روايات

رواية الشادر الفصل الثاني عشر 12 بقلم ملك ابراهيم

رواية الشادر الفصل الثاني عشر 12 بقلم ملك ابراهيم

رواية الشادر البارت الثاني عشر

رواية الشادر الجزء الثاني عشر

الشادر
الشادر

رواية الشادر الحلقة الثانية عشر

قرب حمزة من واحد منهم وضغط بقدمه على كسر في قدم الشخص التاني، صرخ بألم وهو بيترجاه يسيبه، شهقت صافي بصدمة وهي جوه العربية، مش مصدقه اللي حمزة قدر يعمله لوحده، صرخ الرجل من الالم وسأله حمزة بقوة:
– انتوا تبع مين؟.. مين اللي بعتكم وكان عايز ايه بالظبط؟
رد الرجل بصراخ من شدة الألم وقاله مين الشخص اللي بعتهم…
تابعت صافي اللي بيحصل بصدمة، كانت في السياره ومش سامعه ايه اللي بيحصل بينهم وايه الكلام اللي بيقولوه، اتكلم حمزة مع الاربع رجاله وهما بيتألموا على الارض وقالهم بقوة:
– انا هسيبكم ترجعوا للي بعتكم، بس لازم تبلغوه ان بنت فؤاد المنصوري في حماية البرنس واللي هيقرب منها موته هيبقى على أيدي
هز الرجاله راسهم بالايجاب وهما بيقوموا من علي الارض، ركضوا على السيارات بتاعهم وانطلقوا بيها بسرعه، رجع حمزة على السيارة بتاعه وركبها، بصتله صافي بصدمة وهي مش مستوعبه اللي حصل، قعد البرنس في مكان القيادة وكأن محصلش حاجه، صافي كانت بتبصله بصدمة وانبهار، سألته بصدمة وعينيها بتتأمله بانبهار:
– هو انت عملت فيهم كده ازاي لوحدك؟!.. هما دول مين اصلا وكانوا عايزين ايه؟
شغل السيارة واتحرك بيها و رد عليها بهدوء:
– متشغليش بالك بالمواضيع دي.. المهم انك بخير دلوقتي
عينيها كانت عليه وهي مصدومه ومنبهره ومش مصدقه اللي شافته بعينيها، هي عارفه ومتأكدة ان الناس دول اكيد كانوا عايزينها هي، يمكن كانوا عايزين يقتلوها او يخطفوها، لكن بطلها قدر ينقذها منهم ويخليهم يجروا قدامه وهما مرعبين، احساس رهيب بالامان كانت حساه وهي معاه بعد اللي شافته بعينيها.
وصل حمزة بالسيارة قدام فيلا المنصوري اللي بتسكن فيها زوجته الأولى، قعدت صافي جوه السيارة زي ما هي، عينيها متعلقه بيه ومش عايزة تبعد عنه، كانت حاسه انها جوه فيلم رومانسي وحبيبها البطل انقذها من الاشرار، هو حقيقي بطل، وبقت شيفاه حبيبها، لكن للاسف هي مش حبيبته، بس هي مش هتفقد الامل، وهتعمل كل اللي تقدر عليه عشان تفوز بحبه وتبقى حبيبته، خلاص عينيها مبقتش تشوف غيره بعد النهاردة، هو ده وبس اللي عاشت تحلم بيه، كانت بتتمنى يكون في حياتها راجل بجد، تشعر معاه بالامان، وهي عمرها ما شعرت بالامان زي ما شعرت بيه النهاردة.
بصلها حمزة بستغراب وقالها:
– ليه منزلتيش؟!
ابتسمت وعينيها بتتأمله بنظرات كلها عشق وحب وانبهار واعجاب، ردت عليه بخجل:
– عايزة اشكرك الاول لانك انقذت حياتي
ابتسم بهدوء، ابتسامته زادت من وسامته اكتر، خطف قلبها وعينيها
وروحها، رد عليها ببساطة وقالها:
– انقذت حياتك ايه!!.. الموضوع ابسط من كده بكتير
هزت راسها بالرفض وقالتله:
– يمكن بالنسبه لك بسيط، لكن بالنسبه ليا كبير جدا، انت مش عارف يعني ايه واحد يعمل كل ده عشاني، انت وقفت قصادهم بكل قوة وانقذتني من مصير الله اعلم كان هيبقى ايه
ابتسم لها بهدوء وقالها:
– المهم انك بخير ومتقلقيش هما مش هيتعرضوا ليكي تاني
هزت راسها بالايجاب وقالت بثقة:
– انا متأكده من كده طول ما انت معايا
لاحظ حمزة نظرات عينيها اللي بتحمل اعجاب ومشاعر تانيه هو عارفها كويس، لف وجهه الاتجاه التاني واتكلم بهدوء:
– انا لازم امشي دلوقتي عندي مشوار مهم
لف وجهه ليها تاني وبص لها وقالها:
– ياريت بلاش سهر النهاردة ومتخرجيش لأي مكان، خليكي في البيت النهارده
فرحت جدا انه مهتم بيها، هزت راسها بالايجاب وقالتله:
– امرك
نزلت من السيارة وهي بتبص له بأعجاب وعينيها بتطلع قلوب، لاحظ حمزة نظرات عينيها لكنه تجاهل كل ده وشاف ان الموضوع بالنسبه لها مجرد انبهار بلي هو عمله واكيد هيروح مع الوقت. شغل السيارة واتحرك بيها بسرعه اول ما صافي خرجت منها. وقفت صافي قدام الفيلا بتاعهم وهي بتتابع السيارة وهي بتبعد عنها، ابتسمت بسعاده ودخلت الفيلا وهي بتفكر فيه وبتفكر ازاي تخليه جنبها ومعاها طول الوقت عشان تفضل تشعر بالأمان اللي شعرت بيه النهاردة.
*****
في المنطقة بداخل بيت جميلة.
الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
وقفت جميلة في الشرفة بتاع غرفتها اللي قصاد شرفة غرفة حمزة. الناس كلها نامت والشوارع بقت فاضيه، وقفت وهي حاطه ايديها على خدها ومنتظرة تشوف حمزة وهو راجع البيت، وبتسأل نفسها؛ ياترى هيرجع ولا هيبات برا؟ وياترى ايه اللي أخره لحد دلوقتي! وايه حكايته مع البنت اللي ثريا قالت عليها النهاردة؟ ياترى وجود البنت ده هو اللي شغله عنها!!.
اسئلة كتير تزاحمت بأفكارها وهي واقفه تنتظره بقلق.
رجع حمزة وهو راكب سيارة تبع فؤاد المنصوري، نفس السيارة اللي بيوصل بيها صافي. كان سبب تأخير حمزة للوقت ده انه رجع على مكتب فؤاد بعد ما وصل صافي البيت وعرفه اللي حصل معاه على الطريق وعرفه مين اللي عمل كده. قعد مع فؤاد وقت طويل في المكتب وهما بيفكروا ازاي يحموا بيت فؤاد وزوجته وبنته وحتى ابن فؤاد اللي عايش في الخارج. حمزة لحد دلوقتي فاكر ان منافسين فؤاد دول بيتاجروا في الاخشاب زيه، ميعرفش ان الموضوع اكبر من كده بكتير وانهم من أكبر تجار المخدرات والمنافسه على تجارة المخدرات وملهاش علاقة بالاخشاب نهائي.
وقف حمزة بالسيارة قدام البيت، استغربت جميلة لما شافته نزل من سيارة شكلها فخم جدا، حاولت تخفي نفسها بسرعه في الشرفة عشان ميشوفهاش، لكنها متعرفش انه شعر بوجودها من قبل ما يشوفها، قفل حمزة السيارة وابتسم من جواه لما عرف ان جميلة واقفه في شرفة غرفتها، اتمنى انها تكون واقفه مستنياه يرجع، متعرفش هي وحشته قد ايه، بقاله اكتر من شهر مشفهاش، عارف انها كانت مشغولة بالامتحانات والنهارده كان اخر يوم امتحان لها.
اتجه للبيت من غير ما يرفع وجهه ويبص عليها، صعد الدرج بحماس وهو بيبتسم.
جميلة وقفت تاني في الشرفة لما اطمنت انه طلع بيته، بصت مرة تانيه على السيارة وهي مستغربة؛ بتاع مين العربية دي وجبها منين؟!.. لحظات قليلة جدا والشرفة بتاع حمزة اتفتحت فجأة وهو وقف قصادها. اتصدمت وجف حلقها من شدة الصدمة، وشها احمر جدا، ياترى هيقول عليها ايه دلوقتي وهي واقفه في الشرفة لحد دلوقتي.. معقول هيفهم انها كانت واقفه مستنياه.
حمزة عينيه كانت عليها وملاحظ صدمتها واحمرار وجنتيها، ابتسم بهدوء وقالها:
– مساء الخير.. صاحيه ليه لحد دلوقتي؟
بللت ريقها و ردت بارتباك:
– مفيش.. اصل مش جايلي نوم وقولت اطلع البلكونه اشم شوية هوا
ابتسم وهو بيبص للظلام والهدوء حواليه وقالها:
– ومين بقى اللي طير النوم من عينيك؟
بصت له بغيظ لانها فاهمه انه فاهم كل حاجه وعامل نفسه مش فاهم، افتكرت البنت اللي ثريا قالت عليها وبصت على السيارة اللي وافقه تحت البيت وقالت بغيظ:
– لما تقولي الاول انت راجع منين وش الفجر كده وكنت مع مين لحد دلوقتي؟
اتفاجأ من سؤالها، مش مصدق انها بتغير عليه، معقول جميلة بتغير عليه اخيرا، عجبه الموضوع جدا وفكر في مشاكستها وقالها:
– يهمك تعرفي؟
اتصدمت من سؤاله، اتوترت جدا ومعرفتش ترد تقوله ايه، لو قالت اه يهمها يبقى كده بتعترف بحبها ليها واهتمامها، ولو قالت ميهمهاش يبقى كده بتعترف انه ملوش مكان في قلبها وممكن المرادي يبعد فعلا وميرجعلهاش تاني. كانت محتارة جدا وهو منتظر ردها بلهفة، هزت راسها بالايجاب وقالت بخفوت:
– اه يهمني
اتفاجأ لما قالت انه يهمها، رجعت الروح لقلبه من تاني، ابتسم بسعادة كبيرة وهو بيبص لها، مكنش مصدق اللي بيحصل، جميلة اخيرا بتعترف انه يهمها وكمان وقفت تنتظره طول الليل، وكمان بتغير عليه، كان نفسه ياخدها في حضنه في اللحظة دي، كان نفسه يضمها لقلبه ويسمعها دقاته اللي بتنطق اسمها، متعرفش هي وحشته قد ايه وبيتمناها قد ايه، نفسه تعرف وتشعر بلي جواه وتعرف هو قد ايه بيحبها.
اتكسفت جميلة جدا بعد اعترافها ليه، بس هي قالت اللي جواها، خافت تقول عكس اللي جواها وتخسره المرادي بجد، هي فعلا بتحبه وبتغير عليه بس نفسها يبقى انسان كويس ويبعد عن أي طريق غلط مشي فيه.
اعترافها بحبها في اللحظة دي كانت فرصة مستحيل حمزة يضيعها، اتكلم وهو بيبص لها بعشق وقالها:
– انا راجع من شغلي دلوقتي وكنت مع صاحب الشغل بنتكلم في شوية حاجات كده خاصه بالشغل
خفضت عينيها للاسفل وبصت على العربية وسألته بفضول:
– وشغل ايه ده بقى اللي فيه عربيات زي دي!!
ابتسم بهدوء وقالها بصدق:
– شغل حلال والله
بصت في عينيه، شافت الصدق اللي اتعودت تشوفه، هي عارفة ان حمزة عمره ما كدب عليها، حتى لما كان بيعمل حاجة غلط او يمشي في طريق مش كويس كان بيقول، سكتت شويه، الفضول هيموتها وتعرف ايه حكاية البنت اللي ثريا قالت عليها دي، ايه حكايته معاها بالظبط. بللت ريقها وقالت بفضول:
– طب ثريا كانت قالتلي انك شغال مع بنت كده وبتوصلها وتاخد بالك منها وكده
ابتسم وهو بيسمعها، غيرتها عليه كانت واضحه جدا، اتكلم بمشاكسه وقالها:
– هي ثريا دي مبتعرفش تستر ابدا
فتحت جميلة عينيها بصدمة وفجأة اتحولت وصوتها اتغير وقالتله بغضب:
– يعني ايه؟.. يعني انت في بينك وبين البنت دي حاجة؟!
اتكلم بسرعه ودافع عن نفسه:
– بنت ايه اللي في بيني وبينها حاجه انتي تفكيرك راح لفين!!.. دا شغل. وبعدين انتي اكتر واحدة في الدنيا عارفه انا قلبي مشغول بمين
ردت عليه بدون ما تفكر وسألته بفضول:
– مين؟
هي عارفه ومتأكده انه يقصدها لكنها عايزة تسمعها منه واضحة وصريحة، ابتسم بهدوء، خد نفس عميق، بص حواليه، الهدوء والليل والقمر اللي منور السما وحبيبته اللي واقفه قدامه، كل حاجة حواليه بتشجعه انه يعترف لها دلوقتي وبكل وضوح بمشاعره ويعرف ردها بدل وجع القلب اللي هو عايش بيه معاها، وكل يوم بحال، يوم تظهر حبها ومشاعرها ويوم تظهر انها مش طيقاه، اتكلم بعد صمت دام للحظات، اتنهد وقالها بكل العشق اللي في قلبه:
– انا بحبك انتي جميلة
عينيها اتعلقت بعينيه وجسمها كله كان بيرتجف، قلبها كان بيخفق بقوة كبيرة جدا، مش مصدقه انه اعترف لها دلوقتي بحبه.. اه هي كانت عارفه والدنيا كلها عارفه انه بيحبها. لكن لما تسمعها منه بالطريقه اللي نطق بها الكلمة والاحساس ده بجد كان له احساس تاني، شاف السعادة في عينيها لما سمعت الكلمة منه، استغل الفرصة واتكلم بسرعه وسألها:
– قولتي ايه؟
كانت مكسوفه جدا بس كانت منتظراه هو اللي يبدأ ويطلبها للجواز تاني، هزت راسها وهي بتدعي عدم الفهم وقالت بخفوت:
– قولت ايه في ايه!
متعرفش انه اكتر واحد في الدنيا كلها بيفهمها وعارف انها منتظره ان هو اللي يبدأ، ابتسم بهدوء وقالها:
– انا بحبك يا جميلة وعايز اتجوزك وبالنسبه للشغل انا دلوقتي بشتغل في شغل حلال مع رجل اعمال كويس يعني معندكيش سبب للرفض دلوقتي
اللحظة دي كانت اسعد واجمل لحظة في حياتها، كانت حاسه ان الدنيا كلها بتضحك لها، هزت راسها بالايجاب وهي بتخفض وشها بخجل.
عين حمزة كانت متابعها، مصدقش نفسه لما هزت راسها بالموافقه، سألها بلهفة:
– يعني موافقه؟!
هزت راسها مرة تانيه ومقدرتش تقف قصاده اكتر من كده وركضت داخل غرفتها بسرعه وقفلت الشرفة، وقف حمزة يضحك بسعادة وهو مش مصدق نفسه، بص للسما على القمر اللي مكتمل، القمر اللي ياما سهر معاه هنا يتمنى انها تخرج ويشوفها، كان بيحكيله هو قد ايه بيحبها وبيتمناها، القمر موجود الليلة دي زي ما كان موجود في ليالي كتير عاشها يتعذب في حبها، اصبح القمر شاهد على قصة حبه ليها، ابتسم واتكلم مع القمر وكأنه بيكلم صديق مخلص شاركه لحظات حزنه قبل فرحه:
– اخيرا وافقت تصدق؟
ضحك وهز راسه بالإيجاب واتكلم مع القمر مرة تانيه وقاله:
– صدق عشان هي فعلا وافقت مش بنحلم
دخل على اوضته وهو حاسس انه اسعد انسان في الكون، نام على سريره وهو بيفكر انه لازم يتحرك بسرعه قبل ما ترجع تتقلب عليه تاني، هو عارف انها مجنونه وبحالات، اول حاجه لازم يعملها الصبح انه يتكلم مع والدها وهو عارف ومتأكده انه مش هيرفضه، اتنهد من كل قلبه وهو مش مصدق ان اخيرا جميلة وافقت وهتكون ليه.
عند جميلة في غرفتها.
حالتها مكانتش مختلفه كتير عن حالة حمزة، كانت متمدده على الفراش وهي واخده الوسادة في حضنها، كانت بتخفي وجهها في الوسادة بكسوف، كانت عماله تفتكر لحظة اعترافه بحبه ليها، ولحظة لما طلبها للجواز، كانت حاسه انها اسعد انسانه في الكون، هي فعلا بتحبه ودي الحقيقه اللي لازم تعترف بيها لنفسها ومتهربش منها تاني.
*****
في فيلا فؤاد المنصوري عند زوجته التانيه زوزو.
قعد كرم براحه على الفراش في غرفة نوم زوزو. قربت منه زوزو وهي بترتدي ثوب قصير للنوم ومعاها طبق فاكهة كبيرة، قعدت جنبه وقربت منه اكتر وسألته بفضول لما شافته شارد والسجاره مشتعلة في ايديه:
– مالك يا كرم؟.. سرحان في ايه كده!
بص لها وسألها بغموض:
– انتي بتقولي ان في شحنة مخدرات جايه لجوزك على اخر الاسبوع ده؟.. يعني على الاسبوع الجاي هتكون كلها في الشادر وسط الخشب صح؟
هزت راسها بالايجاب وقالت بتوتر:
– ايوه.. انا سمعته وهو بيتفق على استلامها وهيخفيها وسط الخشب ويدخلها الشادر
خد نفس عميق من السجارة واتكلم بتفكير:
– وطبعا البرنس هو اللي مسؤل عن الشادر بكل اللي فيه، وماضي عقد مع جوزك ان هو المسؤل الاول والاخير عن كل حاجة موجودة في الشادر
بصت لكرم بستغراب وسألته بفضول:
– انت بتفكر في ايه يا كرم؟!
طفى السجارة ولف وجهه يبصلها وقالها بمكر:
– ناوي على كل خير طبعا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشادر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى