روايات

رواية الغزال الباكي الفصل الخامس عشر 15 بقلم إيمان كمال

رواية الغزال الباكي الفصل الخامس عشر 15 بقلم إيمان كمال

رواية الغزال الباكي الجزء الخامس عشر

رواية الغزال الباكي البارت الخامس عشر

رواية الغزال الباكي
رواية الغزال الباكي

رواية الغزال الباكي الحلقة الخامسة عشر

دارت الأيام وارتشفت من نفس كأس المرار كؤوسًا حد ما ارتويت وفاض الكيل بي…

انها حقًا عدالة السماء؛ اصدرت قرارها بأصعب الاحكام…

يا قاضي العدل اغيثني، فـ فؤادي لم يحتمل كثرة الصدمات…

و يا سماء افيضي علي بزخاتگ لتبرد من ناري وترحم تأچچ وتوهج

الفؤاد…

 

 

 

 

 

فقد خسرت كل شيء، ولم يتبقى لدي غير الحزن والآهات…

              * * * * * * *

– البقاء لله.

كانت اخر كلمه وقعت سماعها عليه، اوقفت عقارب الساعة، اله الزمن اعلنت عن صمتها، ولم يستمع إلا حقيقة فقدانه لولده الوحيد.. ولده الذي لم يستطع انجاب غيره، فهو كان له كل شيء ومن أجله هو قبل المال ليحقق له كل ما يتمناه،

والآن لمن يعمل ؟!

ومن أجل من سيترگ له هذه الأموال الهائلة ؟!

يا ليته يفقد كل امواله، ويعود لحظة واحده ابنه ويضمه لاحضانه ؟!

 

 

 

 

 

 

عندما طال صمته، قلق والده عليه، ونادى عليه ولم يجد رد منه فقال بعد سماع شهقاته بالبكاء:

– اهدي يا بني متعملش في نفسگ كده، ربنا اخد امانته، وبإذن الله يعوضگ بعيل تاني ويفرحگ.

صرخ بكل ما فيه من ألم معلنًا له عما حدث له بنبره انكسار ويأس، ونحيب على حاله قائل بين دموعة:

– خلاص اللي كنت بترجاه من الدنيا راح هو كمان، يعني الوقت اللي اخسر اعز ما أملكه يضيع مني أملي اللي كنت عايش عشانه… اااه ياربي انتقامگ كان كبير اوي عليا، لدرجة مش قادر اتحمله فوق كتافي.

 

 

 

 

كان والده يسمعه وغير قادر على استعاب ما قاله، فصدمته اكبر بكثير مما هو فيه، لم يجد ما يستطيع قوله لمواساته، الا انه قال بإيمان :

– اهدى مش كده، استغفر ربنا، وادعيله يصبرگ ويشفيگ.

– هيصبرني على اية ولا اية؟

أكيد اللي انا فيه ده؛ ذنب غزال، انت قولتهالي قبل كده اتقي شر دعوة المظلوم، أهي الدعوة جابتني الأرض، وفقدت كل حاجة في لحظة… حياتي كلها انتهت في لحظة… ومش عارف هقدر أعيش ازاي تاني؟

– لا هتعيش وتتهنى، ارجع تاني لحضن ابوگ، وبلاش تعذبني احنا دلوقتي بقينا ملناش غير بعض حرام كل واحد فينا يعيش لوحده، تعالى نلم شملنا من تاني، واتعكز عليگ الباقي من عمري يا بني.

– ربنا يديگ الصحة يارب، أنا في اقرب وقت هظبط حالي وارجع اجازه اخدگ وتيجي تعيش معايا، بس اظبط اموري هنا.

 

 

 

 

– اللي تشوفه اعمله، وربنا يصلح حالك ياحبيبي، خلي بالگ من نفسگ، وابقى طمني عليگ.

أغلق معه والده، قذف هاتفه بجانبه، واستمر في النواح على وجع قلبه لفقدانه لصغيره، وتأنيب ضميرة بأنه تركه دون أن يراه ويودعه، اخذ يلوم ويعاتب روحه كثيرًا، وظل يبكي بكاء مرير؛ يوم لا ينفع فيه البكاء، امسگ هاتفه مره ثانية وضغط على ايقونه الاستديو الخاصة بالصور، وقلبها جميعها يبحث عن صوره له ربما التقطها له تصبره ويراها لتبرد من نيرانه، لكنه لم يجد مع كل آسف، سأل نفسه لماذا لم يحتفظ بصوره واحده لطفله او زوجته؟

لماذا لا توجد له اي ذكريات بينهم؟

 

 

 

 

الهذه الدرجة كان غافلا، وغير معترف بأسرته التي هدمها في لحظة ؟ فـ الآن عرف قيمتها جيدًا حين حُرم منها؟

وبقى السؤال يردده عقله؛ لماذا لا نقدر النعمه التي انعم بها الله علينا إلا بعد ما تزول من امامنا؟ حينها نعترف لانفسنا انها كانت أجمل نعمه ونندم لفقدانها في وقت لا ينفع فيه الحسرة ولا الندم…

 * * * * * * * * * * * * * * * * * *

انتقلت “غزال” و الدتها إلى منزلها، هروبًا من ذكريات مؤلمه لا تنسى، وذلگ بمساعدة زوجة اخيها الذي لم تتركها في لملمه احتياجاتها الضرورية، ثم استاذنتها لتركها للذهاب لمنزلها نظرًا لصغر الشقه عليهم جميعا، و وعدتها بأنها ستأتي لهما بإستمرار، شكرها بعناق حميم، و ودعتها بحب ثم توجهت ترص بعض الاشياء الخفيفة في امكانها داخل الكومود، وخزانة الملابس داخل غرفتها القديمة، وحينما انتهت لمحت بعيناها دفترها الذي كانت تسرد فيه كل الامها، امسكته وقلبت طيات اوراقه، نظرت لتلگ الورقة البيضاء كثيرًا، ولأول مره تحتار ماذا ستكتب؟ وكيف تستطيع أن تسرد اوجاعها هذه المره؟

 

 

 

 

فالحروف طمست ولم يبقى لها أي اثر بداخلها.. بحثت كثيرًا عنها ولم تجدها داخل متاهتها.. اصوات بداخلها تآن بل تصرخ آنين من شدة الوجع والاشتياق.. فهي تشتاق لمن فقدته ولم تشبع من احضانه وسماع صوته، بيد مرتعشه حدثت قلمها سارده، معاتبه وملقيه اللوم عليه في لحظة غير قادره على التحدث او الكتابه التي كانت هي المنفذ الوحيد الذي تخرج به كل ما يألمها ويخفف من حزنها ولو قليلا، اما الآن فهي غير قادرة على الكتابه، اصابها العجز الكتابي ولا تعرف لماذا.. ؟!

أبحث عن قلمي لافرغ كل همومي واحزاني؛ فـ أجده غرقان في بحرٍ من الاحزان مثلي، دائمًا شاردًا كأنه طير في السماء؛ انادي عليه واصرخ لعله ينقذني من حالة العجز الكتابي الذي اصابتني؛ لكنه ما زال شارد ولا يجيب منجاتي له.

فما الحل يا قلمي، لماذا أنت هاجرني هكذا؟

 

 

 

 

 

اهبط لواقعي وكفى شرود، وانزل لأرضي، والهمني من جديد حتى اكمل ما بداناه، هيا يارفيقي لا تتردد، اناشدك بأن تعود لي أنت بألهامك؛ وأنا بسردي واحساسي، لاسرد لگ كلماتي وآهاتي التي فقدتها بطول غيابگ، جمع احبارگ من جديد واعطني إياها حتى تكتمل انشودتنا ونضع نهاية لما كتبناه، هل تتذكرها، ام نسيتها كما انستني منذ وقت طويل..؟ !!

اريد ان اشكو لگ من ظلم أيامي، وتجرعها لي كأس المرار والفقدان، فـ متى سترق وتفتح لي أبواب السعادة.. فمنذ صغري وانا في حالة شقاء وحرمان.. كل الذي مضى تحملته بصبر وإيمان؛ لكن هذه المره كان فوق كل صبري واحتمالي…

لقد فقدت الحبيب وتجاوزت فقدانه برضا، إنما فقدان فلذة الكبد آهة تغرز في الفؤاد وتؤدي به للهاوية، أموت في كل لحظة وصغيري بعيد عن احضاني؛ احضاني التي اصبحت فارغة، مشتاقه لرؤيته من جديد ولو للحظة واحده.. اشتاقگ حبيبي.. لهمهماتگ التي كنت تقولها لي، ابتسامتگ، ضحكتگ التي كانت تنير دربي، والبلسم الذي يداوي اوجاعي، ولكن الآن حرمت منگ، وتركتني انزف وحدي الباقي من أيامي…

 

 

 

 

لم تتحمل أكثر من ذلگ، تركت القلم جانبًا، واغلقت دفترها، وامسكت بصورته تقبلها بشوق وحنين، محتضنه إياها وظلت تبكي على حبيب رحل ولن يعود مره ثانيه..

ومع مرور الأيام استعادت “غزال” صحتها لكن ما زال الحزن يكسو وجهها، تبتسم لوالدتها، وفي نفس تلگ اللحظة فؤادها يبكي في صمت، ارتدت لباس القوة وهي اضعف مما تدعيه؛ لكنها لا بد عليها أن ترتديه حتى تستطيع أن تحيا وتعيش حياتها، بدأت العودة مرة ثانية لعيادة الدكتور “أمان” الذي رفرف قلبه حين رمقها تدلف من بابه، نهض وتحرگ نحوها وصافحها بكل حب يكنه لها، فقد كانت جميلة برغم الحزن الساكن بمقلتيها،

اجلسها وسألها عن حالتها رادفًا:

 

 

 

 

– طمنيني عليكِ عامله ايه؟

تنهدت بوجع واخرجت آهه ساكنه اضلعها ثم قالت:

– عايشة، او بمعنى ادق بحاول اعيش واتأقلم مع الوضع الحالي.

– طب ده ممتاز، المحاوله في حد ذاتها شيء كويس، ومع الوقت هيكون عادي وترجعي لطبيعتك تاني.

– تفتكر يا دكتور أمان هقدر ارجع غزال بتاعت زمان.. غزال اللي أنا نفسي نسيت ملامح روحها كانت ازاي… كنت قولت خلاص هتصالحني وهتعود ليا؛ لكن اللي حصلي موت اي آمل ليا انها ترجع.

 

 

 

تألم من حديثها وظهرت معالم الأسى على صفحة وجهه، ربت على كفها بحنان، وبعينان تلمعان لها هي فقط قائل:

– صدقيني هترجع، وهترجع افضل من زمان بكتير، بس انتِ اديها فرصة تعود من تاني.. افتحلها باب الأمل يا مدام غزال عشان تدخل، حاربي معاها بكل قوتگ، انتِ وقفتي على اول درجة ونجحتي، اطلعي باقي الدرجات عشان توصلي لبر الأمان.

– ازاي قولي اعمل اية؟

– كملي مشوار العلاج معايا، إحنا قطعنا شوط كبير اوي، ومع الجلسات هنوصل بسرعه، وكمان مفيش حاجة هترجعلگ ثقتگ الكامله إلا الشغل.. هينسيكِ كل احزانگ، ارمي كل الحزن جواكِ وحوليه لشعلة نشاط وحركة، وقتها هتحسي ساعتها انگ غزال القوية المتميزة في شغلها.

– مش قادره.. معنديش اي افكار في راسي عشان ابدع واكون متميزة زي زمان.

 

 

 

 

صاح بانفعال لكنه محتفظ بنبره صوته قائل:

– لا متقوليش كده، بلاش نبره الاستسلام دي، انتي جواكِ طاقة مخفيه، وقت ما هتحبي تطلعيها هتطلع.. يا مدام غزال بلاش تدفني نفسگ في قوقعه الحزن دي، حاولي وساعديني اخرجگ منها.

رمقته بنظرات تعجب، وتساؤلات تسبح في محراب عيناها، فتبسم لها وقال بعد ان القى بنظرة عابره بالكشف الموضوع على مكتبه اسماء الحالات المتبقيه:

 

 

 

 

– ممكن بعد اذنگ بعد ما نخلص الجلسه تنتظريني اخلص اخر حالة بعدگ، ونشرب فنجانين قهوة في الكافترية اللي جنب العياده؟

لمح التردد متجلي على وجهها، فقال بترجي يستعطفها:

– ارجوكِ اقبلي دعوتي، في كلام كتير اوي عايز اقوله، ولازم تسمعيه.

صمتت قليلا، وعندما لاحظت عيناه مترجية؛ اومأت بالموافقه، فـ انشرح قلبه وزادت ابتسامته، ثم نهضان ليبدأن الجلسه التي كانت ما هي إلا بداية رحلة حب جديدة تدق اول اجراس انزار بداخلها، حاولت الهروب من صوت هذه الاجراس، لكنها كانت أعلى بكثير؛ عجزت على اسكاتها، فبرغم ذلگ كان هناگ وميض يضئ لها الطريق يجعلها تشعر بالراحه والأمان يمتلگ كل اوصالها.

 

 

 

 

وحين انهت جلستها، طلب منها “أمان” انتظاره في الكافية أسفل البناية، مرت وقت ليس بكثير، وحينما انهى آخر كشف، هندم ملابسه وركض مهرولا نحوها، بحث بعينان ثاقبتان ليجدها جالسه في ركن بعيد على طاوله ترتشف قدح من القهوة، اقترب منها وجلس أمامها وقال بابتسامة:

– اتأخرت عليكِ؟

رفعت بصرها لترمقه بنظره هادئة حانية:

– لا ابدا يا دكتور مفيش تأخير ولا حاجة، اتفضل اقعد وقولي خير عايزني في أية؟

 

 

 

 

جلس ووضع منظارة على الطاوله، واشار للنادل بأن يجلب له قدح قهوة سادة، ثم تنحنح لينظف حلقه، بينما هي مترقبه حديثه والقلق تسرب اوصالها، اخذت رشفه من قهوتها وعيناها تحثه بالتفوه، فلبى هذا النداء وقال بنبره متوتره لكنها مغلفه بالعشق:

– انا بصراحه مش عارف ابدأ كلامي منين؟

– ابدأ من اي جزء عايز تتكلم عنه، هو الموضوع خطير اوي كده؟

– خطير ومتوقف عليه حياتي وسعادتها.

– ياااه للدرجة دي ؟! قلقتني بجد.

– مدام غزال، أنااا… انااا….

– أنت أية يا دكتور، قول على طول بدون تردد انا سمعاگ.

 

 

 

 

كاد أن يتفوه بكل شيء؛ لولا وقوف النادل الذي وضع قدح القهوة وبجوارها كوب من الماء، وانصرف في هدوء، فـ اخذ الكوب وتجرعه على دفعه واحده كأنه بمثابة شربه بها الشجاعه فقال مره واحده:

– انا بحبگ جدا، وطلبت ايديگ من سند ومن والدتگ، وهما موافقين وفي انتظار موافقتگ.

هزت رأسها عدة مرات لتستوعب حروفه التي قالها، شعرت للتو بصدمه كهربائية اوقفت عقلها أن يستجيب لحديثه.. كيف له أن يختار هذا التوقيت ليصارحها بحقيقة مشاعره الآن وهي المجروحه… الحزينه الباكية على فراق اعز ما لديها، لا تنكر للحظة نسربت الفرحة وجرت تروي عطش حرمانها، لكنها في نفس تلگ اللحظة وأدت ودفنت بداخلها، فـ رمقته بغضب، ونهضت من مكانها رافضة لسماع كلمه واحده منه، امسگ معصمها وقال لها بترجي:

 

 

 

 

– ارجوكِ اقعدي واسمعيني، أنا ما صدقت اتشجع واقولگ على اللي جوايا من ناحيتگ.

سحبت يدها وقالت بتهكم:

– مش عايزة اسمع كلام تاني بعد اللي قولته يا دكتور.

– لأ هتسمعيني لحد ما اخلص كل اللي عايز أقوله، لازم ادافع عن نفسي واشرحلگ انا قولت ليه كلامي في التوقيت ده، من فضلگ اقعدي.

جلست على مضض وقالت وهي تزفر انفاسها بغضب:

– اتفضل، مع أن اللي هسمعه مش هيغير حاجة.

 

 

 

 

اتنهد بحزن على طريقة كلامها الغير متوقعه، او ربما قلبه حسه أنها ستكون افضل من ذلگ، ارجع ظهره للخلف، وشبگ انامله ببعضها، وبنظره حانيه منه جعلت اوصالها تهدأ من حاله هياج امواجها وتستكين حينما قال:

– بدون اي مقدمات اشرح بيها موقفي، أنا مقدر جدا الظروف اللي بتمري بيها، وحاسس بكل اللي جواكِ.. عارف عايزة تقولي؛ بس أنا راجل بحب أكون واضح وادخل الباب من بيته زي ما اتكلمت مع سند اخوكِ، قلبي مدنيش فرصة انگ تكوني واحده عادية في حياتي، عصاني وعشقگ من قبل حتى ما اشوفگ.. بمجرد أني قرأت حروفگ ومعاناتگ؛ قلبي رفع راية حبگ عاليه بدون ما ياخد رأي، وزاد محبتگ جوايا لما شوفتگ، وحبيت روحگ اللي سكنتني ومش هتفارقني ابدا.

سكت لياخذ نفسه ويتجرع ماء يبلل به حلقه، لمح في عيناها عدم تصديقه لما قاله، او ربما لا تريد ان تصدقة كما يظن، بل كانت هي في عالم آخر ليس فيه أحد سواه، ترغب في تصديقه؛ لكنها تخشى ان تقترب من نيران قربه فتحترق مثلما احترقت من ذي قبل !!

 

 

 

 

لكن عقلها بثها على سماعه ليكتمل نظرته وتقييمه له، بل قلبها كان ينبض بشدة.. اعاصير تجرفها نحوه ولا تعلم لماذا هدأت هكذا، لا تنكر انه حين يتحدث يسحرها بقوله، ويسلب منها ارادتها، فاقت على صوته قائلا:

– كنت منتظرگ لحد ما تتماسكِ وثقتگ ترجع وكنت هفاتحگ في الموضوع، لكن بعد اللي حصل، مقدرتش اسكت.

قاطعته متسائلة:

– واية اللي خلاگ متسكتش دلوقتي، وتقرر تتكلم؟

مال للأمام ليتقابل مع كحيلتها وينظر بداخل سوداوتها وقال وهو ملمس بكفيها:

 

 

 

– اللي خلاني اتكلم؛ هو عشان يكون ليا الحق أني اقرب منگ واقف معاكِ في محنتگ.. اكون جزء ولو صغير في حياتگ واشغل تفكيرگ، ظهرگ وحصنگ المنيع، ارجوكِ يا غزال اديني الفرصة دي، حتى لو بصفة صديق لحد ما تقرري وتحسمِ امرگ في تقيم علاقتنا، وتأكدي اني مش هضغط عليكِ ابدا، وهكون دايما الداعم ليكِ في اي حاجة.

سحبت كفيها بهدوء، فقد كانت تسمعه في هذه المره بعقلها قبل قلبها، لا تنكر انها رأت الصدق داخل مقلته.. شعرت بكل حرف قاله لها، وأجمل شيء نال اعجابها وضوحه وصراحته في معرفة اخاها قبلها؛ فهذا يدل على سمو أخلاقه، لا تعلم لما تذكرت موقف مماثل لطليقها لكن اختلاف السماء والارض بين الموقفين؛ حين عرضت عليه أن تصارح اخاها عن علاقتها به ورغبته في الارتباط بها لكنه ثار ورفض بشدة، وطلب منها بالا تبلغه ويكون الأمر سرًا بينهما لحين تحديد موعد للذهاب إليه، حقًا الفرق شتان بينهما، واحدًا واضح لأبعد حد يعشق النور، والأخر ملتوي.. منافق يحب الظلام والخفا.

عندما طال صمتها راودته الشكوگ والظنون؛ فقد خشى من خوفها لتكرار التجربه معه، فقال في تحفظ شديد:

 

 

 

 

– صدقيني أنا غيره… اوعدگ انگ مش هتندمي ابدا لو ادتيني الفرصة اللي بحلم بيها، هحسسگ بالأمان اللي بدوري عليه، بصدق حبي ليكِ هتعيشي الحياة اللي نفسگ تعيشيها.. هكون داعم ليكِ ولشغلگ، عمري ما هكسر قلبگ ولا اقلل من طموحگ.

كانت تريد أن تقول له بأنها تصدق كل حرف، وتعجبت لقوله بأنه سيحسسها بالأمان؟!

اي امان يتحدث عنه؛ وهو بالفعل وجوده مصدر لاحساسها بالأمان، تبسمت له وقالت بنبره رقيقه مثلها:

– انا مصدقاگ، بس فعلا مش مستعده للغوض في أي تجربة حاليًا، قلبي مفهوش مكان للفرحه، خايفة أظلمگ معايا… قلبي اللي جواه حزن ملوش حدود، حزين بيبكي طول الوقت في صمت، بخبي دموعة جوه بير عميق، بحاول ابتسم وارسم الضحكة على وشي، عشان خاطر بس أمي متتوجعش عليا، كفاية اللي عاشته من ألم عشاني، سامحني أنا مقدره مشاعرگ النبيلة دي، لكن فعلا مش هقدر….

 

 

 

 

وإلى هنا انتهت احداثنا عند هذا الحد، لنتعرف ماذا سيكون قرار غزال النهائي؟ هل ستقبل ويكون هو السند لها لعبورها شط الأمان؟

وما مصير فؤاد؟ هل هيتجاوز محنته؟

للإجابة على تلگ الأسئلة تابعوني في روايتي الجديدة المتواضعة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الغزال الباكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى