللي خلى من الرحمة ومش عارفين تأثيره ايه في نفسها ..أختي تقريبا كانت هتكره نفسها بسبب كلامهم بس الحمد لله كلنا واقفين جنبها وبندعمها علشان تتخطى ده .. وأنا متأكد إن أستاذة يارا مفيهاش اللي يعيبها لما انفصلت عنها طالما مش مرتاحين مع بعض .
حرك زين رأسه ومد إيده لكتف مدحت وقال
_برافو عليك يا مدحت انا ويارا بنت عمتي ..اخدنا القرار مع بعض بمنتهى العقلانية والتحضر.
_معنى كلام حضرتك انك مش بتكن لسه في قلبك شىء ليها .
_إطلاقا يارا دلوقتي زي اختي.. ده أنا حتى هتجوز أختها بس ادعيلي ..لانها مطلعة روحي يا مدحت
مدحت ضحك وقال
_ربنا يجمعكم على خير يا باشا ويحنن قلبها عليك …. ها اتقدم بقلب جامد
_اتقدم وأنا في ضهرك وهأخد رأي يارا بنفسي
_أنا متشكر اوي لحضرتك .
___
مشي مدحت وزين خطى خطوتين فجاله ظابط تاني وقال
_زين باشا أنا كنت جاي لحضرتك في موضوع خاص
زين ابتسم وتقريبا فهم وقال
_اشجيني النهاردة يوم الخطاب
_ انا انا كنت طالب القرب منك في بنت عمة حضرتك.
زين فكر انه هو قصده على يمنى فقال بملل
_ تمام … سيبني أخد رأي يمنى الاول وأقولك على أخر الزمن هشتغل خاطبة
_شكرا لكرم حضرتك بس هيا تقريبا مسمهاش يمنى.
زين هنا برق وقاله اومال قصدك مين
_يارا!
_لا يافندم .. الانسة روح .
هنا زين مسكه من هدومه وكان هيخنقه وزعق فيه جامد
_وانت شفت روح فين ولا كلمتها فين انطق .
الظابط كان هيتخنق من همجية زين وتهجمه عليه لولا بعد الظباط ومنهم جاسر أنقذوه منه
ففضل يكح ويأخد نفسه فزين زعق فيه تاني
_انطق رد شفتها ولا قابلتها فين !
الظابط خاف ورجع لورا
_يا زين باشا شفتها مع عيلة حضرتك في الباص بس ولا عمري كلمتها.
زين ضربه على كتفه جامد وقال
_اياك تجيب اسمها على لسانك تاني فاهم
_يا زين باشا أنا مقولتش حاجة غلط.
جاسر عرف ان زين ممكن يتهور عليه ويقتله فأخده بعيد عنه
_تعالى بس دلوقتي هيقتلك وهو مش حاسس.
_ليه أنا قلت ايه يعني… ده كفاية اني عملته له خاطر وجيت استأذن منه الاول قبل ما أروح لكبير العيلة
_افهم يا بني.. روح تبقى خطيبة زين ..يعني انت جاي تطلب خطيبته منه
_ايه… ءءااانا أسف اوي مكنتش أعرف .. انا هروح اعتذرله حالا.
_لا سيبه دلوقتي متقربش ناحيته وأنا هفهمه انك مكنتش تعرف
_تسلم يا جاسر.
___
زين فضل طول الوقت متغاظ ومتضايق وعايز يطلع غضبه في أي حاجة فخرج على مركز التدريب وخرج غضبه في الحديد اللي بيشيله ..بس ده بردو مكفاش …علشان كدا رجع الفيلا وأول ما شافني طاح فيا زي كل مرة
_تعالي هنا يا هانم .
أنا خفت منه…. شكله ميبشرش بخير أبدا حاولت أهرب من قدامه لكن هو منعني فوقفت بدعي الشجاعة انا مش عارفة انا عملت ايه بس هيئته وصوت خوفوني
_ايه في ايه!!
فضل يتقدم ناحيتي وأنا أرجع لورا لحد ما لزقت في الحيطة فمد ايده وسندها على الحيطة وبصلي بغضب
_بقى انتي مش عارفة انتي عملتي ايه .
حاولت أبعد عنه
_لا أنا معملتش ليك حاجة انت ليه بتكلمني كدا .
فسند بإيده التانية كمان فبقيت محاصرة مش عارفة أهرب منه وقال
_والله عال… بقى انتي بقى بيجيلك الخطاب يخطوكي مني كمان .
عرفت وقتها هو ليه بالشكل ده فنسيت خوفي وانفجرت في الضحك وقلت علشان استفزه
_وايه يعني انت لو مش عايزهم يخطبوني منك خلاص أقولهم يكلموا خالو.
_روووح بلاش تستفزيني .
_ايه … انت ايه مشكلتك…ولا انت مش بتعتبرني زي اي بنت ومش من حقي اتخطب.
هنا زين ضرب بيإيده جامد على الحيطة لدرجة اني صرخت بصوت مكتوب وخبيت وشي بين ايدي من الرعب
_لا مش من حقك … مش من حقك أبدا… علشان انتي بتاعتي وبس .. بتاعتي أنا فاهمة .
قالها وسابني ومشي.
وفضل متجاهلني بعدها تماما ولا كأني موجودة معاهم في الفيلا .
مدحت اتقدم ليارا بشكل رسمي ولما قعدوا مع بعض يارا ارتاحتله جدا واستغربت ازاي ارتاحت لشخص تشوفه لأول مرة وتحس انها تعرفه بقالها سنين وتم خطوبتهم والكل كان فرحان ليهم جدا وخاصة ماما أشجان…اللي قلبها اطمن من ناحيتها لانها كانت قلقانة عليها وخايفة انها تفضل كدا من غير جواز.. بسبب المجتمع العقيم اللي أصبحنا بنعيش فيه وبنعاني ويلاته .
زين لسه مستمر في تجاهل وجودي تماما لدرجة اني ظنيت انه خلاص صرف نظر عن رغبته في الجواز مني
لما أونس خلاص قربت تولد وعرفنا نوع الجنين وكنا قاعدين كلنا بنختار اسم للبيبي.
فجاسر واونس قالوا الاتنين في نفس اللحظة
_هنسميها روح
أنا صرخت وقلت
_لا… روح لا…
كنت خايفة تشوف اللي أنا شفته محبتش أبدا يكون أسمها كدا وتكرر اللي حصل لي
وقلت
_سموها فرح لعل ربنا يجعل ليها من أسمها نصيب.وتعيش حياة كلها فرح وهنا
جه زين وقعد قريب مني وهمسلي وقال
_لو جبت بنت هسميها روح
بصلته بفزع
_لا اوعى تسميها كدا
_انتي مالك دي بنتي أنا
_ انت حر
_طب يلا
_يلا ايه
_ع المأذون نتجوز
_انت بتستعبط
_بقولك ايه انتي اللي بطلي استعباط بقا …أنا انتظرت بما فيه الكفاية
بصيتله بضيق فضحك وقال
_ طب ابتزك ازاي علشان توافقي .
اسمعي لو موافقتين مش هوافق ع الواد اللي بيلف حوالين يمنى بقاله شهرين علشان يتقدم لها وهيه منفضاله رغم انها معجبة بيه …بس عايزة تتأكد من مشاعرها الأول ومن أخلاقه
_يانهار ابيض انت سمعتها وهي بتحكيلي
_لاا طبعا أنا مش نايم ع وداني هنا… أنا يمنى أختى وكان لازم أعرف عنها كل حاجة ….ها قلتي ايه
_موافقة على شرط
_إيه
_لو مرتحتاش ننفصل بهدوء
_موافق
_شرط تاني
_اخلصي
_لو حصل وخلفنا.. البنت منسميهاش روح
_في دي عندك حق أنا هسميها براءة ..
براءة روح
وتمت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براءة روح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!