روايات

رواية الأميرة والمغترب الفصل العاشر 10 بقلم آلاء اسماعيل البشري

رواية الأميرة والمغترب الفصل العاشر 10 بقلم آلاء اسماعيل البشري

رواية الأميرة والمغترب الجزء العاشر

رواية الأميرة والمغترب البارت العاشر

الأميرة والمغترب
الأميرة والمغترب

رواية الأميرة والمغترب الحلقة العاشرة

كانت أميرة تنام بعمق و إذا بيد تتحسس جسدها
فتحت عيناها ببطء فوجدت نفسها شبه عار’ية تنام على الارض نظرت يمينا و يسارا فوجدت غرييا ينظر إليها بإعجاب …صرخت أميرة و نظرت حولها تستنجد فلم تجد أحدا
حاولت أن تستر جسدها فلم تجد أي شيء ..لكن الغريب لن يتحرك من مكانه و بقي ينظر إليها فقط و يبدو أنه من ايقظها لكنه لم يحاول فعل شيء آخر سوى النظر إليها
– انت مين !!؟؟؟ قالتها أميرة برعب
الغريب بإبتسامة : أنا قدرك
حاولت أن تستر جسدها ثانية هذه المرة بيدها فأشار الغريب بحدة و رعب
– اوعي ….خليكي كدة …اووووعييي
مع تغير نبرته الى الحدة لمنعها من ستر نفسها بيدها تراجعت أميرة ثانية عن فعلتها …و بقيت تجلس امامه كما هي على نفس الهيئة و هي تقول بخوف و تعجب : عايز ايه مني ؟؟
الغريب بثقة: مش انا … انتي اللي عايزة يا أميرة
و في هذه اللحظة فتحت عيناها ففزعت بشدة و هي تنظر الى نفسها لتتأكد أنها في غرفة الفندق بملابسها و في أمان
– يا سااااتر ياااا رب ؟!! ايه الحلم المرعب ده ؟؟
قالتلها و هي تنهج …مدت يدها الى قارورة ماء شربت قليلا و هي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
ثم همست برعب:يا رب استرها معايا ياااا سااااتر يا رب
كانت تتعرق بشدة و قلبها يكاد يتوقف من شدة النبض و هي تتذكر تفاصيل الحلم…نظرت الى الساعة فكانت تشير الى الفجر…فقامت لتتوضأ و تصلي كي تهدأ نفسها ثم جلست تقرأ القرآن إلى أن بزغت شمس اليوم الثاني
عند دانيال
– الى متى تريدين ان أنتظر هااا ؟؟ الفتاة مختفية في شوارع مونتريال بلا مال منذ الأمس!! إن لم تظهر خلال يومين تعلمين ما الذي يمكنني فعله بكِ !!
حنان بخوف: ستجدها الشرطة متأكدة ..ارجوك لا تتهور
دانيال بشك : لماذا هااا!! اخبريني لماذا علي الإنتظار !؟؟!
حنان بتوتر : أخاف ان بحثتٓ انت عنها أن يُعرف بتورطنا في الموضوع .. لذا يستحسن أن تترك الأمر يسير بشكل طبيعي إلى أن تلقي الشرطة القبض عليها ثم تعرف ما الذي عليك فعله حينها
كان يطوي الغرفة ذهابا و إيابا يمسك بكأس من المشروب و يسمع تبريراتها الواهية دون ان يرد
حنان بإرتباك : دانيال …الووو …مازلت على الخط ؟؟
دانيال بثبات مخيف: أسمعك ..كنت افكر في كلامك فقط حنان بخوف : و إذن ؟؟؟
دانيال بهدوء مخيف : حسنا … علي أن اقفل الآن أنتظر إتصالا آخر .
اقفل و هو ينظر الى اللاشيء و يهمس لنفسه و الشرار يتطاير من عينيه
– تعتقدين أنك اذكى مني يا حنان أليس كذلك ؟؟ترفضين ان أجدها بنفسي و تقولين ستفعل الشرطة ذلك ! ألا تعلمين أني احفظك عن ظهر غيب ؟! لا تريدين أن تظهر أميرة أبدا حتى لا يفتضح أمر المال الذي اخذتيه من والدكِ…حسنا سنرى ماذا سيكون موقفه حين يرى هذا
قالها بشر و هو يقلب الهاتف بين يديه بينما ينظر الى احد مقاطع الفيديو به ثم اكمل
– سأريك ماهي نتيجة العبث مع دانيال أيتها الحق’يرة
في تلك اللحظة رن هاتفه
دانيال: ها قل لي أن لديك أخبار جديدة !
المجهول: للأسف يا سيدي لم نجد هذا الإسم في أي فندق أو مستشفى بمونتريال كلها
دانيال بغضب: اذن اتصل برجالنا و ابدأ البحث في البلدات المجاورة..و ركز في بحثك على المستشفيات و الحدائق العامة و الفنادق الرخيصة فهي لا تملك الكثير من المال
المجهول : حسنا سيدي
في الفندق
في الصباح ارتدت أميرة ملابسها و خرجت مسرعة بعد أن أرقها ذلك الحلم لدرجة الجنون …وصلت الى احدى المكتبات الالكترونية و اخذت تتفحص موقع جوجل لإيجاد تفسير لذلك الحلم
و أخيرا وجدت تفسيرا لإبن سيرين ان رؤية الفتاة العزباء نفسها عار’ية أمام شخص لا تعرفه في الحلم يدل على بشرى بقدوم الفرح والسعادة في حياتها وأنها سوف تتزوج من شخص تقي وحسن الأخلاق والله أعلم…
كما أن وجودها عار’ية في المنام يدل على الطيبة و نقاء النفس و ان كان شغلها الشاغل هو كيفية سترها لنفسها بشيء مثل الملابس أو بغطاء فإنه يدل على الخطر الموجود في ذلك المكان الذي ترى نفسها فيه سواء كان خطر أعداء أم حساد أم سحرة، فإن حاولت أن تجد شيئًا تستر به نفسها ولم تجد فسترت نفسها بيدها فإنه يدل على أنها ستلقي نفسها بيدها إلى حتفها أو موتها.
في تلك اللحظة تذكرت الغريب الذي منعها من فعل ذلك ثم تذكرت صلاة الإستخارة التي صلتها فشعرت نوعا ما بالإرتياح .
أميرة بيقين: اللهم اجعله خير … يا رب تهديني للخير دايما يا رب تسترني فوق الأرض و تحت الأرض يوم العرض يا أرحم الراحمين…يا رب فوضت امري إليك فلا تكلني الى نفسي طرفة عين.
خرجت من المكتبة و هي تتفقد حقيبتها …ليس معها سوى ثمن وجبة واحدة عليها أن تتدبر امر الاكل و الا ستموت جوعا …
لفت على جميع المطاعم الموجودة في المنطقة عسى ان يشغلها احدهم او على الأقل تتدبر وجباتها لكنها لم تجد شيئا و عادت كالعادة خالية اليدين الى الفندق بعد ان اشترت قطعة من الخبز فقط.
مر يومان آخران على بطلتنا هي تلف في كل الشوارع بحثا عن عمل وقد صرفت كل نقودها الى آخر دولار ..
تملكها اليأس مع غروب شمس آخر يوم لها في الفندق فعند بزوغ فجر اليوم الخامس ستصبح مشردة رسميا و ليس لها أي مكان تبيت فيه ولا مال تأكل منه
تمددت و الدموع في عينيها و هي تهمس بخفوت
– و بعدين بس ؟؟؟ مفيش ولا محل راضي يشغلني يعني صفيت بعد كدة في الشارع ؟؟ يا رب فوضت امري إليك
يا رب تلطف بيا انا بنت مش ولد ما اقدرش اتشرد في شوارع بلد غريب …لو رزقي مش في البلد ده انا سلمت امري ليك بالإستخارة
و لو محصلش اي جديد في حياتي من بكرة هأسلم نفسي للسلطات الكندية و ارجع مصر
تذكرت والدتها فبكت بحرقة : وحشتيني اوووي يا ماما و وحشني حضنك الدافي..وحشني أكلك القمر و صينية البسبوسة اللي بتعمليها و المحشي الرهيب بخلطتك السرية .وحشني فنجان القهوة اللي بتعمليه ..و اللي محدش بيعرف يعمله أبدا …وحشتني حكاياتك و نصايحك و دعاكي اللي بينورلي يومي .. بابا كمان وحشني …ندى وحشتني..😭💔
تنهدت بحسرة و قالت لنفسها : الحمد لله ان ماما فاكراني في تربص و الا كانت هتموت دلوقت بحسرتها ..عمري ما هانسى اللي خالتي عملته فيا و فيها ولو ماما جرالها حاجة بسببي عمري ما هاسامحها ابداااا و هقف لها يوم القيامة
بقيت تتمتم مدة طويلة الى ان نامت و الدموع تغرق وسادتها .
في صباح اليوم الخامس اخذت حقيبتها و اعادت مفتاح غرفة الفندق و خرجت و هي تنظر في كل الإتجاهات
– أروح فين دلوقت ؟؟؟ يا رب توجهني
اخذت احد الطرق و راحت تمشي بلا هدف لا تدري الى أين تأخذها خطاها ..
مشت كثيرا لساعات و كان المطر ينهمر بغزارة و تقريبا تكاد الشوارع تخلو من المارة …ترتجف من شدة البرد و تتضور جوعا و قد قاربت الساعة على الخامسة مساء و اغرقت الامطار ثيابها بالكامل …
أخيرا قد تملكها اليأس و قررت تسليم نفسها فالنهار يوشك ان ينقضي و سيحل الليل بعد قليل
كانت تجر الخطى بصعوبة و هي لا تكاد تلمح أمامها شيئا بسبب المطر و كذا الجوع
و أخيرا رأت مركزا للشرطة يلوح من بعيد
– خلاص يا أميرة اعترفي انك فشلتي و ارجعي بلدك اشرف لك …انتي ملكيش مستقبل هنا ..المركز اهو …لو سلمتي نفسك كلها ساعات و هتبقي في حضن والدتك و بيتكم الدافي
كانت تهم بقطع الطريق و التوجه الى مركز الأمن و لم تر السيارة القادمة نحوها رغم ضوئها الساطع و لم تسمع زامورها رغم ان السائق قد ضغط عدة مرات لكنها كانت مشتتة التفكير و كأنها في في عالم اخر ..
و ما هي إلا لحظات حتى كانت واقعة على الارض مغمى عليها !!
خرج مسرعا من سيارته و هو يتفقد نبضها
– يا ساتر استر يا رب ! مجنونة دي و لا طرشة ولا ايه ؟؟
نظر حوله عله يجد من يساعده و لكن حين رأى ان كل متوجه في طريقه و لم يعر أي أحد اهتمام للحادث
اعاد النظر إليها و هو يتفحص هيئتها ..تلبس حجابا اي انها مسلمة و ملامح وجهها غير واضحة بسبب القلنسوة التي ترتديها على المطر و التي تغطي وجهها تقريبا
رفعها من الأرض و وضعها في سيارته قبل أن يراه احد عناصر مركز الشرطة المتواجد في الجوار و توجه بها الى المستشفى و هو يقول في نفسه : ربنا يستر بس !!
في منزل فاتن
صالح بحزن : كل حاجة ضاعت يا فاتن …حاسس ان فلوسي مش هترجع خلاص …كل السنين دي ضاعت من عمري عشان أأمنلكم مستقبلكم و في الآخر اتسرق ؟؟
فاتن : حسبي الله و نعم الوكيل في اللي كان السبب …
صالح بحدة: لا بقى …انا مش هأسكت على الموضوع ده و لا هاقعد اولول و اعدد ميلة بختي زي النسوان و ادعي عاللي كان السبب !!!
فاتن : و احنا ف ايدنا ايه نعمله ؟؟ اهي اللي ما تتسمى مختفية بقالها خمس إيام لا حس و لا خبر..و البوليس مش مقصر و أول ما تستعمل شريحتها او تلفونها هيجيبوها!!
صالح ؛ و مين قالك اني هأستنى لحد ما يلاقوها ؟؟!
فاتن بتعجب: اومال هتعمل ايه ؟؟!
صالح بحقد : انا من بكرة الصبح هأتصل بأبوها و ابيعه البيت و العفش الحيلة و كل اللي قدامه و اللي وراه …هاوديهم في داهية لحد ما يجمعلي المبلغ اللي بنته الحرامية اخذته مني !! و الا هتبقى فضي’حته بجلاجل في مصر كلها !! ان ما شردته ما ابقاش أنا صالح !!
كانت سحر تذاكر قريبا منهم و تستمع بغضب الى كلام والديها و تحاول ألا تتدخل لكنها لم تستطع السكوت أكثر من هذا فقامت نحوهم بغضب : يا جماعة اتقوا الله في البنت و اهلها انتو عارفين اخلاقها كويس و انها مستحيل تمد ايدها لحاجة غيرها و الله العظيم اللي بتعملوه و اللي بتقولوه ده قمة الظلم !!
فاتن بغضب جحيمي : حرمت عليكي عيشتك يا قليلة الادب !! من امتى و انتي بتعلي صوتك علينا يا بنت انتي !! و عشان مين ؟؟ عشان الزبا’لة الحرامية دي !! و بعدين ظلم ايه اللي زي دي تستاهل الق’تل على عملتها السودة !!
سحر بإندفاع : أميرة عمرها ما كانت حرامية و انا مش هأسكت عن الحق اكثر من كدة و ان كان فيه حد مشكوك فيه فعلا فهو بنتك المحترمة اللي عمرك ما سألتيها رايحة فين و جاية منين و لا بتعملي ايه !!!
صالح بدهشة : انتي اتجننتي ؟؟ بتتهمي اختك اتهام قذ”ر زي ده ؟؟ عايزة تقولي ان بنتي انا ممكن تفكر تسرقني؟
فاتن بغضب :سامع؟؟ ادي اخرى دلعك فيها …بتتهم اختها اللي من لحمها و دمها عشان الوا’طية اللي وثقنا فيها و دخلناها بيتنا و سبناها لوحدها فيه من ورانا ؟؟ ماهو الحق مش عليكي …انا الغلطانة اللي خليتك قربتي منها لحد ما لحست دماغك بس انا هأكسرهالك عشان تطلعي كل الغباء ده منها
امسكتها بغضب من شعرها تجرها بشدة
سحر بألم: اااااهسيبيني 😖 …. سيبيني بس و انا اثبتلك !! انا ..انا متأكدة ان حنان اخذتهم و عندي دليل على كلامي
افلتت يدها منها فإبتعدت سحر مسرعة بينما نظرت فاتن و صالح الى بعضهما بصدمة!!
في المستشفى دخل مسرعا و هو يصرخ طالبا الدعم
تقدم الممرضون و اخرجوها برفق و ادخلوها بسرعة عبر النقالة الى غرفة الأشعة و الكشف
بينما جلس على أحد الكراسي و هو مذعور
فتح حقيبتها و اخرج الباسبور
– أميرة رجب إبراهيم …مصرية ؟؟؟
نظر الى الصورة و تأملها بإعجاب من تلك الملامح العربية الجذابة ثم تفحص باقي الاوراق
وجد بطاقة إقامة مؤقتة و العنوان في مونتريال ! اومال ايه اللي جابها اوتاوا!
فتش لقى وصل إقامة في فندق لمدة اربع ايام انتهت امبارح !
تفقد الحقيبة بحثا عن هاتف فوجده مغلقا،
فتحه عسى أن يجد أي رقم يتصل به لكن ليس به شريحة ولا ارقام !!!
– غريبة ؟؟ يا ترى ايه حكايتك ؟؟
في تلك اللحظة خرج الطبيب: هل أنت قريبها ؟؟
تردد ياسين قليلا ثم قال بثبات مصطنع: لا يا دكتور..لقد تعرضت لحادث و انا كنت مارا فرأيتها و أتيت بها … ما الأمر ؟
الطبيب : الآنسة تعاني من كسر على مستوى الرجل و آخر على مستوى اليد …لكن المشكل الاخر هو انها قد دخلت في غيبوبة سكر
ياسين بخوف : عفوا!!!
الطبيب : من الواضح أن الفتاة لم تتناول شيئا منذ ايام و قد وصل السكر الى ادنى مستوياته لذا فقد تزامنت الحادثة التي تعرضت لها و شدة ألم الكسور مع اغمائها و دخولها في غيبوبة سكر
ياسين برعب: متى ستفيق منها ؟؟
الدكتور : لا ندري …حسب حالتها النفسية ..رغبتها في الاستيقاظ من عدمها يحددها الآن اللاشعور اي عقلها الباطن
ياسين بحزن: شكرا لك يا دكتور
الدكتور بقلق : هناك شيئ آخر ياخر يا سيد
ياسين بخوف : ماهو؟
الطبيب : لقد وجدنا سجلا للفتاة حين ادخلنا بياناتها في قاعدة البيانات
بقي ينظر إليه بإهتمام بينما اكمل الطبيب : الفتاة قد دخلت المستشفى في الاسبوع الماضي بسبب جرعة عالية من حبوب مخدرة عالية السمية …و كان من المفروض أن تأخذ دواءا مضادا قد وصف لها و أن تشرب الكثير من المياه كي تتخلص من كل أثر لتلك السموم في جسدها لكن من الواضح من خلال تحليل الدم انها لم تفعل !!
ياسين بتعحب : حسنا شكرا لك سأهتم بالأمر
غادر الطبيب و همس ياسين بدهشة
ياسين : لا انتي فعلا وراكي حكاية و حكاية كبيرة اوي !!!
شكلك مش شكل وحدة مدمنة … أكيد الموضوع ده وراه لغز
امسك هاتفه و اجرى أتصالا هاتفيا و …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الأميرة والمغترب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى