روايات

رواية المغوار الفصل الخامس 5 بقلم حليمة عدادي

رواية المغوار الفصل الخامس 5 بقلم حليمة عدادي

رواية المغوار الجزء الخامس

رواية المغوار البارت الخامس

المغوار
المغوار

رواية المغوار الحلقة الخامسة

مرت الأيام وأرسلان كل يوم يجمع الخشب وينتظر قدوم حياة. في إحدى الأيام، انتهى من جمع الكثير ثم جلس ينتظر. حتى سمع أصواتًا تقترب، وتأكد أنها قادمة مع المشتري. اختبأ خلف الأشجار وهو يختلس النظر إليها. وقفت حياة أمام الخشب، كان يبدو كمية كبيرة. نظرت إلى حمزة وهتفت قائلة:
-النهارده الخشب أكثر من المرة اللي فاتت فهتدفع أكثر ..
بعدما تأكد من وجود الخشب الذي يريده، أجابها قائلا:
-تمام أنا عارف في المساء رجالتي هيجوا علشان ياخذوه ..
-تمام إتفقنا بس مش هكون هنا لما يجوا ..
-تمام أستئذن أنا دلوقتي..
تفحصت حياة المكان لعلها تراها، ولكن لم ترَ شيئًا. تحركت من مكانها تبحث عنه، ثم هتفت قائلة بتساؤل:
-هو فين إتأخر ليه؟!
ما أن انتهت حروفها حتى رأته يخرج من خلف الأشجار، اقترب منها وهتف قائلا:
-السلام عليكم أنا متأخرتش كنت هنا من الصبح لكن محبتش أخرج قدام الراجل ..
-وعليكم السلام خذ الفلوس وعدها علشان تتأكد ..
مدّت يدها له بالنقود، فأخذها منها وقال:
-وأعدهم ليه هتخذي كام النهاردة ..
-اللي إنت عايزه.
إلتقطت من يده النقود ثم جلستُ على إحدى الصخور، نظر إليها باستغراب ثم هتف قائلاً:
-لازم تروحي لوحد شافك هتحصل مشكلة ..
هتفت دون النظر إليه قائلة:
-ميهمنيش حد أحكيلي بقى حكايتك إيه سبب اللي في وشك دا عندي فضول أعرف حكايتك ..
-مش مهم روحي قبل ماحد من أهل القرية يشوفك ..
التفتت إليه تطالعه تطالعه بحيرة واضحة في مقلتيها، لماذا يريد الاعتزال دون أن يبوح بما يؤلمه؟ يبدو من حالته أنه يتألم ولكن يكتم داخله دون البوح به. علمت أنه لن يخبرها بشيء، تنهدت وهتفت قائلة:
-ماشي أنا هحكيلك عن حياتي مافيش حد في البيت علشان اتكلم معاه.
-مش عايز أسمع روحي ..
القى كلماته وجلس ينظر أمامه في صمت، يشعر بصوتٍ داخله يصرخ ليبوح بما يؤلمه ويعلقه لديه شأن آخر يرفضه بشدة. لم تهتم حياته برفضه وهتفت قائلة:
-أنا ولدت بفرنسا من صغري وأنا بتعرض للتنمر من الكل
كنت عايزه أعيش في بلدي لكن محدش سمحلي لما كبرت ولبست الحجاب كنت كل يوم بتعرض لمشاكل من الناس ..
رغم رفضه، ولكن عندما بدأت تسرد قصتها، استمعت لها بانصات، وعندما توقفت، نظرت إليها وقال:
-مين اللي ماسمحلكيش إنك تعيشي في بلدك ..
ظهرت شبه ابتسامة على شفتيها وهتفت بمزاح قائلة:
-إنت قلت إنك مش عايز تسمع حكايتي ودلوقتي بتسأل ..
-أنا غلطت لأني سألتك ..
ألقى كلماته ونظر أمامه دون التفوه بأي كلمة.
ضحكت بخفة على تصرفه ثم هتفت قائلة:
-تمام تمام هقولك بابا كان بيجبنا لهنا مرة في السنة وبعدها مبقاش يسمحلي إني أجي.
-مين اللي جاب لهنا ..
ألقى كلماته ونظر إليها بتساؤل، تنهدت حياته بحزن عندما هاجمتها ذكريات ذلك اليوم الذي فرت فيه هاربة:
-أنا هربت وهو دلوقتي بيدور عليا دلوقتي أنا مستخبيه عند خالتي ..
-وهربتي ليه الهروب قرار غلط ..
استرسلت حديثها قائلة:
-أنا مهربتش دون سبب هربت او هربت عادي.
-أومال هربتي ليه ..
سردت كل ما حدث لها واصرار أبيها على زواجها بالقوة من رجل أكبر منها وكل ما كانت تخشى منه.
تنهدت بحزن، فتلك الذكريات تؤلمها، هتف ارسلان
قائلا بعدما استمع إلى قصتها:
-أنا ماشوفتش زي أبوك دا أبداً ..
مسحت تلك الدمعة التي حرقت وجنتيها، ثم وقفت تستعد للذهاب، استدارت له وهتفت قائلة:
-كنت عايزه أعرف قصتك لكن أنا إتأخرت إسمك إيه ولالسه مش عايز تقولي ..
نظر إليها وهو لا يفهم ما يريد، هل يخبرها عن حياته و ألمه ويفصح عن ما بداخله، أم يصمت؟ لم يكن معتادًا على التحدث مع أحد، احترمت حياة صمته. تحركت من مكانها ثم قالت:
-تمام يعني مش عايز أنا ماشية مع السلامة..
تحركت حياته عدة خطوات ثم توقفت حين تفوه باسمه قائلا:
-إسمي أرسلان.
التفت إليه بابتسامة وهتفت قائلة:
-إسمك جميل أوي بتخبيه ليه ..
أجابتها قائلاً بتردد:
-لأن مافيش حد بيناديني بيه ..
-مع السلامه ارسلان هنلتقي في نفس الموعد ..
-مع السلامه ..
*********************
عادت أسيل من عملها قبل موعد عودتها، ففتحت الباب ثم نادت إلى حياة بصوت متعب قائلة:
-حياة، حياة، أين أنت؟
وَلكنها لَمْ تجدْ أيَّ رَدٍّ بحثتْ عَنها في غرفَتها ثُم في المَطْبخ وَلَكِنّ لَم تَجد لَها أيّ أثَر. تسرب القَلقُ إِلَى قَلبها، خَرَجَتْ مِنَ المَنْزِل مُسْرِعَةً تَبْحَثُ عَنْهَا في كُلِّ زاوِيَةٍ حَتَّى رَأَتْها تَسِيرُ في طَرِيقِ الغَابَة. هَرَعَتْ لَهَا مُسْرِعَةً، شَعَرَتْ بِحَيَاةِ القَلَقِ. مَا أَنْ وَقَفَتْ أَسِيلُ أَمَامَهَا حَتَّى هَتَفَتْ بِصَوتٍ غَاضِبٍ قَائِلَةً:
-أنا قلتلك إيه قبل ماخرج الصبح قلت متخرجيش من البيت المكان هنا مش آمن ..
شعرت حياة بالخجل ووطأت رأسها وهتفت قائلة:
-أنا آسفة أوي زهقت قلت أخرج اتمشى شوية ..
نظرت إليها بعدم تصديق، فهي تعرف هذا الطريق جيدًا، ثم هتفت قائلة:
-آخر مرة ياحياة كنتي بتتمشي ولا في حاجة ثانية مخبياها ..
هتفت بسرعة قائلة:
-لا وهخبي إيه ..
نظرت إليها بدون تصديق، ثم تحركت قائلة:
-يلا بينا على البيت لو ماما عرفت هتزعل منك أوي ..
اقتربت منها حياة ومسكت يدها قائلة وهي تنظر إليه ببراءة:
-بلاش تقوليلها مش هكررها ثاني ..
ضحكت أسيل بخفة على تصرفها وهتفت قائلة:
-حاضر يا قمر.
تحركوا في اتجاههم إلى المنزل وقف في طريقهم آريان. نظرت إليه آسيل بغضب من تصرفه و هتفت قائله:
-في إيه مالك عايز إيه ..
رمقها بنظرات نارية وهتف قائلًا:
-أنا شايف إنك بقيتي بتخرجي كثير و تروحي للغابة كل يوم.
نظرت إليه باستغرابٍ من لهجته الغاضبة وهتفت قائلة:
-روح مكان منا عايزه دا شيء مايخصكش .
-أسيل دا آخر تحذير ليكي وموضوع المكتبة مبقاش عاجبني الرجاله بتفضل داخله خارجه ..
اشتاطت غضبًا منه، من هو حتى يتحكم بها وفي تصرفها؟ هتفت بصوت حاد قائلة:
-الرجاله بيجوا علشان يشتروا مش علشان حاجة ثانية ابعد عن طريقي ولو ادخلت في حياتي مرة ثانية تصرفي مش هيعجبك ..
نظر إليها ببرودة ورفع حاجبه وقال:
-لوشوفتك بتتكلمي مع أي راجل وقتها هتكون لي كلام تاني يلا على البيت ..
رمقته بنظرات غاضبة ثم تحركت مسرعة.
طوال الطريق كانت صامتة حتى وصلوا، جلست على أقرب أريكة شاردها تفكر في كلام أريان. لماذا يتصرف معها هكذا؟ يتدخل في حياتها باستمرار، أنشلها من شردها. صوت حياة قائلة:
-قوليلي ياأسيل هو كان بيتكلم معاكي كدا ليه ..
هتفت بحده قائلة:
-معرفش كدا الوضع زاد عن حده ..
-هو بيتكلم كأنه حبيبك وبيغير عليكي كام مرة قالك الكلام دا ..
تنهدت، تشعر بعقلها مشوش، لا تفهم ما يحدث ولماذا يتحكم في حياتها. هي لن تقبل بهذا التصرف منه:
-بقاله فتره طويله كل مابتكلم مع حد بيدخل مش عارفه أعمل إيه ..
نظرت إليها وهي تفكر، فما رأته يبدو من تصرفه أنه يحبها، ولكنه لا يريد البوح. همست قائلة:
-أنا شايفه إنه بيحبك لكن إيه اللي مانعه إنه يجي يتقدملك..
إجابتها قائلة:
-يتقدملي إزاي؛ بس أنا مش عارفه إذا كان دا حب ولاحاجة ثانية
أنا هدخل أرتاح شوية لحد ما ماما تيجي وهنروح البحيرة مع بعض ..
قفزت حياة من مكانها بحماس عندما سمعت ذهابهم إلى البحيرة،ذالك المكان أجمل شيء في القرية. هتفت بسعادة قائلة:
-بجد هنروح ..
-أيوه انا راح نام شوي لحد ما تجي ماما.
ولجت أسيل إلى غرفتها وهي شاردة في التفكير. خرجت حياة من المنزل مسرعة متجهة إلى مكان آريان بسرعة. وصلت لأنه قريب ووجدته أمامها. نظر إليها بتساؤل، فهتفت حياة قائلة:
-السلام عليكم ..
-وعليكم السلام إيه اللي جابك هنا ..
استجمعت قواها وهتفت قائلة:
-عايزه أسألك سؤال واحد وعايزه إجابة واضحة ..
-إسالي أنا سامعك ..
استجمعت قواها وهتفت قائلة بتساؤل:
– ما معنى الكلام الذي قلته لأسيل ولماذا تتدخل في حياتها؟
-الموضوع مايخصكيش روحي من هنا ..
فهمت حياة أنه لن يخبرها بسهولة، يجب التحدث معه بهدوء. ابتسمت بخبث وهتفت قائلة:
-لو مقولتليش هقول لأسيل إنك دايماً بتقولي نفس الكلام..
إيه، أنا مقولتلكيش حاجة ..
استدارت لتغادر المكان، وقبل خروجها هتفت قائلة:
-تمام زي ماتحب أنا هروح وأقولها وقتها هتنزل من نظرها ..
-إستني تمام هقولك.
التفت إليه والابتسامة على ثغرها. لقد وصلت إلى ما تريده. تنهد وهتف قائلا:
-أنا بحبها ومش عايزها تتكلم مع حد لأني بغير عليها ..
-كنت عارفه إنك بتحبها طب لو كلامك صحيح ليه مجتش وطلبت إيدها من خالتي ..
ظهرت الابتسامة على ثغره وهتف قائلاً:
-قريب أوي هاجي وأتقدملها بس أوعي تقوليلها ..
-طيب أنا هروح دلوقتي مع سلامه.
خرجت مسرعة وهي تختلس النظر خلفها، تخشى أن تراها خالتها، حتى وصلت ودخلت ب هدوء.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المغوار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى