روايات

رواية الزيارة الفصل الثاني 2 بقلم هنا عادل

رواية الزيارة الفصل الثاني 2 بقلم هنا عادل

رواية الزيارة الجزء الثاني

رواية الزيارة البارت الثاني

رواية الزيارة الحلقة الثانية

كنت حاسة اني تايهة، لكن امي اتكلمت بقلق وخوف وهي بتسأل علي:
– في ايه يابني بس؟ ايه اللى حصل؟ متوجعش قلبي ربنا يريح قلبك.
كان لسه علي هيتكلم، لكن رد ابوه او حد شغال معاه لكن كبير فى السن وكان واقف معانا:
– مفيش يا حاجة، احنا لا نعرف حاجة ولا ينفع نقول حاجة، بس انتي ودي بنتك لشيخ بقى، اصل الفجعة وحشة.
ردت سارة اختي:
– ايووووة…ايه بقى اللى فجعها؟ حصل ايه؟ ما حد يقولنا؟ يا بنتي مالك ايه اللى حصل؟
رد علي وقال وهو بيبص ليا وبيبص للراجل اللى اتكلم وقال بتردد:
– يا جماعة انتم فى التُرب، يعني عادي تكون شافت تُربة مفتوحة ولا اتخايلت بحاجة خضتها، بيقولك وديها لشيخ يا حاجة علشان بس الخضة دي متأذيهاش ولا تتعبها.
كنت خايفة وحاسة ان حوالين كل اللى واقفين وفي الاوضة دي فى خيال رايح جاي قدام عيني لكن مش واضح، مش قادرة احدد هيئة الخيال ده عبارة عن ايه؟! عدلت نفسي وانا حاسة ان الدنيا بتلف بيا وقولت لماما علشان اطمنها:
– مفيش حاجة يا ماما متخافيش، انا بس غلطت لما طلبت منكم اني استنى لواحدي، يلا بينا.
ردت سلمى بخوف عليا:
– لو لسه تعبانة او دايخة خلينا شوية لحد ما تهدي.
قولتلها وانا بقوم اقف:
– لاء يا سلمى، انا كويسة.
بصيت امي لعلي والراجل اللى معاه وقالتلهم:
– كتر خيركم، معلش على اللى حصل بقى، بس امانة عليكم…لو حد فيكم عنده حاجة يقولها يبقى ربنا يباركلكم.
علي بص وكان هيتكلم، لكن الراجل سبقه وقال:
– زى ما قولتلك يا حاجة، خلي شيخ يشوف بنتك، الفجعة وحشة وبتأذي، ربنا يحفظكم.
بص لعلي وقاله وهو بيبرقله:
– يلا يابني روح شوف شغلك، ده الضهر قرب يدخل وفيه تُرب عايزة تتفتح.
كنت متأكدة انه عايز علي يخرج قبلنا علشان منعرفش منه حاجة، ولأن احنا طولنا شوية لحد ما فوقت كان فعلا فاضل وقت مش طويل على صلاة الظهر وبعدها بيبقى فيه دفن اموات والمدافن بتتزحم اكتر، اخواتي سندوني وخرجنا من الاوضة بتاعتهم وانا قلبي بيدق، حاسة بخيال ماشي حواليا مزغلل عيني ومخليني مش قادرة اركز فى مكان معين، كنت من جوايا بحاول اكدب نفسي، لكن…انا مش كويسة، مش كويسة خالص، كانت امي عمالة تتكلم، وسارة عمالة تسألني، ردت عليهم سلمى بأنفعال كعادتها لما بتقلق على حد مننا وقالت:
– طيب بقى مش نخف كلام شوية دلوقتي علشان تفوق؟ لما نرجع البيت اتكلموا براحتكم.
بصيت ليا بأبتسامتها الحلوة وقالتلي بخفة دم:
– لما انتي مش قد انك تقفي لواحدك بتعملي فيها البحطيطي ابو كراسي ليه؟ جبانة اوي انتي والله.
ضحكت وقولتلها بتوهان:
– انا مش كويسة.
قرصتني فى ايدي وبصوت واطي قالتلي:
– طيب اهدي لحد ما نرجع البيت، امك لو سمعتك بتقولي كده هتقعد فى نص الشارع تعيط وتصوت من الخوف.
ابتسمت تاني على كلامها وفعلا حاولت اهدا ومشيت وانا ساكتة وبحاول على قد ما اقدر اتجاوب معاهم علشان قلقهم وتوترهم يخف شوية، رجعنا البيت ولأن جوزي واولادي كانوا بيصلوا العيد عند حماتي وباقي العيلة وبيفطروا سوا فكان البيت فاضي، غيرت هدومي ودخلت انام من التعب والفرهدة وكمان انا منمتش من يوم الوقفة اصلا، رميت نفسي على سريري ومن غير ما اغمض عيني سمعت صوت حد بيصرخ، اتخضيت وقومت عدلت نفسي على السرير اركز الصوت جاي منين؟ لكن اختفى الصوت، وفجأة وفى المرايا اللى فى الدولاب بتاع اوضتي اللى قصاد السرير بالظبط شوفت منظر مش بيروح من بالي، كان راجل راكع على رجليه وايديه وبينبش فى الارض، مش شايفة ملامح وشه لانه مركز فى الارض وعمال يحفُر فيها، صرخت لكن صوتي مكتوم مش طالع، متكتفة فى السرير مش عارفة اقوم اجري من الاوضة، دموعي نزلت لقيته فجأة بص ناحيتي………………………اول ما شوفته حسيت بأيد بتتلف حوالين رقبتي بتخنقني ومش قادرة اتنفس، كانت عينيه تجويف فاضي مرعب، مفيش فيها اي تفاصيل، حتى الرموش والحواجب مش موجودين، ولا سواد ولا بياض مجرد تجويف اسود فاضي وكأنه بوابة لجحيم متداري، ودانه نازل منها دم احمر قريب للأسود من كُتر ما هو غامق، عيني ثبتت معاه ومن جوايا بتنفض من الخوف، حاسة ان روحي بتطلع وقلبي هيخرج من مكانه، وهو باصص ليا بعيون فاضية وايديه لسه بتحفُر فى الارض، وفجأة فتح بوئه اللي كان كله انياب مش اسنان، انياب لونها احمر وكأنه مليان دم واتكلم بصوت مبحوح وكأنه بيحاول يطلع صوته بالعافية وهو بيقول:
– حرريهم…طلعيهم.
وفجأة ابتدا ينزف من بين اسنانه ومن مناخيره، دموعي بتنزل بأنهيار لكن صوتي مش طالع، مرعوبة وبموت بالبطيء وهو عينه معايا وايديه بتحفر والدم بيسيل منه بشكل مرعب لكن انقذني من الرعب ده دخول جوزي عليا الاوضة وهو بيقولي:
– ايه يابنتي خوفتيني؟! …
قبل ما يكمل لقيت نفسي بصرخ وبنط من مكاني ناحيته، اتخض من تصرفي وهو بيحضني وقاللي:
– فى ايه؟ انا خبطت الاول وعاملين دوشة برة انا والعيال، مش هتبطلي تتخضي كده بقى؟
كنت بعيط بس، ماسكة فيه جامد وكأني بتأكد اني مش لواحدى وباصة ناحية المرايا وبرتجف كأني بتكهرب، هو بيطبطب عليا وبيحاول يهديني، اولادي كانوا واقفين على باب الاوضة وخايفين عليا لكن انا عيني على المرايا…هو اختفى، مش موجود، انا فى حالة انهيار، قعدني خالد على السرير وبص لأبني وقاله:
– كوكي هات مياه لماما يا حبيبي.
رد ابني وقال:
– مالها ماما يا بابا؟ انت زعلتها؟
رد خالد بهدوء:
– لاء يا حبيبي؟ هي بس كانت بتحلم حلم وحش، يلا هات مياه بقى.
راح ابني يجيبلي المياه وكان ابني التاني واقف على الباب باصصلي بخوف، حس خالد بأني مش قادرة اطمنهم او اهدا علشان ميخافوش، بص له وقاله:
– زيزو يا حبيبي، روح يلا شغل الكارتون فى اوضتك واتفرج عليه.
رد يزن وقال بخوف:
– انا خايف.
خالد بهدوء:
– متخافش احنا اهو فى الاوضة جنبك، لو سمعت الكلام هجيبلك حاجة حلوة…ايه رأيك بقى؟
رد يزن بطفولة:
– حاضر، بس كوكي يقعد معايا، انا عايز شيكولاتة وعصير ماشي.
ضحك خالد وقاله:
– اتفقنا، يلا بقى روح.
كان جابلي كوكي المياه وراح هو كمان مع اخوه بعد اتفاق خالد معاهم، شربت مياه وحاولت اهدا، عيني على المرايا…لكن كل حاجة طبيعية وهادية، اتكلم خالد وهو ماسك ايدي:
– ايه الخضة دي؟ انا والله كنت عامل دوشة برة علشان عارف الكهربا اللى بتتكهربيها دي.
حاولت اجمع صوتي واتكلمت:
– م…مم..محسيتش، محسيتش بيكم.
خالد:
– انتي كنتي نايمة ولا ايه؟ مالك فيكي ايه؟ شكلك تعبتي فى المشوار بتاع بابا.
بصيت لخالد بتركيز وبصيت للمرايا ولقيت نفسي بقوله:
– انا…انا سامعة…سامعة حد بيصرخ فى وداني يا خالد، فيه حد بيقولي….
(الحقيناااااااا).

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الزيارة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى