روايات

رواية المختل العاشق الفصل الأول 1 بقلم سالم

رواية المختل العاشق الفصل الأول 1 بقلم سالم

رواية المختل العاشق الجزء الأول

رواية المختل العاشق البارت الأول

رواية المختل العاشق الحلقة الأولى

تلبدت السماء بالغيوم وهب صرير الرياح المخيف أرجاء المكان وهاهي حبيبات المطر تتناثر على أسقف المنازل وضريح الشوارع ، وصوت الرعد ووميض البرق يرى من النوافذ
فتحت عيناها التي تشبه حبات البن “اليمني” الأصيل بنعاس لتنتفض عند سماعها لهزيم الرعد الهادر نهضت لتغفل نوافذ غرفتها التي تلاطم بها الرياح من كل جانب وهي تتلو أدعيتها و تترتجف خوفاً فأكثر ما تخاف منه المرتفعات والجو العاصف
جلست على سريرها أخيراً ملتحفه بغطائها ولسانها لم يكف عن قول ” سبحان الذي يسبح الرعد بحمده ”
رنين هاتفها الأرضي جعل قلبها يعلن أستيائه الخائف بدقاته المتتاليه ، أبتعلت ريقها لتجيب بخفوت :- الو
لكن لا رد
أطالت صوتها قليلاً :- الو من معي !!
أرهفت سمعها جيداً لتسمع أنفاس متلاحقه ثم صوت هامس أخافها قائلاً :- كنت أعلم بأنك خائفه من العاصفه
عقدت حاجبيها بتعجب لتقول :- نعم !! من معي
أجابها متجاهلاً تماماً سؤالها :- لاتخافي أنا معك يا بلقيس
بلقيس بتعجب وخوف لنطقه أسمها :- من أنت !! وكيف عرفت أسمي
قهقه الرجل بشده متجاهلاً أرتعاب وخوف تلك القابعه خلف سماعة الهاتف ليقول بصوت متحشرج :- أعرف عنك كل شېء ليس فقط أسمك
أرتبكت بلقيس ولم تعرف ماذا تفعل وجدت نفسها لا أرادياً تغلق سماعة الهاتف وهي تمسح وجهها عدة مرات بيديها المرتجفتان وأنفاسها أصبحت ثقيله وكأن شېء يجثم على صدرها ومازاد أرتعابها وخوفها هي أشتداد العاصفه بصوت الرعد وزخات المطر
رنين صدح في الغرفه الهادئه مجدداً
أنتفض جسدها وهي تراقب بأعين خائفه ومفتوحه الهاتف الأرضي الذي علاء رنينه مجدداً ، جف حلقها وحاولت أبتلاع ريقها وحبيبات العرق توافدت على جبينها
صمت الهاتف ليصمت معه عنف دقات قلبها المتتاليه ، ألقت بنفسها على السرير بتعب وكأنها كانت تركض لمسافه طويله وبدأت بأغلاق عيناها لتفتحهن مجدداً بعد سماعها لصوت هاتفها المحمول ينذر برساله فتحتها لتجد الرقم محجوب والرساله < تصبحين على خير يابلقيس >
بلقيس بخوف :- من هذا !! وماذا يريد مني يا الهي
بعد هدوء العاصفه نهضت بلقيس وهي تجر ساقيها بتثاقل نحو باب الحمام لتغتسل وتتوضئ وتؤدي فرض الفجر وتعاود لنوم مجدداً ودوامة أفكارها لازآلت تعصف بها
___________
تباعدت الغيوم لتسمح لاشعة الشمس بالنفاذ وكأنها ترمم أفعال العاصفه في الليله الماضيه…
بلقيس حبيبتي هيا أنهضي
فتحت بلقيس عيناها التي لازآلت تغاشها سحابة النعاس ببطء شديد لتقول بأبتسامه شاحبه :- أستيقظت ياخالتي
< الخاله > سوزان بأبتسامه محبه :- صباح الخير عزيزتي
صباح النور قالتها بلقيس وهي تقبل خد سوزان وتنهض عن السرير
سوزان وهي ترتب غرفة بلقيس :- هيا أستعدي لتذهبي لجامعتك عمك سيوصلك على طريقه
حاضر قالتها بلقيس بمرح وهي تتجه نحو الحمام
خرجت بلقيس من الحمام لترتدي ملابسها الواسعه والمنمقه بألوانها جداً ثم تسرح خصلات شعرها الزلفيه السمراء القصيره وتغطيها بحجابها الذي ينسدل حتى أكتافها وتحمل حقيبتها وتخرج لتجد عمها و خالتها على طاولة الطعام
صباح الخير ياساده قالتها بلقيس بمزاح وتطبع قبلها على خد عمها قائله :- أحلى صباح لأحلى رجل بالعالم
قهقه العم < سيف> قائلاً بمزاح :- ايتها المشاكسه هيا تفضلي وأفطري
سوزان بغضب مصطنع :- الا تخجلي من تقبيل زوجي أمامي ايتها الفتاه
بلقيس بمزاح وهي تتعلق بذراع سيف :- ماشأنك بقصة حبي بعمي ياسوزان
سوزان بصدمه كاذبه :-سوزان !! ياعديمة التربيه
اليست تربيتك هذه قالها سيف بضحك
ضحكت بلقيس وهي تحتضن سوزان وتبادلها الأخيره الحضن بواحد أشد منه ، تبدأ بلقيس بالأكل وهي تبتسم على وجود شقيقة والداتها التي توفاها اللّٰه بالمرض الخبيث وهي تبلغ من العمر عشر سنوات ، حولت حدقات القهوه التي تمتلكهن نحو سيف الذي هو شقيق والدها وزوج خالتها ” والدها ” الذي رحل قبل ثلاث سنوات فقط في ظروف الحرب فقد كان جندي في الجيش لتصعد روحه الطاهره إلى بارئها في ساحة المعركه
سيف بحنان :- أنا سأشرب القهوه بالحديقه بعد أن تكملي فطورك سأوصلك على طريقي
حسناً قالتها بلقيس بطاعه وهي منشقله بتناول طعامها
رنين الهاتف الأرضي الذي بالصاله تعالى لتنتفض بلقيس بخوف شديد وكأنها تتذكر أن ماقد حصل معها البارحه حقيقي وليس حلماً مزعج
أغلقت سوزان الهاتف بعد أن حدثت صديقه لها لترى وجه بلقيس الذي لايبشر بالخير عيناها الجاحظتان وشفتيها المرتجفه المصاحبه لتعرق جبينها وأرتعاش أطرافها
سوزان بقلق :- بلقيس مابك عزيزتي !!
أغمضت بلقيس عيناها وهي تنفض تلك الأفكار عن رأسها لتقول بأرتباك وتلعثم :- ليس هناك شېء ، أنا سأذهب وداعاً
وداعاً قالتها سوزان بأستغراب من تصرفات بلقيس الغير منطقيه
__________
طوال الطريق وهي شارده بمكالمة أمس الغريبه ومن قد يكون هذا الشخص وعدة أسئله تدور بثناياء فكرها ، نفت برأسها يمينناً ويساراً وكأنها تناثر تلك الأفكار عن بؤرة عقلها
ليس من عادتك أن تظلي صامته كثيراً يا بلقيس مابك ياصغيرتي لقد أقلقتيني قالها سيف بقلق شديد
تنهدت لتخرج أبتسامه جميله وهي تنفي تلك الأفكار قائله بنفسها لابد وأن أحدهم يريد أن يخيفيني بهذا المقلب :- لا شېء يا عمي لاتقلق فقط كنت أفكر بأمتحان اليوم فهو آخر أمتحان وأصعب أمتحان
أبتسم سيف براحه :- إبنتي ذكيه وستنجح لابد من ذلك
تبسمت بلقيس بأمتنان لهذا الأب الرائع الذي بهيئة عم :- باذن الله
هاقد وصلنا بالتوفيق عزيزتي قالها سيف بتشجيع
شكراً عمي وداعاً
دخلت بلقيس باب جامعتها لتشعر بأهتزاز هاتفها المحمول بداخل حقيبتها ، أخرجته لترى نفس الرقم ” المحجوب ” ترددت بفتحها لتحزم أمرها وهي تعض شفتيها السفلى وتتراكم حبات العرق على جبينها وفتحت الرساله لتفغر عيناها فزعاً فمحتوى الرساله < بالتوفيق بأمتحان اليوم >
تتالت أنفاسها وهي تتلفت حولها وكأنها تبحث عمن أرسل تلك الرساله المشبوهه
هزه أخرى بهاتفها جعلت من أوصالها ترتعد وترتعش وفتحت الرساله وهي تضع يدها على فمها فهذا ليس مجرد مقلب فالموضوع أكبر من ذلك بكثير فهذه الرساله كان محتواها < هل تبحثي عني ، من يدري يمكن أن أكون خلفك مباشره>
شهقه كبيره خرجت منها وهي تشعر بيد توضع على كتفها والدوار عصف بها والفزع أحتل قلبها لتغمض عيناها وهي تستدير لترى من هذا الذي خلفها
………..
~~~~~~~
سيف نصار !! قالها بشك
ألتفت سيف لصاحب الصوت قائلاً بتعجب :- نعم أنا
أبتسم الرجل قائلاً :- ألم تعرفني يارجل
أزآل سيف النظارات الطبيه عن وجهه وهو يدقق بوجه الرجل ليقول بسعاد :- فؤاد ناظم
ضحك فؤاد وهو يحتضن سيف قائلاً :- لقد مر وقت طويل ياصديقي
سيف بمرح :- وقت طويل جداً ، لقد كبرت يارجل وأصبحت عجوز
على أساس أنك لازلت شاباً قالها فؤاد بضحك
سيف بألحاح :- ستتغداء عندنا اليوم وهذا نهائي
أجعلها غداً سنأتي أنا والمدام والولد قالها فؤاد وهو يربت على يد سيف
سيف وهو يرفع سبابته أمام وجه فؤاد كعلامه تحذيريه :- حسناً أذاً غداً ألقاك ولن أقبل أي أعذار ، وهذا كرت أرقامي
تناول فؤاد الكرت :- حسناً اذاً ألقاك غدا وداعاً
إلى اللقاء قالها سيف مودعاً فؤاد الذي ذهب ليعود لعمله فهو يعمل بالبنك منذو عشر سنوات
~~~~~~~
أستدارت بلقيس لترى من هذا الذي خلفها وقد بلغ الخوف أشده معها
بلقيس مابك !! لما هذه الشهقه كلها فقد أخفتيني
تنهدت بلقيس براحه لتقول :- أنسام ماذا هناك
أنسام وهي زميله لبلقيس في الجامعه فبلقيس جميع الطلاب زملائها لكنها ليس لها صديقه بالمعنى الفعلي :- لقد بدأت المحاضره هيا سنتأخر
بلقيس بأرتباك :- حسناً أذهبي أنتي أنا سأذهب للحمام قليلاً ومن ثم سأأتي
– حسناً لكن كما تعلمي الدكتوره هبه لاتدخل أحد بعدها
لابأس أذهبي وأنا سألحق بك قالتها بلقيس وهي تشد خطواتها نحو حمام الفتيات دخلت بخطوات متعجله لتقف أمام الحوض وتغسل وجهها عدة مرات لتقف أمام مرآة الحوض وترى شخصاً خلفها ألتفتت له وهي ترتجف من الذعر لتقول بصوت مهتز :- من أنت !!
أبتسم الرجل وهو يتفرس ملامحها وكأنه يغوص بثناياء وجهها ليجيب بصوت هادئ :- أنا من كنتي تبحثين عنه منذو قليل
أرهفت مسامعها لتلحن الصوت بسرعه فهو من كان يتصل بها بلأمس لتقول بخوف فشلت بأخفائه :- ماذا تريد مني
أحبك بجنون يابلقيس قالها بهمس لتنتفض أوصالها وكأنه يريد قتلها ولم يعترف لها بالحب
أقترب منها لتصرخ هي بأعلى صوتها ويخر مغشياً عليها
فزع بشده وهو يتناولها بين يديه ليخرجها من الحمام ويذهب بها لعيادة الجامعه جلس بجانبها وهو يمسح على بشرتها الصافيه والخاليه من الشوائب رفع نظره للمرضه ورأها منهمكه بعمل ما ليطبع قبله على جبين بلقيس وثم شفتيها ويدلف لخارج العياده
~~~~~~~
دقت أرقام زوجها وهي تكاد تموت خوفاً لتسمع صوته الرخيم يقول بمزاح :- هل أشتقتي لي
سوزان ببكاء :- سيف
نهض مفزوعاً من فوق مكتبه وهو يقول بقلق :- سوزان حبيبتي مابك
تعال بسرعه ياسيف الجامعه أتصلت علي وأخبروني بأن بلقيس مرضت فجأه وفقدت وعيها قالتها بصوت متقطع وشهقات متتاليه
قلق سيف بشده فهو يخاف عليها من نسائم الهواء البارد لكنه هدأ سوزان قائلاً بحنان :- أنا آتي حبيبتي وسنذهب سويه للجامعه فقط اهدأي
-لا تتأخر أرجوك قالتها ببكاء
مسافة الطريق فقط قالها وهو يغلق هاتفه
ويأخذ مفاتيح سيارته ويركض خارجاً
~~~~~~~
في أقل من ساعه كانت سوزان تحتضن بلقيس الغائبه عن الوعي و سيف يتكلم مع الممرضه
سيف بقلق :- أخبريني ايتها الممرضه هل هي بخير
الممرضه بعمليه :- لاتخاف ياسيد لقد أعطينا لها إبره مهدئه فقد كانت تنهض وتصرخ وتطالب بكما لذلك جعلناها ترتاح قليلاً
تنهد سيف براحه ليقول بتساؤل :- متى ستستيقظ يا آنسه
– بعد حوالي نصف ساعه تقريباً
هز سيف رأسه وهو يعود إلى السرير الذي يضم بدآخله جسد صغيرته الحبيبه
سيف بأطمئنان :- لاتخافي ياحبيبتي لقد طمئنتني الممرضه على صحة بلقيس
سوزان وهي تمسح دموعها :- ألم تخبرك ما الذي جعل بلقيس بهكذا حاله
سيف نافياً :- لا ، فقد قالت بأن أحدهم دخل وهو يحملها بين يديه
سوزان بعدم مبالآه :- لابد وأنه أحد زملائها
فتحت بلقيس عيناها ببطء شديد وترمش عدة مرات بأستيعاب لتقول بخفوت :- عمي
أقترب سيف منها بلهفه ودموع حاول كبحهن :- بلقيس حبيبتي هل أنتي بخير
أبتسمت بلقيس براحه وأمان :- أنا بخير لاتخاف
أقتربت سوزان وهي تبكي بهلع :- أخفتيني عليك يافتاه
أحتضنت بلقيس سوزان وكأنها تلقي بخوف هذا اليوم كله بداخلها
هيا لنذهب للمنزل قالها سيف وهو ينهض بلقيس
بلقيس بأصرار :- سأودي امتحاني ياعمي فهو آخر امتحان أرجوك
تنهد سيف بقلة حيله :- حسناً لكن سننتظرك هنا
أومأت بلقيس وهي تخرج من العياده وعقلها شارد بهذا الشخص الذي جلب الذعر لحياتها منذو ظهوره باليوم الأول
أدت بلقيس امتحانها وذهبت للمنزل مع أفراد أسرتها متمنيتاً راحه وأمان لقلبها المتعب بشده

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المختل العاشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى