روايات

رواية وسام الفؤاد الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الجزء الثاني والثلاثون

رواية وسام الفؤاد البارت الثاني والثلاثون

رواية وسام الفؤاد الحلقة الثانية والثلاثون

“بيقولوا إن الممنوع والمستحيل دائمًا مرغوب… وعشان إنت مستحيل تبصلي حبيتك وكان نفسي تبقى جوزى يا دكتور يوسف”
نظر يوسف بساعة يده ثم رمقها بحدة ورفع حاجبيه عاقدًا جبينه، قال باستهزاء:
“إنتِ موقفاني عشان تقوليلي الكلمتين إلي ملهمش لزمه دول يا حبيبه!”
قالت بدموع:
“أيوه لازم تعرف إني بحبك وهفضل أحبك”
زم يوسف شفتيه وقال بحدة:
“وأنا راجل متجوز وبحب مراتي ومش هحب غيرها”
أرسل تنهيدة في الهواء وأردف بنبرة حادة:
“ولو سمحتِ متظهريش قدامي تاني”
كان هناك عيون تتابعهما وقلبها مشتعلًا بنـ.ار الغيرة إنها فرح التي تقف بالأعلى في شرفتها وتراهما.
تركها يوسف وغادر وهو يهز رأسه مستنكرًا وهمس لنفسه بابتسامة ساخرة:
“إيه العبط ده!”
****
من ناحية أخرى وقفت حبيبه لوهلة ثم جففت دموعها ونظرت لشرفة بيته تُطالع فرح بحقد، وفرح ترميها بنظراتٍ غاضبة، أطرقت حبيبة بصرها أرضًا وسارت صوب بيتها وهي تلعن حالها على اندفاعها فقد فعلت ما فعلت ضـ.اربة بكرامتها عرض الحائط! وفي لحظة ضعف أخذت قرارها ستوافق على الزواج من الرجل الذي دق بابها وتحاول نسيان أمر يوسف للأبد….
*******
دخلت فرح للشقة وجلست على الأريكة وهي تطرق قدميها بالأرض بارتباك ثم هاتفت يوسف، أجابها فسألته عن لقاءه مع حبيبة، لم ينكر وحكى لها ما حدث، فقالت فرح بتبرم:
“أخر مره تقف مع البت دي يا يوسف”
“حاضر يا فرولتي من غير ما تقولي هعمل كده… المهم جهزي نفسك عشان فرح أحمد وسديل بالليل وأنا مش هتأخر في الشغل وأرجعلك يا عمري”
ابتسمت فرح بعذوبة وقالت:
“ماشي”
_____________________
وبعد أن تناولا محمود ورحيل الإفطار، وقف محمود جوار رحيل وهي تُعد الشاي وسألها:
“حاسس إنك مش سعيدة بجواز أختك من أحمد! أو فيه حاجه مضيقاكِ”
“أ… أ.. لأ مفيش أنا كويسه…”
حدق بها بتركيز كان حولها هالة من الغموض التي تزداد في الإتساع يومًا بعد يوم حاول جذبها للحديث مرة تلو الأخرى علها تفتح له سرداب مخاوفها، لكنها كانت تتهرب منه، دنا منها وقال بحنو:
“شاركيني يا حبيبتي مالك… هو الحمل تاعبك ولا إيه؟!”
ابتعدت عنه خطوات وأطلقت تنهيد. طويلة ثم قالت بصوت مرتعش:
” بصراحه يا محمود أنا مينفعش أكون أم دلوقتي”
زمت شفتيها لبرهة ثم أردفت بتجهم:
“مكنتش عايزه أكون حامل دلوقتي… أ… أنا لسه بتعرف عليك… افرض بقا طلعنا مش مناسبين لبعض وانفصلنا هيكون….”
اتسعت حدقتي محمود وقاطعها قائلًا بصدمة:
“إيه إلي بتقوليه ده! إنفصال إيه إلي بتفكري فيه؟… يبقا إنتِ كده مش بتحبيني يا رحيل!”
هم أن يغادر فجذبته من يده وطالعته بندم لما قالت وأخذت تتوسله قائلة:
“متزودهاش عليا يا محمود بالله عليك… إنت عارف إني بحبك ومقدرش أتخيل حياتي من غيرك”
” اومال فيه ايه لزمته ايه الكلام ده؟!”
“معرفش بقا معرفش أنا مخنوقه قوى… مخنوقة وحاسه إني مش قد المسؤلية دي… جواز وخلفه و…”
ابتسم بحنو فيبدو أنه تأثير هرمونات الحمل، قبض على كفها قائلًا بدفئ:
“أنا جنبك يا رحيل… متقلقيش من أي حاجه يا قلبي… شيلي الأفكار السلبية دي من دماغك”
طالعته لبرهة ثم أومأت رأسها قائلة:
“عندك حق مفيش داعي لكل الخوف ده صح؟!”
اتسعت ابتسامته وقال:
“صح الصح كمان”
لكزته في ذراعه بخفة وقالت:
“طيب أنا بحبك”
لم تفارق شفتيه الإبتسامة وقال:
“وأنا بعشقك والله يا نكدية هانم”
ارتمت بين أحضانه وهي تضحك بخفوت، فقال:
“إنتِ مش ملاحظه إن النهارده فرح سديل وأحمد وإنتِ المفروض تروحي لأختك وكده”
نظرت له وقالت بنزق:
“يعني مش لو كنت صبرت كام شهر كنا اتجوزنا في يوم واحد بدل الحيره دي”
“هما كانوا بيقولوا قدامهم سنه أعرف منين بقا إن ربنا هيفرجها ويتجوزوا بالسرعه دي”
قالت بتفهم:
“تصدق عندك حق وإنت طبعًا كنت مستعجل”
دنا منها وطالعها قائلًا بمكر:
“طبعًا كنت مستعجل ومستعجلش ليه”
ارتفعت ضحكاتها ودفعته بعيدًا عنها وهي تقول:
“إوعي كده خليني أروح أجهز عشان أروح لأختي”
تركته وخرجت من المطبخ ووقف ينظر لمكانها الفارغ مرددًا بتعجب:
“طيب الشاي ده من إلي هيعمله!”
أتاه صوتها: ” أعمله إنت يا حضرة الظابط”
_____________________
جلست هبه على طرف سريرها تُحاول تذكر تفاصيل ما رأت بمنامها، فقد رأت آمنه تطلب منها سترة تتدثر بها من برد شديد، واستيقظت هبه وهي تبحث عن سترة تعطيها إياها، نهضت واقفة وهي تقول:
“خير اللهم اجعله خير يارب”
خرجت من الغرفة فوجدت آصف يعد الإفطار، قالت:
“صباح الخير يا أحمر”
رمقها في سرعة وقال:
“صباح النوم يا حبيبي”
وقفت جواره وقالت بتعجب:
“أنا شوفت حلم غريب قوي”
لم تعطه فرصة للكلام وأردفت:
“شوفت آمنه جايه عاوزه حاجه تلبسها وقالتي آصف معدش بيجبلي هدوم”
توقف آصف عن إعداد الطعام، تنفس الصعداء وقال:
“أنا مطلعتلهاش صدقه من تلت شهور تقريبًا…”
“يبقى هي فعلًا محتاجه صدقه… ربنا يرحمها يارب”
مسح آصف وجهه وقال بكلمات مختنقة:
“مش عارف إزاي نسيتها كده!”
“إيه رأيك نروح نزورها مع بعض أنا نفسي أزور قبرها أوي… أنا كمان قررت أطلعلها صدقه من مرتبي كل شهر إن شاء الله”
ابتسم آصف وطالعها قائلًا بتعجب:
“شايف إنك مبقتيش تغيري من آمنه”
فقد كانت تكره ذكر اسمها، ودائمًا ما يعبس وجهها كلما حكى آصف عنها، قالت هبه:
“وبقيت أحبها كمان وإنت كمان إزعى تبطل تحبها أنا مش أنانية وكفايه إنها جابتلي أجمل هديه في حياتي..”
تنهدت وأردفت:
“دي مامت چوري يا أحمر… الله يرحمها”
“اللهم آمين.. المهم جهزي نفسك بقا عشان فرح أحمد النهارده أنا هفطر وأروح المطعم عشان أجهز الدنيا عشان الحفلة”
أومأت بابتسامة وقالت:
“ماشي يا حبيبي.. هروح بقا أصحي چوري على ما تخلص الفطار”
_____________________
انتهت وسام من التقيؤ وخرجت من المرحاض، كانت ترتدي منامة بنصف كم ويظهر حـ.ريق ذراعيها دون أن تخجل أو تخشى ذلك، أصبحت تحب الصيف وترتدي ملابس صيفية دون إحراج أو خوف، فقد علمها فؤاد كيف تحب نفسها وتتقبل عيوبها، ووقف فؤاد يُطالعها بقلق ولهفة وجذبها من يدها لتجلس وهو يقول:
“وبعدين بقا في حكاية الترجيع دي! دا مفيش أكل بيدخل جسمك وخسيتِ خالص…. لا نافع معاكِ حبوب ولا حقن”
وسام بوهن:
“أعمل ايه لبنتك ولا ابنك ده!! إن شاء الله بعد ما أخلص الشهر ده الترجيع يخف وأفوق شويه”
قبل فؤاد راحة يدها وقال:
“يارب حبيبتي… لو مش هتعرفي تروحي الفرح بالليل يا بابا مش مهم وأنا هعتذر منهم”
هزت وسام رأسها نافية وقالت بابتسامة:
“لا أنا عايزه أخرج شويه علقلي بس المحلول عشان يديني طاقة”
فقد كانت تعيش على المحاليل المغذية لتعوض الطعام…
أومأ فؤاد وطوق كتفيها بذراعه قائلًا بحب وبابتسامة عذبة:
“دا أنا عنيا ليكِ يا بابا”
ابتسمت قائلة:
“متحرمش منك أبدًا”
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا
_____________________
في المساء اجتمعت العائلة بمطعم آصف وهشام، كان هناك حفل بسيط للزفاف تجمعت به العائلة.
“بس فستان سديل تحفه في قمة الشياكة”
قالتها شاهيناز بعد أن نظرت لسديل _التي تجلس جوار أحمد على طاولة منفصلة_ مخاطبة البنات الجالسات على المقاعد جوار بعضهن.
ربتت وسام على ظهر رحيل وقالت بابتسامة:
“ده ذوق رحرح”
رحيل بابتسامة:
“أنا حاسه إني في حلم مش عارفه أصدق إن أنا اتجوزت وحامل وكمان سديل اتجوزت!!”
والدة فؤاد:
“ربنا يسعدكم يارب يا حبايبي”
وسام باستفهام:
“أومال فين الست فرح اتأخرت”
نظرت شاهيناز نحو باب المطعم وقالت:
“أهيه فرح وصلت”
ظهرت فرح ببطنها المتكورة أمامها، وهي تدخل للمطعم تتأبط ذراع يوسف من ناحيه وذراع صفاء من الجهة الأخرى وترتدي الكاميرا حول عنقها كما تفعل في كل مناسبة، في البداية سلمت على سديل وباركت لها ثم رفعت الكاميرا وأخذت تتقط لهما عدة صور، وتلتقط صور أخرى لزوجها وأقاربها.
ثم أقبلت نحو والدتها والبنات بابتسامة عريضة، قالت بمرح:
“السلام عليكم يا قوم كل سنه وانتو طيبين وربنا يتمم بخير ويكمل على خير ان شاء الله”
رفعت الكاميرا والتقطت لهن صورة جماعية، فقالت رحيل بمرح:
“ينفع كده الفوتوجرافر بتاعنا يجي متأخر!”
فرح بابتسامة:
“يا حبيبتي ان تصل متأخرًا خير من ألا تصل أبدًا”
ضحكت وسام وقالت:
“طيب اقعدي بكرشك ده”
جلست جوارهن فمالت وسام نحوها وأردفت بهمس:
“مش هتقوليلنا نوع الجنين ايه برده يا فرح!”
هزت فرح رأسها نافية وهي تضغط شفتيها معًا كي لا تضعف وتخبرهن، فقالت رحيل:
“أكيد ولد”
هزت فرح رأسها نافية، فقالت وسام:
“يبقا بنت!”
هزت فرح عنقها نافية، فقالت والدة فؤاد بضحك وبسخرية:
“يعني لا ولد ولا بنت اومال إيه يكونش أرنب!”
انفـ.جرن مما أثار غيظ فرح، نظرت لوالدتها الجالسة قبالتها والتي تحثها على إخبارهن، فالتفتت فرح يمنة ويسرة ثم قالت بنبرة خافتة:
“هقولكم بس يكون سر بينا”
ابتسمت رحيل وقالت بنفس النبرة:
“ولد صح؟”
لكزت وسام رحيل وقالت بابتسامة:
“لا أكيد بنت صح؟”
فرح بابتسامة:
“انتوا الاتنين صح”
نظرتا لها بذهول فأردفت فرح:
“ولد وبنت… توأم”
صرخت وسام بفرحة وهي تردد بنبرة مرتفعة:
“الله بجد… اللهم بارك اللهم بارك”
التفتت فرح حولها واتسعت حدقتيها قائلة:
“بس يا بت امسكي عضلات لسانك”
ربتت رحيل على يد فرح وقال بحمـ.اس:
“فرحتلك قوي يا فروحه ربنا يقومكم بالسلامه يارب”
فرح بقلق:
“يارب… ادعولي عشان قلقانه جامد..”
نظرت وسام لخالتها وقالت:
“مالك يا خالتو حساكِ متفاجئتيش يعني!”
تنحنحت والدة فؤاد بخفوت وقالت بابتسامة:
“أصل شاهيناز قالتلنا يعني كلنا عارفين ما عدا انتوا الاتنين”
شهقت فرح ونظرت لشاهيناز قائلة:
“هو دا البير إلي حطيتِ سري فيه! شربتِ العيله كلها منه يا شاهيناز”
تلعثمت شاهيناز وقالت:
“و… و… وإيه يعني… خلي العيله تفرحلك هو أنا قولت لحد غريب دا العيله واتنين تلاته كده أصحابي”
زفرت فرح بقـ.وة ونهضت وهي تقول بنزق:
“والله كنت حاسه إن الناس كلها عارفه المشكله إن إنتِ إلي قيلالي مقولش لحد….
تنهدت فرح وأردفت بسخرية:
” يلا ربنا يجعلك سبب في فرحة العيله دائما يا شاهيناز”
قالتها فرح وغادرت لتقف جوار زوجها، كانت وهيبة تجلس معهن على الطاولة متجهمة الملامح وصامتة، سألتها شاهيناز عما بها أكثر من مره لكنها كانت تُجيب لا شيء.
_____________________
“قولتلك خدني البيت و… ونبعت حد يجيبلنا الفستان ألبسهولك في الشقه.. قولت لأ لازم أعملك حفله!! تمام أنا بقا زهقت وعايزه أمشي”
قالتها سديل التي ترتدي فستان زفاف أبيض واسع ورقيق وعليه نقابها، ضحك أحمد وعقب:
“احنا بقالنا ربع ساعه بس قاعدين اصبري نص ساعه كمان وهنمشي إن شاء الله”
تأففت بحنق فمال أحمد نحو أذنها وأردف بهمس:
“بحبك يا ديلا”
ابتسمت أسفل نقابها ومالت نحو أذنه قائلة بابتسامة:
“بص أنا مكسوفه فمش هرد عليك وأقولك إني بحبك أكتر بكتيــر وكلام من ده”
ضحك وهمس لها:
“مكسوفه ايه!! ما خلاص بقا احنا عدينا المرحله دي”
سديل:
“لأ أنا لسه معديتهاش”
مال أحمد نحوها قائلًا بمكر:
“هساعدك تعديها… من عيوني يا عيوني”
ابتسمت سديل وهي تغمغم:
“اتلم يا أحمد وخليك محترم”
ارتفعت ضحكاته واستند بظهره للخلف وهو يتلفت حوله ويلوح لمن يلتقطه نظره من أفراد عائلته.
أخذت فرح تلتقط الصور لكل ثنائي على حده، هبه وآصف مع ابنتهما، ثم هبه مع والدتها ووالدها وسام مع فؤاد، أحمد وسديل، ورحيل وحمود، وأخيرًا صورة جماعية بصحبة الجد والجدة وهيبة عابسة الملامح.
غنى أحمد أغنية واحدة وشاركه الشباب على نقرات الدفوف كان حفلًا هادئًا ومر سريعًا.
انتهى الحفل وغادر أحمد مع سديل بسيارة محمود الذي قاد السيارة وجواره زوجته رحيل.
نظرت رحيل لأختها التي تتحدث مع أحمد بسعادة وطالعت زوجها للحظات تذكرت كيف أعاد لها حقها من عمها الظالم الذي أعطاهما أملاكهما كما طلب منه الجد بناء على خطة محمود.
رمقها محمود فتلاقت أعينهما، حركت شفتيها بدون صوت:
“بحبك”
غمز لها وابتسم ثم تابع طريقه دون أن يُعقب ولم تُفارق وجهه الإبتسامة وظل يرمقها بين حين وأخر وهي أيضًا وتتحدث نظراتهما عما بقلبهما. أفضل وسام للفؤاد يكافئك به القدر هو رفيق محب يسير معك درب الحياة، وأجمل جائزة يفوز بها القلب أن يجد من يحبه بكل ما يحويه.
************
وقبل أن يغادروا بدلت وهيبه نظرها بين الجميع وأخذت تتظاهر بالبكاء، فالتفت لها الجميع «فرح، وسام، فؤاد ووالدته يوسف، آصف، هبه، نوح ومريم، هشام وزيد وزوجته، شاهيناز، الجد»
سألتها شاهيناز عما بها، قالت وهيبة بحشرجة زائفة:
“طلعت فوق السطوح هز الهوا كمي كل البنات اتجوزت وأنا قاعده جنب أمي هئ هئ هئ”
ارتفعت الضحكات، وعقب الجد من خلف ضحكاته:
“هشوفلك عريس متزعليش نفسك حجه”
ربتت شاهيناز على ظهر وهيبة قائلة بضحك:
“وإنتِ إيه إلي طلعك فوق السطوح بس يا حجه… متطلعيش تاني”
ارتفعت ضحات الجميع والتقطت فرح صورة أخيرة في تلك اللحظة.
تمت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسام الفؤاد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى