روايات

رواية وهام بها عشقا الفصل الثالث عشر 13 بقلم رانيا الخولي

رواية وهام بها عشقا الفصل الثالث عشر 13 بقلم رانيا الخولي

رواية وهام بها عشقا الجزء الثالث عشر

رواية وهام بها عشقا البارت الثالث عشر

رواية وهام بها عشقا الحلقة الثالثة عشر

❈-❈-❈
كانت تنظر إليه وعينيها ترچوه ألا يخذلها أمام أخيها
أو بالأحرى أمام قلبها الذي راهن عليه
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن إذا تقدم منها عينيه لا تبشر بخير وقام بجذبها من ذراعها ليعنفها قائلاً
_ انتي ايه اللي جابك هنا؟
_ انا اللي جبتها
قالها مصطفى وهو يجذبها من بين يديه مما جعل جاسر يزداد حنقه منه وقال بانفعال
_ متدخلش بيني وبين مراتي
_ ومراتك دي تبقى أختي ومش هسمحلك إنك تتحكم فيها بالشكل ده
قالها مصطفى بتحدي وهي تنظر إليهم بتشتت، لا تعرف ماذا تفعل
نظر إليها جاسر بحدة ليسألها بسخط
_ انتي هتسمحيله يتدخل بينا؟
كعادتها به، يدمر كل شئ بتهوره، نظراته التي تحمل مدى غضبه جعلها تتراجع عن العودة إليه
فأخيها محق في كل كلمة وعليها حقًا أن تلقنه درسًا لن ينساه
ستتحمل مرارة الفراق ربما تكون تلك الطريقة الصحيحة لإعادته إلى صوابه وألا يحملها ذنب غيرها
_ مصطفى مادخلش بينا أصلًا عشان أسمحله ولا لأ
انا بنسحب برغبتي
ضيق عينيه مندهشًا من كلمتها وكأنه كتب عليه أن يتذوق مرارة الفقد مرةً أخرى ولكن تلك المرة أشد وأقسى
_ تنسحبي؟!
اشاحت بوجهها بعيدًا عن عينيه التي تحمل الكثير بين صدمةً وعتابٍ وغضب
لو فقط يمحي كل ذلك وترى نظرت الحب التي يخفيها خلف تلك النظرات الحانقة
لو يحتويها الآن بين ذراعيه ويعتذر عمّ بدر منه
لأسرعت بإلقاء كل ثباتها خلف ظهرها وألقت نفسها بين ذراعيه وتناست كل شئ
لكنه صدمها بأن تابع هدمه
_ مادام انتي عايزة كدة يبقى تنسحبي لوحدك
لم تستوعب معنى حديثه فغمغمت بعدم استيعاب
_ تقصد ايه؟
يعلم جيدًا بأن ما يتفوه به قاسي إلى ابعد الحدود لكن عليه ذلك كي يجبرها على عدم الانصياع خلف أوامر أخيها
_ يعني بنتي مش هتبعد عن حضني ولا تبعد عن بيت عمران المنياوي مستحيل اسمح انها تعيش في بيت منصور تحت أي ظرف
منصور ومنصور
لن يتغير شئ، واهمة إن فكرت في غير ذلك، تلك المرة كان الرد من مصطفى الذي تحدث بحدة
_ لا من الجهة دي اطمن إحنا اللي مش هنرجع بيت منصور
تقدم منه ليتابع حديثه بثقة
_ منصور ملوش وجود في حياتنا بعد اللي حصل
انا هشوف شقة ……
قاطعه جاسر بتعند
_ من هنا لحد ما تشوف الشقة بنتي هتفضل معايا
قطبت جبينها بدهشة وعينيها تتساءل، كيف اصبح بتلك البشاعة، ام كانت حقيقته من البداية وهي كانت موهومة به
_ طلقني ياجاسر
وكأنه تلقى ضربة بمطرقة حادة على رأسه من هول تلك الكلمة، نظر إليها بصدمة وعينيه تنظر إلى عينيها التي ظهر فيهما جمود ونفور لم يراه من قبل فسألها بريبة
_ بتقولي ايه؟
تظاهرت بالقوة لكن من داخلها تتمزق ألمًا على نطق تلك الكلمة فعادت تؤكدها
_ اللي سمعته احنا مينفعش نكمل مع بعض بعد اللي حصل، خلينا نطلق بهدوء ومن غير مشاكل
_ بالسهولة دي؟
ضغطت على قلبها وارغمته على الصمت وردت بتسويف
_ ده أفضل حل لينا
ظنت بأن هذا افضل لكلاهما ربما تمر تلك المحنة ويكون الفراق دواء لمشاكلهم رغم مرارته
أما هو فقد كان ينظر داخل عينيها ويرى فيهما قوة زائفة تخفي خلفها ضعفًا ورغبة شديدة في رفضه لطلبها
إذًا فقد فعلت ذلك لتؤلمه، فليؤلمها هي أيضًا حتى تستشعر قسوتها
_ ماشي اللي تشوفيه، بس الموضوع يتم بعيد عن جدي لأن حالته متسمحش بالمهزلة دي، الطلاق هيتم هنا وقبل ما تسافري لإني مش هسمحلك تمشي وانتي على ذمتي
أنهى كلمته وخرج من المنزل ليتركها في صدمتها هل حقًا وافقها بكل تلك السهولة؟
والحقيقة أنها بالفعل هانت عليه
لم تتحمل نظرة التعاطف في عين أخيها وعندما هم بالاقتراب منها أوقفته بيدها وقالت بهدوء يتنافى تمامًا عمَّ بداخلها من دمار
_ انا كويسة
ثم ذهبت إلى الغرفة وهي تحاول التحلي بالثبات، هي تعلم جيدًا بأنه يؤلمها كما آلمته وأنه لن يوافقها على ذلك القرار لا شك في ذلك
إذًا فقد صار كلاهما يتخبطان في العناد ويؤلم كلاً منهما الآخر.
اغلقت بابها واستندت عليه لتبكي بمرارة وألم لم تختبره من قبل
تلعن ذلك القلب الذي يرفض ذلك الهجر ويطالب بقلب وافق هجره
..
من قال بأنه يستطيع تحمل بعدها عنه ولو لساعات معدودة
يعلم بأنه جرحها حقًا لكن ماذا يفعل وداخله يحترق
ماذا يفعل بقلبه المجروح وعقله الذي لا يرحمه
يشعر بوجعها لكن لا يستطيع التوقف عن ايلامها
سينتظر حتى تهدئ ثورته المندلعة بداخله ويستكين غضبه هو أولًا
سيمنع ذلك لكن بطريقة أخرى
سيوهمها بموافقته على الطلاق كي يجبرها على البقاء حتى يجعلها تنعم بعقابها له بالبعد عنه
وفي نفس الوقت تكون أمام عينيه
عاد بحره يموج بغيوم الفراق وهو يبتعد عن ذلك المنزل الذي ترك فيه قلبه والذي آبى مفارقتها
لما كتب عليهم ذلك العذاب وكأن الدنيا لا تريد تركهم هانئين.
سيعود ليداوي جروح قلبها لكن بعد ان يتركها تثأر منه كيفما تشاء.
❈-❈-❈
يجلس كعادته في نفس المكان ومع ذلك الراعي قليل الكلام، لكنه يشعر براحة غريبة في هذا المكان ومعه هو خاصة
وذلك الناي الذي يبث بداخله الرواحة والسلوان
انتهى الراعي وعاد لصمته
نظر إليه سليم وغمغم بحيرة
_ بدور على الخير جوه الشر زي ما قولتلي بس مش لاقي غير المرار
نحى الراعي الناي جانبًا وغمغم باقتضاب
_ بكرة يكون زين
نظر إليه سليم بحيرة من هذا الرجل الذي يظهر ويختفي فجأة، وما سر الراحة التي يشعر بها معه، أحيانًا يشعر بالرهبة منه ومن ذلك الغموض الذي يغلفه، عزفه على الناي الذي ينثر سحره على قلبٍ ملكوم فتعود الراحة والسكينة إليه
ابتسم رغم مرارته وتمتم بهدوء
_ وانت عامل كيف السحر وقت ما بشوفك واسمع عزفك الدنيا كلها بتبقى سلسة وبسيطة
تنهد بتعب وتابع وهو ينظر إلى الأفق البعيد أمامه
_ زيها بالظبط وقت ما عيني تلمح طيفها كأن الدنيا كلها بين ايديا، عشقها في قلبي كل مدى بيزيد، حتى بعد اللي حصل مفيش حاجة اتغيرت
كنت فاكر إن جوازها من عمي هيخليني انساها بس المشكلة بقيت أكبر واني شايفها قدام عيوني، معايا في نفس المكان بتنفس الهوا اللي بتتنفسه
ابتسم بمرارة وهو يتابع
_ كل حاجة حلمت بيها اتحققت البيت اللي بيجمعنا والأكل اللي باكله من ايديها بس في الاخر بتروح لحضن عمي
ده غير احساس الخيانة وانا بفكر فيها
وجودي معها بقى خطر بمعنى الكلمة.
رن هاتفه ليخرجه من شروده فعلم بهوية المتصل دون النظر إليه وبالفعل كانت والدته التي سألته بقلق
_ انت فين ياسليم؟ وإزاي تخرج وانت تعبان كدة؟
نظر سليم في ساعته فوجدها العاشرة مساءًا يبدو ان الحديث مع ذلك الراعي أخذه ولم ينتبه للوقت
_ متقلقيش أني زين مسافة الطريق وهكون عندك
اغلق الهاتف ونهض ليعتذر للراعي ولكنه كعادته رحل دون أن يشعر به
❈-❈-❈
دلفت غرفة العذاب كما تلقنها منذ ولوجها ذلك المنزل، فقد أصبحت تبغضها حقًا وتبغض المنزل بأكمله
لحظات معدودة وسيصعد خلفها ليقتلها بحديثه اللاذع
دلف خلفها لترتعد اوصالها ما ان رأته لكنها لم تبد ذلك
كانت نظراته تلك المرة تحمل سخرية ونظرات احتقار لا تعرف سببها حتى فجأها
_ يظهر إن بنت عمك كانت عشقانه ابن الهواري وهربت من الچوازة دي عشانه
لم تفهم شيئًا من حديثه هي تعلم جيدًا أن لا أحد يعلم بأمر مهرة فسألته بحيرة
_ بنت عمي مين؟
ازدادت سخريته وهو يخبرها
_ بنت عمك كامل ولا فكراني دخلت بيتكم زي التور معرفش ايه اللي بيدور فيه، هربت لجل ما تروح تتحامى في عشيقها وامبارح كتبوا الكتاب قدام العيلة كلها
قطبت جبينها بدهشة ما هذا الذي تسمعه، وما الذي اوقعها في فخ هذا الرجل الذي لن يتوانى عن القصاص منها بمنتهى القسوة، فقد ظنت انها هربت من ذلك الجحيم لتسقط في جحيم اشد وأقوى، واولها تلقينها بالعشيقة
هي تعلم جيدًا بأنها لم تراه يومًا كيف إذًا وقعت بين يديه
_ عشان إكدة مرات عمك كانت رايدة تخلص منها بأي شكل، والحمد لله أنها چات بعيد عني
نظر إليها بمغزى وتابع
_ الدماغ الناشفة تلين تحت جزمتي إنما العار نروحوا منه فين؟
أغضبها بأهانته لهما لكنها أسرتها في نفسها ولم تبدها خوفًا من بطشه
ارتعدت اوصالها عندما وجدته يتقدم منها بنظرات تعلم مبتغاها وغمغم بمكر
_ ولا انتي ليكي رأي تاني
ارتدت للخلف بخوف حتى صدمت بالفراش خلفها لينقبض قلبها رعبًا وهي تراه يقترب منها أكثر فنظر ناحية الباب كي تلوذ بالفرار لكنه فهم متبعها وقبل أن تهم بالفرار وجدت نفسها في عناق يهشم القلوب
حاولت الفكاك من بين يديه لكنه احكم قبضته حولها فلم تستطيع
رغبته بها لم تكن بدافع شهوته بها بل بدافع كسر شوكتها وهذه هي الطريقة الوحيدة لأخضاعها له
لكنها كانت تقاتل بكل ما أوتيت من قوة لن تخضع ولن تستسلم مهما كلفها الأمر
ظلت تعافر حتى وصلت به إلى قمة غضبه
صفعة حادة تلقتها حتى جعلت الدماء تسيل من فمها
واعادها إلى عناقه لكنها لم تستسلم أيضاً
صفعة أخرى وأخرى وصرخاتها تزداد من حدتها
يأس من أخضاعها فدفعها بحدة اسقطتها أرضًا وهتف معنفًا بغضب هادر
_ يظهر إن أهلك معرفوش يربوكي وچاية تتفرعني عليا
توجه إلى الخزانة وأخرج منها (كرباج) لتتسع عيناها بزعر وهي تراه يدنو منها به وهمّ برفعه لولا طرق الباب الذي جعله يسب بغضب
_ مين؟
_ اني ياعمي رايد اتحدت معاك ضروري
❈-❈-❈
في منزل مهران
تناولت القلم لتمضي بيدها على وثيقة وفاتها وانتهى الأمر
كانت نظرات سلام لها تطمئنها بأنه سيظل معها
لكنه تركها ورحل مع الجميع
وحيدة في ذلك القصر العتيق ومع ذلك الرجل الذي أصبحت بين ليلة وضحاها زوجةً له
فتح باب الغرفة ودلف منها مهران لينتفض قلبها خوفًا
فور رؤيته
ابتسم بسخرية عندما لاحظ ريبتها وتقدم منها قائلًا
_ مبروك
نظرت إليه بازدراء وهي تلعن ذلك الحظ الذي القاها في طريقه وقالت باستياء
_ على ايه؟ على الفضيحة اللي اتفضحتها؟ ولا على إجبارك ليا بالجواز؟
رفع حاجبيه مندهشًا وسألها بجدية
_ فضيحة ايه؟ بالعكس انا أجبرت ابوكي أنه يعترف بكي قدام الناس كلها واتچوزتك على سنة الله ورسوله يبقى فين الفضيحة.
_ مش عارف فين؟، أنا اللي هربت من أبويا ليك انت وطول الفترة اللي فاتت وانا معاك لوحدنا يعني ايوة اعترف بيا بس بفضيحة
جلس مهران على المقعد بأريحية وقال بتشفي
_ عادي متفرقش المهم أنه اعترف بيكي، وبعدين اعملي حسابك إن الفرح بعد اسبوع
نظرات التشفي في عينيه جعلتها ترفض أن تكون جسرًا يمر عليه بكل فتور للوصول لرغبته في الانتقام، لن تقبل وليحدث ما يحدث
_ وانا مش موافقة على المهزلة دي
ضيق عينيه متسائلًا فتابعت بحدة
_ المهزلة اللي بدأتها انتهت وخلصت انتقامك، فضحته وفضحتني وخلصت الحكاية سيبني امشي من سكات
نهض من مقعده وتقدم منها بكل هدوء وكأن ما قالته لم يسمع منه شئ وتمتم بلهجة رغم هدوءها إلا إنها تحمل تعبيرًا قا.تلًا
_ الفرح هيتم بعد اسبوع وناس كتير اوي هتحضر ولازمن يشوفوا اللي اتحدت أهلها عشان مهران الهواري وهي في قمة سعادتها.
ليس لديها شيئًا لتخشى عليه ولن تقبل بذلك التسلط
استدار ليذهب ولكنها أوقفته بتحدي
_ مستحيل اقبل وزي ما هربت مرة هعملها تاني
لا تعرف متى عاد إليها حتى جدت عنقها بين يديه وعينيه التي تحول هدوءها لشرارًا ناريًا اجفلها وهو يتمتم من بين أسنانه
_ اتأدبي واعرفي زين انتي بتتحدتي مع مين، ودلع الحريم ده ميمشيش معاي، اللي أقوله يمشي ولو على رقبتك فاهمة ولا لأ؟
قال كلمته الأخير بهدر لكنها لن تستسلم وعاندت بإصرار
_ لأ
كان انطباق فمه وقسوة نظراته تنذرها لكنها عميت عن الخطر لتجرح كبرياءه، عاد بها للخلف حتى الصق ظهرها بالحائط
وجعها لم يبالي به وغمغم بوعيد قاتل
_ لا عاش ولا كان اللي يتحدى مهران الرفاعي ومش هتيجي واحدة زيك صفر على شمال تتحداني.
المسافة كانت قريبة جدًا بينهم حتى أنه شعر بأنفاسها الثائرة من خوفٍ تخفيه على وجهه وكم كان لها تأثير عجيب عليه إذ نظر لعينيها لأول مرة بذلك القرب فأصابته بسهام نظراتها والتي تشبه صفاء شمس شروقٍ اربكت ضربات قلبه الرتيبة.
جالت عينيه بملامحها التي رسمت باتقان وكأنها لوحة في يد فنان أبدع صنعها
رمش بعينين مربكتين وابتعد عنها يزدرد لعابه بصعوبة وغمغم بانفعال
_ الفرح زي ما قلت يوم الخميس الچاي وبلاش تقفي قصادي لإنك متعرفيش انتي واقفة قصاد مين.
هرب مسرعًا من مشاعره التي اهتزت فجأة بنظرة واحدة، وقلبه الذي لم تندمل جراحه بعد؛ اخذ ينبض بقوة وكأن الحياة أعيدت إليه من جديد
دلف غرفته مغلقًا الباب خلفه بعنف وقد ازدادت وتيرة تنفسه من تلك المشاعر التي اجتاحته حتى أنه لم يشعر بمثلها من قبل
أغمض عينيه يحاول تنظيم انفاسه حتى وقع نظره على صورة والدته بجوار صورة حلم
عاد الوجوم يحتل ملامحه ليواجه تلك الصورة التي وضعها كي تعيده إلى رشده حينما يفقده
يعلم جيدًا بأنه يعيد الكرة مرةً أخرى لكن لن يتنازل مهما كلفه الأمر
قضي الأمر ولا مجال للتراجع
نظر إلى والدته التي استلذ رؤيتها الآن وقد ظفر أخيرًا بنصرٍ سعى خلفه سنينًا عدة
لكنه ناقص لا يعرف لما
لاحت أمامه صورتها التي طبعت لا بل حفرت بداخل عقله وهو يتذكر تلك اللحظة وقد جمعهم ذلك القرب
وأكدت خفقات قلبه ما لم يعترف به عقله بأنه وضع قدمه على أولى درجات سلمه للسحاب
عاد بنظره إلى حلم يناشدها ان تنفي ذلك وتخبره بأن حبها ليس له بديل ولم يكن له ما أراد
إذ أكدت مشاعره بأن الأمر تلك المرة يختلف تمامًا لكنه لن يعترف بذلك
❈-❈-❈
جلس على المقعد ينظر إليها باشتياق وهو يجري تلك المكالمة الفيديو
_ حبيبة قلبي عاملة ايه؟ ومالك أخباره ايه
ابتسمت له رغم ضيقها من بعده عنها كل هذه الفترة وتمتمت بروية
_ الحمد لله احنا كويسين، بس وحشتنا أوي
_ وانتو وحشيني اكتر بس خلاص هانت كلها يومين واكون عندكم.
وضع الهاتف على الطاولة أمامه كي يتحدث بأريحية وغمغم باعتذار
_ وأوعدك أول ما ارجع هعوضكم عن غيابي ده بس مينفعش اسيب سارة في الظروف دي.
أومأت بتفاهم ثم تحدثت بريبة
_ ولدتك لسة مكلماني دلوقت وعايزة تشوف مالك بس قلتلها لما مصطفى يرجع، وحسيت انها زعلت.
تبدلت ملامح مصطفى وتحدث بجدية
_ كويس انك رفضتي انا أصلاً مش هرجع البيت ده تاني بعد اللي حصل
_ طيب هنقعد فين؟
_ في شقة عمي لحد ما اشوف مكان تاني
_ وهتوافق عمك في اللي قال عليه؟
تنهد بحيرة وهو يعود بظهره للوراء
_ مش عارف ياحلم، بصراحة انا شايف إن الموضوع صعب جدًا مش بس من جهة أبويا لا كمان من جهة وضع الشركة نفسها، لأنها لسة موقفتش على رجلها الاقساط لسة مخلصتش ومش عارف هكون قدها ولا لأ.
_ ان شاء الله هتكون قدها المهم ترجعلنا بسرعة
اومأ بابتسامة
_ إن شاء اطمن بس على سارة وهرجع على طول
تنهدت بقلة حيلة وغمغمت بغيظ
_ أمري لله هتحمل عشان خاطر سارة، مع اني مش معاك فـ اللي بتعمله ده
_ لازم ياحلم، سارة لازم تكون اقوى من كدة، انا لو سيبتها هتضعف مش هسمح لأي حاجة تهز كرامتها
_ بس مفيش كرامة بين الست وجوزها وخصوصاً لو كانوا بيحبوا بعض زيهم كدة.
تنهد بتعب وتمتم بحيرة
_ مش عارف بصراحة، حاسس إن الموضوع بيوسع مني.
وضعت حلم طفلها في فراشه وعادت إليه لتقول بدهاء
_ واللي يحللك الموضوع؟
غمز لها بعينيه وقال بخبث
_ اموت وابوسه
ضحكت حلم وتمتمت بخفوت
_ اقفل الباب كويس لـ سارة تسمعنا وتعالى اقول تعمل أيه.
انتهت حلم من سرد خطتها مما جعل مصطفى يذهل من تفكيرها وقال بغيظ
_ فعلاً إن كيدكن عظيم.
أكدت حلم
_ ولسة بس أصبر على الخطة الأولى وشوف أن ماخليته يبوس ايدها عشان تسامحه يبقى انا معرفش حاجة
عاد مصطفى بظهره للوراء وتحدث باستهزاء
_ دا انا اللي طلعت معرفش حاجة بس على العموم خلينا ننفذ ونشوف النتيجة
تحولت نظراته لمكر وهو يسألها
_ طيب والبوسة هنعمل فيها أيه؟
هزت كتفيها دلال وأجابت
_ لما تيجي هنشوف حكايتها هي التانية
قطب جبينه بضيق وغمغم باعتراض
_ نعم يااختي هو انا لسة هستنى
فكر قليلًا ثم قال بإصرار
_ بقولك ايه انا هقوم انفذ الخطة دلوقت مش هستنى للصبح يلا سلام لحد ما اجيلك
اغلق مصطفى الهاتف وخرج من الغرفة كي ينفذ ما انتواه
❈-❈-❈
خرج من عندها والغضب يتآكله، كيف استطاعت نطقها بتلك السهولة وكأن ما بينها ينتهي بكلمة كهذه
هل تفعل ذلك كي تكسر غروره؟ ام هي حقًا أرادت ذلك؟
وإن كان ذلك فقد نجحت بكل جدارة لكن ليس بغروره بل بقلبه
قلبه لا يطاوعه
لن يستطيع تحمل بعدها
لا لن يقف صامتًا أمامها سيعود إليها ويلقنها بحبه درسًا لن تنساه
ألا تعلم كم يحبها
هل تعلم كم يموت ويحيا ببعدها
فإذا فارقته فارقته الحياة بدورها
هل تعلم بأن مدى غيرته بمدى حبها بقلبه
وكلما اشتد حبه كلما علت غيرته
لا تختبر حبه بالفراق
فالفراق يقتله بسلاح بارد
لكنه وقت استدارته رن هاتفه لينقبض قلبه خوفًا عليها فأجاب بقلق
_……
خذلها كما حدث من قبل
ولما لا وقد تعود أن تسامحه بكلمة واحدة منه أو نظرة اعتذار ليست مباشرة، فظن تلك المرة كما قبلها ستغفر وتسامح
لكن لن تغفر تلك المرة وستظل على موقفها مهما فعل
توقفت عن التفكير عندما سمعت صوت هاتفها ولم يكن سوى حازم الذي يخبرها عن ذلك الخبر الذي افجعها

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وهام بها عشقا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى