روايات

رواية اختلاج روح الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم لولي سامي

رواية اختلاج روح الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم لولي سامي

رواية اختلاج روح الجزء الحادي والعشرون

رواية اختلاج روح البارت الحادي والعشرون

اختلاج روح
اختلاج روح

رواية اختلاج روح الحلقة الحادية والعشرون

بعد أن خرج معتز من منزل مهرة وهو مسيطر على عقله فكرة الاستقرار وأنه وجد اخيرا من تحمل اسمه ولكن حاول أن يستبعد هذه الفكرة ويطردها من ذهنه واتصل باحمد ليتفق معه على سهرتهم المعتادة وذهب الي الملهي المعتاد ودخل وجلس ولكن حاله هذه المرة غير كل مرة فلم يريد فتيات كما كان يريد من قبل حتى فتاته المفضلة بهذا المكان رفض جلوسها بجواره وهو يسيطر على ذهنه صورة مهرة وكيف كانت بين يداه مستسلمه فهو جرب كثير من الفتيات ولكن هذا الاستسلام والخجل لم يجربه قط وكأنه تذوق طعم جديد والمدهش أنه استساغه وذاب به وتمني أن يتذوقه مرارا وتكرارا لعله يزهده ظل سارحا في خيالاته حتى قطع شروده تربيت علي كتفه فانتبه فإذا باحمد يجلس وبجواره فتاة من الملهي ووجه حديثه لمعتز/ايه يا باشا مالك قاعد لوحدك يعني مش عادتك؟
معتز بنصف ابتسامة/ مليش نفس تحس كدة قرفت مرة واحدة.
احمد بتلميح واضح/ قرفت ولا الطعم الجديد لسه معلق .
معتز ببعض من الضيق/ لو سمحت يا احمد متتكلمش عنها كدة علشان هي فعلا طلعت حاجه نظيفة اوي .
احمد يتهكم/ خلاص يا عم مش هتكلم سبنالك النضيف خليني انا في المهلبيه .
نطق باخر جملته وهو يضرب على كتف الفتاة التي بجواره ثم استقام وسحب الفتاة مبلغا معتز/ انا رايح ارقص شوية تحب تيجي ؟
معتز بزهد/ لا مش عايز روح انت.
وتوجه احمد بصحبة الفتاة ذات الضحكة العالية الي الاستيدج يتراقصون بشكل مخجل .
لملم معتز مستلزماته من مفاتيح وعلبة سجائره وهاتفه وخرج من هذا المكان وهو لأول مرة يشعر بالاختناق بداخله ،استقل سيارته وحاول الاتصال بمهرة أكثر من مرة ولكن دون إجابة فازداد غيظه وارسل لها رسالة كانت فحواها( لو سمحت ردي عليا مش معقول هتغيبي يومين ومش اشوفك ولا اسمع صوتك حتي متخلنيش اتجنن واعمل حاجه مش هترضي عنها ) ثم ضغط على زر الارسال وانتظر لحظات ليجدها متصل الآن وقد استلمت رسالته سعد لاستلامها رسالته ولكن بعد مرور فترة وإغلاقها للتطبيق عبس مرة أخري وظل يتصل بها حتى أعطاه الهاتف الرسالة الكريهة المعتادة( الهاتف الذي تحاول الاتصال به ربما يكون مغلق). اغلق هاتفه وبعصبية وقذفه على الكرسي الذي بجواره واشغل محرك السيارة وتوجه حيث منزله وهو مستشاط غيظا من تجاهلها له.
………………………………
بمنزل مهرة بعد أن رأت رسالة معتز وتكرار اتصالاته أغلقت الهاتف ولكنها كانت سعيدة من الداخل لمحاولاته في الوصول لها ولكن هل هذه مجرد محاولة للوصول لها ام أنه يريدها حقا تركت لخيالاتها العنان وشردت في ملامحه التي لم تنساها قط وضعت الهاتف على الكوميد واستجابت للنوم الذي اخذها بدوره الي عالم الاحلام لتراه وتنعم بقربه .
…………………………………….
بعد ان انهي احمد سهرته توجه بسيارته الي شقة فتنة فقد اختفت عدة أيام حتى اليوم لم يجدها بالملهي كعادتها عند انشغاله عنها تحاول اصطياد زبون اخر حاول الاتصال بها أكثر من مرة ولكن دون إجابة.
وصل إلي البناية وصعد الدرج وطرق الجرس ولكن أيضا دون إجابة تعجب من الامر فهذه أول مرة تختفي لهذه الفترة وبدون علمه ولكنه لم يبالي التفت وهبط الدرج ليتوجه الي منزله.
…………………………….
في الصباح استيقظت جودي وهي مقررة أن تعطي لنفسها وقت كافي من التفكير وبدون اي ضغط حتى تصل لقرار صائب هل تصدق ما قاله احمد لها عن آسر ام تصدق ما قاله يزن لنهي عن آسر .فهي ليس لديها بعد الثقة الكاملة بأسر كما كانت، فكل من قلبها وعقلها يحدثها عكس الاخر .
فقررت أن تأخذ يومين إجازة من العمل وتجهز من نفسها لحضور حفل ابن خالتها فاجرت اتصال بنهي وأخبرتها فيه أنها لم تأتي للعمل اليوم او غدا ولكن دون اخبار أحد حتى تستطيع أن تأخذ الوقت الكافي من التفكير .
وشددت عليها في الحضور للقاعة فهي لم تجد غيرها تجلس معه وتستريح في الحوار.
وبالفعل ارتدت جودي ملابسها استعدادا لشراء ما ستحضر به الحفل فقد قررت أن تظهر في ابهي صورها حتى لا تشمت بها أحد فتوجهت الي أحدي المحلات واشترت فستان باللون الأرجواني تذكرت أن آسر يعشق هذا اللون وخاصة عليها ولكنها أيضا تحب هذا اللون عليها .
بعد ان اشترت الفستان توجهت الي منزلها وبدأ كلا من والدها ووالدتها بالتجهيز كما قامت هي بتجهيز انس وقد ارتدي بذله انيقه قد أحضرها له أبيه في أحد المرات تشبه بذلته فبعد أن ارتدي انس البذله ظلت سارحه بابنها حتى فاقت على صوت ابنها / في ايه يا ماما بتبصيلي كدة ليه ؟
لتبتسم جودي وقبلت ابنها قائلة/ علشان زي القمر يا حبيبي ربنا يحميك يالا بينا.
ثم توجها سويا الي الحفل.
……………………………..
بشركة آسر اعطي أوامره للعاملين منذ الصباح فاليوم لدية تفائل ومزاج عالي ويرتب لبعض الأحداث ويتمني حدوثها ثم خرج من الشركة توجه الي واجهته وعاد مرة أخري إلي الشركة ولكن محملا ببعض الشنط، وضعهم على أريكة مكتبه وجلس ينهي أعماله حتى اقتربت الشمس على المغيب ليجري هاتفا وينطلق خارجا من الشركة .
…………………………………
وصلت جودي الي الحفل وكانت بغاية من الجمال ولكنها كانت تشعر أنها غير مكتملة لديها شعور بالنقصان حاولت التحلي بالابتسامة ولكنها ابتسامة ناقصة تكاد تكون بالفم فقط .
لا يخفي عنها نظرات المتواجدين من الشامتين والمشفقين ولكنها حاولت التجاهل بقدر الإمكان .
توجهت والدتها ووالدها ومعهم انس الي والد ووالدة العريس ليقدموا التهنئة، بينما جودي ظلت تسير بين المعازيم وتبتسم يمينا ويسارا حتي التقطت أذنها اسمها واسم آسر فتصلبت قدماها ولم تستطع السير لتستمع للحوار بمجمله.
_سمعت يا اختي أن آسر ساب جودي ده حقيقي؟
_اه دانا كمان سمعت أنه هيتجوز غيرها بيقولوا بيحب العروسة الجديدة اوي.
_والله شوفي الخاين بقي يسيب جودي بعد كل الحب اللي كان بينهم؟
_خاين ليه يا اختي تلاقيها منكدة عيشته، ميغركيش الشويتين اللي بتعملهم دول ده مغرورة ومناخيرها في السما مش عارفه على ايه؟
ترقرقت الدموع بعيون جودي واسرعت خطاها الي خارج القاعة مقررة الابتعاد فقد جرحت روحها قبل قلبها فلعنت نفسها وقلبها حتى اصطدمت باحداهم لتتوقف وتنظر في من اصطدمت لتتسع حدقتيها وتزوغ مقلتيها ثم أغلقت جفونها لتنهمر دموعها على وجنتيها .
…………………………………
وصلت نهي الي الحفل ولكنها لم تعرف احد به غير جودي وأسرتها فتوقفت بالحديقة الخارجية للقاعة وأخرجت هاتفها محاولة الاتصال بها مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى فإذا كانت جودي بداخل الحفل فلم تستطع أن تستمع لرنين الهاتف من الأصوات العالية فقررت الاقتراب من بوابة القاعة لعلها تري جودي ثم أدخلت الهاتف بحقيبتها لتصطدم بجودي ولكنها رأتها في حالة مزرية لتسألها بلهفة/ جودي مالك ايه اللي حصل ؟
انهمرت الدموع من مقلتي جودي وارتمت في حضن صديقة عمرها لتحتضنها نهي مربته على ظهرها واخذتها وذهبا الي خارج القاعة وانتظرت نهي حتى تهدأ جودي لتقول جودي/ انجرحت اوي يا نهي بجد انجرحت.
_مالك بس يا حبيبتي ايه اللي حصل المفروض انك جاية هنا علشان تغيري جو مش توصلي للحالة دي!
جودي ببكاء / سابني للي رايح واللي جاي يشمت فيا ، انا عمري ما اسامحه، بعد اللي سمعته النهارده عمري ما اسامحه .
لتتسع حدقتي نهي وهي تنظر إلى جودي بينما جودي مكملة/ انا ….انا يقولوا عليا مغرورة ومتكبرة ومنكدة عيشته علشان كده سابني وراح لغيري انا؟؟
طب يا آسر أن مكنتش اوريك .
ليقطع حديثهم صوت حنون تحفظه عن ظهر غيب / قطع لسان اللي يقول كدة .
اتسعت حدقتي جودي ونظرت إلى نهي التي اومأت برأسها وهي رافعة حاجبيها مؤكدة احساسها قائلة/ عمالة ابصلك وانتي منطلقة معرفتش اعمل حاجة.
لتمسح جودي دموعها بيدها وتدعي القوة ثم التفت إليه لتراه في ابهي صوره ببذلة جديده تزيده وسامة وشراكة فهي تعرفه جيدا وتعرف ذوقه العالي بالملابس ولكنها حاولت التماسك ونظرت تجاه نهي محاولة السير / عن اذنك يا نهي .
ليوقفها آسر ممسكا من معصمها ونادرا الي نهي قائلا / عن اذنك يا نهي.
ثم سحب جودي ليبتعد قليلا عن نهي التي وقفت بدورها محدثة نفسها ولكن بصوت مسموع/ هو ايه اللي عن اذنك يا نهي ،عن اذنك يا نهي !امال انا جاية اقف مع مين ياربي ؟
_معايا انا .
لتشهق نهي وتستدير الي الصوت التي سمعته متفاجأة قائله ببعثرة مشاعرها/ يزن ….ااااه قصدي استاذ يزن !
جيت امتي ……ااااه قصدي جيت ليه ؟ يوووه عن اذنك ليمسكها يزن من معصمها قائلا بابتسامه جميلة/ هتروحي فين؟ مفيش حد تقفي معاه غيري.
لتفيق نهي من أثر المفاجأة وتستعيد شخصيتها المتمردة لتنظر نهي الي يده الممسكه بها ليرفع يزن يده عنها للاعلي. فتنظر هي إليه من أعلاه لاسفله قائلة/اقف معاك انت بإمارة ايه أن شاء الله ؟
ليرد يزن بابتسامة سمجة / بإمارة أن ملكيش حد هنا وكمان علشان متسبيش صديقتك بالشكل ده وتروحي ولا ايه؟
لتبتسم نهي نصف ابتسامة بجانب فمها وكأنها وجدت ضالتها لتقول له/ ااااه قصدك علشان تسليني يعني؟ بصراحة انت مسلي جدا ، وانا موافقة.
قالت اخر جملتها وهي تحرك كتفها اليمين فنظر لها يزن وضحك بملئ فمه حتى سرحت نهي في ضحكته التي خطفت لُبها ثم فاقت من سرحانها بملامحه على حديثة قائلا/ بصراحة ملعوبه، وعجبتني، وانا قابلها بس عارفة ليه؟
لتعقد نهي حاجبيها سائلة/ ليه ؟
ليبتسم يزن بجانب فمه قائلا/ علشان برضه هتوصلني للهدف اللي انا عايزه.
لم تفهم نهي ما يرمي إليه يزن لتعيد سؤالها قائلة/ وايه اللي انت عايزه؟
يعقد يزن حاجبيه سائلا/ معقولة مش عارفه؟
ثم اقترب بوجهه من وجهها ونظر بداخل عيونها لتضطرب نهي ويعلو خفقان قلبها بينما يقول يزن بكل صراحة/ اقعد معاكي .
فوجئت نهي من صراحته في الحوار لتتسع حدقتيها وتنفرج شفتيها من أثر الصدمة ليسرح يزن في ملامحها حتى يقع نظره على شفتيها المنفرجه ليبتلع ريقه ويغمض عينيه ويبتعد قليلا محاولا إلمام شتات روحه ويستعيد شخصيتة المشاكسة فيدير وجهه بعيد عن ناظريها ويقول لها/ ياريت تقفلي بوقك علشان الناموس هنا كتير اوي .
لتشهق نهي وتضع يدها على فمها ثم نظرت للاسفل وحاولت استعادة أنفاسها لتقول له/ انا رجعت في كلامي ،مش عايزة اقعد، عن اذنك.
ليمسك يزن يدها مرة أخري وكأنه أصبح شئ معتاد وسحبها خلفه قائلا بكل غرور/ تعالي هنا بس رايحه فين ؟هو دخول الحمام زي خروجه ؟ انتي دخلتي هنا بمزاجك بس هتطلعي من هنا بمزاجي انا .
وظل يسحبها خلفه ونهي تحاول ايقافه حتى دخلا سويا الي قاعة الفرح لتحاول نهي مدارية حالها حتى لا ينتبه إليها من بالقاعة حتى وصلا الي منضده وجلسا عليها لتسحب نهي أنفاسها قائلة بعصبية مكبوته وتحدثت من بين اسنانها/ لازم تعرف أن انا جيت معاك وقعدت علشان شكلي قدام الناس فمتخدتش على كدة .
ليبتسم يزن ابتسامته السمجه وهو ينظر حوله يمينا ويسارا موزعا بعض الابتسامات هنا وهناك دون النظر لها/ لا هاخد على كدة وهتكملي برضه علشان شكلك قدام الناس.
لتستشيط نهي غيظا قائلة/ انا مشوفتش كدة قبل كدة.
ليبتسم يزن وينظر لها قائلا/ عارف اني محصلتش مش لازم تقولي.
_اااااااه يا غرورك يا اخي.
نطقت بها نهي بصوت مكتوم ثم اسندت ذراعها على المنضده بغيظ ووضعت يدها أسفل وجهها ليبتسم لها يزن ويبدأ كلا منهم ينظر للآخر بدون أن يتفوه أحد منهم ببنت كلمة.
……………………………………..
بمكان اخر خارج القاعة توقف كلا من جودي وآسر .
نطرت جودي يدها عن آسر ليحاول مرة أخري بالامساك بها ولكنها آبت هذا لينظر لها آسر بعيون معتذرة قبل لسانه قائلا/ انا أسف ، اسف أن وقفتك في موقف زي ده، اسف لاي احساس جرحك أو هانك، اسف لاي دمعه نزلت من عينك أو اي وجع حس بيه قلبك .
جودي لازم تعرفي حاجه مهمة اوي انا سبت فتنة ومن فترة كبيرة كمان .
حاولت جودي أن تصم أذنها عن نبرته التي اثرتها،حاولت تذكير نفسها بكل أذي لحق بها فحاولت أن ترد له ولو جزء من الإهانة فنظرت له قائلة بكل قوة / كل اللي بتقوله ده ميخصنيش، تسيب فتنة او تعرف غيرها ده حاجه متهمنيش، لازم تعرف أن اللي بينا انتهي وان انت بالنسبالي ابو انس وبس .
ليزفر آسر أنفاسه محاولا تهداة حاله قائلا/ طب انا عندي اقتراح واتمني تقبليه ؟
لترد جودي بثقة وهي تلتفت/ انا بقترح اني اروح عن اذنك.
يمسكها آسر من اكتافها قائلا/ مش قبل ما اردلك اعتبارك قدام الناس كلها ويقولوا أن انا اللي جيتلك كمان وبعدها لو عايزة تسبيني وتمشي براحتك.
تعقد جودي حاجبيها مستفسرة/ يعني ايه؟ مش فاهمة عايز ايه؟
آسر بنبرة متوسلة/ احنا النهارده هناخد هدنه فترة صغيرة. وهاخدك قدام الناس كلها وادخل القاعة وايدك في ايدي ويعرفوا اني جيتلك لحد عندك وبعدها براحتك مش هضغط عليكي بس على الاقل اكون قدرت اداوي ولو جزء بسيط من روحك المجروحة ده ايه رايك؟
استشعرت جودي صدق كلماته واقتنعت بمغزاه واقنعت روحها أن هذا من منطلق الانتقام لتومأ برأسها فيسعد آسر بهذه المحاولة ويحاول جاهدا استغلالها لعله يستطيع إمالة قلبها له مرة أخري برغم علمه أنها مازالت تحبه ولكن قلبها قد انجرح فيحاول ارجاع ولو جزء بسيط من ثقتها به .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اختلاج روح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى