روايات

رواية اركازيا الفصل السادس عشر 16 بقلم إسماعيل موسى

رواية اركازيا الفصل السادس عشر 16 بقلم إسماعيل موسى

رواية اركازيا الجزء السادس عشر

رواية اركازيا البارت السادس عشر

اركازيا
اركازيا

رواية اركازيا الحلقة السادسة عشر

زحفت الفتاه للخلف وجذبت تولين معها، كانت ضفة الغدير كقريبه وهناك أسفل صخره كبيره كمنتا كثعلبتين غبيتين.
اقترب الذئب الضخم منهما لكن خرير الماء أضعف تركيزه، كانت المياه تنساب هادره محمله بالطمي تصطدم بصخور النهر مخلفه موجات صغيره ورزاز طفيف.
وقف الذئب فوق الصخره التى يختفيان تحتها وأطلق عواء مدوي رهيب ايقظ النجمات التى توارت خلف الغمام واجفل طيور الزعاق النهري التى ولت هاربه.
كانت تولين سمعت تلك الصرخه من قبل، انها متأكده انها مجرد صرخه لكن مقدار التشابه ازعجها.
كان قلب تولين يدق كزعيق كغراب مذعور بينما الفتاه الغجريه ذات الأقراط الكبيره المعلقه بأذنيها وانفها وشفتيها تشير لها بالصمت ولا شيء غيره.
لما طال وقوف الذئب بمكانه تبعته باقى الذئاب، دب الرعب بقلب الفتاه الغجريه هى الأخرى لأن عدد الذئاب كان كبير، فوق الصخره الكبيره وقفت مجموعة الذئاب متلاصقه تنظر نحو السماء وأطلقت ندائها نحو الأبديه.
لم تستطع تولين ان تكتم أنفاسها اكثر، اعتقدت ان صوت دقات قلبها سيفضحها فبدرت منها تنهيده خافته.

 

 

كان الوقت قد فات عندما حاولت الفتاه الغجريه ان تثنيها، انها من تلك الأفعال الصغيره التى نقترفها في الوقت الحاسم لنفسد كل شيء دفعه واحده.
رفع الذئب الضخم أذنيه فصمتت الذئاب الأخرى قبل أن يقفز لأسفل حيث سمع الصوت!!
انغرست اقدامه بالوحل وأصبح بمواجهتهم تمامآ، كان الذئب يفصل بينهم وبين النهر، مسح المكان بنظره حتى وقع عليهم، كأنتا منكمشتين على نفسيهما ترتعبان تحت الصخره، هز الذئب ذيله بشموخ وهو يرمقهما، تولين لديها معرفه سابقه بذلك الذئب لكن ذلك لا يمنع ان يلتهمها جراء ما اقترفته بحقه وحق عشيرته.
قبضت الفتاه الغجريه على معصم تولين بقوه في اللحظه التى قفزا فيها في الماء قفز الذئب فوق الصخره مره أخرى.
عوت الذئاب فوق الصخره وتابعتهم بنظرها القوي وهو ينجرفون مع التيار.
ذلك الذئب يحبك قالت الفتاه الغجريه تخاطب تولين التى لا تفهم كيف لحيوان حتى لو كان ذئب ان يحبها.
جرفهم التيار القوى ومعه خيل لهم انهم سمعو شجار الذئاب مع بعضها.
كان التيار بالقوه التى لم تسمح لهم بالوصول للضفه رغم قربها، بالصدفه تعلقو بجذع شجره يعترض مجري الغدير، تشبثت الفتاه الغجريه بجذع الشجره وسحبت تولين التى أوشكت على الغرق.
انبطحا على الضفه يلهثان تحوطهم براعم زهور البنفسج والسوسن والورد، يجب أن ننطلق الان، طلبت الفتاه الغجريه من تولين ان تتبعها، راحت الفتاه تبحث بيدها بين الزهو حتى وجدت درب ممهد قطعاه بسرعه لمنتصف الغابه.

 

 

كانت تولين تتبع الفتاه بتشتت وانهاك، ما عادت تشعر بقدميها، لكن الغجريه لم تتوقف قالت إن الخطر لايزال قائم.
كأنتا قد اقتربتا من التله القرمزيه عندما لمحت تولين نار مشتعله، وقفت الفتاه الغجريه للحظه وأطلقت صفير طويل، لحظات وسمعت تولين صوت أقدام تسير مسرعه من حولهم، كانت اطياف بشريه تركض بسرعه مستحيله.
لم تتمالك تولين نفسها وركضت بأقصى سرعه تجاه النار، امتد سهب الزهور امامهم مما سمح لهم بالركض بسرعه بين حقل الزهور، وصلتا التله وبدأتا تتسلقا نحو النار، كلما اقتربت تولين من النار شعرت بالطمأنينه اكثر.
من خلفهم ظهر قطيع الذئاب مره أخرى يركض بأقصى سرعه كان بإمكانهم رؤيتهم وادركو ان اللحاق بهم مسألة وقت، ثم سمعو زمجره عنيفه بالاسف حيث كان الذئب الضخم يعترض طريق القطيع نحو الصعود إليهم.
اخيرا وصلت تولين والفتاه الغجريه للنار التى اضأت مرج الزهور حيث كانت الذئاب تزمجر، اخيرآ رحلت الذئاب ووقف الذئب الضخم دقيقه يحملق بهم، قبل أن يطلق صرخته التى تعرفها تولين ويختفي بالغابه.
جلست تولين جوار النار على مقربه من امرأه أربعينيه بعيون خضر،
لن يصلو إليك قالت المرأه وهي تربت على كتف تولين المزعوره قبل أن تقذف كتله من اللهب بقوه كبيره نحو السماء تبعثرت زراتها في الجو، قابلتها شعله ضوئيه من مكان بعيد حيث ينهض القصر انارت ظلام الغابه.
اين وجدتيها؟ سألت المرأه الفتاه الغجريه !!
قرب النهر حيث كانت الذئاب تستعد لالتهامها أجابت الفتاه !!
وصلتي بالوقت المناسب كما طلب منا؟
الفضل يعود اليه واشارت حيث اختفى الذئب الضخم!!
ان النزاعات لا تنتهى بينهم لكن الحدود تتغير!
حاولت تولين ان تفهم، من طلب منها ذلك؟
لكن المرأه بمكر تملصت من سؤالها، قالت أرسلت إلينا سيدتا القصر الصغير ان هناك فتاه تائهه بالغابه، لذلك ارسلت ابنتي للبحث عنك.

 

 

اين تقيمي؟
أقيم بالقصر المطل على البحيره، اخدم رجل شاب هناك!
عن ماذا كنتي تبحثي بالغابه؟
فكرت تولين انه ليس من الصواب ان تخبرهم بشكوكها فقالت كنت اتنزه؟
هل يمكننى أن اسأل من انتم بادرتهم تولين؟
نحن حوريات الغابه أجابت المرأه الأربعينيه وهي تحرك الجمر.
ما حكاية تلك الذئاب سألت تولين؟
حملقت الفتاه الغجريه بتولين تعاينها قبل أن تقول، لدى سيدك كل الاجوبه.
هل تلك الذئاب بشريه؟ أعني مستذئبين مثلما اشاهد بالافلام؟
هل قابلتي واحد منهم؟ سألت المرأه بلؤم؟
لا لم أفعل ولا اتمني ان افعل ردت تولين.
قهقهة المرأه وابنتها مما اربك تولين.
أرغب بالعوده للقصر فانا متعبه وخائفه!!
اذا كنتي راغبه ان تفقدي حياتك انطلقي لن يمنعك احد!!
كانت تولين تعلم أن المرأه صادقه لكنها كانت لازالت ترتعش ومضطربه.
رقدت المرأه جوار النار واغمضت عينيها وتبعتها ابنتها، سألت تولين الفتاه الغجريه ماذا لو انطفأت النار؟

 

 

لن يصلو الي هنا ذلك محرم وممنوع فوق التله القرمزيه اجابتها الفتاه دون أن تلتفت نحوها.
ظلت تولين مستيقظه تستمع لهمسات الريح التي تغازل أوراق الأشجار وترقصها، اختفى القمر ولم تبقى الا جمرات الحطب المشتعله، كانت متعبه وتائهه فنامت دون أن تدري.
الشمس تشرق فوق التله القرمزيه قبل موعدها، الطيور هنا تشقشق بلا توقف بطمأنينه والزهور التى إستيقظت ترفع رؤسها تجاه الشمس، فتحت تولين عينيها قبلهم، كان قلبها مخطوف، تائق للعوده لمرابطه، همست للفتاه انا راحله وراحت تهبط التله.
ركضت خلال مرج الزهور والندي يعلق بساقيها حتى وصلت درب الأشجار النديه، عبرت المخاضه وبكل اصرار واصلت الركض بلا توقف حتى وصلت القصر، رغم ان الوقت مبكر وجدت تولين رجل الأسرار الوسيم ينتظرها، فور رؤيتها اقترب منها مسرعآ بلا حرج وضمها لصدره.

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اركازيا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى