روايات

رواية الزيارة الفصل الثالث 3 بقلم هنا عادل

رواية الزيارة الفصل الثالث 3 بقلم هنا عادل

رواية الزيارة الجزء الثالث

رواية الزيارة البارت الثالث

رواية الزيارة الحلقة الثالثة

إبراهيم محمد سعد…
– حد بيقولي كده يا خالد، انا سامعه.
خالد بهدوء وهو بيبص حواليه قاللي:
– اهدي بس يا حبيبتي، مين إبراهيم ده؟ وصريخ ايه؟ انتي فيكي ايه متخوفنيش عليكي اكتر من كده.
عيطت بأنهيار وانا بقوله:
– انا قرأت الاسم ده على مدفن النهاردة وانا بزور بابا، من ساعتها وانا مش مظبوطة ومش كويسة.
سابني وهو بيقولي:
– طيب استنى اطمن على الولاد وارجعلك.
طلع فعلا يبص عليهم فى الاوضة اللى جنبي وسامعاه وهو بيكلمهم، وعيني رجعت على المرايا مرة تانية، لقيت فجأة بيتكتب عليها بخط اسود عريض:
– السجن…مجبورة تخرجيهم.
دخل خالد الاوضة وانا عيني على المرايا، بص مكان ما انا ببص ولقيته بيقولي:
– نيمتهم علشان اركز معاكي بقى، فهميني ايه الحكاية.
كانت عيني لسه على المرايا برغم ان الكتابة اختفت، لقيت الحل اللى قدامي هو اني احكي لخالد جوزي كل اللى حصل، انا عارفة هو اوقات كتير بيستهيف المواضيع اللى متتصدقش ومش بيقتنع بيها، لكن للأسف هو الانسب فى اني اتكلم معاه، لو اتكلمت مع ماما واخواتي فى تفاصيل اللى حصل واللى بيحصل ده هيترعبوا عليا وهياخدوا الموضوع بخوف وتوتر اكتر ما هيدوروا على حل او تفسير، وفعلا ابتديت احكي اللي حصل، كان مركز معايا خالد جدا ومهتم بكلامي الحقيقة، لكن بعد ما خلصت لقيته بيقول:
– توتا يا حبيبي، انتي مصدقة اللى بتتكلمي فيه ده؟
نفخت بضيق وقولتله بأنفعال:
– خالد…اوعى تكدبني، والله والله انا مش بتخيل ولا بكدب فى حرف من اللى قولته ده، كل اللى حكيته حصل بالحرف.
خالد بأستغراب:
– توتا الكلام ده ميتصدقش، اه انا عارف ان التُرب فيها كتير، بس كلها حاجات العالم بيها ربنا.
رديت بهدوء شوية:
– انا عارفة ان اللى انت بتقوله ده صح، انا اصلا مستغربة جدا، كنت مفكرة اني بتخيل لأني وقفت شوية قدام قبر بابا لواحدي، لكن لالالا الموضوع بجد، حتى الراجل التُربي عارف ومتأكد ان المدفن ده مش مجرد مدفن عادي بس مرضاش يقول حاجة.
خالد:
– يعني أنتي متأكدة ان التُربي عارف حاجة؟!
قولتله بتأكيد:
– اه والله، بس ابوه زغرله كده وتقريبا كان قاصد يمنعه يتكلم.
رد خالد بجدية واهتمام متعودة عليهم منه فى المواضيع المهمة:
– طيب بقولك ايه، هتصل بأختي رباب تيجي تقعد مع الولاد…وانا وانتي نروح للتُربي ده.
اتحمست وفرحت انه مهتم:
– بالله عليك هتعمل كده؟
خالد بجدية:
– أكيد طبعا، مدام انتي متأكدة من ان اللى حصل معاكي ده مش حلم ولا تخيل…يبقى لازم نفهم فى ايه، وبسررررعة…يلا اجهزي وانا هكلم رباب علشان منروحش هناك بعد العصر.
ولأن رباب اخته ساكنة قريب مننا، ولأن علاقتنا ببعض الحمد لله كويسة، الحقيقة مكدبتش خبر، سابت بناتها نايمين فى البيت مع جوزها وجاتلنا جري، حاولت تفهم فى ايه؟ لكن الحقيقة خالد كتوم وقالها:
– معلش يا رباب، مشوار ضروري طلع فجأة مكناش عاملين حسابه، مش هنطول عليكي.
رباب بأهتمام:
– ان شاء الله يكون خير يا حبيبي، خلوا بالكم بس من نفسكم، طنط ولا البنات عارفين حاجة علشان لو حد اتصل يعني؟
رديت عليها وقولتلها:
– لاء، محدش يعرف، لو اتصلوا مترديش وكأننا نايمين، هما اصلا اكيد هيصحوا متأخر لأنهم مطبقين من امبارح، بالله عليكي يا رباب اوعي تردي لو اتصلوا.
كانت مستغربة بس هي مفيش حاجة ممكن تعملها غير انها تقول:
– متقلقيش والله، المهم انتم بس تخلصوا مشواركم على خير، متتأخروش بقى علشان البنات ومعتز لو صحوا قبل ما ارجع هيعملوا فرح.
سيبناها ونزلنا وطول الطريق ساكتين، سامعه صوات فى وداني بس مش عالي، صوات وصريخ لكن كأنه جاي من مكان بعيد، كأن محسسني بألم فى ودني كل ما بسمعه، خالد ساكت تماما ومركز فى الطريق، من جوايا حاسة بخوف رهيب مش قادرة اوصفه، لكن فضولي فى اني افهم ايه اللى جرالي كان طاغي على خوفي، ولأن التفكير كان واخد الوقت طول الطريق محسيتش بالوقت، لقيت خالد بيقولي:
– وصلنا يا توتا، يلا بينا.
بصيت حواليا لقيت نفسي واقفة بالعربية قصاد باب المدافن، استغربت اني مركزتش فى الطريق، استعديت علشان انزل، لقيت خالد مسك ايدي وقاللي:
– متخافيش، احنا سوا وكله سهل، ربنا مش بيأذى حد ولا بيعمل حاجة وحشة لحد.
ابتسمت ونزلت من العربية وهو نزل وقفل العربية ودخلنا المدافن، اول ما دخلت من الباب صوت الصراخ ابتدا يزيد فى ودني وحد بيقول:
– سجن….سجن…مسجوووون.
لقيت نفسي مسكت فى ايد خالد جامد جدا وابتديت أسرع خطوتي لحد ما وصلنا…وصلنا عند مدخل المقابر اللى عند بابا وفيها المدفن اياه…وعندها كمان اوضة التُربي، كان خالد داخل بيا ناحية قبر بابا لكن انا وقفته وقولتله:
– أستنى، الراجل اللى على باب الاوضة ده هو اللى منع علي التُربي انه يتكلم، اكيد لو روحنا سألناه مش هيقول حاجة.
خالد قاللي:
– طيب فين علي ده؟ مش شايفاه قدامك؟
بصيت حواليا، ناس كتير، اللى بيزور، واللى بيدفن، صوت عياط وصوات، وصوات قرأن ودعوات، زحمة ووش كتير ومش شايفة فى الزحمة دي علي، لحد ما لقيت صوت من ورانا بيقول:
– تعالوا بعيد عن هنا، مش هنعرف نتكلم قدام ابويا.
بصينا بسرعة وكان علي هو اللى بيتكلم، فعلا اتحرك واتحركنا وراه بعدنا عن المكان ده بعد ما لمحت بعيني الخيال اللى ورا سياج باب المدفن اياه، اتحرك شوية كتير ودخلنا فى اتجاه تاني عكس اتجاه المدافن بتاعتنا علشان نبقى بعيد عن ابو علي، لأن كل جزء فى المدافن له تُربي ووقف علي ووقفنا قدامه، كان خالد لسه هيتكلم لكن علي قال:
– مدفن لعنة يا استاذ والله، من كُتر اللى كان بيحصل فيه عملنا حصر للجثث اللى كانت جواه واهلهم نقلوهم ومن يومها وهو محدش بيعتب ناحيته.
خالد:
– ايه اللى حصل بقى؟ وايه اللى جرى لمراتي؟ وايه علاقة المدفن باللي جرالها علشان تقولها اذيتي نفسك؟
رد علي بسرعة:
– اصل المدفن ده يا استاذ فجأة بقى بتحصل فيه حاجات غريبة متتصدقش، احنا بنسمع ونشوف كتير فى التُرب، لكن اللى كان بيحصل هنا محدش عرف ولا فهم سببه ايه، واي حد بيقرب منه تلاقيه اترعب وخاف وجاتله حالة زى المجانين كده، مع انه فاضي وزيه زي اي مدفن، وكل اللى مدفونين فيه ناس معروفة يعني لا فيهم الدجالين ولا الأنجاس…محدش عارف السبب.
خالد كان عايز يوصل للمفيد:
– برضو مش فاهم، ماله المدفن ده؟
رد علي وهو بيسمي الله فى البداية وقال:
– حد من اللى اتدفنوا فى التُربة دي كان عليه اللهم احفظنا….ومن ساعة ما مات واتدفن والجني اللى عليه محبوس ومش عارف يطلع، ومحدش عارف مين فى اللى اتدفنوا هو اللى ملبوس ولا حد عارف ازاي يطلع من التُربة دي؟ واهالي اللى اتدفنوا من بعد ما نقلوهم مفيش حس ولا خبر ولا عارفين نوصل لحد منهم لأن محدش بيرد علينا، والقبر على حاله باللي بيجرى فيه، ومحدش م الشيوخ راضي يحل ولا يشوف اللى بيحصل، كل اللى بيقرب م المدفن بيتجنن بقوا يخافوا، واحنا كمان زهقنا، وسايبين بقى عفاريت المدفن ده يلفوا براحتهم ورا بابه.
كنت بسمع وانا حاسة بتداخل اصوات فى وداني بيقولي:
– مسجوووون…مسجوووون…حرريني….
لقيت نفسي فجأة بقوله:
– مين إبراهيم؟ صاحب المدفن؟
رد عليا رد صدمني:
– لاء…لا بتاع حد اسمه إبراهيم، ولا اتدفن فيه حد اسمه إبراهيم، انتي جيبتي الاسم ده منين؟
بصيت بسرعة لخالد ورجعت بصيت لعلي:
– الاسم اللى مكتوب على الحيطة بتاعت المدفن.
بص علي ليا انا وخالد وقال:
– بس المدفن مش مكتوب عليه اسامي.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الزيارة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى