روايات

رواية السيميائي الفصل الثاني 2 بقلم بيتر نيدفيد

رواية السيميائي الفصل الثاني 2 بقلم بيتر نيدفيد

رواية السيميائي الجزء الثاني

رواية السيميائي البارت الثاني

السيميائي
السيميائي

رواية السيميائي الحلقة الثانية

صوت صراخ قوي هز قرية ، خرجت الناس من بيوتها عشان تشوف سبب الصوت ومصدره وأتجمعت الرجالة في الطرق وهي بتتسائل عن اللي حصل ولكن ماحدش فيهم كان عنده أجابة وافيه او مفيدة ..
خرج باهر من بيته وإتجه لمجموعة منهم ، وكان زيه زيهم بيحاول يعرف سبب الصوت اللي حصل ومنين !
ولما ملاقاش أجابة ، أتحرك وسابهم وأبتدا يدور بنفسه على أجابه وكان عنده قناعه إن الصوت ده ليه علاقة باللي بمر بيه وحصل معاه ..
كان بيتمشى وبيراقب البيوت من حواليه وبيبص على وشوش الاهالي اللي واقفين خارج بيوتهم في حالة من الفزع والقلق وكان بيسمع حكاياتهم عن الاحداث الغريبة اللي حصلت معاهم وان الصوت ده مش اول حاجه غريبة تحصل ، وحس باهر إن القرية بالكامل تحث تاثير قوة غامضة..
وقتها اقتنع أنه كان على حق وكل اللي مر عليه كان حقيقي برغم أن اهله أنكروه ، إبتدا يبعد عن تجمعات الناس ومشي سرحان وبيفكر فى إيه اللي صاب القرية وحل عليها ، ولكن إستوقفه صوت أنثوي رقيق من وراه بيقوله :
– أزيك ياباهر ..
= جيهان ؟! أنتي رجعتي البلد أمتى ؟
– جيت اول أمبارح وهسافر بكره إن شاء الله
= بسرعة كده ! عموما ًحمدلله على سلامتك نورتي بلدك
– هو انت لسه ماتجوزتش ؟!!
= لاء ومش ناوي حالياً ..
– ليه بس ؟ لازم تتجوز وتعيش حياتك ..
= ماتقلقيش ياجيهان انا عدم رغبتي في الجواز مالهاش علاقة بيكي ، انا متقبل لفكرة انك اتجوزتي وبقى ليكي حياتك و مش مجروح ولا مكسور أطمني ..
– بكره ربنا يكرمك باللي احسن مني ..
= قوليلي انتي ايه اللي جايبك الناحية دي ؟
– لا عادي انا لما شوفتك معدي من قدام بيت اهلي ، حبيت اسلم عليك فمشيت وراك شوية لحد مانبعد عن العيون ، عشان ماحدش يفهم غلط .
= طول عمرك حريصة ، المهم أنتي بخير ؟
– مش اوي وبقول يارتيني ماجيت ، اعصابي باظت هنا من الرعب ..
= ليه حصل معاكي حاجه ؟!
– امبارح الفجر كده سمعت صوت إنفجار وقومت مخضوضة من النوم ، ومن بعدها بقيت اسمع اصوات مريبة في البيت وبشوف خيالات كتير ودلوقت سمعنا صوت صريخ مرعب اهو ، مش عارفه في ايه هيحصل تاني..
= انا كمان سمعت صوت الانفجار وحصل معايا حاجات مش طبيعية ومش لاقي تفسير لده ، بس إستنتجت إن في أرواح شيطانية سيطرت على القرية بعد اللي حصل معايا ومن اللي سمعته من الناس ومن اللي بسمعه منك دلوقت ..
– وليه بقى الرعب ده ؟ انا لازم امشي من هنا بسرعة واسافر القاهرة ارجع بيتي ..
= خير ان شاء الله ماتخافيش ..
– يعني انت مش خايف ؟
= خايف طبعاً مافيش حد مش بيخاف بس مش خايف على نفسي ..
واثناء انشغالهم بالكلام سمعوا اصوات غامضة مزيج بين الضحك الهستيري والبكاء والنحيب ، اتخضت جيهان ومسكت في دراع باهر اللي كان بيحاول يتماسك ويظهر هدوئه ، وقالت هي بتترعش بخوف :
– ايه ده في ايه ؟ ايه الاصوات دي ؟
= اهدي ماتخافيش ..
– اهدا ايه بس ده انا قلبي هيقف ..
= تعالي نرجع من الطريق ده واوصلك بيت أهلك وانا هلف شوية في القرية عشان احاول افهم حكاية الأصوات دي
– أه ياريت تعالى وصلني ، بس خليك ماشي بعيد عني شوية عشان ماحدش يشوفني معاك ..
بعد خطوات من تحركهم إتفاجئوا بمجموعة من الكلاب واقفه قدامهم وبتعترض طريقهم ، وبيتقدمهم كلب ضخم أسود بانياب حادة وبارزة ، وقف باهر ومسك جيهان من ايدها ووطى على الأرض يلتقط حجر صغير ، وكان منتظر انهم يخافوا ويبعدوا عن طريقه
لكن مافيش كلب منهم اتحرك من مكانه ، أضطر باهر انه يرمي عليهم الحجر عشان يبعدوا ويهربوا ، بس الحجر زاد من غضبهم وزمجر قائدهم بغضب وبقى يتقدم ناحيتهم ببطئ ، صرخت جيهان من الخوف وشدها باهر وطلب منها تجري معاه ،
فضلوا يجروا فى طريق عودتهم ، والكلاب كانت بتطاردهم بإصرار ومع محاولات كتير للهروب منهم قدروا يوصلوا قدام بيت جيهان ، وإستغربوا إن مافيش حد من الأهالي واقف في الطريق والبيوت كلها بقت هادية بدون اصوات او حركة وتوقفت الكلاب عن مطاردتهم واختفوا تماما عن نظرهم ..
ولاحظوا ارقام وحروف مكتوبة بالدم على وجهات البيوت وابرزهم الرقم 370 اللي منتشر بشكل مميز ولافت ، بص باهر لجيهان وقالها :
– ادخلي اطمني على اهلك وانا مستنيكي هنا
= انا خايفه اتحرك ياباهر
– ماتخافيش انا مش هسيبك وهفضل مستنيكي هنا
مشيت جيهان من قدام باهر بخطوات مليانه بالخوف والحذر ، وبعد دخولها للبيت مرت دقايق ورجعت بتجري وبتصرخ وقالت :
= أهلي مش جوه ياباهر ، امي وابويا واختي اختفوا
– أنتي متاكدة ؟!
= دورت عليهم فى البيت كله مالهمش أثر !!.
أتحرك باهر بخطوات سريعة وبدأ يخبط على البيوت المجاورة ، كان بيحاول يتأكد ان الناس وموجودين ، ولكن ماكنش في استجابة ، خبط أكتر من باب وماحدش رد وماكنش سامع اي صوت وكان من ضمنهم بيوت مفتوحه لكن خالية من سكانها..
.
بكت جيهان بصراخ مكتوم ومسكت موبايلها تطلب الشرطة ، واتفاحئت إن مافيش شبكة ، وحاول باهر من موبايله و كانت نفس النتيجة لا توجد اشارة شبكة ..
وفاجئهم صوت من ضهرهم بيقول :
– منوره ياجيهان
التفت باهر وجيهان لمصدر الصوت ورد باهر بدهشة :
= عم فرج !
تأملت جيهان الشخص اللي عارف اسمها وبيكلمها بنظرة دهشة واستغراب واطمنت لما لاقت باهر يعرف اسمه بعد لحظات تردد ردت وقالت :
– مين حضرتك انا مظنش اني اعرفك؟
• انا بقى أعرفك من وانتي لسه في اللفة ولو سألتي أهلك عني هيقولولك .
رد باهر بنبرة حادة :
– انت كداب ماحدش يعرفك من اهالينا ولا احنا عارفين انت جيت البلد امتى ولا منين ..
أبتسم فرج ورد بنبرة هادئة :
= معقول الكلام ده ، انا اشهر من عمدة بلدك امال انا عارفكوا ازاي ؟
ردت جيهان بحنق :
– اياً كان مش مهم انت مين ، المهم تساعدنا انا مش لاقيه أهلي والناس اختفت من بيوتها وفى هنا كلاب شكلها بشع كانت عايزه تموتنا
رد باهر :
• مش هتلاقي عنده تفسير ياجيهان ومش هتستفيدي منه بأجابة مفيدة يالا نبعد من هنا .
رد فرج بنفس درجة الهدوء والثبات وقال :
– سيبك منه ياجيهان باهر مخه ضرب من زمان ، لو خايفه على نفسك وعلى أهلك تعالي معايا انا هحميكي وهدلك عليهم
مسك باهر ايد جيهان وشدها بقوة ناحيته :
= مش هسيبها تروح معاك في اي مكان ، جيهان هتفضل جنبي وهنلاقي أهلها سوا
تأوهت جيهان من الالم وقالت :
– ايه اللي بتعمله ده سيب ايدي هتكسرها ، انت غبي ؟ وبعدين حد قالك ترد مكاني ؟
• جيهان طوعيني الراجل ده مش طبيعي وشكله ليه علاقه باللي بيحصل هنا خليكي معايا
ضحك فرج وقال :
– يااخويا بدل مانت واقف وفاتح صدرك وعايز تعمل راجل قدامها ، روح شوف اهلك فين انت كمان ؟
أتعلثم باهر وهو بيقول :
– ااا .. أهلي مالهم أهلي ..
= اكيد اختفوا زي باقي الناس ولا انت نسيت اللي حصلهم امبارح الفجر
– ولما الناس دي كلها اختفت انت ليه ماختفتش زيهم ؟
– وأنت ماختفتش ليه ؟! زييي زيكم مستغرب ليه !
تراجعت جيهان خطوات للخلف وقالت :
– انا هروح معاك ياباهر ندور على اهلي واهلك ، شكراً ياعم فرج على مساعدتك
رد فرج ..
• اللي تشوفيه براحتك طبعاً ، لو احتجتي حاجه نادي عليا من اي مكان هتلاقيني قدامك وبساعدك ..
مسكت جيهان ايد باهر وقالت ” يالا نمشي ”
جريوا الاتنين في طريقهم لبيت باهر وكانت بتطاردهم اصوات مريبة وخيالات مرعبة وكانت جيهان بتقع على الارض من شدة الخوف والهلع لكن باهر كان بيقومها وبيطمنها وبيكملوا طريقهم ..
لحد ماوصلوا بيت أهل باهر والمتوقع حصل انه ملاقاش أبوه وامه، وبعد دقايق قليلة خرج من البيت وهو بيحاول يلتقط انفاسه وقال لجيهان وعرفها إن أهله هو كمان اختفوا ، واثناء كلامهم ظهرت نفس مجموعة الكلاب المرعبة مع قائدهم والمرة دي كانوا بيجروا باتجاهم بسرعة، ووقتها مسك باهر بأيد جيهان وجري بيها جوه بيتهم وقفل الباب عليهم ، وانتبهت جيهان انهم بقوا جوه البيت ، شدت ايدها وقالت بنبرة غاضبة :
– انت اتجننت الناس تقولي علينا ايه واحنا مقفول علينا باب واحد في بيتك
= اقعدي ياجيهان واسكتي ناس مين ؟ هو في حد في البلد غيرنا وبعدين انتي سايبه الشياطين والعفاريت وفرج والكلاب اللي بره وتقوليلي الناس هتقول ايه ؟
– اه طبعاً عايز تظهر نفسك انك الشخص الشهم الجدع اللي بيحميني برغم اني جرحته واتجوزت شخص تاني غيره ، وهو ياحرام برغم الوجع اللي جواه بس لسه بيخاف عليا وكده ، ومش انك انت اللي بعتني الاول لما رفضت تتقدملي وقولتلي انك مش جاهز صح ؟ هصدق انا بقى كده
= مالك في ايه؟ انا بعمل كده ؟ انا ؟
– انا ماينفعش افضل هنا لو سمحت عايزه اخرج , واعى تفتكر اني سهله ولا رخيصة عشان اخون جوزي ..
= تصدقي انتي صح ، يالا اخرجي بالسلامة خلي اللي بره يكسروا عضمك انا هتعب قلبي ليه ؟ يالا ياماما اخرجي
– اخرج فين انا ؟ هخرج لوحدي؟
= اه لوحدك انا نفسي اتقطع من الجري ، وإبقي عدي عليا بكره ونجري شوية تاني
– كده ياباهر هتسيبني في وقت زي ده ..
= لا حول ولا قوة الا بالله ، أقولك اصبري عشر دقايق نستريح ونطلع بعدها نكمل جري بره ..
= أهلي راحوا فين ياباهر ، ياترى حصلهم ايه ؟
– انتي مش واخده بالك ان أهلي انا كمان اختفوا ولا ايه ، ماعنديش أجابه ياجيهان بس واضح ان ده شغل عفاريت
= انت متعصب كده ليه ، طول عمرك كده بتتعصب من اقل حاجه وعايشلي دور سي السيد
– جيهان انتي كشفتي على مخك قبل كده واتاكدتي انه موجود في مكانه وشغال ؟.
= اخرس وماتكلمنيش كده ، انا خلاص مش عايزه اعرفك تاني انا همشي
– ايه ده في ايه ؟ البت اتلبست ولا ايه ؟ يابنتي ركزي احنا في مصيبة دلوقت مش وقت هرموناتك دي ..
= ايوه صح ، طب فين أهلي يا باهر ؟
– انتي بتساليني تاني ، انتي شاكة لاكون خاطفهم ولا حاجه ، اقعدي ياجيهان واستهدي بالله خلينا نفكر ..
= اقعد ؟! هو ده غرضك من الاول ؟
– أقعدددددي ماتجننيش اهلي ، اقعددددي
= اديني قعدت ها خير ؟
– انتي شايفه ان اللي بيحصل ده طبيعي وبتاع بشر زينا
= اكيد دي افعال شياطين طبعا امال انا مرعوبة ليه ..
– يبقى احنا لازم نفكر في حد يساعدنا يكون قادر يفهم اللي بيحصل
= لازم نبلغ الشرطة..
– نبلع الشرطة ؟! هنقولهم ايه تعالوا اقبضوا على شوية عفاريت بطلجيه عندنا عاملين ناوش
= لاء بس على الاقل هيحطولنا حراسة وهيساعدونا نلاقي اهالينا
– حراسة !! جيهان ياماما دول عفاريت مش عصابة ابو سريع يعني ولا الداخليه كلها هتقدر عليهم ..
= امال هنبلغ مين يعني نبلغ المطافي يافالح
– مش هنبللللللغ حد مش هنبلغ حد ياجيهان افهميني ، احنا عايزين نلاقي اللي يقدر يساعدنا وفاهم في عالم الارواح والحاجات دي هو اللي هيحل كل حاجه
= مبن يعني اللي هيقدر يقف قدامهم سوبر مان مثلا
– لا عايزين مان عادي من غير سوبر المهم يكون فاهم اللي بيحصل
= مممممم مان عادي ويكون فاهم اللي بيحصل !!
– كويس انك بدأتي تفكري ..
= أسمع ، انا افتكرت صديقة ليا موظفة معايا في البنك وكان حصل معاها قصة صعبة اوي كلها رعب وخوف وشياطين وسحر وقالتلي أن في واحد قدر يساعدهم وحل مشاكلهم واتحدى ملك من ملوك الشياطين اسمه بعلزبول وانتصر عليه وانقذ ناس كتير منه ..
– وده مين ده ومكانه فين ؟
= مكانه فين معرفش اول ماتيجي عندي شبكه هتصل اقولها وأسالها ، إنما اسمه أيه ..
فأسمه رياض ..
رياض الدمشقي ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية السيميائي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى