روايات

رواية إنذار بالحب الفصل الأول 1 بقلم نور زيزو

رواية إنذار بالحب الفصل الأول 1 بقلم نور زيزو

رواية إنذار بالحب الجزء الأول

رواية إنذار بالحب الجزء الأول

إنذار بالحب
إنذار بالحب

رواية إنذار بالحب الحلقة الأولى

فى فصل الشتاء البارد وأصوات الرعد تملأ المكان وتضرب الأذان، كان ضجة الشجار وصوت الصراخ يخرج من المنزل حتى فتح باب المنزل المكون من طابقين وكانت سيدة تتشاجر مع فتاة بعمر ابنتها فدفعت “نيللي” المرأة الخمسينية من عمرها بوجه عابس أبنة زوجها المتوفي “نور” خارج المنزل بملابس بيتها البيجامة القطيفة و عبارة عن بنطلون وسترة قطنية تصل لأعلي ركبتيها وحذاء وردي مصنوع من الصوف للمنزل، صرخت “نيللي” بـ “نور” بقسوة قائلة:-
-ما دام راكبة دماغك وبتكسري كلمتي بعد كل دا وتعبي وتربيتي فيكي يبقي مالكيش عيش فى بيتي يابنت زُهير

أقتربت “نور” بهلع إلى الباب ودموعها تنهمر على وجنتيها بغزارة لا تُصدق أنها تُطرد من منزل والدها ثم قالت بذعر:-
-أتقي ربنا وخافي منه تأخدي كل اللى حيلة أبويا وعايزة ترميني فى الشارع

وضعت “نيللي” يديها على الباب تمنعها من الدخول، حادقة فى هذه الفتاة المنهارة بلا رحمة ودون أن يرجف لها جفن أو تشفق عليها ثم قالت بقسوة ولا مبالاة:-
-والله أنا مضربتهوش على أيده عشان يكتبلي البيت والورشة، ولو علي رميك فى الشارع .. فأه أنا هرميكي فى الشارع ما دام مبتسمعيش كلامي وجابلي المشاكل والصداع لحد عندي

صرخت “نور” بها بانفعال شديد وضربت الباب بقدمها من الغيظ والأنهيار قائلة:-
-هو يا تجوزيني غصب عني لواحد أنا بكرهه ومش طايقاه يا ترميني فى الشارع فى شرع مين دا ، حرام عليكي

لم تبالى بحديثها وهزت كتفها بأستنكار ثم ربتت “نيللي” على ذراعها ببرود ثم هتفت قائلة:-
-خلي شهادتك يا ست الدكتورة تنفعك .. يمكن الشهادة والكلية يأكلوكي ولا الكلية تأويكي من برد الشتاء وكلاب السكك

أغلقت “نيللي” باب المنزل ووقفت “نور” تنظر حولها بصدمة والساعة قد تجاوزت العاشرة مساءً ولا تملك مكان تذهب إليه فى هذه الساعة، شعرت بحرج شديد من نظرات الجيران والمارة عليها فأخرجت هاتفها من جيب بيجامتها ونظرت به مطولًا، مُترددة فى الأتصال بمن؟ أخفت شعرها تحت طاقيتها المصنوعة من خيوط الصوف قدر الإمكان وسارت فى الطريق بعيدًا، لا تملك مال أو مأوي تذهب إليه، وصلت إلى قرب البحر وجلست على المقعد الصخري لتري امرأة تقدم لها وردة حمراء كبيرة وجذابة لترفع “نور” رأسها للأعلي فتبسمت المرأة العجوزة لها بسعادة رغم دموع “نور” التى أختلطت مع حبيبات المطر وقالت:-
-خدي الوردة يابنتي، متخافيش الفرج من عند ربك

أومأت “نور” لها بنعم متيقنة أن خالقها لن يتركها وحدها، وأخذت الوردة منها فكبرت بسمة السيدة من لمس “نور” للوردة وقالت بحماس:-
-الفرج قريب وطريقه كل مخاطر لكن لكل خطر ووجع سعادة، وأنتِ سعادتك هتكون فى وجعك يا بنتي ، لكن خدي بالك من طيبتك لتموت مع القسوة والنار تحرقك بدل ما تشفيكي

لم تفهم “نور” كلماتها فنظرت للوردة ثم رفعت نظرها من جديد لترى السيدة العجوزة قد أختفت تمامًا من أمامها وسقطت ورقة من الوردة على الأرض لتنحني “نور” وتأخذ الورقة وهناك كانت الصدمة الأكبر لها حين رأت كلمات محفورة على الورقة الحمراء (سيقتلك الحب بعد أن يمزقك أربًا)

أرتعبت “نور” من هذه الكلمة وهرعت من مكانها هاربة ويدها تحتضن الوردة بشدة وأحكام، لم تصدق أن هذه السيدة العجوزة كانت دجالة وتقرأ طالعها وتنذرها بقدوم حُب مشؤوم لها، وصلت إلي زقاق ضيق ومظلم فمرت به ربما تختبي فيه حتى شروق الشمس ……

فى مكان أخر تحت أمطار الشتاء القوية الباردة وغزارتها، هرع رجل فى الثلاثينات من عمره مُصاب تحت الأمطار فى الأزقة محاولًا الأختباء من مجموعة من الرجال يحاولون التخلص منه بقتله وسلب روحه، يضع يده على الحائط مُتكئ بها ربما تساعده فى السير والأخرى على بطنه حيث جرحه من الطعن ،والمطر بلل جسده كاملًا حتى فقد كل طاقته وتوقف عن السير مُستسلمًا للموت من شدة الألم الذي يشعر به ويمزق أحشائه لكنه شعر بجسد صغير ودافئ يرتطم بصدره ويدي ناعمة تحيط بخصره، رائحة اللافندر أخترقت أنفه، سقطت الوردة من يد “نور” حين تشبثت بهذا الرجل الجريح وجسده الكبير كاد أن يسقط منها ويسحبها معه، جلست على الأرض به فكان هذا الرجل لم يفقد وعيه كليًا وحين رأت الدماء الغزيرة وجرحه انتفضت رعبًا ثم قالت:-
-خليني أساعدك ونروح المستشفي

كادت أن تقف لكنه تشبث بيدها بقوة يمنعها من الذهاب للخارج وهولاء المترصدين يبحثون عنه بالخارج، رؤيته لم تكون واضح حتى يري ملامح وجه هذه الفتاة لكنه ميز أنها أنثي من صوتها الرقيق بدفئه، تمتم بهدوء قائلًا:-
-لا ،مستشفي لا …

أخرج الهاتف من جيبه وأعطاه لها فنظرت “نور” له وكان به موقع لمكان ما، نزعت شالها الصوف الوردي من عنقها ووضعته على الجرح لتضغط على الجرح بقوة تحاول السيطرة على الدماء التى تسيل بقوة، قالت بتمتمة:-
-الجرح عميق ومستحيل توصل لهناك حي، أنا دكتورة لكن لسه فى تانية طب مقدرش أساعدك أوي

رن هاتفه بهذه اللحظة فأجابت “نور” وأخبرت المُتحدث بمكانها وحين وصل بعد دقائق ورأي رئيسه فى هذه الحالة قال بذعر:-
– سُليمان……

حمله بصعوبة إلي السيارة السوداء رباعية الدفع فصعدت “نور” معه بدون إدراك لتصرفها فقط تفكر فى إنقاذ هذا المريض فتحاول قدر الإمكان مساعدة ” سُليمان ” فى النجاة، سيطرت على الجرح فى الطريق حتى وصلوا إلى منزل مكون من طابقين معزول عن المدينة قرب البحر وكأنه بُني على الصحراء وبجواره على بُعد مخزن من طابق واحد فقط وكبيرة، خيطت “نور” الجرح جيدًا بعد أن أحضر مساعده الأدوات الطبية اللازمة، تحدث الشاب بهدوء قائلًا:-
-أنا زين وأنتِ مين؟

-نور ، دكتورة نور
قالتها بلطف ثم تابعت بهدوء قائلة:-
-هو هيحتاج راحة وعناية… دى مسكنات لازم يأخذها ومضاد حيوي مهم لصحته وللجرح، يُفضل لو تأخده للمستشفي

كادت أن تذهب لكن منعها “زين” بقوة وقال:-
-أسف يا دكتورة بس لحد ما يفوق سُليمان حضرتك مستحيل تخرجي من هنا

أتسعت عيني “نور” على مصراعيها بصدمة ألجمتها كليًا فقالت بذعر :-
-أنا مستحيل أفضل هنا

تقدمت خطوة للأمام لكي ترحل لكن الصدمة الأكبر لها حين أخرج “زين” مسدسًا من خلف ظهره ووضعه فى رأسها وصرخ “زين” بقوة قائلًا:-
-متحاوليش تعاندي لأني مش أمام جامع قصادك، أنا أسهل ما عليا أخلص منك فى البحر ……دادة سميرة

أزدردت لعابها بخوف شديد من كلماته وحدقت بها مُرتعبة حتى جاءت سيدة فى الستينات من عمرها ترتدي عباءة سوداء وحجاب أسود وقالت:-
-نعم

-خديها للأوضة اللى تحت لحد ما سُليمان يفوق ونشوف هنعمل معها أيه؟
قالها بحدة وتهديد، أبتلعت “نور” لعابها بصدمة ألجمتها من الخوف، أخذتها “سميرة” فى صمت وأدخلتها للغرفة ثم قالت بحزن ويأس:-
-متلوميش حد غير قدرك يا بنتي اللى وقعك فى طريق سُليمان الصياد

خرجت وأغلقت الباب، تأففت “نور” بذعر والخوف الذي تملكها بهذه اللحظة مما سار إليها، تمنت لو عاد الزمن بها لتركت هذا السُليمان يموت وحده هناك ولم تقدم على مساعدته، أرتجفت بخوف مع ملابسها المبللة وهؤلاء لم يعروا أى أهتمام لها، جلست أمام المدفأة ربما تشعر بالدفء وتتوقف عن الأرتجاف حتى غاصت فى نومها من التعب على الأرض….

_________________________________________

فى اليوم التالي وصل “عامر” المحامي الخاص بـ “زُهير” إلى منزل “نيللي” وأخبرها بما وصل إليه فقالت بصدمة ممزوجة بالغضب السافر:-
-يعنى أيه؟ مش هقدر أبيع البيت والورشة

تحدث “عامر” بنبرة جادة غاضبًا هو الأخر:-
-ما أنتِ اللى كان لازم تتأكدي من الوصية قبل ما تعملي عملتك، أهو زُهير طلع غير الوصية من وراكي وخلي بنته تملك 60% فى الأملاك دا غير أن البنك كلمني وطلع سحب كل الفلوس من حسابه فى البنك وأستأجر خزينة فى البنك باسم نور ويا عالم حط فيها الفلوس ولا ايه، جوزك سحب مبلغ فوق الربع مليون جنيه وأختفي وأدعي ميكونش الخزينة دى فيها فلوس أو وصية جديدة تغير كل دا وأنتِ متملكيش عقد بيع واحد ملكك

تأففت “نيللي” بضيق شديد وحكت جبينها بأصابعها غاضبة مما ألت إليه الأمور وخصيصًا أنها قامت بطرد “نور” من المنزل والآن لا تعرف لها طريق فتمتمت بضيق قائلة:-
-معلش كله يتعوض، أنا هقوم ألبس وأروح المستشفي لنور وأضحك عليها بكلمتين وعلى رأي المثل أن كان لك عن الكلب حاجة قوله يا سيدي

وقف “عامر” يعترض طريقها قبل أن ترحل من أمامه وتفحص ملامحها الجميلة، بشرتها البيضاء وعيونها العسليتين الجميلتين مع شعرها الكيرلي الأسود رغم بعض الخصلات البيضاء التى بدأت تظهر به ثم قال:-
-أفتكري أن حياتك متوقفة على البنت دي، نور عندها كتير وأنك ترميها كدة غلط فهمتي يا نيللي

-أمال كنت عايزني أسيبها فى بيتي عشان تقيد حريتي، ولا تحس باللي بينا، نور لو حست أن ممكن يكون بينا حاجة هتشك فى موت أبوها ورغم أنها لسه مجرد عيلة 20 سنة لكن نور متعلمة وفاهمة وفى الزمن دا متخافش غير من اللى متنور ومتعلم ودا مش أى تعلم دى دكتورة
قالتها “نيللي” بهدوء ثم مرت من أمامه لتصعد إلى الأعلي فغادر “عامر” المنزل بضيق من خسرته لأملاك “زُهير” وأمواله الذي سحبها من البنك……

_______________________________________

“منـــزل سُليمان الصياد”

فتح “سُليمان” عينيه صباحًا بتعب شديد فى أنحناء جسده وخصيصًا خصره المصاب وكان يرتدي بلوفر ذات اللون الرمادي وبنطلون أسود ، تألم وهو يعتدل فى جلسته ففتح “زين” عينيه على مصراعيها من النوم بعد أن سمع صوت أنين ألمه، هرع إليه وقال:-
-أخيرًا فوقت، الحمد لله … حاسس بحاجة؟

وقف ” سُليمان” من فراشه بضيق ويده تلمس خصره من الوجع ثم قال:-
-مش مهم حاسس بأيه، المهم أنى أخذ بتأري وأدفع كرم الهواري تمن اللى عمله؟

أومأ “زين” بنعم ووجه عابس غاضبًا ثم قال بإستياء حاقدًا:-
-كنت عارف أنها عملته، محدش يقدر يغدر بيك غيره وديني لأدفعه الثمن بس أرتاح أنت

مسك ” سُليمان ” قميص “زين” بقوة من ياقته وسحبه نحوه فقال بضيق وعينيه يتطاير منها الشر ونار الأنتقام:-
-أرتاح!! أنا مش هرتاح غير لما أقطع رأسه هو وكل أهله وأمحي على من وجه الأرض زى ما عمل فى ملك

تنهد “زين” بهدوء بعد ذكر اسم زوجة ” سُليمان ” المتوفية وقال بنبرة خافتة:-
-حق ملك هيرجع يا سُليمان لو على رقبتي

دفعه ” سُليمان ” بعيدًا ثم خرج من الغرفة وخلفه “زين” يتحدث بقلق شديد:-
-ممكن تقعد فى السرير أنت جرحك لسه حي يا سُليمان وكدة بتأذي نفسك وبس

وصلوا للطابق السُفلي و” سُليمان ” لا يسمع له حتى ظهرت “سميرة” أمامهم من المطبخ وتحمل صنينة طعام فقال “زين” بفضول قائلًا:-
-رايحة بالأكل دا فين؟

أجابته “سميرة” بنبرة هادئة بعد أن نظرت إلى وجه ” سُليمان ” الشاحب بتردد:-
-هدخله للبنت اللى جوا ولا هنسيبها تموت من الجوع

نظر ” سُليمان ” إلى “سميرة” بعدم فهم ثم إلى “زين” وسألهما بفضول:-
-بنت مين؟

نظر “زين” إليه بهدوء وقال بتكبر كأنه قد نسي أمرها وتذكر الآن:-
-اه دى البنت اللى أتصلت بيا أمبارح عشان أجيلك وعالجت جرحك

ذهب ثلاثتهم إلى الغرفة وفتحت “سميرة” أولًا الباب فوجدوها تنام على الأرض أمام المدفأة ومنكمشة فى ذاتها كالجنين تضم ركبتيها إلى بطنها، ذهبت “سميرة” إليها تقظها، فزعت “نور” من مكانها حين لمستها “سميرة” وقالت بذعر:-
-فى أيه؟

رأت ” سُليمان ” يقف على الباب وبجواره “زين” ،أعتدلت فى وقفتها وغطت شعرها بالطاقية الصوفية جيدًا، رأها ” سُليمان ” بملابس بيتها وأقدامها حافية، لا يُصدق أن هذه الفتاة قابلته فى الشارع بهذه الهيئة، تقدمت “نور” بانفعال شديد ثم قالت:-
-بقيت كويس، أهو … صحي ممكن أمشي؟

تقدم “زين” للأمام خطوة فأبتلعت “نور” لعابها بقلق وتذكرت المسدس الذي يحمله فعادت خطوة للخلف بتوتر ثم قالت بتلعثم:-
-أنت قولت أني مش هخرج ألا لما يصحي أهو صحي

ظل ” سُليمان ” صامتًا ينظر إلى وجهها ولا يصدق أن هذه الفتاة الساذجة أسقطها القدر فى طريقه، فتاة فى مقبل عمرها تملك جسد نحيف وقصيرة ذات بشرة بيضاء رغم شحوبها الآن وشفتيها الزرقاء، لديها زوج من العيون الرمادية تحمل براءة ودفء رغم أرتجافها من الخوف الآن، تحدث “زين” بقسوة ونبرة جادة صارمة:-
-قولتي أنك دكتورة

تنحنحت بحرج منه ثم قالت:-
-لسه فى تانية طب، ليه؟ أنا مش هعالجه قولتلك وديه مستشفي

تبسم ” سُليمان ” بسخرية مُرعبة، ورغم بسمته لكنها كانت بسمة مُرعبة جعلت الفزع يحتل جسدها الضئيل فقالت:-
-أنا عايزة أمشي؟

سحب ” سُليمان ” “زين” من يده للخلف ليتقدم هو خطوة للأمام، ناظرًا بها بوجه بارد ونظرات ثاقبة كالصقر وقال:-
-تمشي منين؟ من هنا؟ ألعني قدرك اللى جابك هنا، لتكوني فاكرة دخول الحمام زى خروجه

أنفعلت “نور” بجنون من كلماته وتقدمت خطوة للأمام نحوه فرفعت رأسها إليه ترمق عينيه وقالت بصراخ غاضبة من حديثه وقسوته:-
-ألعن قدري!!، أنا همشي حتى لو غصب عنك ولو تقدر تمنعني أمنعني، أنت فاكر نفسك أيه؟ هتحبسني هنا أنا ممكن أبلغ عنك… صحيح خيرًا تعمل شرًا تلقي وأنت أشر خير أنا عملته ……

أبتلعت البقية من كلماتها بصدمة بعد أن شعرت بدوران فى رأسها فى أقل من ثواني بسبب الأنفعال وأهتز جسدها كليًا فحدق بها ” سُليمان ” وقبل أن يسأل شيء سقطت فاقدة للوعي أمامه ليتشبث بها بذراعه فأسرع “زين” بالأقتراب وحملها عن ” سُليمان ” ثم أخذها للفراش ، كانت باردة كقطعة من الثلج بسبب ملابسها المبللة التى بقت بها ليلة كاملًا ………………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إنذار بالحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى