روايات

رواية أوهام الحب الوردية الفصل الرابع 4 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية الفصل الرابع 4 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية الجزء الرابع

رواية أوهام الحب الوردية البارت الرابع

رواية أوهام الحب الوردية الحلقة الرابعة

احتفلت داليا بحفل زفافها من رامز في قاعة راقية للغاية كلفت الأخير الكثير من الأموال ولكنها لم تكترث لهذا الأمر فكل ما كان يشغل تفكيرها هو مظهرها أمام أصدقائها وأقاربها.
تغضنت ملامح داليا بعدما رأت التهكم الظاهر في نظرات بعض أصدقائها بسبب عدم حضور أمنية وإلهام للزفاف ومباركتهما للعروس التي صارت فردًا من العائلة.
أعلنت إلهام عن عدم قبولها لداليا عروسًا لرامز بعدم حضورها لزفاف ابنها البِكر وقيامها بتهنئته عن طريق اتصال هاتفي مثلها مثل الغرباء.
تملك الغضب من داليا واستطاعت بصعوبة أن تتمكن من السيطرة على أعصابها حتى لا يفسد مظهرها أمام الناس ولكنها كانت تتوعد بداخلها لكل من إلهام وأمنية وأقسمت أنها سوف تجعلهما تندمان على رفضهما لها من أجل إرضاء نادين ووالدتها.
ابتسمت داليا بتصنع وتظاهرت بعدم الاكتراث لمسألة عدم حضور عائلة رامز لحفل الزفاف فالشيء المهم بالنسبة لها الآن هو أنها قد حصلت على هدفها وتزوجت بشاب ميسور الحال سوف تعيش معه حياة مليئة بالرفاهية والبزخ.

 

انتهى وقت الحفل وذهبت داليا برفقة رامز إلى شقتهما التي تبعد عن منزل والدته فقد أصرت داليا على عدم العيش في مكان قريب من عائلة زوجها متعللة بعدم حبهم لها وأنه سوف تحدث مشاكل كثيرة في حال حدث اختلاط بينهما في المعيشة.
أمسك رامز بكف داليا وطبع عليه قبلة حانية وهو يبتسم قائلا بفرحة بعدما لكز نفسه حتى يتأكد من أن كل ما يحدث معه حقيقة وليس حلما ورديا سيستيقظ منه بعد لحظات:
-“أنا مش قادر أوصفلك مقدار السعادة اللي أنا حاسس بيها دلوقتي يا حبيبتي بعد ما أنتِ خلاص بقيتِ مراتي”.
ابتسمت داليا وهتفت برقة وهي تشعر بالانتصار؛ لأنها ربحت الرهان مع أصدقائها وحظيت بزوج أفضل بكثير من أزواج فتيات عائلتها:
-“وأنا كمان مبسوطة أوي يا روحي لأن حلمنا اتحقق واتجوزنا رغم كل المشاكل اللي واجهتنا الفترة اللي فاتت”.
تعمدت داليا بشكل غير مباشر أن تذكر رامزًا بالأمور التي قامت بها أمنية حتى تمنع هذه الزيجة ولكنها فشلت وحدث ما لم تكن تريده.
شعر رامز بالضيق بعدما تذكر الكلام الذي قالته شقيقته قبل يومين في محاولة منها لإيقاف هذا الزواج:
-“فوق يا رامز واعقل وبلاش تعاند وتكابر، أنت لسة معاك وقت وتقدر تلغي كل حاجة”.
صرخ رامز في وجهها مستنكرا حديثها الذي لا يمت للمنطق بصلة:

 

-”أنتِ اتجننتِ يا أمنية؟! أنا خلاص هكتب كتابي على داليا بعد ساعتين وبعدين أنا مش فاهم أنتِ ليه بتكرهي خطيبتي أوي كده على الرغم من أنها كانت صاحبتك؟!”
خففت أمنية من حدة نبرتها حتى تتمكن من إقناعه لأنها لا تريده أن يتورط في زيجة تعلم جيدا أنها ستكون فاشلة وسوف يكون لها أثار مدمرة على حياته:
-“داليا يا رامز مش بنت جميلة وهادية وطيبة زي ما أنت مفكر، دي واحدة جشعة وطماعة وكل اللي يهمها هو الفلوس والسبب اللي خلاها تفضل معاك حتى بعد ما عرفت أنك خاطب نادين هو ظروفك المادية الكويسة جدا مقارنة بالشباب اللي في نفس سنك”.
استرسلت أمنية في الحديث ووصل بها الأمر أن ترجوه حتى يتوقف ولا يقوم بتدمير حياته بيديه:
-“عشان خاطري يا رامز فكر في كلامي وبلاش تنشف دماغك لو سمحت؛ لأن محدش هيتأذي من العناد ده غيرك أنت وصدقني هيجي عليك يوم وتفتكر كل الكلام ده وتتأكد أن كان عندي حق في كل كلمة قولتها دلوقتي”.
انتشل رامز من ذكرياته زوجته التي ربتت على كتفه قائلة بلطف:
-“مالك يا حبيبي، إيه اللي خلاك تسرح فجأة كده؟”
ابتسم رامز وهو يجيب فقد قرر أن يتجاهل حديث أمنية وألا يعيد التفكير في كلامها مرة أخرى:

 

-“مفيش حاجة يا داليا، بلاش تشغلي دماغك وتعالي ناكل أي حاجة من الأكل اللي موجود على السفرة لأني بصراحة جعان أوي”.
سار رامز برفقة زوجته وجلسا على الطاولة وشرعا في تناول الطعام الموضوع أمامهما.
كان رامز يشعر بالسعادة لأنه تزوج بداليا التي أحبها ووقف في وجه الجميع من أجلها ولم يكن يعلم أن تلك الفتاة سوف تقوم بتحويل حياته إلى جحيم وستجعله يعض أصابع الندم على رعونته وتسرعه في الزواج منها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
جلست أمنية داخل غرفتها تشاهد مقطع فيديو من زفاف شقيقها بعدما تم نشره من بعض الأصدقاء المشتركين بينها وبين داليا على الفيس بوك.
تنهدت أمنية بضيق ووضعت الهاتف جانبا وأخذت تتذكر ما حدث بعدما بررت لها داليا مسألة ارتباطها برامز.
تعاطفت أمنية في البداية مع داليا وألقت اللوم كله على أخيها ولكن سرعان ما تحول رأيها بعدما اكتشفت مدى خبث داليا وأنها استغلت سذاجة رامز حتى توقع به في حبها.
اكتشفت أمنية الحقيقة عن طريق المصادفة وكان ذلك عندما خرجت من المدرج وذهبت إلى الكافيتيريا حتى تتحدث مع داليا بشأن كل ما جرى.
رأت أمنية داليا وهي جالسة على إحدى الطاولات برفقة صديقتها “سيرين” فتوجهت نحوهما ولكنها توقفت قبل أن تصل إليهما وتورات عن الأنظار خلف إحدى السيارات بعدما سمعت داليا وهي تقول:

 

-“أنا مستحيل أفكر أفرط في رامز مهما حصل حتى لو الموضوع ده هيأثر بالسلب على صداقتي بأمنية”.
ابتسمت سيرين وغمزت بعينيها قائلة بإعجاب:
-“واضح كده أن الصنارة غمزت وشكلك كده وقعتِ يا داليا ومحدش سمى عليكِ”.
ضحكت داليا بشدة هاتفة باستنكار شديد فهي ليست من ضمن الفتيات اللواتي يتبعن أوهام القلب ولا تسمح لأحد باتهامها بهذا الأمر:
-“بطلي عبط يا سيرين وفكري بعقلك زي ما أنا بعمل، رامز كان مسافر برة ولسة راجع ومعاه فلوس كتير ده غير أنه بدأ يعمل مشروع جديد وفي خلال كام سنة هيبقى واحد غني جدا ولما أتجوزه هعيش مرتاحة ومش هتبهدل زي بنات خالاتي اللي دايقين المُر والفقر دلوقتي لأنهم اتجوزوا من رجالة إمكانياتهم المادية محدودة جدا”.
رمشت سيرين بعينيها محاولة استيعاب الكلام الذي سمعته:
-“كلامك ده معناه أنك اتقربتِ من رامز عن قصد وأنك كنتِ عارفة أنه خاطب بنت خالته وهيتجوزها قريب؟!”
أومأت داليا وبررت تصرفها بردٍ بارد أثار حفيظة سيرين ولكنها قررت أن تصمت ولا تشغل رأسها بأمور لا تخصها:

 

-“الغاية تبرر الوسيلة يا سيرين، وبعدين رامز مكانش بيحب أصلا بنت خالته وأمه هي اللي اختارتها زائد أني أجمل منها بكتير وأستحق أني أتجوز واحد مستواه كويس يناسب جمالي أما اللي زي نادين مش هتبقى مناسبة لرامز اللي لازم يكون ليه زوجة حلوة تشرفه قدام الناس اللي هيتعامل معاهم في الشغل”.
تلك الكلمات جعلت أمنية تستشيط غضبا وتفعل كل ما في وسعها لإيقاف هذه الزيجة ولكنها لم تنجح بسبب عناد شقيقها وإيمانه التام بصحة اختياره.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
تعجبت منى من حال ابنتها الذي تغير في الآونة الأخيرة فهي لم تظهر أي ردة فعل بعدما شاهدت بعض الفيديوهات التي تخص زفاف رامز وكأنها لم تحبه من قبل.
شعرت منى بالقلق على نادين التي كانت تتصرف ببرود وخشيت أن يكون هذا الأمر بادرة لحالة اكتئاب قد تصيب ابنتها بسبب القهر الذي شعرت به بعدما تخلى عنها رامز وارتبط بفتاة مغرورة وحاقدة مثل داليا.
جلست منى بجوار نادين وقررت أن تخبرها بأمر العريس الذي تحدث معها وطلب يدها للزواج:
-“فيه موضوع مهم عايزة أتكلم معاكِ فيه”.
نظرت لها نادين وأظهرت عدم المبالاة وهي تهتف بتساؤل:
-“اتفضلي يا ماما، موضوع إيه اللي عايزة تتكلمي معايا فيه؟”
ابتلعت منى ريقها وتحدثت من بين توترها فهي لا تعلم إذا كانت ابنتها قد تخطت ما حدث لها على يد رامز أم أنها لا تزال

 

تحمل له بعض المشاعر في قلبها الجريح:
-“فيه عريس اتكلم معايا واتقدملك يا نادين ومستني نرد عليه وأنا شايفاه كويس جدا ومناسب ليكِ”.
رفعت نادين حاجبيها قائلة ببرود أذهل والدتها التي لم تكن تتوقع أن تكون ابنتها على علم بهوية العريس:
-“وطبعا العريس ده يبقى الأستاذ آدم اللي قرر يتكلم معاكِ بعد ما أنا رفضته بالذوق بس هو مش متقبل فكرة أنه يترفض”.
استغربت منى كثيرا بعدما رأت تلك الشراسة التي ارتسمت على وجه ابنتها ورفضها القاطع لفكرة الموافقة على الارتباط بآدم.
-“طيب وأنتِ ليه رافضة آدم يا نادين؟! أنا مش شايفة أي سبب منطقي يخليكِ تصممي على رفضه بالشكل ده”.
زفرت نادين بحنق وتنهدت لتحدث والدتها بجدية كاشفة عن بعض من الأوجاع التي تؤلم روحها:
-“بصي يا ماما، الموضوع ملهوش أي دخل بآدم، كل الحكاية هي أني مش مستعدة دلوقتي من الناحية النفسية للارتباط؛ لأني مش عايزة اللي حصل معايا من رامز يتكرر تاني لو آدم اتعرف على واحدة أجمل مني قبل الفرح بفترة قصيرة”.
استكملت نادين بنبرة حزينة وهي تحاول قدر المستطاع ألا تذرف الدموع الحبيسة داخل مقلتيها:
-“أنا مش هقدر أسمع كلام تاني من الناس فيه طعن في سمعتي وشرفي”.
دلفت نادين إلى غرفتها تحت نظرات منى التي أخذت تُحَسبِن على رامز لأنه كسر قلب ابنتها وجعلها تخاف من فكرة

 

الخطبة لأنها تخشى أن ينكسر قلبها للمرة الثانية.
جلست نادين على طرف الفراش وهي تبكي وتردد بداخل رأسها كلمات سمية التي اتصلت بها بعد يومين من انعقاد خطبتها على مراد وأخبرتها أن آدم ابن عمها قد رآها وأعجب بها ويريد أن يتقدم لها.
اعتذرت منها نادين وأخبرتها أنها ليست مستعدة للارتباط وعندما أبلغت سمية آدم بهذا الأمر لم يقتنع بتلك الأسباب التي رأى أنها تافهة وقرر أن يتحدث مع نادين بنفسه.
ساعدت سمية ابن عمها في اللقاء بنادين التي غضبت كثيرا من تصرف صديقتها ولكنها تمالكت أعصابها وأخبرت آدم أنها لا ترفضه لشخصه ولكنها لا تريد الارتباط هذه الفترة.
رفض نادين المتكرر جعل آدم يصر على خطبتها فهو لم يعتد أبدا أن يتم رفضه وبعد حديث دار بينه وبين سمية قرر أن يتحدث مع منى ويطلب منها التقدم لخطبة ابنتها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
مر أربعة أشهر على زواج رامز بداليا وكان كل شيء يسير على ما يرام، فقد باشر رامز في مشروعه وفتح شركة استيراد وتصدير وتحسنت أموره المادية مثلما توقعت داليا التي صارت تتحصل منه على كثير من الهدايا وسط حقد وحسد من قريباتها اللواتي نقمن على أزواجهن بسبب عدم حصولهن منهم على الهدايا الثمينة مثلما يفعل رامز مع زوجته.
تخرجت داليا من الجامعة وازدادت فرحتها بعدما علمت أنها حامل وقد فرح رامز أيضا بهذا الأمر الذي دفعه لارتكاب تصرف

 

طائش لم يحسب حسابًا لعواقبه وهو كتابة شقته باسم داليا التي أوهمته بشكل غير مباشر أنه في حال جرى معه أي شيء سوف تلقي بها إلهام هي وطفله في الشارع ولن تكترث لمصيرهما.
احتضنت داليا زوجها وأمطرته بوابل من عبارات الحب والشكر بعدما علمت أنه قد أمَّن لها حياتها وضمن لها ولطفله حياة كريمة في حال جرى معه أمر سيء حتى لا يتمكن أفراد عائلته من إلحاق الأذى بها.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
-“إيه الكلام اللي أنت بتقوله ده يا مراد؟! إحنا مش اتفقنا على كده، إيه اللي خلاك تغير كلامك دلوقتي؟!”
قالتها سمية بصدمة بعدما أخبرها مراد أنه لن يصحبها معه إلى المحافظة التي يعمل بها مثلما أخبرها في بداية خطبتهما فقد قرر الآن أن يتراجع عن وعده بعد عدة أيام من عقد قرانهما وها هو يخبرها أنه سيجعلها تعيش في الشقة التي اشتراها شقيقه فوق شقة والدته.
-“وفيها إيه يا سمية لما تقعدي مع أمي وأخويا هما هيموتوكِ يعني!! أنا مش فاهم أنتِ مضايقة كده ليه؟!”
نبرة مراد الباردة أثناء الحديث جعلت سمية تغضب بشدة وتتشاجر معه لدرجة أنها خلعت محبسها ووضعته أمامه قائلة بحدة:
-“اتفضل دبلتك، أنا مش عايزاك طالما أنت مش هتلتزم بالاتفاق اللي كان بيننا وياريت تبقى تبعتلي ورقة طلاقي”.
صحيح أن سمية تنتمي لعائلة على قدر جيد من الثراء ولكن هذا الأمر لم يمنعها من الموافقة على الزواج بمراد على الرغم من عدم وجود كفاءة بينه وبينها من الناحية المادية والسبب في ذلك هو عدم اكتراثها لأمر المال مثلما تهتم بأخلاق

 

الشخص الذي ستقترن به وتعيش معه المتبقي من حياتها وإذا كان مراد من ضمن هؤلاء الرجال الذين يخلفون وعودهم فسوف تبتعد عنه وتدعس على قلبها ومشاعرها.
عادت سمية إلى المنزل وأخبرت والدتها بكل ما جرى فضربت جميلة صدرها وصاحت بحدة:
-“حرام عليكِ يا سمية، أنتِ عايزة تنقطيني، مش المفروض تسمعي الأول مبرر مراد قبل ما تديله دبلته وتقوليله مش عايزاك؟!”
هتفت سمية بحزن وهي تبكي بشدة فهي لم تكن تتصور أن يحدث هذا الشجار العنيف بينها وبين مراد:
-“أنا فعلا كان عندي استعداد أسمعه بس طريقته في الكلام استفزتني وكأنه بيقولي لو مش عاجبك اخبطي رأسك في الحيط”.
احتضنتها جميلة وظلت بجوارها إلى أن نامت ثم خرجت من الغرفة واتصلت بمحمد وأخبرته بكل ما جرى وطلبت منه أن يتواصل مع مراد ويفهم منه كل شيء.
مر يومان تجاهل فيهما مراد اتصالات محمد وقرر أن ينهي كل شيء يربطه بسمية ولكن تدخلت والدته وتواصلت مع جميلة وطلبت منها أن تلتقي بها حتى تتوصلا لحلٍ لتلك المشكلة التي حدثت بين سمية ومراد.
-“زي ما أنتِ شايفة يا جميلة، الدنيا بقيت غالية أوي والأحوال مزنقة خالص مع مراد الفترة دي وعشان كده هو اضطر يغير كلامه ويقول لسمية تقعد في شقة كريم بعد جوازهم وهو كان هيفهمها السبب ويقولها أن الوضع ده هيبقى مؤقت لحد ما ربنا يصلح الحال بس للأسف الشديد هي اتعصبت ورمت الدبلة في وشه وطلبت الطلاق وهو أخد الموضوع بحساسية واعتبرها إهانة في حقه”.

 

أومأت جميلة بتفهم وهي تشعر بالغضب من اندفاع ابنتها وتسرعها في الحكم على الأمور دون أن تترك لمن أمامها فرصة لشرح وجهة نظره.
اتصلت ميرڤت بمراد وطلبت منه أن يحضر إلى المطعم وكذلك فعلت جميلة مع سمية فقد قررت أن تضع حدا لهذا الخلاف السخيف الذي جرى بين ابنتها وخطيبها.
وصل كل من مراد وسمية إلى المطعم وشعرا بالضيق بعدما اكتشفا حقيقة تعرضهما للخداع ولكنهما جلسا أمام بعضهما وتحدثا سويا بعد إلحاح من ميرڤت وجميلة.
نظرت له سمية قائلة بعتاب شديد فهي كانت تتوقع أن يتصل بها بعدما تعود إلى المنزل ولكنه تجاهلها ولم يفكر في التواصل معها على مدار اليومين الماضيين:
-”ردة فعلي كانت هتختلف لو أنت اتكلمت معايا بأسلوب كويس ووضحتلي الأمور كلها”.
أشاح مراد ببصره وهو يرد بضيق لأنها ألقت المحبس في وجهه دون أن تسمع مبرره:
-“أنتِ نرفزتيني ومعرفتش أتكلم بسبب عصبيتك”.
استمر الحديث لبعض الوقت وانتهى سوء التفاهم بين سمية ومراد وعادت المياه إلى مجاريها.

 

▪▪▪▪▪▪▪▪▪
على الرغم من مرور وقت طويل على رفض نادين لآدم ولكن إصرار الأخير على الارتباط بها لا يزال موجودا فهو لم يتوقف عن محاولات التحدث معها وإقناعها بالموافقة عليه.
استغربت نادين كثيرا من إصراره فهو لم يكن يعرفها قبل رؤيته لها في حفل خطبة سمية ولم تنشأ بينهما قصة حب حتى يُصر على الزواج بها بهذه الطريقة.
ظلت نادين شاردة في أفكارها وهي تسير في طريق العودة إلى منزلها بعدما أنهت عملها فهي قد وافقت على اقتراح سمية وذهبت للتدريب في مكتب أحد المحامين.
انتفضت نادين وشعرت بالفزع بعدما وجدت أمامها “حمودة” وهو بلطجي يقوم بترويع جميع السكان القاطنين في الحي.
حاولت نادين أن تسير بعيدة عنه ولكنه وقف أمامها يمنعها من التقدم وهو يصيح بصوته الكريه الذي يثير اشمئزازها:
-“على فين يا أبلة؟! هو أنتِ كنتِ سمعتِ الكلام اللي قولته عشان تمشي؟!”
حاولت نادين إخفاء خوفها منه وهي تقول بصرامة:
-“خير يا حمودة، عايز إيه؟! هو فيه أصلا كلام بيننا يستاهل توقفني كده في نص الشارع؟!”
حاولت نادين أن تتهرب منه فهي تخشى أفعاله الإجرامية بعدما خرج من السجن وصار يتعرض لها أكثر من مرة في الآونة الأخيرة بسبب رفضها له.
-“أنا طلبت إيدك وأنتِ مقولتليش هنعمل الخطوبة إمتى؟”

 

كزت نادين على أسنانها وهي ترد بنبرة هادئة محاولة قدر المستطاع ألا تغضبه حتى لا يقوم بإيذائها:
-“أنا مش موافقة عليك أصلا؛ لأني مش عايزة أتخطب دلوقتي”.
صرخت نادين بعدما أخرج حمودة المدية ولوح بها أمام وجهها صائحا بحدة:
-”نعم يا أختي!! سمعيني كده أنتِ قولتي إيه؟! اسمعي يا بنت أنتِ، أنا خطوبتي عليكِ هتكون الخميس الجاي ولو رفضتِ هقطع وشك ده بالمطوة وابقي قابليني لو حد بص في خلقتك بعد ما أعمل فيكِ كده”.
استطرد بنبرة هازئة وهو ينظر إلى ملامحها التي يظهر عليها الذعر:
-“وبعدين احمدي ربنا أصلا أني بصيت في وشك بعد ما ابن خالتك سابك لأنه أخد منك اللي هو عايزه من غير جواز وأنتِ مبقاش ليكِ لازمة بالنسبة ليه”.
لم تتمالك نادين أعصابها بعدما سمعت كلمات حمودة الذي طعن في شرفها ولهذا السبب رفعت كفها وهبطت على وجنته بصفعة قوية أدارت وجهه للجهة الأخرى.
توحشت نظرات حمودة بعدما تلقى هذه الصفعة فأخذت نادين تتراجع للخلف بينما هو يتقدم نحوها وهو يشهر المدية في وجهها مؤكدا لها من خلال نظراته أنه سوف يقضي عليها في خلال لحظات لأنها تجرأت على إهانته أمام نساء منطقته اللواتي يتابعن ما يحدث من خلال نوافذ منازلهن.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أوهام الحب الوردية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى