روايات

رواية اسكن أنت وزوجك الفصل السادس والعشرون 26 بقلم آية العربي

رواية اسكن أنت وزوجك الفصل السادس والعشرون 26 بقلم آية العربي

رواية اسكن أنت وزوجك الجزء السادس والعشرون

رواية اسكن أنت وزوجك البارت السادس والعشرون

رواية اسكن أنت وزوجك
رواية اسكن أنت وزوجك

رواية اسكن أنت وزوجك الحلقة السادسة والعشرون

حتى وان كنت مُتهمٌ فسأستعين بقلبكِ محامياً وبعقلكِ حاكماً وان سجنتُ سيكون قيدي هو عناقك .

❈-❈-❈

غادر معتز وتركهن في صدمتهن .

التفتت ناهد تطالع شهد وابنتها فوجدت السعادة رسمت على ملامحهما فتنهدت بعمق وشردت تعيد افكارها .

تحولت نظرتها تلقائياً لرابحة التى تطالعها وكأنها علمت بما تفكر وتريد اخبارها ان لا تقف في طريق سعادة ابنتها وان لا تخطئ نفس خطؤها الفادح وتترك الامور تسير في سبيلها دون اعاقة .

بعد ثوانى وقفت ناهد وقررت الولوج للداخل حتى تفكر بهدوء .

اما نيرة فابتسمت لشهد مردفة بسعادة _ الف الف مبروك يا شوشو .

تنهد شهد وافاقت من صدمتها وفرحتها تنظر لنيرة بعمق وتفكر في امر زوجة عمها فبرغم سعادتها بحديث معتز الا انها تعلم ان ناهد لم تسعد ابدا بهذا الخبر وهذا ما يؤرقها .

اردفت بترقب _ بس مرت عمى مهيش جبلانى يا نيرة … عنبسط كيف وهى رافضة الجوازة دى !!

ربتت نيرة على كفها بحنو تردف بتمعن _ متقلقيش … ماما اهم حاجة عندها راحة معتز وفرحته … ولما تلاقيه كدة هتفرح … انا فاهمة ماما كويس … وبعدين هى بتحبك اوى صدقيني … المهم انتِ تحطى اخويا في عيونك .

قالتها بنبرة محذرة مازحة فابتسمت لها شهد بارتياح واومأت بسعادة ثم نظر لرابحة التى تطالعها بعيون لامعة وعمق وكأنها سعدت لاجلها .

❈-❈-❈

يقف عزيز في منزله الجديد يهندم حاله امام المرآة ويستعد للذهاب فأتت يسرا من الخارج تعانقه من ظهره مائلة برأسها عليه وتلف ذراعيها حول خصره مردفة بدلال _ عتمشي بردو يا عزيزي ! … مش جولتلي هتبات عندى ليلتين !

التفتت يطالعها بعمق ثم تحدث بانفاس حبيسة _ بزيادة أكدة يا يسرا .. ان كان عليا معايزش اخرج من اهنة واصل … بس انتِ خابرة الظروف زين … وكمان المصنع مينفعش اسيبه أكدة !

تلاعبت بأزرار قميصه بإغراء مردفة _ مهو متولى هناك … وعيحبك جوى جوى وعياخد باله من المصنع في غيابك … ومرتك اصلا معتسألش ولا انت عتهمها … يبجى خليك مع يسرا اللى عتحبك وعتفديك بعيونها .

قالتها بغنج فطالعها برغبة ثم ابتلع لعابه واردف بترقب _ لو أكدة يبجى اجعد شوية كمان … معيحصلش حاجة يعنى مش أكدة ولا ايه !!

ضحكت بدلع مردفة وهى تسحبه خلفها _ أكدة ونص كمان .

❈-❈-❈

في الاعلى نظرت مهرة لزين الذى يدعى النوم ولكن تفضحه سعادته التى اظهرت ابتسامته .

اتجهت تتمدد على الاريكة وتفكر … هل تسامحه !! … هل يمكن ان تبنى معه ثقتها مجدداً !! … ايمكن ان ما فعله وقتها كان أثراً من تلك الندبة الذى عانا منها في الماضي !! .

تنهدت بحيرة ورفعت رأسها عالياً تطلب من ربها الدليل والبينة علها تهدأ وتفكر … لا تريد لطفلها ان يربى بعيداً عن والده الذى لا يعلم به الى الان .. ولكن كيف ستخبره بأمره وهى للان ثقتها به متوترة … وكيف ستخبره وهو لم يتذكر بعد .

عادت برأسها للاسفل تنظر لبطنها ثم وضعت كفها عليها تتحسسها بحنو وكأنها تطمأنه بوجدها ووجود والده بجانبه .

التفتت تطالعه وهو يغفو بالفعل … وقفت وقررت حمل صينية الطعام وانزالها للاسفل .

ارتدت حجابها ونقابها وحملت الصنية وتحركت للخارج واغلقت الباب واتجهت للاسفل بحذر .

وصلت الى المطبخ فرحبت بها خضرة بحب وحنو … ناولتها الصينية واردفت متسائلة _ وينها شهد يا ست خضرة !

اردفت خضرة بحنو _ برا يا مهرة هانم في الجنينة … جاعدة مع الست رابحة والهانم نيرة .

اومأت لها مهرة بهدوء ثم اتجهت للخارج بحذر … لا تعلم لما ارادت الجلوس معهن .

خرجت اليهن فراتها شهد التى اسرعت تتجه اليها مرحبة وهى تسحبها الى الطاولة بحب .

جلست مهرة بحذر فأردفت نيرة بود _تعرفي يا مهرة انى لسة مشوفتكيش ونفسى اشوفك اوي … شهد قالتلي انك قمر .

ابتسمت مهرة من خلف نقابها واردفت بود _ بتشكرك كتير انتى يللي متل القمر … بسيطة هلأ بندخل وبورجيكي وجي .

اومأت لها بينما تحولت عين مهرة تلقائياً على رابحة ولكنها تعجبت من نظرتها فلم تكن نظرة كره او غضب كما كانت ف السابق بل نظرة تأمل وعمق وكأنها تكتشفها الآن وتحاول رؤيتها بطريقة آخرى .

انتبهت ثم فجأة حولت مسرعة بتوتر نظرها الى شهد مردفة بتساؤل _ عمى احمد وينه !

اردفت شهد بترقب _ هو دلوك ف الشركة … هياجي بليل .

اومأت ثم التفتت عيناها مرة ثانية على رابحة التى كانت ما زالت تطالعها بعمق فتعجبت والتفتت مسرعة تنظر للحديقة بشرود … تعلم ان ما اصابها مؤلم ولكنها لم تنسى الاهانة بعد … تحاول النسيان ولكن لا تستطيع … تتذكر يوم طردها وخروجها من هذا القصر كأنه امس … هى بحاجة اشياء تساعدها على النسيان والعفو … ستتجاوز تلك الندبة مع الوقت .

بعد نصف ساعة عادت لجناحها لتطمئن على زين ولكنها ذهلت بما رأته لقد كان يجلس على الاريكة واضعاً رأسه بين كفيه ويئن بصوت مكتوم حتى لا يصل المه الى احد كما اعتاد .

اسرعت اليه تخلع نقابها وحجابها وتلقيهما باهمال ثم دنت متسائلة بلهفة وخوف _ زين شو بك … طمنى حبيبي شو عم يوجعك !

طالعها بعيون مرهقة وصداع رأسه حاد كالذى يردم جداراً بمطرقة دون رحمة … تحدث باطمئنان برغم نظرته _ اهدى يا مهرة … صداع بسيط وعيروح لحاله دلوك .

هزت رأسها بقلق وهى ترى حالته ثم اسرعت تقف وتبحث عن ادويته ولكنه اشار لها ان تأتى متحدثاً _ اخدت حباية بس لسة معتعملش مفعول دلوك … تعالى اجعدى وانى هبجى زين .

تنفست بعمق تفكر ثم اتجهت تمسك كفه التى تحيط رأسه مردفة بحنو _ تعا معى !

طالعها بعيون مرهقة وجفون ثقيلة ثم توقف يتجه معها بحذر .

اجلسته الى فراشه واتجهت الى حقيبة يدها تخرج منها زجاجة تحتوى على مجموعة زيوت عطرية ثم اتجهت تغلق الاضاءة فأصبحت الغرفة مظلمة الا من الانوار الخافتة التى تنكسر من خلف النوافذ المغلقة .

خطت بأتجاه ثم تمددت خلفه ومدت يدها تسحبه اليها مردفة بحنو _ تعا نام وخلى راسك ع اجري .

طاوعها بحب وتمدد بطول الفراش بعكس وضعها حيث جلست هى وتمددت بعرضه .

وضع رأسه عند احشاؤها واستكان في تلك النقطة وقد شعر براحة غريبة تجتاح جسده .

حبست انفاسها وطالعته بعيون ملتمعة … هو الان بالقرب منها ومن طفلها بطريقة تجعله يشعر به … ظلت ساكنة لثوانى تستوعب الموقف ثم حاولت التروى قليلاً والتقطت انفاسها تطالعه بحب وعتاب وتساؤلات عدة … اما هو فسكونه كان كافياً ان يجعلها تشرد …

فاقت تتحدث بترقب _ زين ! … نمت شي !

تمتم بصوت هادئ فأردفت بترقب _ والصداع !

اردف بهدوء _ عيروح متجلجيش .

تنهدت ثم اردفت بحنو _ لكان هلأ رح اساويلك تدليك بس انت غمض عيونك واسحب نفس طويل .

اطاعها وتناولت هى الزجاجة الصغيرة وصبت منها القليل على راحة يدها ثم دلكتها بهدوء وبدأت اصابعها تتوغل في خصلاته وتدلكها بحنو ونعومة وتردد بعض آيات القرآن التى كانت اسرع من المسكن وتوغلت بين خلايا مخهُ فطردت الألم واستكان بطريقة عجيبة بين يدى تلك الساحرة .

كانت عيونه مغلقة يتآكله الندم في كل لحظة تقترب هى منه … يلوم نفسه ويجلدها على ما فعله بها … يتخيل كيف شعرت بالخوف والقهر من هيأته وكيف ارتعبت عندما تناول سلاحه وغادر وحبسها … ابتلع لعابه وهو يتذكر عند عودته ووالدته تخبره انها طردتها … بماذا شعرت عندما غادرت من منزله مقهورة ومطروده وخائفة !! … كيف فعلها وشكّ بها ولم يتروى لحظة لسماعها !.

آخرجه من ذنبه الذى يؤلم قلبه صوتها وهى تتسائل _ زين ! … صرت منيح !

سحب نفساً عميقاً يهدئ به قلبه الباكى من اجلها ثم ارتفع قليلاً ليقابلها … طالعها بعمق وهى كذلك .

عيونهما ينعكس عليها الضوء الخافت الصادر من الخارج فقط … قلبيهما يصرخان يريدان عناق بعضهما … اتجهت يداه الى مبتغاها وحاوط جسدها يسحبها الي صدره .

عانقها بحنو دافناً رأسه في تجويف عنقها … ليته يستطيع البوح بكل ما يؤرقه وبعدها سيطلب عفوها ولكنه اصبح يخاف … لقد دخل الخوف قلب زين الجابري … الخوف من فقدها قيد لسانه ومنعه من الكلام … لا يعلم ماذا سيكون رد فعلها … لذلك قرر الصمت الى اجلٍ غير معلوم … عليه الاول اثبات حبه لها واعادة ثقتها بيه ثم سيخبرها انه بدأ يتذكر شيئاً فشيئاً حينهما يمكن لافعاله الحالية ان تشفع له عندها .

ظل يعانقها وهى متعجبة من امره … يزداد شكها به دائماً … هل يتذكر ! … اذا لماذا يدعى هذا !! .

تململت من بين يده ثم عادت تطالعه بشك ففهم نظرتها فأسرع يهتف بخوف _ دايماً جوايا احساس انك بالنسبالي حاجة كبيرة جوى … جيمتك غالية عندى جوي … جلبي بيهدى ويطمن وجت ما ببصلك … حتى الصداع اللى كان عينخر في راسي اختفى لما يدك لمستنى … اوجات ببجى عايز افتكر حياتنا مع بعض كانت كيف … بس اديني بحاول .

تنهدت بعمق ثم نظرت له بشرود وتحدثت لتطمأنه برغم قلقها _ رح تتذكر زين وعن قريب لا تقلق .

هرب من نظرتها ومال مجدداً يتمدد على ساقيها ويستكين بصمت وخوف من فقدها وشردت هى تفكر ماذا ستفعل عند عودة ذاكرته

❈-❈-❈

بعد مرور يومين غادرت عائلة احمد الى القاهرة وانتقل معتز الى فندق ليستقر به الى ان يستعيد زين ذاكرته كما يعتقدون .

اما مهرة فأصبحت تتجنب زين قليلاً ومع ذلك فهى تراعيه وتطعمه وتعطيه ادويته في مواعدها حتى انه استعاد عافيته .

صممت وبشدة ان تنام على الاريكة الوثيرة مدعية ان عليه الراحة فهو ما زال متعباً … ووافق مجبراً امام تصميمها وحتى لا ينكشف امره برغم اشتياقه للنوم بجوارها .

اشترى له معتز هاتفاً جديداً بناءاً على طلبه وتواصل مع احدى المستشفيات الاستثمارية في القاهرة وتحدث معهم عن حالة والدته واخبروه ان الامر هناك طبيب مصري سيأتى من الخارج بعد ايام قليلة متخصص في حالة رابحة وعليه انتظاره .

ها هي مهرة تقف تتحدث مع صديقتها لبنى بعدما قررت مهاتفتها …

اردفت بترقب بعد ان فتحت لبنى الخط _ كيفك لبنى !

ذهلت لبنى وهاتفت بلهفة _ مهرة ! … كيفك يا جلبي عاملة ايه … وحشتيني جوى يا مهرة .

تنهدت مهرة بعمق ثم تحدثت بصدق _ وانتِ كمان لبنى … عن جد اشتقتلك كتير … بترجاكى لا تزعلى منى … يللي صار معى مو قليل لهيك كان لازم ابعد وما حبيت اتواصل معك لحتى ما يصير معك مشكلة بسببي … المهم هلأ انا رجعت وحبيت اطمنك واطمن عليكي ..

تحدثت لبنى بحب _ انى زينة يا غالية … وعلى فكرة عائشة طمنتنى عنك وجالتلى على اللى حُصل … وانى معاكى بجلبي … المهم تكونى انتِ بخير .

شردت تفكر في شقيقتها ثم اردفت _ بخير لبنى … في كتير شغلات بدى احكيها معك بس مو هلا … لانه اكيد بتعرفي يللي صار مع زين … بالاول خليني اطمن عليه وبعدين بنتقابل انا وياكى .

اردفت لبنى بترقب _ ماشي يا مهرة … بس انى عايزة اجولك على حاجة مهمة حصلت معايا .

تنبهت مهرة فتابعت لبنى _ انى كنت جيلالك على المكان اللى بجعد ارسم فيه … جابلت شاب هناك وبالصدفة جابلته تانى من كام يوم وجال انه صاحب جوزك .

انصدمت مهرة وتوسعت عيناها مردفة _ عادل !

تحدثت لبنى _ تجريبا هو ده … بس كان عيتحدت كلام غريب وانه آسف وعايز يسامحه … انى مفهمتش حاجة ! .

شردت مهرة تفكر وحتى انها لم تستمع لنداء لبنى عندما طال صمتها .

افاقها من شردها خروج زين من المرحاض … خرج يطالعها بعمق فتنهدت وتحدثت _ بعتذر لبنى رح اقفل هلأ وبرجع احكى معك .

اغلقت الخط وظالعته متسائلة بترقب _ كيف صرت هلا !!

ابتسم لها ووقف امامها مباشرةً يردف بحب _ بجيت كيف الحصان … وده بفضل ربنا ثم مساعدتك .

تنهدت تخفض رأسها ثم اردفت بترقب وهى تطالعه _ ع سيرة الحصان … شو رأيك اخدك ع مكان انت بتحبه !! … يمكن تتذكر شى !

علم مقصدها فأبتسم واومأ يردف _ موافج اروح اي مكان معاكى .

اومأت بخجل ثم اردفت بترقب _ لكان رح البس اواعيّ واجي .

تركته واتجهت الى خزانتها تحضر اغراضها ثم اتجهت الى المرحاض تتجهز وعادت اليه بعد دقائق مردفة بترقب _ بنمشي !

تمسك بكفها وتحرك معها للأسفل ومنه للخارج بعدما مر واطمئن على حال والدته …

خطيا لخارج القصر يسيران معاً في الحقول الخضراء التى تحتضن القصر .

بعد دقائق من المشى وصلا الى اسطبل الخيول الخاص بزين … انفرجت اساريره وهو يرى خيله حيث اخدته مهرة اليه واردفت بترقب وهى تقف امامه _ هاي الفرسة تبعك ..

طالعها زين بعمق ثم مد يده الى فرسته التى ترحب به على طريقتها حيث صهللت بصوت دال على سعادتها لرؤيته .

جاء السايس يركض مرحباً به يردف بسعادة _ حمدالله ع السلامة يا زين بيه … نورت مكانك .

اردف زين بهدوء وهو يطالعه _ الله يسلمك .

ابتعد السايس ووقف زين يدلك رأس فرسته بيده بحب واشتياق ثم طالعها مردفاً بترقب ومكر _ تحبي تركبي خيل !

طالعته بصدمة وذهول قائلة _ معقووول ! … هاد حلم حياتى .

اومأ يردف بحب _ وانى عحججهولك ..

تذكرت امر حملها فانكمشت معدتها واردفت بترقب وقلق _ بس رح اخاف كتير اذا بيركض .

نظر لها بحب واردف مطمئناً _ متخافيش .

فتح الباب لحصانه واخرجه من مكانه يدلكه بقوة فرفع الحصان قدميه يعبر عن سعادته فانبهرت مهرة به وتحمست قليلاً .

نادا زين على السايس الذى اتى يركض فأردف زين بترقب وامر _ روح هاتلنا سرج متين واربطه عليه وبعدها خد العمال اللى أهنة وادخلوا جوة مشفكوش أهنة واصل .

اومأ له الشاب وبالفعل بعد دقائق انتهى من تركيب السرج على ظهر الحصان وغادر هو وعمال الاسطبل الى الداخل ينفذون امره بطاعة .

تنهد زين ونظر اليها بحب ثم اردف _ جاهزة !!

نظرت له ثم نظرت للفرسة بترقب واومأت بحماس .

نظر حوله فوجد المكان خالى … عانق خصرها بكفيه ورفعها بسهولة يجلسها على ظهر الحصان تحت شهقتها وتفاجئها ولكنه ثبتها بحيث انسدلت ساقيها الاثنان في اتجاه واحد .

اما هو فمد يده يتمسك برباطها ثم وضع قدمه على دواسه السرج وصعد على ظهر الحصان بسهولة وفروسية يجلس خلفها ويحبسها بين ذراعيه وكفيه اللتان تمسكتا باللجام بقوة .

بدأ يخطى بالفرسة في المكان الواسع ببطء وتمهل وبرغم خوفها وتوترها من قربه منها الا انها كانت في اسعد لحظاتها .

اما هو فمال على اذنها يردف هامساً ومتسائلاً _ مبسوطة يا مهرة ! .

التفتت اليه تطالعه من خلف نقابها وتومئ بسعادة … تعمق في عيناها عن قرب كم كانت جميلة صافية تعكس ضوء الشمس …

التفتت تنظر للمكان من حولها بسعادة والفرسة تخطى بهما بتدلل وشموخ في ارجاء المكان الواسع .

اما هو فكأنما ملك الدنيا وما فيها … يتذكر شقيقه كل لحظة ويدعى له بالرحمة لان سبب سعادته تلك يعود اليه … هو سبب هذه الحياة الخصبة الذى يعيشها والذى لم يتوقع ان يجربها يوماً … هو سبب لقاؤه بتلك المهرة الصغيرة التى احدثت فارقاً كبيراً في حياته فانتشلته من ظلامه الى شمسها الساطعة .

تنهد بعمق ثم اردف بترقب وصدق _ بحبك .

ارتعش جسدها واغمضت عيناها مستسلمة لهذه المشاعر التى دائماً تشعر بها معه هو فقط … بدأ الامان منه ينمو بداخلها مجدداً .

نظرت له بعمق واردفت بترقب وصدق _ وانا كمان .

طالعها بعشق وابتسم بسعادة … لم يتوقع ردها … من سعادته وتدفق مشاعره اردف بحماس _ يبجى امسكى فيا جوي ومتخافيش .

ترقبت باستفهام فأردف _ يالا عاد !

تمسكت به تلف ذراعها الايسر حول خصره بقوة فضحك ونفض اللجام فأسرعت الفرسة تركض بهما بسعادة داخل الاراضي الواسعة .

كانت تضحك بسعادة ثم تذكرت حملها فأردفت بقلق _ زين وقف اذا بتريد .

اردف بحب وسعادة _ متخافيش عاد .

اردفت مترجية _ لو سمحت زين .

هدأ من سرعته واومأ لها يردف بحب واطمئنان _ ميبجاش جلبك رهيف أكدة … خليكي كيف جوزك .

تنهدت تردف بتوتر _ مو هيك بس دوخت شوي .

توقف يطالعها بقلق ثم اردف بترقب _ انتِ زينة !

اومأت بترقب وقد بدأت تشعر بالدوار فأردفت _ ايه تمام بس خلينا نرجع !

اومأ لها وعاد ادراجه ثم ترجل بمهارة من فوق الفرسة ولكن مع نزوله سقط حذاؤها الرياضي من قدمها اليسري .

انخفض زين ارضاً وتناوله ثم البسه اياها برغم اعتراضها ومد ذراعيه اليه يردف بحب _ تعالى يالا .

وضعت كفيها على كتفه وحملها كالطفلة ينزلها ارضاً بحب ويطالعها بسعادة ثم ملس على رقبه الحصان بتودد فصهللت على الرحب والسعة .

نادا على السايس يردف بترقب وعلو _ انت يا بنى .

جاء الشاب من الداخل يردف باحترام _ اؤمر يا زين بيه .

اردف بتروى _ خد الفرسة وخلى بالك منيها .

اردف الشاب _ عنيا يا زين بيه .

خطى معها ليعودا فنظرت له بتعمن واردفت متسائلة_ زين ! .

طالعها بترقب فتابعت بشك يجتاحها دائماً _ ما تذكرت شي !!

تنهد قليلاً … عاد الخوف يتوغله … ليخبرها انه بدأ يتذكر قليلاً … اردفت بترقب _ مبجاش فارج معايا الماضي يا مهرة مادام انتِ في حاضري ومستجبلي … بس فيه ملامح ظهرت جدامى … جاحات حلوة عيشتها معاكى عتيجي على عجلي … شكلى عتذكر جريب .

طالعته بعمق … تشتت عقلها ولم تعد تعلم ماذا عليها ان تفعل ان عادت له ذاكرته … اتظل ام تغادر مثلما وعدت والدها … اتترك الماضي ام تعود اليه وتعاقبه !! … ولكن مؤكد سيحظا معها بفرصة ثانية … هو يستحق … عليها ان ترضي كرامتها وترضي والدها وتعطيه فرصة .

❈-❈-❈

مساءاً في منزل عزيز

يجلس وامامه يجلس الطبيب عمر ووالدته بعدما اخبرته اسماء بالموعد الذى حدده والدها .

اردف عمر بترقب _ احنا اتشرفنا بمعرفتك ومعرفة اسرتك يا عزيز بيه .. وكنت حابب نقرأ فاتحة دلوقتى ونلبس الدبل في اقرب وقت .

اردف غزيز بتعالى _ انى معنديش مانع … بس لا مؤاخذة يعنى فين باجى العيلة الكريمة !

اردف عمر بتوتر _ انا والدى متوفي من مدة … وانا ولد وحيد وليا اختين متجوزين واكيد هيتعرفوا على حضراتكوا في اقرب وقت … وانا المسئول من عيلتى بعد وفاة والدى .

اومأ عزيز بترقب ثم طالعه بعمق واردف _ تمام يا دكتور عمر ..

اردفت والدة عمر بهدوء وحنو _ اطمن يا استاذ عزيز … ابنى هيحط الانسة اسماء في عيونه … وبسم الله ماشاء الله بنتك باين عليها حسن الخُلُق والخَلْق ربنا يباركلك فيها .

ابتسم عزيز بفخر ونظر لابنته التى تجلس بخجل وتنظر ارضاً ثم اردف _ يبجى نقرأ الفاتحة .

تنهد عمر واردف بترقب _ توكلنا على الله .

قرأوا الفاتحة جميعهم بترقب وبعد حوالى ساعة من التعارف والحديث العام غادر عمر ووالدته

و تجمع عزيز وعائلته في الصالون فنظر لابنته واردف بترقب _ انى لحد دلوك معارفش انى جلجان منه ليه ! … جولى يابت لتكونى حكتيله حاجة اكدة ولا اكدة وانى عتكشفي عنده !

نظرت له اسماء بقلة فهم متسائلة _ جصدك ايه يا بابا !!

طالعها بعمق واردف _ عرف عنيكي ايه بالضبط !! … حكتيله ايه تانى !

هزت رأسها تردف بحزن _ محكتلوش حاجة يابابا غير اللى الناس كلها عرفاها … اطمن انى فاهمة صُح ايه يتجال وايه لاء .

اردفت خيرية بجمود مدافعة _ الحديت ده ميتجالش لبنتى يا عزيز … بنتى انى مربياها صُح … وواثجة فيها جوى … الدكتور عمر لجى فيها اللى مهواش موجود في بنات جيلها … مؤدبة ومحترمة وماشية دوغرى … علشان اكدة هو اعجب بيها وجرر يدخل البيت من بابه … ولولا انه شاريها مكانش استنى لحد ما زين يفوج ونطمن عليه وبعدين ييجي يقرأ فاتحتها .

نظر لها بعمق وشرود ثم نظر لعليا التى تتابع بصمت بل بشرود بسبب هاتفها التى تتصفحه .

اردف عزيز بترقب لها _ وانتِ يا عليا ! … رأيك ايه !

رفعت نظرها تطالع والدها ثم نظرت لشقيقتها بغيظ واردفت _ انى من رأيي مهواش مناسب لعيلتنا … بس بنتك رايداه … جوزهاله يا بابا يمكن جوازتهم تصح عن جوازتى .

نظر لابنته بترقب ثم اردف بشماتة بعدما علم الخبر من عمال المصنع _ وانتِ زعلانة أكدة ليه … حجك رجع تالت ومتلت … واهو بعد ما فاج من الغيبوبة مهواش متذكر اي حاجة واصل … وعايش أكدة وسطيهم مهواش عارف دول مين .

اتسعت عيناها ونظرت له بدهشة ثم نظرت لوالدتها التى تنظرت لاسماء بيأس ثم اردفت _ وه … فقدت ذاكرته !! … معجول !! … زين الجابري مهواش متذكر حاجة واصل !!

ضحكت عالياً ثم نظرت لاسماء واردفت بتشفي _ شوفتى ! … مش جولتلك انه كان ظالمنى !!

نظرت له اسماء بحدة وغضب ولفت نظرها لوالدها بحزن وخيبة امل ثم توقفت واتجهت الى الخارج حيث ستصعد لغرفتها .

اما خيرية فأردفت بحدة _ اخرصي يا واكلة ناسك … جومي اطلعى على فوج يالا … واضح انى معرفتش اربيكي صُح .

اتسعت عيناها ونظرت لها بذهول ثم نظرت لوالدها الذى اردف بحدة _ اكتمى يا حُر مة صوتك ميعلاش وانى جاعد … بتى انى اللى مربيها زين … وعارف انهم ظلموها .

اردفت خيرية بحدة وجرأة غير معهودة وهى تقف _ بتك عيارها فلت من دلعك الماسخ ليها وبجت طايحة ف الكل … فهم بتك ان ميصحش تشمت في ابن عمها مهما حُصل … وتعرف ان زين ليه علينا جمايل ياما .

غادرت مندفعة للخارج تحت انظارهما المصدومة فلأول مرة تتحدث خيرية هكذا .

نظر لابنته بحدة واردف باستنكار _ جمايل ايه اللى امك عتتحدت عنيها !!! … انى محدش ليه عليا جمايل .

هزت كتفيها باستنكار فتوقف يولج للخارج حيث زوجته ليرى ما تلك الحالة الجديدة .

اتجه حيث اتجهت الى غرفتهما .

دلف وجدها جالسة بشرود على طرف الفراش … تقدم منها واردف بحدة _ انتِ ايه اللى عتجوليه دي يا ولية يا مخبولة انتِ … جمايل ايه اللي عملها زين ويايا !!

ابتسمت بتهكم واردفت _ معرفشي يا عزيز !! … معرفشي زين عامل ويانا ايه !! … انى وبناتك عايشين تحت حمايته … معيسمحش لمخلوج يجيب سيرتنا ولا يتحدت عنينا حرف … لو ترك امرنا عليك كنا بجينا ملطشة للي يسوى واللي ميسواش ومكانش مخلوج بص لبنت من بناتك … دكتور عمر ده جاي على حس زين مهواش علشان خاطر سواد عيونك … اوعاك تشوف حالك وتفكر انك كبير علينا لأنى خبراك زين .

تجمد مكانه بغضب واتسعت عينه يردف بتوعد وهو يقترب منها _ انتِ عتجولي ايه يا ولية انتِ ! … انتِ واعية لحديتك دي !! … ولا كنك نسيتي يد عزيز واشتجتيلها !

رفع يده ليصفعها ولكنها صدته بيدها ونفضت يده ثم وقفت تردف بترقب وقهر وقوة _ مبجتش خيرية الضعيفة بتاعة زمان يا عزيز … خلاص طفحت … فاض بيا … كنت عتحمل اطباعك وحجدك وعمايلك السودة واجول يابت اهو ابو بناتك واصبري عليه … انما توصل للخيانة ! … لع يا عزيز … معغفرهاش واصل .

طالعها بصدمة وتوتر جسده يردف بترقب _ خيانة ايه ياولية اللى عتجوليها … جنيتي ولا ايه !

ابتسمت ساخرة واردفت بقهر وقوة _ اوعاك تفكرنى غبية ومهعرفش الراجل اللى معشراه بجالي سنين وعنام جاره في فرشة واحدة !! … من اول يوم وانى عارفة انك مع غيري … والمصنع والشغل وكل ده حجة عتجولها وانى بعمل حالى مصدجة علشان صورتك جدام بناتك … ويكون في علمك انت من اللحظة اللى خونتى فيها وانى رميتك برا حياتى … هعيش معاك بالاسم بس … ولو ع اللى بينا ف خلاص يا عزيز يا جابري مبجالوش وجود … انت دفنته بخيانتك وريحة الحرمة اللى بتبجى على جسمك وانت راجع من عنديها كل يومين ..

طالعته بقوة برغم حزنها وقهرة قلبها ثم اندفعت للخارج وتركته في صدمته وذهوله من حديثها … اكانت على علم بأفعاله وهو الذى ظن نفسه ذكياً وداهياً !! .

رن هاتفه برقم يسرا فنظر له بعمق وعقلٍ شارد لثوانى ثم اغلقه ودثره في جيبه وخطى للخارج يغادر الغرفة و المنزل بأكمله .

اما خيرية فكانت تجلس في غرفة الضيوف تبكى بصمت وتخرج طاقتها بمفردها حتى لا تراها احدى بناتها وهى تقرر ان حان الوقت لاظهار قوتها … حان الوقت للنبش والبحث عن كرامتها التى دُفنت بفضله … ولتلقنه درس حياته ولتعيد ضبط ابنتها التى افلتها هو بدلاله الزائد لها .

❈-❈-❈

في قصر الجابري

كان يجلس على طرف الفراش ينتظرها الى ان تولج من المرحاض .

خرجت تجفف يدها بمنشفة ثم ابتسمت له واتجهت للاريكة كي تنام ولكنه توقف ولحقها يمسك معصمها فالتفتت تطالعه بترقب فأردف بنبرة مترجية وحب _ تعالى نامى جاري .

توترت وابتلعت لعابها تطالعه بضيق فأردف باستعطاف وترجي _ معزعكيش واصل … عنام في حضنك وبس !… وبعدين انى بجيت زين … يمكن ترجعلى ذاكرتى !!

تنهدت تطالعه بقلق … ان كان هو يشتاق لحضنها قيراط فهى تشتاق لعناقه ولشعورها بالامان داخله اربع وعشرون قيراط .

وقفت لثوانى تفكر … هل ستستطيع !!! … ام ستخونها مشاعرها معه !

نظرت لعينه فوجدت بهما نظرة توسل وحب … تنهدت واومأت فسحبها معه بسعادة الى الفراش .

تمددت بتوتر وحذر وتمدد هو الآخر يطالعها بحب ولهفة … سحبها اليه وعانقها بقوة حنونة يتنهد بعمق ويغلق عليها عينه وقلبه وذراعيه باشتياق ..

اما هي فبرغم توترها وخجلها الا ان شعور الامان والراحة عاد يتوغل داخلها شيئاً فشيئاً … نبضاتهما صاخبة تنبض بعنف وكأنها ترحب ببعضها بحفاوة .

ظل ثابتاً في عناقه ولكن عقله اللئيم يخونه الى ان تغلبت عليه مشاعره بها فابتعد قليلاً عن وجهها يطالعها بعيون راغبة … نظرت اليه فعلمت نظرته جيداً … توتر جسدها فأرسل جسده اشارات اليه برغبته بها فباتت في خوفٍ وقلق … ضعفت ارادتها وهو ينحنى من شفتيها يسترقهما في قبلة عاشقة شغوفة متمهلة ويداه تسبح على جسدها ويدها تغوص في خصلاته والاخرى تسير على رقبته فتزيد من رغبته بها .

ابتعد يستند على جبهتها وانفاسهما لاهثة بقوة … اردف مترجياً بلهفة _ علشان خاطرى يا مهرة !!

تلك الكلمة انبهتها وتداخلت الذكريات الى رأسها … بماذا يترجاها !! … لا بالطبع لا تستطيع … ان فعلت ما يريده الأن ستندم بكل تأكيد .

تنهدت بقوة تهدئ من لوعة صدرها ومشاعرها ثم اردفت تتملل من بين يده بهدوء _ بترجاك زين لا تضغط علي … ما بيصير هلأ … اتركها لحتى تتذكر .

زفر بقوة وهو يكور قبضتيه ويحاول تهدأة حالته تلك … ابتلع لعابه يتحكم بصعوبة في مشاعره يعلم انها ستضعف ثم ستحزن بعدها لذلك قرر التخلى وعاد يعانقها بصمتٍ تام ويدخل رأسها في صدره ثم يربت على ظهرها بحنو وطمأنينة .

استكانت داخله وهدأت ونام كلٍ منهما يفكر في القادم … في كل مرة يثبت لها انه يستحق فرصة … اما هو فبدأ يخاف من انكشاف امره … عليه ان يخبرها انه بدأ يتذكر ولكن ليضمن بقاؤها اولاً .

❈-❈-❈

صباحاً

اتجهت عليا للاسفل بعدما ارتدت عباءة وحجاب .

طالعتها والدتها بعمق واردفت بتساؤل _على فين يا عليا !!

تنهدت تردف بخبث _ رايحة اشترى شوية حاجات يا ماما ومهعوجش .

اردفت خيرية بترقب _ حاجات ايه عاد ! .. ومن امتى بتطلعي ما انتِ بتبعتى السواج يجبهالك !!! وبعدين تروحي لحالك ليه !! … خدى اسماء معاكى .

تنهدت عليا بضيق وكذلك اسماء فهى لا تريد الخروج معها … اردفت عليا بضيق _ فيه ايه يا ماما … عجولك هروح مع السواج واجى طوالي … لزومه ايه بجى كل ده !.

تنهدت خيرية تطالعها بترقب ثم اردفت بتعمن _ روحى يابت عزيز … روحى مشوارك وارجعى طوالي … بس خدى بالك زين من نفسك .

زفرت بحنق ثم اتجهت للخارج تحت انظارهما … اردفت اسماء بتروى _ خليها تروح تشترى اللى هي محتجاه يا ماما مافيهاش حاجة يعنى !

طالعها خيرية بشرود لثوانى ثم تنهد واومأت بقلق وترقب .

❈-❈-❈

في القصر

يجلس زين حول مائدة الطعام يتناول فطوره مع عائلته …

تجاوره مهرة وامامها تجلس شهد وبجانبها تجلس رابحة على كرسيها وشهد تطعمها .

كان يتطلع على والدته بحزن ويفكر في امرها … لقد بدأت تحرك يدها اكثر من ذى قبل وكذلك اصابع قدميها بسهولة ولكن كلامها ثقيل جدا غير مفهوم .

كانت تطالع ابنها وزوجته بعيون يتحدثان عن مدى اسفها … نظرت لها مهرة بعمق … تحدثت عيناها معها … كيف ستنسى ما فعلته … كلما تطلعت عليها تتذكر قسوتها وكلامها … ليتها تركت ذكرى حلوة تمحى هذه القسوة .

اردف زين بترقب _ انى اتكلمت مع المستشفي في القاهرة … وجالوا ان الدكتور المصري جاى كمان يومين .

لفت مهر نظرها اليه … تعلم ان عليه السفر مع والدته ولكنها حزنت وشعرت بالضيق تردف بترقب _ رح تروح بكرة !!

طالعها بأسف ثم تمسك بكفها بحب وهو يلقى بثقته عليها مردفاً _ لازم نروح … ومعتز كمان هياجي معايا … علشان أكدة شهد والجصر في امانتك …وانى معتأخرش .

تنهدت بعمق تطالعه بتردد … كيف ستبقى هنا دون وجوده !! … اردف متسائلاً بترقب _ تيجوا معايا !!! … ممكن اخدك انتِ وشهد معايا بس انى جصدى ان أهنة هكون مطمن عليكوا .

تسائلت مهرة بترقب _ هالطبيب ما بيقبل ييجي لهون !! .

تنهد زين لقد حاول فعلا ان يستضيفه في احدى مشافي قنا الخاصة ولكن قوبل طلبه بالرفض نظراً لان هناك مرضى كثير بحاجته يأتون اليه من بلاد مختلفة .

اردف بأسف _ حاولت يا مهرة بس منفعش .

اومأت تتمسك بكفيه واردفت داعمة _ لكان روح انت ولا تقلق علينا … انا وشهد رح نظل هون لحتى ترجعوا بالسلامة ..

ابتسم لها بارتياح واردف _ وانى مأمن عليكوا كويس جوي … ومافيش مخلوج عيدخل أهنة وانى غايب اطمنوا .

اومأت له بينما اردفت شهد مبتسمة _ متجلجش يا اخوي … انت سايب وراك رجالة .

ابتسم لشقيقته واردف بثقة _ ده اللى انى متأكد منيه … وبعدين هو يوم واحد عيشخص الحالة وطريقة العلاج وهنتابع أهنة بعد كدة … فيه أهنة دكتور هيتواصل معاه ويعرف منيه يعمل ايه بالضبط … وامى هتابع أهنة معاه … والعلاج الطبيعي هيبجى اهنة .

رن جرس القصر يعلن عن وصول احدهم .

ترقب زين ووقف ينظر لمهرة مردفاً _ خليكي أهنة .

اومأت له فهى بدون نقابها اما هو فخطى للخارج بترقب ولكن تصنم جسده وهو يراها امامه … ارعبتها نظرته وطالعته بقلق … لقد اتت متعمدة كيف تتشفى فيه وفي رابحة ولكن نظرته هزت داخلها وكأنه يتذكرها !! .

اردفت الخادمة التى فتحت باب القصر _ اهلا وسهلا يا عليا هانم .

التفتت عليا تطالعها بترقب ثم عادت بنظرها الى زين الذى يطالعها بغضب وكره واشمئزاز .

بينما استمعت مهرة لاسم عليا فوقفت لا ارادياً تتجه للخارج ووقفت حيث يقف زين متجمداً .

وقفت شهد ايضاً وسحبت رابحة للخارج … شعرت مهرة بتصلب جسد زين فمدت يدها تملس على ظهره بحنو مردفة بقلق _ زين انت منيح !!

افاق ولان جسده من لمستها يطالعها بعمق لثوانى ثم تقدمت تلك الخبيثة منهما وهى تطالع مهرة بحقد وغضب فلم تكن تتوقع ان تكون بهذه الملامح البريئة والجميلة .

توقفت امامهما ونظرت لمهرة بعمق ثم ابتسمت ومدت يدها تردف بابتسامة خبيثة _ كيفك يا مهرة ! … طلعتى كيف الجمر اهو ! .

مدت مهرة يدها اليها وابتسمت تردف بثقة _ هاد من ذوقك … بس شو سبب هالزيارة !

ابعدت عليا يدها تطالعها بضيق ثم عادت بنظرها الى زين الذى يطالعها بعيون غاضبة …لفت نظرها سريعاً الى رابحة ثم ابتسمت وهى تطالعها واردفت بتشفي خبيث _ جولت أجى اطمن على مرات عمى وابن عمى … جالولي انه فاق من الغيبوبة جولت اجى اشوفه … وزعلت جوي لما عرفت انه معيتذكرش حاجة !

كور زين قبضته بغضب بينما اردفت مهرة بثبات ومعزى _ عذبتى حالك ما كان الو داعي … ولا تقلقي زين رح يتذكر لانه انا بتذكر كل شى ورح اذكره .

طالعتها عليا بصدمة وتوتر جسدها … هل تعلم بأمر خيانتها له !!! …. هل اخبرها بالامر ! .

اردفت عليا بتوتر _ ع العموم انى مش مطولة … انى جولت زيارة المريض واجب … عن اذنكوا .

التفتت تغادر من حيث اتت ولكن لم يتحمل زين ما حدث امامه فنظر لمهرة يردف بعيون محذرة وصلابة _ خليكي أهنة متتحركيش واصل .

خطى للخارج حيث خرجت لتوها … لحقها في الخارج يمسكها من معصهما بقوة ثم تثبتها على حائط القصر الخارجى المجاور للباب واردف بغضب ورعب _ لو رجلك خطت اهنة تانى هجطعهالك … لو جربتى من مرتى او امى او اختى او مستيهم بكلمة خبيثة مرة تانية وجتها البلد كلها عتعرف بخيانتك لجوزك يا بت عزيز … لتكونى صدجتى اني ناسي بصحيح … تبجى غشيمة ولساتك متعرفيش زين الجابري … تغورى من أهنة ولو باجية على حياتك الو*** تجعدى في داركم ومتخطيش أهنة وعينك متترفعش على مرتى مرة تانية … سمعتى !

كانت تطالعه بعيون متسعة وجسد مرتعش وهى تومئ عدة مرات وتلعن اللحظة التى اتت بها الى هنا .

نفض يدها بقوة واشمئزاز فتألمت ولكنها اسرعت تنزل الدرج وتغادر على الفور بجسد مرتعش .

اما هو فزفر بغضب يحاول تهدأة حالته … اكثر ما اغضبه انه رآى في عيناها نظرة الكره والحقد لمهرته … لم يكن يريد ان تراها تلك العيون الخبيثة ..

زفر بقوة ثم خطى لداخل القصر ولكن توقف عند الباب وهو يراها تقف خلفه بجسد متصلب وتطالعه بصدمة ثم تحدثت _ انت كنت بتتذكر كل شى !!! … كنت عم تخدعنى لحتى ابقى !!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اسكن أنت وزوجك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى