روايات

 رواية ايلين وسليم الفصل الرابع عشر 14 بقلم هدير محمد

 رواية ايلين وسليم الفصل الرابع عشر 14 بقلم هدير محمد

 رواية ايلين وسليم الفصل الرابع عشر 14 بقلم هدير محمد

 رواية ايلين وسليم الفصل الرابع عشر 14 بقلم هدير محمد

• ده إلهان… من امريكا… جاي يتقدملك…
° امريكي ؟!
• اها…
° و ليه ميبقاش تركي زي ما أنا كنت بتمنى !
ضحكوا كلهم في صوت واحد ما عدا سليم طبعا…
– على فكرة أنا سافرت تركيا مرتين و كنت بادئ كورس لغة تركية من شهرين كده ده حتى كان فيه حصة من يومين بس ضِرسي وقع و مقدرتش اروح…
سليم حط ايده على خده و ابتسم بسخرية و قال
” ألف سلامة… احكيلنا بقا ضِرسك بقا وقع ليه ؟
– واحد اتخانق معايا…( كمل بنفس ابتسامة سليم ) بس عرفته أنا ابقا مين كويس…
سليم اتعصب و مسك الشوكة و وجها ناحيته و قال
” بقولك ايه اخرس و….
• ايه يا سليم مالك النهاردة… حتى مش عاملي أي اعتبار إني موجود هنا…

 

” يا بابا ده واحد مستفز… ازاي ده هيبقا زوج اختي ؟!
– ليه هو احنا جربانين ولا ايه ؟
” جربانين ؟! ايه ده كمان يا محمد ؟!!!
* هو اتفرج معايا على لقاء روجينا امبارح… مش ذنبي والله….
” يلهواااي… انتوا هتجنوني ! بقولك ايه مفيش جواز… يلا كل واحد على اوضته…
• سليم اقعد…
” يا بابا بس…
• بقولك اقعد !!
” اهو اتز*فت قعدت…
• اقعدي انتي كمان يا رهف…
° حاضر يا بابا…
قعدت رهف جمب أيلين… أبو سليم ابتسم و قال
• معلش يا ابني هو سليم كده… متاخدش في بالك… يلا نتعشى سوا و بعد الأكل نبدأ نتكلم بجد…
بدأوا ياكلوا… إلهان عيونه دايما على رهف و متابع كل حركتها… هي لاحظت و اتكسفت… أما سليم باصص على إلهان و عيونه بتطلع نار و بياكل بالعافية… أيلين همست و قالت
‘ سليم اهدى متعملش كده…

 

” انتي حسابك فوق…
‘ الآه ؟! أنا عملت ايه ؟
” عشان ساكتة و معترضتيش…
‘ يعني اروح اضر*به ؟
” ما انتي لو زوجة صالحة كنتي وقفتي معايا و ضر*بتيه…
‘ يااربي ! هو يجي يتقدم و انا اتعاقب ليه ؟!
” اسكتي بقا… ايه يا إلهان… حلو الأكل ؟
– ممم… طعمه خطير… بقولك يا عمو… هو ايه الحاجة الشفافة دي ؟
• دي شوربة…
– شوووربة اه… يعني انتوا بتسلقوا الفراخ عشان تتخلصوا من الجراثيم… بعد كده بتشربوا المية بتاعتها على أساس انها شوربة ؟
” أصل احنا ناس معفنة…
– و أنا بحب العفانة…
قالها إلهان ل سليم و هو رافع حاجبه بإستفزاز…
• المهم إن طعمها حلو…
– على رأيك يا عمو ( فضل يبص على الصالة و كمل ) بيتكم كبير و حلو كمان عندكم جنينة… ڤيو البيت واوو أوي… بعد الاكل خدوني في جولة فرجوني على البيت كله…

 

” ليه ناوي تستثمر فيه ولا ايه ؟
– لا… بس ناوي اعمل خطوبتي هنا… قرار كويس… مش صح يا نسيبي ولا ايه ؟
سليم بصله بغضب و معرفش يتكلم… ضر*به برجله من تحت السفرة… إلهان اتأ*لم و قال بصوت واطي
– يا ك*لب… يخربيت غبائك !!
* مالك يا إلهان ؟
– مش شايف مالي يا محمد… ضر*بني برجله…
* ازاي… ما هو قاعد مكانه اهو….
– من تحت السفرة…
* ااااه… و أنا بقول ليه كل مرة بيطلع و بينزل… اتاريه بينزل عشان يضر*بك و يطلع تاني…
– بس المرة دي بتو*جع أوي…
* معلش استحمله…
– حقي عندك يا رب…
قالت رهف
° أنا عندي استفسار…
قال إلهان و هو مبتسملها بحُب
– قولي اللي انتي عيزاه…
• اتكلمي يا بنتي…
° هو ازاي امريكي و بيتكلم مصري احسن مني…
– تحبي تشوفي البطاقة ؟
° ماشي…
طلع إلهان بطاقته و ادهالها…
° طلع امريكي فعلا…
– مكتوب عندك محل الإقامة في كندا… صدقتي ؟

 

° ملاحظتش كندا دي…
– يبقا صدقتي عاى أساس ايه ؟
° صورة البطاقة حلوة كده… طالما صورة البطاقة طالعة مظبوطة يبقا أكيد من بره مصر… أنت متعرفش احنا بنبقا عاملين ازاي في صورة البطاقة… بنبقا شبه المساجين…
– لما نتجوز ابقا اعملك بطاقة هناك…
° بجد ؟!
– آه طبعا…
” طب ما نسيبكم احنا تتكلموا براحتكم و مش نتعشى بسببكم…
ضحكت رهف من كلام اخوها و سكتت… أما سليم لسه على نفس الريأكشن… مضايق و مش طايق وجوده…
” بالهناء و الشفاء ليكم…
قام سليم من على الكرسي…
– متكمل اكلك… يا نسيبي…
” معلش… أصل في حاجة سدت نفسي… عن اذنكم…
طلع سليم لاوضته و جات أيلين وراه و قفلت الباب…
” أنا هتجنن… الواد البج*ح… ازاي ليه عين يجي هنا و كمان يتقدم لاختي بعد كل اللي عمله !!
‘ اهدى يا سليم…
” اهدى ازاي قوليلي… ازاي ده هيكون زوج اختي… ده واحد مت*خلف و صا*يع…
‘ ممكن يطلع كويس ؟
” ايلين !! انتي معايا ولا معاه ؟
‘ بشهد الحق يا سليم… يعني إلهان معملش حاجة عشان اكر*هه كده… و سوء التفاهم اللي حصل ما بينكم ده عشان أنت ضر*بته… بس هو معملش حاجة لينا… و غير كده هو يعرف اختك من فترة زي ما قال بنفسه تحت… بس امبارح كان أول مرة يعرف انها تبقا اختك…

 

” و اهو عرف ان هي تبقا اختي… ليه مش يمشي من هنا زي الناس المحترمة و يتلم !!
‘ هو دخل البيت من بابه وجه اتكلم مع والدك… و دي مش حاجة غلط…
” انتوا ناويين تشلوني و ترفعولي الضغط ولا ايه ؟! انتي معاه… ابويا معاه… حتى محمد معاه… طب محمد موافق عشان يبقا صاحبه و بابا موافق لانه ميعرفش حاجة عن اللي عمله… انتي يا أيلين عارفة كل حاجة… مالك جاية في صفه كده ليه ؟!!!
‘ أنا بقول اللي أنا شيفاه…
” اممم… على العموم الجوازة دي مش هتم… حتى لو كلكم موافقين… أنا مش موافق… و الصا*يع الامريكاني ده هيمشي من البيت ده !!
خرج سليم و رزع الباب وراه بقوة… نزل تحت… لقيهم بيحكوا كلكم و بيهزروا… جه وقف جمب إلهان و حط ايده على كتفه و قال بإبتسامة اصطناعية
” خلصت اكل ولا لسه ؟
– خلصت…
” طب قوم… عايزك في كلمتين…
– ماشي… عن اذنكم…
خرج سليم على الجنينة و جه وراه إلهان…
– الصراحة اكلكم حلو أوي…
” أنا هكون في قمة الهدوء معاك… و هطلب منك بأدب و بكل رُقي… تمشي من هنا… اهو اكلت و ضيفناك احسن ضيافة… يلا بالسلامة انت بقااا
– مينفعش امشي…

 

” ليه ؟ رجليك اتقط*عت ؟!
– تصقد وجعا*ني أوي من ضر*بتك بتاعت تحت السفرة…
” ما أنت لو مشيتش من هنا بالذوق… هقط*عهالك بجد… يلا امشي…
– و اقولهم ايه جوه ؟
” قولهم بابا اتصل عليا و قالي يا و*سخ سايب بلدك ليه و شغلك و قاعد في مصر…
– مش سبب مقنع…
” خلاص قولهم أنا غلطت في العنوان… أنا كنت اقصد اتقدم لبنت جيرانكم…
– اممم… لا مش مقنع برضو…
” أنت هتنقي يا روح أمك !
– أنا فعلا روح أمي… بس حاسس بتقولها بصيغة شت*يمة…
” يا حبيبي افهم… لا شغلك ولا عيلتك ولا طباعك تناسب اختي… اختي عايزة واحد محترم مش واحد زيك…
– ما أنا محترم اهو… هو أنت شايفني خارج من غير هدومي ؟
” أنا هشيل المرارة بسببك والله… هحاول ابسطهالك… رهف اختي عبيطة عايشة في عالم خيالي… بتحب المسلسلات و بتحب السهر و الأكل…

 

– طب ما أنا عايز كده… أنا عايز ادلعها مش اشيلها الهَم…
” أنت مش هتقدر تشيل مسؤولية بيت… يعني علميًا و عمليًا مينفعش تتجوزوا… كده هتحطوا البشرية في خطر لو اتجوزتوا…
– أنا مش بشيل مسؤولية ؟ طب ايه رأيك أنا اشتركت في مسابقة برمجة في سويسرا من سنة و اكسبتها و فوزت بمركز أول…
” ايه ده… بجد ؟
– آه بجد…
” طب اشتركت ازاي… و اتعلمت البرمجة فين ؟
– هديك رقم المستر اللي علمني…
” ياريت عشان نفسي اتعلمها و مصر مش مساعداني…
– المستر اللي علمني توب فيها و….
” أنت هتصاحبني ؟!! اخدتني في الكلام منك لله… بقولك ايه امشي دلوقتي… بدل ما ارجعك كندا في اكياس سودة…
– مش ماشي يا سليم…
” ليه يا بارد ؟!
– عشان معملتش حاجة غلط… ده أنا احترمت تقاليدكم و عرفت حاجات كتير عن نظام الجواز هنا و جيت زي البني آدمين و طلبت ايدها للجواز… فين الغلط في كده ؟
” الغلط هو أنت شخصيًا… بُص مهما تعمل… مش هسمحلك تتجوزها حتى لو الكرة الأرضية كلها وافقت… يلا امشي ضيعت وقتي…
قرب من إلهان و قال بحِده
– مش ماشي بقولك… و اللي عندك اشربه…
” قصدك اللي عندك اعمله…

 

– آه بالظبط… Whatever على العموم… قولتلك اهو… مش ماشي… مش همشي غير في حالة وحدة بس… لو هي رفضتني… غير كده مش ههتم بكلامك ده… لأني جاي اتجوزها هي مش اتجوزك أنت…
” و أنا بقولك مش هتتجوزها…
– مش مهم رأيك… عن اذنك… يا نسيبي…
ابتسم إلهان ابتسامة مستفزة و مشي… سليم حط ايده على وشه بيأس و قال
” هم الأمريكين معندهمش دم للدرجة دي… بعدين كلمة نسيبي دي بتعصب أوي… هو محمد كان ازاي مستحملني لما كنت بقولهاله دايما ؟!
سليم هَدَى نفسه و دخل… لقيهم قعدوا على الانتريه و بياكلوا جاتوه و بيرغوا… قعد جمب أيلين و قالها
” رهف فين ؟
‘ جاية بالعصير…
” اممم…
جات رهف بصنية العصير… قدمتلهم العصير… إلهان أخد منها الكوباية و عيونه عليها معجب بيها و بكسوفها…
” تعالي يا رهف اقعدي جمبي…
جات رهف قعدت جمب اخوها… إلهان بصله بعصبية و عشان يستفزه شِرب العصير و قال
– تسلم ايدك يا عروسة… عبقال ما نشرب عصير كتب الكتاب…
سليم اتعصب و لسه هيتكلم… أيلين مسكت ايده و قال
‘ يا سليم خلاص… باباك هيتعصب…
” سكِت اهو…

 

• قولي يا ابني… عندك شقة ؟
– عندي بيت في كندا في منطقة الريف تحديدا… على ڤيو تحفة بيبقا لطيف في الصيف… و فيه ڤيلا بتاعت بابا…
• طب افرض رهف موافقتش تسافر معاك و فضَلت تقعد هنا… هيبقا ايه ظروفك ؟
– عادي يا عمو… اللي يريحها هي… كده كده عندي ڤيلا في مصر… و قريبة من هنا…
• و أنت عندك استعداد تسيب بلدك و تيجي تستقر هنا ؟
– اه عادي…
• طب و شغلك ؟
– اشتغل من هنا عادي… بعدين حوار الشغل مفيش قلق منه أبداً… مش هقولك إني معتمد على شركة بابا… فيه حاجة بحضرها هنا في مصر… شغال عليها حاليا… لو نجحت… مستقبلي من هنا لغاية ما مو*ت هيبقا مضمون…
• ايه هي ؟
– والله يا عمو… مقدرش اقولك دلوقتي لأن محدش يعرفها غيري… و مش حابب حد يعرف دلوقتي… هخليك تعرف لما تنجح…
• طب لو فشلت ؟
– احتمال نجاحها 95 % بالظبط… معقتدش انها هتفشل في مقابل التعب اللي بتعبه فيها… متقلقش يا عمو… اسبوعين بالظبط و هقولك كل حاجة بالتفصيل…
• ماشي… لو استقريت في مصر… اهلك هيعترضوا ؟
– لا أبداً… عندنا في كندا طالما الواحد تم سن ال 20 يبقا مسؤول عن نفسه… و انا من أول ما عديت سن ال 20 بتنقل من بلد ل بلد… يعني بحب السفر و بحب اعرف ثقافات جديدة…
• لو اتجوزت بنتي هتقعد في مصر… انا مبحبش أولادي يبعدوا عني… ف سفرك الكتير ده مش هيمشي مع بنتي…
– حاضر يا عمو… اللي تشوفه حضرتك… ابقا اسافر في الاجازات في الحالة دي تسافر هي معايا… يعني اهلي بيوحشوني برضو…
• اجازات بس ماشي مفيش مشكلة…

 

” الجوازة دي مينفعش تتم…
• ليه بقا يا حبيب ابوك ؟
” عش… عشان هو من كندا ف اكيد هو مسيحي… مينفعش مسيحي بيتجوز مسلمة…
• انت مسيحي فعلا يا ابني ؟
– مين قال كده… أنا مسلم…
” و ايه اللي يثبت كده ؟
– بصوم رمضان و بصلي…
” بس رمضان عدى…
– خلاص لما يجي رمضان الجاي ابقا اصورلك نفسي وانا بحضر السحور و بعلق الزينة…
” لا يا بابا ده مسيحي… ده حتى لابس كُم كامل مع ان الجو حَر النهاردة عشان يداري الصليب…
– هو خطيئة ألبس كُم كامل ؟ طب بالعقل كده هسيب بنات كندا اللي كلهم مسيحيين اصلا… و اجي اخطب وحدة مسلمة ؟! بعدين أنا لابس كُم عشان متعود ان الجو في كندا برد أوي و جسمي اتعود على كده و شايف ان النهاردة هوا مش حر…
” متلعبش على دماغنا بكلمتين… ارفع كده الكِمام دي… ورينا الصليب…
– ماشي معنديش مشكلة…( رفع أكمامه الاتنين ) اتأكدت كده ؟
” طب بنصلي كام فرض في اليوم ؟
– five… خمسة يعني
” صلاة التهجد امتى ؟

 

– في العشرة الأواخر… بنصليها قبل الفجر أو بعد التراويح بكام ساعة…
” القرآن فيه كام سورة ؟
– 114 سورة…
” و كام حِزب ؟
– 60 حِزب…
” كام سورة مكيّة في القرآن ؟
– 85 سورة…
” كام سجدة في القرآن ؟
– 13 سجدة…
• خلصت يا سليم الإمتحان اللي عملتهوله ؟
اتكسف سليم و قال
” كنت بتأكد اذا كان مسلم بجد ولا لا…
• و اهو اتأكدت… اسكت بقا… قولي يا بني… يعني ماشاء الله عندك معلومات حلوة… انت اتولدت مسلم ولا لا ؟
– لا… اتولدت مسيحي زي باقي عيلتي…
• اسلمت ازاي ؟
– زي ما قولتك يا عمو لما بقيت بسافر كتير و اعرف ثقافات دول تانية… ف عرفت دين الاسلام… بحثت عنه و عرفت حاجات كتير… في شيخ عرفته في تركيا… يعني بقا صديقي و مقرب مني و اسلمت على ايده من 9 سنين…
• حلو ربنا يحفظك… طب عيلتك اعترضت او اضايقوا ؟

 

– لا… الشاب طالما تم ال 20… يبقا مسؤول عن نفسه و قراراته تخرج من نفسه دون تدخل حد… ف مفيش حد في عيلتي اعترضوا… و قولتهم هتجوز وحدة من نفس ديني و هم قالوا ماشي براحتك… بس كده… والله أنا عيلتي لطيفة جدا و اتمنى يأسلموا بس كل واحد مسؤول عن نفسه ومقدرش اجبرهم على كده لانهم مأجبرونيش ارجع عن أي قرار اخدته…
• ربنا يهدينا جميعًا…
– يارب… و يارب يهدي الخازوق اللي معترض على الجوازة دي…
سليم بصله بغضب مكتوم… إلهان ضحك و كمل كلامه مع والد رهف
• عندك كام سنة يا إلهان ؟
– في شهر 9 الجاي هتم 29 سنة…
• رهف بنتي عندها 22 سنة… مش شايف الفرق كبير ما بينكم ؟
– أنا شايفه عادي… لو حضرتك شايفه كبير خلاص اروح ازور تاريخ ميلادي و اصغر نفسي شوية… و بالمرة ارجع لايام ثانوي عشان احسن درجة الفيزياء اللي اخدت كذا شت*يمة بسببها…
ضحكوا كلهم في صوت واحد
• دمك خفيف والله… طب نقوم نسيبكم شوية تتكلموا مع بعض و تقرروا…
خرجوا كلهم ما عدا سليم…
– منور يا نسيبي…
” بنورك يا غالي…
جه محمد و سحب سليم بالعافية و خرجوا…
– اخوكي ده ماشاء الله عليه… دماغه ناشفة…
° عادي… هو بيغير عليا ف بيتصرف كده… لكن هو طيب أوي…
– آه طيب أوي… ايه اخبارك في الجامعة ؟
° الحمد لله…
– اجتهدي و اطلعي من اوائل القسم و ليكي عندي مفاجأة كبيرة…
° اللي هي ايه ؟

 

– دي مفاجأة… خليها لوقتها…
° أنا عندي سؤال بس… أنت بتقول إنك سافرت كذا دولة… ده معناه انك شوفت بنات كتير اشكال و ألوان… اشمعنا جاي تخطب من مصر ؟
– و دي حاجة غريبة ؟
° اه طبعا… احنا المصريين بنطفش بره اساسا… ف كونك واحد اصلك امريكي و ناوي تستقر هنا… دي الغرابة في حَد ذاتها…
ضحك إلهان و قال
– أنا عندي اجابة مقنعة أوي ل سؤالك ده… بس هأجلها… خليها لوقتها… لما تكوني في المكان المناسب ابقا اقولك…
° لما اكون فين يعني ؟
– في بيتي…
رهف اتكسفت و وشها احمر و بصت للأرض بكسوف… إلهان ضحك على شكلها… هو بيتعمد يكسفها عشان بيحب شوفها و هي مكسوفة و شبه القطط… فضلوا ساكتين شوية
– احم… حابب اشكرك على العصير… طعمه حلو أوي
° مش أنا عملاه… ده الشغالة…
– بس انتي اللي قدمتيه… عشان كده بقا حلو…
° على فكرة… أنا معلوماتي تحت الصفر في الطبخ… أخري اسخن الأكل بس…
– مفيش مشكلة… ابقا اعلمك أنا… معاكي الشيف إلهان…
° بطل تطبيل لنفسك…
– أنا مش فاهم المعنى… بصي عمتًا كلميني عادي من غير مصطلاحتكم المصرية دي… لاني بقع في دوامة لما احاول اتعمق في كلامكم…
° قصدي يعني بطل تعظّم في نفسك…
– هو أنا قولت حاجة غلط ؟ ما ده حقيقي… تعرفي أنا مليش اخوات بنات ولا ولاد و كنت بساعد ماما في التنضيف و المطبخ… و كنت دايما مُلزم بغسيل المواعين… ده مش تعظيم في نفسي… أنا بفهمك إن معنديش أي مشكلة إني اساعدك في شغل البيت…

 

° احلف ؟!
– آه والله…
° يلهوي على الراحة… كنت خايفة اتجوز واحد يقت*لني لما يعرف إني مش بعرف افلفل الرز…
– متقلقيش… انا رعرف افلفله…
ضحكت رهف و إلهان متابع ضحكتها و سرحان فيها…
° تعالى نتكلم بجد شوية…
– اتكلمي…
° يعني لو اتجوزنا… مش شايف إن ممكن تحصل مشاكل بسبب فرق الثقافات ما بينا ؟ تمام أنت اتعرفت على ثقافات كتيرة… بس برضو ثقافتك الأصلية هتفضل متأثر بيها في شوية حاجات… صح ؟
– صح…
° بالتالي ده هيؤدي ل مشاكل…
– لا…
° ازاي ؟
– فُكك من ثقافات العالم كله… مش أنا انسان ربنا منحني عقل افكر بيه ؟
° صح…

 

– يبقا هقدر اميز اللي ينفع و عكسه… مثلا مثلا… مينفعش تحطي صورك على مواقع التواصل الاجتماعي… مع إن ده عادي جدا في ثقافتي الأصلية… بس أنا شايفه مش عادي و غلط كمان… اللي هو مينفعش نمشي وراء الثقافة في كل حاجة… الثقافة يعني تقاليد و طريقة احتفال… طريقةجواز… طريقة اللبس… اما الباقي لا…
° بس أنا حاطة صورتي على الفيس…
– ما انتي هتشيليها…
° ليه بقا ؟ لسه مفيش أي حاجة رسمي ما بينا…
– لما يبقى فيه هتشيليها… و يكون في علمك معنديش حوار محجبة طول السنة و تيجي في المصيف تقلعي الحجاب أو تبيني رقبتك… معنديش الكلام ده… أنا عايز مراتي تكون مِلكي و بس و محدش يشوفها غير صدفة في الشارع…
° غيور يعني ؟!
– غيور أوي…
قالها كده بنظره من عيونه بيقصدها هي… رهف فهمت و بصت للسقف و سكتت…
– ايه قرارك ؟
° أنا شايفة إن تفكيرك متزن و كلامك صح… لسه مقررتش يعني…

 

– مفيش مشكلة… فكري براحتك… بس قدامك اسبوعين بس…
° ليه اسبوعين ؟
– عشان هسافر على أول الشهر الجاي… بقالي فترة هنا و لازم امشي عشان بابا محتاجني و كده… أنا شايف إن اسبوعين ده وقت كويس تفكري فيه و ياريت متحطيش نفسك تحت أي ضغط… مش مرتاحة خلاص عادي…
° انت ازاي مقنع كده ؟ ده أنا لو رفضتك ابقا غبية…
– بتقولي حاجة ؟
° لا لا… مفيش حاجة…
– هكلم والدك معاكي لغاية أول الشهر تفكري فيه نكمل ولا لا… لو وافقتي هنعمل الخطوبة قبل ما اسافر… و نستمر في الخطوبة الوقت اللي انتي تحديده بنفسك…
° اهلك ممكن يعترضوا ؟
– لا… أنا اصلا قولتلهم إني هتقدملك النهاردة…
° ماشي نشوف بابا…
– يعني موافقة ؟
نادت ابوها و الباقي و رجعوا قعدوا…
• هاا قررتوا ايه ؟
– يستحسن تسمع من بنت حضرتك…
• هاا يا بنتي… موافقة ولا لا ؟
كله مستني رهف تتكلم ما عدا سليم مستني يسمع منها الرفض… فضلت ساكتة شوية و سليم قال لنفسه طالما سكتت كده يبقا هترفض… ابتسم ابتسامة انتصار ل إلهان…
° أنا موافقة…
كله فرح و سليم اتصدم… أيلين حضنتها… رهف حضنت ابوها و اخوها… إلهان اخد كوباية المية شربها و بَص بإبتسامة ل سليم اللي كان واقف بيشيط من جواه…
قعدوا شوية مع بعض كمان و بعد كده إلهان و محمد مشيوا… أيلين طلعت مع رهف كملوا السهرة مع بعض…
” أنا مش فاهم… أنت واقفت عليه ليه ؟
• ده أنا مش فاهم… انت رافضه ليه ؟

 

” عشان ده مجرد واحد صا*يع…
• مين قال كده… ده الشاب في قمة الإحترام…
” محترم ؟! ده محترم ؟!
• أنا عارف إنك خايف على اختك… بس متقلقش أنا هسأل عنه و هجيب اصله من فصله… و اهو طلع جدع و مديها فترة كويسة تفكر فيها…
” كلكم موافقين ؟ طيب ماااشي… طالما راضيين عنه كده… بس أنا هقفله على الغلطة و هحاسبه على كل حاجة… و لو زعل اختي… تبقا ليلته ط*ين… و مش هسكتله…
طلع سليم على اوضته… كان متعصب أوي… فضل يلعب رياضة يطلع عصبيته فيها… و لما هِدي دخل الحمام أخد دُش و خرج… أيلين رجعت عند سليم… فتحت باب الأوضة بالراحة و دخلت على طراطيف صوابعها… مفكرة إن سليم نام… بتتسحب بهدوء… لفت لقيته في وشها… كان شعره مبلول و لافف الفوطه على وسطه… اتكسفت أيلين و بصت لوراء
‘ ايه ده يا سليم… ما تروح تلبس…
” لسه خارج من الحمام…
‘ امم… طب يلا روح ألبس هدومك…
كانت بتبص للسقف و مستنياه يمشي… شافها مكسوفة منه ابتسم بخبث و شدها خبطت فيه… مسكها من وسطها و قال
” مفكرتيش برضو في حوار الحفيد ؟
قالت أيلين و هي بتحاول تفلت منه
‘ لا مفكرتش و ابعد عني… أنت بتوترني بحركاتك دي…
زادت ابتسامته الخبيثة… فَك طرحتها و قال
” متخبيش شعرك مني…
‘ أنا كنت بره… طبيعي ألبس طرحة… ايه الغريب في كده ؟
” أول ما تدخلي هنا تفكي الطرحة… خلي شعرك يتنفس شوية…
‘ بقولك صح… هو احنا مروحين ولا هنبات هنا ؟

 

” هنبات هنا… بس لسوء حظك مفيش كنبة في الأوضة دي… هتضطري تنامي في حضني النهاردة…
‘ ده أنت مزاجك رايق بقا… كنت مفكرة لما ادخل هلاقيك قالب الأوضة هنا… معقولة مضايقتش إن اختك وافقت عليه ؟
” اضايقت و كنت لسه مضايق و متعصب… بس لما شوفتك عصبيتي كلها اتبخرت في الهواء…
‘ أنا هقول اللي شيفاه… لو ربنا كاتبلهم نصيب مع بعض هيكملوا حتى لو ظهرت مليون مشكلة في طريقهم… ولو ربنا مش كاتبلهم نصيب مع بعض… كل واحد هيروح في حاله…
” انتي صح…
قرب من قربتها و بيشمها بتوهان… نفسه بيصطدم في رقبتها… فجأة با*سها في رقبتها… أيلين اتصدمت و ضر*بته على كتفه و قالت بعصبية
‘ يا سليم لِم نفسك و ابعد عني !!
بيقفل عليها أكتر و رفع رأسها بإيده عشان عيونهم تقابل بعض…
” عيزاني ابعد ؟
‘ اه ابعد و بطل قِ*لة أدب…
” هو انتي لسه شوفتي قِ*لة أدب ؟! ده أنا محترم جدا على كده…
‘ يا سليم !!
” هبعد بس بشرط…
‘ هاا… اطربني…
” عايز بو*سة ثغننة…
‘ ههههه… ده في احلامك…
” بس أنا احلامي بتتحقق…
‘ يا سليم بطل غتاتة و سيبني…
” يبقا توافقي على شرطي…
‘ لا مش موافقة…
” خلاص خلينا قاعدين كده… كده كده أنا فاضي و مش ورايا حاجة…
‘ اوووف… مااشي يا بارد…

 

ضحك سليم و قال وهو بيقرب وشها من وشه
” يلاااا أنا مستني اهو…
نفخت أيلين بضيق و قربت منه… با*سته في خَده برقة… سليم سِرح لما شفايفها لمست خَده و بقا في عالم تاني خاالص…
‘ يلا ابعد…
” دي أحلى بو*سة شوفتها في حياتي… اتمنى تتكرر تاني…
‘ الآه… ابعد يا سليم…
ضحك على ريأكشن وشها المضايق منه… بَعَد عنها… اخدت لبس من عند سليم و دخلت تغير في الحمام… سليم نشف شعره و لبس عشان ينام… سند ضهره على اسرير و باصص على باب الحمام… مستنيها تخرج… خرجت أيلين كانت لابسة استريتش اسود عليه سويت شيرت رمادي بتاع سليم… كان واسع عليها و طويل لان سليم اطول منها و اعرض… أيلين وقفت قدام المراية و مسكت المشط و بدأت تسرح شعرها… سليم ضحك لما شافها لابساه…
‘ عارفة إنه طويل عليا…
” طويل بس ؟ ده واسع أوي عليكي… أول مرة الاحظ إني ضخم كده…
‘ اهو حاجة انام بيها و خلاص…
” بس مع ذلك قمر…
‘ طبال درجة أولى…

 

ضحك سليم و قام وقف وراها… اخد المشط من ايدها و بيسرح شعرها… أيلين واقفة بتعلب في عِلب البرفيوم الكريمات بتاعته اللي على التسريحة و بتجربهم على ايدها… سليم بصلها من الانعكاس و هي لاحظت… سابت العِلب و قالت بخجل
‘ آسفة… مقصدش ألعب في حاجتك…
” خُدي راحتك… دي اوضة جوزك يعني اوضتك… اعملي اللي انتي عيزاه…
ابتسمت أيلين و رجعت تفتحهم و تشم ريحتهم… سليم خلص و ربط شعرها ديل حصان…
” خلصت…
إلتفتله أيلين و هي ماسكة علبة برفيوم و رشت عليه منها و قربت شمّت هدومه و قالت
‘ دي ريحتها خطيرة أوي…
” مش اخطر منك…
ابتسمت أيلين و حطت العلبة مكانها و اتاوبت و قالت
‘ أنا نعسانة أوي…
” تعالي ننام…
قربوا من السرير… سليم حط مخدة في النص فرش اللحاف على السرير… و كل واحد نام في النص بتاعه… سليم بيبص على أيلين اللي مدياله ضهرها و راحت في النوم بسرعة… كان عايز يشيل المخدة بس خاف لتتضايق و اكتفى أنه يراقب حركاتها الطفولية و هي نايمة….
جه أول الشهر و رهف ادت إلهان الرد النهائي و وافقت يتخطبوا… و تمت الخطوبة… انتهت اجازة محمد و رجع لشغله بره و سافر معاه إلهان… إلهان كان مهتم ب رهف أوي و يتواصل معاها دايما و عدى 3 شهور… و آخر مرة كلمته فيها قالها انه نازل مصر لانها وحشته و عايز يشوفها… و نزل بالفعل و جه فسحها و قضى اليوم معاها و مع اهلها… و يوم عن يوم علاقة أيلين ب سليم بتقوى و بدأت تتعلق فيه و تحبه بس فضلت ساكته…
– قولت إنك عايز تقابلني يا سليم…
إلتفتله سليم و عَدل الكارافتة بتاعته و قال بجَدية
” اسمي استاذ سليم… أنت واقف هنا في شركتي اوعى تنسى…
– نعم يا استاذ سليم…

 

” بُص لان أنا احتارت فيك و مش عارف أولك من آخرك…
– بمعنى ؟
” يعني مش هسيبك تتجوز اختي و انت لسه بتاخد مصروفك من ابوك زي العيال الصغيرة… و شغلك اللي بتقولي عليه ده أنا مش شايفه… و أنا من حقي اطمن إن زوج اختي المستقبلي هيبقا له دَخل دائم يصرف بيه على بيته…
– و المطلوب ؟
” هشتغل عندي في الشركة و تاخد مرتب زي اي حد هنا…
– قصدك اشتغل معاك ؟
” لا… أنا مقولتش كده… أنا قولت هتشتغل عندي… و حط تحت الجملة دي مليون خط يا امريكي !!

يتبع…..
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى