روايات

رواية الإسكافي الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani

رواية الإسكافي الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani

رواية الإسكافي الجزء الثاني

رواية الإسكافي البارت الثاني

رواية الإسكافي الحلقة الثانية

…. بعدما طلع الصباح أقبل خدم السلطانة يسألون عند الباب: أين بيت المنجم الجديد فسمعهم الاسكافي وامتلأ قلبه رعبا وقال لامرأته: انظري هذه نتيجة مشورتك تقولين لي اعمل منجما اعمل منجما ولا تتدبرين العواقب
اذهبي قابليهم إذن وخذي أنتي الصفع والركل قولي لهم إنني رجل مجنون لا أدري لحسن التطواني ما أقول ثم أسرع واختبأ داخل الدار
فتحت الزوجة الباب، فقالوا لها : زوجة السلطان تطلب المنجم الاسكافي فأسرعت الزوجة تقول متظاهرة بالمسكنة والمذلة:
هو يا مولاي رجل مسكين مجنون لم يكن يدري ما يقول خذوا الدينار وسامحوه فقال رئيس الخدم وهو لا يفهم معنى قولها: إنك أنتي المجنونة يا امرأة السلطانة ترسل إليه معنا ألف دينار وبغلة وملابس غالية دعيه يخرج ليذهب معنا
وكأنما أصاب المرأة مس من الجنون فانطلقت تبحث عن زوجها في أرجاء المنزل وهي تصرخ: الثروة وصلت يا زوحي السعد والسعادة السلطانة أرسلت إليك ألف دينار وبغلة يا زوحي العزيز
قال الاسكافي من مخبئه: سأكون أنا البغل إذا صدقت هذا الكلام لكن الزوجة أسرعت فأمسكت زوجها من ملابسه، وجرته جراً إلى الباب وهي تقول لخدم السلطانة: هذا هو المنجم الشيخ
وسرعان ما أخذه الخدم إلى الحمام ثم ألبسوه ملابسه الجديدة وأركبوه البغلة وأعطوه الألف دينار في كيس كبير وضعه أمامه على ظهر بغلته وسار المنجم الشيخ وخلفه جمع كبير يغنون ويرقصون وهكذا، بين يوم وليلة أصبح الاسكافي أشهر منجم في المدينة lehcen Tetouani
في اليوم التالي كان السلطان يتناول الطعام في حديقة قصره وعندما قام ليغسل يديه فوق البركة كان في إصبعه خاتم السلطنة وبه ماسة قيمتها ألف دينار فنسى الخاتم على حافة البركة فجاءت بطة عرجاء وبلعت الخاتم.
وكان للسلطان خادم صغير شاهد البطة وهي تبتلع الخاتم لكنه لم يذكر شيئاً عن ذلك عندما سأل السلطان عن خاتمه. كان الخادم يريد أن ينتظر بضعة أيام حتى تهدأ ضجة البحث عن الخاتم ثم يذبح البطة ويأخذ الخاتم.
أمر السلطان بإحضار المنجمين فلما اجتمعوا أمامه قال لهمك لقد ضاع مني خاتم السلطنة الذي ورثته عن أبي وجدي إنه خاتم عزيز جداً عندي فمن يرشدني منكم إلى مكانه له مني ألف دينار
وعندما مضى يوم ولم يصل المنجمون إلى معرفة مكان الخاتم قال السلطان: احضروا لنا منجم السلطانة
فذهب حرس السلطان إلى الشيخ الاسكافي في بيته ونادوا عليه وما أن عرف سبب استدعاء السلطان له حتى ركبه الخوف، ودخل إلى زوجته وقد اصفر وجهه وجف ريقه
وهمس لها : إذا كانت الصدفة قد أنقذتني من السلطانة في المرة السابقة فإن الصدفة لن تنقذني من السلطان هذه المرة وسيشنقني إذا ظهر كذبي وخداعي فماذا أفعل ؟
صاحت فيه زوجته: كن شجاعا يا رجل استخدم الحيلة والذكاء فقد تخدمك الصدفة في هذه المرة أيضا
قال الاسكافي إذا خانتني الحيلة والذكاء سأقول لهم إنك أنتي السبب في تظاهري بالحكمة والمعرفة،
وسأجعلهم يعطونكي النصيب الأكبر مما أستحقه من الصفع والركل ثم خرج وركب بغلته واتجه إلى قصر السلطان حيث دخل إلى قاعة الانتظار حتى يأذن له السلطان بالدخول.
وكان على باب القاعة ستائر من حرير منقوش عليها رسوم لبعض الطيور والحيوانات من بط وحمام وغزلان وأرانب وغيرها واستغرقت الهواجس والهموم فكر الاسكافي ونفسه فأخذ يحدق في الستائر ويهز رأسه.
في هذه اللحظة تسلل الخادم الذي كان قد شاهد البطة ليراقب الشيخ المنجم وقد سمع عن قصته مع السلطانة وبراعته في معرفة الأشياء فشاهد الاسكافي يحدق في الستائر فاضطرب قلبه وقال في نفسه:
هذا المنجم البارع يحدق في رسم البطة فوق الستائر لقد عرف أنها هي التي بلعت الخاتم وسيعرف أيضاً أنني شاهدتها و أخفيت ذلك وسيخبر السلطان فيشنقني ودفع الخوف الخادم

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الإسكافي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى