روايات

رواية اخر نساء العالمين الفصل الرابع والستون 64 بقلم سهيلة عاشور

رواية اخر نساء العالمين الفصل الرابع والستون 64 بقلم سهيلة عاشور

رواية اخر نساء العالمين الجزء الرابع والستون

رواية اخر نساء العالمين البارت الرابع والستون

رواية اخر نساء العالمين الحلقة الرابعة والستون

بعد معناه من العِراك النفسي والعصبي الذي عانى منهم يونس ليحافظ على ثباته ويستطيع الجلوس معهم واشتغل احد لفافات التبغ اخذ يتنفس دُخانها بشراهه…. مصطفي الذي كان يضع يده على مقدمة رأسه فكاد عقله ان يخرج من مكانه من كثرة التفكير واحساس العجز الذي يشعر به.. نظر لهم حسام بتوتر واخذ نفسا عميا وبدأ في سرد كل ما يعرفه بهدوء
_ قبل اي حاجه احنا مجبرين نهدى تماما علشان نعرف نرجع سميه وزهره وكمان نرجع حقنا……. من وقت ما الوصيه أُعلنت وانا متأكد ان في حاجه غلط بتحصل ووقت لما سبتوا القصر وجيتوا هنا القاهره عرفت ان ضاحي اتفق مع شركة امن كبيره انهم يزودوه بحراسه للبيت والاراضي وكل املاك عمي المرحوم مهران طبعا احنا لينا كتير اوي من معارفنا هناك ولينا جمايل كتير علينا ووقتها الناس هي اللي كانت بتكلمنا بنفسها علشان تحاول تساعدنا بأي طريقه وانا استغليت دا وخليت تقريبا اكتى من 70% من الحرس دول من رجالتنا علشان اقدر اعرف كل تحركات ضاحي ولأني كنت دايما قاصد اننا نظهر قداموا قليليين الحيله وخصوصا انه طبعا وللأسف خلى كل حاجه تمشي قانوني تماما….. ووقتها كلمتني سميه وهي محمله نفسها زنب كل دا لانه طبعا اخوها وعرضت عليا انها تروحله وتمثل عليه انها سابت مصطفي وطالبه منه الطلاق علشان مش قادره على المستوى المعيشه اللي بقا فيه دلوقتي بعد طبعا ما كانت متجوزاه على اساس انها هتعيش في قصر ومال وجاه حاولت كتير وضحت كتير اوي يا مصطفى علشانكم وصبرت واتحملت وحملها كان صعب اوي عليها….. ثم اكمل بقلق عليها: ربنا يحميها ويقومها بالسلامه ان شاء الله ووقتها فعلا سميه وصلت لينا معلومات كتير اوي خطيره زي انها لقت نسخ لتسجيلات فيديو لرجال اعمال معروفين جدا في وضع مخل مع ناهد ومع بنات كتير تانيين وطبعا دا كانت بتوجيهات ضاحي علشان يمسك عليهم حاجه يبتزهم بيها علشان يمشي مصالحه… وكمان ورق صفقات مشبوهه كتير واغلبهم كان اتجار في السلاح وكمان والاهم انها سمعت ناهد وضاحي بيتكلموا عن ان ناهد هي السبب في الوصيه اللي اتقالت قدامنا يوم اعلان الورثه
تعجبوا كثيرا مما يقوله حسام وخصيصا اخر كلماته فقال يونس بنفاذ صبر: يعني اي هي السبب مش فاهم…. ما تلخص يا حسام
تنهد حسام بغضب قائلا: ناهد اتقبض عليها من يومين وهي في عربيه محملة شحنة مخدرات ووقتها كان معاها بطاقه مزوره بأسم واحد تاني بس التزوير دا مكنش حاجه متبركه عاديه اللي عامله واضح اوي انه حد متخصص جدا وخدنا وقت لحد ما اثبتنا انها مزوره بعد ما جبنا لجنه كامله خُبره للكشف على البطاقه دي واثناء التحقيق مع ناهد ولما قلت ليها عن اللي سميه سمعته اعترفت لينا ان الوصيه دي فعلا مزوره وانهم بدلوها بالحقيقه وخلوا اللي زور بطاقتها يقلد خط المرحوم مهران وطبعا لانه شخص متخصص ومتمكن تماما محدش فينا ولا حتى المحامي قدر يعرف انه مش خطه ووقتها قانونا كل حاجه بقت بأسم ضاحي ودا طبعا هيبقى مؤقتا من دلوقتي لحد اثبات الوصيه الحقيقه
سب ولعن يونس بأبشع الالفاظ وهو لا يستطيع تصديق ما تسمعه اذنه فكيف لأنسان ان يكون بهذه الدنائه والقدره… نعم بالطبع يعرف انه ليس ملاكا بل ويعرف ايضا انه لا يمتلك ذره واحده من رقة القلب ولكن لماذا كل هذا الكره والحقد من الاساس للأسباب غير مقنعه لقد دمرت حياتي واخذت كل من املك واحب ايها المعتوه وما السبب فقط اكرهك يا يونس….!
زفر يونس وهو يضع كلتا يديه على رأسه ويجذب شعره بقوه قائلا: دماغي هت-نفجر مش قادر اقعد كده واسيبها… لو لمس شعره منها مش هيكفيني فيه رقبته… ثم بدأ يتحرك بجنون وهو يصرخ ويتنفس بقوه وكل هذا ومصطفى يجلس مكانه شاردا تماما وقد فرت دمعه من عنينه فوضع حسام يده على كتفه يربت عليه بحزن على ما اصابهم فقائل مصطفي بنبره مختنقه ونادمه
_انا كنت ظالمها يا حسام…. قلبي كان رافض يصدق انها بيعاني بس انا كنت بحاول اتخطى وانساها واقول انها اتخلت عني انا سبتها شهور تتعذ-ب معاه وانا قاعد هنا انا ازاي سبتها هناك
تحدث حسام بثقه: ان شاء الله هنرجعها ونرجع زهره وحقكم كمان…. طول محنا مع بعض والحق معانا صدقوني انا طول الشهور اللي فاتت مش راحم نفسي ولا بنام واكيد كل دا هيخلص ونرتاح…. يونس انا مقدر اللي انت فيه بس لازم تهدى يا صاحبي لازم تشغل عقلك معايا علشان نعرف نرجع زهره
تحدث بصراخ وقلب متمزق من الالم: اهدى ازاي يا حسام وهي معاه…. دا*** وانت عارف انا مش قادر ابطل اتخيل ممكن يكون بيعمل فيها اي دلوقتي وانت بنقلي اهدى ههدى ازاي دلوقتي اهدى ازاي يا حسام
وقف حسام ووضع يديه على كتفه يهزه بعنف وحده قائلا: لازم تهدى انت مجبور… انت فاكرني مش حاسس بيك انا كمان جوايا نا-ر بتغلي عرضك وشرفك هما عرضي وشرفي دا انت اخويا ومراتك دي اختي بس لو فضلنا نزعق ونك-سر زيك كده هنستفاد اي اللي انت فيه دا هو اللي ضاحي عاوز يوصل ليه… بيعمل كل دا علشان يشوفك كده عاوز يشوفك ضغيف وخايف وعاجز مش قادر تعمل حاجه
نظر له بضياع وهو يؤمئ برأسه سريعا واحذ يتنفس ببطئ محاولا الهدوء ومن ثم جلس وظل لدقائق قليله يفكر ومن ثم نظر اليهم قائلا بهدوء مريب: انا اللي حطيت المخدرات لناهد….. وانا اللي عارف مين هيساعدنا نجيب ضاحي ونعرف مكان سميه وزهره
تعجبوا كثيرا مما استمعوا اليه فيونس لم يقص عليهم هذا الحديث من قبل ولم يظهر عليه مطلقا انه يهتم بنفسه بتلك القضيه فكلما سألوه او افتُتح هذا الموضوع اغلقه يونس بتأكيده لهم انه يترك ذلك الامر لرجال الشرطه خيفتا منه على ما تبقى من عائله وانه بعد صدمة وفاة والده لم يعد يقدر على تحمل حساره احدا منهم…. نظر له حسام وهو يهاب اجابة ذلك ولكنه سأله على مضض
_قصدك اي يا يونس… مين دا وتعرفه ازاي
تنهد يونس وهو يطلب من الله ان يلهمه الصبر فقلبه يغلي ولكن عليه التريث حتى يبلي حسنا ويحافظ على زوجته وزوجة اخيه: من بعد وفاة ابويا وامي وطبعا بعد اعلان الوصيه اللي انتشرت للكل بسرعه ناس كتير اوي كلموني وعرضوا عليا المساعده بأشكال مختلفه…. منهم واحد ابويا كان دايما بيساعده وقلي ان خير ابويا عليه كبير اوي وانه كان شايل اهل بيته لما كان هو مسجون وعرفت انه واحد من كباير مطاريد الجبل وقتها شكرته وخلاص زي زي اي حد يعني….. تنهد بقوه ثم اكمل: بعدها بكام شهر لما جينا هنا وبدأنا نعيش وانا كنت بدعي ربنا كل يوم يدلني على طريق في يوم لقيت رقم غريب بيرن عليا لما رديت لقيته هو ووقتها قلي انه حابب يرد خدمات ابويا الله يرحمه وانه مش هيرضى لينا بلأذيه وقلي انه ضاحي باع تقريبا كل املاكه والاملاك اللي ورثها من ابويا وهو والناس اللي تبعه اللي اشتروها منه وكمان قلي انه اتفق مع تاجر سلاح كبير ومعروف وعايش في الجبل هو ورجالته وانه حتى الحكومه نفسها بتخاف تقرب منه قلي انه عرف من رجالته انه عايز يشتري كميه كبيره اوي من نوع سلاح معين ويخزنه ولم ينقص في السوق هيبيعه بضعف الثمن ووقتها هيبقى معاه مبلغ يخليه يشتري ويبيع البني ادم مش الاملاك والاطيان بس وقلي انه ليه سكك كتير مع التاجر دا وان بينهم تعامل واتفاقات كتير وانه ممكن بخليه يساعدني اخلص من ضاحي خالص
صدم حسام مما سمعه ولكنه سعد بشده فهذا الحل مناسب وسيساعدهم بالفعل ولكنه قال بفضول: طب وهو قلك هيخلصنا منه ازاي
تحدث يونس وقد اصفر وجهه من كثرة خوفه على زوجته: قلي انه تسليم الشحنه دي فجر النهارده ووقت ما يكون بيستلم هتكون الحكومه موجوده ودا طبعا بمساعدتك يا حسام
امأ حسام وهو يهب من مكانه بعدم تصديق تلك الفرصه التي قُدمت لهم على طبق من ذهب… امسك هاتفه واجري بعض المكالمات وهو يخبر قواته وقاداته في العمل بكل التفاصيل التي علمها واخذ منه التعليمات الصحيحه لذلك ومن ثم جلس امامهم بهدوء وهو يقول بثقه
_اطمنوا خالص… سيادة اللواء هيتدخل بنفسه وبدأ دلوقتى يبعت قوات ومرشدين وان شاء الله هنرتاح كلنا قريب اوي
صدم يونس يده بقوه على الحافه الخشبيه التي بجواره وهو يقول ثائرا: وانا هفضل قاعد كده لحد ما هما يحلوا الموضوع ولا اي…. مراتي معاه يا حسام هقعد ازاي كده وهي معاه تقدر تقلي
_يا يونس اهدى صدقني احنا دلوقتي مش هنعرف نعمل حاجه رجالتي هناك واول ما يعرفوا اي حاجه هيكلموني ووقتها هنقدر نتصرف لكن دلوقتي هنعمل اي هننزل في الشارع نلف عليه اهدي يا يونس…. دا انت العقل كلو وعارف ان دا هو الصح ارجوك يا صاحبي مضيعناش
زفر بضيق وهو يضع رأسه بين كفيه بقلة حيله فالغضب والكره لهذا اللعين سليط العقل والافعال يسيطر على عقله والخوف والقلق على زوجته وحبيبته وخصيصا انه يعلم حق العلم انها لن تستطيع التحمل فإذا كان سميه تتحمل فهذا لأنها قويه العقل والعصب وتعلم كيف تتعامل مع هذا الشيطان ولكن حبيبته لم تتعرض لذلك الموقف السخيف من قبل فكيف لها ان تتعامل…. ولكن مما قال حسام فأي فعل الان لن يسبب اي شيء سوى الضرر فعليه التريث والصمود….. ظل حسام يفكر ويدعو الله من صميم قلبه ان يوفقهم هذه المره… اما مصطفي فحقا كان في عالم اخر هو فقط ينظر لهم ويسمع ما يقولون بصعوبه بسبب صوت دقات قلبه التي كانت مرتفعه بشده فقلبه يؤلمه بشده على زوجته وام ولده التي تحملت كل هذا العناء وحدها بل وان ضميره يؤنبه بشده حيث كان يحاول مرارا ان ينساها مقنعا نفسه انها من باعتهم في ضيقتهم…..
**********************************
كانت تجلس ارضا تبكي منكمشه على نفسها جسدها يرتجف من كثرة الخوف… تنظر نحو الباب تنتظر دلوف هذا المعتوه عليها ليخبرها بمصيرها بعد الكثير من الانتظار مما أصابها بالإرهاق الشديد وبدأت تشعر بالغثيان…. دلف اليها يسير نحوها ببطيء وعينيه تمشطها من اعلاها لأسفلها بتلذذ لطالما ارادها واراد ان يك-سر قلب يونس عليها… جذب كرسي ووضعه بالقرب منها وجلس عليه وحرك رأسه وهو يبتسم لها ابتسامه ماكره
_ اي يا زوزو من الصبح مش راضيه تاكلي حاجه انت عاوزني تخوفيني عليكي
طالعته بكره وهي تجذب ملابس الصلاه بعدما اعتدلت في جلستها لتتأكد انها تغطيها تماما:… ابعد عننا بقا انت مش مكفيك كل اللي عملتوا فينا
تحدث بهدوء وهو ينظر لها بسخريه مما تفعله: لا مش كفايا… لسه فاضل حاجه واحده يا زهره لو حصلت هبعد عنكم
ابتلعت ريقها بخوف وتوتر من نظراته ونبرته في الحدث: واي هي بقا ان شاء الله
ابتسم بمكر وهو يلعق شفتيه بشهوه: انت يا زوزو…. اخدك انت ووقتها هبقى ارتحت
كست الصُفره وجهها وهي تنظر له برعب فجاء في بالها انه يريد الاعتداء عليها وتلويث شرفها… بدأ جسدها بالارتجاف بطريقه ملوحظه وهي ترجع بجسدها للوراء وبدأت الدموع تتجمع في عينيها وبدأت تتذكر كيف جاء بها في الصباح الباكر الى هنا…..
**********************************

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اخر نساء العالمين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى