روايات

رواية الزيارة الفصل السادس 6 بقلم هنا عادل

رواية الزيارة الفصل السادس 6 بقلم هنا عادل

رواية الزيارة الجزء السادس

رواية الزيارة البارت السادس

رواية الزيارة الحلقة السادسة

كنت هتجنن ومش فاهمة ومرعوبة، لكن خالد رد بسرعة:
– يعني ايه؟ مش فاهمين حاجة؟ احنا مالنا بكل ده؟
رد الشيخ جمعة وقال:
– القبر ده فيه روحانية مسجونة، واللى ساجنها جن يهودي، مجرد وصول حد قدام المدفن بتستنجد بيه يساعدها تخرج.
رديت وانا عيني على الخيالات اللى لسه ظاهرة قدام عيني ورا سياج المدفن:
– يعني كل اللى بيشوف المدفن ده بيحصل فيه نفس اللى بيحصل معانا.
رد عليا الشيخ وقال:
– لو ايمانهم ضعيف بيستحوذ على عقولهم اليهودي، مش بيسمعوا ولا بيشوفوا اللى انتم شوفتوه، لكن بيتأثروا بطاقة المكان ومحاولاته الخبيثة فى انه يبعد اي حد بطرق محدش يتحملها.
خالد:
– طيب والحل؟
الشيخ حسن:
– نوصل للشخص اللى ساعدهم فى الوصول لعالمنا.
رديت انا بأستغراب:
– نوصله ازاي؟ افرض ميت ومدفون فى القبر ده؟
رد الشيخ جمعة:
– لو مات كانوا فارقوه، الجن مش هيستنى فى جسد اكله الدود، ولا هيسيطر على روح رجعت للي خالقها.
بصيت لخالد وبص ليا ورجعنا بصينا للشيوخ واحنا بنسأل:
– وهنوصل ازاي؟ دول بيقولوا ان محدش بيعرف اي حاجة عن اصحاب المدفن ده.
الشيخ حسن:
– يبقى لازم ندخل المدفن.
الجملة دي كانت كفيلة تسيب اعصابي لدرجة اني مقدرش اقف على رجلي، سندني خالد وهو بيقول:
– استهدي بالله يا حبيبتي، طيب يا شيخ هنعمل ده ازاي؟ محدش من التُربية بيقرب من المدفن اصلا.
الشيخ جمعة:
– بأي طريقة لازم ندخل، التسليط ده قوي جدا، وزي ما بيأذي المسجونة…بيأذي كمان الجسم اللى كان سببهم فى تلاقيهم جوة عالم البشر، بوابتهم لينا لازم تتقفل.
خالد:
– طيب انا هحاول اتفاوض مع علي ده، يمكن هو يقدر يساعدنا، لأن والده رافض تماما ان يدخل نفسه فى مشاكل من النوع ده.
الشيخ حسن:
– بأسرع وقت يا استاذ خالد، كل يوم انت ومراتك هتكونوا عايشين فى كوابيسهم النهاية هتكون مش فى صالحكم.
رد خالد:
– طيب خلونا نطلع نقعد على اي قهوة برة نشرب حاجة لحد ما الوقت يعدي شوية يكونوا موجودين ونقدر نلاقي حد نتكلم معاه.
فعلا خرجنا كلنا من المقابر وقعدنا على قهوة قصاد باب العامود، كان الوقت بيمر بطيء جدا وابتدا خالد يسألهم ويحاول يفهم منه يعني ايه اللى اتقال ده؟ رد عليه الشيخ حسن وقال:
– فيه ناس بتكون مميزة وعندهم حاجات اتوهبت ليهم بتساعدهم كتير فى حياتهم…وده بيكون بأرادة ربنا، ماهو زى ما فيه شياطين…فيه ملايكة، وزى ما فيه اذى…فيه خير ومساعدة.
كمل الشيخ جمعة وقال:
– فيه ناس بتكون عارفة وحاسة انها مش لواحدها، وان فيه معاها وحواليها وجواها حياة تانية لكيان مش متشاف لكن محسوس وبيقدروا يحافظوا ويتعاملوا مع ده ويقربوه منهم اكتر، ولان الروحانيات دي بتكون هبة…يبقى لازم نحافظ عليها ونساعدها انها تفضل معانا، والالتزام بعلاقة الانسان بربه بيساعد فى انه يحافظ على وجود الهبة دي.
كمل كلام الشيخ حسن و كأنهم حافظين اللى بيتقال وبيكملوا بعض:
– وفيه ناس متعرفش، يمكن لان علاقتهم بتكون بعيدة شوية عن ربنا وده بيخليهم مش قادرين يفهموا ولا يحددوا اللى بيحصل معاهم…لكن ميمنعش ان الروحانيات دي بتفضل مستمرة فى مساعدة الشخص ده وبتحاول دايما تنورله الطريق للصح.
رد خالد وقال:
– طيب واللى بيحصل فى الحالة دي معناه ايه بقى؟
رد الشيخ وقال:
– حرب..حرب مش بتنتهي بين الخير والشر، مين سببها وايه السر وراها فى الحالة دي لسه مش فاهمين، وعلشان كده لازم نعرف من وجودنا جوة المدفن، القرأة هتساعدنا.
الوقت كان بطيء لكن ساعدنا فى اننا منحسش بيه جامد هو الكلام اللى اتقال ولأول مرة نسمعه او نعرف بيه، خالد كان مهتم جدا بكل اللى بيتقال، كان واخد الموضوع بجدية اكبر بكتير من اللى كنت متخيلة انه هيتعامل معاه بيه، جت الساعه 11:30 قال خالد:
– طيب الضهر قرب يأذن، هروح اشوف انا علي واتفق معاه وارجعلكم تاني.
رد الشيخ جمعة:
– واحنا يابني هنروح نصلي فى اقرب مسجد هنا ونتقابل تاني بعد الصلاة.
خالد:
– هاجيلكم على المسجد علشان نصلي سوا، وان شاء الله يكون خير ونقدر نوصل لحاجة.
اتحركوا هما وانا وخالد دخلنا المدافن تاني، خايفة وبرتعش وايدي فى ايد خالد زي التلج، بص ليا وقاللي:
– متخافيش يا توتا، كله هيعدي، احنا لا بنأذي حد ولا عمرنا عملنا حاجة وحشة لحد…أكيد ربنا له حكمة فى اللى بيحصل معانا ده، ويمكن يكون اللى بيحصل ده خير واحنا خوفنا اللى مغمي عنينا.
كلامه دخل قلبي وريحني، لكن خوفي ده غصب عني، طبيعي ان البني ادم يخاف طول ما اللى بيحصل معاه وحواليه حاجة خارجة عن الطبيعي والمألوف، ابتسمت وقولتله:
– هحاول اهدا يا خالد، بس هو ده وقت توتا يعني؟ عارف تفصل انت؟
رد عليا وابتسم:
– انا بطمنك بس يا حبيبتي، متحاوليش تضغطي على نفسك وتظهري عكس اللى انتي حاسة بيه، انا كمان خايف، لكن علشان عارف احنا ايه…واثق فى ربنا وكرمه، اما بقى توتا فأنا مش فايق ولا حاجة، انتي بس اللى كل ما بقولك اسلام تقوليلي انت محسسني انك بتقول اسم صاحبك، فمش عايز اضايقك.
ابتسمت تاني:
– كانت ضاقت الاسامي بيهم يعني يسموني اسم ولاد؟!
ضحك وقاللي:
– انا بحبك وبحب اسمك…وبعدين كفايا انك مميزة بيه.
الكلام ده اخد مننا الطريق ولقينا نفسنا عند باب اوضة علي التُربي اللى كان مفتوح على اخره لكن مفيش حد جوة الاوضة، كان بيبص خالد جوة وفجأة سمعنا صوت من ورانا:
– خير يا استاذ؟ هو فى حاجة تاني؟
بص خالد بسرعة وبصيت معاه ولقيناه كان علي، اتكلم خالد بسرعة وهو بيسحبه من دراعه على جنب:
– علي…احنا لينا رجاء مينفعش يترفض، لازم ندخل المدفن ده بأى شكل وبأي طريقة، الحل لكل اللى بيحصل لينا او لأى حد اتأذي من المدفن ده هو فى اننا ندخل جوة.
علي بقلق:
– تدخلوا فين بس يا استاذ؟ بقولك اللى بيقرب للمدفن ده بيتجن وبيتلبس، انتم ليه مصممين تأذوا نفسكم؟
خالد:
– متقلقش، وبعدين ياسيدي لو خايف انت متقربش خالص من المكان ولا تهتم بأننا موجودين جواه، المهم تساعدنا ندخل جوة.
علي بتوتر:
– هعمل ده ازاي بس يا استاذ؟ ابويا مش هيقبل يخليني افتح الباب ده.
خالد:
– أطلب اللى انت عايزه وانا تحت امرك، بس ساعدني الله يخليك، احنا من امبارح للنهاردة عايشين فى كابوس.
علي بعد الحاح خالد وعروضه رد وقال وهو لسه متوتر:
– طيب ما بين الضهر والعصر تعالى، ابويا بيطلع يروح البيت وببقى انا لواحدي هنا، قبل كده لو جيت هعمل نفسي معرفكش.
خالد بأبتسامة وهو بيمد ايديه فى جيبه يطلع فلوس:
– الف شُكر ليك يا علي، ربنا يوقفلك ولاد الحلال زى ما وافقت تساعدنا.
علي برفض للفلوس اللى جوزي مد ايده بيها له:
– يا استاذ انا موافقتش علشان الفلوس والله، انا عايز بس اي حد اتأذى من المكان ده ربنا يعفي عنه، ومش عايز حد يتأذى تاني، خلي فلوسك معاك.
خالد:
– انا عارف انك راجل محترم، بس والله هتاخد الفلوس، مش علشان يبقى تمن اللى انت هتعمله معانا، اعتبر ان ده تمن الشاي اللى المفروض اعزمك عليه بعد ماوافقت انك متكسفناش.
مع الحاح خالد وافق علي واخد الفلوس ومشينا، روحنا على المسجد دخلت انت مصلي السيدات وراح خالد يصلي مع الشيخ حسن والشيخ جمعة، خلصت صلاة الضهر ومن بعده ابتديت صلاة الجنازة على كم اموات رهيييييييييب يمكن لأن المسجد قريب اوي من المقابر فالناس بتصلي فيه على الاموات علشان يلحقوا يدفنوا بعد الضهر علطول!؟ مش عارفة الحقيقة، لكن جنازات كتير جدا وحزن كتير جدا وعياط ووداع…افتكرت كل لحظة فاتت عليا يوم وفاة بابا لدرجة ان دموعي موقفتش، وفي لحظة من اللحظات سمعت صوت فى ودني:
– ساعديني…افتحي باب السجن ده، هتقدري.
معرفش ليه محسيتش بالخوف، بالعكس وانا بمسح دموعي ابتسمت لما حسيت بنسمة هوا لمست وشي، مش عارفة جت منين بس حسيت بيها، بعد وقت كان المسجد بقى فاضي شوية، قعدت مسكت المصحف وقرأت فيه كتير مش عارفة قد ايه لحد ما لقيت رنة على تليفوني من خالد ورسالة على الواتس اب بيقولي فيها:
– احنا خرجنا من المسجد، تستني ولا تيجي معانا؟
رديت بسرعة عليه:
– لاء، استناني انا نازلة.
فعلا نزلت وروحنا كلنا على المدفن، فعلا كان علي مستنينا، بس المنظر كان غريييييييب، مقابر كتيررر مفتوحة فى نفس المكان اللى احنا رايحين فيه، المنظر له رهبة غريبة برغم ان كلنا اموات وده مكانا فى النهاية، الا ان جسمي قشعر وخوفت لما عيني بقيت تيجي على المقابر المفتوحة، اتكلم علي وهو بيستقبلنا:
– معلش يا استاذ خالد، انا مش هينفع ابقى جنبكم…انت شايف بعينك اهو بنجهز الشغل علشان دفنة صلاة العصر، وتُرب كتير هتتفتح.
خالد:
– ولا يهمك، انت بس افتحلنا الباب وشوف شغلك ومتعطلش نفسك خالص علشانا، ادعي بس يكون خير.
علي:
– طيب ده مفتاح المدفن، خليه معاك واقفل عليكم بعد ما تدخلوا علشان محدش ياخد باله ان المدفن اتفتح، انا مش عايز حد يوجع دماغي.
فعلا اخدنا المفتاح وراح خالد وكلنا عند باب المدفن، اتكلم الشيخ جمعة وقال:
– هات المفتاح يابني.
مد ايديه خالد بالمفتاح ومسكه الشيخ وقال:
– اسمه ايه اللى اسمه اتكرر ومالهو….
قبل ما يكمل رديت عليه وقولتله:
– إبراهيم محمد سعد.
لقيت الشيخ جمعة بيردد كلام مش سامعاه، مش عارفة هل كان بيقرأ ولا بيدعي ولا بيحصن؟! لكن هو ومن بعده الشيخ حسن كانت شفايفهم بتتحرك وصوتهم مش مسموع لمدة متقلش عن خمس دقايق، وبعد ما خلصوا اتحرك الشيخ وفتح الباب….جسمي اتكهرب ودراعي نمّل وكأني اتشليت، وسمعت خالد بيقول قبل ما انا انطق:
– رجلي…رجلي يا شيخ تقيلة، مش قادر اتحرك.
قرب مننا الشيخ حسن، حط ايديه فوق دماغي من غير ما يلمسني. وايديه التانية فوق دماغ خالد وابتدا يردد ايات من القرأن، كنت بسمعه وهو بيسمي الله لكن مسمعتش الايات، هدينا شوية، لكن حاسة بتُقل فى جسمي كله والكهربا هديت شوية لكن لسه حاسة بيها، اتكلم الشيخ جمعة:
– الباب مفتوح، لازم ندخل قبل ما نتمنع.
كان لازم نتحرك ودخلنا المدفن واتقفل الباب….ومن بعد اللحظة دي عيشنا تجربة من اسواء تجارب حياتنا اللى مستحيل تتصدق.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الزيارة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى