روايات

رواية اسكن أنت وزوجك الفصل السابع والعشرون 27 بقلم آية العربي

رواية اسكن أنت وزوجك الفصل السابع والعشرون 27 بقلم آية العربي

رواية اسكن أنت وزوجك الجزء السابع والعشرون

رواية اسكن أنت وزوجك البارت السابع والعشرون

رواية اسكن أنت وزوجك
رواية اسكن أنت وزوجك

رواية اسكن أنت وزوجك الحلقة السابعة والعشرون

الحياة أقصر من أن نقضيها في تسجيل الأخطاء التي يرتكبها غيرنا في حقنا أو في تغذية روح العداء بين الناس.

أُكتب الإساءة على الرمال عسى ريح التسامح تمحيها، 

وانحت المعروف على الصخر حيث لا يمكن لأشد ريح أن تمحيه.

إن عرفنا الحقائق سيكون بإمكاننا غفران معظم الأشياء.

قد يرى البعض أن التسامح انكسار، وأن الصمت هزيمة، 

لكنهم لا يعرفون أن التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام، 

وأن الصمت أقوى من أي كلام.

ويأتينِ قلبك الهين اللين بغفرانٍ ألوذُ به للنجاة 

❈-❈-❈

تصنم جسده يطالعها بصمت لقد انكشفت خدعته ولم يعد لفقدان الذاكرة وجود واصبح فقدانها هو الشبح الماثل امامه .

هزت رأسها تطالعه بعيون لامعة وعدم استيعاب … كل ما يؤلمها انها كذبت حدثها وصدقته ورحبت بمشاعرها معه وهى على يقين ان كرامتها محفوظة بسبب نسيانه ولكن كل هذا اصبح احلام بل كوابيس يقظة .

التفتت بصمتٍ تام تخطو حيث الدرج الذى صعدته مسرعة  .

زفر بقوة واسرع خلفها حيث اتجهت الى جناحها ليحارب هذا الشبه الذى يود تفرقتهما .

دلفت واتجهت على الفور لخزانتها تخرج منها حقيبة صغيرة تضع بها اغراضها .

دلف الجناح وجدها تجمع اغراضها … لاول مرة يشعر بالرعب وانسحاب القلب … لا ليس بعد كل ما فعلته بقلبه تتركه هكذا وترحل … اتعاقبه على تعلقه بروحها !! … لا يحق لها ذلك … نعم مذنب واخطأ ولكنه عاشق يستحق السماح .

اغلق الباب خلفه ووقف وراؤه بجسد صلب يردف بهدوء وتروى _ مهرة ! … اهدى وعنتحدت .

لم تعيره اهتمام بل كانت تجمع اغراضها بصمت وارتدت نقابها ورفعته من على وجهها الى ان تنتهي حتى لا تشعر بالضيق … فهى الآن في حالة التشتت والافكار المتزاحمة …

انتهت وتناولت الحقيبة والهاتف الخاص بها واتجهت تقف امامه خافضة انظارها خوفاً من خيانة عيناها التى لا ترى سواه تردف بحدة _ بعد زين .

اردف بخوف داخلى وترقب _ معتمشيش يا مهرة … هتسمعيني الاول .

رفعت نظرها اليه تردف بحدة وقهر  _ ما رح اسمع شي … انت كذبت علي وانت عم تطلع بعيونى … قولت انك ما بتتذكرنى !!! … ما رح اسمعك بنوب … وهلأ بعد من هون بدى امشي .

تنهد واردف مترجياً بتروى _ لو في جلبك ذرة حب ليا اسمعيني الاول !

طالعته بعمق واستنكار تردف بقلبٍ ينبض باسمه  _ شو ! … ذرة حب !! … عم تقول ذرة حب !! … لك انا كذبت احساسي يللي كان عم يقولي انك بتكذب وصدقتك ! … وثقت فيك مرة تانية بعد يللي سويته معي … صدقت انك ما عم تتذكر شي عن جد … حتى وقت كان بدك تلمسنى الليلة الماضية قلت هاد بيتذكرنى بس رجعت كذبت حالى ووثقت فيك … عملت الشئ يللي انت ما عملته … قلت مو معقول زين الجابري يكدب هالكدبة ليدارى وراها !! …

قلت زين اقوى من هيك ما بيعملها …. بس انت كل مرة بابنى ثقتى فيك عم تهدها بأفعالك زين … كل مرة بحس معك بالامان والراحة عم تثبتلي انه لازم اخاف … بشو غلطت معك انا !! 

التمعت عيناها بالدموع وتكونت غصة مريرة بحلقها وهى تعيد سؤالها بنبرة مختنقة  _ قلي بشو غلطت معك !! … عطيتك قلبي بعد ما كنت عم اخاف اعطيه لحدى … وثقت فيك وشفتك انت وطنى يللي انحرمت منه … كنت صريحة معك بكل شى وما كذبت عليك كذبة واحدة … اتعاملت معك بقلبي زين وحاولت اكون الك زوجة تفتخر فيها … رضيت ربي معك …

بشو اخطأت معك لحتى تساوى هيك معي !! … بالأول شكيت فيني واتهمتنى بأبشع تهمة ممكن اساويها … اتهمتنى بالخيانة يللي انا طول عمرى بعتبرها شئ مقزز ويللي بيعملها حدا حقير … وقت شفت هديك الرسائل ما سمعتنى ولاصدقتنى ولا كان عندك ذرة ثقة فيني … وهلأ ليه كذبت وقولت انك ما بتتذكر شى !! … شو هالكذبة !… معقول انت جبان هالأد لتعتذر !! … معقول زين الرجال ما فيو يطلب السماح من يللي ما وثق فيها وضربها وامه طردتها من بيته … هالاد قيمتى عندك صغيرة !! .

