روايات

رواية أيغفر العشق الفصل الرابع عشر 14 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الفصل الرابع عشر 14 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الجزء الرابع عشر

رواية أيغفر العشق البارت الرابع عشر

رواية أيغفر العشق الحلقة الرابعة عشر

_ ايه الي جابك جاي ترجع فلوسي؟
قالها غيث بجمود وهو يطالعه بغضب، أزاحه صالح من طريقه بوجوم وهو يدلف للداخل يهتف :
_ لما أفهم فلوس ايه أبقي ارجعهالك.
ترك الباب مفتوح ولحقه وهو يقول بتأفأف :
_ هترجع للاستعباط تاني؟ لو هتلف وتدور يبقي ارجع مكان ماجيت أنا معنديش خُلق.
جلس فوق الأريكه بهدوء ظاهري وقال :
_معلش استحمل استعباطي واحكيلي عرفت إني سرقتك ازاي.
أنهي حديثه بسخريه وهو ينظر له منتظرًا حديثه، زفر غيث أنفاسه بغضب وسرد له ما حدث، فسأله صالح بحده :
_روحت البنك؟

 

 

كاد يجيبه حين دق هاتفه معلنًا عن اتصال من المحامي الخاص بالعائله جعد جبينه بدهشه لإتصاله بهِ مبكرًا هكذا وأجابه فاستمع له يقول :
_ حضرتك مبلغتنيش ليه أنك اتنازلت عن نصيبك في الشركه والمصنع والبيت الكبير؟ أنا سهران في المكتب علي قضيه فاتفاجأت بالسكرتير بتاعي بيقولي أنك بعت امبارح الورق علي المكتب.
تجمدت ملامحه ببلاهه وقال:
_ورق ايه؟
_ ورق التنازل.
وقف وهو يصرخ بهِ بغضب :
_اتنازل لمين أنا متنازلتش لحد.
رد المحامي بهدوء :
_ياغيث باشا الي قدامي أنك اتنازلت عن حقك الشرعي في الميراث والي هو نصيبك في الشركه والمصنع والبيت الكبير، والورق جالي مع حد من عيلتك وقالي أنك أنت الي باعته وعاوزه يتوثق في الشهر العقاري.
تصاعد غضبه وهو يسأله :
_مبن الي جالك؟
_والله أنا مكنتش هنا ده الورق جه امبارح والسكرتير هو الي استلمه وميعرفش مين الي جابه.
نظر لصالح بشك وهو يسأل المحامي :
_جه امتي بالضبط؟
_بعد العصر كده.
زفر بضيق فهذا الوقت الذي كان فيهِ عند صالح في شقته، عاد للجلوس فوق كرسيه وقال بحده :
_ متوثقش حاجه أنا معرفش حاجه عن الموضوع ده، ولو حد جالك بلغني ومتعرفش حد أني عرفت حاجه.
_حاضر.
أغلق الهاتف معه وألقي بهِ فوق الطاوله، هتف صالح بتساؤل :
_ايه اللي حصل؟
نظر له غيث قليلاً بتمعن ثم قال بجمود :
_ واضح أن عمك او أبوك أيًا كان الي سلطك تعمل الي عملته شكله مستكفاش بالفلوس وبس وفي خطط تانيه في دماغه.
هز صالح رأسه بضيق ووقف عن الأريكه وهو يقول :
_ مكنتش اتخيل أنك تشك فيا بالسهوله دي.

 

 

رفع رأسه له بنظرات حائره مُشتته وقال بألم حقيقي :
_ أنا مبقتش أعرف أشك في مين ومشكش في مين، بس عارف كويس أنك لو عملت ده فأكيد بضغط من أهلك.. أنا عارف هم يقدروا يعملوا ايه كويس.
نظر له بعتاب وقال :
_ لو بتثق فيا هتثق أني مستحيل أذيك أو أسرقك تحت اي ضغط.
تركه واتجه للباب مغادرًا الشقه، رجع غيث برأسه للوراء وأغمض عيناه بتعب شديد يفوق تحمله، يشعر وكأن رأسه تدور في دوامه مُغلقه، يتخبط في كل الجهات ولا يعرف طريق الهدايه، صالح.. صديق عمره هناك شئ بداخله يخبره أنه لا يفعل هذا مهما كانت الضغوط أو المبررات ولكن كيف؟ وهو من سحب المبلغ من البنك كما أخبره الموظف… الموظف!؟… البنك؟!.. هناك تكمن الحقيقه..
فتح عيناه الحمراء بشده واتجه للمطبخ يعد فنجان قهوه وهو ينظر للساعه التي تشير للسادسه صباحًا، زفر بضيق منتظرًا أن تصل للتاسعه كي يذهب للبنك ويبحث عن الحقيقه هناك..
_________(ناهد خالد) ______
_صباح الخير..
فتحت عيناها علي صوت أنثوي يهتف بتلك الجمله، ضيقت عيناها باستغراب شديد وهي تري رودينا أمامها! نظرت لساعة الحائط لتجدها الثامنه ونصف، أعادت أنظارها للرودينا المُمسكه بباقة ورد سوداء!!.. رفعت نظرها لوجهها المتهجم وردت بهدوء :
_صباح النور.
اقتربت الأخيره من الفراش ووضعت الباقه بجوارها وهي تبتسم باقتضاب وقالت :
_ سمعت أنك عملتي عمليه قولت لازم أجي أزورك.
نظرت لها تالا بعدم ارتياح ولكنها ردت بهدوء :
_ شكرًا لزيارتك مكنش في داعي تتعبي نفسك.
ابتسمت رودينا بغيظ وهي تقول :
_ بس ما أنتِ زي الحصان اهو ولا بتدلعي عشان تاخدي إلي مش ليكِ؟
احتدت ملامح تالا وهي تقول :
_ أخد الي مش ليا!؟ الي هو ايه بقي؟
_ يامن.
رفعت تالا حاجبها باستنكار واستغراب من صراحتها وقالت بجرأه :
_ يامن من امتي وهو مش من ليا!، وبعدين لو مش ليا يبقي لمين ليكِ!
ردت بحده :
– آه ليا، اعتقد لولا وجودك كان زمانه بقي خطيبي أنا.

 

 

ابتسمت باستفزاز وقالت:
_ ومبقاش، خير بقي؟
رفعت حاجبها بتحذير وهي تقترب منها قائله :
_ ابعدي عن يامن يا تالا وإلا هزعلك وزعلي وحش صدقيني، وباقة الورد دي هجبهالك مره تانيه بس المره الجايه مش في المستشفى في مكان يليق بلونها.
أشارت بيدها للونها الأسود بتحذير مشيره بحديثها لكونها ستكون المره القادمه هناك حيثُ الأموات من يتوصم بهم اللون الأسود..
اتسعت عيناها بذهول وهي تفهم مقصدها وقالت :
_ أنتِ بتهدديني؟ أنتِ أكيد اتجننتي.
احتدت عيناها وهي تشير لها بأصبعها :
_لسه تكه علي جنوني، و صدقيني أنتِ الي في ايدك تطلعي جناني عليكِ أو تكفي نفسك شري وتبعدي عنه.
ابتسمت تالا لها باستفزاز وهي تقول :
_ أنتِ أخيب من أنك تقتليني ده كلام فارغ وفتحة صدر علي الفاضي، أنتِ فاكراني عيله وهخاف من كلامك فابعد عنه صح؟

 

 

مالت بجزعها تستند بذراعها علي الوساده وهي تقول بأعين تلمع بنظرات غريبه :
_ حتي لو عرفتي أن الي قدامك دي مترددتش لحظه وهي بتقتل مرات أبوها لما فكرت بس تبعد أبوها عنها وتاخده ليها لوحدها.
انحسرت أنفاس تالا في صدرها وهي تنظر لها تستشف صدق حديثها، وبالفعل نظراتها الغريبه توشي بوجود شئ ما خاطئ في هذه الفتاه، حاولت عدم إظهار خوفها وهي تسألها :
_ وده عملتيه لوحدك؟
ابتسمت الأخيره بسخريه وهي تقول:
_مكنش صعب عليا وخصوصًا أنها مش أول حد اقتله.
ضيقت حاجبيها في ذهول وهي تقول :
_أنتِ بتتكلمي جد؟ هو أنتِ لو قتلتيهم فعلاً ازاي متعاقبتيش؟
اعتدلت في وقفتها وهي تقول :
_ وأنتِ فاكره إني ممكن أبقي بالغباء الي يكشفني!، عشان كده ضروري تخافي علي نفسك، صدقيني أنا مبهددش..
التفت حولها وهي تكمل حديثها:
_ عرفت ان يامن روح البيت يغير هدومه، مش أنتِ الي طلبتي منه ده.
نظرت لها بصدمه فكيف عرفت ما دار بينهما؟!، ابتسمت حين رأت صدمتها وقالت :
_ أصل في ممرضه هنا حبيبتي هي الي بلغتني.
ذمت شفتيها بتفهم وهي تدرك مغزاها من الحديث، نظرت لها بقوه وهي تقول :
_ منكرش إني اتصدمت فيكِ، لكن مخفتش منك، ومتتباهيش اوي بأنك متعاقبتيش لحد دلوقتي لو فعلاً قتلتي حد، هييجي يوم تتحاسبي علي كل أفعالك، ولو بعد حين.
نظرت لها بسخريه، استمعا لصوت الباب يُفتح فالتفت رودينا برأسها لتري القادم فوجدته يامن الذي نظر لها باستغراب شديد وكأنه يسألها بعيناه عن سبب قدومها، نظرت له بابتسامه والهه وهي تقول :
_ ازيك يا يامن؟

 

 

أومئ وهو يردد:
_الحمد لله، أنتِ عرفتي منين أن تالا تعبانه؟
ابتسمت بخبث وهي تقول:
_مصادري الخاصه، قولت لازم أجي اطمن عليها..
نظر لها باستغراب فمنذ متي وهي قريبه لتالا لتأتي لتطمئن عليها؟
_ شكراً لزيارتك يا رودينا تعبتي نفسك.
اقتربت منه حتي وقفت أمامه وهي تقول :
_لا ابدًا مفيش تعب، بعدين الي يخصك يخصني..
قطب حاجبيهِ باستغراب لحديثها في حين هتفت تالا بغضب:
_يامن، ممكن تطلبي فطار أصلي جعانه .
غامت عيناه بغضب طفيف وهو يقول :
_هم لسه مجابوش الفطار؟
هتفت ببراءه وهي تنظر ل رودينا :
_ لا جابوه، بس مش حبيته، عاوزه فطار من بره.
نفي برأسه وهو يتخطي رودينا التي اشتعلت غضبًا واتجه لها يقف بجاورها وقال:
_ لأ، مينفعش خالص أكل من بره دلوقتي، الأكل بيبقي ملوث وحاليًا مش مسموح بيه وليومين تانيين كمان.
نظرت له تتذمر بدلال وهي تقول :
_ بجد نفسي قافله منه خالص.
ابتسم لها بصدق وهو يقول :
_ هفطر معاكِ وافتح نفسك.
قبضت رودينا علي يدها بغضب وهي مازالت تواليهم ظهرها، رفعت تالا أنظارها ليامن تشير له علي رودينا ومن ثم أشارت علي رقبتها تهمس له بصوت يُكاد يُسمع :
_ خليها تمشي اتخنقت..

 

 

حمحم وهو ينظر لها بتحذير بمعني أن تصمت، زفرت بضيق وهي تشيح بنظرها للجهه الأخري، نظر يامن ل رودينا وهو يقول :
_اقعدي يا رودينا واقفه ليه؟
التف تالا له بغضب وهي تجذب ذراعه بحده مبرقه عيناها، فاحتضن يدها بكفه كي يداري ما تفعله، التفت رودينا وهي ترسم ابتسامه مغتصبه :
_لا همشي بقي، الف سلامه يا تالا..
نظرت لها بجمود ولم تجيب، فنظر لها يامن بضيق واتكأ بيده علي يدها وأدار نظره ل رودينا هاتفًا :
_ الله يسلمك يا رودينا نورتي.
نظرت لكفه التي تضغط علي كف يدها بملامح مشتعله غضبًا والتفت بعنف تخرج من الغرفه.
نظر يامن لتالا وهو يهتف بضيق :
_ ينفع كده؟ حرجتيها.
جذبت كف يدها بضيق وهي تقول بغضب وصوت عالي :
_حرجتها! دي جايه تهددني عاوزني أقوم أخدها بالحضن!.
نظر لها بعدم استيعاب وردد:
_تهددك؟
_____(ناهد خالد) _____
_يعني ايه؟
نظر له الموظف بجديه وقال :
_يعني فلوس حضرتك زي ماهيا مين قالك أنها اتسحبت؟
نظر له بدهشه وقال :
_أنت بتقول ايه؟ في موظف كلمني من البنك وقالي أن فلوسي اتسحبت بتوكيل عام.

 

 

نفي برأسه بهدوء وقال :
_حضرتك أكيد ده مش موظف من البنك في أرقام نصب كتير، وكان لازم حضرتك تيجي تتأكد بنفسك أو تكلم خدمة العملاء.
غامت عيناه بشرود وهو يفكر فيما يقوله الموظف، أعاد نظره إليهِ وهو يسمعه يُكمل:
_ حضرتك مش سهل حد ييجي البنك ويسحب ١٠ مليون جنيه بتوكيل، لازم يكون صاحب الحساب موجود وأصلاً المبلغ ده كبير مش هيتسحب في يوم واحد وخصوصًا في الوضع الحالي للبنك مش هتلاقي ال ١٠ مليون موجودين كاش فالبنك بيطلب من العميل مهله يوم او اتنين وبعدين يسلمه المبلغ.
أومأ له بشرود ثم قال :
_عاوز أحط مبلغ وديعه.
_تحت امر حضرتك بس الوديعه مدتها سنه متقدرش تسحب حاجه من المبلغ يأما بيكون في خصم من المبلغ الكلي .
أومئ موافقًا وقال :
_تمام عاوز أحط ٧ مليون في الوديعه والباقي يفضل في الحساب.
_تحت أمر حضرتك.
شرد غيث بعيناه للأمام وشئ واحد يتردد في عقله أنه غبي!!واستطاعوا تغفيله بسهوله! .
_____(ناهد خالد) _____
سردت تالا ما قالته رودينا علي مسامع يامن المصدوم بكل ماتحمله الكلمه من معني، هتف بعدم تصديق :
_رودينا! معقول يطلع منها كل ده؟
ردت تالا بقلق :
_معرفش يا يامن ومعرفش إذا كان فعلاً قتلتهم ولا بتهددني، بس من شغلي كدكتوره نظراتها مكانتش طبيعيه رودينا بتعاني من مرض نفسي وده الي متأكده منه بس معرفش ايه حكايتها.
هتف يامن بتذكر :
_انا زمان سمعت من بابا حاجه شبه أنها قتلت السواق الي كان عندهم بس مش متذكر الحكايه أوي، واعتقد وقتها هي كانت في ثانوي او اعدادي مش عارف، بس الموضوع ده من حوالي ٧ سنين او اكتر، بس مركزتش اوي في الموضوع ممكن ابقي اسال بابا من بعيد كده.
نظرت له مصعوقه من حديثه ورددت بذهول وقلق :
_ أنت بتقول ايه! يعني هي فعلاً قتلت وأنا الي كنت بطمن نفسي وبقول أنها مستحيل تعمل كده!
نظر لها ليري القلق في عيناها فجلس أمامها وأمسك كفها وهو يقول :
_متخافيش أنا استحاله أخليها تقربلك، أنا معرفش أصل الحكايه بس أيًا كان عمري ماهسيبها تأذيكِ.

 

 

بلعت ريقها وهي تقول بقلق خفي :
_أنا بقول أروح البيت أحسن.
زفر بضيق وهو يشعر بخوفها وأنب نفسه لما قاله أمامها، أشاح بنظره عنها لثواني ثم أعاده مره أخري لها وقال :
_ممكن متخافيش أنا مبحبش أشوفك خايفه وأنا معاكِ، أوعدك أنها مش هتقربلك طول ما انا جنبك ممكن بقي تطمني؟
أومأت له بشرود وهي تتذكر حديث رودينا لها وحديث يامن المؤكد علي أنها لم تكذب فيما قالته، تنهدت بخوف وهي تدعو ربها أن يمر الأمر بسلام وألا ينال أحد شرها.
______(ناهد خالد) _______
خرج من البنك وهو يشعر وكأن أحدهم ضربه علي رأسه، أحقًا تلاعبوا بهِ بهذه الطريقه! وبكل سهوله أكمل هو خطتهم للتوقيع بينه وبين رفيق عمره!، ولكن السؤال ماذا سيستفيدون؟ ومن منهم تحديدًا فعل هذا؟، وضع رأسه علي المقود بتعب وزفر أنفاسه بضيق، استمع لرنين هاتفه، فرفع رأسه ينظر للهاتف بجواره ليجد رقم المحامي ، التقط الهاتف وفتح المكالمه وهو يجيبه فاستمع له يقول :
_ الحاج إبراهيم كان عندي من شويه، وطلب مني أسارع في توثيق العقود ولما سألته إذا كنت تعرف ولا لأ قالي….
فلاش))
_وه!، ايه الحديت ده يا متر!، كيف يعني ميكنش خابر بالورج وهو ماضي عليه، بجلك ايه يا متر خليك في حالك ووثج الورق وأياك تتحدت مع غيث هو عنده شغله وفيه الي مكفيه، واحنا مهنكدبش عليك يعني.
أومئ المحامي بموافقه وقال :
_طبعًا يا حاج إبراهيم فاهم، ماشي حاضر هوثق الورق في أسرع وقت تؤمر بحاجه تانيه؟
وقف إبراهيم وهو يقول :
_ خلاص معاوزش حاجه تانيه بيكفي تخلص الموضوع ده متعاوجش.
_حاضر يا حاج حاضر.
باك))
ضغط غيث علي أسنانه بغضب وقال للمحامي:
_ماشي، سايرهم يا متر لحد ما اخلص الموضوع ده بنفسي وبكره هاجي أخد الورق من عندك.
_تمام وأنا في انتطارك.

 

 

أغلق المكالمه وهو ينظر أمامه بغضب ساحق، يبدو وكأن عائلته يحتجون لقرصة أذن بسيطه تليها مواجهه عنيفه ليبتعدوا عنه، ويعملوا أن غيث الراوي ليس لقمه سهلة الالتهام وليس لعبه في يد أحد .
_______(ناهد خالد) ____
_أنا غلطانه!!!
تساءلت بها ملك باستنكار وهي تجلس مع لينا التي أتت لتناول الإفطار معها، ردت الأخيره بإصرار وهي تقول :
_ ايوه غلطانه، أهم حاجه ياملك اختيار الوقت الصح، وأنتِ ماشاء الله اختارتي الوقت الغلط خالص، تعالي ناخدها من الأول؟
أومأت ملك برأسها بإصرار وهي تقول :
_آه، ناخدها من الاول هو أنا يعني هخاف!
هزت لينا رأسها بيأس وبدأت في الحديث:
_ أولاً، غيث لما سابك زمان مكنش بينكم أي رابط رسمي وكمان سابك عشان والدته الي هي مش أي حد ولا سابك عشان فلوس ولا ورث ولا تهديد ولا غيره، وأنتِ بنفسك قولتيلي لو كنت مكانه كنت عملت كده صح؟
توترت نظراتها وهي تنظر لها وقالت بخفوت:
_آه، بس.. يعني عشان هي أمي وطبيعي مش هخسرها حتي لو عشانه.
اشارت لها بيدها وهي تقول بحماس :
_ تمام، الحمد لله أنك معترفه اهو، يعني هو تصرفه كان صح وقتها، وسابك مجبر ومكنش قدامه اختيارته وكلنا عارفين ده، فده ميخلكيش تشكي فيه لآن الوضع مختلف، وأنتِ أكتر واحده عارف غيث وعارفه أنه مستعد يعمل اي حاجه عشانك، سيبك بقي من كل ده وهنقول ليكِ حق تشكي ومتبقيش مطمنه والناس مختلفه عن بعضها أنا تفكيري مش زي تفكيرك فأنتِ مش مطمناله بسبب الي حصل زمان، طيب… لما عرفتي من صالح أن فيه مشكله كبيره حصلت وروحتي وأول حاجه سألتيه علي الجواز وقالك هعملك فرح آخر الأسبوع ايه الي خلاكِ تقوليله فكرتك رجعت في كلامك!، مهو خلاص بيأكد أنه لسه عاوز يتجوزك وكمان مرضيش يشغلك بمشاكله وشايل حمل المصيبه الي حصلت وساكت تقومي أنتِ متراعيش كل ده وترمي كلام زي الدبش في وشه!، عارفه يا ملك إيه أكتر حاجه تخنق الإنسان الي عمل غلطه بدون قصد أو كان مضطر .
نظرت لها بفضول وقالت:
_ايه؟
_أنه يفضل يتحاسب علي غلطته طول العمر، وفي مل مشكله يلاقي نفسه بيرجع لنقطة الصفر، أنتِ قولتيله أنك سامحتيه مش بعد كام يوم تقوليله أنك مش واثقه فيه بسبب الغلطة الي عملها وأنتِ سامحتيه عليها.. وبعيدًا عن كل ده غيث في وضع ميسمحش أنك تقوليله الي قولتيه، أنتِ أكيد فاهمه صدمته في ابن عمه وخسارته للفلوس صعبه ازاي…

 

 

تنهدت وهي تومئ لها بإيجاب وقالت:
_بصراحه أنا كنت عارفه أني اتسرعت وكان لازم أقف جنبه وأفهم ايه الي حصل في موضوع صالح، بس خوفي من أنه يسبني بعد الي حصل خلاني اتصرفت بعصبيه.
ابتسمت لينا بهدوء وقالت :
_المهم بقي تصالحيه وتقفي جنبه وتتجوزوا النهارده بطلوا نكد يخربيت علاقتكوا النحس.
ضحكت ملك بتحسر علي حالها وهي تضرب لينا بكفها بخفه، استمعت لصوت خطوات علي الدرج فركضت للباب تنظر من العين السحريه لتري غيث يتجه لشقته، فتحت الباب سريعًا وهي تقول بلهفه:
_ غيث.
_______(ناهد خالد) _____
_ ازيك ياحاچ منصور؟
هتف بها مُحسن وهو يقف أمام رجل بلغ منه المشيب يستند علي عكازه وغزي الشعر الأبيض خصلاته وملامحه أصابها التجعد ويمشي بضعف ظاهر ، نظر له الأخير بحده وهو يستند علي ذراع منتصر ولده الذي يبدو في أوائل الخمسينات وهو يقول :
_مفيش بينا سلامات يا محسن، خير؟
ابتسم مُحسن بسخريه وهو ينظر للمنزل حوله وقال :
_ لولا الشديد الجوى مكنتش عتبت دارك، بس هنجول ايه..
قاطعه منتصر بضيق وهو يقول :
_أخلص يا مُحسن وقول عاوز ايه؟
احتدت ملامحه وهو يقول :
_ بتكوا الي هربت وجبتلكوا العار من سنين، بتحوم حوالين ابن اخوي من تاني وخلته يعصانا، فجلت اجي واعمل الأصول وابلغكم بمكانها وتلموها بمعرفتكوا..

 

 

نظر له منصور بلهفه وهو يقول :
_ملك!!!
_______(ناهد خالد) ___
أخبرها بضرورة ذهابه للشركه لأمر طارئ ورغم رؤيته لخوفها الذي حاولت مدارته إلا أنها وافقت بهدوء ظاهري، ولكنه لم يكن ينوي الذهاب للشركه بل ذهب لمكان آخر…
استمع لصوت خطوات تقترب منه فوقف عن الأريكه وهو ينظر لمن تنزل الدرج بهدوء والاستغراب يطغي علي ملامحها، اقتربت منه بابتسامه وهي تقول :
_يامن! غريبه أنا لسه سيباك خير؟
اقترب منها بخطوات واسعه يتآكلها الغضب وفي لحظه كان يقبض بكفه علي ذراعها بقوه تكاد تكسره…..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أيغفر العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى