روايات

رواية أيغفر العشق الفصل الخامس عشر 15 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الفصل الخامس عشر 15 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الجزء الخامس عشر

رواية أيغفر العشق البارت الخامس عشر

رواية أيغفر العشق الحلقة الخامسة عشر

التفت لها بهدوء ورد بإنهاك حقيقي :
_ نعم؟
فركت كفيها بتوتر وهي تنظر لتعبه الواضح علي ملامح وجهه، نظرت له بشفقه حقيقيه فيبدو أنه يحمل في جعبته الكثير، هتفت بتنهيده عميقه :
_ أنت كويس؟
أصدر تنهيده حارقه قبل أن يمسد جبهته بيده وقال بإرهاق :
_ تمام.
تعمقت نظراتها بهِ وهي تقول بخفوت :
_ أنا آسفه، متزعلش مني، أنا بس اتسرعت في كلامي لما عرفت موضوع الفلوس خوفت تسبني فطلعت خوفي وقلقي في الكلام الي قولته.
أخرج أنفاسه بهدوء وهو يقول :
_ وأنا مزعلتش من كلامك يا ملك، بس بعد الي قولتيه من حقي أديكِ فرصه تفكري عشان لما تاخدي قرار موافقتك علي الجواز تبقي واثقه في قرارك ومترجعيش تندمي.
عاتبته بنظراتها وهي تقول :
_ ده كله ومش زعلان؟

 

 

خفض أنظاره لثواني ثم رفعها وهو يقول :
_ أنا تعبت يا ملك، أنا فضلت سنين أتعاقب علي حاجه مليش ذنب فيها، ولما الوقت سمحلي أكون معاكِ بقي مطلوب مني أسعي أنك تسامحيني رغم أني مغلطش ورغم أني كنت مُجبر زيي زيك ويمكن أكتر، عيشت بوجعي لفراقك وبعدها عشيت بوجعي أني مش لاقيكِ، أنا بجد العيله دي مجابتش ليا غير كل أذي ولسه مصممين يأذوني أكتر، وأنا في وسط كل ده مش عاوز غيرك، وميهمنيش حد غيرك، عشان كده مش منتظر منك أنتِ كمان شك ولا تردد من ارتباطك بيا، عشان ببساطه معنديش جهد أبذله معاكِ.. لو شكيتِ فيا دلوقتي هيفضل الشك جواكِ العمر كله، وفي كل مشكله هتبقي مش واثقه فيا ودي أكتر حاجه تهد أي علاقه وأنا مش هسمح لعلاقتنا تتهد بس هنبقي دايمًا في مشاكل ووجع دماغ، أنا مش عاوز غير أن حياتنا تبقي مستقره ومنوجعش بعض، وكل ده حله حاجه واحده أنك تثقي أني عمرك ماهسيبك مهما حصل، مش هبعد عنك غير بطلوع روحي.
شهقت بلهفه وهي تقول :
_ بعد الشر عليك يا غيث متقولش كده..
صمتت ثواني ثم أكملت بابتسامه معاتبه :
_ طب ماكنت قولت الكلمتين دول من غير ماتسبني وتمشي وتتعصب عليا..
زفر بضيق وهو يقول باعتذار :
_ متزعليش مني، والله أنا مبقتش عارف المفروض اتصرف ازاي ولا أعمل إيه اليومين دول متلغبط وكل حاجه ضغطاني.
قطبت حاجبيها بتذكر وقالت :
_أنت صحيح ضربت صالح؟
أومئ وهو يزفر بغضب وقال بسخريه مُبطنه بندم وغضب من ذاته :
_ مش بقولك مبقتش عارف أنا بعمل ايه، يمكن صدمتي من الخبر هي الي خلتني اتصرف من غير ما أفكر، لو كنت فكرت بهدوء لثواني كنت عرفت أن صالح ميعملش كده، بس تقولي ايه بقي غباء وتهور.
شعرت بهمومه الكثيره التي يحملها لنفسه والتي بالطبع تزيد من أعبائه، اقتربت منه ببطئ مبتسمه له وقالت بدلال لأول مره تستخدمه معه :
_ خيلنا نتجوز الأول وبعدين نقعد وتحكيلي وأهون عليك كمان.

 

 

افترت شفتيهِ عن ابتسامه ظهرت ردًا علي ابتسامتها وحديثها المُدلل وقال بمكر :
_ والله! ده عرض مغري جدًا، طب قوليلي هتهوني عليا ازاي؟
اتسعت عيناها بخجل وهي تري ابتسامته الماكره وأشارت بإصبعها رفضًا عدة مرات وهي تقول :
_لأ لأ مش الي فهمته أنا قصدي أهون عليك أني.. يعني أساندك في أزمتك.
رفع كتفيهِ وكبح ضحكته بصعوبه وهو يقول لها بخبث :
_ هو إيه الي أنا فهمته؟
نظرت له بخجل ضرب وجنتيها وقالت وهي تستدير للعوده لشقتها :
_ ل.. لينا جوه هرجع بقي.
التفت سريعًا تتجه لشقتها فاستمعت له يقول :
_ اجهزي علي الساعه ١ هنروح لمأذون قريب من هنا.
قطبت حاجبيها متسائله :
_ ١! مش بدري!؟
هز رأسه بنفي وهو يقول:
_ والله لو فاتح دلوقتي كنا روحنا بس المكتب مبيفتحش غير بعد الضهر، أنا مش ضامن الي ممكن يحصل بعد ساعه.
أومأت له بقلق ودلفت لشقتها وعيناه تتابعها..
_________(ناهد خالد) ______
ترجل الدرج سريعًا بعدما وضع سلاحه في جيب جلبابه الواسع، تقابل مع أبيهِ الجالس في ردهة المنزل بالطابق السفلي والذي هتف ما إن رآه :
_ منتصر .
وقف ينظر له والغضب يتراقص في عيناه ورد بغيظ مكتوم:
_ ايوه يابوي.
نظر له منصور بضعف وهو يقول :
_ براحه علي بت اخوك، أعمل حساب لعضم التربه.
أومئ له بابتسامه مقتضبه وخرج من المنزل وهو يردد بين نفسه بغضب :
_ جال هي عملت حساب لعضم التربه وتربية أبوها وسمعتنا عشان أنا أعمل..
استقل سيارته سريعًا ومعه أحد رجاله الذي تولي القياده متجهًا للعنوان الذي أخبره بهِ مُحسن الراوي حيثُ القاهره…
_________( ناهد خالد) ____

 

 

تأوهت بصوت مسموع وهي تتلوي بين يديهِ وقالت بغضب :
_ فيه ايه يا يامن الله!
ضغط علي أسنانه بغضب وهو ينظر لها وقال بتحذير :
_ ابعدي عن تالا وابعدي شرك عنها، وأقسم بالي خلقني لو لمحتك قريبه منها ليكون آخر يوم في عمرك..
احتضن الجحيم عيناها وهي تنظر له بغضب أكل هذا من أجل تلك الأفعي التي تنغص حياتها؟ ، رفعت كفها الحر تمرره علي ذراعه بإغراء وهي تسبل عيناها بضعف مصطنع وقالت بهمس :
_ يامن، صدقني هي مش هتحبك قدي ولا هتقدر تسعدك زيي، أنت نسيت الي عملته فيك زمان!، نسيت أنها سابتك وهربت لسنين.
أزاح يدها بعنف آلمها وهو يقول بأعين متقده :
_كل الي بتعمليه مش هيجيب نتجيه معايا، والي عملته فيا أنتِ ملكيش دعوه بيه، ياستي هي مطلع عين أهلي أنتِ مالك!، أنا راضي وعلي قلبي زي العسل ولو عملت أكتر من كده برضو معنديش أي مشكله، أنا عيني مبتشفش ست غيرها ومشاعري مبتتحركش لأي واحده غيرها، وقلبي مسكنوش ألا هي، فلو فضلتِ عمر فوق عمرك تحاولي توصليلي مش هتعرفي، مش بسبب رجوع تالا لأ، حتي وهي غايبه عني معرفتش أشوف غيرها، فحتي في عدم وجودها مش هيبقي في حياتي غيرها، وكل ما فهمتي كلامي وحطتيه في دماغك أسرع كل ما أتقيتِ شري الي لو طالك هتندمي أنك جيتي علي وش الدنيا.
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تري نظراته التي تكاد تفتك بها وكلاماته التي يتواري خلفها كل الشر الذي يعرفه شخصه، قالت بغل :
_ ماشي يا يامن، هبعد عن حبيبة القلب حاجه تانيه؟
نفض ذراعها بحده وقال :
_ مش عاوز أشوف وشك تاني، وإلا هفتح في القديم وادور وراه ووقتها هزورك وأنتِ بالأحمر.
هتف الأخيره بسخريه وهو ينظر لها بتحذير، أومأت بتوتر وهي تدرك أن تالا قد أخبرته بما قالته لها، رماها بنظرات مشمئزه قبل أن يخرج من الفيلا بأكملها..
ارتمت فوق الكرسي تدلك ذراعها برفق وهي تري الاحمرار يغزوه واصابعه قد طُبعت علي جلدها الأبيض، نظرت لعلامات أصابعه بابتسامه غزتها فجأه وهي تستعيد لمست كفه لها وقرب أنفاسه منها وتناست كل ما قاله وتذكرت فقط قربه منها لترضي مشاعرها المريضه مثلها !!!!
_________(ناهد خالد) ________

 

 

انتصف النهار ودقت الساعه الثانية عشر ظهرًا.. نظرت للباب الذي فُتح ودلف منه يامن بابتسامه عريضه وعلبه متوسطة الحجم تحمل إشعار أشهر ماركات الشيكولاته الفاخره، نظرت له بتذمر وأشاحت ببصرها للجهه الأخري دون حديث، ابتسم علي ردة فعلها وأغلق الباب خلفه وهو يقترب منها، وضع العلبه فوق قدمها فنظرت لها بجانب عيناها وهي تري نوعها المفضل من الشيكولاته ولكنها أدعت اللامباله وهي تعيد نظرها كما كان وتبتلع ريقها باشتهاء لتلك الحلوي التي وقعت عيناها عليها..
هتف بابتسامه محبه :
_ مقموصه ليه؟
نظرت له بملامح واجمه وقالت:
_مش مقموصه.
ابتسم بمرح وهو يقول:
_بالبوز ده ومش مقموصه! اومال لو مقموصه هيبقي شكلك ايه!
رمته بنظرة ضيق ولم ترد، فتنهد بهدوء وهو يجلس علي الكرسي المجاور للفراش وقال :
_عشان اتأخرت عليكِ؟
أدمعت عيناها وكأنها طفله صغيره تركها والدها لساعات لتبقي لوحدها فأنتابها الخوف والقلق من عدم وجوده ، أنزلت بصرها للأسفل كي لا يري دموعها ولكن إحمرار وجهها من محاولتها لكبح بكاءها كان واضح ، زالت ملامح وجهه الهادئه واحتلها الضيق من إدراكه لرغبتها في البكاء، اقترب بجسده ليمسك كفها وقال بحنو :
_ أنا آسف، أوعدك مش هسيبك اليوم كله لحد ماتخرجي من هنا.
فلتت دموعها من مقلتيها ولم تستطع التحكم فيها وهي تقول بخفوت وصوت مختنق من البكاء :
_ أنت عارف أني.. بخاف من المستشفى.. و.. وكمان كلام….
قاطعها وهو يقف ثم جلس بجوارها علي الفراش ومد يده ماسحًا دموعها برفق بكف يده وهو يقول :
_ أولاً قولتلك إني آسف بس والله اتأخرت غصب عني كان عندي مشوار مهم عملته وبعدها بابا كلمني وكان عاوزني ضروري في حاجه للشغل، ثانيًا كلام رودينا تنسيه تمامًا وهي عمرها ماهتقربلك ماشي؟
أومأت له ومازالت نظراتها منخفضه، فوضع كفهِ أسفل ذقنها يرفع رأسها له وقال :
_ لو مضحكتيش وفردتي وشك هاخد الشيكولاته ارجعها أنتِ أصلاً شكلك مش عاوزاها.
نظرت له بأعين واسعه وهي تقول سريعًا بينما يدها تحتضن العلبه :
_ لأ طبعًا عاوزاها.
نظر لها بحاجب مرفوع وكأنه ينتظر ابتسامتها كي يسمح لها بتناول الشيكولاته، فابتسمت له بصفاء وحب حقيقيين وأشارت بإصبعها للعلبه متسائله :
_ أفتحها؟

 

 

ابتسم بحنان وهو يقول :
_ افتحيها.
فتحتها والتقطت منها واحده وأكلتها بنهم ولذه، أغمضت عيناها باستمتاع لمذاقها وهو ينظر لها بنظرات تكاد تلتهمها من شدة حبه وشغفه بها وتسائل أليس لحبه لها نهايه!؟ متي سيتوقف عن الإزدياد يومًا بعد يوم، أليس له حد سيتوقف عنده! لقد بات أقرب للهوس بها!!!!
_________(ناهد خالد ) __________
احتضن كفهِ كف يدها أسفل المحرمه البيضاء الصغيره، وهو ينظر لها بأعين لامعه في حين تنظر هي له بخجل تتواري خلفه السعاده، أخذ يردد ما يقوله المأذون بنبره تطير فرحًا، أنتهي من ترديده فاستمع للمأذون يقول :
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، زواج مبارك إن شاء الله.
تنهد غيث براحه وهو يستمع لحديث المأذون الذي يؤكد أنها وأخيرًا أصبحت زوجته، رفع كفها الذي يحتضنه بكفه لشفتيهِ طابعًا قبله عميقه عليهِ وهو يهمس لها بحب :
_ مبروك يا حرم غيث الراوي.
ابتسمت بسعاده وهي تطالعه بخجل وقالت هامسه:
_ الله يبارك فيك، مبروك علينا .
ابتسم لها وهو يحتضن كفها مره أخري،ثم التف للمأذون وسأله :
_ نقدر نستلم القسيمه امتي؟
ابتسم المأذون له وقال :
_ أول ما تتوثق في المحكمه هتصل بيك أبلغك تيجي تستلمها.
أومئ بإيجاب وقال :
_ ماشي، بس ياريت تستعجل ياشيخ عشان محتاجها ضروري..
_ خير إن شاء الله ربنا يعجل.
أومئ له وشكره بابتسامه هادئه وأخذ بيدها وخرجا من المكتب.
ما إن أصبحوا في السياره حتي أطلق غيث تنهيده عميقه وقويه ثم نظر لها بابتسامه وقال :
_ مش مصدق أن أخيرًا حلمنا اتحقق، كنت حاسس أن هيقف بنا ألف حاجز ومش هنوصل للحظه دي.
ولأول مره تأتي المبادره منها حين مدت يدها لتصل لكفهِ وأحكمت قبضتها عليهِ وهي تبتسم له بسعاده وراحه مماثلين لخاصته وقالت :
_ لا صدق يا غيث، صدق عشان احنا مجيناش علي حد في حبنا بالعكس اتنازلنا كتير واتعذبنا أكتر وفضل كل واحد فينا محافظ علي حب التاني في قلبه وقافل عليه، إحنا أخلصنا في حبنا لبعض وربنا بيجازينا علي وجعنا وعذابنا لسنين وإخلاصنا وتضحياتنا، ربنا بيجازينا علي كل حاجه مرَّينا بيها.
ابتسم لها بخبث وهو يقول :
_ لا ده احنا اتجرأنا أوي وبقينا بنمسك الأيد ونبص في العنين ونقول كلام حلو من غير كسوف.
ابتسمت بخجل وهي تنظر له بجانب عيناها وقالت :
_الله مش بقيت جوزي يعني يحقلي.
اقترب قليلاً وهو يقول بأعين تلمع مكرًا :
_ هو يحقلك حاجات تانيه كتير بس…
دفعته بيدها في صدره تبعده عنها وهي تقول بنظرات تحذير :
_ غيث!، يلا عشان نروح.

 

 

رد بتذمر :
_ استني بس هشرحلك يحقلك ايه تاني اا…
قاطعته بحده تواري بها خجلها وقالت :
_ الله! لو مطلعتش حالاً وبطلت كلامك ده هنزل.
نظر للأمام وهو يلوي فمه بسخريه قائلاً بتحسر :
_واضح إن أيامنا الجايه عنب.
هتفت بتحذير :
_ بتقول حاجه يا حبيبي؟
التف لها وابتسم غامزًا وهو يقول :
_ اوبا، حبيبي كمان! الحمد لله اهي بدأت تندع اهي.
أشاحت بنظرها للنافذه وهي تواري ابتسامتها وقالت بحده مصطنعه :
_ يارب نمشي بقي.
أدار مشغل السياره وهو يقول بحنق :
_ أنا معرفش أنتِ مستعجله ليه وكأنك سايبه العيال لوحدهم في البيت!
_________(ناهد خالد) _________
_ خير يابيه بتسأل عن حد؟
قالها البواب وهو يري رجل بجلباب بني يجاوره رجل آخر ببدله سوداء يقف أمام البنايه ويتلفت حوله وكأنه يبحث عن شئ ما..
نظر له منتصر وهو يسألها بصوت أجش :
_ تعرف واحده ساكنه هنه إسمها ملك الدمنهوري؟
أومئ البواب بإيجاب وهو يقول :
_ آه أعرفها دي ساكنه هنا في العماره، أنت قاريبها؟
أومئ وهو يقول :
_ عمها، هي ساكنه في أنهي دور؟
أشار علي أحد الشرفات وهو يقول:
_ الدور الثاني الشقه الي علي اليمين.. بس هي مش هنا.
_اومال فين؟
– نزلت مع غيث باشا من شويه ومشيوا.
ضغط علي أسنانه بغيظ وهو يسأله :
_ غيث الراوي؟
_ ايوه يابيه.
أومأ برأسه عدة مرات وهو يتوعد لهما في سره..
_______( ناهد خالد) ________

 

 

وقف أمام والده وهو يسأله بصوت هادئ :
_ يابا قولي أنت ليك ايد في حوار فلوس غيث؟
وقف مُحسن بغضب وهو يقول :
_ قولتلك لأ، إيه مهتسمعش الحديت من أول مره!
_ طيب كنت فين؟ أنت غايب من الصبح بدري وده مش من عادتك، روحت فين بدري كده ولسه راجع من ساعه.
برق مُحسن بعينيهِ وهو ينهره قائلاً :
_ وه! أنت هتحاسبني إياك! متظبط حديتك يابن مُحسن بدل ما اظبطك اني.
قال صالح بهدوء :
_ يابا أنا مقصدش، بس أرجوك أبعد عن غيث وسيبه في حاله، سيبه يختار طريقه وبلاش تعارضه.
رد مُحسن بضيق:
_ مجتش ناحيته من أساسه.
نظر له صالح بتمعن وهو يسأله :
_ طب تعرف بالورق الي عمي إبراهيم وداه للمحامي؟
توتر مُحسن وهو ينظر لولده متفاجأً من معرفته بأمر كهذا وسأله مدعيًا الجهل:
_ ورج إيه؟
_ورق التنازل عن الورث يابويا، الورق المزور الي معرفش عمي جابه منين ولا جاب توقيع غيث ازاي..
_ مخابرش حاچه ع الي هتتحدت عليه.
نفي صالح برأسه بيأس وهو يقول :
_للأسف، كان نفسي أصدقك بس ملامحك بتقول أنك تعرف.. عمومًا الورق بقي معايا، ولو عاوز تاخده مني يبقي هضطر تخلِص علي ولدك بالأول يا حاچ منصور.
أردف جملته الأخيره بلهجته الصعيديه وهو ينظر له بضيق وتحدي معًا ثم تركه وغادر المكان تحت أنظار أبيه الغاضبه.
______( ناهد خالد) _______
أوقف سيارته أمام البنايه وهو ينظر لها بضيق مصطنع وقال :
_ وصلنا أهو ياستي يارب تكوني ارتحتي.
ابتسمت له بمرح وهي تترجل من السياره ليوقف مشغل سيارته ويترجل هو الآخر، دلفوا للبنايه ليجدوا الحارس غير موجود فقال غيث باستغراب :
_ اومال البواب فين؟
ردت ملك باستغراب :
_ مش عارفه، يمكن راح يجيب طلبات لحد من السكان..

 

 

رفع غيث كتفيهِ بلامباله واتجه معها للداخل، استقلوا المصعد،ليهتف غيث وهو يلتفت لها ويميل ناحيتها قليلاً :
_ علي فكره أنا مخدتش حضن كتب الكتاب..
اتسعت عيناها برهبه وهي تجد نفسها محاصره بينه وبين ظهر المصعد، رفعت سبابتها في وجهه وهي تردد بتوتر :
_ غ.. غيث.. أبعد كده ميصحش…
رفع حاجبه باعتراض وكاد يجيبها لولا توقف المصعد فجأه معلنًا عن وصولهما، زفر بضيق وهو يستدير ليخرج من المصعد بملامح واجمه، خطت قدماه باب المصعد واتبعته هي تتجه لشقتها لتجد من يهتف بصوت مرعب لقلبها :
_ حمد الله على السلامة يابت اخوي.
انتفضت حتي وقع المفتاح من يدها وهي تري عمها واقفًا علي الدرج الصاعد لشقتها ركضت سريعًا تتجه لغيث الذي توقف في منتصف الطرقه علي ذلك الصوت رغم عدم رؤية صاحبه، مسكت في قميصه بقوه وهي تقف خلف ظهره بجسد ينتفض من الخوف، صعد عمها الدرج ليقف أمام شقتها مواجهًا لغيث والرجل الذي معه وقف بجواره مشهرًا سلاحه في وجههما…
تنهد غيث بعمق قبل أن يقول بهدوء :
_ نورت يا حاج منتصر..
رفع كفه في وجه وهو يقول :
_ حديتي مش معاك ياولد الراوي، حديتي مع بت أخوي.
نظر له غيث بهدوء وهو يسأله:
_ عاوز منها ايه؟
احتدت نظراته وهو يقول :
_ عاوزها، عاوز بت أخوي الي خلت سيرتنا علي لسان الخلج ( الخلق)، الي هربت يوم فرحها وحطت راسنا في الأرض من الناس، عاوز أشفي غليلي منها ومن كسرتنا سنين جدام الي يسوي والي ميسواش.
اشتدت قبضتها علي قميصه ليمد ذراعه يجذب كفها محتضنًا إياه يطمئنها وهو يقول لعمها :
_ أيًا كان الي حصل زمان انتوا السبب فيه، وعمومًا الي هتعمله مش هيرجع الزمن ولا هيفيدك بحاجه.
_ لا، هيفيدني، هيشفي نار جلبي ويرفع راسي وأنا راچع بيها چثه.
ضغط غيث علي أسنانه بضيق وهو يقول:
_ ده لو كنتوا في الصعيد لكن أنتوا في اسكندريه يعني كل الي بتقوله ده مش هيفرق مع الناس الي زمنهم نسيوا أصلا ً..

 

 

رد منتصر بإصرار:
_ مهيفرجش معايا هم نسيوا ولا منسيوش الي هيفرج معايا أنها تدفع تمن الي عملته زمان..
فُلتت أعصاب غيث وهو يهتف بضيق :
_ وعمرها هو التمن!؟، فكر بالعقل دي حتي بنت أخوك الله يرحمه الي سابها أمانه في رقبتك.
أخرج سلاحه من جيب جلبابه وهو يشهره في وجه غيث هاتفًا بتحذير :
_ أبعد أنت ملكش صالح بالي هعمله وياها.
رد غيث ببرود :
_ مليش صالح ازاي وهي مراتي.
جحظت أعين الأخير وهو يستمع لتصريحه وصرخ بها بغضب أشتعل بهِ كالجحيم :
_ اتچوزتيه! بجيتِ مرته يابنت ال****، نسيتِ كل الي أهله عملوه فينا، نسيتِ چدك الي اتحبس وأبوكِ الي كان هيتجتل علي يد أبوه، حطيتِ راسنا تحت رِچل ولاد الراوي.
كانت ترتجف من صوته ومن حديثه وهي تنظر له بعين واحده من جوار كتف غيث المتحفزه عضلاته لحديث عمها، اتسعت عيناها بذعر وهي تسمع لحديث عمها يقول :
_ والي خلجني ماهسيبك تتهني بيه بعد كل الي عملتيه فينا .
وفي لحظه هوجاء كانت تخرج رصاصه من مسدسه تتجه لهدفها المنشود حتي أصابته بنجاح..
دوت صراختها وأعينها تكاد تخرج من مكانها وهي تصرخ بجنون وجسده يتهاوي بين ذراعيها بضعف، رددت بصرخه حيه صدرت من حنجرة أصابها الألم :
_ غيـــــــث!!!!!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أيغفر العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!