استمع لها بحزن فهى محقة بكل حرف الا نعته بالجبان …

نظر لها يبوح بقلب ممزق _ مهواش جبن يا مهرة !! … مهواش جبن وانت خابرة أكدة زين … فيه فرج بين الجبن والخوف … كنت خايف جوي … زين الجابري اللى عمره ما خاف من حاجة واصل بجى بيخاف دلوك … من وجت ما حُبك اتزرع جوايا وانى خايف تبعدى عني … انى مكنتش اعرف انى ممكن اعيش معاكى اللى عيشته ده … مكنتش متخيل ان فيه مشاعر أكدة … انتِ دخلتى حياتى وهى صحرا … ارض بور الحزن والخيانة خربوها … دخلتى شجلبتى حالي وغيرتيني … حبيتك بكل ذرة جوايا … مكنتش رايد اي حاجة غيرك ..

تنهد بقوة يغمض عينه متألماً ثم تابع بندم _ اليوم اللى شكيت فيكي فيه لو ينفع امحيه من جوانا همحيه … مكنتش يومها زين اللى عتعرفيه … عجلي كان عيتخيل اللى حُصل معايا جبل أكدة … مكنتش مصدج ان كل اللى عشته ده وهم … اتعاملت معاكى بطريجة كرهتنى في حالي … بس برغم اكدة كنت خايف تمشي … جفلت عليكي وجولت امشي وابعد … اتغلبت على شيطانى وخرجت ادور كيف المجنون على اي حاجة اطلع فيها غضبي وجهرة جلبي … ولما بدأت افهم واعرف ان مهرة مهياش زي غيرها وان حبيبة جلبي نقية وطاهرة ومعتخونش … رجعت … جولت نتحدت … بس ملجتكيش ..

طالعها بعمق يردف بقلبٍ مهزوز _ لو تعرفي احساسى وجتها كان ايه !!! … كنت حاسس انهم عيسحبوا روحى من صدرى بالبطئ … متحملتش انك تبعدى عنى او تسبيني … وكنت جايلك وعرفت انك سافرتي المنصورة … بس حصلت الحادثة اللى منعتنى عنيكي دي … بعدها محستش بحاجة واصل … غير وانتِ عتحدتيني وانى نايم … صوتك هو اللى خرجنى من الاوضة الضلمة اللى كنت ساكن فيها … بس فوجت على صوتك وانتِ عتتحدتى مع ابوكى وتجوليلوا ان اول ما زين يفوج همشي ..

رفع ذراعيه يضعهما على كتفيها ويردف بعمق _ عيزانى اسيبك تبعدى عنى تانى !!! … وجتها مكانش عندى حيل امنعك تمشي علشان أكدة جولت اعمل ناسي يمكن اجدر اخليكي تسامحيني !.

كانت تستمع له بتمعن … كلامه لمسها خصوصاً نبرة صوته وحزنه … رق قلبها له … وبرغم ذلك فعليها استرداد حقها ومراعاة مشاعر والدها .

نظرت له بعمق واردفت _ وهلأ بتعتقد انو بتقدر تمنعنى انى امشي !! .

طالعها بعمق وابتلع ريقهُ … اردف بترقب وشموخ  _ لو ع الجدرة اجدر بس انى رايدك معايا بخاطرك مش غصب عنيكي .

نظرت له بعمق … عيناها تخبره انها لا تريد البعد ولكن كرامة الانثى بداخلها تطلب عكس ذلك .

تنهدت واخفضت رأسها ثم انزلت نقابها على وجهها واردفت بهمس _ وانا بدى امشي هلأ زين .

اغمض عينه يتنهد بقوة … ظل ساكناً لدقائق ثم طالعها بعمق واردف متسائلاً _ عترجعي لي امتى !

هزت رأسها تنظر له بعيون لامعة ثم اردفت بحزن _ ما بعرف  .. انا زعلت بابا منى كتير وبظن انه لازم يرتاح ويطمن علي  … لازم اراضيه هاد حقه علي .

اومأ واقتنع بحديثها وعلم ما عليه فعله .

ابتعد يفتح الباب ثم اردف وهو يلتقط الحقيبة منها _ عسيبك ترتاحى وتهدى يومين يا مهرة … اكون انى رجعت من القاهرة  … تفكرى زين يابنت الناس وترجي معايا على أهنة … وان كان على عمى ابراهيم انى عراضيه .

طالعته بعمق لثوانى … لا تريد تركه … لا تريد الابتعاد عنه مجدداً وتجربة نفس الشعور المؤلم في بعده … ايامها التى قضتها بدونه كانت كالذى تاه في الصحراء دون عونٍ او ماء … 

قلبها يخبرها ان تظل وعقلها يجبرها على الرحيل … عليها ان تعيد افكارها وتعود اليه بقلبٍ سليم … عليها ان تتقبل وتنسى ما فعلته والدته معها … عليها ان ترمم جرح والدها … عليها ان تنظر لعينه بثقة ووضوح مجدداً .

تنهدت بعمق ثم تحركت للخارج تخطى في الردهة فتحرك هو خلفها ونزلا الدرج فوجدت شهد تقف في الاسفل وتتمسك بكرسي والدتها ورابحة تطالعها بعمق  بعدما استمعت الى كلمة مهرة قبل صعودها .

تقدمت مهرة منها واردفت بحزن _ اشوف وجك بخير شهد … ديري بالك على حالك .

طالعتها شهد بحزن … تعلم ان اخيها اخطأ ولكن مؤكد انه يحبها وما فعله نابعاً من حبه … اردفت مترجية _ خليكي يا مهرة متروحيش … خليكي أهنة واعملى اللى انتِ رايداه .

اخفضت مهرة رأسها تتنهد بضيق … لما لا احد يفهم داخلها … لما لا يضع احد نفسه مكانها !!

اردف زين من خلفها بهدوء وضيق بهدما علم صراعها  _ سبيها يا شهد … تعمل اللى يريحها .

رفعت نظرها تطالع شهد بعمق ثم عانقتها بحنو وبادلتها شهد … ابتعدت لتكمل طريقها ولكنها وجدت يد رابحة تتحرك باتجاهها فتصنم جسدها وتوقفت تطالعها بتعجب وقلق ..

كانت رابحة تنظر لها نظرة عميقة وكأنها تترجاها بالبقاء … تمد يدها اليها كي توقفها … طالعتها مهرة بذهول وعمق … اتمنعيني حقاً ام هئ لي ذلك !! .

اغمضت رابحة عيناها وابعدت يدها بارهاق فتحركت مهرة للخارج مباشرةً ومعها زين يحمل حقيبتها .

التفتت اليه تردف بترقب _ لا تعذب حالك انت ضل هون مشان امك وانا بدبر حالى .

تجاهل حديثها وهو يضع الحقيبة بسيارته مردفاً بصلابة _ اركبي يا مهرة .

تنهدت واستقلت سيارته وكذلك هو وقاد بها بصمتٍ تام الى منزل والدها .

❈-❈-❈

استيقظ عزيز من نومه بعد صراع مع افكاره في حديث خيرية حيث غادر وجاء الى شقته الثانية وقابلته يسرا بترحاب ماكر ووفرت له سبل الراحة النفسية والجسدية وها هو يستيقظ يتطلع حوله فلم يجدها .

استند بجزعه وناداها مردفا _ يسرا ! … انت فين !

جاءت من الخارج تحنل صينية الفطور وتقدمت منه ثم وضعتها على الكومود ومالت تقبله بجرأة مردفة بدلال _ صباح الخير يا عزيز جلبي .

ابتسم لها واردف بتيه _ صباح العسل يا جمر … عملالنا وكل ايه !

نظر لصينية الطعام فتحدثت هى بترقب _ عملالك مفاجأة احلى من العسل واطعم من الشهد كله .

طالعها بترقب ثم تسائل _ مفاجأة ايه ! … جولى يمكن افرح بعد ما اتسم بدنى امبارح .

تحمحمت وطالعته بعمق ثم جلست بجواره وتناولت كف يده ووضعته على معدتها تردف بقلق تحاول مداراته _ انى حِبلة .

تصنم جسده كأنه فاقد للذرية من سنوات وطالعها بعيون متسعة تقفز منها السعادة مردفاً _ واد ! … صُح … انتِ حبلة وعتجيبيلي الواد .

ابتسمت واردفت بتوتر _ جول ان شالله .

اردف وهو يعانقها _ ان شالله واد … اكيييد واد .

بادلته بشرود تفكر بقلق وتوتر بعدما اخبرها متولى ان عليها ان تخبره بحملها قبل فوات الاوان .

❈-❈-❈

عادت عليا الى منزلها ودلفت فوجدت والدتها تجلس كعادتها .

دلفت بخطى غير منتظمة فطالعتها خيرية بتعجب واردفت _ بت يا عليا ! … مالك أكدة مش على بعضك ! … ايه اللى حُصل !

نظرت لوالدتها بعمق ثم ارتمت على الاريكة المجاورة تهدئ من توترها ثم اردفت _ ما حُصلش حاجة … انى زينة اهو .

نظرت لها خيرية بشك متسائلة _ لع حُصل … انطجى يابت جولي مالك !

تنهدت تطالع خيرية بعمق ثم اردفت بغضب _ مطلعش فاجد الذاكرة يا ماما … طلع فاكر كل حاجة حُصلت … طلع خبيث .

اتسعت عين خيرية تطالعه بحدة مردفة _ وه ! … انتِ روحتى فين بالضبط يا مخبولة انتِ !

اردفت بغل _ روحت الجصر … كان غرضي اروح اتشفى فيهم … بس لجيته جوى زي ماهو … شفته واجف جار مرته صلب ومعيهزوش ريح … وحتى رابحة معرفتش افرح فيها بسبب الغريبة دى … كانت عتحدتنى كانها صاحبة الجصر … بس انى معسكتش واصل .

وقفت خيرية واتجهت امامها ثم صفعتها بقوة وفجأة …. اتسعت عين عليا واضعة كفها على وجهها بصدمة وهى تنظر لوالدتها التى رفعت سبابتها واردفت بنبرة تحذيرية صارمة _ لو متعدلتيش يا بت عزيز ومشيتي صُح وبعدتى عن الوحل اللى عايشة فيه دي انى هربيكي من اول وجديد … انى غلطت في تربيتك وسيبتك لابوكى يدلع دلع ماسخ … بس ملحوجة … من أهنة ورايح مافيش خروج برا البيت واصل … وابجى وريني عتعملي ايه .

صاحت صارخة تردف معارضة _ لع … معيحصلش الحديت ده … انتِ عتعملي ام عليا ولا ايه ! …لا انا كبرت وحرة نفسي .

عادت تصفعها مرة ثانية بقوة اكبر مردفة بغضب يظهر لاول مرة _ متخلنيش اوريكي وشي التانى يا عليا … غورى على اوضتك ومتطلعيش منها واصل الا بأمرى … ومتفكريش ان ابوكى هيحميكي مني … من أهنة ورايح انى اللى هضبط اتجاهك زين .

نظرت لوالدتها بذهول وقد دب الرعب فيها … فلم تكن تلك خيرية المعهودة … بل تحولت بفضل افعال زوجها وابنتها الجشعة وقد اخرجا من طيبتها جبروت .

وقفت عليا ببطء ثم خطت تصعد لغرفتها بذهول … دلفت واغلقت خلفها ونظرت حولها بخوف  … اتجهت تجلس على الفراش وتفكر في ما تفعله  .

❈-❈-❈

في منزل عادل المنصورى 

جاءت والدته من المطبخ تحمل طبق الطعام الاخير ووضعته على الطاولة وجلست امامه تردف بتساؤل _ هنسافر امتى على القاهرة يا عادل !… بقالنا هنا كتير ! 

تنهد وطالعها بهدوء ثم اردف _ انا كنت عايز اتكلم معاكى في موضوع يا ماما بقالى يومين بفكر فيه .

ترقبت وتسائلت _ خير يا بنى !

سحب نفساً عميقاً وتحدث بترقب _ فيه بنت اتعرفت عليها صدفة هنا … يعنى حسيتها مريحة عن غيرها … اسلوبها الحاد شوية معايا حسسنى بكدة … قابلتها لما اجينا نعزى المرة اللى فاتت … والمرة دى قابلتها وعرفت منها انها صديقة مرات زين ..

تعجبت والدته واردفت بذهول _ معقول يا عادل ! … ايه الصدفة دى ! … طيب وانت عايز منها ايه !

شرد يفكر لا يعلم اتفكيره خطأ ام صواب ثم تحدث _ لو حضرتك تيجي معايا وتتعرفي عليها وعلى والدتها ! … يمكن هى تكون سبب ان زين يسامحنى ! ..

تنهدت والدته وتسائلت _ قصدك هتحكيلها !! … طيب بصفتها ايه اصلا يا ابنى ! … دى مهما كان واحدة غريبة !

فكر قليلاً ثم قال بترقب _ مهو انا كنت حابب اتقدملها يا امى ! … انا مرتاح لها وحابب اعطى لنفسي فرصة معاها .

انفرجت اساريرها وهى تطالعه بعيون لامعة ثم اردفت بحماس _ يبقى تعرفنى عليها الاول …  اللى فيه الخير ربنا يقدمه … ولازم يا بنى تسأل عليها كويس … ولو كويسة يبقى توكل على الله … بس لازم تصارحها علشان تبدأ معاها على نور .

اومأ براحة واردف بحماس _ هيحصل يا امى … ومع ذلك انا حاسس انها كويسة جدا بما انها صديقة مرات زين .

اومأت تبتسم له بسعادة وتفكر ان اخيراً قلبها سيهدأ ويطمئن عليه .

❈-❈-❈

وصل زين امام منزل ابراهيم ..

توقف يتنهد بعمق ويتطلع للامام بصمت … فتحت الباب وترجلت وكذلك هو وتناول حقيبتها ثم التفتت ناحيته تمد يدها له مردفة بحزن _ اتركها زين وانا بحملها .

كان يقف يطالعها بعمق … شعور بالضيق يجتاحه كلما تخيل انه سينام وحيداً بدونها … زفر بقوة ثم اردف بثبات _ اطلعى يا مهرة وانا هطلعهالك .

تنهدت تومئ ثم اتجهت للمدخل تصعد وهو خلفها … توقفت امام شقة والدها ووضع هو الحقيبة فأردفت بضيق واختناق وتحشرج دال على بكاء قريب _ يسلمو .

كادت ان تطرق باب والدها ولكنه اسرع يسحبها الى صدره يعانقها بقوة لا يود تركها … بادلته تلف ذراعيها حوله بقوة … مشتتة هى لا تعلم ماذا تفعل … ضائعة بين نيران عشقه وخاطرها المكسور منه … عليها ان تعود له مطمئنة … عليها ان تضمن لطفلها الذى ينمو في احشاؤها حياة هادئة مستقرة متينة موتدة بالثقة والصدق .

تنهدت تبتعد خافضة رأسها … زفر بقوة يطالعها بعمق ثم اندفع يغادر مسرعاً تحت انظارها المعذبة .

نزلت دمعاتها ثم طرقت باب والدها ففتحت لها عائشة التى عادت من مدرستها منذ قليل .

نظرت لشقيقتها بترقب مردفة _ مهرة ! … شو صار !

سحبت مهرة حقيبتها ودلفت تتجه للاريكة … جلست عليها ورفعت نقابها وفكت حجابها ثم تنهدت بقوة ومسحت على وجهها بكفيها ثم تسائلت _ بابا وينه ؟ ..

جلست عائشة تجاورها مردفة بترقب وخوف _ مو هون … انتِ تركتيه لاخى زين ! 

طالعتها مهرة قليلاً ثم اومأت بصمت فأردفت عائشة بحزن _ ليه هيك اختى ! … ليه ما سمحتيه !! … بتعرفي انه يستاهل … عن جد هو بيحبك كتييير .

تنهدت تعصر عيناها بقوة فتسقط دموعها مردفة برجاء _ بترجاكى عائشة لا تزوديها علي … مو طالع بأيدي شي ! … ما كان بدى ابعد عنه بس خفِت … بتصدقي انى خفِت اقوله انى حامل !! … كان عم يكذب علي عائشة … كان بيتذكر كل شى بس كذب علي … قال انو ناسيني … كيف بيساوى معى هيك … وانا يللي كنت عم ادعى يفوق من هالغيبوبة ليعرف انى جنبه وما رح اتركه .. ما فكر بشو حسيت وقت قال انو ما بيتذكرنى !! .. كيف بيكذب هالكذبة علي ! .

شهقت عائشة تطالعها بصدمة فنظرت لها مهرة بعمق ثم اردفت بحذر _ عائشة لا تقولي لبابا مشان الله … بلا ما تخرب علاقته بزين اكتر من هلا !

اومأت عائشة عدة مرات وتسائلت بترقب _ ما رح اقول …بس ليه كذب وقال هيك !

اردفت مهرة بشرود _ ليضمن انى اضل حده وما اتركه … سمعنى وانا عم قول لبابا انى رح اتركه وقت يفيق … وقتها كان لسة عم يفوق وقال انه ما بيتذكر شى … بس انا ما كنت رح اتركه ليتعافى … انا كنت عم اراضي البابا وقتها .

التعمت عيون عائشة متأثرة تردف بتأكيد _ قلتلك انه بيحبك كتير مهرة … يا قلبي خايف لتتركيه … كذب لحتى تضلي معه … ابصر شو بتكون حالته هلأ !

ابتلعت مهرة لعابها واردفت بتساؤل متجاهلة حديث اختها _ بابا رح ييجي امتى !

اردفت عائشة بحزن _ بيرجع بعد شوي … بترجاكى مهرة لا تبعدي عنه … حلوا اموركن وارجعوا لبعض … زين ما بيقدر يعيش بلاكى … بتعرفي شغلة !

نظرت لها مهرة بعمق فتابعت عائشة _وقت كنا بالمنصورة كنت كتير مستغربة …كيف ما اجى لعندك ! … كيف ما دور عليكي !… معقول الحب يللي حسيته وشفته بعيونه ألك يكون كذب ! … كنت عم انتظره ييجي يردك بأي وقت … وبعد ما مرئت ايام حزنت منه كتير وقولت اكيد ما عم يحبك … حزنت كتير منه … بس وقت وصل خبر الحادث تأكدت انو هاد هو السبب يللي منعه عنك … الحادث صار معه من وقت زعلكن بالضبط اكيد كان بدو ييجي لياخدك … وقتها تاكدت انه عن جد بيحبك .

طالعتها مهرة بعمق وتذكرت حديث شهد عن ما فعله زين بعد مغادرتها … تنهدت بقوة ثم وقفت تردف بحدة لتدارى حنينها _ خلص عائشة بيكفي بقى … اتركيني اريح راسي شوي …. حاسة حالى رح اجن .

تركتها وتحركت لداخل غرفتها حاملة حقيبتها تاركة خلفها عائشة تفكر بشرود .

❈-❈-❈

غادر زين متجهاً الى شركته بعقلٍ شارد وروحٍ معذب … عودته للقصر الآن ستؤلمه .

وصل للشركة ترجل وولج للداخل … كان الجميع يرحب به وهو يومئ برأسه ثم صعد الى مكتبه حيث يجلس معتز يباشر عمله .

دلف فرآهُ معتز الذى وقف يطالعه بتفاجؤ وسعادة مردفاً _ زين ! … حمدالله على السلامة … نورت الشركة .

جلس زين امامه يردف بهدوء وحزن _ الله يسلمك يا معتز … اخبار الشغل ايه !

جلس معتز يطالعه بترقب مردفاً _ كله تمام … بس اكيد مش زيك بردو … يعنى انا بمشي الامور كدة لحد ما ترجع تنور مكانك … بس هو انت افتكرت !

اومأ زين ثم نظر له واردف _ راجع يا معتز … راجع … انا اصلا فاكر كل حاجة .

انفرجت اسارير معتز وهو يردف بسعادة _ اخيراً يا راجل حمد الله ع السلامة … افتكرت امتى !

طالعه زين بعمق ثم ابعد نظره واردف بضيق _ انا مكنتش ناسي اصلاً … انا عملت أكدة علشان مهرة متمشيش … بس عرفت ومشت .

صدمة الجمت لسان معتز لثوانى ثم اردف بعمق _ مع انى شكيت بس قولت مش معقول زين يعملها … ليه كدة يا زين !!

طالعه زين بعمق وصمت فتابع معتز بتروى _ انا عارف انك بتحبها اوى … وكنت عايزها متمشيش … بس كنت تقدر تقنعها بالكلام يا زين … كنت تقدر تطمنها … مهرة طيبة وبتحبك .

تصاعدت الغيرة داخله ونظر لمعتز بحدة يردف _ متنطجش اسمها .

ضحك معتز بخفوت ثم طالعه بعمق وتحدث بتفهم  _ قصدى ان مراتك بتحبك وكانت هتسامحك … انما انت كدة عكيت الدنيا اكتر .

اومأ يردف بثقة وتأكيد _ عتسامحنى … عتسامح وعترجع … معسبهاش تانى واصل … مبجاش ينفع من غيرها .

وقف معتز يتجه اليه ثم ربت على ساقه وجلس بجواره … هو ادرى الناس بحالته تلك … اردف معتز بتروى _ طب روق واهدى وسيبها ترتاح شوية … وانا متأكد ان كلها يومين وكله هيبقى تمام … انتوا مش هتقدروا تبعدوا عن بعض اكتر من كدة .

تنهد زين بقوة واومأ فمعه كل الحق … بالاساس هو اشتاق اليها من الآن … يومان بالنسبة له كدهرٍ كامل .

تحمحم معتز واردف بترقب _ طيب بما ان كل دي كانت تمثيلية منك وضيعت من عمرى ايام في عذاب … دلوقتى انا عايز احدد معاد فرحي .

طالعه زين بعمق ثم اردف بمكر _ فرح ايه ده ! … ما خلاص بجى مبجالوش لزوم … شهد بجت في امان ومحدش عيجبرها على حاجة ! .

وقف معتز يردف بغضب واندفاع _ نعم ! … يعنى ايه الكلام ده ! … يعنى اصبر كل السنين دي علشان ربنا يجمعنى بيها وتيجي تقولي خلاص !

تنهد زين يطالعه بعمق ثم ابتسم وتحدث بتروى _ عارف انك بتحبها … وعتشيلها تاج على راسك .

طالعه معتز بعمق واردف بتأكيد بعدما علم مكر زين _ هى فعلا تاج على راسي … وانا عايز اكمل حياتى معاها … ودلوقتى عايزين نحدد الفرح ونشوف هنعمل ايه .

تنهد زين ووقف يتجه لمكتبه ثم جلس خلفه واردف بثقة _ دلوك هتستنى لما اشوف موضوع امى … انى هسافر بكرة القاهرة معاها ونشوف الدكتور عيجول ايه … ولما اطمن على امى عنحدد الفرح طوالي … بس دلوك ارجع ع القاهرة واتحدت مع والدتك براحة واجنعها … والا مافيش فرح .

قالها مازحاً فنظر له معتز بقوة ثم ابتسم بثقة واردف _ ع العموم هى مراتى شرعاً وقانوناً … يعنى متهددنيش يا زين ياجابري لانى معتز الجابري … ولا نسيت !

ضحك زين بخفوت ونظر للحاسوب الخاص به بينما تحدث معتز بترقب _  احم طب انت جيت قعدت كدة انا هعمل ايه الوقتى !!

طالعه زين يردف بثبات _ عندك اوضة مكتب تانية جنب دي روح اجعد فيه وباشر معايا الشغل وعرفنى ايه اللى حُصل في الايام اللى غبتها .

اومأ معتز يردف وهو يغادر _ تمام يا ابن عمى .

غادر معتز الى المكتب المجاور وترك زين يتابع عمله ظاهراً بينما عقله وقلبه معها .

❈-❈-❈

تتكور على فراشها وتفكر في ليلة امس …كانت ستستلم له … كانت ستضعف لمشاعرها معه … تلك المشاعر التى اشتاقت اليها وهو الوحيد القادر على ايصالها اليها … ما يخجلها هو ضعفها تجاهُ الذى مؤكد شعر به  .

رن هاتفها فتناولته بلهفة ظناً منها انه هو المتصل ولكنها وجدتها قمر … تنهدت بعمق وفتحت الخط تجيب مردفة بترقب _ الو ! … كيف قمر !

اردفت قمر بحنق _ تعرفي ! … لولا لهجتك اللى بعشقها دي انا كنت عملتلك بلوك … عشان قولتلك طمنيني ومتكلمتنيش .

تنهدت مهرة بعمق ثم اردفت _ بعرف انه قصرت معك كتير … بس عن جد انشغلت بحالة زين لا تزعلي قمر … طمنيني انتِ كيفك وكيفهن شهاب ونجمة وبدر … كلكن مناح !!

اومأت قمر تردف بترقب _ تمام يا حبيبتى … طمنيني عنك وطمنيني عنه دلوقتى !… عائشة قالت انه فقد ذاكرته .

تنهدت بعمق تفكر لثوانى ثم اردفت بحزن _ بخير قمر …. اتذكر كل شي .

اومأت قمر واردفت بهدوء _ طيب كويس جداً … وانتِ عملتى معاه ايه ! .. هترجعيله يا مهرة !

شردت قليلاً ثم اردفت _ ما بعرف قمر … هلأ ما بعرف اي شي .

تنهدت قمر بعمق ثم اردفت بتروى _ بصي يا مهرة … بيتهيألي الحادثة والتعب اللى مر بيه اكبر عقاب ليه … لو انتِ حسيته منه الندم والتسرع على اللى عمله سامحيه … بس قوليلي الاول هو عرف انك حامل !.

وضعت مهرة كفها على معدتها تطالعها بعمق ثم اردفت _ لسة ما بيعرف … خفت اقوله .

اردفت قمر بهدوء _ بس حقه يعرف يا مهرة … كدة ممكن يزعل … انا مقدرة خوفك جدا وحاسة بيكي … بس اللى انتى قولتيه عنه يغفرله  … ده غير مامته يا مهرة … يعنى هو محتاجك جدا في حياته .

تنهدت بعمق تردف _ بعرف قمر … بعرف كل هاد … ورح اشوف شو رح اساوى … وهلأ قوليلي كيفها ريحانة ! … كتير اشتقتلها وكمان ناهد وبوسي … عن جد اشتقتلكن كلكن .

اردفت قمر بحماس _ واحنا جدا على فكرة … وانا قولت لبدر ويمكن نعملك زيارة لقنا قريب .

اردفت مهرة بحماس _ عن جد !  … هاد خبر حلو كتيير … امتى ناويين !!

اردفت قمر _ قريب ان شاء الله … بس لما ترجعي لزين الاول … علشان اجى ع القصر وامسك في زمارة الست اللى اسمها رابحة دي .

ضحكت مهرة بخفوت ثم اردفت متذكرة _ الله يشفيها ويسامحها قمر … هلأ هي صارت لا حول لها ولا قوة .

اردفت قمر بحكمة _ مهي دي نهاية الظالم يا مهرة … الله يسامحها بقى .

اردفت مهرة بترقب وهى تستمع لصوت والدها _ قمر بعتذر منك بدى اقفل هلأ ورح احكى معك وقت تانى … بوسيلي نجمة كتيييير .

اغلقت معها وترجلت تستعد للتحدث الى والدها 

خرجت فتفاجأ بها يطالعها بحنو مردفاً بتعجب _ مهرة ! … انتِ هون حبيبتى !! … ليه ما قولتى عائشة انو اختك هون !

اردفت عائشة بهدوء _ كنت هلأ رح قولك بابا .

اتجهت مهرة اليه تعانقه بحنو وحب ثم ابتعدت تطالعه مردفة بترقب _ اجيت بابا … اجيت متل ما وعدتك … زين هلأ بيتذكر كل شى .

نظر وتمعن في عيناها الحزينة … يعلم انها تحبه ويعلم انها تتعذب في بعده … لقد كان شاهداً على اسوء الايام التى مرت عليها خلال الاسابيع التى قضوها في المنصورة .

تنهد واردف بتروى _ روقي حبيبتى … روقي وكل شي بينحل .

اومأت بصمت فأردف متسائلاً _ وشو قال اول ما تذكر ! … اعتذر منك شي ! … بعرف انه يللي صار معه قوى بس يللي سواه معك صعب كتير … لهيك بدو يتعب شوى لحتى يرجعك مرة تانية لعندو .

نظرت لبطنها ووضعت كفها عليه ثم نظرت الى والدها واردفت بقلق _ وحملى بابا !! … شو رح اساوى ! … هو لسة ما بيعرف … انا خايفة كتير .

تنهد ابراهيم يومئ بقلق ثم اتجه يجلس واردف يفكر _ معك حق بنتى … هو أله الحق انه يعرف … بس اذا عرف ما بعرف شو رح يساوى … هاد الشخص ما حدى بيوقع رد فعله .

جلست بجوار والدها تفكر بقلق … بينما عائشة تتابع بصمت وشرود .

❈-❈-❈

في المساء اتجه زين للقصر .

دلف وجدته ساكناً … اتجه الى غرفة والدته وفتحها وجدها متسطحة على فراشها تنام .

تنهد يطالعها ثم التفت ليغادر ولكنها تمتمت تناديه … عاد اليها ثم جلس بجوارها يطالعها بحنو مردفاً _ لساتك صاحية يا اماي !

نظرت له بعيون حانية واومأت ثم مدت يدها تتحسس ملامحه بحنو وتحاول نطق اسمه بحروف متقطعة ..

مد يده يربت على رأسها مردفاً _ هانت يا ام زين … هاخدك ونسافر القاهرة وانى متأكد انك هترجعى زي الفل .

اومأت له تتمعن النظر في ملامحه جيداً منذ رؤيتها له وهى تحاول العودة لحالتها … تتلهف للوقوف مجدداً على قدمها … فهو قوتها وعمودها ودرعها المتين التى لن تنحنى ابداً ما دام جانبها .

وقف ثم دنى يقبل جبينها برغم كل ما عناه وما تربت عليه من اثار الا انها تظل والدته وصاحبة الفضل الاول عليه لذلك اردف بحنو _ تصبحى على خير يا اماي .

اغمضت عيناها بصمت بينما هو اتجه للخارج ومنه للاعلى حيث غرفة شقيقته … 

طرق بابها ففتحت له شهد … طالعها بحب واردف بحنو _ لساتك صاحية عاد !

اومات بحنو تردف وهى تتثاوب _ جولت اطمن عليك … عامل ايه دلوك يا اخوي !

اومأ يردف بتنهيدة ملوعة _ زين يا شهد … نامى يا حبيبتى والصبح عنتحدت في موضوع بخصوص معتز ..

ترقبت تطالعه بعمق ثم تنهدت واومأت تردف _ تمام يا اخوي … تصبح على خير .

ودعها واتجه الى جناحه ثم فتح ودلف … تنهد بعمق وهو يتطلع على المكان من حوله … رأها بعقله تجلس على الاريكة فابتسم لها وبادلته بملامحها الجميلة ثم لف نظره فرآها تقف عند ركن القهوة الذى اعدته هى تحضر القهوة بحب فأتجه اليها ليعانقها ثم ركضت ضاحكة تلقي بجسدها على الفراش فوقف يلتفت مسرعاً يتطلع على أثرها … كانت في كل مكان عينه تلمحه … لم تترك أثرا في قلبه فقط بل تركته في كل ركنٍ من جناحه .

زفر بقوة واتجه يخلع جاكيته ويضعه على علاقه الملابس ثم جلس على طرف الفراش يردف بهمس وحنين _ عنام ازاي دلوك يا مهرة ! … عيني عتغفل كيف دلوك .

وقف يتجه للمرحاض الملحق بجناحه … دلفه ليغتسل ثم عاد بعد دقائق يشمر عن اكمامه ووقف يؤدى فرضه .

انتهى واتجه يتمدد على الفراش دون تبديل ثيابه التى تحتوى على رائحتها ..

تمدد وعانق وسادتها يشتمها بعمق ثم حاول النوم ولكن بالطبع لا نوم ولا راحة  ولا سكينة دونها .

اما هى فجالسة على فراشها تتصفح هاتفها وتتابع صوره التى التقطتها له خلال اليومين اثناء غفوه وشروده  .

تتنهد بعمق وصدرٍ مختنق … اينام الآن ! … ايغفو ام يجافيه النوم مثلها ! .

وضعت كفها على بطنها تتطالع حملها الحديث مردفة بعمق وهمس  _ شو حبيبي ! … شو رح نساوى مع البابا !! … بتعتئد بيستحق نسامحه !! … ابصر شو رح يساوى اذا عرف فيك ! … بتعتئد رح يفرح ! … اكيد بدو يفرح معقول لاء ! .

فتحت عائشة عيناها بعدما ايقظها حديث اختها وتتطلعت عليها بعمق ثم اكملت نومها كما كانت وظلت مهرة طوال الليل تحاول النوم ولكن في كل مرة تغلق عيناها تقفز صورته على عقلها محتلة تركيزها كاملاً .

اتى الصباح .

استيقظت عائشة تستعد للذهاب لمدرستها كي تبدأ اختبارات آخر العام 

وقفت مهرة معها تشعر بالارهاق بسبب قلة نومها … 

انتهت عائشة وتناولت وجبتها واردفت _ رح افوت افيق البابا لحتى يوصلنى .

اردفت مهرة بترقب _ لا وقفى اتركيه ينام لسة بكير لحتى يفيق … تعى وانا بوصلك .

اومأت عائشة بحماس تردف _ ايه لكان يالا بدى اشوف رفقاتى اشتقتلهن كتير  .

ارتدت مهرة ملابسها وخطى الاثنان للخارج ونزلتا الدرج ولكن توقفت مهرة مصدومة وهى ترى سيارة زين تقف امام المنزل .

نبض قلبها بعنف واتجهت اليها بترقب ومعها عائشة .

نظرت داخلها فوجدته ينام بعمق على كرسي القيادة ورأسه متدلية … حن قلبها العاشق له وتعالت انفاسها بينما اردفت عائشة _ شوفتى مهرة !  … قلتلك انه اخى كتير بيحبك .

نظرت لها مهرة بحزن ثم رفعت يدها تطرق على باب السيارة بهدوء .

فتح عينه يلتفت اليها فالتقت عيناهما … وجد نفسه يبتسم تلقائياً ثم فتح الباب وهو يطالعهما وتحدث بصوت متحشرج ناعس _ على فين أكدة !

طالعته بتعجب ثم تسائلت _ شو عم تعمل هون زين ! … ليه نايم بالسيارة هيك ف الشارع !! .

نظر لها بعمق وتنهد ثم اردف بصدق _ مجاليش نوم وانى هناك لحالى … دماغى كانت هطج … صليت الفجر وجولت اجى انام جارك أهنة .

طالعته بعمق وابتلعت لعابها وقلبها ينبض ويقفز داخل صدر ها … طالعته ثم اردفت بحنو _ ما بيصير هيك زين … جسمك بدو يرتاح … هالنومة رح تتعبك كتير … اذا بتريد لا بقى تساويها .

تنهد بعمق ثم نظر لعائشة التى ابتعدت قليلاً فاقترب هو من اذن مهرة يردف بهمس _ جسمى ما عيرتاحش غير وانتِ نايمة في حضنى يا مهرة … جولتلك يومين بس لع … طلعوا كتير جوي … الوجت بيمر بالعافية يابنت الناس … ارجعى دلوك وعاخدك معايا ع القاهرة  … ولو على الاعتذار ف انى أسف مليون مرة ومعكررهاش تانى … ولو على الحاج ابراهيم انى عتحددت وياه واتعهد جدامه بحمايتك من الهوا حتى … جولتى ايه !.

ابتلعت لعابها وابتعدت قليلاً تسحب انفاسها المحبوسة من قربه ثم طالعته بعمق واردفت بتوتر _ هلا بدى اروح اوصل عائشة 

تركته واتجهت لعائشة تتناول كفها ثم خطت لتغادر فتنهد هو بعمق ثم تقدم منها ومسك معصمها يردف بترقب _ اطلعى انتِ فوج وانى عوصل عائشة .

نظرت له بترقب فطالعها بنظرة ثابتة لا تقبل النقاش فتنهدت واومأت ثم نظرت لعائشة تردف _ لا تتأخرى عائشة … تطلعى من المدرسة على هون دوغرى .

اومأت لها عائشة بينما اردف زين _ اركبي يا عائشة … وانتِ يا مهرة اطلعى فوج يالا .

اومأت وبالفعل دلفت المدخل تطالعه بترقب وهو يقف ينتظر صعودها … التفتت تصعد للاعلى بينما هو تنهد واستقل سيارته يغادر .

بعد دقائق قاد في طريقه الى المدرسة وتجاوره عائشة تفكر بقلق في ما تنوى فعله … وكأن قلقها تسرب اليه فطالعها يردف بترقب _ مالك يا عائشة ساكتة ليه ! … انتِ تمام !

طالعته بعمق ثم اردفت بترقب _ ايه اخى زين تمام … انت كيفك ! … صرت منيح هلأ !

اومأ لها يبتسم بحنو ثم اردف _ طول ما اختك جنبي هكون بخير … جوللها تفضل جارى .

تنهدت تفكر ثم اردفت بتساؤل _ اخى زين بدى اسألك … انت ما بقى تزعل من اختى ! … اذا هى خافت وما قالتلك على شغلة مهمة رح تزعل منها !

توقف امام بوابة المدرسة ثم التفت يطالعها بعيون مترقبة ويردف _ وهى مهرة مخبية عنى ايه !!

طالعته بقلق ثم اردفت بتساؤل _ اوعدنى بالاول انك ما رح تلومها او تعصب .

اغمض عينه يحاول الهدوء وعقله يدور في احتمالات عدة ثم اردف بهدوء _ جولي يا عائشة مهرة مخبية عنى ايه !!

اردفت عائشة بترقب _ اختى مهرة حامل .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اسكن أنت وزوجك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى