روايات

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الثاني 2 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الثاني 2 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها الجزء الثاني

رواية الشيطان وقع أسيرها البارت الثاني

رواية الشيطان وقع أسيرها الحلقة الثانية

الفصل الثاني(عودة للوطن)
كانت تركض بشقتهما …ضحكاتها الرائعة تنطلق بقوة بينما يركض هو خلفها ويضحك يحاول الإمساك بها …فجأة تختفي من أمامه وينظر حوله برعب ليجد الد.ماء تغرق المكان حتي حائط المنزل …غاص قلبه بصدره وهو يهتف بإسمها ويركض باحثا عنها حتي ولج غرفة النوم وتجمد وهو يجسد جسدها علي الأرض غارق في دما.ؤه بينما رأسها معلقة في السقف شاخصة العينين …نظراتها يقبع فيهما الرعب …
-آه !!!
صرخ موسي وهو ينهض من النوم مفزوعا لتتراجع ليان الي الخلف وهي تصرخ بدورها …
-أنتِ بتعملي ايه هنا؟!!
زعق بها غاضبا لترد هي بخوف :
-كنت بتأملك وانت نايم …
ثم ابتسمت بعبث وهي تقترب منه وقالت:
-شكلك كنت بتحلم بكابوس ..قولي يمكن أساعدك .
كان يلهث بعنـ.ف وتأثير الكابوس ما زال يسيطر عليه ولكنه استعاد بروده بسرعة وقال وهو ما زال يلهث :
-ايوة كنت بحلم بكابوس فعلا …كنت بحلم بيكي وده بالنسبالي اسوأ كابوس ممكن يجيني !!
لوت فمها بغضب وقالت:
-متقدرش تبطل قلة ذوقك شوية …بدأت اتعصب منك …
نهض من فراشه وهو يحك شعره ويقول:
-لما توعديني تبطلي.تقتحمي اوضتي اوعدك هبطل قلة ذوق …عشان أنا بجد مليت من اقتحامك لخصوصياتي كل شوية …
اقتربت منه وهي تبتسم وتتلمس كتفه وتقول:
-عشان أنا بحبك هنطلك كل شوية لحد ما تعترف كمان انك بتحبني …ومش هستسلم لحد ما تعترف …
-اعترف ازاي بحاجة مش حاسسها …ليان حافظي علي الواحد في المية اللي باقي في كرامتك وطلعيني من دماغك والا المرة اللي جاية هقدم استقالتي لأخوكي بجد وابعد عشان زهقت منك …
ربعت ذراعيها بغضب وهي تنظر إليها ليقول هو ببرود وهو يدفعها للخارج:
-ويالا دلوقتي يا حبيبتي امشي من هنا عشان اجهز وأنتِ أجهزي مفروض معاكي كلية النهاردة!!
ثم أغلق الباب بوجهها لتتخصر هي وتقول:
-انا معرفش ايه اللي عاجبني في قليل الذوق
ثم نفخت بضيق واتجهت لغرفتها الراقية ..
دلفت للغرفة وردية اللون وفتحت خزانتها لتظهر امامها ملابسها باللون الأسود التي تناقض تماما وردية غرفتها …لم تكن يوما من محبي اللون الأسود ولكن منذ أحبته وهي حاولت بجدية ان تلفت انتباهه سعت حثيثا لمعرفة ما يحب وما يكر.هه …حفظته عن ظهر قلب …لقد كان الحارس الشخصي لها منذ عامين …منذ عامين وهي وقعت في غرامه من اللحظة الاولي وبقت تحبه بصمت لمدة عام كامل ولكن في العام الثاني حاولت لفت انتباهه لها …تخلت عن خجلها وأفصحت بحبها وطالبت بقلبه ولكنه للأسف حطمها وهو يخبرها ببرود انه لا يحبها …حتي انه كاد ان يترك العمل الا ان عدي شقيقها لم يقبل بهذا واراد أن يعرف السبب خلف رغبة موسي بالذهاب ولكن موسي لم يتكلم ولم يخبره بشئ وتراجع عن المغادرة ولكن معاملته معها أصبحت اكثر برودا ….ورغم محاولاتها الحثيثة لكي تنال قلبه الا انه يحطم قلبها مرارا وتكرارا !!!
تنهدت ليان وهي تضع كفها علي قلبها وتقول:
-امتي تحس بيا وتحبني يا موسي …للأسف عينيا مش قادرة تشوف غيرك …قلبي مش بيدق لغيرك …
ثم بهدوء استلت قميص أسود وبنطال اسود….
عشر دقائق تقريبا وكانت قد أصبحت جاهزة …وضعت النظارة الشمسية علي عينيها وخرجت من غرفتها وهي تمسك حقيبتها ذات الماركة الغالية….
توسعت عينيها وهي تراه امامها مرتدي حلة سوداء …وعينيه الزرقاء مختفية خلف نظارة سوداء …اما ملامحه فهي اكثر جدية الآن …
تراجع قليلا لكي تمر وقال:
-يالا…
ابتسمت وقالت بهيام :
-صدقني لو اتجوزنا هنكون ثنائي هايل…
زفر بضيق ولم يرد عليها لتنزل هي وما ان رأت عدي حتي اندفعت عليه وهي تعانقه بقوة …
-حبيبة قلبي ..
ابتعدت عنه ليان وهي تعاتبه بدلال :
-وحشتني يا أبيه …أنا تقريبا مبقتش اشوفك …
قبلها عدي علي رأسها وقال:
-معلش يا أميرتي …الشغل كتير الأيام دي …بس قريب هأخد إجازة واقعد معاكي ..
-هعتبره وعد ..
قالتها مبتسمة ليهز رأسه ويقول؛
-طيب روحي علي العربية عشان عايز موسي في كلمتين ….
هزت رأسها بطاعة وخرجت سريعا بينما اقترب موسي منه …
-موسي مش هوصيك علي ليان …انت عارف ان الوضع حاليا مش مطمئن …متترددش تقتـ.ل أي حد يحاول يأ.ذيها ولا تشفق حتي اللي يحاول يلمس شعره منها أقتله فورا …
هز موسي رأسه وقال:
-متقلقش ..مش هتكون أول مرة أقتـ.ل!!!
………
انتهت من تجهيز نفسها …ارتدت عباءة استقبال جميلة وفردت شعرها البني و وضعت بعض مساحيق التجميل ثم خرجت من الغرفة لتجد ياسين يجلس بالصالة يشرب الشاي بهدوء …ارتبكت عندما تركزت نظراته عليها …انتظرت أن تري الانبهار أو الإعجاب ولكن لا شئ …نظراته كانت باردة للغاية…
-افردي وشك شوية لاحسن الست الوالدة تفتكر لما تيجي انك مغصوبة عليا ….
أرادت أن ترد علي استفزازه الواضح ولكنها بدلا من ذلك رسمت ابتسامة خفيفة علي شفتيها ..ليقول هو :
-جميل يا مراتي تعالي اقعدي جمبي وخلينا نتصرف وكأننا أسعد زوجين في العالم ….عشان لما تيجي والدتك ترتاح وتتطمن …
اطاعته بهدوء وجلست بجواره فرفع حاحبيه بدهشة وقال:
-غريبة مش بتجادلي يعني ؟!
نظرت إليه ببرود كبروده وقالت:
-وأنت عايزني أجادل معاك ؟!
هز رأسه بالنفي وقال:
-لا بصراحة المجادلة مع الستات مملة وبتجيبلي صداع …
زمت شفتيها بضيق وقالت:
-ممكن أقولك حاجة ومتزعلش …
أكمل وهو يضحك :
-أني قليل الذوق صح …
هزت رأسها وهي تقول بتشفي:
-مش كده وبس أنت دبش وجلنف ومعندكش ذكاء اجتماعي ومبتعرفش تتعامل مع الستات …
اشار الي نفسه وقال :
-انا معنديش ذكاء اجتماعي ازاي ؟!أنا مهندس !!
-ونرجسي كمان !
قالتها بعنـ.ف ليضحك وينظر إليها وقد أختفت السخرية من عينيه ويقول :
-افتكرت المجادلة مع الستات مملة !بس مجادلتنا الصغيرة دي ممتعة …ممكن نخصص عشر دقايق في اليوم نتخانق فيهم واهو نضيف لحياتنا المملة شوية بهارات …
نظرت إليه دون تصديق…كيف يفكر هذا الرجل !!!
رن جرس الباب فجأة ليقول ضاحكا :
-والدتك جات …أنا رايح افتحلها …
ثم نهض وفتح الباب وتجمد مكانه وهو يري جوري…طليقته !!!
اهتز فكه بإنفعال لتبتسم جوري له وتقول:
-أزيك يا طليقي العزيز …
قالتها وهي تلج الي المنزل …
نهضت ورد وهي تنظر الي تلك المرأة الجميلة صاحبة العينين العسليتين والشعر البني اللامع وقد عرفتها …تلك هي طليقة ياسين …هل طلق أمرأة بجمالها ؟!ما السبب يا تري …
-جاية ليه يا جوري ؟!
سأل ياسين ببرود لترد جوري بإستفزاز وهي تقترب من ورد وتقول:
-جاية أبارك لطليقي علي جوازه وأشوف البديلة بتاعتي حلوة ولا لا …
شحبت ورد لتكمل جوري وهي تبتسم ببرود وتضيف بنبرة متهكمة:
-بس يا خسارة يا ياسين ذوقك المرة دي طلع يع اووي في الستات …مقدرتش برضه تجيب بديل مناسب ليا بس رغم كده احب اقولك ..
ثم نظرت إليه وأكملت بوقا.حة:
-ألف مبروك يا طليقي العزيز ..
ابتسم ياسين تلك الابتسامة الخبيثة الخاصة به وقال:
-شكرا يا جوري عقبال ما اباركلك أنا كمان ..بس يا خسارة أنتِ مبتعمريش مع رجالة لدرجة أنك اطلقتي تلات مرات قبل كده غير المرة بتاعتي …
وضعت ورد كفها علي فاها …كيف يقول هذا …كيف يجر.ح أم طفلته بهذا الشكل ..رغم أن جوري كانت وقحة معها إلا أنها شعرت بالشفقة عليها…
تصاعدت الدموع بعيني جوري وقالت:
-ميرسي لذوقك المعتاد يا أستاذ ياسين …
-باشمهندس ياسين لو سمحتي ..ودلوقتي …
أشار بعينيه للباب وقال:
-زي ما أنتِ عارفة احنا عرسان جداد وفي شهر العسل …فأطلعي برا بيتي لو سمحتي !
عندما لم تصدر أي رد فعل اقترب منها وامسك ذراعها وقال:
-أكيد مش هتديني شرف أني ارميكي برا بيتي بنفسي …أحنا برضه بيننا عيش وملح وأنتِ أم بنتي …يالا أمشي …
نفضت جوري ذراعها وقالت:
-مفيش داعي يا ياسين بيه …أنا هخرج من هنا …
ثم خرجت من المنزل وهي غاضبة بينما دموعها تتساقط بقهـ.ر …رباه هي ما زالت تحبه لم يفعل هذا معها !!!!

بعد أن غادرت جوري اقتربت ورد منه وهي تقول بغضب :
-انت ازاي قليل الذوق كده …ازاي تقدر تجرح اللي قدامك من غير ما تحس بالذنب !
نظر إليها ببرود وقال؛
-ملكيش دعوة يا ورد باللي بيحصل بيني وبين جوري…متحاوليش تتدخلي والا هزعلك بجد!!!
-انا ندمانة أني اتجوزت واحد زيك …أنا مش عايزة أكمل معاك …بكر.هك!!!
صرخت بها ثم ركضت ناحية غرفتها وهي تبكي بعنـ.ف!!!
………
كانت تمسك كوب القهوة وكفها يرتعش …أخبرتها المشرفة الخاصة بها أن الطبيب يحيي خطاب صاحب تلك المشفي يريد أن يراها وأعطته القهوة لكي توصلها له ….ما زلت رانيا تتذكر كيف أنها صرخت في وجهه بالأمس …كم تخجل من نفسها لأنها فعلت هذا …ارتعبت لأنها رأت رجل كأنه وحش أو كائن اسطوري خرج من أحد القصص المرعبة …افلتت ضحكة من بين شفتيها وهي تتذكر كيف أن الدكتور يحيي تراجع بصدمة وهو يراها تصرخ بكل تلك القوة …وجهه احمر بشدة وتمتم بإعتذار ثم خرج محرجا وعندما علمت لاحقا أن هذا هو صاحب المشفي كادت تموت من الخجل ….
وقفت أمام باب مكتبه الذي يحمل اسمه بطريقة مميزة ثم طرقت الباب ليأتيها صوته المميز :
-أتفضل …
فتحت الباب ودخلت وهي تثبت عينيها علي الأرض وتقول :
-القهوة بتاعة حضرتك يا دكتور ..
ثم بهدوء وضعتها علي الطاولة ابتسم لها بلطف ليزيل الإحراج عنها ويقول:
-اتمني مكونش رعبتك امبارح …أنا أسف بجد …
توترت أكثر وهي تقول بصوت مهتز:
-حضرتك ليه بتعتذر …ده غلطي أنا معرفش صرخت ليه بس اتفاجئت بحضرتك …بتمني تسامحني مش هتتكرر تاني …
ضحك وقال:
-يعني كده لا أنا زعلان ولا أنتِ كمان يا …
ثم نظر إلي هويتها المعلقة علي ملابسها وقال :
-يا رانيا …
ابتسمت رانيا له وهي تقول بخجل:
-حضرتك عايز مني حاجة تاني …
هز رأسه وقال:
-شكرا يا آنسة رانيا تقدري تروحي دلوقتي كنت حابب اعتذر بس واكسر حاجز الرهبة اللي عندك لأن في مستشفي الأمل هنا كلنا أخوات…
احمر وجهها أكثر وهي تهز رأسها فيقول هو أخيرا :
-تقدري تروحي .
ذهبت بسرعة من أمامه وهي تسمع بالفعل دقات قلبها بينما تحفظ عينيه الزرقاء في روحها …
ولجت لحمام للسيدات سريعا وهي تتنفس بعمق …انها المرة الاولي التي تشعر بها بتلك المشاعر القوية …تشعر وكأن قلبها سوف يخرج من مكانه …
-يا ربي أيه الشعور ده ؟!
قالتها وهي تضع كفها علي قلبها وتتنفس بسرعة …
أصبحت فجأة افكارها مضطربة …أصبحت تفكر بالمستحيل ولكن فجأة سيطرت علي نفسها وضربت رأسها وهي تقول :
-ايه اللي انتِ بتفكري فيه يا مجنو.نة أنتِ …روحي شغلك وبلاش خيال …
اغمضت عينيها وهي تحدث نفسها بصوت عالي وتقول:
-أنتِ محتاجة الشغل ده يا رانيا …محتاجاه اووي …أمك تعبانة ومحتاجة علاج…مفيش غيرك يصرف علي البيت ويجيب آكل …عيلة أبوكي اتخلوا عنكم وسر.قوا ورثكم بعد موته …أنتِ دلوقتي عمود البيت ولازم تثبتي نفسك في الشغلانة دي عشان تقدري تصرفي علي نفسك وعلي أمك العيانة …متشتتيش نفسك …شغلك هو الأهم دلوقتي …والمرتب بتاعه هيساعدك كتير في حل مشاكلك …
-يالهووي ياني ياما علي اللي هتمو.تني ناقصة عمر …أنتِ بتكلمي نفسك !!!
قالتها مشرفة النظافة بالمشفي فجأة لتصرخ رانيا …تراجعت السيدة للخلف وهي توبخها وتقول:
-مالك يا بت أي حد يكلمك تصرخي في وشك …لا شكلك خفيفة اوووي …جمدي قلبك شوية يا أختي عشان تعمري معانا …
ابتلعت رانيا ريقها وهي تقول :
-حاضر يا مدام مني. ..حاضر ….
هزت مني رأسها بإستياء وقالت:
-يالا يا حبيبتي علي شغلك وأبوس ايديكي بلاش تصرخي في وش حد تاني …
اخفت رانيا ابتسامتها بشق الأنفس وهي تقول:
-حاضر حاضر …
ثم تركتها وغادرت …
….
في مكتب يحيي خطاب …
كان يتكلم مع والدته علي الهاتف ويقول بهدوء:
-ماما دي العروسة التامنة اللي تجيبهالي وتقنعيني اني اتجوز وانا قولتلك يا ستي شكرا انا مش عايز اتجوز حاليا …معلش يا أمي سيبيني علي راحتي …لو واحدة عجبتني هتجوزها أكيد…يالا يا حبيبتي سلام .
أغلق الهاتف مع والدته وهو يتنهد ويقول بضيق:
-امتي تنسي الموضوع ده … أنا مستحيل أتجوز !!
……
في مكتب المحاماه ….
كانت جواهر تلمع الأسطح وهي تتذمر قائلة:
-انا خريجة كلية حقوق بتقدير جيد مرتفع ورغم كده انا هنا بنضف…ولا مرة مسكني قضية ولا طلب استشارتي جاية اخدم هنا وخلاص…ربنا يتوب عليا من الشغلانة دي…ابتسمت مايا بشر وهي تراها تعمل كالخادمة…تحب رؤية جواهر هكذا …هي تكر.هها منذ أن كانت معها بنفس الدفعة وكانت أكثر تفوقا منها …كانت دائما تفوز بالإهتمام من حولها رغم أنها فقيرة ومعدمة وهذا جعل مايا تحـ.قد عليها …وكانت فرصة رائعة بحق أن تجعلها تعمل بمكتب خالها المحامي الشهير وقد طلبت منه أن يذ.لها وهو نفذ طلبات ابنة أخته المدللة…
اقتربت مايا منها وهي تتهادي ببطء ثم أوقعت عبوة العصير التي كانت تشربها وقالت وهي تضع كفها علي فاها وتقول:
-أوبس معلش يا جوجو يا حبيبتي ابقي لميها..
نظرت إليها جواهر بغضب ..ودت لو تخنقها تلك الحقـ.يرة المزعجة …المدللة الفا.سدة ولكنها لن تجعلها تنال ما تريد بإشعال غضبها…أهدتها جواهر ابتسامة باردة وهي تقول:
-هلمها أكيد ….
كتمت مايا غيظها وثم خرجت من المكتب وهي تطرق كعب حذائها بغضب …افلتت من فم جواهر ضحكة متشفية وقالت :
-روحي يا شيخة يارب تتقلبي من علي السلم وأنتِ شبه عود القصب كده …داهية تأخدك من هنا وتخلصني منك .
ثم ذهبت لتزيل عبوة العصير وتلقيها في سلة القمامة ثم عادت تلمع الأسطح …
خرج توفيق حسان من مكتبه ليري جواهر تعمل …وقف ونظراته تمر علي جسدها بينما الأفكار القذ.رة تملأ عقله بشأنها …تلك الفتاة جميلة …جميلة للغاية …أنها من ذلك الجمال الذي يفضله بقوة …بشرة بيضاء وعينين سوداء حادة وغمازة شقية تقبع بجانب خدها بالإضافة إلي شعرها الرائع الذي يغطي كتفها تقريبا …جمالها المنعش يعجبه كثيرا ولولا طلب ابنة اخته لكان عاملها جيدا …
-جواهر ..
قالها بنعومة لتنهض جواهر سريعا وتقول:
-نعم يا متر …
-ملف قضية عادل الطحان فين ؟!
-حطيته علي المكتب عندك يا فندم…
هو كتفه وقال:
-دورت عليه وملقيتهوش !!ممكن تجيبيه؟!
هزت رأسها بطاعة وقالت :
-حاضر يا متر …
ثم ولجت لغرفة المكتب واتجهت لمنضدته الواسعة كي تحضر الملف …وقفت بجوار المكتب وبدأت بالبحث علي الملف …فجأة تجمدت وهي تشعر انه خلفها …ملتصق بها تماما بينما يديه تعبث بها …لقد كان يتحر.ش بها….اتسعت عينيها وشعرت انها تصنمت مكانها حتي انها توقفت عن التنفس بينما الدموع تندفع من عينيها فجأة استطاعت التحرك ودفعته لتقف بعيدا عنه وتقول بصوت مرتعش:
-ايه اللي حضرتك بتعمله ده ؟!
ابتسم بسماجة وقال:
-كنت بعمل أيه يعني ؟!أنا بدور علي الملف معاكي !
مسحت دموعها وقالت:
-حضرتك كنت بتتحر.ش بيا !!!
-اخرسي قطع لسانك …انتِ بتتهـ.ميني كد.ب !!!عايزة تستغلي أنك بنت وتتهميني بالتحر.ش عشان تقدري تبتز.يني …ده أنا ممكن أحبسك فيها أنتِ فاهمة!!!!
بكت جواهر اكثر وهي تشعر بالظلم وقالت:
-انا مش قعدالك في الشغلانة دي …أنا همشي من هنا !
-بالسلامة يا حبيبتي …كده كده انت ملكيش فائدة !!!
اندفعت جواهر لخارج المكتب وهي تبكي بعنـ.ف …كان قلبها يتمز.ق من الأ.لم …لقد فقدت وظيفتها الثانية والتي كانت تعتمد عليها كثيرا …ماذا تفعل الآن …ماذا تفعل !!!!

كانت تسير في الشوارع وهي تبكي تضم سترتها علي جسدها …كانت تشعر بالقر.ف …بالقر.ف منه ومن نفسها !!تكر.ه كونها جميلة …تكره كونها استطاعت ان تلفت نظره…جلست علي احد للمقاعد الخشبية اما ن النهر وهي افكر ماذا تفعل وكيف تتصرف…المال الذي سوف يرسله والدها بالإضافة الي المال الذي تجنيه من عملها بمركز التجميل لن يكفي أبدا …يجب أن تجد عملا…ويوجد شخص واحد.سوف يساعدها وهو شريف صديق الرجل الذي كانت تعمل والدتها لديه خادمة !!
………..
في اليوم التالي…..
غاص قلبها بعمق عندما دخلت غرفتها لقد أتت فعلا …لم تناقش والدها حتي بل وافقت أن تأتي لمصر …صحيح أنها عاشت عمرها كله بفرنسا الا انها تعشق مصر لم تعتبر ابدا ان فرنسا موطنها بل قلبها ظل معلقا بمصر …هي كانت دوما تعتبر مصر هي موطنها الأصلي …اخذ قلبها يدق بعنـ.ف وهي تري ألعابها كما تركتها منذ سنوات…أمسكت دميتها المفضلة وهي تضمها إليها وتبتسم…جلست علي الفراش وهي تقر ان هنا هي سوف تتعافي من الآلام فقد والدتها …سوف تتقبل قدرها ولكنها ابدا لن تنسي والدتها …لن تنسي تلك الصديقة الرائعة ..
لن تنسي المرأة الأهم في حياتها … ألم فقدان والدتها سوف ينخر في قلبها حتي تمو.ت !!!!
……….
جلس شريف علي الأريكة بتعب لقد سافر الي فرنسا ليعيد ابنته وقد أعادها بسهولة ويشكر ربه علي هذا …عندما يفكر في رد فعلها عندما يخبرها بالسبب الحقيقي الذي جعله يأتي بها الي هنا بالتأكيد سوف تهدم العالم فوق رأسه …هو حتي لا يصدق انه تصرف بتلك الحقا.رة…ولكن إن لم يفعل هذا سوف يخـ.سر كل شئ بكل تأكيد وسوف يكون نهايته السجن !!!
-عمي شريف ..
قالتها جواهر وهي تقف في صالة المنزل بتوتر …جواهر …تلك الفتاة التي تربت هنا مع ابنته …وهي الوحيدة المسموح لها بالدخول للمنزل دون أخذ إذنه …يتذكر انه رآها أخر مرة منذ ست أشهر عندما أعطاها مال….
ابتسم شريف ونهض وهو يقول بحنو :
-جواهر تعالي يا بنتي .
اقتربت جواهر منه وقالت وهي تفرك كفيها:
-أسفة جيت من غير ميعاد أنا قولت يبلغوك الأول بس هما …
ضحك شريف وقال:
-انا منبه عليهم أنك تدخلي من غير اذني …تدخلي علطول …ده بيتك يا بنتي …انتِ اتربيتي هنا مع بيري بنتي …
ابتسمت جواهر وقالت:
-كلامك ده طمني واداني شجاعة اني أطلب من حضرتك طلب…
-طيب أقعدي الأول وأؤمري ..
جلست جواهر علي الأريكة الفاخرة وقالت بإرتباك:
-أنا محتاجة شغل ضروري ..أنا …
-اعتبريه حصل .
هكذا قالها بهدوء لتقول هي :
-بجد يا عمي …
-بجد …
ضحك مدهوشا وقال:
-صحيح يا جواهر معرفش ازاي نسيت …فيه حاجة هتفرحك اووي …بيري رجعت …
خفق قلب جواهر وقالت بلهفة:
-بجد هي فين ؟!
-فوق في اوضتها .
قفزت حواهؤ فعليا وذهبت جهة السلالم ثم صعدت بسرعة ….
….
كانت عبير جالسة علي الفراش عندما أنفتح الباب فجأة وصوت ناعم يقول :
-بيري …
نهضت عبير ونظرت الي تلك الشابة الجميلة …اتسعت عينيها بذهول ثم شعت بهما السعادة وهي تقول:
-مش معقول جواهر ….
اقتربت جواهر وضمتها بقوة …كان لقاء الصديقتان رائع للغاية …صحيح ان مشاغل الحياة استطاعت ان تبعدهما عن بعض وانعدم التواصل ولكن الحياة لم تنجح في محو اللهفة…الحب الذي يجمع أصدقاء الطفولة …كلاهما أخذا يبكيان من السعادة…كلاهما شعرا بالراحة وهما بين ذراعي بعض ..
بعد لحظات ابتعدا عن بعض وهما يمسحان دموع بعضهما البعض …
ضحكت عبير وقالت:
-وحشتيني …وحشتيني بجد…بقيتي جميلة اووي يا جواهر..
قرصتها جواهر من وجنتها وقالت:
-وأنتِ كمان بقيتي حلوة اووي فرنسية بإمتياز ..
هزت عبير رأسها وقالت:
-لا يا حبيبي أنا مصرية وهفضل طول عمري مصرية…
-صحيح طنط لانا جات معاكي …
تجهم وجه عبير فجأة وقالت بنبرة منكـ.سرة:
-مامي ماتت…
شهقت جواهر وجذبتها لتضمها إليها وتقول:
-حبيبتي يا بيري البقاء لله …
هزت عبير راسها وهي تبتعد عنها بينما تخرج جواهر عبوة سجائرها وتقول:
-بتدخني ..
هزت عبير راسها بإستنكار وقالت:
-لا ومبحبش ريحته أصلا …أنتِ من امتي بتدخني يا جواهر؟!!
أشعلت جواهر سيجارتها وقالت:
-من سنة تقريبا لما اكتشفت مرض ماما …
-عندها ايه ؟!
قالتها عبير بتوتر لترد جواهر بصوت جامد:
-breast cancer ..سرطان الثدي!
……….
-حابب أقابل عدي بيه لو سمحتِ.
قالها شريف للخادمة بعد ان ولج لقصر رشيد …ابتسمت للخادمة بلطف وهي تقول:
-فورا يا فندم دلوقتي جاي لحضرتك …
هز شريف رأسه بتوتر وانتظر دقيقتين تقريبا حتي نزل عدي من غرفته …
-شريف بيه نورت ..
كان يبتسم بتشفي وهو يقترب منه … بينما شريف ينظر إليه بكر.ه ذلك الشاب الذي سلب منه كل شئ!!
-عدي أنا جيبت بيري بنتي من فرنسا ونفذت وعدي …كده بقا تقدر تقطع الشيكات اللي عليا ولا أيه …
ضحك عدي بقوة وقال:
-ليه مستعجل كده يا باشا …مشكلتك معندكش صبر وده اللي خلاك تقع في الورطة دي …الامور مش بتتاخد بالطريقة دي أبدا ….أنا لحد دلوقتي مشوفتش بنتك دي ..مش يمكن متعجبنيش ..وبالتالي الصفقة كلها تطير وانت تتحبس…
-عدي بيه !!
قالها شريف بتوتر …كان يرتعش فعليا…هو الآن يبيع ابنته لهذا الشيطان …وهذا هو الحل الوحيد والا سوف يُزج به في السجن …يجب أن يستمع إليه وينفذ كل اوامره …
نظر إليه عدي وابتسم بخبث وقال:
-عموما أنا بقول اشوف البنت الأول …يعني تعمل زي قاعدة تعارف.ما بيننا ولو عجبتني خلاص اخدها وأديك الشيكات وأنت قطعها بمعرفتك …بس لو معجبتنيش يا شريف بيه…..
صمت قليلا وعينيه السوداء بهما بريق شيطاني …هذا يعجبه …يعجبه ان يكون الأقوي …أكمل عدي كلامه وقال:
-لو معجبتنيش مضطر آسفا اني أحبسك بالشيكات دي ..
أغمض شريف عينيه وهو يهتز بإنفعال …وقال:
-أنا واثق انها هتعجبك …بس طبعا زي ما قولت بنتي هتكون ملكك بالحلال…يعني تتجوزها ..
ابتسم وقال:
-أكيد يا شريف بيه أنا غرضي الحلال…أنا عايز بس وريث ليا وبعدين هحررها!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان وقع أسيرها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!